المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هنيئاً لكم عوكر ...وهنيئاً لنا التضحيات



ناصر عبد المجيد الحريري
04/10/2006, 12:49 AM
هنيئاً لكم عوكــــر ... وهنيئاً لنا التضحيات

عندما تتمكن البذرة في الأرض، تشمخ رافعة رأسها إلى السماء لأنها تستمد من أرض الجنوب أسباب الحياة.
عندما تستفيق الوردة على قطرات الندى ، ينتشر العبير مسافراً مع مكونات الهواء لينشر رائحة الجنوب المعطر، فينتشي الإنسان من عبق ورود الجنوب.
لا يمكن أن تنتقل شجرة الأرز ، لتعيش في مكان هو غير كفء أن يضمها
لا يمكن أن ترتوي حدائق لبنان إلا من مياه الحاصباني والوزاني ، لأنها تذوقت نكهة الحرية والصمود في مكونات المياه.
لا يمكنكم أن تحولوا لبنان - تفاحة الشرق وقبلة العالم - إلى مستنقع للفتنة كما كان سابقاً.
لا يمكن أن يتحول لبنان إلى لبنانات أو كانتونات ، لأن لبنان مازال يستمد قوته من الله.
أعجب منكم يا من شربتم نخب أبناء قانا ومروحين ، في أقبية سفارة العهر العالمي.
أعجب منكم يا من تفتشون على ما يحلو لكم في اتفاق الطائف وفي لبنان فتستأثرون به.
عجبٌ لمن باع وليده ، فاستفاق فلم يجد غير الندامة.
عجباً لأهل الدار الذين قرروا رهنها، في سوق السياسة المبتذلة، متبجحين بخوفهم على لبنان، ولكنهم تناسوا أن لبنان قطعة من السماء، ولا تخاف السماء من جرذان الأرض.
يدورون بعكس اتجاه العقل والتاريخ، لأن عقولهم أصابها الضمور ، ولأن التاريخ ، أكبر من أن يسجل الصغار فيه .
اكتفيت من التعجب فيكم، ولكني لن أتعجب ثانية، إن أفقتم من سباتكم فوجدتم رؤوسكم فارغة، وكؤوسكم مترعة تشربونها على قبر الشهيدة.
لا أتعجب إن صحوتم من السبات يوماً، فتكون كلاب حراس عوكر قد تقمصتكم
ووجدتم أن جيوبكم متخمة من المال الحرام.
حاولت جاهداً أن أجد لكم أوصافاً تليق بكم يا أصحاب المعالي والسعادة فلم تمكنني اللغة من حروفها فاختارت لكم هذه الأوصاف:
أولاد مطيعون في سفارة الشمطاء العاهرة... وهناك كانت ليال طويلة تمضونها في نصب الشراك للعيون الساهرة.
فقد خنتم وطناً كبيراً، وبعتم دم الشهيدة، بثمن بخس، فأصبحتم سماسرة.
دمتم لعهركم البغي .... فلا تدوم العاهــــــرة
فتشوا في رياض الغابرين.... هل دام عصر... جبابرة
ناموا... إن شئتم !!!! فطفـــلتي شهيدة..... مغامرة !!!!
بدمها ارتوت أيقونة المسيح ولم تزل مسافرة
عار عليكم، أن تتاجروا بدماء أطفال السماء، فلم تزل دماؤهم أنشودة مقاومة
أيها الكتّاب.. لعوكر، فقد طل صبح الجنوب، وعشق صبايا الجنوب، وما زلتم تترعون كؤوس الخيانة.
وأختم بقول أحدهم: إني لأعجب كيف يمكن أن يخون الخائنون.... أيخون إنسان بلاده.
فهنيئاً لأمثالكم عوكـــــــــــــــــــر
و هنيئاً لأمثالنا التضحيات.

ناصر الحريري
صحفي وإعلامي