المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : د.سعيد صلاح النشائي: انتصار أبطال غزَة شرف للأمَة العربية والإسلامية وحركة التحرر العالمية



عبدالرؤوف عدوان
18/01/2009, 07:14 PM
الإخوة الأعزاء،

السلام عليكم: هذه مقالة للأستاذ الدكتور سعيد صلاح النشائي وجدت أنَ مكانها هنا وليس في بوابة (ثورة عربية كبرى ثانية)

معذرة أخي دكتور سعيد

عبدالرؤوف عدوان
دمشق - بلاد الشَام عربية

-----------------------------------------------------------------------------


قد تجدون المقالة التالية مفيدة:

انتصار أبطال غزة شرف للأمة العربية والإسلامية وحركة التحرر العالمية
أ.د/سعيد صلاح النشائي , عميد كليتي العلوم الهندسية وتكنولوجيا المعلومات, جامعة سيناء , المساعيد , العريش

العقدين الماضيين شهدا انهيار معظم ما سمى بالمعسكر الإشتراكى الذي لم يكن اشتراكيا, وقيام أبشع أنواع الرأسمالية تحت قيادة حزباً شيوعياً وهو ليس شيوعياً في الصين وضعفت حركة التحرر الوطني ضد الإمبريالية والرجعيات المحلية ما عدا في أمريكا اللاتينية وسيطرت الولايات المتحدة الإجرامية على الساحة الدولية ثم ازدادت إجراماً في العقد الأخير عند وصول بوش الابن وعصابته إلى السلطة في انتخابات مزورة عام 2000.
خلال هذا العقد الأخير ازدادت جرائم الإمبريالية فظاعة لدرجة العودة إلى الاحتلال المباشر في العراق وأفغانستان والصلف والعدوانية إلى درجة السفالة في أماكن أخرى من العالم حتى مع عملائهم الحقراء. وبالطبع لا بد أن يكون هذا الانحطاط على أشدة في منطقة الشرق الأوسط لأسباب كثيرة ومعروفة على رأسها وجود البترول اللازم لعجلتي الصناعة والحرب ووجود الكيان الصهيوني العنصري ربيب الإمبريالية وحامى حمى الرجعية المحلية وقاهر حركة التحرر الوطني لعقود حتى بداية هزائمه في لبنان عام 2000 ثم هزيمته التالية عام 2006 في لبنان ثم هزيمته الحالية 2008-2009 في غزة.
في ظل هذا التراكم السلبي للامبريالية الأمريكية وحلفائها بدئت تظهر بشائر هزيمتها في العراق وأفغانستان وأمريكا اللاتينية بشكل شديد الوضوح وبشكل أقل وضوحاً في باكستان وإيران وأماكن أخرى من العالم. فإذا أخذنا إيران كمثال ليس شديد الوضوح وأخذنا جانب واحد من جوانب موضوع إيران وهو موضوع برنامجها النووي لوجدنا كم هائل من القيم المزدوجة والكذب والنفاق والحقارة من جانب الامبريالية وكلابها المحليين يمكن تلخيص أهم نقاطه في البديهيات التالية:
1- إيران تقصم بأغلظ الأيمانات ( وهى دولة أسلاميه ) أن برنامجها سلمى, ولكن ذلك لا يعنى شيء لدى الأمبرياليه وكلابها في المنطقة ويصرون أنه برنامج عسكري يهدف لإنتاج السلاح النووي ويستمرون في التهديد وتلفيق الاتهامات الأخرى.
2- رغم أنني شخصياً لا أرى مبرراً لتكذيب أغلظ الأيمانات الإيرانية ( بل أتمنى أن تكون غير صحيحة), فلنفترض أنها غير صحيحة وإيران تسعى لإنتاج أسلحة نووية فما هو الخطأ في ذلك؟ أمريكا تملك ترسانة هائلة من هذه الأسلحة وأيضاً معظم بلدان أوروبا والصين والهند وباكستان والكيان الصهيوني وغيرها من الدول, فلماذا تحرم على إيران فقط؟ عجبي!!
3- ربما كان سبب تحريم هذه الأسلحة على إيران وليس على أمريكا على سبيل المثال هو أن أمريكا دولة ليبرالية مستنيرة بينما إيران دولة لا ليبرالية ولا مستنيرة!! ولكن التاريخ يخبرنا بما يجعل المنطقي هو بعكس ذلك تماماً, فبغض النظر عن حقيقة أن أمريكا قد قامت على إبادة وحشية لشعب قارة كاملة فإنها الدولة الوحيدة التي استخدمت القنابل النووية ضد شعب اليابان في هيروشيما ونجازاكى. فإذا كان هنالك من يجب منعة من امتلاك سلاح نووي فهي أمريكا وليس إيران. الأمثل طبعاً هو الحظر الكامل, على كل بلاد العالم. للسلاح النووي وباقي أسلحة الدمار الشامل .
إن إيران بكل مزاياها وعيوبها هي حليف لحركة التحرر العربية وباقي حركات التحرر في العالم في حين أن الامبريالية والصهيونية وأعوانهم هم أعداء التحرر وأعداء كل خير على وجهة الأرض.
بدء الهجوم العنصري الإجرامي الصهيوني على غزة بهذه الخلفية فأفرز:
• صمود خرافي للمقاومة وشعب غزة الذي لن يقبل أي محاولة تفرضها علية الخطة الصهيونية الأمريكية لتركيعة و قبوله الاستسلام لإرادة الكيان الصهيوني و حلفاؤه المحليين و العالميين.
• اتهام غريب جداً لحماس من جانب القوى العميلة للاستعمار والصهيونية في المنطقة بأنها مدعومة من إيران وهذا ليس اتهاما إنما يجب أن يعامل بأنه فخر للطرفين وتأكيد أنهما جزءاً لا يتجزأ من حركة التحرر ضد الاستعمار والصهيونية.
• تعاطف شعبي محلى وعالمي مع شعب غزة تزداد وتيرتة مع تقدم العدوان و صمود المقاومة.
• تواطؤ النظام العربي أصبح أكثر وضوحا وفجاجه.
• دور سلطة أبو مازن ألتآمري و صلاته الوثيقة بالموساد و قيادات العدو الصهيوني أصبح أكثر وضوحا و رصيد السلطة علي المستوي الشعبي بات في تناقص مستمر واندلعت المظاهرات في الضفة الغربية تأيداً لغزة وحماس وواجها بوليس أبو مازن ودحلان كما يواجه البوليس الصهيوني المظاهرات الفلسطينية داخل الكيان الصهيوني.
علي ضوء ما تقدم فان الجرائم الجديدة للكيان الصهيوني لن تفلح في جر المقاومة و شعب غزة و الشعب الفلسطيني إلي أروقة الاستسلام, وعلي غرار ما حدث في الأعوام 2000 و 2006 في لبنان, سوف تنتصر غزة مهما كانت التضحيات. ويجب في هذه الظروف التأكيد على الأساسيات التالية:
- تيار المقاومة علي المستوي القومي في صعود مستمر خصوصا بعد النجاح الرائع الذي حققه حزب الله و المقاومة اللبنانية في عام 2000 وفى صيف 2006 و الانتصارات التي حققتها المقاومة العراقية علي المحتل الأمريكي بالإضافة إلي صمود غزة و مقاومتها الرائعة الآن. وهكذا فقد أنهت حركة التحرر العربية مرحلة الانكسار والهزيمة الذي بدء عسكرياً في يونيو 67 وتكرس سياسياً بعد 73 في اتفاقات كامب ديفيد التي بدء بها النظام المصري مرحلة الاستسلام الرسمي.
- المقاومة ليست عبثية كما لم تكن صواريخ حزب الله عبثية, العبثي هو مساعي الاستسلام للكيان الصهيوني, هذا الكيان الذي لن يختلف مصيره عن جميع محاولات الاستعمار الاستيطاني في القرن الماضي ( الجزائر, جنوب أفريقيا... الخ) . والعبثي أيضاً هو تصور الكيان الصهيوني و حلفاؤه لإمكانية هزيمة حركة التحرر التي تبنتها الجماهير و التي اعتمدت الكفاح المسلح كوسيلة أساسية للتحرر لتكون الخطوة الأولى على تحرر حقيقي وكامل مثل الذي حققته الثورة الفيتنامية.
- وجود المشاكل بين صفوف حركة التحرر العربية يأتي نتيجة أسباب عديدة, علي رأسها السعي الدءوب للكيان الصهيوني بدعم أمريكي عربي لتفتيت صفوفها, وهذا لا يبرر لا سياسيا و لا أخلاقيا عدم التعاطف معها ولا التواني عن دعمها في مواجهة الاستعمار والصهيونية.
- النظم العربية بما فيها سلطة أبو مازن يخشون انتصار أي تحرك ديمقراطي شريف و معادي للاستعمار و الصهيونية, فهذا من شأنه كشف و تعرية الهوية و المصالح الأنانية الضيقة لتلك النظم و التي تتعارض مع مصالح شعوبها و بالتالي التعجيل بزوالها.
- هذه النظم هي النتاج التاريخي لهزيمة يونيو67 ومسلسل الاستسلام لإرادة الكيان الصهيوني و شريكه الأمريكي و الذي بلورته كافة المعاهدات و الاتفاقات علي شاكلة كامب دافيد و اوسلو.
- هذه النظم هي السند و الداعم الرئيسي لمخطط الهيمنة الأمريكية الصهيونية علي المنطقة و في المقابل و علي ضوء أدائها لهذا الدور تلقي كل الدعم و الحماية من أمريكا والكيان الصهيوني. هي نظم ديكتاتورية تستمد شرعيتها من تلك الحماية الاستعمارية في مواجهة شعوبها. أما المقاومة في لبنان و فلسطين فتستمد شرعيتها من شعوبها و تستند إلي تأييدهم الواسع لمواقفها و أساليبها ولقد حقق هذا الالتفاف الشعبي انتصار المقاومة في لبنان عام 2006 و صمود المقاومة المذهل في غزة هذه الأيام.
- و كما قال حسن نصر الله أكثر من مرة أن معاداة حزب الله و حماس و حلفاؤهم لا يرجع لكونهم تنظيمات إسلامية بل لكونهم في مقدمة المناضلين ضد المخطط الاستعماري الصهيوني و هذا ما تؤكده تحالفات حزب الله في لبنان ( ميشيل عون و الحزب الشيوعي اللبناني وغيرهم) و أيضا تحالفات حركة حماس في غزة (الجهاد الإسلامي و الجبهة الشعبية و الجبهة الديمقراطية وغيرهم) .إن الانقسام لم يعد طائفيا كما كان يراد له أن يصبح بل أصبح انقساما سياسيا واضح المعالم.
إن السؤال يتحول إلي: مع من نقف و من نساند و ندعم؟ المخطط الاستعماري الصهيوني وحلفاؤه من النظم العربية أم شعوبنا المقهورة و رموزها المقاومة؟ والإجابة بالطبع مع المقاومة حتى ولو كانت توجهاتها مختلفة معنا, فخلال مسيرة النضال حتى الهزيمة الكاملة للاستعمار والصهيونية سوف تتبلور التوجهات الاقتصادية والاجتماعية والديمقراطية لكل القوى المناضلة وصولاً إلى مجتمع متحرر وطنياً وسياسياً واجتماعيا واقتصاديا. وقلق بعض الاتجاهات اليسارية من قيادة الاتجاهات الإسلامية للنضال في هذا المكان والزمان هو قلق ليس في محله ولذلك حديث آخر.
ولقد أكدت الأيام الأخيرة بعد بدء الهجوم البرى الإجرامي الصهيوني على غزة كثيراً من هذه الحقائق البسيطة:
1- خسائر كبيرة للعدو الصهيوني.
2- صمود بطولي للمقاومة الفلسطينية في غزة.
3- استمرار صواريخ المقاومة على جنوب الكيان الصهيوني.
4- هستيريا أصابت الكيان الصهيوني مع اقتراب هزيمته, أهم ظواهرها تكثيف ضرب المدنيين والمدارس والمستشفيات وعربات الإسعاف, الخ حتى مراكز ومدارس منظمات الإغاثة الدولية ضارباً عرض الحائط بكل الاتفاقيات الدولية.
5- إدانة شعبية عالمية لجريمة العدوان الصهيوني وصلت في بعض الأماكن مثل الرباط وإسطنبول إلى مظاهرات مليونية.
6- إدانة رسمية عالمية, ما عدا المتواطئين مع العدوان الصهيوني عربياً وعالمياً وهم معرفون, وصلت إلى درجة طرد فنزويلا للسفير الصهيوني ووصف تركيا للعدوان الصهيوني بأنة جريمة حرب, وذلك على سبيل المثال وليس الحصر.
7- التواطوء العربي والأمريكي والإجرام الصهيوني جعلت الشعوب العربية تفيق, مما سوف يكون له تأثير إيجابي كبير على حركة التحرر العربي.
8- أعادة حماس تأكيد نجاحها السابق الكاسح في الانتخابات الصحيحة الوحيدة في العالم العربي وختمته بدم شهدائها وكشفت أكثر وأكثر حقيقة سلطة أبو مازن\دحلان والداعمين لها عربياً وعالمياً.


الخسائر البشرية حقاً ضخمة نتيجة وحشية الصهاينة ومن ورائهم عربياً وعالمياً ولكنها أقل من مصائب الاستسلام.سوف تكون غزة وصمودها البطولي علامة نور على طريق حركة التحرر العربية والعالمية. ولقد طردت فنزويلا سفير الكيان الصهيوني ولقد فعلت موريتانيا المثل وسوف تتبعهما دولاً نتمنى أن تكون مصر على رأسهم. النصر للمقاومة والعار للمستسلمين والمتخاذلين والمتواطئين والعملاء والخونة. وللحديث بقية بإذن الله.

سعيد صلاح النشائي
عميد كليتي العلوم الهندسية وتكنولوجيا المعلومات
جامعة سيناء، المساعيد، العريش