شكراً غزة

[صبحي الخطيب]

شكراً غزة
كان الهدف من الحرب على غزة ؛
القضاء على حركة المقاومة ( الإرهاب ) ؛
ومنع عمليات تهريب الأسلحة وتدمير الأنفاق ؛
حسب رأي زعماء صهيون في ( اسرائيل ) .
وهاهم اليوم وبعد إعلان وقف إطلاق النار ؛
يعلنون أنهم أضعفوا قوة المقاومة وقتلوا معظم قادتها .
لقد تغير الهدف إذاً !!!! جميل .
لا يهمني ما يقوله أبناء القردة .
ولكن ما يهمني هو ما ظهر لحد الآن من رشح ؛
لقرارات قمة الكويت ؛ وبالذات من السعودية ومصر .
وكأن الوسيط الذي كان ينادي بالتهدئة ؛
لم يكن اليوم هو من ينادي بخيارات جديدة !!!
وأرجو أن لا تكون اللهجة اليوم في كلمة ملك السعودية ؛
وكلمة الرئيس المصري ؛ تتلاعبان بأم آمالنا ..
قبل يومين كنا قد شعرنا بالإحباط والخذلان .
واليوم عاد الأمل يتراقص من جديد .
وكأنه لسان لهب كاد أن ينطفئ ؛ أُدير فوقه بعض الوقود .
لستُ أدري ؛ هل هذا الوقود سيستمر أم سيتوقف !!!
لننتظر ؛ ولنرى ما قد يحصل خلال الأيام القادمة .
لم نسمع بعد رأي [ أبناء عمنا ] اليهود فيما قيل .
ولم نعرف رأي الشيخ أوباما وحكومة واشنطن بعد .
وماذا ستكون ردة فعل فرنسا ؛ وأوروبا !!!
ولكن ما خرجتُ به اليوم بعد تلك الأيام الدامية ؛
أن غزة استطاعت أن توحد صفوف الأمة ؛
على المستوى الشعبي على الأقل ؛
وأن تجعل كل الأنظمة العربية تعمل على مراجعة أوضاعها .
هل تلك المفاجأة التي حصلت اليوم ؛
في موقف السعودية ومصر ؛ جاءت نتيجة الضغط الجماهيري ؟
هل كان المحرك هو عنجهية ( اسرائيل ) وفوقية أمريكا ؛
على قرارات مجلس الأمن وتجاهل تطبيقهما ؟؟
هل حصلت ( اسرائيل ) على ضمانات محددة من السعودية ومصر ؟
هل كانت صور الدمار والقتل في غزة من حرك ضمائر الحكام العرب ؟
هل تنبه قادة العرب أن الدور سيأتيهم عاجلاً أو آجلا ؟؟
هل كان التمرد في قرارات السعودية ومصر ؛
كي ( تُـبَـيضَ ) صفحة النظام أمام الجماهير العربية ؟؟
ولكن ماذا بالنسبة للعراق ولبنان والصومال والسودان ؟؟
أليسوا عرباً هم ؛ أم ماذا حل بقضياهم ؟
وهل وهل وهل وهل ؟؟؟
سننتظر ونرى ما سيفاجئنا به الغد .
وفي كل الأحوال شكراً لكِ غزة ..
رغم جراحاتك المفتوحة بعد ؛
ورغم كل الدمار والتخريب على أراضيك الطاهرة .
إلا أنكِ غيرتِ خارطة السياسة في وطننا الكبير ..
المجد والخلود لشهداء غزة ؛ وكل شهداء الأمة .
وكل العز والفخار بكل مناضلي الأمة .
شكرا لك غزة