هري عبدالرحيم
15/01/2009, 08:14 PM
نظمت جمعية ىباء ثانوية فاطمة الزهراء بتنسيق مع نيابة وزارة التربية الوطنية بمنطقة الفداء مرس السلطان، حفل تكريم للأستاذ عبد الحميد الغرباوي على إثر صدور مجموعته القصصية الأخيرة:" أكواريوم".
كان الأستاذ الغرباوي حاضرا وكانت غزة حاضرة إلى جانب ثلة من الكتاب أعضاء اتحاد كتاب المغرب.
وبما أن حزننا على ما يقع في غزة أنسانا تقديم الإصدار الجديد لأستاذنا عبد الحميد، فإننا نعده بالعودة إليه متى حطت الحرب أوزارها وعادت السكينة لأهلنا وإخواننا في غزة.
وفي ما يلي أقدم لكم كلمة الأستاذ عبد الحميد الغرباوي التي ألقاها في حفل التكريم، والتي أتت حزينة كأيامنا التي نرى فيها إخوة لنا تسحقهم أعتى آلة حرب، والعالم يرى ويسمع، كلمة كانت غزة حاضرة فيها بقوة:
تكــــريم تحت القصف
الحمد لله الذي جمعنا في هذا الحفل على المحبة الخالصة و الكلمة الصادقة...
و أشكره تعالى أن أمتعني بهذه الأمسية و بهذه الباقة من الوجوه النضرة التي أبت إلا أن تحتفي بي، اعترافا منها بما قدمته من عطاء أدبي و إبداعي على مدار ثلاثين سنة..
و إن كنت في الواقع غير مقتنع بما قدمت، و قولي هذا ليس من قبيل النقر على أوتار عواطفكم، لأحظى باعتراف أكبر، و أوكد، بل هو الحقيقة، فما قدمته يمثل عطاء متواضعا...
و لعمري كلما تعمقت المحبة في الوجدان، زاد الألق وعظمت البهجة...
و تكريمكم لي في هذه الساعة، عربون هذه المحبة التي ستمنحني دفقا غزيرا و شحنة هائلة من الحيوية و النشاط للمزيد من العطاء...
لا أخفي عنكم، أني، في آخر لحظة، ترددت كثيرا، في الموافقة على إقامة هذا التكريم...
منذ حين كنت متحمسا، و كنت أعد الثواني و الدقائق و الساعات و الأيام،...
كنت أنتظر هذه اللحظة و كلي شوق و لهفة إلى معانقة الأحبة في أجواء احتفالية خاصة، إلى أن حل بأهلنا في غزة ما حل، فتغير كل شيء...
ما عاد للضحك معنى
و لا للابتسامة معنى
و لا للعناق معنى
و لا للفرح جدوى..
فقط ابتسامة جميلة...
الطفلة الفلسطينية التي بترت ساقاها، و شوهت و هي في ربيع عمرها، فقط ابتسامتها التي ابتزت الحلاوة و الدفء و الروعة من ثغور كل جميلات و فاتنات العالم هي التي لها الآن معنى و رسالة،...
وحدها ، ابتسامتها،قصيدة عصماء تباهي بها جميلة الفلسطينية فطاحل الشعر و أمراء البيان...
بحثت عن مبرر يدفعني إلى أن ألبي طلب الأحبة، و طلب الحبيب لا يرد...
أما كان الأجدر بنا أن نحزن، بل أن نختبئ في بيوتنا خجلا مما يحدث،
خجلا من عجزنا عن أن نهب لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من عمق براثن الحقد الصهيوني، الحارق و الذي إلى هذه اللحظة يتمادى في غيه و تجاهله لبكاء و أنين و صراخ الأطفال والأمهات،
يتمادى في تجاهله لكل النداءات و الاستغاثات
و لكل أنواع المظاهرات و المسيرات الاحتجاجية....
يقصف بكل وحشية وهمجية، وهو يعي تماما ما يفعل،
يقصف المدنيين بلا رحمة وبلا هوادة،
ويهدم البيوت على رؤوس أصحابها،
ويجرب آخر ما توصلت إليه التقنية الأمريكية من مخترعات تدميرية مرعبة؟...
هم هناك، و نحن هنا...
يتملكني اللحظة، إحساس بأنا هنا صرنا أنصاف بشر...
مشطورين نصفين..
نصفنا الآخر، للتذكير، أيها الإخوة و أيتها الأخوات، و حتى لا ننسى،هناك، في غزة...
يقاوم، و يتحدى...
قلبت السؤال من كل جوانبه، ووجدت أن ما يطمح العدو الوصول إليه، هو أن نصير شعبا حزينا، خانعا، منطويا على نفسه، ضعيفا، يائسا، كئيبا، متشائما، لا نفس له في الحياة...
فقلت بداخلي:
أ ليس التشبت بالحياة،
حب الحياة، هو شكل من أشكال المقاومة...
أليس الفرح شكلا من أشكال المقاومة...
أليس ابتسامة تحاكي ابتسامة جميلة شكلا من أشكال المقاومة...
و أن هذا التكريم هو أيضا شكل من أشكال التحدي و المقاومة؟...
لنكن من أنصار الأمل..
أفلاطون يقول: ...من فقد الأمل فقد الحياة...
شكرا لكم أحبتي...
شكرا لكم من أعماق قلبي...
شكرا لأحبتي النقاد و الأدباء الذين نوروا هذا الحفل و كانوا أصحابه بالحجج و الأدلة الدامغة : أنيس الرافعي، محمد علوط، عمر العسري،عبد الرحيم هري، حسام الدين نوالي (الحسين والمدني) و محمد فراح و عبد الواحد هلالي.
شكرا لجمعية آباء و أولياء تلاميذ و تلميذات الثانوية التأهيلية فاطمية الزهراء..
شكرا لفيديرالية جمعيات آباء و أمهات التلاميذ لعمالة مقاطعات الفداء
شكرا للطاقم التربوي الإداري بالثانوية التأهيلية فاطمة الزهراء...
شكرا لكل الوجوه العزيزة التي شرفتني بحضورها...
شكرا لكل الحاضرين...
و إنها والله لحظة من أهم اللحظات في حياتي...
صنيعكم هذا لن أنساه ما حييت...
كان الأستاذ الغرباوي حاضرا وكانت غزة حاضرة إلى جانب ثلة من الكتاب أعضاء اتحاد كتاب المغرب.
وبما أن حزننا على ما يقع في غزة أنسانا تقديم الإصدار الجديد لأستاذنا عبد الحميد، فإننا نعده بالعودة إليه متى حطت الحرب أوزارها وعادت السكينة لأهلنا وإخواننا في غزة.
وفي ما يلي أقدم لكم كلمة الأستاذ عبد الحميد الغرباوي التي ألقاها في حفل التكريم، والتي أتت حزينة كأيامنا التي نرى فيها إخوة لنا تسحقهم أعتى آلة حرب، والعالم يرى ويسمع، كلمة كانت غزة حاضرة فيها بقوة:
تكــــريم تحت القصف
الحمد لله الذي جمعنا في هذا الحفل على المحبة الخالصة و الكلمة الصادقة...
و أشكره تعالى أن أمتعني بهذه الأمسية و بهذه الباقة من الوجوه النضرة التي أبت إلا أن تحتفي بي، اعترافا منها بما قدمته من عطاء أدبي و إبداعي على مدار ثلاثين سنة..
و إن كنت في الواقع غير مقتنع بما قدمت، و قولي هذا ليس من قبيل النقر على أوتار عواطفكم، لأحظى باعتراف أكبر، و أوكد، بل هو الحقيقة، فما قدمته يمثل عطاء متواضعا...
و لعمري كلما تعمقت المحبة في الوجدان، زاد الألق وعظمت البهجة...
و تكريمكم لي في هذه الساعة، عربون هذه المحبة التي ستمنحني دفقا غزيرا و شحنة هائلة من الحيوية و النشاط للمزيد من العطاء...
لا أخفي عنكم، أني، في آخر لحظة، ترددت كثيرا، في الموافقة على إقامة هذا التكريم...
منذ حين كنت متحمسا، و كنت أعد الثواني و الدقائق و الساعات و الأيام،...
كنت أنتظر هذه اللحظة و كلي شوق و لهفة إلى معانقة الأحبة في أجواء احتفالية خاصة، إلى أن حل بأهلنا في غزة ما حل، فتغير كل شيء...
ما عاد للضحك معنى
و لا للابتسامة معنى
و لا للعناق معنى
و لا للفرح جدوى..
فقط ابتسامة جميلة...
الطفلة الفلسطينية التي بترت ساقاها، و شوهت و هي في ربيع عمرها، فقط ابتسامتها التي ابتزت الحلاوة و الدفء و الروعة من ثغور كل جميلات و فاتنات العالم هي التي لها الآن معنى و رسالة،...
وحدها ، ابتسامتها،قصيدة عصماء تباهي بها جميلة الفلسطينية فطاحل الشعر و أمراء البيان...
بحثت عن مبرر يدفعني إلى أن ألبي طلب الأحبة، و طلب الحبيب لا يرد...
أما كان الأجدر بنا أن نحزن، بل أن نختبئ في بيوتنا خجلا مما يحدث،
خجلا من عجزنا عن أن نهب لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من عمق براثن الحقد الصهيوني، الحارق و الذي إلى هذه اللحظة يتمادى في غيه و تجاهله لبكاء و أنين و صراخ الأطفال والأمهات،
يتمادى في تجاهله لكل النداءات و الاستغاثات
و لكل أنواع المظاهرات و المسيرات الاحتجاجية....
يقصف بكل وحشية وهمجية، وهو يعي تماما ما يفعل،
يقصف المدنيين بلا رحمة وبلا هوادة،
ويهدم البيوت على رؤوس أصحابها،
ويجرب آخر ما توصلت إليه التقنية الأمريكية من مخترعات تدميرية مرعبة؟...
هم هناك، و نحن هنا...
يتملكني اللحظة، إحساس بأنا هنا صرنا أنصاف بشر...
مشطورين نصفين..
نصفنا الآخر، للتذكير، أيها الإخوة و أيتها الأخوات، و حتى لا ننسى،هناك، في غزة...
يقاوم، و يتحدى...
قلبت السؤال من كل جوانبه، ووجدت أن ما يطمح العدو الوصول إليه، هو أن نصير شعبا حزينا، خانعا، منطويا على نفسه، ضعيفا، يائسا، كئيبا، متشائما، لا نفس له في الحياة...
فقلت بداخلي:
أ ليس التشبت بالحياة،
حب الحياة، هو شكل من أشكال المقاومة...
أليس الفرح شكلا من أشكال المقاومة...
أليس ابتسامة تحاكي ابتسامة جميلة شكلا من أشكال المقاومة...
و أن هذا التكريم هو أيضا شكل من أشكال التحدي و المقاومة؟...
لنكن من أنصار الأمل..
أفلاطون يقول: ...من فقد الأمل فقد الحياة...
شكرا لكم أحبتي...
شكرا لكم من أعماق قلبي...
شكرا لأحبتي النقاد و الأدباء الذين نوروا هذا الحفل و كانوا أصحابه بالحجج و الأدلة الدامغة : أنيس الرافعي، محمد علوط، عمر العسري،عبد الرحيم هري، حسام الدين نوالي (الحسين والمدني) و محمد فراح و عبد الواحد هلالي.
شكرا لجمعية آباء و أولياء تلاميذ و تلميذات الثانوية التأهيلية فاطمية الزهراء..
شكرا لفيديرالية جمعيات آباء و أمهات التلاميذ لعمالة مقاطعات الفداء
شكرا للطاقم التربوي الإداري بالثانوية التأهيلية فاطمة الزهراء...
شكرا لكل الوجوه العزيزة التي شرفتني بحضورها...
شكرا لكل الحاضرين...
و إنها والله لحظة من أهم اللحظات في حياتي...
صنيعكم هذا لن أنساه ما حييت...