المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : موقف النقد المغربي الحديث من شعر المناسبات



محمد يحيى قاسمي
22/01/2009, 12:17 AM
شعر المناسبة هو كل شعر يقترن بمناسبة دينية أو وطنية أو قومية . والشعر الذي يصدر عن هذه المناسبة هو ما نسميه شعر المناسبات ، أي أنه الشعر الذي يصدر عن صاحبه في مناسبة لها معناها الخاص ومفهومها ومدلولها ومغزاها في حياة الناس . فإذا مرت هذه المناسبة مرَّ معها هذا الشعر ، وبتكرار الأعياد والذكريات يتكرر معها ذلك اللون من النظم .

واصطلاح شعر المناسبات اصطلاح نقدي - إذا صحَّ التعبير – لم يظهر حديثاً ، فقد نادى الشاعر الألماني ( غوته ) بشعر المناسبات ودافع عنه ، واعتبر أن الشعر العظيم هو شعر المناسبات . وقد أكد هذا الأمر في كتابه ( شعر وحقيقة ) قائلا بمرارة : << إن شعر المناسبة، وهو الأكثر أصالة من جميع ضروب الشعر ، قد فقد كل تقدير منذ أن بدأت الأمة لا تلقي بالا إلى قيمته العليا >> 1 .

وهذا الاصطلاح لا يدل في الواقع على مذهب أو مدرسة معينة في الشعر أو الأدب ، بقدر ما يدل على اتجاه معين فيه ، يعبر به أصحابه عن عواطفهم ومشاعرهم وأحاسيسهم فيها . فإذا انتهت هذه المناسبة انتهى شعرهم ، فلا يبقى منه أثر إلا وكان له علاقة وصلة بهذه المناسبة أو تلك .

وإذا استقرأنا بعض مراحل تطور الأدب العالمي وسِيرِه ، وصلنا إلى نتيجة فحواها أن شعر المناسبات كان موجوداً وقائماً بذاته في الأدب الغربي ، وإذا شئنا الدقة أكثر قلنا إنه كان معروفاً حتى في الأدب اليوناني القديم ، وكان له أصحابُهُ وأنصارُهُ في الأدبين الأروبي والأمريكي الحديثين ، شأنهما شأن الأدب العربي قديمه وحديثه ...2 .

ويرجع بعض الدارسين ( 3 ) ظهور شعر المناسبات إلى النصوص السنسكريتية الهندية القديمة . ففي المجموعة التي قدمها ( راجا سيخارا / Raja Sekhara ) بعنوان ( كفيا ميمنسا Kavyamimansa ) نجد نصاً رائعا يتعلق بهذا اللون من الشعر ؛ يقول : << ثمة أربعة أصناف من الشعراء : ذاك الذي لا يرى الشمس ، والذي هو صارم ، والذي هو ظرفي ، وأخيرا هـناك شاعر المناسبة . أما الشاعر الذي لا يرى الشمس فهو يقيم في قعر مغارة ، داخل منزل جوفي ، وينظم أشعارا في حالة من التركيز المطلق ، كل اللحظات هي ملكه . وأما الشاعر المواظب فهو الذي ينظم أشعارا من خلال انصرافه إلى النشاط الشعري ، دون أن يحاول إطلاقا التركيز، وهو يمتلك أيضا سائر لحظاته . لكن الشاعر الظرفي ينظم حين لا يعترض نظمه عمله في البلاط أو يحول دون انصرافه إلى الشعر حائل آخر. وكل لحظة يفكر بها إنما تكوّن لديه زمنا لخلق شعري . وأخيرا شاعر المناسبات ، وهو الذي ينظم بصدد بعض الأحداث ، الزمن بالنسبة له محدد بالظرف ذاته .إن الشاعر الذي حين يبتدع أثره لا يدمر إلهامه ولا يسف ، إنما هو سيد مجموعة الشعراء ، أما الآخرون فهم خدمه >> . 4

لقد عرف الأدب الإغريقي الشعراء الذين كانوا ينشدون أشعارهم في المناسبات والأعياد المختلفة التي كانت تحتفل بها شعوب المنطقة ، وكانت بينهم منافسات للحصول على الجوائز التي كانت ترصد لهذا الغرض . ولم ينته هذا التقليد في اليونان القديمة إلا بانتقال مركز السيادة من أثينا إلى روما التي شهدت بدورها شعراء كانوا يتغنون بأمجاد الإمبراطورية الرومانية وانتصاراتها في الأمصار والأقطار ، وأعياد الشعب الروماني وفرحته وابتهاجه بها . وما زالت هذه الأشعار محتفظة بقيمتها الأدبية إلى الآن رغم مرور مئات السنوات عليها . ولعل أصدق دليل على هذا الشعر ما خلفه ( بندار) من مؤلفات شعرية حول هذه المظاهر التي أضحت طقوسـا . وقـد أشـار ( هيجل ) إلى هذا بقوله : << إن قصائد ( بندار) تشكل قصائد مناسبات بكل ما تحمل الكلمة من أصالة المعنى >> . 5

وينضاف إلى هذه الشعوب أدب أوروبا وأمريكا - كما قلنا -وخاصة في مراحلها التكوينية الأولــى . << ولا زالت بعض التقاليد متبعة إلى حد الآن ، ولكنها تحمل أسماء مختلفة مثل أدب المقاومة وأدب العبث واللامعقول والتمرد والغضب >> . 6

وفي الأدب العربي كان هذا اللون من الشعر طاغيا لأنه انطبع منذ البداية بطابع المناسبات التي كان الشعراء يتبارون فيها ، عبر كل لحظة من حياتهم الفردية والجماعية . وما زالت هذه الظاهرة هي الغالبة في الملتقيات الشعرية حتى الآن .

لقد كانت المناسبة هي التي تملي على الشعراء أشكال قصائدهم وإيقاعاتها وقوافيها ، كما أنها كانت تثير في الوقت نفسه المجابهات والتناقضات بين الشعراء أنفسهم ، فيتبارون في التفنن، ويوغلون في المجاز والاستعارات ، ويتدافعون بالمناكب أحيانا سعيا إلى اقتناص عبارة أو حذلقة بلاغية ، يضمنونها مدحا لملك أو أمير ، أو وصفا لبسالة باسل في معركة أو جود جواد في بذل ما ملكت يمينه ، وما إلى هذه من مناسبات كالأعراس والمآتم والأعياد الدينية والقومية .7

والمغرب نفسه عرف هذا اللون من الشعر ، خصوصا في المناسبات الوطنية كعيد العرش والمناسبات الدينية كعيد المولد النبوي الشريف . على أن عيد العرش (18 نونبر) كان أكبر موسم أدبي يتغنى فيه الشعراء المغاربة بأمجاد الجدود ويستنهضون الهمم لخلع نير العبودية ، والعمل لاسترجاع الحرية المفقودة .

وارتبط أدب المناسبات بهذا الموسم الذي كان يقام في الثامن عشر من نونبر ، فكان الشعراء من أبرز من يحتفل ، ولم يبق شاعر لم يقل أثناء ذلك . ومن أشهر شعراء عيد العرش - في الفترة التي ندرسها - (محمد الحلوي ) .

وقد زاد في إقبال الشعراء على هذه المظاهر الأدبية الجوائز الملكية التي كانت تخصص للمتفوقين ، ينالونها في احتفالات مشهورة .

وقد اختلف النقاد في المغرب أمام هذا اللون من الشعر ، فاحتاروا في تسميته ، وتساءلوا: هل ينتمي إلى الأدب ، أو أنه بعيد عنه ؟

لقد أثار هذا التساؤل عدة مناقشات لم يصل فيها ( المتبارزون ) إلى نتيجة قاطعة وحاسمة، وانقسم بموجبه الشعراء والنقاد إلى فريقين :
- أما الأول فيرى أن الشعر كله مناسبة ، والمناسبة تؤدي إلى كثرة الإنتاج ، وإذا كثر الإنتاج فمن السهولة انتقاء الكيف من الكم ، ثم هو في كل مناسبة يقوى ويتعدد ويتسع مجال القول فيه ، خاصة بالتشجيع والمكافآت .

- أما الفريق الثاني فيرى أن شعر المناسبات هو نوع من الأدب المتكلف الذي تقتصر عناصر وحيه على مسائل ضيقة يحددها الزمان والمكان ، وهو لذلك لا يأتي عفوا ولا يُكتب عفوا.إنه بصورة موجزة ليس من فيض الخاطر . والرأي الشائع بين هذا الفريق أن هذا اللون من الشعر لا يمت إلى الأدب بصلة ، وليس له به علاقة على الإطلاق ، وبالتالي وجب رفضه حتى ولو تفوق أصحابه في ما يكتبون لأنه ليس أدبا خالصا يقرأ لذاته لِما يحويه من جمال وسمو إلى الحق والفضيلة .

1 - من أكبر الدعاة إلى شعر المناسبات مجلة ( دعوة الحق ) التي كتبت افتتاحية في عددها الثالث من عام 1959 ، تحدّث فيها كاتبها عن شعر المناسبات ، وتوصل إلى أنه شعر مشروع، وأنه نوع من الشعر الذي يعبر عن وقائع الحياة ، وأن القرائح التي تنفتح لاقتناص الجوائز الأدبية إنما هي قرائح يسلك أصحابها طريقا مشروعا سلكه الشعراء الأولون .

يقول صاحب الافتتاحية مفصلا رأيه السابق : << لم تستطع المكافآت أن تغير ما بطبع الأدب وتجعل منه أدبا ممجوجا لأنه قيل بمناسبة ونال قائله مكافأة ، بل ظل هذا الأدب حيا نقرؤه بعد مئات السنين فنجد الوصف الحي والمعنى السامي والتحليل الدقيق ، بل نجد السخرية والهزوء ، ونجد النكت والملح ، فنشعر بجمال هذا الأدب ونحس بروعته . ولا يضير عندنا -كما لم يضره عند الأقوام الذين عاش بينهم - أنه قيل بمناسبة وأن قائله نال صلة أو مكافأة >> . 8

إن الشعر في رأي كاتب الافتتاحية ليس بعيدا عن المناسبة وليس بعيدا عن مجال المكافآت والصـلات . فالملوك والأمراء كانوا دائما يرعون الشعر والشعراء ، وكان بعض هؤلاء يعيشون في أكنافهم ، ومع ذلك أنتجوا أدبا ليس له وزنه في الآداب التي خلدتها الإنسانية وخلدت هي الإنسانية . وقد كانت مكافآت الدولة ومكافآت الملوك والرؤساء قوية الصلة بالأدب ، وما تنظيم الدول للجوائز الأدبية والفنية التي تتبنى بها الدولة إنتاج الأديب أو الفنان إلا مظهر تطور من مظاهر المكافآت التي كان الملوك والأمراء يقدمونها للأدباء والفنانين .

ويذهب ( فتى الحي ) ؛ وهو اسم مستعار ؛ في اتجاه رأي القائمين على مجلة ( دعوة الحق ) فيرى أن مصدر المناسبة هو المال ، ذلك بأن هذا الأخير من الدوافع المحركة والمؤثرة في حياة الشعراء ، وكلما زاد العطاء فكر الشعراء في مقابلة المثل بالمثل ، فيقومون إلى القول والصدح بالشعر الذي لا تزنه أموال الممدوحين ، وأحيانا يكون شعور الشعراء عميقا إلى أبعد حد فيتأثر الممدوح تأثرا كبيرا إلى أن يذهب به الهيام لأن يختص بالشاعر ويقصر شعره على مدحه وتسجيل حياته . 9

ولا يبتعد مفهوم ( فتى الحي ) عن رأي ( عبد العلي المنوني ) الذي يجهر بالقول بأنه لا يرتضي بعض ما يقال من أن هؤلاء الشعراء الذين ينتجون نتاج المناسبات ، سواء منهم المجيد أم غيره ، لا يستحقون أن يعدوا من زمرة الأدباء ، وأنهم لا يمتون إلى الأدب بصلة . 10

إن كل ما أنتجه الشعراء - حسب رأي ( المنوني ) - من يوم أن كان الشعر في العالم رضيعا ليس إلا وليد المناسبة ، ويضرب الناقد لذلك أمثلة فيقول : << نجد بعض الشعراء يصف عيدا من أعياد الأمة الدينية أو الوطنية ، ويضفي عليه من خياله ما يحبب إلينا ذلك العيد ، فتقوم قيامتنا ونصيح : ما هو إلا شاعر مناسبات . اللهم إن كان هذا هو الشعر فاسقط على شعرائنا حجارة من السماء . ثم نجد آخر يصف فتاته الممشوقة القوام وهي تخطو بخطوات وئيدة على شاطئ اليم ، ثم ترتمي في لجة الموج ، فنتمايل طربا ونقول - وكلنا مطأطئ رأسه إجلالا لعبقريته - : لا فض فوك من شاعر ، وأيم الله إنك لشاعر ، فبربك يا صاح خبرني : هل نطق بهذه القصيدة شاعرنا دون مناسبة ؟ >> 11 .

لقد أوردنا هذا النص رغم طوله لأنه يفصح عن رأي صاحبه صراحة ، ولأن في الأسئلة المتعددة التي يزخر بها النص كثيرا من الرؤى والمفاهيم التي تفصح عن وعي الناقد العميق . فمن رأي ( عبد العلي المنوني ) أن الشعر كله مناسبة ، لذلك لا يمكن أن نرفض شعرا قيل في مناسبة وطنية أو قومية ونقبل بشعر قيل في مناسبة الغزل .

ويرفض ( المنوني ) نعت أصحاب المعلقات بأنهم شعراء مناسبات ، وهم الذين خلفوا لنا شعرا اعتبر من عيون الشعر العربي . كما لا يمكن رفض شعر المتنبي أو طرده من حظيرة الشعر لأن شعره قيل كله في مناسبات المديح .

انطلاقا من هذا الفهم دعت مجلة ( دعوة الحق ) ؛ مع زمرة من النقاد ؛ إلى شعر المناسبة ممنية الشعراء بجوائز مهمة ، معتبرة إياها تقديرا وتقييما : << فالتقدير يفتح نفس المنتج، وما الجائزة إلا تقدير وتقيــيم >> 12 . وبدعوتها هذه دخلت مجلة ( دعوة الحق ) في معركة مع الرافضين لشعر المناسبات .

2-رفض كثير من أدباء المغرب شعر المناسبات لأنه لا يصدر عن عاطفة صادقة ، بحجة أن المناسبة هي التي تملي هذا اللون من الأدب على صاحبه ، بل يصدر عن إحساس عابر وانفعال فاتر تجاه مناسبة لها مكانها ولها زمانها .

ويعتبر الرافضون لشعر المناسبات هذا اللون من الشعر شعرا زائفا لا تقف وراءه أية عاطفة صادقة أو انفعال حار ولا ينصهر في تجربة نفسية ناضجة ، وبالتالي لا يتضمن أي قيمة اللهم إلا قيمة الألفاظ المرصوفة بعناية ، وانتقاء التراكيب المزخرفة ، وحتى هذه الألفاظ وهذه التراكيب يسميها البعض لغوا وبهتانا ، فهذا ( إبراهيم الصقلي ) يقول : << إن الأدب الذي تلده الظروف والمناسبات تخلقه الدريهمات ، وتبعثه الشهرة ، ليس بالأدب الحق ، ولا ينبغي أن يعد من الأدب بمعناه السامي ، إذ له وجهة خاصة ، وكلمات مختارة ، وإبداع أقل ما يقال فيه إنه من باب السماء فوقنا .. من المخجل أن يكون لنا أدب لا يتجاوز غاية مرسومة ، ولا يخرج عن ألفاظ منمقة، ولا يتعدى الواقع الملموس .. >> 13 .

ويصر ( عبد السلام العلوي ) على رفض شعر المناسبة لأنه - في نظره - من الأغراض الساقطة التي لا تمت إلى الأدب الصحيح بصلة ، ولأنه لا يسخر الشعر فيما خلق له ، ويبعده عن فضيلة الصدق ورقة الإحساس ونبل العواطف التي هي من أوكل مميزاته . وأن الشعراء الذين يحملون قلوبا شاعرة في وسعها أن تخلق البدائع وأن تحلق في أعلى السماوات ، لكنهم جهلوا تصريفها وجعلوها وقفا على اللغو والبهتان . 14

ويرفض بعضهم شعر المناسبات لأنه يغالي إلى درجة يسقط معها إنتاج أصحابه في الإسفاف والابتذال بدليل أن الشاعر ذاته يعود في إنتاجه بألفاظه ومعانيه نفسها وربما بنفس قوافيه إذا عادت المناسبة نفسها . يقول ( أحمد بن المليح ) : << ويكفي المرء أن يستعرض النتاج الأدبي لمناسبة من المناسبات ليجد أن التكرار الممل والقوالب الموروثة والصور المعادة هي الظاهرة الملحوظة في هذا النوع من الأدب >>. 15

إن شعراء المناسبات - في نظر بعضهم - لا يتخذون خطة عامة -تشمل كل إنتاجاتهم - تؤدي إلى غاية معينة ، بل يكتفون بأن يسيروا مع الصدف والمناسبات 16. ولذلك فإن معظم الشعر الذي ينظمه هؤلاء لا يستطيع - كما يقول ( عبد الكريم غلاب) -أن ينسبه القارئ - الذي لا يعرف عمن صدر - إلى المغرب والى شعـراء المغرب ، ومن ثم كان هذا الشعر لا يمثل إقليمه ولا البيئة التي صدر عنــــها . 17

إن الرافضين لشعر المناسبات لا يعترفون بالشاعر الذي << ينظم الشعر ليتغزل ، أو ليمدح في مقابل الحصول على ذهب أو وظيفة يمتن عليه بها الممدوح >> 18 ، بل إنهم يعتبرون شعره << امتهانا لكرامة الشعر والشعراء >> 19 ، ولذلك فإن هذا اللون من الشعر يموت بموت المناسبة ، ويمر بمرورها إلى دهاليز النسيان ، دون أن يخلف في نفس القارئ أي أثر يستحق الوقوف عنده ، ودون أن يحرك في وجدانه وضميره ما يحركه غيره من ألوان الأدب وفنونه الأخرى .

والرافضون لشعر المناسبات لا يستثنون من ذلك شعر العرشيات ، ويعتبرونه << من صميم أدب المناسبات الذي يبتغي فيه صاحبه الحصول على الجائزة المالية >> 20. فإذا كان عيد العرش موسما من مواسم الشعر يخرج فيه الشعراء عن صمتهم ، ويسهمون بحظ في تخليد ذكرى الملك ، ويخطون صفحات من كفاح الشعب في سبيل الحرية والكرامة في سبيل الاســتقلال ، فإن المناسبة – في نظر الرافضين – هي الباعث على الإنتاج ، لأن بطولة الملك وكفاح الشعب – كما يقول ( محمد التازي ) - : << لا يبرزان فقط في مناسبة عيد العرش .إنهما بطولة وكفاح صالحان للاستيحاء وللانفعال بهما وتخليدهما في كل الظروف وفي جميع المناسبــات >> 21.

ولذلك انتقد ( إدريس الكتاني ) الشاعر ( عبد الرحمن الدكالي ) لأنه لم يقل شعرا إلا يوم كانت مناسبة عيد العرش ، يقول : << كنا نود من الأستاذ عبد الرحمن الدكالي أن يقول الشعر دائما، وأن يخلق هو له المناسبات لا أن ينتظرها حتى تأتيه >> .22

وللسبب نفسه لم يعترف ( محمد بن العباس القباج ) بشاعرية ( أبي العباس الشرفي ) لأنه شاعر مناسبة << لا يدع الفرصة تمر.. من غير أن يهيئ لها قصيدة من نظمه المعروف ليقدمها برهانا لولائه وإخلاصه >> . 23

وإذا كان ( التازي ) و ( الكتاني ) و ( القباج ) يرفضون شعر العرشيات لأنه قيل بمناسبة، فـإن ( عبد الكريم غلاب ) يرفضه لأن أصحابه << لا يعلنون عن رأيهم بصراحة في الشعر الاجتماعي أو السياسي ، وقد يحاول بعضهم في مناسبة ما كعيد العرش مثلا فينظم بضعة أبيات يجاري بها التيار الجارف أو يخدع بها لجنة التحكيم في المباريات الأدبية التي تقام بهذه المناسبة>>.24

وهذا التحايل الذي أشار إليه ( غلاب ) انتبه إليه كذلك ( محمد الآمري المصمودي ) الذي كان ينتظر أن يوجه الشعراء اهتمامهم في موسم عيد العرش للتعبير عن << تجاوب الملك والشعب وإجماع الأمة ملكا وشعبا على الرغبة في التحرير والانطلاق والعمل لذلك بكل الوسائل>>25 ، غير أنه أحس بخيبة أمل عندما وجد أن حوليات عيد العرش لم تكن كما أراد ، بل كانت على صورة تذكر كثيرا بمدائح المتنبي وأبي تمام والبحتري وغيرهم من المداحين المشهورين في الشعر العربي، كما تذكر بصفة خاصة ببعض مدائح شعراء الأندلس كــابن هانئ وابن زيدون وابن عمار . 26

ونحسب أن ( محمد الصالح ميسة ) – من موقعه كرئيس للتحرير ، ومن موضعه كمغترب يقيم بالمغرب – كان أكثر جرأة من ( الآمري المصمودي ) لأنه عاب على شعراء العرشيات إطلاقهم ألقابا وأوصافا على السلطان لا ينبغي أن يصفوه بها ، وكان أكثر جرأة كذلك لأنه حدد ما ينبغي أن يوجه إليه الشعراء اهتمامهم ، وهو البحث عن الأعمال الإصلاحية التي قام بها السلطان؛ إن كانت هناك أعمال ؛ يقول : << ينبغي للشعراء أن يهملوا الأوصاف التي تطلق على ممدوحهم كما تطلق على غيره أو لا تطلق بالكلية على إنسان في الوجود كيفما علت درجته وارتفعت رتبته ، وأن ينهجوا منهج التحقيق والتمييز ويذكروا للملك ما قام به من الأعمال الإصلاحية المخلدة لاسمه في التاريخ >> . 27

إن وراء رفض شعر العرشيات رؤية أخرى تحاول النفاذ إلى حقيقة هذا الشعر وجوهره ، بتحليله وتمحيصه من خلال ربطه بالواقع الذاتي أولا ، وبالواقع الاجتماعي والسياسي الذي عاش فيه الشاعر ثانيا ، لاستخلاص رؤية وحكم صادق ومنصف عن هذا الشاعر أو ذاك .

انطلاقا من هذه الرؤية أنكر الكثير من الأدباء والنقاد شعر العرشيات ، ولم يعتبروه شعرا وطنيا أو قوميا تجب العناية به والوقوف عنده ، لأنهم يفهمون القومية والوطنية من خلال إدراك إنساني أعلى شأنا من قصيدة تقال في مناسبة ، ومن ناقض هذه الرؤية وجبت محاربته ، وفي مقدمة هؤلاء الداعون إلى شعر المناسبات .

من أبرز النقاد الذين حملوا على افتتاحية ( دعوة الحق ) حملة شعواء الأديب ( أحمد زياد) الذي كتب مقالا يعقب فيه على ما جاء في الافتتاحية معتبرا أن فيها بعض الخلط فيما بين الجوائز الأدبية التي لا تصطبغ بصبغة التكسب عن طريق الأدب ، وبين هذه الجوائز التي تمنح للشعراء كي يقولوا شعرا لا يمثل الأدب الصادق النابع عن شعور وإحساس ، يقول : << أعتقد أن هناك فرقا واضحا فيما بين التشجيع الأدبي الذي يقدر الأدب في شخصية الشاعر .. وبين هذه " الرشوة "التي تمنح للشاعر .. ليحمل حملا على إنتاج أدب كاذب في صورة مدح مستبد يسميه أدب التكسب عادلا ، وبخيلا يسميه جوادا >> 28.

ونعتقد أن في رأي ( أحمد زياد ) كثيرا من الصحة والصواب لأنه ليس هناك شعراء منحوا جائزة أدبية لأنهم أرادوا تخليد صفات كاذبة لشخص أو لهيئة في نص شعري ، وليس هناك نص شعري منح جائزة أدبية لأنه صور واقعا أو تخيل فكرة تناقض الفضيلة ، والتي في طليعتها الصدق في التعبير .

إن الشاعر الذي يقوده شعر المناسبات إلى التزلف وانتهاج التكلف لا يمكن - في نظرنا - أن تستحل له المعاذير بتعليل يقال فيه : إن المعدن الثمين لا يضيره إن قومت درره ونفائسه بغالي الأثمان . 29

ويطلق ( زياد ) شعر المناسبات طلاقا غير رجعي لأن إحساس المناسبات - كما يقول - << ذهب مع عصر المناسبات ، ونحن الآن في عصر كله حركة ونشاط وكله توثب واستعداد ، وكله نضال وكفاح ، وكله جزر ومد . والمغرب تجدد شعوره وقوي استعداده ، وتآلــفت عناصر الخير والفلاح في مختلف طبقاته ، ولذلك وجب التحرر من التعابير الذاتية ليكون الشعراء لسان أمة وصدى شعب بأكمله >> . 30

إن رفض ( زياد ) لشعر المناسبات لم يكن رفضا لذاته ، وإنما لأنه يرتبط بالاسترزاق ، وأن الذين طبعوا هذه الحياة بهذا الطابع الأدبي انصرفوا كل الانصراف بأدبهم إلى التكسب . فهؤلاء - في نظره - لا يقولون الشعر إلا إذا أوجد لهم الأمير أو القائد أو الوزير مناسبة يخلدونه فيها ، وهم إذا ذكروا حادثا من الأحداث فإنما يذكرونه عرضا وعلى سبيل الاستطراد .

ولهذه الأسباب فإن الشعر العربي ؛ قديمه وحديثه ؛ خلا – في نظر ( زياد ) – من نصوص أدبية تصور الحياة الاجتماعية خير تصوير . ويضرب مثلا من الشعر القديم بالمتنبي فيقول : << الشاعر العظيم المتنبي الذي كان سخر أدبه وأنتج أدبا لا يمثل شعوره ولا يعبر عن إحساسه إنما هو شاعر منافق . إن الأدب الذي خلفه وراءه ونال به جوائز كافور إلى حين لم يكن أدبا أصيلا ؛ ولن يكون أدبا أصيلا ؛ إذا استثـنينا ما فيه من نصاعة بيان وإيقاع موسيقي يطرب ، ولكنه لا ينفذ إلى أعماق النفس الإنسانية شأن الآثار التي تعبر عن المشاعر بحق وصدق >>31 .

ويوازن ( زياد ) بين المتنبي والمعري فيرفض شعر الأول لما فيه من صور متناقضة عكستها مواقفه المتباينة مثل مدحه سيف الدولة ، ثم مدحه عدوه كافورا . ويمجّد شعر الثاني لأنه أعرض - في نظره - عن أدب المناسبات ، وفضل أن ينتج أدبا يعتصره اعتصارا من إحساسه وشعوره ؛ وأن فيما تركه من شعر خالد وصادق يعبر أحسن تعبير عن الحياة التي كان يحياها ، وعن الإحساس الذي كان يشعر به ، وعن الأفكار التي كانت تدور بخاطره . لقد سجل كل ذلك بشجاعة وجرأة وتحمل عواقب انصرافه عن أدب المناسبات غاليا ، ولكنه تحمله راضيا ومحتسبا.32

ونعتقد أن ( أحمد زياد ) كان متحاملا على المتنبي ؛ والعلل التي قدمها لتفضيله المعري تبتعد كثيرا عن الموضوعية . والحجة التي يقدمها عن انصراف المتنبي إلى شعر المناسبات ، وعزوف أبي العلاء عنها ليست بالحجة الدامغة ، وليست بالمسوغ الذي يجعل ناقدا مثل ( زياد ) يصب جام غضبه على الشعر القديم في نموذج المتنبي .

ويمكن القول إن شعرنا القديم ليس كله شعر مناسبات حتى ينسفه نقادنا . فشعرنا الحديث لا يخلو بدوره من شعر المناسبات ابتداء من البارودي إلى نزار قباني مرورا بأكثر من أربعة أجيال من الشعراء كان منهم من نبغ في شعر المناسبات وشعر غير المناسبات . ويمكن القول كذلك إن التاريخ غطى على شعراء لم يكتبوا في المناسبات قط .

ويتدارك ( أحمد زياد ) تحامله على الشعر القديم فيضرب مثلا من الشعر الحديث بــأحمد شوقي ثم يقول : << إن شوقي رغم مكانته الأدبية كان شاعر مناسبة أكثر منه أديبا أصيلا ينتج الأدب للأدب . وصحيح أن شوقي ترك مآثر أدبية رائعة ، ولكن هذه المآثر تعدَ قليلة من حيث الكم، وربما من حيث الكيف كذلك بالنسبة للصور التي استوحاها من مناسبات الخديوي ورجال السلطة والجاه >> . 33

إن أحمد شوقي ؛ هذا الذي احتفل به المغاربة في مهرجان فاس ، وجعلوه مثالا يحتذى ورمزا يقتدى امتد إليه معول النقد لأنه كان – في نظر بعضهم - شاعر مناسبات .

وكما فضل ( زياد ) شعر المعري على شعر المتنبي ؛ نظرا لصدق الأول ونفاق الثاني-على حد تعبيره-؛ فإنه يرفض شعر شوقي ويفضل شعر حافظ إبراهيم . ونسأل ( زياد ) : أليس في شعر حافظ شعر مناسبات كما هو في شعر شوقي ؟ فيأتينا الرد بالإيجاب ؛ لكن مع فرق واضح ؛ هو أن شعر حافظ - كما يقول ( زياد ) - << من نوع المناسبات التي تخلد فكرة صادقة تصلح لأن تكون مثالا يقتدى وتعبر عن مثل أعلى في الحياة >> . 34

إن في نبرة ( زياد ) نوعا من التحامل على شوقي والمتنبي ، لأننا إذا قبلنا أشعار حافظ والمعري في المناسبات ؛ لأنه يخلــد -في رأي الناقد - فكرة صادقة ؛ فإن في ديواني شوقي والمتنبي كذلك أشعارا خالدة رغم أنها قيلت في مناسبات مختلفة . ويكفي أن نحيل على معارضة شوقي لقصيدة البوصيري التي يتغنى بها كل كبير وصغير .

إن القضية في رأينا ليست قضية أدبية أو نقدية فحسب ، بل إن لها أصولا وعوامل اجتماعية واقتصادية وسياسية ونفسية يجب دراستها وتحليلها وبحث جوانبها في دراسة خاصة لنقول فيها الرأي الأخير والنهائي .

والذي يزكي هذا الاستنتاج أن ( زياد ) نفسه ؛ وهو الذي رفض شعر المتنبي وشعر شوقي لأنهما شاعرا مناسبات ؛ لا يعتبر شعر عيد العرش شعر مناسبة ، وإنما هو داخل – في نظره – في صميم الأدب الإنساني الذي يتفاعل مع الحوادث . يقول : << والأدب الذي يقال بمناسبة أعيادنا المجيدة لا يعد من أدب المناسبات ، بل إنه انسكاب لعواطف قومية تعبر عن احساسات شعب >> 35 .

ويدعو ( زياد ) الشعراء إلى النظم في المناسبات الوطنية والقومية ، ويضرب لهم مثلا بزيارة الملك لطنجــة فيقول : << جدير بالشعراء أن ينتهزوا هذه الفرصة التي قلَ أن يجود الزمان بمثلها فيتغنون بما تأثروا به ويسجلون ما وقع أمام نظرهم وما يتسرب لأسماعهم >> . 36

ويضرب للشعراء مثلا آخر بموسم الحج فيتساءل : << ماذا أعد لنا الشعراء في هذا الموسم العظيم .. نعني ما يجري فوق جبل عرفات في ليلة مباركة يلتف فيها الساق بالساق ؟ ..أليست هذه صورة من الصور التي تجب العناية بها والتي تتحرك لها القرائح فتأتي بالعذب السلسبيل ويقرؤها المسلم الذي هنا والذي لم يقدَر له أن يشارك في هذا المؤتمر العظيم ؟ >> . 37

هذا هو ( أحمد زياد ) الذي حمل حملة شعواء على افتتاحية ( دعوة الحق ) لأنها دعت إلى شعر المناسبات ، وتحامل على المتنبي ثم شوقي لأنهما كانا – في نظره – شاعري مناسبات ، ها هو يصبح داعية للمناسبات. وموقفه هذا هو الذي دفعنا إلى الاستنتاج السابق ، وقلنا فيه إن قضية شعر المناسبات ليست قضية نقدية خالصة ، وإنما تتحكم فيها شروط أخرى تستلزم دراسة خاصة .

ولو كان ( أحمد زياد ) وحده الذي وقف هذا الموقف ، لقلنا إنها حالة شاذة لا يقاس عليها، ولكن هناك من يحذو حذوه ، فهذا ( عبد الكريم غلاب ) الذي رفض شعر المناسبات جملة وتفصيلا يعجب بالشاعر أحمد زكي أبي شادي لأنه - في نظره - << يستطيع أن يخلق من المناسبة العابرة ميدانا للشعر الإنساني الخالد بما ينفحه من عقله وعاطفته ، وما يولد فيه من معان إنسانية لا تمس شخصا معينا ولا تتصل بحاثة خاصة ، وذلك ما يخرج بشعره عن شعر المناسبات الذي ألفـناه عند كثير من الشعراء يتعبهم فلا يستطيعون أن يخرجوا به عن معـناه الضيق إلى المعنى الإنساني العام >> . 38

كيف نفسر - إذن - موقف رافضين لشعر المناسبات ؛ يقبل الأول شعر العرشيات على أساس أنه من صميم الأدب الإنساني ، ويقبل الثاني شعر شاعر من الشرق لأنه يخلق – في نظره – من المناسبة ميدانا للشعر الإنساني ؟ .

لا نملك تفسيرا لهذا الموقف سوى أن نقول : إن في عبارة ( غلاب ) - مثلا - تمييزا بين الشعر المرفوض والشعر المرتضى . فهو يقبل بشعر المناسبات الذي يعود نفعه على الإنتاج بصورة عامة وعلى الأمة جمعاء ، ويرفض شعر المناسبة الذي يهم فردا أو هيئة .


لائحة المراجع :

1- شعر المناسبة بما هو ظاهرة اجتماعية : ميشال سليمان – مجلة الفكر العربي المعاصر – ع 1 – مايو 1980 – ص : 60 .
2- عن أدب المناسبـات : أحمد التسوكي – دعوة الحق- ع4 –س 19 – جمادى الأولى 1398 – أبريل 1978 – ص : 83 .
3- أنظر بشأن هذا الموضوع المرجعين السابقين .
4 - شعر المناسبة : ميشال عاصي -مجلة الفكر العربي المعاصر -ع1 -1980 - ص : 58 .
5 -المرجع نفسه - ص : 57 - عن "هيجل" من خلال كتابه :"علم الجمال " – ا لمجلد الأول - ص 242 .
6 -عن أدب المناسبات :أحمد التسوكي - دعوة الحق -ع4 - أبريل 1978 – ص : 84 .
7 - شعر المناسبة : ميشال عاصي – مجلة الفكر العربي المعاصر – ع 1 – 1980 – ص : 57 .
8 - الأدب والمناسبة : دعوة الحق -ع3 -س3 - جمادى الأولى 1379 - دجنبر 1959 - ص :3 .
9 -الكرم وأثر الاهتزازات الشعرية - السعادة -ع7918 - 22-23 شوال 1369 -6 -7 غشت 1950 – ص : 4 .
10 -هل لنا في المغرب أدب عربي ؟ -مجلة الأنيس –ع40 – س5 – رجب 1369 – مايو –1950 – ص : 14 .
11 - نفسه .
12 - الأدب والمناسبة : دعوة الحق -ع3 -س3 - جمادى الأولى 1379 -دجنبر 1959 – ص : 3.
13 - ليس الأدب بمعناه السامي وليد المناسبة – السعادة – ع 7868 – 19 شعبان 1369 – 6 يونيو 1950 – ص : 4 .
14 - أثر المديح في الشعر العربي ( 1 ) - رسالة المغرب - ع2 -س2 – 16 شوال 1362 -16 أكتوبر 1943 – ص : 31 .
15 - قرأت في العدد السابق - دعوة الحق - ع4 -س3 - جمادى الثانية1379 -يناير 1960- ص: 75 .
16 - الأدب المغربي بين الظهور والخفاء :( م ) -جريدة التقدم -ع131 -س7 –12 جمادى الأولى 1363-مايو 1947 – ص: 1.
17 - أثر الإقليمية في الإنتاج الأدبي بالمغرب - رسالة المغرب - ع 142 - س11 - يوليوز 1952 – ص : 27 .
18 -مهمة الأديب : ابراهيم الهلالي - رسالة الأديب -ع1 -س1 - يناير 1958 – ص : 14 .
19- من حديث الشعر : ابن أبيه - جريدة التقدم - ع9 - س1 - 2 دجنبر - 1938 – ص : 3 .
20- محمد التازي - جريدة العلم -ع4017 -10 فبراير 1960 – ص : 4 .
21- نفسه .
22 - العدد الماضي في الميزان - دعوة الحق -ع8 - س2 -ذو القعدة 1378 - مايو 1959 – ص: 80 .
23 - هل يسمع شعراؤنا ؟ -مجلة المغرب –ع3 - ربيع الثاني 1353 – يوليوز 1934 – ص : 12.
24 - أثر الإقليمية في الإنتاج الأدبي بالمغرب – رسالة المغرب – ع 142 - س11 –يوليوز 1952 – ص : 27 .
25 - في شعرنا المعاصر ( 4 ) - دعوة الحق -ع8 -س2 - ذو القعدة 1378 - مايو 1959 – ص: 77.
26 - نفسه .
27 - القصائد المولدية - مجلة المغرب -ع 3 - س 3 – ربيع الأول – ربيع الثاني 1354 -يونيو -يوليوز 1935 – ص : 1 .
28 - في أدب المناسبات - دعوة الحق - ع4 -س3 - جمادى الثانية 1379 - يناير 1960 – ص: 26 .
29 - الأدب والمناسبة : دعوة الحق - ع3 - س3 -جمادى الأولى 1379 - دجنبر 1959 – ص : 3 .
30 - تعليقات - جريدة العلم- ع 368 - 2 محرم 1367 - 16 نونبر 1947 – ص : 4 .
31 - في أدب المناسبات - دعوة الحق- ع4-س 3-جمادى الثانية 1379 - يناير 1960 – ص : 26 .
32 - نفسه .
33- نفسه .
34 - نفسه .
35 - نفسه .
36 - حديث الأديب : قولوا أيها الشعراء -جريدة العلم - ع 497 - جمادى الأولى 1367 - 15 أبريل 1948 – ص : 4 .
37 - حديث الأديب : أين لقرائح ؟ - جريدة الـعلم –ع 652 – 9 ذو الحجة 1367 – 13 أكتوبر 1948 – ص : 4 .
38 - من السماء : ديوان أبي شادي – رسالة المغرب – ع 138 – س 11 – مارس 1952 – ص : 40 .