المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كاريكاتور...معبر جدا.



عز الدين بن محمد الغزاوي
17/01/2009, 08:44 PM
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
* سلسلة مقالات " التمسخير خانة "
مقال بعنوان : خد معولي...و هدم بيتي!"
لقد أضحكني ذلك الكاريكاتور الذي نشرته العديد من الصحف مؤخرا، و هو يبين فلسطينيا شيخا أمام بيته الذي بني بالطوب، و بجواره وقف طابور الصهاينة الأعداء بجراراتهم و دباباتهم وقد خاطب أحدهم هذا الشيخ، حيث أمره بإخلاء البيت كي يقومون بتهديمه، لكن الشيخ و بلسان الوطنية التي لا تباع و لا تشترى أجابهم متهكما: لماذا كل هذه الدبابات و الجرارات؟ خذ معولي هذا فهو كاف لهدم البيت المصنوع من الطوب، لكن كونوا على يقين أنني و فور ذهابكم سأقوم ببناء بيت آخر بالطوب الفلسطيني و على أرضي هذه.
لقد عادت بي الذاكرة لنصف قرن من الزمن، ساعتها كنا أطفالا و كان المغرب تحت الحماية الفرنسية، ومن الأناشيد التي تعلمناها في المدارس وكنا نرددها بكل صدق و وطنية " المغرب لنا...لا لغيرنا " و أنا اليوم أردد مع إخواني الغزاويين" غزة لنا...لا لغيرنا" و إن لسان حال هذا الشيخ هو لسان حال كل الغزاويين الأحرار الذين لم و لن يفقدوا الأمل في تحررهم و استقرارهم بوطنهم فلسطينن و على العدو أن يضرب ألف حساب وهويعيث فسادا في هذه البقعة المقدسة ، و سيأتي يوم يتحقق فيه النصر القريب.
أما الجانب التمسخيري في هذا المقال، و قديقول القائل هل هذا مجال لهذا الأمر؟ لكنني أجسد ما اعتراني من عواطف و أحاسيس صادقة عندما شاهدت هذه اللوحة، فبقدر ما يحز في قلبي حال أهلنا هناك بغزة، بقدر ما أضحكني هذا الموقف الذي يحمل التناقضين: شيخ و بيده معول و طابور من الدبابات و الجرافات،أما المستهدف فهو بيت فلسطيني من الطوب، ترى هل نقول و بعبارة بسيطة " بدون تعليق " أم نقول للعالم : أنظروا لهذا النموذج للمواطن الفلسطيني الذي لا يحتاج إلى قمة أو إجماع ، فقد رسم في قرارة نفسه كيف سيتصدى للغزو الإسرائيلي و إن هذا الموقف الذي ورثه سيلقنه للأجيال من بعده.
أختم مقالي هذا بما سبق و دعوت به في صفحات أخرى ، نصرك اللهم و تأييدك اللهم وإن عبادك المؤمنين الغزاويين الصامدين بغزة ، يسألونك نصرا مؤزرا و فتحا قريبا، استجب اللهم لدعواتهم ودعوات عبادك الصالحين في كل مكان ، آمـــــــــــــــــــين.