المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مصر رائدة التطبيع



مهيب الوهاج
18/01/2009, 03:43 PM
نحن كلنا نعلم القصة من اولها الى آخرها و التي كانت بطلتها مصر الدولة التي كانت السباقة الى التطبيع مع العدو الصهيوني
رغم النضال و الصراع العربي الكبير الذي اتحدت فيه كل الدول العربية سواء من بعيد او قريب في حربي 1967و1973 ضد المحتل و ما كلفته هاته الحروب من آلاف من الشهداء و ما الى ذلك من خسائر مادية
لتأتي نهاية حرب اكتوبر 1973 على غير ما تمناه العالم العربي بعد ان طعنت مصر جسد الامة الاسلامية و العربية في ما سمي في ذلك الوقت اتفاقية كامب دييفد و التي كانت اولى خطوات الخنوع و الذل العربي الكبير و تزايد الشرخ العربي فبدل الاتحاد من اجل هدف واحد هو القضية الفلسطينية انقسم العالم العربي بين مطبع و بين محايد و بين رافض الى حد هذا اليوم
و نعود الى الايام الاولى التي تم فيها التوقيع على اتفاقية العار و التطبيع بين مصر و اسرائيل حيث لم يتقبل الشارع العربي و المصري خاصة هذا العمل الشنيع و لم تجد الحكومة المصرية في ذلك الوقت من سبيل الى البحث في كيفية كسر الحاجز النفسي بين المصريين و الاسرائليين على اساس حتمية التعامل التي تفرضه بنود الاتفاقية و احتارت في ايجاد الطريقة المناسبة
و في الاخير اهتدت الحكومة المصرية الى سبيل يمكن له من كسر الحاجز النفسي في اقامة علاقات مع اسرائيل حيث في ذلك الوقت كان بيض الدجاج يعرف بعض الاضطراب في ثمنه و في تواجده في السوق المصرية و على اساس ان المصريين يفضلون البيض في وجباته عمدت الحكومة الى خلق ازمة بيض حيث نفذت الكميات في الاسواق و لم يعد هناك اي بائع يملك هذه السلعة الثمينة حيث زاد ثمن البيض و وصل اسعارا خيالية و هذا ما ادى الى تنامي شكاوى المواطنين حول هذه الازمة الغير منتظرة رغم ان مصر من اكبر الدول التي تنتج هذه المادة .
و لهذا عزمت الحكومة المصرية على التعامل الاقتصادي اللازم مع اسرائيل من اجل استيراد البيض منها كخطوة اولى نحو التطبيع و قد تعمدت نشر الخبر بين المواطنين المصريين حيث لم تمر ايام معدودة حتى غزت امواج بيض الدجاج كل الاسواق المصرية و بأثمان بخسة وز هذا كله في نظر الحكومة المصرية من اجل كسر الحاجز النفسي بين المصريين و الاسرائليين و هذا ما نجحت فيه بالفعل حيث بمرور الوقت زاد التعامل و زاد حتى انتقل الى كل المجالات حتى السياسية و اصبح للدولة الصهيونية سفارة في مصر ام الدنيا و تورطت مصر اكثر فأكثر مع هذا العدو حتى اصبحت ملزمة حتى في حصار الشعب الفلسطيني الاعزل و قتله ان لزم الامر و كانت آخر الفصول في التطبيع ما قامت به مصر في محرقة غزة
و لله في خلقه شؤون