عامرحريز
26/12/2006, 04:28 PM
توقيف مجلة مغربية نشرت نكتا مسيئة إلى الإسلام
المجلة رُفغت عليها دعوى قضائية وصدر ضدها بلاغان من هيئتين رسميتين (الجزيرة)
الحسن السرات -الرباط
صادرت الحكومة المغربية مساء الأربعاء الماضي، استنادا إلى الفصل 66 من قانون الصحافة، العدد الأخير من مجلة "نيشان" الأسبوعية من الأكشاك والطرق العمومية، ومنعت إذاعتها بأي وجه من الوجوه.
وتواجه الأسبوعية المذكورة دعوى قضائية رُفعت ضدها بسبب نشرها ملفا حول بعض النكت، قالت إنها متداولة بين المغاربة.
وتضمن الملف مقاطع ونكتا رأى فيها الكثيرون استهزاء بالدين الإسلامي والملكية، واعتبروها مسيئة إلى الله والرسل والملائكة والصحابة.
وقال بلاغ للوزارة الأولى إنها منعت المجلة أخذا بعين الاعتبار للمقتضيات الدستورية التي تنص على أن الإسلام هو دين الدولة في المغرب، مذكرا بالصفة الدينية التي يضطلع بها الملك، ومشيرا إلى ما "يشكله نشر هذه النكات من مس بمشاعر الشعب المغربي".
ورغم أن "نيشان" اعتذرت عما نشرته، فإن الشرطة القضائية استدعت مسؤولي المجلة صباح يوم الأربعاء للتحقيق معهم حول الملف.
وقال محمد يتيم، مستشار تحرير جريدة "التجديد" المغربية، إن ما نشرته "نيشان" "تجاوز حد حرية التعبير والرأي إلى الإساءة لدين الشعب المغربي ومقدساته، وهو ما يجرمه القانون".
وأضاف يتيم، في تصريح للجزيرة نت، "نحن مع حرية التعبير وندعو إلى تعزيزها وتقويتها في بلدنا، لكن ليس إلى حد التجرؤ على الإساءة إلى الدين ومقدسات الأمة وخرق القوانين المنظمة لمهنة الصحافة".
واعتبر أن اعتذار المجلة غير كاف، واصفا إياه بأنه "أشبه ما يكون باعتذار البابا عندما أساء إلى الإسلام في محاضرته المشهورة".
وقال عبد الفتاح رحمون -الذي رفع الدعوى ضد مجلة "نيشان" هو وبعض زملائه المشرفين على الموقع الإلكتروني "خرافة دوت كوم"- "إن كانت الحكومة ستقاضي الأسبوعية وفق القانون الجنائي، فسوف نغلق ملفنا ونحضر في جلسات المحكمة، وفي حالة عدم المحاكمة فإننا سنتابع إجراءاتنا باستشارة محامينا".
وأضاف، في حديث للجزيرة نت، أن المجلة اتصلت به لثنيه عن متابعة الدعوى لكنه رفض، وأكد أن ما نشرته أفظع من الرسوم الدانماركية المسيئة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم.
وينوي رحمون وزملاؤه، تأسيس جمعية وطنية للدفاع عن الإسلام، ولم يستبعد أن يتطور الأمر إلى وقفات ومسيرات ضد المسيئين إلى مقدسات المغرب وثوابته.
ردود فعل
وقالت "جمعية الدعوة إلى القرآن والسنة"، في بيان لها، إن ما نشر يأتي ضمن "سلسلة متتابعة من الطعن في الرسول صلى الله عليه وسلم والطعن في الصحابة، والطعن في شعائر الإسلام وفي السمت الإسلامي، والطعن في (صحيح) البخاري".
وأصدر المجلس العلمي الأعلى والرابطة المحمدية لعلماء المغرب، وهما هيئتان تابعتان لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية، بيانين في الموضوع.
وقال بيان المجلس، الذي حصلت الجزيرة نت على نسخة منه، إن "المجلس العلمي الأعلى ومن حوله كل علماء الأمة وعالماتها يستنكر المنشور المذكور ويدينه ويندد به لما تضمنه من منكر القول وزوره على سبيل النكتة والتهكم".
وأكدت الرابطة المحمدية للعلماء، في بلاغها، أنها وهي تستنكر هذا "الصنيع الشين"، فإنها ترى فيه "إخلالا بالالتزام الضمني باحترام مقدسات المغاربة ومكونات هويتهم".
اعتذار ودفاع
واعتذرت مجلة "نيشان" عما نشرته، وقالت في بيان موّقع باسم "هيئة تحرير مجلة (نيشان)"، تلقت الجزيرة نت بنسخة منه، "إننا نتفهم أن تكون بعض النكت قد خدشت مشاعر بعض المواطنين، ونحن نقدم لهم اعتذارنا عن ذلك".
وأضاف البيان "لم يكن هدفنا أبدا مس أو جرح مشاعر أي مسلم، ولم يكن طبعا في نيتنا الهجوم على الإسلام، لسبب بسيط هو أننا مسلمون، لكن الحكومة المغربية، برأينا، ضخمت القضية بشكل مبالغ فيه".
وقال مدير الأسبوعية ورئيس تحريرها، إدريس كسيكس، "إن الضحك في مثل هذه المواضيع ذهب أبعد مما هو عليه الآن بكثير"، معتبرا أن ردود الفعل التي حصلت حول ملف النكت تشكل "تراجعا في مفهوم حرية التعبير".
وطالبت منظمة "مراسلون بلا حدود" الحكومة المغربية بالتراجع عن منع الأسبوعية، واعتبرت مصادرتها ومنعها اعتداء على حرية الرأي.
المصدر .. الجزيرة
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/49277B0F-2CC8-4B4A-91FA-9AFD2C56AA40.htm
المجلة رُفغت عليها دعوى قضائية وصدر ضدها بلاغان من هيئتين رسميتين (الجزيرة)
الحسن السرات -الرباط
صادرت الحكومة المغربية مساء الأربعاء الماضي، استنادا إلى الفصل 66 من قانون الصحافة، العدد الأخير من مجلة "نيشان" الأسبوعية من الأكشاك والطرق العمومية، ومنعت إذاعتها بأي وجه من الوجوه.
وتواجه الأسبوعية المذكورة دعوى قضائية رُفعت ضدها بسبب نشرها ملفا حول بعض النكت، قالت إنها متداولة بين المغاربة.
وتضمن الملف مقاطع ونكتا رأى فيها الكثيرون استهزاء بالدين الإسلامي والملكية، واعتبروها مسيئة إلى الله والرسل والملائكة والصحابة.
وقال بلاغ للوزارة الأولى إنها منعت المجلة أخذا بعين الاعتبار للمقتضيات الدستورية التي تنص على أن الإسلام هو دين الدولة في المغرب، مذكرا بالصفة الدينية التي يضطلع بها الملك، ومشيرا إلى ما "يشكله نشر هذه النكات من مس بمشاعر الشعب المغربي".
ورغم أن "نيشان" اعتذرت عما نشرته، فإن الشرطة القضائية استدعت مسؤولي المجلة صباح يوم الأربعاء للتحقيق معهم حول الملف.
وقال محمد يتيم، مستشار تحرير جريدة "التجديد" المغربية، إن ما نشرته "نيشان" "تجاوز حد حرية التعبير والرأي إلى الإساءة لدين الشعب المغربي ومقدساته، وهو ما يجرمه القانون".
وأضاف يتيم، في تصريح للجزيرة نت، "نحن مع حرية التعبير وندعو إلى تعزيزها وتقويتها في بلدنا، لكن ليس إلى حد التجرؤ على الإساءة إلى الدين ومقدسات الأمة وخرق القوانين المنظمة لمهنة الصحافة".
واعتبر أن اعتذار المجلة غير كاف، واصفا إياه بأنه "أشبه ما يكون باعتذار البابا عندما أساء إلى الإسلام في محاضرته المشهورة".
وقال عبد الفتاح رحمون -الذي رفع الدعوى ضد مجلة "نيشان" هو وبعض زملائه المشرفين على الموقع الإلكتروني "خرافة دوت كوم"- "إن كانت الحكومة ستقاضي الأسبوعية وفق القانون الجنائي، فسوف نغلق ملفنا ونحضر في جلسات المحكمة، وفي حالة عدم المحاكمة فإننا سنتابع إجراءاتنا باستشارة محامينا".
وأضاف، في حديث للجزيرة نت، أن المجلة اتصلت به لثنيه عن متابعة الدعوى لكنه رفض، وأكد أن ما نشرته أفظع من الرسوم الدانماركية المسيئة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم.
وينوي رحمون وزملاؤه، تأسيس جمعية وطنية للدفاع عن الإسلام، ولم يستبعد أن يتطور الأمر إلى وقفات ومسيرات ضد المسيئين إلى مقدسات المغرب وثوابته.
ردود فعل
وقالت "جمعية الدعوة إلى القرآن والسنة"، في بيان لها، إن ما نشر يأتي ضمن "سلسلة متتابعة من الطعن في الرسول صلى الله عليه وسلم والطعن في الصحابة، والطعن في شعائر الإسلام وفي السمت الإسلامي، والطعن في (صحيح) البخاري".
وأصدر المجلس العلمي الأعلى والرابطة المحمدية لعلماء المغرب، وهما هيئتان تابعتان لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية، بيانين في الموضوع.
وقال بيان المجلس، الذي حصلت الجزيرة نت على نسخة منه، إن "المجلس العلمي الأعلى ومن حوله كل علماء الأمة وعالماتها يستنكر المنشور المذكور ويدينه ويندد به لما تضمنه من منكر القول وزوره على سبيل النكتة والتهكم".
وأكدت الرابطة المحمدية للعلماء، في بلاغها، أنها وهي تستنكر هذا "الصنيع الشين"، فإنها ترى فيه "إخلالا بالالتزام الضمني باحترام مقدسات المغاربة ومكونات هويتهم".
اعتذار ودفاع
واعتذرت مجلة "نيشان" عما نشرته، وقالت في بيان موّقع باسم "هيئة تحرير مجلة (نيشان)"، تلقت الجزيرة نت بنسخة منه، "إننا نتفهم أن تكون بعض النكت قد خدشت مشاعر بعض المواطنين، ونحن نقدم لهم اعتذارنا عن ذلك".
وأضاف البيان "لم يكن هدفنا أبدا مس أو جرح مشاعر أي مسلم، ولم يكن طبعا في نيتنا الهجوم على الإسلام، لسبب بسيط هو أننا مسلمون، لكن الحكومة المغربية، برأينا، ضخمت القضية بشكل مبالغ فيه".
وقال مدير الأسبوعية ورئيس تحريرها، إدريس كسيكس، "إن الضحك في مثل هذه المواضيع ذهب أبعد مما هو عليه الآن بكثير"، معتبرا أن ردود الفعل التي حصلت حول ملف النكت تشكل "تراجعا في مفهوم حرية التعبير".
وطالبت منظمة "مراسلون بلا حدود" الحكومة المغربية بالتراجع عن منع الأسبوعية، واعتبرت مصادرتها ومنعها اعتداء على حرية الرأي.
المصدر .. الجزيرة
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/49277B0F-2CC8-4B4A-91FA-9AFD2C56AA40.htm