المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حضرتك - ولامؤاخذة - نكتة



ثروت الخرباوي
26/12/2006, 05:43 PM
حضرتك ... ولامؤاخذة ... نكته

نكتة هى .... نحن نعيش فى نكته , أو على وجه الدقة ، نحن نكته ، وقد يتعجب المرء ويقول ما معنى أننا نكته ... والحقيقة معنى النكته واضح ومعروف وحتى لا يذهب عقلك إلى بعيد أقول أن المسألة ليست غامضة ، ذلك أن المعنى الذى أقصده فهو أننا نحن أنفسنا , بذواتنا أصبحنا نكته ... أنا نكته!! ... وأنت نكته!! ... وكلنا دون زعل نكته!! .... الكبير فينا نكته ... والصغير فينا نكته ... يعنى ما علينا إلا أن نظهر أمام الأمم الأخرى حتى تستغرق هذه الأمم فى الضحك ، بل ومن الممكن أن تهلك أمة من كثرة الضحك علينا بإعتبارنا نكته ، وكلمة فى سرك لقد رأيت أمة تقع على الأرض من كثرة الضحك علينا , طبعاً فينا من هو يعتبر نكته بايخة ولكنه على أى حال نكته ، وفينا من هو يعتبر نكته أبيحة وهذا ينبغى أن نراه فى السر لأنه بالطبع خارج عن الأداب العامة ، وآخر من هو يعتبر بتعبير العالمين ببواطن النكت ... نكته حرّاقه أو سخنة ... المهم فى النهاية إننا ياأستاذى الفاضل كلنا نكت أبناء نكت ، ألم تسمع عندما يمتدح أحدنا الأخر بخفة ظله فيقول عنه أنه إبن نكته ... هكذا نحن إذن كلنا أبناء نكته ....... وإحذر ياأخى العزيز فقد تحدثك نفسك بالسفر إلى خارج أمتنا فحينئذ لا تلومن إلا نفسك ، وبالرغم من أنك وقتها ستكون متأنقاً مغالياً فى إختيار الوقور من الثياب ، إلا أنك ستفاجئ بمجرد خروجك من المطار بآلاف من الناس يصطفون على جانبى الطريق ... لا تظن وقتها أنهم يرحبون بك ولكنهم فى الحقيقة تجمعوا لكى يضحكوا على تلك النكته التى تمشى على الطريق – لا مؤاخذة النكته هى حضرتك يا أستاذ – والأمر لا يتعلق بخفة ظلنا ... فقد إنسحبت خفة الظل منذ زمن بعيد وأصبح الواحد منا "كئيباً مكتئباً عبوسا "قمطريرا" ولكن المسألة بصرحة متعلقة بذلك التناقض الرهيب الذى نعيش فى دائرته ... والنكته دائماً هى إبنة المواقف المتناقضة ، وإذا كانت المواقف المتناقضة غالباً ما تثير الضحك إلا أنها أحياناً ما تبعث على الأسي ، والهموم نوعان كما يقولون "هم يضحك وهم يبكى" وإذا كان الجهل مأساه إلا أن الشاعر المتنبى جعله ملهاه عندما قال فى قصيدة مشهورة "يا أمة ضحكت من جهلها الأمم" وطبعاً كان المتنبى يقصد أمتنا نحن تلك "الأمة النكتة" التى تفردت بالشيئ ونقيضه فنحن – ونحن هذه عائدة على الأمة كلها – أمة "النظافة من الإيمان" وأمة "إماطة الأذى من الطريق" وأمة الوضوء خمس مرات والغُسل بعد الجنابة والإستحمام يوم الجمعة والتيمم – إذا لم يوجد ماء – حتى نستشعر معنى الوضوء – ومع ذلك فإن هذه الأمة التى من المفروض أن تكون أمة نظيفة مفرطة فى نظافتها لا علاقة لها بالنظافة اللهم إلا جهدها الوافر فى أن تجعل الدكتور "نظيف" رئيساً للوزراء !! وإذا أردت يا سيدى العزيز أن تعرف مقدار نظافتنا فما عليك إلا أن تذهب إلى أحد المناطق العشوائية وأتحداك لو خرجت سليماً دون أن تغرق فى مياه المجارى أو تتلوث بماتيسر من القاذورات أو تهلك فى حفرة أو تتكسر ضلوعك بسبب مطب حقيقى لا صناعى ، وإذا كان الأمر يقتصر على المناطق العشوائية لقلنا أن الخطب هين والضرر محدود ولكن أخرج إلى أرقى المناطق فى القاهرة كشارع جامعة الدول العربية أو شارع عباس العقاد أو إذهب إلى أحد شواطئنا البديعة أو أماكننا السياحية أو أدخل إلى حديقة الحيوان أو ضحى بعمرك وإذهب إلى الأهرامات وأنا واثق من أنك ستعود وقد فقدت نصف عقلك من هول ما ستراه أو من هول ما سيلحقك من الأذى ، هل هناك أكبر من ذلك ... نعم ... أدخل لو كنت بطلاً دورة مياه لأحد مساجدنا العامرة ، تلك المساجد التى لا يذهب إليها إلا المصلون المتدينون الذين يحرصون على أداء الصلاة فى جماعة ، وأنا واثق من أنك ستفر لا من دورة مياه المسجد فقط ولكنك ستفر من المسجد نفسه لكى تنفذ بجلدك من المصائب التى يفعلها أصحاب "أمة النظافة" فى مساجدهم ، والمضحك المبكى أنك إذا دخلت أحد الفنادق الكبرى ذات الإدارة الأجنبية ستتحسر على نظافة المكان ونظافة دورات المياه حتى أن أحدهم قال ضاحكاً ذات يوم "إننى قبل دخولى دورة مياه هذا الفندق لا أقرأ دعاء الدخول إلى دورات المياه الذى هو اللهم إنى أعوذ بك من الخبث والخبائث لأنه لا توجد فيه خبائث ولكننى بالقطع أقرأ هذا الدعاء مرات ومرات قبل دخولى دورة مياه المسجد".
أما عن إماطة الأذى من الطريق فقد تغير عندنا إلى إماطة الطريق من الأذى فالأصل أن الطريق كله أذى أما الإستثناء فهو تلك المساحة الصغيرة جداً التى من الممكن أن نسير فيها دون أن يلحق بنا الأذى – هذا إن إستطعنا تجنب الأذى أو السير فى الشارع جدلاً–.
ونحن أيها الأعزاء أمة "سورة الحديد" تلك السورة التى أنزلها الله على رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم فى القرآن الكريم ، ورغم أن لك الحق أن تفخر بهذه السورة إلا أننا للأسف الشديد ونحن أمة "سورة الحديد" لا نحسن التعامل حتى مع الصفيح وتركنا التعامل مع الحديد للأمم الأخرى وأخذنا نتفرج عليهم ونصفق لهم إعجاباً بمهارتهم.
كما أننا أمة "إتقان العمل" إذ قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم " إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه" ومع ذلك فإن أكبر آفة أصابتنا هى بالإهمال والنوم في العسل والتراخى وعدم إتقان العمل ، تدخل إلى المصلحة الحكومية أو إلى المصنع فتجد الجميع وقد إصطفوا وقت الصلاة ليسجدوا لله جماعة فنظن أننا فى عصر "النهضة" فإذا حظنا من النهضة هو أن ينهض المصلون من صلاتهم ليدخلوا إلى أماكن الإنتاج ليجلسوا دون عمل حيث يتشاغلون معظم الوقت فيما لا يفيد ولا يجدى ثم "ينهضون" بعد ذلك إلى بيوتهم.
وإذا نظرت إلى ما تنتجه مصانعنا الشامخة فسوف تجده من أسوأ المنتجات فى العالم ، حتى المنتجات التى كنا نتباهى بها كالمنسوجات والزجاج مثلاً إذا بجودتها تتراجع حتى نصبح فى ذيل الأمم حيث سبقتنا دول كانت لا تعرف هذه الصناعات بالمرة مثل كوريا والفلبين !!
ونحن أمة آية "إقرأ باسم ربك الذى خلق" ومع ذلك تفشت فينا الأمية ورضينا بجهلنا ورضى جهلنا عنا وتراجعت مؤسسات التعليم عندنا تراجعاً غير مسبوق حتى أن الجامعات المصرية ليس لها أى ترتيب على مستوى العالم أما على مستوى إفريقيا فقد حصلت جامعة القاهرة على المركز 58 على مستوى إفريقيا وجامعة عين شمس على المركز 76 وسبقتنا جامعات نيجيريا والكنغو وجنوب إفريقيا والكاميرون وهى البلاد التى أنشأت أقدم جامعة فيها منذ أربعين عاماً ، وكل الذى فلحنا فيه هو أن يخرج وزير التعليم العالى الجديد ليقول فى أول تصريحاته أن البحث العلمى عندنا فى مصر متقدم جداً وأن من كثرة إغداقنا عليه تقوم الجامعات بإعادة الأموال الفائضة إلى الوزارة ، مع أن هذا الوزير الحصيف لا يعلم أن ميزانية البحث العلمى والمعامل فى كلية العلوم بجامعة عين شمس هى 250 جنيه فى العام مما يضطر الدكاترة والطلبة إلى عمل جمعيات بينهم "والذي يقبض الأول يصرف على المعامل".
ويقال أنه فى كلية الأداب قسم اللغة العربية وقف أحد الطلبة – وكان أبوه جزاراً – ليجيب على سؤال فى إمتحان الشفوى عن معنى كلمة "ينابيع" فقال "عندما أقف مع أبى فى المحل ينابيع ياأبويا يبيع"!!!
يا سيدى العزيز عندما عرف حكام أمتنا أننا "نكته" أصبح من حقهم أن يضحكوا علينا.


ثروت الخرباوى

د. أحمد شوقي العجمي
27/12/2006, 05:00 AM
الناس لا ترى المرء إلا بمقدار ما يرى نفسه



ولا يصح إلا الصحيح




وبعضنا نكت ولكن بيضاء والآخرون أرجو ألا يكونوا نكتا سوداء في الثوب الأبيض

د.حمزة ثلجة
27/12/2006, 06:12 AM
الأستاذ الفاضل ثروت الخرباوي
شكرا لهذه المقالة النقدية والتي تعكس مدى حاجة مجتمعاتنا للنظرة النقدية
مع كل التحية والتقدير

ايمان حمد
03/01/2007, 10:07 PM
فقد إنسحبت خفة الظل منذ زمن بعيد وأصبح الواحد منا "كئيباً مكتئباً عبوسا "قمطريرا" ولكن المسألة بصرحة متعلقة بذلك التناقض الرهيب الذى نعيش فى دائرته ... والنكته دائماً هى إبنة المواقف المتناقضة ، وإذا كانت المواقف المتناقضة غالباً ما تثير الضحك إلا أنها أحياناً ما تبعث على الأسي ، والهموم نوعان كما يقولون "هم يضحك وهم يبكى

لله درك : فكرك وقلمك استاذى القدير !

والله انى اقول قولك هذا يوميا دون المقدرة على التعبير عنه بمثل هذه الصورة المذهلة : مؤثرة مضحكة ومبكية ! فعلا هو الحال كما فى الاقتباس ! للأسف !

ومما استطعت بسبب صياغته ان تنتزع منى ضحكة غصب عنى هذا الاقتباس


أما عن إماطة الأذى من الطريق فقد تغير عندنا إلى إماطة الطريق من الأذى

وما ابكانى :
وأنا واثق من أنك ستفر لا من دورة مياه المسجد فقط ولكنك ستفر من المسجد نفسه لكى تنفذ بجلدك من المصائب التى يفعلها أصحاب "أمة النظافة" فى مساجدهم

ولكننى لست معك فى مقارنة نظافة امة الاسلام بنظافة الغرب الذين يحتاجون لمليار كيلو تايد او ديشيليون نظيف لتغسل اوساخها !

اتفق معك فى اننا فعلا امة المتناقضات ونقول ما لا نفعل ونفعل عكس كل ما امره به ديننا وندعى الاسلام وندعى الحضارة ونحن امة حضارة الفراعنة ولكن على ما يبدو لم نعد نعرف من الاشياء الا اسماؤها !

تابع معى ردى على هذا الموضوع لانه يصب فى نفس الشعور مع فارق اقدرتك على التعبير والعبقرية فى الكتابة لدرجة تهز الوجدان و المشاعر و تكسب التعاطف مع كل حرف تكتبه

http://www.arabswata.org/forums/showthread.php?t=4385

انا لله وانا اليه راجعون

اللهم انى ادعوك ليلا ونهارا ان توحى الينا بعمل يردنا الى ديننا ردا جميلا

قولوا كلكم آمين ...

آآآآميــــــــــن

عبلة محمد زقزوق
03/01/2007, 10:47 PM
أخي الفاضل والكاتب الساخر ـ ثروت الخرباوي
أتقدم بصورة تشد من عضد مقولتك الرائعة الصادقة " المبكية الضاحكة " .
فتقبلها مني

http://www.up7up.com/pics/b/25/1167935390.jpg
فها هي
شوارعنا صار لها أفواه بأسنان تلتهم الكبار منا قبل الصغار .
تقديري وإحترامي

ايمان حمد
03/01/2007, 11:11 PM
أخي الفاضل والكاتب الساخر ـ ثروت الخرباوي
أتقدم بصورة تشد من عضد مقولتك الرائعة الصادقة " المبكية الضاحكة " .
فتقبلها مني

http://www.up7up.com/pics/b/25/1167935390.jpg
فها هي
شوارعنا صار لها أفواه بأسنان تلتهم الكبار منا قبل الصغار .
تقديري وإحترامي


مذهلة - فكرة عبقرية !

تحية عبلتى

ثروت الخرباوي
06/01/2007, 02:32 PM
الناس لا ترى المرء إلا بمقدار ما يرى نفسه



ولا يصح إلا الصحيح




وبعضنا نكت ولكن بيضاء والآخرون أرجو ألا يكونوا نكتا سوداء في الثوب الأبيض

للعزيز دكتور أحمد

من أسف أصبحنا نكتة سوداء في الثوب الأبيض كما قلت

ولايوجد مسحوق غسيل ينقي هذه النكتة ويزيل هذه البقعة

.. أرجو أن لانفاجىء في هذه المداخلة بصوت يقتحمنا قائلا بلكنة أجنبية

لاتخف .. لدينا مسحوق غسيل مصنوع في ألمانيا ... قادر على إزالة جميع البقع

( فارسيل سيجعل ثوبك شديد البياض )

ثروت الخرباوي
06/01/2007, 02:35 PM
الأستاذ الفاضل ثروت الخرباوي
شكرا لهذه المقالة النقدية والتي تعكس مدى حاجة مجتمعاتنا للنظرة النقدية
مع كل التحية والتقدير

الحقيقة ياأخي الفاضل دكتور حمزة مجتمعاتنا لاتحتاج في الآونة الأخيرة إلى نظرة نقدية

ولكنها تحتاج إلى صرخة نكدية في وجهها لعلها تفيق من غيبوبتها

دمت بخير

ثروت الخرباوي
06/01/2007, 02:43 PM
لله درك : فكرك وقلمك استاذى القدير !

والله انى اقول قولك هذا يوميا دون المقدرة على التعبير عنه بمثل هذه الصورة المذهلة : مؤثرة مضحكة ومبكية ! فعلا هو الحال كما فى الاقتباس ! للأسف !

ومما استطعت بسبب صياغته ان تنتزع منى ضحكة غصب عنى هذا الاقتباس



وما ابكانى :

ولكننى لست معك فى مقارنة نظافة امة الاسلام بنظافة الغرب الذين يحتاجون لمليار كيلو تايد او ديشيليون نظيف لتغسل اوساخها !

اتفق معك فى اننا فعلا امة المتناقضات ونقول ما لا نفعل ونفعل عكس كل ما امره به ديننا وندعى الاسلام وندعى الحضارة ونحن امة حضارة الفراعنة ولكن على ما يبدو لم نعد نعرف من الاشياء الا اسماؤها !

تابع معى ردى على هذا الموضوع لانه يصب فى نفس الشعور مع فارق اقدرتك على التعبير والعبقرية فى الكتابة لدرجة تهز الوجدان و المشاعر و تكسب التعاطف مع كل حرف تكتبه

http://www.arabswata.org/forums/showthread.php?t=4385

انا لله وانا اليه راجعون

اللهم انى ادعوك ليلا ونهارا ان توحى الينا بعمل يردنا الى ديننا ردا جميلا

قولوا كلكم آمين ...

آآآآميــــــــــن

اللهم آآآآآمين ... اللهم إستجب لدعاء أختي إيمان

أنا معك فيما تقولين ... أوافقك على تعقيبك

نحن في حقيقة الأمر ياأختاه نحتاج إلى إعادة صياغة الشخصية المسلمة

وهذا أمر يحتاج إلى أجيال ... المهم أن نبدأ

وحسنا فعلتم في جمعية رفع الرأس

فليعمل كل منا في دائرته التي يستطيع التأثير فيها لعلنا نساهم في تكوين مجتمع يتمازج مع الإسلام فهما ووعيا وسلوكا وممارسة

جزاك الله خيرا ونفع بكِ

ثروت الخرباوي
06/01/2007, 02:49 PM
أخي الفاضل والكاتب الساخر ـ ثروت الخرباوي
أتقدم بصورة تشد من عضد مقولتك الرائعة الصادقة " المبكية الضاحكة " .
فتقبلها مني

http://www.up7up.com/pics/b/25/1167935390.jpg
فها هي
شوارعنا صار لها أفواه بأسنان تلتهم الكبار منا قبل الصغار .
تقديري وإحترامي

الأستاذة القديرة عبلة محمد زقزوق

أشكر لكِ هذه الإضافة البليغة التي تغني عن ألف مقال

ولعل هذه الرسمة تؤكد ماسطرته الأستاذة إيمان الحسيني في بحثها المتعمق عن فن الكاريكاتير

وأثره البالغ في تحفيز القلب والعقل والمشاعر ... رب رسمة خير من ألف مقال

جزاك الله خيرا