الشربينى خطاب
27/12/2006, 01:02 AM
بانك وكابوريا
كل صباح يجلس أمام دكانه ، يراقب المارة ودكان غريمه في الجانب الآخر من الشارع ـ لعله يستفتح بزبون قبل أن ينتصف النهار ، عندما تتعب عيناه من ملاحقة المارة يدخل صالونه القديم ، يشحذ أدوات الحلاقة ويتمني أن يقص شعر الفتيان ، يقضي معظم وقته علي هذا الحال ، فزبائنه من العجائز لا يأتون إلا في المساء ، يحلقون بعض شعرات بيضاء تنبت أحياناً علي جلد الذقن يجترون الذكريات ويتحسَّرون علي الزمن الذي راح ، يحدوهم الأمل ، فيثرثرون بالنوادر والأخبار 0
يهرب من مواجه أفكاره فهي تدفعه لمجاراة العصر فيبحث عن أي شيء يفعله ، يقدم الطعام لخروفه المربوط في الباب ويداعبه بيده ، يبادله الخروف المداعبة ويقف علي رجليه الخلفية ويسدد نطحه في الهواء
يعود لمراقبة الطريق ، تنتابه حسرة عندما يري الصبيان والبنات يدخلون " كوافير " غريمه المقابل
به قسم خاص لليلة لزفاف ، الرجال والنساء يدخلون من باب واحد ، كلما دخل أحدهم تهتز ستائر مصنوعة من صدف البحر ، تحدث أنغاماً موسيقية راقصة ، تهتز السيقان والنهود علي النغمات ، يتقارب الصبيان والفتيات فتلتقي عيون بكر وقلوب عذراء لصبايا ملاح وفتيان حسان ، تستقبلهم مرايا عصرية تفضح الأفكار وتكشف خبايا النفوس الخربة
لم يستطع أن يغير نسيجه ودمائه إلي خلايا عصرية ، يحدث نفسه " أبعد أن كانت تنحني لي رقاب الملوك والعظماء
أنحني أنا أما صدور النساء العارية 00 لا00لا 0 أبداً لن يكون ، يعود لمداعبة خروفه ومراقبة المارة مرات ومرات
تكاد تخرج عيناه من محجرها عندما يري تسريحات الفتيات ، رؤوسهن مرسومة كالأزهار ، تتمايل أعناق الرحال وتخرج الأحداق مهرولة خلف البنات تتابع حركة السيقان ، يتمني أن يعود شاباً يافعاً ، لكن هيهات00!!
المقارنة ظالمة ، فبينه وبين أدواته العتيقة علاقة حميمة ، تحضن عيناه مقعد الخلاقة الذي انحي خشبه ، كل من يجلس عليه يتطبع هيكله العظمي بشكل القرفصاء ، ينظر بشوق لحزامه الجلدي المعلق علي الحائط ، امتص تجاعيد العجائز وامتلأ بالندوب ، يمسح الموس خده فيه بلا حرارة ، قبض علي مروحته المصنوعة من ريش بط سوداني ، يخشى أن تتركه وتطير في الهواء ، نظر في مرآته البلجيكية العجيبة التي تكشف العيوب وخبايا النفوس القلقة ، هرب من مواجهتها
خرج مسرعاً وفك خروفه من مربطه ، اخذ يداعبه ويستدرجه داخل الدكان ثم أجلسه علي كرسي الحلاقة ، لم يستطع الخروف تطبيع هيكله العظمي بشكل القرفصاء قفز خارج الصالون ، سحبه بالقوة مرة ثانية داخل الدكان ، وضعه بين فخذيه ثم ضغط عليه برفق وشل حركته ، تململ الخروف ومأمأ معناً رفضه لعملية الحلاقة ، طبطب عليه وهدأ من روعه
حادثه بود
: ما تخفش 00هاخليك خروف عصري
مأمأ الخروف بصوت مرتفع وحاول الخلاص من بين ساق الحلاق ، لم تفلح المحاولة ، عاد يهمس له
: ها قص صوفك 00 جنبك اليمين كابوريا وجنبك الشمال تسريحة "البانك" الشهير أما " الليَّة "يا عم
هاكتب عليها اسمك بالحروف الأبجدية
علق في رقبة خروفه فوطة الحلاقة وبدأ عملية الحلاقة حتى أتمها لم يبالي بتململ الخروف ، دار به نصف دورة وأصبحا بمواجهة المرآة البلجيكية 00
لم يتعرف الخروف علي هيئته العصرية الجديدة ، ظن أن خروف آخر احتل مربضه ، تهيأ لمنازلته ، تقهقر للخلف بقوة فأصاب خصية الحلاق فصرخ من الألم وتباعد ما بين ساقيه ، فلت الخروف من محبسه وهجم علي عدوه ، أصابه بنطحه قوية هشمت المرآة ، سمع المارة دوي الزجاج المتساقط علي الأرض ، هرب الخروف ألي عرض الشارع والفوطة مازالت معلقة برقبته ، استنجد الحلاق بالمارة ليعاونه في القبض علي الخروف المار ق ، راوغهم ، حاصروه ، لم يجد أمامه إلاً الدكان المقابل ، دخله دون تفكير فاهتزت الستائر المصنوعة من صدف البحر وأحدثت نغماتها الموسيقية الراقصة معلنة عن دخول وافد جديد 00 استقبلوه مهنئين 00 نعيماً يا خروف 00!!
كل صباح يجلس أمام دكانه ، يراقب المارة ودكان غريمه في الجانب الآخر من الشارع ـ لعله يستفتح بزبون قبل أن ينتصف النهار ، عندما تتعب عيناه من ملاحقة المارة يدخل صالونه القديم ، يشحذ أدوات الحلاقة ويتمني أن يقص شعر الفتيان ، يقضي معظم وقته علي هذا الحال ، فزبائنه من العجائز لا يأتون إلا في المساء ، يحلقون بعض شعرات بيضاء تنبت أحياناً علي جلد الذقن يجترون الذكريات ويتحسَّرون علي الزمن الذي راح ، يحدوهم الأمل ، فيثرثرون بالنوادر والأخبار 0
يهرب من مواجه أفكاره فهي تدفعه لمجاراة العصر فيبحث عن أي شيء يفعله ، يقدم الطعام لخروفه المربوط في الباب ويداعبه بيده ، يبادله الخروف المداعبة ويقف علي رجليه الخلفية ويسدد نطحه في الهواء
يعود لمراقبة الطريق ، تنتابه حسرة عندما يري الصبيان والبنات يدخلون " كوافير " غريمه المقابل
به قسم خاص لليلة لزفاف ، الرجال والنساء يدخلون من باب واحد ، كلما دخل أحدهم تهتز ستائر مصنوعة من صدف البحر ، تحدث أنغاماً موسيقية راقصة ، تهتز السيقان والنهود علي النغمات ، يتقارب الصبيان والفتيات فتلتقي عيون بكر وقلوب عذراء لصبايا ملاح وفتيان حسان ، تستقبلهم مرايا عصرية تفضح الأفكار وتكشف خبايا النفوس الخربة
لم يستطع أن يغير نسيجه ودمائه إلي خلايا عصرية ، يحدث نفسه " أبعد أن كانت تنحني لي رقاب الملوك والعظماء
أنحني أنا أما صدور النساء العارية 00 لا00لا 0 أبداً لن يكون ، يعود لمداعبة خروفه ومراقبة المارة مرات ومرات
تكاد تخرج عيناه من محجرها عندما يري تسريحات الفتيات ، رؤوسهن مرسومة كالأزهار ، تتمايل أعناق الرحال وتخرج الأحداق مهرولة خلف البنات تتابع حركة السيقان ، يتمني أن يعود شاباً يافعاً ، لكن هيهات00!!
المقارنة ظالمة ، فبينه وبين أدواته العتيقة علاقة حميمة ، تحضن عيناه مقعد الخلاقة الذي انحي خشبه ، كل من يجلس عليه يتطبع هيكله العظمي بشكل القرفصاء ، ينظر بشوق لحزامه الجلدي المعلق علي الحائط ، امتص تجاعيد العجائز وامتلأ بالندوب ، يمسح الموس خده فيه بلا حرارة ، قبض علي مروحته المصنوعة من ريش بط سوداني ، يخشى أن تتركه وتطير في الهواء ، نظر في مرآته البلجيكية العجيبة التي تكشف العيوب وخبايا النفوس القلقة ، هرب من مواجهتها
خرج مسرعاً وفك خروفه من مربطه ، اخذ يداعبه ويستدرجه داخل الدكان ثم أجلسه علي كرسي الحلاقة ، لم يستطع الخروف تطبيع هيكله العظمي بشكل القرفصاء قفز خارج الصالون ، سحبه بالقوة مرة ثانية داخل الدكان ، وضعه بين فخذيه ثم ضغط عليه برفق وشل حركته ، تململ الخروف ومأمأ معناً رفضه لعملية الحلاقة ، طبطب عليه وهدأ من روعه
حادثه بود
: ما تخفش 00هاخليك خروف عصري
مأمأ الخروف بصوت مرتفع وحاول الخلاص من بين ساق الحلاق ، لم تفلح المحاولة ، عاد يهمس له
: ها قص صوفك 00 جنبك اليمين كابوريا وجنبك الشمال تسريحة "البانك" الشهير أما " الليَّة "يا عم
هاكتب عليها اسمك بالحروف الأبجدية
علق في رقبة خروفه فوطة الحلاقة وبدأ عملية الحلاقة حتى أتمها لم يبالي بتململ الخروف ، دار به نصف دورة وأصبحا بمواجهة المرآة البلجيكية 00
لم يتعرف الخروف علي هيئته العصرية الجديدة ، ظن أن خروف آخر احتل مربضه ، تهيأ لمنازلته ، تقهقر للخلف بقوة فأصاب خصية الحلاق فصرخ من الألم وتباعد ما بين ساقيه ، فلت الخروف من محبسه وهجم علي عدوه ، أصابه بنطحه قوية هشمت المرآة ، سمع المارة دوي الزجاج المتساقط علي الأرض ، هرب الخروف ألي عرض الشارع والفوطة مازالت معلقة برقبته ، استنجد الحلاق بالمارة ليعاونه في القبض علي الخروف المار ق ، راوغهم ، حاصروه ، لم يجد أمامه إلاً الدكان المقابل ، دخله دون تفكير فاهتزت الستائر المصنوعة من صدف البحر وأحدثت نغماتها الموسيقية الراقصة معلنة عن دخول وافد جديد 00 استقبلوه مهنئين 00 نعيماً يا خروف 00!!