فاطمة عبيدات
14/01/2009, 09:40 PM
بحالةٍ صحيةٍ(ألف،ألف)
تنتهي من تكاليفِ يومكَ،وتحملُ عُبابَ نفسكَ. وتَهْمُ بذاتكَ مُتْجهاً نحو البيت. –هكذا فعلتُ أنا-.
عندما وصلتُ مشارفَ(منزلي)، دخلتُ من البابِ بلا استئذان،هذا بيتي،فعلاما آخذُ (تصريحاً للدخول). ألقيتُ التحية على الإنسِ والجآن،ومن معهمْ من الملائكةِ. وخلعتُ عني أعباءُ الإرتحالِ،النفسيّ والجسديّ والعقليّ.
ألقيتُ حقيبتي بما تحوي من بشرٍ وثقافاتٍ،وقصاصاتِ إعلاناتٍ،وبقايا (حلوياتْ،ومُسلّياتْ). انتشلتُ أوتادها من على كتفي واتخذتُ مكاني المعهود أمام التلفاز.لسْتُ منْ عشاقِ هذا الجهاز،(لكنَّ الوضعَ يحتاجُ إلى المتابعةِ المكثفةِ للإطلاعِ على آخر مستجدات ذبحنا).
خلعتُ حجابي وأسدلتُ رِباطَ حذائي الرياضي، إذْ يقالُ أن الدين توقفَ بِرِكابه خارجَ عتباتِ باب المنزلْ. فاقتنستُ لنفسي بعضاً من الراحةِ واجتذبتُ(كأسي المعهودة)،دلقتُ في حيّزها (عصير التفاح المتفقِ عليه)،وأضْأتُ التلفاز. نظراً لأن رحلتي في أكنافِ المجهولِ، قد تطولُ. عدلّتُ من جلستي؛ وانغمرتُ في داخل الكنبة،أشْتَمُ روائح العُصُورِ التي تراكمتْ عليها،وأنا من هذه التراتيبةِ القابعةِ فيها. ولكي أستزيدَ من الراحةِ جرعةً أخرى،أمسكتُ بذاكَ الكرسيِّ اليتيمِ،ووضعته تحتَ قدميّ مُمددةً إياهما فوقه. كلُّ هذا (وأنا في حالةٍ صحيةٍ جيدةَ).
مؤشراتُ الكوليسترول،وضغطُ الدمْ، نبضاتُ القلبِ،وترانيمُ الدماغِ. كلُّ هذا وأنا في حالةٍ صحيةٍ ممتازةَ. لونُ الحَوَرِ يُشيرُ إلى العافيةِ الكاملة، وحرارةُ الجسمِ تتراوحُ على ضفافِ 37 درجة،كلُّ هذا يخرجُ بنتاجٍ مفادهُ----حالةٌ صحيةٌ لا بأس بها.
لا أعلمُ الترتيبَ الأبجدي للقنواتِ الفضائية، فتركتُ العشوائية تأخذُني حيثما شاءتْ. من كثْرةِ ما أملكُ من حظٍ جميلٍ ساقني القدرُ إلى قناة(إلبسي)،
.(LBC)
وقلتُ في نفسي، أنا في المكان الخطأ. فغيرتُ عن هذه المحطة. وإذا بالحظِ يرافقني مرةً أخرى،إنها (قناة المملكة الأردنية الهاشمية)،فَصَمتُ أسمعُ ما لديهمْ. ذهبَ جلالةُ الملكْ،خرجَ جلالةُ الملكْ،تبرعَ جلالةُ السمو المعظمْ، جادَ علينا أبو عبدالله رفعَ الله من شأنه بجوار الأمواتِ لا الأحياءْ. فبدأتْ حالتي النفسية بالإعياء،فغيرتُ عن المحطة. وإذا بترحالي يحطُّ على قناتُنا المحلية. قلتُ: لا بأسَ في الإطلاع على آخر الوقائع لهذا اليومْ. وفجأة تذكرتُ بأن هذه المذيعة هيَّ نفسها التي شاهدتها قبلَ 4 سنين وقبل 5 سنين،فقلتُ في سرّي؛ ألا تُوجدُ وجوهٌ جديدة. فغيرتُ عن المحطة.
تركتُ (الريموت) يذهبُ حيثُما شاء، فحالةُ المللِ كانت تستبيحني. إنَّها روتانا، وما هذا الفيديو كليبْ؟ أهوَ جديدٌ على الساحةِ الغنائية. لا حاجةَ لي بهذهِ الترّهاتْ، فأنا أعشقُ الطربْ، وهذا لم يكن موعداً يحلو فيه الطربْ. فغيرتُ عنْ المحطة. وتَنقلتُ من القنواتِ المحلية المغربيةِ التي لم أفهمْ من (عربيتها) شيئااااااا نظراً لأني لا أُجيدُ الفرنسية ولا الإيطالية ولا الإسبانية. ولمْ أُفلحْ في متابعةِ القنواتِ الخليجية. لأنها كانتْ تشتملُ على أحجامٍ ضخمةٍ من البشرِ، (مدهونونَ بألوانِ الطيفِ السبعة)،ومجملُ كلامهمْ، (طبختنا اليوم الكبسة)، ولكنتهم في الكلام جعلتني في حاجةٍ إلى مترجمٍ لغوي. لا بأسَ في لكنتهمْ،ولكنَّ مزاجي لم يكنْ في حاجةٍ للإرهاقْ.
فارتفع الضغط عندي،وابتدأ عَرَقي بالتصببْ، بالرغمِ من أنَّ الجوَ عاصفٌ،مجتاحٌ من رياحٍ خماسينية.
قلتُ: علَّ القنواتَ الإخباريةِ تحملُ في جعبتها شيئاً مختلفاً،فاتجهتُ إلى (المنار)،(الأقصى)،
(mbc)،
(لم أتوجه لقناةِ العربية) وأشعرُ بالأسفِ حيالَ الأفرادِ الذينَ همْ في كنَفِها. إنَهمْ مجردُ ممثلينَ لسياسيةٍ صهيوإماراتية. توجهتُ للجزيرةِ، التي تَبثُ معاناتنا وجراحاتنا، وبعضاً من (تمظهرِ) العربِ لنا.
فصرختُ متأجِجَةً؛ ألا يوجدُ شيءٌ يخففُ من وطأة الأوضاع وهذا الظلمْ،وبما أني لستُ في حاجةٍ للمزيدِ من الآلامِ وتفتقاتِ الصراخْ،غيرتُ عن كافةِ المحطاتْ الإخبارية.
وبقيتُ على هذا (المنوال)، بلا فائدةٍ أو طائل.
نبضاتُ القلبِ اختلَّ توازنها لديّْ، والغثيانُ استفحلَ في أجهزتي العضوية. إنّي على وشكِ الإنهيارْ. فأمسكتُ (بالريموتْ) وضربته في عُرضِ الحائطِ. فتناثرَ أشلاءً، وبقايا تلعنُ الساعةَ التي وقعتْ من خلالها بينَ براثنِ سطوتي.
ونظراً لأنّ هذه الحالةُ متكررةَ، كانَ هناكَ بديلٌ آخر لذاك الفقيد السابق(الريموتْ).
أحضرته وعدتُ إلى سابقِ جلستي،مع الإستزادة مما نفذ من جعبتي (عصيرُ التفاح).
وقررتُ،أجلْ قررتُ تماشياً مع حالتي الصحية المزرية أنْ أستحضرَ الدواءَ، لكي لا أغوصَ في مخاضاتِ الأوجاعْ.
فغيرتُ عنْ كافة المحطاتِ واتجهتُ إلى (سبيس تون)، واستمتعتُ جداً في مشاهدةِ (كابتن ماجد)و(سلام دانك)و(داي الشجاع)و(ليدي ليدي)و(صاحب الظلِ الطويل)و(سالي) والكثيرِ الكثيرِ من حلقاتْ الرسومْ المتحركة.
إلى أنْ سمعتُ أمي تُنادي،
فاااااااطمة،حانَ موعدُ الإستيقاظْ، إنَّها الساعة (5:30) صباحاً،قووومي فلا متَّسعَ من الوقت تمتلكينْ. هيّاااا عليكِ النُهوضَ للذهابِ إلى الجامعةَ، لن يفيدَ النومْ، قومي. أتُريدينَ التأخُرَ على (المحاسيم)=(حواجز تفتيش اسرائيلية). هيااااا استفيقي حانَ موعدُ الفجرِ الجديد. وبما أنّي ممن يُدْرَجونَ تحت قائمةِ (الحذرينَ جداَ في نومهم)،بمعنى (نومهم خفيف جداً)، أجبتها نعمممممممممممم، لقدْ استيقظتْ.
.
فاطمة عبيدات---------- القدس-المحتلة
تنتهي من تكاليفِ يومكَ،وتحملُ عُبابَ نفسكَ. وتَهْمُ بذاتكَ مُتْجهاً نحو البيت. –هكذا فعلتُ أنا-.
عندما وصلتُ مشارفَ(منزلي)، دخلتُ من البابِ بلا استئذان،هذا بيتي،فعلاما آخذُ (تصريحاً للدخول). ألقيتُ التحية على الإنسِ والجآن،ومن معهمْ من الملائكةِ. وخلعتُ عني أعباءُ الإرتحالِ،النفسيّ والجسديّ والعقليّ.
ألقيتُ حقيبتي بما تحوي من بشرٍ وثقافاتٍ،وقصاصاتِ إعلاناتٍ،وبقايا (حلوياتْ،ومُسلّياتْ). انتشلتُ أوتادها من على كتفي واتخذتُ مكاني المعهود أمام التلفاز.لسْتُ منْ عشاقِ هذا الجهاز،(لكنَّ الوضعَ يحتاجُ إلى المتابعةِ المكثفةِ للإطلاعِ على آخر مستجدات ذبحنا).
خلعتُ حجابي وأسدلتُ رِباطَ حذائي الرياضي، إذْ يقالُ أن الدين توقفَ بِرِكابه خارجَ عتباتِ باب المنزلْ. فاقتنستُ لنفسي بعضاً من الراحةِ واجتذبتُ(كأسي المعهودة)،دلقتُ في حيّزها (عصير التفاح المتفقِ عليه)،وأضْأتُ التلفاز. نظراً لأن رحلتي في أكنافِ المجهولِ، قد تطولُ. عدلّتُ من جلستي؛ وانغمرتُ في داخل الكنبة،أشْتَمُ روائح العُصُورِ التي تراكمتْ عليها،وأنا من هذه التراتيبةِ القابعةِ فيها. ولكي أستزيدَ من الراحةِ جرعةً أخرى،أمسكتُ بذاكَ الكرسيِّ اليتيمِ،ووضعته تحتَ قدميّ مُمددةً إياهما فوقه. كلُّ هذا (وأنا في حالةٍ صحيةٍ جيدةَ).
مؤشراتُ الكوليسترول،وضغطُ الدمْ، نبضاتُ القلبِ،وترانيمُ الدماغِ. كلُّ هذا وأنا في حالةٍ صحيةٍ ممتازةَ. لونُ الحَوَرِ يُشيرُ إلى العافيةِ الكاملة، وحرارةُ الجسمِ تتراوحُ على ضفافِ 37 درجة،كلُّ هذا يخرجُ بنتاجٍ مفادهُ----حالةٌ صحيةٌ لا بأس بها.
لا أعلمُ الترتيبَ الأبجدي للقنواتِ الفضائية، فتركتُ العشوائية تأخذُني حيثما شاءتْ. من كثْرةِ ما أملكُ من حظٍ جميلٍ ساقني القدرُ إلى قناة(إلبسي)،
.(LBC)
وقلتُ في نفسي، أنا في المكان الخطأ. فغيرتُ عن هذه المحطة. وإذا بالحظِ يرافقني مرةً أخرى،إنها (قناة المملكة الأردنية الهاشمية)،فَصَمتُ أسمعُ ما لديهمْ. ذهبَ جلالةُ الملكْ،خرجَ جلالةُ الملكْ،تبرعَ جلالةُ السمو المعظمْ، جادَ علينا أبو عبدالله رفعَ الله من شأنه بجوار الأمواتِ لا الأحياءْ. فبدأتْ حالتي النفسية بالإعياء،فغيرتُ عن المحطة. وإذا بترحالي يحطُّ على قناتُنا المحلية. قلتُ: لا بأسَ في الإطلاع على آخر الوقائع لهذا اليومْ. وفجأة تذكرتُ بأن هذه المذيعة هيَّ نفسها التي شاهدتها قبلَ 4 سنين وقبل 5 سنين،فقلتُ في سرّي؛ ألا تُوجدُ وجوهٌ جديدة. فغيرتُ عن المحطة.
تركتُ (الريموت) يذهبُ حيثُما شاء، فحالةُ المللِ كانت تستبيحني. إنَّها روتانا، وما هذا الفيديو كليبْ؟ أهوَ جديدٌ على الساحةِ الغنائية. لا حاجةَ لي بهذهِ الترّهاتْ، فأنا أعشقُ الطربْ، وهذا لم يكن موعداً يحلو فيه الطربْ. فغيرتُ عنْ المحطة. وتَنقلتُ من القنواتِ المحلية المغربيةِ التي لم أفهمْ من (عربيتها) شيئااااااا نظراً لأني لا أُجيدُ الفرنسية ولا الإيطالية ولا الإسبانية. ولمْ أُفلحْ في متابعةِ القنواتِ الخليجية. لأنها كانتْ تشتملُ على أحجامٍ ضخمةٍ من البشرِ، (مدهونونَ بألوانِ الطيفِ السبعة)،ومجملُ كلامهمْ، (طبختنا اليوم الكبسة)، ولكنتهم في الكلام جعلتني في حاجةٍ إلى مترجمٍ لغوي. لا بأسَ في لكنتهمْ،ولكنَّ مزاجي لم يكنْ في حاجةٍ للإرهاقْ.
فارتفع الضغط عندي،وابتدأ عَرَقي بالتصببْ، بالرغمِ من أنَّ الجوَ عاصفٌ،مجتاحٌ من رياحٍ خماسينية.
قلتُ: علَّ القنواتَ الإخباريةِ تحملُ في جعبتها شيئاً مختلفاً،فاتجهتُ إلى (المنار)،(الأقصى)،
(mbc)،
(لم أتوجه لقناةِ العربية) وأشعرُ بالأسفِ حيالَ الأفرادِ الذينَ همْ في كنَفِها. إنَهمْ مجردُ ممثلينَ لسياسيةٍ صهيوإماراتية. توجهتُ للجزيرةِ، التي تَبثُ معاناتنا وجراحاتنا، وبعضاً من (تمظهرِ) العربِ لنا.
فصرختُ متأجِجَةً؛ ألا يوجدُ شيءٌ يخففُ من وطأة الأوضاع وهذا الظلمْ،وبما أني لستُ في حاجةٍ للمزيدِ من الآلامِ وتفتقاتِ الصراخْ،غيرتُ عن كافةِ المحطاتْ الإخبارية.
وبقيتُ على هذا (المنوال)، بلا فائدةٍ أو طائل.
نبضاتُ القلبِ اختلَّ توازنها لديّْ، والغثيانُ استفحلَ في أجهزتي العضوية. إنّي على وشكِ الإنهيارْ. فأمسكتُ (بالريموتْ) وضربته في عُرضِ الحائطِ. فتناثرَ أشلاءً، وبقايا تلعنُ الساعةَ التي وقعتْ من خلالها بينَ براثنِ سطوتي.
ونظراً لأنّ هذه الحالةُ متكررةَ، كانَ هناكَ بديلٌ آخر لذاك الفقيد السابق(الريموتْ).
أحضرته وعدتُ إلى سابقِ جلستي،مع الإستزادة مما نفذ من جعبتي (عصيرُ التفاح).
وقررتُ،أجلْ قررتُ تماشياً مع حالتي الصحية المزرية أنْ أستحضرَ الدواءَ، لكي لا أغوصَ في مخاضاتِ الأوجاعْ.
فغيرتُ عنْ كافة المحطاتِ واتجهتُ إلى (سبيس تون)، واستمتعتُ جداً في مشاهدةِ (كابتن ماجد)و(سلام دانك)و(داي الشجاع)و(ليدي ليدي)و(صاحب الظلِ الطويل)و(سالي) والكثيرِ الكثيرِ من حلقاتْ الرسومْ المتحركة.
إلى أنْ سمعتُ أمي تُنادي،
فاااااااطمة،حانَ موعدُ الإستيقاظْ، إنَّها الساعة (5:30) صباحاً،قووومي فلا متَّسعَ من الوقت تمتلكينْ. هيّاااا عليكِ النُهوضَ للذهابِ إلى الجامعةَ، لن يفيدَ النومْ، قومي. أتُريدينَ التأخُرَ على (المحاسيم)=(حواجز تفتيش اسرائيلية). هيااااا استفيقي حانَ موعدُ الفجرِ الجديد. وبما أنّي ممن يُدْرَجونَ تحت قائمةِ (الحذرينَ جداَ في نومهم)،بمعنى (نومهم خفيف جداً)، أجبتها نعمممممممممممم، لقدْ استيقظتْ.
.
فاطمة عبيدات---------- القدس-المحتلة