المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مكان دائم في الجنة (الحقد اليهودي)-كتاب لأحمد أبو سعدة



آداب عبد الهادي
22/01/2009, 01:47 PM
مكــان دائـــم في الجنـــة

الإهـداء
إلى روح شهيد الأمة العربية والإسلامية الشيخ المجاهد :
أحــمد ياســـين


أحمد أبو سعدة


تفجر الحقد اليهودي، رهيباً، دموياً، فأصبح دولة صهيونية عنصرية ظروف سوداء أتت به، ظروف عجيبة، إنها أفظع وأقوى مؤامرة حاكتها دول التجبر والبغي عبر الزمن.
علينا أن نتمسك بالتاريخ، بالحقيقة لمعرفة العقل اليهودي وروحه وأساليبه، إنه العدو التاريخي للعقيدة الإنسانية وللدين الإسلامي والمسيحي، أي عدو هذا الذي وضعنا الظالمون أمامه، هل تركنا القدر أمام هذا العدو وجهاً لوجه؟. مسؤوليات كثيرة وهامة علينا فهمها.....
أين نحن، وأين يجب أن نكون، وما الذي يدور حولنا، وما الذي يراد بنا، بمعتقداتنا الدينية والدنيوية في عالم تكالبت فيه قوى الشر على قوى الخير؟‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍!!!..
كيف نحمي وجودنا ونصوغ قدرنا، قدر أمتنا العربية الإسلامية ومستقبلها؟!!!.

مكان دائم في الجنة كتاب للكاتب والباحث أحمد أبو سعدة صدر في سوريا في العام 2005 ونظراً لأهميته ودقته سننشره هنا بعد حصولنا على إذن خطي بالنشر من المؤلف وللجمعية الدولية للغويين والمترجمين العرب حصرياً .
يرجى من السادة الأفاضل عدم التعليق في هذه الصفحة ليتسنى لنا نشر الكتاب بشكل متتابع

وشكراً لكم

آداب عبد الهادي
22/01/2009, 01:51 PM
تمهيد:
قضية فلسطين هي قضية الوطن العربي بأسره.. بل هي قضية العالم الإسلامي كلِّه، والقضية بيننا وبين اليهود ليست شيئاً هيناً بسيطاً كما يتصوره بعض الخبثاء والجاهلين ورموز الخيانة.
القضية هي قضية حياة أو موت، وجود أو عدمه. الأفراد القليلون عقدوا الصلح معهم، إنما أبناء أمتنا العربية والإسلامية رفضوا حتى مجرد التلميح بقبول اللقاء مع رموز الدولة العبرية. إن ما أود قوله في كتابي هذا لن يثير دهشة واستغراب القراء وحسب بل سيزيدهم معرفة بسر المؤامرات التي تعصف بحياتنا وتهددها. هذه المؤامرات بدأت منذ أن أشفقنا عليهم، منذ أن طردهم الرومان، فتشتتوا في الأرض ولمتهم البلاد العربية وعاملتهم معاملة أهلها في الحقوق والواجبات، تركناهم يعيشون بيننا ويتظللون بأجنحتنا ويسرحون ويمرحون تحت راياتنا. بينما عاملهم الأوروبيون، على مختلف القرون، المعاملة التي تليق بهم.إن الحقائق المتناثرة، والتي جمعتها من خلال معايشتي للكثير من الشعوب في مختلف أنحاء العالم، هي التي جعلتني أدرك أن معركتنا ليست مع مخلوقات عادية، إنما مع قوى روحية وفكرية، شريرة تسير وتعمل في الخفاء المظلم، إن قضيتنا مع قوى كبيرة تحرك أشخاصاً يتبوؤون المراكز العليا في الدول القوية صاحبة القرار في الزمن الحالي؟!.
إن المشكلة الكبرى التي، لا يريد ولا يحاول القادة في عالم القطب الواحد وبعض الزعماء الأوروبيين، فهمها هي أن هؤلاء الصهاينة لا يمتون إلى الدين اليهودي الأصيل بصلة. وما يزيد في نفسي الأمل في عودة فلسطين إلى أهلها هو العودة إلى الحق والفضيلة السماوية التي أرادها الله لنا.
إن فلسطين عربية ولم تكن غير ذلك، لم تكن فلسطين في يوم من الأيام يهودية، وإن كان اليهود قد سكنوها مع العرب وعاشوا زمناً مع أهلها الذين عاملوهم معاملة كريمة.إن معايشتي للأحداث وتفاعلي معها كان له الأثر الكبير في حياتي، هذا الأثر المؤلم الحزين لا يُمْحَى سوى بالنار والعلم، ومعاذ الله أن أدعي العلم والمعرفة وتفردي بجوانب مهمة أطرحها في كتابي هذا (مكان دائم في الجنة) إنه ليس شيئاً جديداً، إلا فيما يتصل بنواحي الخطر اليهودي وامتداده إلى جسم الأمة العربية والإسلامية. الصهاينة يخططون وينفذ لهم مخططاتهم أعداء العرب والمسلمين، إنهم يعملون لهدم وترويع العالم بشكل عام والعالم العربي الإسلامي بشكل خاص، إنهم يزرعون الفوضى ويمسحون القيم لذلك لابد لنا من رد فعل يتناسب مع ما يحصل، بل رد فعل أقوى وأعمق، كي نرتقي إلى مستوى التحدي الذي حصل والذي قد يحصل؟!..
كتب كثيرة، وبحوث ومقالات وندوات أكثر، أوحت بها نكبة أمتنا العربية في فلسطين. ومن الطبيعي جداً أن تكون كارثتنا العربية الإسلامية مصدر الإيحاء الأليم الحزين لهذا النتاج الضخم كله..
وقد رأيت من واجبي كعربي، زلزلته وعصفت به النكبة وأثخنته جراحها، أن يكون لـه رأي مدونٌ بعد أن هزمته سنوات العمر، خاصة وأننا قد أصبحنا حيارى لا ندري كيف نعلل ونحلل هذه الهزيمة.
وخاصة بعد أن حلت بأمتنا العربية نكبة أخرى ألا وهي احتلال العراق الحبيب. كما أخشى أن تحل بنا نكبة ثالثة بدأت غيومها تتكاثر فوق أرض السودان العربي المسلم. وليس من الصدف أن تحل علينا النكبات الواحدة تلو الأخرى. فصانعو الكارثة الأولى هم صانعو الكارثة الثانية، وأرجو أن لا تكون هناك ثالثة؟. تفرقنا في تحليلاتنا، كل منا يرى الحق فيما يقوله!!..
البعض يقول: إن سبب الكارثة هو الخيانة؟ وآخر ينسبها إلى مساعدة الدول الكبيرة للصهيونيين، والبعض رآها في التنظيم القائم على العلم؟ والحقيقة التي أراها - وهي وجهة نظر، سببها القائمون على شؤون الأمة - هي في التنافر ، والتخاذل، والخصام، والأقبية السوداء المظلمة، هذه أسباب الكارثة التي حلت بنا. ومن الخطأ أن نقارن نكبتنا بغيرها من النكبات التي مرت بأمتنا، إنها أعظم من كارثة الأندلس، كما أنه لا يمكن قياس قيام الدولة العبرية في بلادنا بأي حركة استعمارية في التاريخ الحديث.
إن صانعي الكارثة كانوا غير مبالين بنا وبردود أفعالنا، لأنهم كانوا يعرفون أننا في غفلة من أمرنا، كنا نائمين، أو بالأصح كنا خائفين مرعوبين، بينما كانوا هم مستيقظين، كما ركنّا إلى الأوهام وبنينا عليها آمالنا بينما عدونا يعمل بفكر وعقل مخلفاً وراءه دعم وسند الدول الكبرى التي أوجدته. نحن كنا، وما زلنا، نساير أحلامنا وأهواءنا في كيفية مكافحة عدونا، احتقرناه بحكم العاطفة، لم نعمل بفكر وعقل كما عمل آباؤنا وأجدادنا. ما الذي يستطيعه هؤلاء المشردون الذين لم يسطر لهم التاريخ كلمة واحدة من المجد، ما الذي تستطيع هذه الحفنة الصغيرة فعله أمام أمتنا العربية والإسلامية، إذا تضامنا وتوحدنا؟ فَلْنَصْحُ من سباتنا ونبتعد عن المشعوذين والمهولين والمهرولين، لندعم أبناء أمتنا وندعم المقاتل المجاهد فعلاً، لا نخمده ولا نكبته ونقتله في الأقبية المظلمة وفي لقمة عيشه، ولنحول الخوف والألم الذي يعيش في داخلنا إلى المجد، لماذا دخلنا في السبات؟ لما جعلنا تاريخنا يئن تحت المخدر والوهم، لماذا عششت فينا روح التخاذل والمسكنة؟.
ما الذي علينا أن نفعله؟ كيف نقاوم هذا الكيان اليهودي الذي يجد كل تأييد ودعم، حيث تغدق عليه الأموال والتكنولوجيا المتقدمة من قادة الدول الذين فسدت ضمائرهم، هذا الخطر القاتل والجاثم فوقنا يتطلب منا العمل والتبدل جذرياً في نمط تفكيرنا وفي سياساتنا، إن حقيقة هذا الأمر تدعونا إلى أخذ العبرة مما حل بفلسطين.. وبعدها العراق وعلى الطريق جنوب السودان؟ هذه هي البداية في الصراع الذي سيتلوه صراعٌ أكبر. وعلى ضوء عملنا سوف يتحدد مصيرنا في هذا العالم.
في يوم /7/ وشهر /6/ من عام 1949 وقف الصهيوني دافيد بن غوريون وألقى خطاباً سياسياً حماسياً، في الجنود الصهاينة قال فيه: "... نحن لم نحرر من بلادنا غير قسم واحد فقط، وأما الأقسام التالية فسيكون مصيرها مصير القسم الذي تسيطر عليه قواتنا الباسلة الآن؟!". وبعد أربعة وخمسين عاماً عاد بن غوريون بصورة بوش وبلير واحتل جيشهما العراق.
الحرب على العراق برهنت على الحقد اليهودي وعلى النقص في الوعي الذي يتمتع به نظاما أمريكا وبريطانيا. فالنصر المؤقت الذي أحرزوه لا يعود إلى الهجوم الوقائي كما يدعون، فالحرب، وكما هو معروف، توضح معنى السياسة، هذه السياسة التي رسمتها لهم قوى الصهيونية، كما تعود إلى عدة عوامل مالية واقتصادية هذه الحرب زادت في منح الرأي العام العالمي فرصة أكبر لمعرفة نوايا نظام القطب الواحد، والذي تسيره القوى الشريرة التي تعيش على دماء الشعوب في العالم أجمع. إن احتلال فلسطين لن يدوم وإن طال الزمن، وكما يقولون: "إنه يمكن للنصر أن يجعلك تحفر قبرك بيدك"، أمام هذا كلّه ما الذي يجب علينا فعله بعد أن أصبحت (دولة إسرائيل) قائمة وفي قلب الوطن العربي، تهدد وجودنا بالمؤامرات والغزو والاجتياح والدمار، إنها تسعى إلى زوالنا تدريجياً... إننا نعيش فصول المأساة بدقائقها، إننا نعيش نكبتنا العربية منذ أكثر من خمسين سنة. وخلالها تفرّقنا وأصبحت للبعض منا علاقات سياسية واقتصادية واجتماعية مع هذا الكيان؟ إننا نعيش الكارثة فعلاً، وعلينا أن نعيد نظرتنا إليها ومن منظور قومي وإسلامي سليم، علينا أن نعتبر ونفهم أن خسارتنا هذه لم تكن خسارة مادية اقتصرت فقط على الأرض والطين والماء والجبال تضاف إليها دماؤنا التي سفكت، إنه العار والخزي في جبين التاريخ العربي الحديث.

في حرب فلسطين كان الصراع بين عقلية علمية متقدمة مدعومة دولياً وعقلية حكام اتكاليين متخلفين، ومنهم من كان مرتبطاً بالقوى العظمى المتآمرة. خضنا حروباً غير متكافئة رغم أموالنا واتساع رقعة أرضنا وعددنا الكبير.
حرب فلسطين كانت حرباً بين الاستعداد المنظم، والاستهتار الأعمى، بين الدقة والفوضى، بين الوحدة والتشرذم, لم تكن حرب فلسطين سوى حرب بين عقليتين، الأولى متقدمة والثانية متخلفة موغلة في الذات، ورغم ذلك كله كان اليهود أعجز من أن يبنوا ويقيموا (دولتهم في وسط العالم العربي المحاط بالدول الإسلامية).
لولا المؤامرات الدولية والتعامي المتعمد من بعض الأنظمة العربية.. هل أدرك العرب، كأمة، ما يحيط بهم من أخطار جسام؟ (إسرائيل دولة؟) (إسرائيل) حقيقة قائمة؟ أما نحن وبأحسن وصف لنا (نيام) وحتى لا نظلم أمتنا: نقول (نوّمنا) من قبل أكثرية حكامنا، أما الصهاينة فيعملون ليلاً نهاراً منذ التفكير بقيام دولتهم؟ وهناك شيء آخر يجب أن نفهمه نحن العرب، وهو أننا لسنا قادرين على صد الخطر الصهيوني وحسب، إنما نحن قادرون أن نعيد فلسطين، التي اقتطعت منا بالقوة، في مرحلة الضعف والتي ما زلنا نعيشها، لدينا إمكانيات وفعاليات هائلة تمكننا من إعادة كل ما سلب واحتل سابقاً. نحن مهددون بالفناء الأبدي إذا لم نواجه الحقيقة المرة، إن المستقبل مرعب إذا لم نأخذ من الماضي والحاضر عظة وندرك الخطر، إذا لم نعِ ذلك سنصبح أثراً بعد عين...
إن لليهود خطة، بل خططاً، مدروسة عملوا عليها، وما زالوا يعملون على تحقيقها منذ مئات بل آلاف السنين، وخططهم هذه، هي حصيلة الحقد اليهودي المتراكم عبر القرون والأجيال والذي بدأ يأخذ متنفساً في عالمنا العربي؟!...
تفجر الحقد اليهودي، رهيباً، دموياً، فأصبح دولة صهيونية عنصرية، ظروف سوداء أتت بها، ظروف عجيبة، إنها أفظع وأقوى مؤامرة حاكتها دول التجبر والبغي عبر الزمن، علينا، أن نتمسك بالتاريخ، بالحقيقة لمعرفة العقل اليهودي وروحه وأساليبه، إنه العدو التاريخي للعقيدة الإنسانية وللدين الإسلامي والمسيحي، أي عدو هذا الذي وضعنا الظالمون أمامه، هل تركنا القدر أمام هذا العدو وجهاً لوجه؟.
مسؤوليات كثيرة وهامة علينا فهمها....
أين نحن، وأين يجب أن نكون، وما الذي يدور حولنا، وما الذي يراد بنا، بمعتقداتنا الدينية والدنيوية في عالم تكالبت فيه قوى الشر على قوى الخير؟!!..
كيف نحمي وجودنا ونصوغ قدرنا، قدر أمتنا العربية والإسلامية ومستقبلها؟!!.
أحمد أبو سعدة
دمشق في / / 2004

آداب عبد الهادي
22/01/2009, 01:59 PM
الباب الأول
اليهود……… بداية النشأة
الفصل الأول
أرض فلسطين وسكانها
مكان ولادة إبراهيم
رأي المؤرخين في ادعاء العبرانيين
إبراهيم يسكن حبرون بعد أن دخل أرض كنعان لاجئاً

"إن الأفعى التي تسعى لابتلاع العالم،
لن تجد أمامها سوى التراب
الذي سيقتلها"

أرض فلسطين وسكانها:
يبدأ تاريخ فلسطين المعروف منذ (3500) سنة ق.م، وأول من استوطنها قبيلة كنعان العربية، وقد سميت باسمهم (أرض كنعان).
أما اليهود، فليس هناك أي إجماع متفق عليه حول أصلهم، ولايعرف إلا القليل عن أصلهم، بصرف النظر عما تذكره تعاليم التوراة المزيفة. فقد كتب المؤرخون اليهود والمستشرقون آراء عديدة حول أصلهم، إلا أن هذه الآراء كلها كانت تصب في خانة واحدة ألا وهي ضبابية جذورهم الأصلية. إذ ليست هناك أية وثائق أو مستندات صحيحة وذات مرجعية ثابتة لتاريخهم وأصلهم، وما عرف عنهم جاء في التوراة المزيفة. وعند مراجعة هذا الكتاب المزور نجده قد خلى من الحقيقة؟ ويهدف بالدرجة الأولى إلى إعطائهم منزلة كبيرة وذات شأن رفيع بين شعوب الأرض، وأسبغ عليهم مظهر الشعب المتفوق والذي اصطفاه الرب لذاته، حيث ميزهم وجعل منهم شعبه المختار وفضّله على شعوب العالمين؟!..
مكان ولادة إبراهيم:
قال ابن كثير في كتابه قصص الأنبياء ما يلي:
اختلف العلماء في الموضع الذي ولد فيه إبراهيم فقال بعضهم، كان مولده ببابل من أرض السواد بناحية يقال لها (كوتا) وقال بعضهم كان مولده (بالوركاء) في حدود (عسكر) وقال بعضهم كان مولده (بحران) ولكن أباه نقله إلى أرض بابل.
وكان تارح والد إبراهيم(1)وناحور وهاران.. ثم ولد لهاران ولد سماه لوط. مات هاران قبل أبيه تارح في مسقط رأسه..
خروج إبراهيم وإقامته:
في عام 1920 قبل الميلاد هاجر إبراهيم(2) مع قبيلته من مدينة (أور) الكلدانية في العراق إلى سورية وعبر معهم نهر الفرات وأقام في الشمال في منطقة (حران(3)) مع قبيلته.
تنقل إبراهيم مع قبيلته بين هنا وهناك، وصاحبته في ترحاله زوجته الفاتنة سارة وابن أخيه لوط، حتى وصل إلى أطراف شبه جزيرة سيناء، وفيها انقسمت القبيلة إلى قسمين:
القسم الأول: بقي في المنطقة والتي تسمى اليوم بئر السبع(1)، وكان إبراهيم رئيساً ومشرفاً عليهم.
القسم الثاني: اتجه شرقاً نحو ساحل البحر الميت وكان يرأسهم (لوط).
ومنذ ذلك التاريخ عرفت قبيلة إبراهيم باسم (العبرانيين) لأنها عبرت النهر وهي قادمة من (أور) الكلدانية. إذاً العبرانيون لم يهاجروا من الجزيرة العربية، وليس هناك ما يثبت ذلك علمياً، كما أن التاريخ وعلى امتداده لم يذكر أن هناك صلة بين ما سمي بالعبرانيين وبين فلسطين أرضاً وشعباً وأن (توراتهم) الذي حدد وجودهم ورسم أهدافهم لم يأتِ على ذكر أن فلسطين هي أرضهم. بل ما يذكر أن فلسطين هي أرض كنعان، ولم يشر إلى غير ما سبق.
إبراهيم في بلاد الكنعانيين:
قال مؤلفو سفر التكوين الآتي:
(دعي إبراهيم إلى الهجرة إلى بلد مجهول مع امرأته العاقر لأن الله وعده بذرية) قال الرب لإبراهيم: (انطلق من أرضك وعشيرتك وبيت أبيك إلى الأرض التي أريك وأنا أجعلك أمة كبيرة وأباركك وأبارك مباركيك)، فانطلق إبراهيم كما قال الرب، فاجتاز في الأرض إلى موضع (شكيم(1)) إلى بلد صلة موره، والكنعانيون حينئذٍ في الأرض فتراءى الرب لإبراهيم وقال: "لنسلك أعطِ هذه الأرض"!.أليس هذا القول اعترافاً واضحاً من التوراة بأن أرض فلسطين ليست لهم؟!!.
رأي المؤرخين في ادعاء العبرانيين:
يقول المؤرخ (جيمس هنري بريستد) في كتابه (تاريخ العصور القديمة) إنه حين دخل العبرانيون(2) فلسطين وجدوا فيها الكنعانيين يقيمون في مدن زاخرة تطوقها الأسوار الضخمة فلم يستطيعوا أن يفتتحوا منها إلا المدن الضعيفة. ولا يخفى أن هذه المدن التي عجز مهاجموها عن افتتاحها كانت ذات حضارة قديمة نشأت منذ 1500 سنة قبلهم. ومنازل متقنة الصنع حوت كثيراً من أسباب الراحة والرفاهية ولها حكومة وصناعة وتجارة وعلم ومعرفة بالكتابة وديانة وحضارة اقتبسها أولئك العبرانيون السذج لأنهم لم يستطيعوا أن يعيشوا بمعزل عن أهل المدن الكنعانية التي عجزوا عن افتتاحها. وقد أحدث هذا الامتزاج تغيرات جوهرية في حياة العبرانيين فغادر بعضهم سكنى الخيام وشرعوا يبنون بيوتاً كبيوت الكنعانيين، وخلعوا عنهم الثياب التي كانوا يلبسونها ولبسوا عوضاً عنها الثياب الكنعانية، واقتبسوا الحضارة الكنعانية.
ومن العلماء من يرى أنها مشتقة من (هبيرو) أو (خبيرو) وهو اسم للقبائل السامية المتنقلة التي ظهرت في غرب آسيا ما بين
(2000-1200) ق.م وقد أطلق على اللغة التي كانوا يستعملونها اللغة العبرية، وهذا دليل على أن العبرانيين كانوا من البدو الرحل..

آداب عبد الهادي
22/01/2009, 02:08 PM
إبراهيم يسكن حبرون بعد أن دخل أرض كنعان لاجئاً:وفي رواية أخرى عن مجيء إبراهيم نورد الآتي:
بعد أن رفض قوم إبراهيم عيشه معهم، لأنه يطلب منهم توحيد الله وهم يصرون على عبادة الأوثان، نصحوه ثم هددوه فلم يفلحوا… رموه في النار فلم يحترق، وانطفأت النار بإذن الله، فما كان منهم إلا أن طلبوا منه الرحيل عن الديار.. اتجه غرباً حتى وصل أرض كنعان (فلسطين)..
إبراهيم يسكن حبرون:
سكن إبراهيم(1)حبرون، ولم يحدثنا التاريخ أبداً أن هناك هجرة يهودية قامت في ذلك الوقت، لأنه لم يكن هناك يهود أصلاً، ومن أرض كنعان ذهب إبراهيم إلى مصر ثم عاد إلى أرض كنعان، ومنها توجه إلى مكة وأقام فيها..
أما اليهود(2) فتطلق عليهم أسماء عديدة، إلا أن الشائع والمعروف عنهم من أسماء هو:

أ - العبريون: نسبة إلى عبورهم النهر.
ب - الإسرائيليون: نسبة إلى إسرائيل (أي يعقوب بن إسحق ابن إبراهيم).
ج - اليهود: نسبة إلى يهوذا بن يعقوب، وهو اللقب الأكثر شيوعاً.
ومما لا مجال للشك فيه مطلقاً، أن هناك حلقة ضائعة بالنسبة إلى التاريخ اليهودي، حيث أنه لم يستطع أحد من المؤرخين أو المستشرقين إيجادها، وحتى سفر التكوين لم يقترب أو يتطرق إليها ولم يحدد موقعهم، وبشكل أدق لم يتم تعيين موطنهم الأصلي قبل تواجدهم أو وجودهم في العراق، وبين الكلدانيين. وإذا أخذنا وتفحصنا ما قاله أو كتبه المؤرخون نجد أن هناك عنصرين أحدهما يختلف عن الآخر..
العنصر الأول: سومري ويسكن جنوب بابل.
العنصر الثاني: سامي ويقطن في شمال بابل ويتكون من:
1- الآشوريين.
2- العبريين.
3- الفينيقيين.
4- الآراميين.
5- العرب.
6- الأحباش.
والاعتقاد المرجح أن هؤلاء جميعاً نزحوا من بلاد العرب. وأما اليهود فإنهم يزعمون، أنهم جميعاً أولاد إبراهيم، وهو ادعاء باطل وبكل تأكيد، والدليل على أن إبراهيم جاء إلى فلسطين الكنعانية، أي إلى فلسطين العربية، تصحبه قبيلته بكاملها ورئيسها تارح والد إبراهيم أن رئيس القبيلة تارح لم يكن والداً لكل أفراد هذه القبيلة التي كانت تعيش إلى جانب قبائل أخرى في بابل. القبائل هذه كانت مؤلفة من عنصرين أساسيين:
العنصر الأول: سومري.
العنصر الثاني: آكادي.
وتتفرع من هذين العنصرين شعوب وقبائل عديدة. إذاً، ليس من الطبيعي في شيء أن يكون إبراهيم الذي هاجر مع والده رئيساً لكل أفراد قبيلته هذه والتي انقسمت على نفسها إلى قسمين، بعد أن وصلت إلى فلسطين.. القسم الأول ترأسه إبراهيم، والثاني ترأسه ابن أخيه لوط..
ماذا نفهم من هذا كله؟
إننا نفهم وندرك، وبكل بساطة، أن إبراهيم لم يكن رئيساً لعائلة أو رب أسرة أو واليَ أشخاصٍ لا يتجاوز عددهم عدد أصابع اليد..
إبراهيم أتى رئيساً لقبيلته بعد وفاة أبيه تارح. هذا من ناحية، أما من ناحية أخرى فليس هناك أي دليل على أن قبيلة إبراهيم جاءت من جذر واحد أو فخذ واحد. وإنه لمن المعروف دينياً واجتماعياً أن إبراهيم أوجد، وبشكل أدق، أنشأ عقيدة التوحيد الديني على نحوٍ من (الخصوصية) ثم أنشأ ديانة كانت جديدة إلى حد بعيد؟ وقد استطاع أن يضم إليها أفراداً كثيرين من قبيلته والأكثرية كانت من أفراد الشعوب والقبائل الأخرى الذين اعتنقوها وعملوا بها. واستمرت الشعوب والقبائل تدخل في الديانة الجديدة إلى زمن الملك سليمان ومن جاء بعده، ومن بين هذه الشعوب:
1- العمونيّون.
2- المؤابيون.
3- الكنعانيون.
4- الحثيون.
5- الفلسطينيون القدماء.
هذا أولاً، أما ثانياً فدعونا نقرأ بعضاً مما جاء في كتاب المأثورات العبرية والبابلية للمؤرخ (موريس جستروا) فقد ذكر في كتابه أن العبريين دخلوا أرض كنعان وعاشوا بها وامتزجت بهم عناصر أخرى كالعرب والحثيين.

آداب عبد الهادي
22/01/2009, 02:22 PM
الفصل الثاني
الجماعات التي شكلت الشعب اليهودي
شعب مزيف وبلا تاريخ
ثمن إسرائيل
الجماعات التي شكلت الشعب اليهودي وأصلها:
تم تشكيل الشعب اليهودي من عناصر وجماعات كثيرة، وأجناس مختلفة، فيهم السومري، والحثي، والمصري، والآري، والكنعاني، وبقايا الهكسوس، وجماعات المقاتلين المغامرين من شعوب البحر والمرتزقة إضافة للعشائر الغريبة. ونستدل من هذا أن الفكرة الشائعة، وهي بالأصل فكرة (خطأ)، التي تقول إن اليهود حافظوا على أنفسهم عبر مرور الزمن القديم والحديث، إن الواقع والأدلة التاريخية العديدة تثبت أن اليهود لم يكونوا ولن يكونوا قديماً وحديثاً مجموعة عرقية واحدة، ولا خليطاً عرقياً متجانساً، وهذا الخليط العجيب الغريب لا يدل مطلقاً على أن أصل اليهود (سامي). إنهم أحد الفروع التي (انشقت) من الشعوب التي يدعوها العلماء (الشعوب السامية) حيث يربطون هذه الشعوب مع بعضها البعض بروابط:
أ- اللغة.
ب- التشابه العرقي.
جـ- تشابه الملامح.
هذه الروابط ينسبونها إلى سام بن نوح, والذي يذكر سفرهم (سفر التكوين) أن نوحاً أب لكل هذه الشعوب؟.
فالدليل اللغوي لايعتبر دليلاً ذا قيمة علمية عند العلماء المختصين بشأن تكوين الشعوب والأمم. كما أن سفرهم لايقدم ولايؤخر شيئاً في هذا الشأن, لأنه ليس حجة علمية تاريخية أبدية سليمة، إنه أشبه ما يكون بأسطورة. وهناك سببً و جيهً ودافعُ قويً وهو اختلاط أسطورتهم بالواقع، وبالاختصار، نستطيع القول أن البحث عن أصل اليهود غير مستند إلى حقيقة ثابتة ونهائية. أي أنهم شعب خليط عجيب غريب.
شعب مزيف وبلا تاريخ:
(شتات البشر)
إن الأمر الذي يستوجب الوقوف عنده والانتباه إليه هو أين تاريخ ما سمي بالشعب اليهودي، أين هي حضارتهم، وأين تاريخهم، أين أمجادهم التي يدعونها؟!.عندما نبحث في زوايا التاريخ عن وجود لهؤلاء اليهود، فلا نجد سوى أنهم عدة جماعات مختلفة، كما سبق وذكرنا، نسبوا أنفسهم إلى إبراهيم وابنه يعقوب. وبذلك راحوا يعملون ويمهدون لبدء ظهور تاريخ السلالة المختارة؟ وإذا افترضنا خطأً أنهم ينتسبون إليه، فأين الدليل العلمي على ذلك؟ يقول الله تعالى في سورة آل عمران ما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً ولكن كان حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين كما يجب أن لايغيب عنا أن إبراهيم عندما كان يقيم في مكة طلب من الله عز وجل الأمن لأهلها وليس لسكان الأرض التي اغتصبها واستوطنها شتات البشر..
الدعوة الجديدة:
جاء إبراهيم إلى فلسطين الكنعانية، ولم يجد نفسه غريباً، جاء حاملاً معه الدعوة الدينية الجديدة. ولكن هذا لايعني مطلقاً أن الذين تقربوا منه، ودانوا لفكرته الدينية، وحتى الذين واكبوه لم يكونوا من نسله أو قبيلته أو عشيرته. فالكثيرون غير ساميين، كالحثيين مثلاً، هؤلاء آمنوا به واعتنقوا دينه وبذلك أصبحوا عبريين ديناً لاأصلاً. ازداد عدد من آمن باليهودية خلال مختلف العصور والأمكنة، وبقي باب اعتناق الدين اليهودي مفتوحاً لكل راغب فيه مما دفع الحكماء والكهان من بني إسرائيل إلى الضيق والتأفف من الداخلين الجدد وقد وصل الحدُّ بهؤلاء الكهَّان إلى مضايقتهم وصدهم عن اعتناق الدين اليهودي. ومن بين هؤلاء الحكماء والكهان، الحكيم (شماي(1)) فقد كان المذكور يرد ويرفض كل من له رغبة في الدخول في الدين اليهودي. أما رفيقه الحكيم (هلل) فقد كان متسامحاً مرحباً بالأجانب الذين يودون اعتناق اليهودية.
وإذا كان أصل اليهود الأقدمين (سامياً) ومتصلاً بشعوب الجزيرة العربية، وكذلك اليهود الذين يعيشون في العالم العربي منذ آلاف السنين (كيهود اليمن والعراق والحجاز) وممن غادر إلى فلسطين في الهجرة الأولى والثانية فالأمر مختلف تماماً بالنسبة لليهود الأجانب أو الاشكنازيين(1) الذين اعتنقوا الدين اليهودي في سنين لاحقة، هؤلاء اليهود لا تربطهم بإبراهيم أي صلة كانت سوى الصلة الدينية فقط كما يزعمون؟!.
ثمن إسرائيل:
قال الكاتب اليهودي (الفرد ليلنتال) في كتابه (ثمن إسرائيل) ما يلي:
"… استطاعت اليهودية ,ولكونها الديانة الموحدة والوحيدة في عالم وثني، أن تضم إليها أتباعاً جدداً في بلدان جديدة. فقد نشر اليهود دينهم شرقاً حتى الهند والصين.. ونشرها آخرون غرباً حتى إيطاليا وفرنسا، وبذلك تحول اليهود شيئاً فشيئاً من وحدة عرقية إلى فرق دينية منتشرة في بلاد العالم…".
اليهود والدجل التاريخي :
حاول اليهود ربط نسبهم بإبراهيم، هذا الربط باطل وليس لـه أساس، فإبراهيم لم يكن إلا كما قال الله "حنيفاً مسلماً".وما سأورده هنا مأخوذ من التوراة:
"حصر إبراهيم إرثه بابنه اسحق ولم يعطِ شيئاً لابنه إسماعيل، الذي يكبر إسحق بحوالي 15 سنة، ثم خصه بكل عطفه وحنانه وأعطى إبراهيم كل ماله لإسحق، ثم أوصى كبير خدمه بقوله: ضع يدك تحت فخذي فاستحلفك بالرب إله السماء وإله الأرض أن لا تأخذ زوجة لابني من بنات الكنعانيين الذين أنا مقيم في وسطهم، بل إلى أرضي وإلى عشيرتي تذهب وتأخذ زوجة لابني إسحق؟!…"
هنا نجد أنفسنا أمام حقيقتين، الحقيقة الأولى أن كاتب التوراة، وبدون قصد، أراد أن يعطينا دليلاً جديداً على زيف ادعاء اليهود بحقهم في أرض فلسطين.والحقيقة الثانية أن إبراهيم قال إنه يقيم في وسط الكنعانيين وطلب من كبير خدمه أن يذهب إلى أرضه وعشيرته في منطقة (فدان آرام) وهذه تقع على الفرات. ليأخذ زوجة لابنه، وهذا يعطينا دليلاً أكيداً على زيف اليهود وكذبهم بأن أرض فلسطين أرضهم. إلا أن اليهود وعندما يريدون الاستيلاء على شيء ما فإنهم يقولون جملتهم المعتادة (تراءى ملاك الرب وقال لهم افعلوا كذا وكذا) أليس هذا الدجل بذاته؟!.

آداب عبد الهادي
22/01/2009, 02:38 PM
الفصل الثالث
التوراة
الرب يخاطب إبراهيم
من هو شعب الله المختار
مفهوم اليهودية
التوراة الحقيقية
امرأة إبراهيم
موقف اليهود من لوط
قاتل ولص أيضاً ثم يصبح نبياً
التوراة
وفي التوراة شيء أساسي لابد من الوقوف عنده طويلاً وهو خلوها من أي نص واضح صريح يأتي على ذكر (البعث) أو الحياة الثانية، حياة ما بعد الموت.وكما يفهم مما جاء في التوراة أن آدم خرج من الجنة ولن يعود إليها مرة أخرى، ومعنى ذلك أن خروجه كان خروجاً نهائياً، أي لايمكن أن يعود إليها لا هو ولا زوجه ولا أولاده وذريته بعد الموت؟!!.
يهوه(1)
وهو الاسم الذي اختاره نبي الله إبراهيم (لله) واليهود يعتقدون أن (يهوه) هو إلههم فقط وأنهم شعبه المختار.. هذا الوحي الكاذب الذي أوجده كهنتهم وما يسمى بالحكماء. من هنا أجاز اليهود لأنفسهم ارتكاب التسلط والجرائم بحق البشر. ويبررون جرائمهم وتسلطهم بأن (الله) هو الذي طلب منهم أن يرتكبوها من أجل مصلحتهم وخيرهم لأنهم شعبه المختار، وصفوة خلقه، وقدس أقداسه.
إله اليهود
تصور كتب اليهود إلههم على أنه إله قاسٍ ظالم، لا يعرف الرحمة ولا الشفقة، ويأمر بالقتل ونكث العهد والقيام بالسلب والنهب. ربهم هذا رب خاص بهم ولهم، فهو يجيز لهم ما لا يجيزه لأحد غيرهم من تآمر وفتك وسلب لحقوق الأمم والشعوب الأخرى!!.
فاليهود يعتقدون أن (الرب) أعطاهم كذلك أرض الميعاد؟!! وحسب ادعائهم فإن الله أعاد لهم هذا الوعد مرات عديدة!! وقد وعد به كلاً من:
1- إبراهيم.
2- إسحق.
3- يعقوب.
4- موسى.
5- يوشع.
6- داود.
7- سليمان… وغيرهم… وغيرهم وصولاً إلى شارون..
الرب يخاطب إبراهيم؟!
خاطب الربُّ إبراهيمَ قائلاً: (لنسلك أعطِ هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات..) ؟! وخاطبه ثانية وقال لـه: (ها أنا أجعل عهدي معك، فتصير أبا عدد كبير من الأمم، ولا يكون اسمك إبراهيم وسأنميك جداً جداً وأجعلك أمماً. وملوك منك يخرجون وأقيم عهدي بيني وبينك وبين نسلك من بعدي مدى أجيالهم عهداً أبدياً وأعطيك الأرض التي أنت نازل فيها، لك ولنسلك من بعدك، كل أرض كنعان ملكاً مؤيداً وأكون لهم إلهاً)؟.
هذا ما جاء في سفر التكوين؟ والأمر الذي يدعو للغرابة أن ينتقل مؤلفو الأسفار إلى مواعيد الله وعهوده فيقولون: (ولما صارت الشمس إلى المغيب وقع سبات عميق على إبراهيم، فقال الرب لإبراهيم: اعلم يقيناً أن نسلك سيكونون نزلاء في أرض ليست لهم) وهذا هو الاعتراف الواضح من التوراة بأن أرض فلسطين ليست لهم، وأن الوجود التاريخي أدخله مؤرخوهم زوراً وبهتاناً في توراتهم المزيفة, وأن ما شرعه الكهان اليهود ونسبوه إلى الله وأنبيائه هو كذب وتلفيق محض، فهم يعطون لأنفسهم التفوق في الحقوق والسمو والتعالي على البشر. ويعود سبب ذلك، إلى أنهم شعب الله المختار؟! وقد اختارهم! اختار الله هذا الشعب دون الأمم والشعوب كلها، وقال لهم إنني لم أخلق البشر إلا ليكونوا خدماً وعبيداً لكم؟!! وعلى هذا المفهوم الخاطئ وحسب اعتقادهم فإن أرض الميعاد، والتي تمتد من النيل إلى الفرات، هي ملك أيديهم، أيدي اليهود؟!!..
من هو شعب الله المختار
(اسمعي أيتها السموات واصغي أيتها الأرض لأن الرب يتكلم: ربيت بنين وأنشأتهم, أمَّا هم فعصوا علي) هكذا استهل أشعيا نبوءته..
هذه المناشدة أطلقها أشعيا في أربعة من ملوك يهوذا، وهؤلاء الملوك هم: عزيا، يوثام، آحاز، حزقيا..
هذا العصيان كان سبباً لرفض الشعب الإسرائيلي المختار وطردهم.
وتكرر العصيان، فتكرر الطرد والرفض، فقال الرب (إني أنزع يهوذا أيضاً من أمامي كما نزعت إسرائيل، وأرفض هذه المدينة التي اخترتها أورشليم والبيت الذي قلت: يكون اسمي فيه).
رفضهم الله كأمة كي لاتبقى لهم علاقة بالله ولا سيادة لله عليهم كشعب مختار..
وبعد مرور آلاف السنين من الشتات والضياع عاد الشعب المختار ليقتل ويدمر ويحرق تحت (وعد الله)؟!.
(أثناء غزو القطر العراقي من قبل الأمريكان والإنكليز واليهود وقف قائد فرقة إسرائيلية أمريكية يهودي وصرح تصريحاً مدوياً أراد أن يسمع به العرب والمسلمون، قال قائد الدبابات اليهودي هذا: إن أول شيء فعلته في جنوب بغداد أن ذهبت ووقفت عند قبر النبي (ذو الكفل) وهو نبينا (ويقصد بكلامه أن ذا الكفل نبي اليهود فقط). وبعد أن صليت وأقمت شعائرنا اليهودية أمام القبر، قلت وبصوت عال:
(إننا من هنا نقول إننا حررنا جزءاً من أرض إسرائيل الكبرى ومن أرض الميعاد، ونحن نقف الآن على الفرات الحدود الشرقية لدولة إسرائيل الكبرى.. إننا جئنا وقد بدأنا بإقامة دولتنا الكبرى!!).
هكذا يقولون إن الله وعدهم وعلى لسان أنبيائهم (البريء منهم ومن كتبهم المزورة).
ومن هنا كان اليهود ينظرون إلى كافة سكان الأرض، من غير العبرانيين، على أنهم أعداء مغتصبون لأرضهم التي وعدهم الله بها وكرر وعده لهم؟!!.
إذن هذه الشعوب عدوة، عدوة حرب، والشيء المفهوم في عقيدة اليهود الدينية أن عدو الحرب يجب قتله وإبادته وقلعه من جذوره، وهذا ما يحاولون الآن فعله بشعب فلسطين العربي المسلم.
فاليهود يعتقدون أن عملهم هذا هو نداء إلهي دائم ولا يمكن أن ينتهي ويبطل، كما أن سريان الزمن عليه لا يمكن أن يفقده مفعوله، إنهم يقولون، إنهم مطالبون، مطالبون من قبل الله باستعادة هذه الأرض وعدم التخلي عنها، إنها أرضهم والرب طالبهم باستعادتها وعدم التخلي عنها؟!! وإذا رفض أهل البلاد تسليمها لهم، عندها يعتبرونهم متمردين خارجين على إرادة الله وأوامره؟!!..
ما جزاء هذا التمرد على الله؟
القتل، وبدون تمييز بين رجل وامرأة أو شيخ أو طفل!!! وهذا ما يفعلونه مع شعب فلسطين العربي؟؟.

آداب عبد الهادي
22/01/2009, 02:47 PM
مفهوم اليهودية
اليهودية هي إحدى الديانات السماوية، وكتابها الرسمي هو التوراة الصحيحة التي تحوي الأسفار الخمسة. ويجمع المؤرخون على أن التوراة التي نزلت على موسى فقدت بعد موته بقليل، ولم يبق منها شيء، كما أجمع الباحثون على أنه لم تكن لليهود نسخة من هذه التوراة حتى القرن الخامس قبل الميلاد، أي بعد مرور ما يقارب من ألف وأربعمئة عام بعد موت موسى، وهناك من الباحثين من يذهب إلى القول بأن التوراة لم تكتب إلا في القرن الأول الميلادي. وأياً كان الرأي، فإن التوراة كتبت في عهود متأخرة عن زمان الأنبياء، وأول نسخة من التوراة كتبت بالعبرية وبعدها تمت ترجمتها.
وأقدم ترجمة للتوراة هي الترجمة اليونانية، حيث أنجزت في عام (280 ق.م) وقد قام بهذه الترجمة اثنان وسبعون عالماً يهودياً ولهذا سميت بالترجمة السبعينية، ويقصد بهذه الترجمة مخاطبة اليهود في (مصر) الذين كانوا يتكلمون اليونانية، ثم بعد ذلك الترجمة الآرامية وقد قصد بها مخاطبة اليهود الذين يتحدثون الآرامية حين كانت هي اللغة السائدة.
ثم الترجمة العربية، ويذهب بعض الباحثين إلى أن أول ترجمة للتوراة إلى العربية كانت في عهد (هارون الرشيد) وكانت من العبرية.
ثم كانت هناك ترجمة أخرى إلى العربية في القرن الثالث الهجري، وقد اعتمد صاحبها على الترجمة السبعينية. وفي دراسة تاريخية مفصلة ظهرت أخيراً في مجلة (التايمز الأمريكية) في شهر ديسمبر عام (1995م) انتهز فيها صاحب الدراسة الفرصة للإشارة إلى المحصلة النهائية للنقاد قال فيها: إن ما ورد من أحداث في التوراة هي حوادث لا دليل عليها تاريخياً ولا شواهد من التنقيبات الأثرية، ومن ثم فلا يمكن اعتبارها جميعاً أحداثاً واقعية، وانتهى صاحب المقال إلى أن الأسفار الخمسة المنسوبة إلى (موسى) لم تدون إلا إبان الأسر البابلي، أي بعد عصر موسى بسبعة قرون..
تقسم التوراة(1) إلى ثلاثة أقسام، القسم الأول يتألف من خمسة أسفار وهي:
1- سفر التكوين.
2- سفر الخروج.
3- سفر اللاويين.
4- سفر العدد.
5- سفر التثنية (الاشتراع).
وأطلق على هذه الأسفار اسم (كتب موسى الخمسة) والقسم المسمى بالعبرية (نبييم) أي الأنبياء يشمل مجموعتين.المجموعة الأولى خاصة بالأنبياء الأُوَل التي تتناول تاريخ بني إسرائيل(1) من دخول (يوشع) فلسطين حتى هدم الهيكل في بيت المقدس، وهذه الأسفار خمسة أيضاً:
1- سفر يوشع.
2- سفر القضاة.
3- سفر صموئيل الأول والثاني.
4- سفرالملوك الأول والثاني.
5- سفر أخبار الأيام الأول وأخبار الأيام الثاني.
أما المجموعة الثانية فهي خاصة بالأنبياء المتأخرين وتتألف من (14) سفراً وهي:
1- سفر أشعيا.
2- سفر أرميا.
3- سفر حزقيال.
4- سفر يوئيل.
5- سفر عاموس.
6- سفر عوبديا.
7- سفر يونان.
8- سفر ميخا.
9- سفر ناحوم.
10- سفر حبقوق.
11- سفر صفينا.
12- سفر حجي.
13- سفر زكريا.
14- سفر ملاخي.
أما القسم الثالث والذي يسمى باللغة العبرية (كتوبيم) ومعناه (الكتابات والأشعار)
ويتألف من اثني عشر سفراً وهي على الشكل التالي:
- سفر مزامير داود.
2- سفر امتثال سليمان وأيوب.
3- سفر نشيد الانتشار.
4- سفر راعوث.
5- سفر هوشع.
6- سفر مراثي.
7- سفر أرميا.
8- سفر الجامعة.
9- سفر استير.
10- سفر دانييال.
11- سفر عزرا.
12- سفر نحميا.
بعد هذا كله نعود إلى مفهوم ومعنى اليهودية: يقول موسى، تحب قريبك وتبغض عدوك…
وإذا تساءلنا عمّا قاله موسى إضافة إلى كلمتي: الأخ، والتآمر، فما الذي نستنتجه؟
س: من هو القريب في نظر العقيدة اليهودية؟
ج: إنه كل يهودي يقيم خارج أرض فلسطين, وعلينا أن نعلم أن القرابة تنتهي في نسب يعقوب إسحق بن إبراهيم.
س: وكلمة (أخ) ماذا تعني؟
ج: الأخ هو كل يهودي يقيم في فلسطين!!
س: والعدو من هو؟
ج: هو الذي توصي الديانة اليهودية بكرهه، أي كل إنسان لايدين بها!!.
التآمر
ورد في سفر (أشعيا)، وهو أحد كتب اليهود المقدسة عندهم الآتي: (ويقف الأجانب ويرعون غنمكم، إنما أنتم فتدعون كهنة الرب، تأكلون ثروة الأمم وعلى مجدهم تتآمرون!!).
ثم ورد الآتي في السفر نفسه:
(اقتربوا أيها الأمم لتسمعوا، وأيها الشعوب اصغوا، إن للرب سخطاً على كل الأمم، قد حرمهم(1)، دفعهم للذبح، فقتلاهم تطرح، وجيفهم تصعد نتانتها وتسيل الجبال بدمائهم، لأن للرب يوم انتقام، وسنة جزاء من دعوى صهيون..!!!).

يتبع

آداب عبد الهادي
22/01/2009, 03:40 PM
التوراة الحقيقية
ولا تعتبر التوراة برمتها توراة، فالتوراة الحقة، كما يدعي البعض، هي الأسفار الخمسة الأولى، وهي أخبار شعب أو تاريخ قومي لا يسعنا القول إلا أنه مرادف للتاريخ العادي لأية أمة حاولت أن تزج الله في قضاياها القومية، لذلك لا نستطيع أن نعتمد على التوراة في شيء، ذلك لأنها مبادئ اقتبست من المصريين والكلدانين، وزُعِمَ أنها يهودية ووضعت في قالب قومي شديد التعصب.
وإن كتب اليهود، والتي يعتبرونها مقدسة، مليئة طافحة بالكذب والمخازي والمنكرات التي ارتكبها أنبياؤهم كما جاء فيها، فلم يسلم نبي واحد من الصفات المنكرة والشنيعة، والوقائع الرهيبة الشائنة التي اقترفها هؤلاء الأنبياء، أنبياء اليهود؟ هذه الأفعال تذكرها أسفارهم ومزاميرهم وتتحدث عنها كتبهم المقدسة بهدوء عجيب فاضح ووقاحة نادرة حيث يرون أن لهم كتباً مقدسة ويزعمون أن مصدرها إلهي والبعض الآخر مصدره بشري ولكنه شرح لما كان مصدره إلهي. وإذا نظرنا إلى ما كتبوه في كتبهم عن (أنبيائهم)؟! نجد أن ما في التوراة والتلمود من روايات وعبارات هي من وضع البشر ومن كتابات الحاخامات وليست وحياً إلهياً؟ فالشر متأصل في نفوسهم، والكفر راسخ في قلوبهم، وإنهم لم يعرفوا معنى النزاهة الحقيقية للإله الخالق الواحد وعلى الرغم من وجود الأنبياء والرسالات الإلهية فيهم، فقد ظلوا على بغيهم وكفرهم وتمردهم، لقد أساؤوا إلى الناس والأنبياء وهم فخورون ومعتزون بذلك. وفيما يلي أقدم بعض الروايات التي جاءت في كتبهم المقدسة؟!
امرأة إبراهيم
انتقل إبراهيم إلى مصر(1)، ترافقه زوجته سارة، وعندما رآها قادة ورؤساء فرعون مدحوها وأثنوا على جمالها لدى فرعون، ولما استدعي لمقابلة فرعون، خاف إبراهيم على حياته فقال إن التي ترافقه هي أخته؟ فأخذت سارة إلى بيت فرعون ليأخذها زوجة لـه. فرأى الملك فرعون في منامه أن لسارة زوجاً، فدعا إبراهيم وقال لـه: ما هذا الذي صنعته بي، لماذا لم تخبرني أنها امرأتك، وكاد فرعون يعاقب إبراهيم، إلا أنه أعطاه الأموال والماشية والجواري ولعبيد وعاد إبراهيم كما بدأ.. يقول الدكتور عبد الوهاب النجار في كتابه (قصص الأنبياء) ما يلي:
(وأنا أستبعد ما قصته التوراة، لأن سارة حين ذهبت إلى مصر مع إبراهيم كان سنها نحو سبعين سنة، ومن كانت في مثل تلك السن لايطمع فيها طامع وقد قالت سارة عن نفسها، عجوز عقيم. وقالت: أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخٌ). لذلك أستبعد أن يطمع ملك مترف في بنت سبعين يتابع الدكتور نجار ويقول: (إنني أحذر كل مؤمن أن يصدق ما جاء في التوراة، فإنها توهم أن إبراهيم كان يستغل جمال وجه وجسد زوجته سارة استغلالاً شائناً معيباً فهي تذكر أنه اتفق معها على أن تقول إنه أخوها وهو يقول إنها أخته لئلا يقتلوه ويكون لـه خير من ذلك. وأنا أعيذ إبراهيم من هذا النقض الشائن. وأقول إن سارة لما كانت في مصر كانت بنت سبعين سنة أو أكثر. وكان لوط مع إبراهيم وكانت لهما أموالٌ كثيرة).
يتبع

آداب عبد الهادي
10/02/2009, 02:28 PM
موقف اليهود من لوط:
ظل لوط طوال عمره يحارب الفاحشة ويدعو إلى الفضيلة، إلا أن التوراة ترى في لوط غير ذلك فتتجنى عليه وعلى عائلته، ولا تقف عند نكبته في زوجته وعشيرته، بل تنكبه في ذاته وفي ابنتيه، فتزعم توراتهم المقدسة أنه زنى بهما بعد أن شرب الخمر الذي أسكره. وإننا لنتساءل: هل هناك ساقطات يفكرن في مضاجعة أبيهن؟! فهل من المعقول أن تزني بنات نبي ومع والدهنّ؟!!.
عندما نقرأ كتاب التوراة الذي يقدسه ويتعبد به اليهود، والذي يروي حكاية أغرب من الخيال، نجد كتابهم المقدس يقول الآتي:
(عندما كان لوط مع ابنتيه في الجبل، أرادت ابنته الكبرى أن تضاجعه، فأسكرته وضاجعته، وفي الصباح سألتها الصغرى، كيف وجدت أباك، فابتسمت الكبرى وقالت جربي؟).. فما كان من الصغرى إلا أن حذت حذو أختها الكبرى… وبعد أشهر وضعت الكبرى ذكراً أسمته (مؤاب) ومنه انحدرت عشيرة (المؤابيين). كذلك حملت الصغرى وأنجبت ذكراً أسمته (عمي) ومنه انحدرت عشيرة بني عمون، ونحن نعلم من التوراة أن هاتين العشيرتين كانتا في قتال دائم مع أقوام موسى؟!.
هذا ما ترويه كتبهم المقدسة، وهنا دعونا نتساءل: هل من المعقول أن بنات نبي يرون عقاب الله نازلاً بأهل القرية بسبب الفاحشة ثم يقمن بعمل أبشع وأفحش مما قام به أهل قريتهنّ؟ بعد ذلك يأتي من زنا الأب ببناته أنبياء كداود وسليمان فهما مؤابيان. وحتى (عيسى ابن مريم) فهو من المؤابيين من ناحية الأم. إذ في عمود نسب المسيح (رحبعام) وهو ابن سليمان، أحد أجداد عيسى ابن مريم. ومن هنا نستنتج أن هؤلاء الأنبياء قد جاؤوا من فعل الزنا؟!!.
الروايات كثيرة وما تقدمه كتبهم في الإساءة إلى الأنبياء والصالحين هو عمل من صنع البشر وإنه لمن المستحيل أن تكون هذه الروايات من كلام وصنع الخالق..
قاتل ولص أيضاً... ثم يصبح نبياً؟!!
أوردت التوراة الرواية التالية عن النبي موسى:
".... وحدث في تلك الأيام لما كبر موسى أنه خرج إلى إخوته لينظر في أثقالهم فرأى رجلاً مصرياً يضرب رجلاً عبرانياً من إخوته، فالتفت إلى هنا وهناك فلم يرَ أحداًً فقتل المصري وطمره في الرمل ثم خرج في اليوم الثاني وإذا رجلان عبرانيان يتخاصمان، فقال للمذنب: لماذا تضرب صاحبك؟ فقال: من جعلك رئيساً وقاضياً علينا، أمفتكر أنت بقتلي كما قتلت المصري.؟!!. فخاف موسى، وقال حقاً قد عرف الأمر، فسمع فرعون هذا الأمر فطلب أن يقتل موسى. فهرب موسى من وجه فرعون وسكن في أرض مديان وجلس عند البئر"...
هذه الجريمة ربما تكون الأولى التي يرتكبها إنسان بحق أبناء مصر الذين احتضنوا العبرانيين وأنقذوهم من الجوع الذي كانوا يعانونه أثناء وجودهم في أرض كنعان... موسى الذي أكل وشرب ونما في بيت مصري، يقتل مصرياً ويدفنه. هذا الذي سيصبح نبياً فيما بعد ويخرج بالعبرانيين إلى فلسطين ثم يطلب من بني إسرائيل أن يحتلوا هذه الأرض ظلماً وعدواناً وليطردوا من لم يستطيعوا قتله في أرضه وبيته كي يتمكنوا من إقامة دولة اليهود الأولى تحت راية الحق الرباني، والأرض الموعودة، وشعب الله المختار يذبحون البشر، منذ آلاف السنين وقد بدؤوا جرائمهم ولم ينتهوا من سفك دماء الناس. والسؤال الذي يطرح نفسه: هل من المعقول أن يقتل نبي رجلاً وبدون سبب وجيه؟ هكذا أراد كتبة التوراة وأحبار اليهود الذين اعتمدوها بعد النبي موسى زوراً وتحريفاً عن الأصل التوراتي المقدس الضائع أو المضيع. وتتابع التوراة قصصها ورواياتها، فقد جاء في سفر (التكوين) أن يهوذا بن يعقوب بن إسحق بن إبراهيم، التقى صدفة زوجة ابنه (تامار) في الحقل وكانت المذكورة (أرملة) قال لها يهوذا (ها إني أدخل عليكِ) فأولدها (غارصاً)... سفاحاً عن طريق الزنا.. والمدعو (غارص) هو الذي ذكره النبي (متى) في إنجيله، بأنه الجد الأول للملك داود والنبي سليمان.. وكافة أنبياء بني إسرائيل. وكذلك جاء في التوراة مايلي: إن النبي داود تسلط على (بتشبع(1)) فحملت منه (سفاحاً) وبعدها أرسل زوجها (أوريا) إلى الحرب حيث قتل ظلماً، وبعد مقتل (أوريا) تزوجها دواد رسمياً فولدت لـه النبي سليمان!!. وكانت زوجة يعقوب(2) المدعوة (راحيل) تأتي بالنساء إلى زوجها ليعاشرهن؟!.
أما ابن الملك داود والمدعو (أبشالوم) فكان يزني بنساء أبيه على أسطحة المنازل بينما تكون الموسيقى الدينية تعزف له لتشنّف أذنيه وتزداد متعته؟!.
وكذلك جاء في سفر (التثنية) أن (أمنون) بن النبي (داود) عشق أخته (تامار) وبعدها افترسها، وبعد ذلك قالت (تامار) لشقيقها لماذا أذللتني هكذا، أما كان بإمكانك أن تطلبني من أبي، وأنا واثقة بأنه ما كان يمنعنا عن بعضنا!!! هذه هي عقيدتهم عقيدة اليهود كما جاءت في شريعتهم الدينية المزيفة، والتي تغلغلت في نفوسهم وتشبعت بها ضمائرهم، والتي نستخلص منها ما يلي" إله ظالم، حاقد، خص بني إسرائيل برحمته.؟! ولوحدهم فقط دون أحد غيرهم من الشعوب والأمم. والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا كل هذه الخصوصية؟!.
والجواب: إنهم شعبه الخاص، حسب ما يدعون!!.
إله، حاقد، ظالم، أنبياء يدعون للقتل، والغدر، والتآمر، والرذيلة، إنهم يرتكبون أقسى وأفظع الجرائم بحق البشر!.
إنها عقيدتهم، عقيدتهم الفاسدة، الكاذبة والتي تمكنت من نفوسهم، نفوس بني إسرائيل فخالطت كل ذرة في دمائهم، إنهم الشعب الخاص الشعب المختار؟ لقد أحل لهم كل ما في هذا العالم واصبح وقفاً عليهم فقط.
هكذا أوحى لهم ربهم (يهوه) فهو إلهمم والخاص بهم وهذا ما بشرهم به أنبياؤهم!!!


إن سفر (التكوين) الذي يلقي على الحياة الأخلاقية عند اليهود القدماء تصويراً دقيقاً للانحطاط الذي عاشه هؤلاء من قتل، وغدر، ونهب، وزنا، ومنكرات، إلخ.. سفر تكوينهم هذا يلصق كل هذا بالأنبياء؟! فما بالنا بالعامة؟!!

آداب عبد الهادي
10/02/2009, 02:33 PM
الفصل الرابع

بعض العقائد اليهودية
كره اليهود وأسبابه
كيف جاء اليهود إلى فلسطين العربية
التيه في الصحراء
الملك داود
الملك سليمان
العودة إلى فلسطين

بعض العقائد اليهودية:
(عبادة العجل)
جاء في سفر الملوك الرواية التالية:
(إن يربعان بن سليمان عمل عجلين من ذهب وضع أحدهما في بيت (إيل) وثانيهما في (دان) وبنى عندهما مذابح وقال لشعبه هذه آلهتكم التي أصعدتكم من مصر فاذبحوا وعيدوا عندها فاستجاب الشعب).
ويعلل (ويل ديورانت) في قصة الحضارة ذلك بأن اليهود لم يتخلوا عن عبادة العجل لأن عبادة العجول كانت لاتزال حية في ذاكرتهم منذ كانوا في مصر. وظلوا زمناً طويلاً يتخذون هذا الحيوان القوي آكل العشب رمزاً لإلههم؟!
كذلك خاطب موسى شعبه حين رآهم مرتدين إلى العجل فقال لهم: ".. أنا عارف تمردكم، هو ذا، وأنا بعد حي معكم اليوم قد صرتم تقاومون الرب، فكم بالحري بعد موتي، تفسدون وتزيحون عن الطريق الذي أوصيتكم به ويصيبكم الشر في آخر الأيام...".
كذلك جاء في السفر نفسه الآتي:

(الحية)
إن موسى عمل حية من نحاس وإن بني إسرائيل عبدوها، فالحية عندهم حيوان مقدس وهي رمز الحكمة والدهاء؟!.
وجاء أيضاً في سفر القضاة الرواية التالية:
(تماثيل من فضة)
إن (ميخا) صنع تمثالين من فضة وجعلهما في غرفة منعزلة أسماها بيت الإله وجاء بفتى من اللاويين ليكون كاهناً لبيت الآلهة؟!.
الألوهية:
إن عقيدة اليهود في الألوهية تصادم عقيدة التوحيد التي جاء بها موسى، فعبادة العجل مثلاً صارت راسخة في طبائعهم وتتجدد كلما حانت الفرصة إذ لم تندثر عبادة العجل من تاريخ اليهود وبطرد السامري وتدمير موسى للعجل الذهبي.. وإن المتأمل لعقيدة الألوهية لديهم يجد أنهم حتى في فترات استقامتهم كانت صورة الإله غامضة بل وكانت صفاته عندهم لا ترقى حتى إلى درجة الإنسان السوي. حيث أطلقوا صفاتٍ على الرب هي بمثابة صدى لسماتهم وتطلعاتهم.

الله… إله محلي
إن اليهود يعتبرون الله عز وجل إلهاً محلياً خاصاً ببني إسرائيل وهم شعبه المختار من بين سائر المخلوقات. فهم أبناء الله. وأحباؤه، أما غيرهم من البشر فهم في الحقيقة نوع سافل لا يرقى إلى مرتبة اليهود وقد خلقوا من أجل خدمتهم، لهذا جاؤوا في صورة بشر وإنما هم حيوانات..!! وفيما يلي نقدم أسماء الله عندهم:
الوهيم:
لفظ عبري بصيغة الجمع (الآلهة).
أدوني:
هو الاسم البديل (ليهوه) ويعني السيد.
إيل(1):
لفظ عبري أخذه اليهود من بعض اللغات السامية التي كان يتكلمها الوثنيون بمعنى الله.
بعل:
وهو في اللغة السامية يعني الرب أو السيد،وبعل كان إلهاً يعبده الكنعانيون.
الحياة الاقتصادية عند اليهود قديماً:
إننا نستطيع القول بأن حياتهم الاقتصادية، كانت على شيء كثير من الضيق والاضطراب وسبب هذا، بعدهم عن الصدق والاستقرار، فقد كانوا يذهبون إلى بعض المدن الفلسطينية الكنعانية بعد هجرتهم من (أور الكلدان) عندما كانت تضيق بهم أسباب الحياة, وبعد ذلك ذهبوا إلى مصر وهناك يصبح إبراهيم غنياً، ثم يرجع وإياهم إلى فلسطين، ثم يرحلون ثانية إلى مصر، لكن في هذه الرحلة يكون على رأسهم (يعقوب) حيث ابنه يوسف الذي أصبح وزيراً مهماً وخطيراً لفرعون، وفي مصر يعيشون برخاء تام.

آداب عبد الهادي
10/02/2009, 02:37 PM
النكبة:
في عام 1600 ق.م حلت على اليهود نكبة كبرى، وذلك عندما تغلب فراعنة (طيبة) في مصرالعليا على فراعنة (الهكسوس) في مصر السفلى،كان هذا الانتصار العسكري والذي رافقه تغير سياسي في مصرهو النكبة الكبرى عليهم حيث اضطهدهم المصريون.
هنا راح اليهود يحيكون المؤامرات والدسائس للمصريين مما زاد في اضطهاد المصريين لهم،وقد وصل الأمر بهم أن استخدموهم عبيداً في الأعمال العنيفة الشاقة، وبقي وضعهم هكذا عبيداً مكروهين؟.

كره اليهود وأسبابه:
يرى الكثير من الكتاب والمؤرخين والمفكرين والحكام والناس العاديين في هذا العالم أن هناك شيئاً اسمه القضية اليهودية، هؤلاء يعتبرون أن الكره في هذه القضية هو عنصر هام، بل أهم عنصر من عناصر تكوينها.
هذا الكره والذي تكنه وتضمره شعوب العالم كلها لهم، أي لليهود لـه أسبابه، وهذه الأسباب لها من الأهمية أنها تشكلت في كل زمان وفي أي مكان حلوا فيه وأينما ذهبوا..
اليهود عنصر مكروه منذ أقدم العصور وعلى مر السنين والأيام، هذا الكره لـه دوافعه وأسبابه، والسبب الرئيسي في هذا الكره هو اليهود أنفسهم، فهم مبعثه، نتيجة للعقلية الغريبة الشاذة والخاصة بهم، هذه العقلية النابعة من الكائن اليهودي ذاته. فصفات اليهود وتركيبتهم النفسية وصفاتهم العرقية هذه الأمور نتجت عنها عقلية غريبة شاذة متفردة عن بقية خلق الله، هذه العقلية التي تعمل دوماً على التآمر وتشويه الحقائق وهدم القيم وإفساد الأخلاق والفضائل.
من هذه الأمور كان عدم اللقاء والتوافق ما بين اليهود وما بين غيرهم من أمم وشعوب الأرض، واليهود يعتقدون، وحسب تركيبتهم النفسية، وحسب ما جاء في عقيدتهم والنابعة من كتابهم الديني المزور، من هذين الأمرين اعتقدوا أنهم شعب الله المختار، ومارسوا على الناس طغيانهم. كما أن اليهود حريصون كل الحرص على نمو شعارهم المذكور، وهذا الاعتقاد هو الذي جعل لهم تركيبة نفسية انعزالية شريرة وطبيعة منزوية متآمرة دوماً. وكان من المستحيل على اليهود أن ينصهروا ويندمجوا مع غيرهم من الشعوب والأجناس، وعلى مَرِّ التاريخ لم يكن لليهود أي شعور للتقرب والتلاحم مع أي مجتمع كان، وبمعنى آخر وأدق إنهم لم يتفاعلوا ولم يشاركوا أي شعب عاشوا معه وشربوا ماءه وأكلوا خبزه، لم يشاركوه آماله وتطلعاته.
فاليهودي متميز؟ ويرى أن كره العالم له ولعقيدته المزورة هذا الكره الذي صب عليه وخاصة في أوروبا خلال القرن التاسع عشر، لم يكن بسبب اختلاف الدين وإنما بسبب نشوء اللاسامية في أقطار أوروبا، ولتقدم اليهودي ونفوذه، وهيمنته على كافة مظاهر الحياة الاقتصادية والاجتماعية. ويتابع اليهودي سيرته التآمرية ليقول إن هذه الأمور المتقدمة أثارت غيرة المسيحيين في البلاد الأوروبية وبعثت في نفوسهم الحسد والبغضاء، ومن هنا ظهرت اللاسامية التي تحارب اليهود ولمجرد كونهم يهوداً فقط، هذا ما يدعيه هؤلاء، وهذا الادعاء غير صحيح وباطل منذ نشوئه الممسوخ، لأن اللاسامية في حقيقتها لاتعني كره العنصر السامي، فهتلر الذي حارب اليهود استند إلى حجة مفادها أن اليهود الذين يقيمون في ألمانيا لا يشعرون بشعور الألمان، كما لا يعتبرون أنفسهم وطنيين وأنهم كانوا عوامل تخريب في الكيان والجسد الألماني العملاق، ثم إن خياناتهم ودسائسهم وتآمرهم على الأمة الألمانية كانت الورقة الحقيقية لحجة هتلر. وهذه الأمور كانت صحيحة وواقعية وإن كثيراً من اليهود لاينكرون ذلك، بل يتفاخرون بقولهم: (إنهم لم يكونوا يوماً يعملون ويشاركون الشعب الألماني آماله وآلامه ومصلحته القومية).
كما أن لفظة اليهودي في اللاسامية في المفهوم الوطني الألماني هي كلمة مرادفة دائماً لحب المال والجشع البشع والجري ليلاً ونهاراًً وراء المال، و ديانة اليهود تحتم عليهم أن يكونوا ضد كل الديانات، كما أن جشعهم الاقتصادي وميولهم السياسية المنحرفة وتلونهم الشخصي والنفسي الموغل في الشذوذ، ذلك كله هو الذي يثير الكره ضدهم من كافة الأمم والشعوب كافة.
إن الخطر اليهودي، والذي يزداد ويتفاقم يوماً بعد يوم، وإن المشاكل السياسية والاجتماعية والدينية كافة التي تواجه العالم اليوم، وكذلك الفتن المحلية والإقليمية والدولية العلنية والخفية، هذه المشاكل التي توجدها وتديرها اليهودية العالمية للسيطرة على العالم عامة، وعلى البلدان العربية والإسلامية خاصة، إنما تعمل على تحطيم القيم وكل دين غير دينهم اليهودي المزور. إن هذه الفتن الخطيرة (معششة) وراسخة في أذهان اليهود منذ القدم وعلى مدى العصور، وإن اليهودي يعمل وينفذ تعاليم التلمود بكل دقة، كما يصور لهم الحاخامات بأن تعاليمهم تقوم على فكرة ثابتة واضحة وهي أنهم أي اليهود، شعب الله المقدس الذي يجب أن يحكم ويسود في العالم.
هذا التفكير السطحي الذي يؤمن به اليهود ويعملون له قد اتخذ في عصور سابقة شكل الصراع الديني، حين كانت اليهودية تتربص بالمسيحية والإسلام وتعمل على هدمهما في الخفاء وبمختلف الوسائل. وإذا كان هذا الصراع الديني قد تمثل في نداءات الحاخامات وفي تعاليم اليهود وتقاليدهم ورموزهم، فإنها تتخذ اليوم بالإضافة إلى الصفة الدينية صفة سياسية واجتماعية اقتصادية، تعمل من أجل تحقيق هدفها التخريبي بوسائل علمية متطورة جداً ومنظمة تنظيماً عالياً.
فاللاسامية، أوكره اليهود كانا في كل مجتمع فيه اليهود في الشرق والغرب، قديماً وحديثاً، حيث اتخذت اللاسامية طابعاً خصامياً متسلحة بالدعوة السياسية والأدلة المادية التي تسفر عن انقلابات اجتماعية كبيرة، كما تسفر هذه الأحداث عن تداخلات سياسية تقترن بسيل من الدماء. ويطلق على هذه الخصومة القديمة: الخطر اليهودي.
هناك إجماع على كره اليهود في كل زمان ومكان، من الفراعنة القدماء إلى الرومان، إلى العصور الوسطى، إلى الأوروبيين، وإلى ألمانيا في منتصف القرن العشرين.
هذا الإجماع على كره اليهود عند الأمم والشعوب كلها هو الدليل القوي على أن هناك خطراً يهودياً يهدد كل الأجناس وكل الأديان، وكل المجتمعات، وأعني بالخطر هو تحقيق فكرة السيادة اليهودية على العالم كله.السيادة اليهودية المطلقة على أمم وشعوب الأرض هذه الفكرة اليهودية الشائنة، هي فكرة قديمة معششة في أذهان بني إسرائيل وما زالت ساكنة في عقولهم إلى يومنا هذا، فبعد استيلائهم على فلسطين بمساعدة دول التكبر والتجبر، اتقدت الفكرة وكبرت أكثر في نفوسهم، بل ألهبت خيالهم الأسود، ومثيرة حماستهم، وها هي الآن تتخذ شكل العقيدة الدينية المقدسة في أذهان حاخاماتهم ومفكريهم وفلاسفتهم. ومما يزيد فكرتهم تأججاً ورسوخاً ما أحرزته فكرة الوطن القومي اليهودي على أرض فلسطين العربية الإسلامية، هذا الظفر الذي يبدو لهم علىأنه أول خطوة عملية في سبيل تحقيق الغاية الكبرى وهي (دولة بني إسرائيل)، إنهم يعملون ويعملون. فقد أنشبوا مخالبهم السامة في الجسم العربي المسلم من جديد وكان آخر ما أنشبوا مخالبهم فيه هو البوابة الشرقية للوطن العربي، فعمدوا إلى التآمر عليه، وهدم بنيته المتقدمة، وإيقاف عملية تقدمه. فعلوا هذا من أجل تحقيق السيادة اليهودية الصهيونية على أمتنا العربية المسلمة، وإنه لشيء طبيعي أن تمر هذه الأحداث الأليمة في هذا الزمن الرديء الذي فرض علينا وتقبله الكثير منا؟.
ربما خرجت قليلاً عن موضوعنا الأساسي إلا أن الضرورة تفرض ذلك، أعود لأقول، إن التصميم اليهودي على تدويخ العالم (وخاصة العالم العربي) وتفكيكه، ثم استعباده وتسخيره لخدمة اليهودية، هذه المواضيع لابد أن تكون لها ردة فعل وخاصة تجاه العقيدة الدينية اليهودية المزورة. فلا بد أن تثأر الأمم الأخرى التي لجأت إليها، وعاشت فيها فلول اليهود، ثم كادت لها وتآمرت عليها، لابد لهذه الأمم والشعوب أن تحقد عليهم، ومن ثم تضطهدهم من جديد، وإنه يجب ألا يغيب عن بالنا أن كل ماذكره اليهود عن التحامل الديني والعنصري عليهم روجه اليهود أنفسهم، أي أن في ذلك الكثير من المبالغة والتهويل لغايات خبيثة في نفوس بني إسرائيل ومن الصعب، بل من المحال تبرئة اليهود مما نسب إليهم من غش وخداع ودسائس ومؤامرات على كل الأمم والشعوب التي كانوا يعيشون في ظلها ويأكلون خيراتها ويتسلطون على أبنائها وعلى ثرواتها.
إن فكرة اليهودية تجاه الأديان الأخرى واضحة ومعروفة، ولاسيما تجاه المسيحية التي ناصبتها العقيدة اليهودية العداء منذ دقائقها الأولى، وأصبح بغض المسيحية في نظر اليهود أمراً مسلماً وتقليداً يهودياً راسخاً مقدساً؟.

آداب عبد الهادي
02/03/2009, 03:31 PM
كيف جاء اليهود إلى أرض فلسطين العربية:
عندما ازدادت عائلة يعقوب في مصر، بعد أن استقدمهم يوسف إليها، استعبدهم الفراعنة بسبب تعاليهم على الشعب المصري.. بعدها خرجوا من مصر بقيادة موسى ذي المنشأ والثقافة واللغة المصرية، وهو الذي تربى في بلاط (رعمسيس). عبر موسى بهم البحر ودخلوا صحراء سيناء، وكان موسى قبل عبوره قد تزوج من (صفورة) ابنة النبي شعيب وذلك بعد قتله للمصري الذي كان يتشاجر مع الإسرائيلي وأثناء خروجه مع بني إسرائيل كان معه أخوه هارون وحوالي عدة آلاف من اليهود، كان هذا عـام
(1227) قبل الميلاد. وكان موسى قد أرسل بعض عيونه إلى أرض كنعان (فلسطين) وعندما عادوا قالوا لموسى إن هذه الأرض تفيض لبناً وعسلاً، كما لا طاقة لنا بمحاربة أهلها فهم قوم جبارون. جبن اليهود وتاهوا في الصحراء (40) عاماً بعد أن قالوا لموسى اذهب(1) أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون. حاول موسى ومن سار معه من اليهود دخول فلسطين عن طريق (بئر السبع) ففشل بسبب المقاومة الضارية من قبل الكنعانيين أصحاب فلسطين الأصليين بعدها قام موسى واستأذن من ملك (أدوم) ليمر من أرضه فسمح لهم بعد يدفعوا ثمن مأكلهم ومشربهم. فذهب موسى إلى جبل (هور) قرب البتراء حيث مات هناك أخوه هارون.
استمر اليهود في سيرهم عبر وادي الحسا ثم وادي الموجب فاصطدموا مع الآموريين وقتلوا ملكهم (سيحوت) وتقدموا إلى حوران واستولوا على الجبال العالية في شرق نهر الأردن وتمركزوا فيها ورأى موسى فلسطين من هناك ومات قبل أن يدخلها بالقوة ودفن في جبل (بنا) على بعد عدة كيلومترات شمال غرب مأدبا في الأردن.
تولى يوشع(1)بن نون قيادة اليهود بعد موت موسى وعبر بهم نهر الأردن سنة (1186 ق.م) وعسكر أمام أريحا وحاصرها واحتلها بمساعدة عاهرة هناك فذبح الأهالي وصعد المدينة وقتل حتى الحيوانات.
- توجه اليهود بعد احتلال أريحا إلى بلدة (عاي) الواقعة بجوار (ديوان) فهزموا في البداية ثم أعادوا الكرة مرة أخرى وأخضعوها وذبحوا أهلها وعملوا الشيء نفسه مع مدينة (تل الصافي)، لأن في طبعهم الجريمة وذبح الناس وقتلهم كما يحدث الآن مع شعب فلسطين.
- وعندما مات (يوشع)تولى أمر اليهود وكبار شيوخهم فسمي هذا العهد بعهد القضاة، وقد بلغ عددهم 14 قاضياً منهم شمشون وصموئيل وجدعون.

آداب عبد الهادي
02/03/2009, 03:38 PM
التيه في الصحراء:
تاه اليهود في صحراء سيناء،تاهوا.... وكما قيل, أربعين عاماً أثناء هذا التيه تخلوا، نعم تخلى الشعب المختار عن معتقداته؟! واستبدلوا العجل الذهبي بالإله (يهوه)(1).
وقد عمل النبي موسى الكثير الكثير من أجل إصلاحهم وهدايتهم..؟
وأثناء فترة ضياعهم وضع موسى ما سمي بـ (الوصايا العشر) ونورد هنا نص هذه الوصايا وعلى ذمة محرري كتاب التوراة:
الوصايا:
1- أنا الرب إلهك الذي أخرجتك من أرض مصر بيت العبودية لا تكن لك آلهة أخرى أمامي.
2- لا تصنع لك تمثالاً منحوتاً ولا صورة ما، مما في السماء من فوق وما في الأرض من تحت، وما في الماء من تحت الأرض، لا تسجد لهن، ولا تعبدهن، لأني أنا الرب إلهك، غيور، افتقد ذنوب الآباء في الأبناء. في الجيل الثالث من ينفي واصنع إحسانا إلى ألوف من محبي وحافظي وصاياي.
3- لا تنطق باسم الرب، إلهك باطلاً لأن الرب لا يبرئ من نطق باسمه باطلاً.
4- اذكر يوم السبت (ومعنى يوم السبت الراحة) لتقدسه،ستة أيام تعمل وتصنع جميع عملك وأما اليوم السابع ففيه للرب إلهك.
لا تصنع عملاً ما أنت وابنك وابنتك وعبدك وأمتك ونزيلك الذي داخل أبوابك لأن في ستة أيام صنع الرب السماء والأرض والبحر وكل ما فيها، واستراح في اليوم السابع، لذلك بارك الرب يوم السبت وقدسه.
5- اكرم أباك وأمك لكي تطول أيامك على الأرض التي يعطيك الرب إلهك.
6- لا تقتل.
7- لا تزن.
8- لا تسرق.
9- لا تشهد على قريبك شهادة زور.
10- لا تشته بيت قريبك ولا تشته امرأة قريبك ولا عبده ولا أمته ولا ثوره ولا حماره ولا شيئاً من قريبك.
الوصايا العشر هذه تشبه، وإلى حد كبير، أحكام الديانة المصرية آنذاك، مع تعديل أو تحوير يتفق والأوضاع الدينية وغيرها في مجتمع بني (إسرائيل).
موت موسى:
مات موسى(1) ولم يحتل فلسطين، إلا أن الذي احتلها هو يوشع بن نون بعد أن استغل تناحر الملوك والقادة في (فلسطين)( وما أشبه اليوم بالأمس) أخذت الأرض الكنعانية بعد أن قُضِيَ عليهم واحداً بعد الآخر..
تقول توراتهم: إن (يوشع(1) بن نون) قتل منهم (31) ملكاً ثم استولى على أرضهم تدريجياً؟!.. وذلك بسبب الخلافات والخصومات التي كانت قائمة بينهم؟!!؟
القاضي صموئيل:
رأى القاضي (صموئيل) أنه من الضروري بعد استيلاء اليهود على فلسطين إيجاد كيان سياسي لبني إسرائيل، كي يثبت أقدامهم في فلسطين ، فوقع اختياره على (شاؤول(1)) وباختياره هذا كان (شاؤول) أول ملك لبني إسرائيل!.
عمل (شاؤول) كثيراً واستطاع أن ينتزع جميع المدن الفلسطينية من أصحابها الشرعيين.

هامش (1) ظهر الإله يهوه كما هو مبين ومكتوب في التوراة لموسى عشية خروجه مع شعبه من مصر، وتبدو على هذا الإله صفة الزعامة كأنه رئيس وأنه معنيٌّ بالشعب العبري فقط دون غيره من الشعوب وروصيته ويهوه كان يحقد على المصريين وفي التوراة المزيفة عشرات الأمثلة على حقده كما جاء في التوراة هي روحية عسكرية متجبرة مدمرة لاتعرف شفقة ولا رحمة في مواجهة من يعتبرهم أعداءه، ويلخص هذه العقيدة المؤرخ العراقي الدكتور أحمد سوسة(اعتنق المذكور الإسلام بعد أن كان يهودياً) في كتابه العرب واليهود كما يلي:
قوانين الحرب في التوراة: إن أغرب ما يلاحظه المتتبع للتوراة هو الأمر بقتل الأطفال والنساء والشيوخ وحتى البهائم. وهذا ما حصل سابقاً ويحصل الآن في فلسطين العربية، ففي التعاليم التي أعطيت إلى الموسويين الخاصة بحروبهم مع أهل فلسطين مايلي:
1- احترز من أن تقطع عهد اً مع سكان الأرض التي أنت آت إليها لئلا يصير فخاً في وسطك.
2- وأما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب إلهك نصيبك فلا تستبق منها نسمة ما.. بل تحرمها تحريماً من الحثيين والأموريين والكنعانيين والفرزيين والحوريين واليبوسسيين، كما أمرك الرب إلهك.
3- اقتلوا كل ذكر من الأطفال وكل امرأة عرفت رجلاً بمضاجعته اقتلوها، لكن جميع الأطفال من النساء اللواتي لم يعرفن ذكراً ابقوهم لكم حيات. وعندما غزا إسرائيل مدينة أريحا قام اليهود بتدمير المدينة وأحرقوها بالنار وقتلوا كل من فيها من رجل وامرأة، وطفل وشيخ، حتى البقر والغنم، والحمير ذلك كله كان بأمر من الإله يهوه، كما جاء في التوراة وبأمر إله اليهود يهوه ضرب الملك شاؤول العمالقة العرب.
إن جميع الحوادث التي جرت وتجري اليوم في فلسطين، تدل دلالة واضحة على أن العقلية اليهودية لم تتغير،وأن إلههم الإله يهوه ما يزال مسيطراً على عقولهم. إن ما يفعلونه الآن هو استمرار لما فعله أسلافهم، وما يحدث لسكان فلسطين اليوم من قتل وتهجير هو تنفيذ للأوامر التوراتية التي تقول: (وأما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب إلهك نصيباً فلا تستبق منها نسمة بل حرمها تحريماً) هذا هو ضمير العقيدة التوراتية المزيفة، هل تستطيع أن تتعايش مع هذه العقلية؟ وكيف يمكن للصهاينة المغتصبين أن يطالبوا بالسلام مع العرب والمسلمين؟ لا أدري كيف يمكن إقامة السلام مع هؤلاء القتلة السارقين المغتصبين وكيف حاول ويحاول البعض التطبيع مع هذه العقلية اليهودية؟!.

آداب عبد الهادي
02/03/2009, 03:55 PM
السبي البابلي:
في عام 720 ق.م قام الآشوريون بمهاجمة مملكة إسرائيل وأسقطوها كذلك قام (نبوخذ نصر(1)) بمهاجمة مملكة يهوذا وقتل ملكها ونهب المدينة (أورشليم) ودمر الهيكل وسبى أكثر السكان وأخذهم إلى بابل، وقد عرف هذا السبي بالأسر البابلي. وبقي اليهود في السبي إلى أن جاء الملك (قورش) الفارسي وساعد اليهود في العودة إلى فلسطين. ولهذا يطلق اليهود على (قورش) اسم المسيح المنتظر، وحسب ما جاء في سفر إشعيا: بعد ذلك كله بقي من اليهود في فلسطين عدد ضئيل…توالت الفترات بين مد وجزر, فكان عددهم يزيد مرة وينقص مرة أخرى حسب الحكم في فلسطين(1).
هامش (2) قبل أن يبدأ يوشع بغزو مدينة أريحا، أرسل جاسوسين إلى بيت دعارة تقوده امرأة عاهرة اسمها راحاب، من أجل معرفة أحوال الناس والمدينة، وفي هذا الشأن تروي التوراة المزيفة ما هو آتٍ: (فأرسل يوشع بن نون رجلين من (شكيم) الجزء المجاور للبحر الميت. خفية قائلاً:امضيا وانظرا الأرض وأريحا فمضيا ودخلا بيت امرأة زانية اسمها راحاب وباتا هناك، فقيل لملك أريحا قدم إلى هنا هذه الليلة رجلان من بني إسرائيل ليتجسسا الأرض فأرسل ملك أريحا إلى راحاب قائلاً: أخرجي الرجلين اللذين أتياك ودخلا بيتك فإنهما أتيا ليتجسسا الأرض كلها، فأخذت المرأة الرجلين وأخفتهما، وقالت لا أدري أين ذهبا فبادروا في أثرهما فإنكم تدركونهما. نفهم مما سبق وحسب رواية التوراة المزيفة أن أول من شرع وعمل بالجاسوسية واعتمد على العاهرات هو يوشع بن نون العبراني. ولنقف مع أنفسنا متسائلين ما إذا كان التاريخ يعيد نفسه؟!..
(1) شاؤول: تذكر التوراة أن شاؤول هو أول ملك على إسرائيل عينه صموئيل آخر كبار القضاة. ولكن كان على الملك أن يحكم وفق أوامر يهوه إله (إسرائيل) ولما أهمل هذا الملك الرضوخ للأوامر المنقولة على يد صموئيل خذله الرب وأوقعه بين أعدائه الفلسطينيين فاندحر أمامهم وقتل هو وأولاده الثلاثة في المعركة وتشير التوراة إلى أنه مات منتحراً بعد جرحه، وقد تقلد الحكم الملك داود بعد شاؤول.استمر حكمه حوالي 15 سنة وكان بين سنة 1025-1010ق.م. إلا أن هناك مصادر تاريخية تقول إن الملك شاؤول أو كما يسميه القرآن الكريم (طالوت) المصادر التاريخية هذه أوردت عدة روايات عنه، حيث تقول أن طالوت كان من أهل الجنوب وهؤلاء متمسكون بحياة البداوة وعاداتها القديمة فقد كانفقيراً، ولم يكن منبيت الملك ولا من بيت النبوة فاعترضوا عليه ورفضوه إلا أن نبيهم أخبرهم بأن الله اصطفاه. وهناك رواية ثانية تقول إن طالوت كان مصاباً بالصرع وله أعمال هيستيرية وكان أيضاً متعطشاً لسفك الدماء.
(1) كان داود هارباً من وجه الملك (شاؤول) رغم زواجه من ابنته (ميكال) وقد دارت بين الاثنين حرب طويلة انتهت بفوز داود على (شاؤول) بعد قتله. بايع معظم اليهود داود إلا عدد قليل منهم فقد بايعوا ابن (شاؤول) اشيوشت ثم دارت بينهما معركة قتل فيها (اشيوشت) واستقر الأمر (لداود) حارب بعدها الكنعانيون العموريين، وكان ضمن قادة داود (أوريا) الحثي الذي أرسله (داود) للحرب حتى قتل وتزوج داود زوجته (بتشبع) التي أنجبت ابنه سليمان. فتح داود بيت المقدس وجعل جبل صهيون مقراً لحكمه وبنى عليه مقراً وفي هذه المرحلة تمرد عليه ابنه (ابشالوم) فهرب داود ثم عاد وقتل ابنه ووطد حكمه. وعندما مات دفن على قمة جبل صهيون. دام حكم داود أربعين سنة وحدد زمن حكمه من1010 – 971 ق.م، على وجه التقريب.
(1) الهيكل بدأ في تشييده داود وأتمه سليمان، وعرف باسم هيكل سليمان. دمر الهيكل أكثر من مرة، وكانت المرة الأولى على يد الملك بختنصر البابلي عام 586 ق.م، أعاد اليهود بناء الهيكل أثناء حكم ملك الفرس قورش، هدم المعبد للمرة الثانية من قبل القائد الروماني طيطس عام 70م ثم دمر للمرة الثالثة على يد الروماني أدريان عام 135م.
(2) حيرام هو أحد ملوك صور المشهورين، كان معاصراً لداود وسليمان وصديقاً لهما. وقد مد داود بالمواد اللازمة لبناء قصره، ثم ساعد سليمان في بناء الهيكل.
(3) سليمان: هو ابن داود من زوجته الحبشية (بتشبع) التي كانت زوجة (اوريا) الحثي، وتذكر التوراة المزيفة أنه حكم أربعين سنة في أورشليم، وقد اشتهر ببناء الهيكل، تقع فترة حكمه بين سنة 971-931 ق.م وقد ورد ذكره في القرآن الكريم مع والده داود.

آداب عبد الهادي
02/03/2009, 04:07 PM
العودة إلى فلسطين (538) ق.م:هزم الملك الفارسي (قورش(1)) آخر ملوك بابل المدعو (نبونيدس) ونتيجة لهذه الهزيمة سمح لسبايا اليهود بالعودة إلى فلسطين وإعادة بناء معبدهم في أورشليم، إلا أن الأكثرية الساحقة من اليهود فضلوا البقاء في بابل لأن أحوالهم الاقتصادية كانت منتعشة وأمورهم الدينية كانت على ما يرام، والذين عادوا من الأسر والسبي إلى فلسطين هم الجماعة التي حملت في دمها وأحشائها وأدمغتها جرثومة ما يسمى بـ (الوطن القومي) للشعب اليهودي، هذا الشعب الذي اصطفاه الرب وسماه بشعبه المختار، على ذمة من ليس له ذمة!!.
(1) هامش (3)الأسباط: هم القبائل الاثنتا عشرة التي تفرعت عن أبناء يعقوب فكان لكل ابن سبط وكلهم أولاد (ليئة) عدا (يوسف) و(بنيامين) فهما ابنا راحيل.
(1) نبوخذ نصر: أشهر ملوك الدولة الكلدانية، خلف والده في الحكم استمر حكمه 43 عاماًَ قضاها في توسيع نفوذ مملكته، وتعمير عاصمته بابل ,خاض نبوخذ نصر معارك دامية حققت له النصر والتوسع، أبعد نفوذ المصريين عن البلاد التي خضعت لـه. من حروبه الشهيرة حربه على مملكة يهوذا حيث أزالها ثم سبى أهلها.
(1) فلسطين: فيما يلي نقدم جدولاً بعدد اليهود بفلسطين من أيام حكم الفرس إلى غاية عام1948. عندما كان الفرس يحتلون فلسطين كان عدد اليهود يزداد ويحاولون توطيد وجودهم ثم يجنحون للتمرد، وعندما احتل الرومان فلسطين شرعوا يضربون اليهود ويدمرون منازلهم، لأن الحكام الرومان يعتبرونهم مسؤولين عن دم المسيح..
في عام (1600م) كان في فلسطين (1600) يهودي، وفي سنة (1650م) ارتفع عددهم إلى (2000) يهودي، وفي سنة (1730) تراجع عددهم ليصبح (1000) يهودي. وفي عام (1800م) أصبح عددهم (3000) يهودي، وفي العهد العثماني عام (1897) وصل عددهم إلى (50) ألفاً، ثم زاد عددهم إلى (85) ألف يهودي عام 1914. وفي عهد الانتداب البريطاني على فلسطين العربية بدأ اليهود بالتدفق عليها من جميع أقطار العالم وهؤلاء ليس لهم أية جذور تاريخية في فلسطين، ومنذ عام (1914) إلى عام (1918) هاجر إلى فلسطين (154) ألف يهودي، وهاجر أيضاً في الأعوام(1918) إلى (1931) (120) ألف يهودي. وخلال الفترة الممتدة من عام (1931) إلى (1948) هاجر إلى فلسطين(376) ألف يهودي، عدا الذين دخلوا بطريق التهريب ومساعدة سلطات الحكم البريطاني، مع العلم أن نسبة اليهود إلى السكان العرب الأصليين عام (1914) تساوي (8) بالمئة وقد وصلت في عام (1922) إلى (12) بالمئة، وفي عام(1931) 17 بالمئة وفي عام (1948) وصلت نسبة اليهود إلى (31) بالمئة بالنسبة للسكان العرب.
(1) بعد احتلال بابل وفي عهد (داريوس) الثاني الفارسي (423-404)ق.م عطف المذكور على اليهود واستجاب لمطالبهم وكعادتهم وضعوا الطوق حول رقبته. والقصة تبتدي أن اليهود جاؤوا بأجمل فتاة عندهم وقدموها لـه، وقفت الفتاة اليهودية الفاتنة وهي بكامل زينتها إضافة لجمالها وفتنتها وابتسمت (لداريوس) الذي أخذ بها، فما كان منه إلا أن مدَّ صولجانه الذهبي فأمسكت به ودخلت معه إلى غرفة النوم، وفيما ابتسمت وأمسكت يدي (داريوس) وقبلتهما أعطته (فرماناً) يتضمن السماح لليهود بإعادة بناء الهيكل، وعلى الفور أصدر (داريوس) أمراً بإعادة بناء الهيكل؟!

آداب عبد الهادي
02/03/2009, 04:16 PM
الباب الثاني
فلســطين من ولادة السـيد المسـيح
حتى الخلافة العربيــة
الفصل الأول

ولادة السيد المسيح
أين مملكة سليمان كما يدعون
عودة إلى السبي البابلي وماعناه
نشر الدين اليهودي
العودة إلى فلسطين
الحكم الساساني
الحكم الروماني
اليهودية
عودة إلى ولادةالسيد المسيح
ولادة المسيح:
في زمن ولادة المسيح(1)ابن مريم(2)، كانت الأوضاع السياسية في فلسطين مضطربة وسيئة جداً، الذي كان أكثر سوءاً، هو الوضع الاقتصادي، فالضرائب الكبيرة المفروضة على اليهود زادت الأمور وتعقيداً، إذ كان اليهودي يدفع ضريبتين:
الأولى: للهيكل؟.
الثانية: للدولة؟.
والشيء الآخر الذي تأثر به اليهود على مختلف مشاربهم هو المذاهب الفكرية الفلسطينية والتي كانت سائدة في ذلك الزمن, زمن الميلاد.ومن المذاهب التي تأثروا بها التالية:
1- المذهب الروماني: وكان يقول عليك بالصبر على الشدائد، والعفة عن الشهوات، وأن لا سعادة للإنسان من غير نفسه وضميره.
2- المذهب (الأبيقوري) والذي يتلخص بالآتي: إن السعادة هي غاية الحياة، ولكنها، أي السعادة، التي لاتأتي، ندمٌ، أو ألم.. وأنه لا وجود لغير المادة.

) هامش(4) يقول عيسى ابن مريم في إنجيل متى عن اليهود مايلي: "لاتظنوا أني جئت لأبطل الشريعة أو الأنبياء، ما جئت لأبطل بل لأكمل". وفي هذا دليل قوي على أن المسيح عيسى ابن مريم أرسله الله ليكمل رسالة الأنبياء الذين سبقوه وبالتالي ينقيها ويطهرها، مما أدخله فيها الكاذبون والمجرمون من أمور لاتوافق شريعة الله وقوانينه والمعني فيها اليهود..
(2) ترجع نسبة مريم بنت عمران إلى سليمان، وقد ذكر في القرآن الكريم مرات كثيرة، أن اليهود كذبوها ولم يصدقوا كل ما أتى الله به من عفتها وصدقها، فافتروا عليها وآذوها..
(1) التوراة: كتاب سماوي أنزله الله تعالى على موسى، وقد كتب على الألواح. وهو كتاب كامل لاينقصه شيء، فيه من الشريعة والمعاملة والعقائد والأخلاق ما يتناسب مع البشر، إلا أنه تم تحريفه وتزويره، كما أن الألواح التي كتبها موسى ضاعت.

ناصر عبد المجيد الحريري
02/03/2009, 04:56 PM
الأستاذة آداب عبد الهادي :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كنت سعيداً أن أقرأ الكتاب قبل الآن ، أشكرك لأنك أهديتني غياه يوم التقينا في دمشق في غداء تكريم الدكتور عبد الوهاب الجبوري ز
وكنت أكثر سعادة حين التقيت مؤلف الكتاب الأستاذ الرائع أحمد ابو سعدة في تلكلخ ، وتحدثت معه أن الفائدة الكبرى التي استقيتها عن اليهود هي من كتابه _ مكان دائم في الجنة _ الذي يوضح في مشكورا تاريخ اليهود بشكل واضح وجلي .
فيبين بشكل واضح أن اليهود جماعات مشتتة في الاصل ، وهم مزيفون ولا يمتون لابراهيم عليه السلام باي صلة .

لا أريد الحديث عن الكتاب ومؤلفه ، فالكتاب غني عن التعريف ، ولكن من واجبي ان أقدم الشكر والتقدير للأستاذ الرائع أحمد أبو سعدة ، على هذا الكتاب القيم .
كما أشكرك أيتها الأستاذة على تقديمك للكتاب عبر واتا ن ليطلع عليه الجميع ، لنه يعتبر مرجعاً مهماً لمن أراد دراسة التاريخ اليهودي .

تقبلي تحياتي ...

نورهان عادل
04/03/2009, 11:48 AM
مجهود فائق الروعة اخت اداب احييك عليه تقديرى

آداب عبد الهادي
10/03/2009, 12:37 PM
هل امتدت مملكة سليمان من الفرات إلى النيل كما يزعم اليهود؟
قيل إنه في عهد الملك سليمان وصلت المملكة الإسرائيلية إلى أوجها؟!!.. هنا يجب أخذ العلم والتوقف لتوضيح هذا الأمر:
إن حدود مملكة سليمان لم تتجاوز أرض فلسطين، وحينها كان من المعروف والثابت أن تسمية ملك تطلق عل كل من رأس قبيلة أو طائفة. وعندما نطالع كتاب العهد القديم (التوراة)(1) نجد أن في فلسطين وحدها كان يوجد خمسون ملكاً. ومن هنا نستطيع القول إنه أطلق على سليمان بن داود اسم ملك. وبما أن بني إسرائيل لم يعرفوا الاستقرار والتجمع مطلقاً فقد وجدوا في هذه المملكة، مملكة (سليمان) أبعد بكثير مما كانوا يحلمون به، وكل ما استطاع الملك سليمان فعله هو المحافظة على رقعة الأرض الصغيرة (المملكة) التي حافظ عليها بكثير من الحكمة وبأكثر من اللين السياسي، وبين الحكمة واللين كان يبرز من وقت لآخر قوته.
أين مملكة سليمان كما يدَّعون؟
ـ أين هذه المملكة العظمى، والتي حدودها من النيل إلى الفرات، كما يدعي شعب الله الخاص؟.
جاء في سفر (الملوك) أن الملك (سليمان) قضى بالفعل على (الملوك) وفي كافة المدن والقرى ثم على جيرانه من الأمراء الكنعانيين في ارض فلسطين، لكنه لم يستطع إخضاع (المؤابيين) و(العامويين) في الجنوب ولا على الآراميين في الشام. النبي سليمان لم يستطع القضاء على أي من هذه الشعوب التي تمردت عليه. ووقفت في وجهه. وأورد هنا ما جاء في سفر (التثنية) حيث جاء فيه الآتي: "إن سليمان التمس من الملك (حيرام)، ملك صور الكنعاني، أن يعطيه بعض الأخشاب" ما الذي نستطيع أن نفهمه من هذا؟ طبعاً إنه يشير وبكل وضوح إلى أن مدينة صور وكل ما جاورها لم تدخل أو تدور في فلك أو إطار مملكة سليمان التي هي بالأصل أرض فلسطينية.
الشيء الآخر والمهم جداً في الأناجيل هو كذب اليهود حول ادعائهم بأنهم حكموا مدينة الناصرة. وحسب ما جاء في الأناجيل فإن مدينة الناصرة لم تكن داخلة في مملكة (سليمان)، وتقول هذه الأناجيل إن بني إسرائيل استهجنوا ظهور المسيح ودعوته للمسيحية من مدينة الناصرة، وهذا ما يؤكد أن مدينة الناصرة لم تكن ضمن المملكة السليمانية.

آداب عبد الهادي
10/03/2009, 12:41 PM
عودة إلى السبي البابلي وما معناه:
(اليهود يقتلون بعضهم)
استمر الخصام بين المملكتين اليهوديتين (مملكة إسرائيل) و(مملكة يهوذا). الأولى اتخذت من السامرة عاصمة لها، بينما اتخذت الثانية أورشليم أو بيت المقدس عاصمة لها.
هذا الانقسام في الدولة اليهودية أدى إلى نزاع مرير بينهما، والسبب المباشر لهذا النزاع هو عدم استطاعتهما تمرير وبث شرورهما وإيذاء الغير. وفي غمرة هذا النزاع استطاع ملك (إسرائيل) والمسمى (فقح بن رمليار) أن يغزو أورشليم ويحيلها إلى دماء ونار وخراب، وهنا استنجد ملك يهوذا (أحاز) بملك آشور الذي زحف بجيشه على السامرة عاصمة إسرائيل وأخضعها بالقوة، وبعدها فرض ضريبة قاسية عليها.
انقراض الدولة اليهودية وإزالتها نهائياً:
أولاً:
غزا ملك آشور (سرجون الثاني) السامره مرة ثانية، دخلها بالقوة وسبى أسباطها العشرة وشتت أهلها البالغ عددهم حوالي 27 ألف إسرائيلي.
جاء (سرجون الثاني) بأسرى من بابل وأسكنهم فيها وجعل من مملكة (إسرائيل) مقاطعة آشورية منهياً بذلك ما سمي بالدولة الإسرائيلية التي انحلت وانقرضت وزالت نهائياً من الوجود. وعلى هذا لم يبق في فلسطين إلا سبط واحد هو (يهوذا).
ثانياً:
في عام 702 ق.م قام الملك (سنحارب) بهجوم على مملكة (يهوذا) واستولى على معظم مدنها والبالغ عددها ستاً وأربعين مدينة، وأسر أكثر من (200) ألف يهودي. وكان هذا الهجوم هو هجوم اليهودي على اليهودي.
ثالثاً:
في عام 585ق.م قام (صدقيا) ملك اليهود بعصيان ضد بابل مما دفع البابليين بقيادة الملك القوي (نبوخذ نصر) لقتالهم وتدميرهم وسبيهم، وبذلك زالت معالم ما سمي بمملكة (يهوذا) من الوجود نهائياً. وقد عرف هذا الحدث التاريخي والهام بـ (السبي البابلي) وأصبح هذا الغزو مضرباً للمثل في الفرقة والتفرق والدمار وإسالة الدماء والتشتت وإنهاء الوجود.
على إثر هذا رحل اليهود بكثرة، رحلوا إلى بلاد ما بين النهرين وتفرقوا في بلاد بابل وآشور وبعدها انضموا إلى قومهم الذين سبقوهم إلى تلك البلاد.

آداب عبد الهادي
10/03/2009, 12:44 PM
الحقد اليهودي:
انصب الحقد اليهودي الدفين في نفوس (شعب الله المختار) على بابل، بابل العراق، وبعد عدة آلاف من السنين، انصب الحقد اليهودي متمثلاً بالأمريكان والإنكليز على العراق واحتلاله بالكامل بمباركة الكثير من الأنظمة (المتصهينة).جاء الانتقام من بابل(1) وغيرها من مدن العراق العربي المسلم رداً على هجوم الملك البابلي نبوخذ نصر....
وفي بابل ظلت فكرة الدولة اليهودية معششة في أذهان اليهود، وقد ورد في المزمور رقم (37) وعلى ذمة كاتبه، التالي:

على أنهار بابل هناك جلسنا

بكينا أيضاً عندما تذكرنا صهيون

على الصفصاف في وسطها علقنا أعوادنا

هناك سألنا الذين سبونا كلام ترنيمة

ومعذبونا سألونا فرحاً قائلين:

رنمو لنا من ترنيمات صهيون

كيف ترنم ترنيمة الرب في أرض غريبة

إن نسيتك يا أورشليم لتنسني يميني

ليلتصق لساني بحلقي إن لم أذكرك

إن لم افضل أورشليم على أعظم أفراحي

يا بنت بابل: طوبى لمن يمسك أطفالك ويضرب بهم الصخرة

(هامش) بابل: هي المدينة الكبيرة الشهيرة، كانت عاصمة الإمبراطورية البابلية القديمة التي اشتهر بها الملك حمورابي خلال سنين 1972 ـ 1750 ق.م، كان اشهر ملوكها نبوخذ نصر الأول سنة 626 ق.م، سقطت بيد الملك قورش الفارسي سنة 539 ق.م. قهر الاسكندر (دارا) ملك الفرس في أربيل سنة 331 ق.م وبعد وفاة الاسكندر اضمحلت بابل نهائياً. من أشهر آثارها برج بابل ذو الطبقات السبع وأسد بابل الذي وجد في قصر الملك نبوخذ نصر الثاني ، وكذلك الجنائن المعلقة.

آداب عبد الهادي
10/03/2009, 12:46 PM
نشر الدين اليهودي:
في فترة التشتت, وفي البلاد التي عاش فيها اليهود، استطاع هؤلاء أن يضموا إلى ديانتهم عدداً من الطوائف المختلفة. فبعد خراب الهيكل الثاني استقر اليهود في البلاد العربية، وأدخلوا بعضهم في دينهم، ومن هؤلاء الشعوب والقبائل التي استطاعوا تهويدها بعد تشريدهم على يد القائد الروماني هدريان عام (135)م الذي احرق الهيكل في القدس وحطم المعبد وهدم المدينة، فاتجهت أعداد كثيرة منهم إلى الحجاز وتجمعوا حول يثرب وما جاورها وأقاموا تجمعات كبيرة فيها وأهم هذه القبائل التي تهودت هي:
1- بنو قريظة
2- بنو النضير
3- بنو قينقاع
ثم وصل اليهود إلى الشمال الإفريقي والحبشة ونشروا ديانتهم هناك، كما توجه قسم من اليهود إلى اليمن في أيام ملك الحميريين، فوجدوا أتباع المسيحية قد سبقوهم إليها عن طريق نفوذ الأحباش الذين كان لهم تأثير فاعل فيها والذين كانوا قد أسسوا فيها أديرة وكنائس. اشتد النزاع بين الديانتين إلى أن كان عهد الملك الحميري (ذي نواس) الذي اعتنق اليهودية، وأصبحت في أيامه دين الدولة. وقد دفعه هوسه وتعصبه وتحريض اليهود لـه أن يوقع في مسيحيي نجران مذبحة مخيفة كبيرة، وكان قسم كبير من اليهود قد توجه إلى العراق وعاشوا مع من سبقهم إلى هناك في أيام السبي الآشوري والكلداني. كما توجه قسم منهم إلى أنطاكية وأسسوا جالية كبيرة هناك، وكعادتهم أنكروا المعروف للشعب الذي آواهم فثاروا على الملك (فوقا) ثم انقضوا على النصارى وقتلوا بطرك المدينة....
أما في فلسطين، وعندما انتصر الفرس على البيزنطيين واستولوا على بلاد الشام، تحرك اليهود وشرعوا في قتل المسيحيين والسامريين، وكانوا يشترون الأسرى المسيحيين من الفرس ويذبحونهم، وبذلك شهدت فلسطين مذابح أهلية كبيرة. وإلى مصر توجه عدد كبير من اليهود وعاشوا بين جماعاتهم في الاسكندرية من الذي كانوا قد سبقوهم إليها منذ أيام الإمبراطور (نيرون) وكان وجودهم شوكة خطرة في خاصرة الجالية اليونانية في المدينة التي شهدت فتناً طاغية وحروباً قاسية بين اليهود واليونانيين كان أقساها ما جرى في أيام الإمبراطور (تراجان) حيث استمر القتال بينهما عدة اشهر، انتهى بطرد اليهود إلى الصحراء بعد سحق معظم من كان منهم في الإسكندرية.

آداب عبد الهادي
10/03/2009, 12:47 PM
العودة إلى فلسطين:
(أصبح يهودياً أو تقتل)
بعد عودة اليهود إلى فلسطين من السبي، ظلوا كابتين حقداً على الشعوب الأخرى، فقد ظلوا يتحينون الفرص ويتربصون بالسلوقيين حكام سورية الجنوبية إلى أن سنحت لهم الفرصة فغدروا بهم ودمروهم ثم تخلصوا منهم. وهنا أسس اليهود الدولة التي أسموها الدولة (المكابية) والتي لم تستطع العيش مع جيرانها أيضاً، وسبب ذلك هو أنهم (شعب متفوق، إنهم شعب الله المختار؟!).
راح اليهود يعملون على قتال (السلوقيين) والفتك بهم وبشتى الوسائل والسبل، وكان هؤلاء الأشرار يخيرون (السلوقيين) بين اعتناق الدين اليهودي أو القتل؟! ونتيجة الخوف اعتنق الكثير منهم اليهودية. ومن هنا نرى كيف أن اليهود عملوا ويعملون وبمختلف الأساليب على تهويد الناس، وعلى هذا الأساس بقيت حركة التبشير اليهودية ناشطة وأخذت شعاراً لها هو (اصبح يهودياً أو تقتل) أصبحت هذه الحركة تعمل في كل مكان، واستمر الحال هكذا إلى أن ظهرت الديانة المسيحية والتي أصابت اليهود بما يشبه الشلل. وإذا أجرينا مقارنة ما بين معتنقي الدين اليهودي خارج فلسطين أي في أنحاء العالم لوجدنا أضعافاً مضاعفة منهم عمّا هم موجودين في فلسطين. لم تتوقف حركة التبشير حتى ظهور المسيحية والإسلام. والأمثلة على ذلك:
الحكم الساساني:
أثناء فترة الحكم الساساني في القرن الخامس الميلادي، قام حاخامات العراق والمعروفون باسم (الامورائيين) بنشاط ديني كبير، ونتيجة لذلك اصبح العراق مركزاً دينياً خطيراً، ومنه هاجرت جماعات يهودية إلى بلاد الفرس والهند ووصلت إلى الصين. .هذه الجماعات كان غرضها التبشير بدينهم اليهودي، كذلك كان أيضاً في مملكة (الخورزيين) في أوروبا، ومملكة (الخورزيين) هذه كانت معاصرة للدولة العباسية في بغداد.
ازدادت قوى التبشير والدعوة للدين اليهودي في هذه المملكة وكبرت حركتهم التبشيرية، مما أدى إلى اعتناق الأسرة الحاكمة اليهودية.

آداب عبد الهادي
10/03/2009, 12:54 PM
ثورة يهوذا المكابي على الملك أنطيوخوس وقمعها:
ويهوذا المكابي هو ابن الحبر الأكبر (ميتاثياس المكابي) زعيم الثورة التي سميت باسمه، وقد رفع (ميتاثياس) شعار: من كان غيوراً على التوراة فليتبعني. قام الجيش الروماني بقتالهم، هربت الفرق والعصابات اليهودية والباقي منهم سلم نفسه، بعد موت رئيس الثورة (ميتاثياس) وفشل الثورة ترأسها أولاده الخمسة بقيادة أحد أولاده الذي يدعى (يهوذا المكابي)الذي عرفت الحركة باسمه، وفي النهاية سحقت الحركة وقتل رئيس العصابة يهوذا المكابي عام (165) ق.م وتحديداً في الخامس والعشرين من شهر كانون أول (ديسمبر)، ويحتفل اليهود في هذا اليوم.
اليهود والاسكندر:
عندما زحف الاسكندر المقدوني بجيشه إلى سورية وفتحها، جاءه كاهن اليهود الأكبر (يدوع) بحيلة ذات مكر شديد. قال (يدوع) (للاسكندر) إنني أعرض عليك تنبؤات نبينا النبي (دانيال) التي تنبأ فيها، أجابه (الاسكندر المقدوني) اسمعني أيها الكاهن، بماذا تنبأ نبيكم. سجد الكاهن اليهودي الكبير تحت قدمي (الاسكندر) وقال: إن الدولة الفارسية ستدمر فتتلاشى على يد ملك يوناني؟ وأشار إليه.. صدق الاسكندر هذه الحيلة .. وفرح بهذه النبوءة الكاذبة.
ترك (الاسكندر) اليهود على وضعهم ورفع عنهم ما كان يود فعله بهم؟! تودد اليهود كثيراً (للاسكندر) فاكتسبوا ثقته، وبدوره منحهم عطفه وأحضر منهم الآلاف ليشاركوا في بناء الإسكندرية. ثم منحهم كافة الحقوق التي يتمتع بها قومه (المقدونيون).
الحكم الروماني:
في بداية القرن الأول الذي سبق ميلاد المسيح بدأ الرومان يوسعون سلطتهم وينشروها في آسيا الصغرى وما خلفها وخاصة أن القائد الروماني (بومبي) قضى على المملكة السلوقية في سورية، أثناء هذه التطورات، استغل (الكسندرياناي) هذه الأحداث وعمد إلى توسيع حدود مملكة (يهوذا) ومن ثم احتلال فلسطين بحدودها القديمة. إلا أن نزاعاً نشب بين ولدي (يهوذا) وهما (أرسطوبولس) و(هوركانوس) ومؤيدي الطرفيين، هنا وجد القائد (بومبي) أن الفرصة ملائمة للدخول إلى فلسطين واحتلالها. استولى (بومبي) على فلسطين عام (63)ق.م بعد أن قام بحصار أورشليم حيث كانت رحى الحرب الأهلية دائرة على أشدها بين سكانها اليهود. احتل بومبي فلسطين ودخل البلاد منتصراً فخوراً بنصره، وقام بهتك قدس أقداسها، بعد احتلالها عين (بومبي) ولد يهوذا (هوركانوس) كاهناً أكبر على البلاد.
أما في جنوب فلسطين فقد كان الوضع مختلفاً، كان هناك زعيم يهودي يدعى (هيرودوس) وهو آدومي يرأس قبائل الآدوميين. كان المذكور يتقرب إلى الرومانيين المحتلين ويساعدهم مساعدة كبيرة على حساب قومه وذاته، وفي الوقت نفسه كان يمالئ السلطة الدينية فيبدي خوفه وغيرته على العقيدة اليهودية وتعاليمها. وكانت قبيلة (هيرودوس) تدين باليهودية، استبسل المذكور وقبيلته في خدمة أسيادهم الرومان، ووصل بهم الأمر إلى ممالأتهم في عاداتهم وتقاليدهم وحتى في أسمائهم ونتيجة لهذه العمالة والتبعية، عينه الرومان ملكاً على (يهوذا) سنة (37)ق.م وضمت مملكته أيضاً كلاً من السامرة والجليل حيث ولد المسيح.
استطاع الملك المسمى من قبل المحتلين الرومان (هيرودوس) أن يقوم ويقضي على بقايا من تبقى من العهد (المكابي) اليهودي قام المذكور بعدها بإنشاء المدن والحصون ووسع حدود مملكته إلى منطقة بيسان حيث ظلت مستعمرة وضمن مملكة (يهوذا).
نقم اليهود على الملك (هيرودوس) لعدم وفائه وتملقه واستخفافه بهم مما أدى إلى قيام الثورة عليه من قبل طائفة من المتدينين اليهود، ثاروا عليه وهدموا النصب والمباني التي أقامها، إلا أن ردة فعل (هيرودوس) كانت قاسية وقوية، حاربهم وتقلب عليهم وأبادهم حرقاً وهم أحياء.
أما البقية من اليهود الذين استوطنوا في فلسطين فكانوا يرسلون الضرائب إلى (هيرودوس) وإلى الهيكل وأهله في أورشليم. ونستدل من هذا على أن اليهود كانوا يرون أن أرض، (الميعاد) هي مركزهم الروحي وأنهم مرتبطون بها بالصلات الدينية فقط أي أنهم منجذبون إلى فلسطين دينياً وليس قومياً أو سياسياً كما يدعي البعض منهم.

آداب عبد الهادي
10/03/2009, 12:58 PM
موت هيرودوس:مات (هيرودوس) ملك اليهود قبل سنوات قليلة من ميلاد المسيح، مات والغضب واللعنة مصوبتان عليه من بني قومه. بعد موته لم يأتِ إمبراطور (روما) بشيء جديد أو تبديل في مملكة (يهوذا) إلا أن البلاد انقسمت بعد موته إلى ثلاث مناطق، توزعها أولاده الثلاثة وفق ما يلي:
1ـ (ارخيلاؤس) كانت حصته من قسمة البلاد، ما عرف ببلاد اليهودية.
2ـ (هيرودوس(1) الثاني) نصيبه كان في منطقة الجليل
(هامش) هيرودوس الثاني: كان المذكور رئيس ربع (ملك (ولاه)(بلاطس) النبطي على الجليل وقد دشن حكمه عام (4) ق.م والذي استمر إلى (39) بعد الميلاد. كان هيرودوس يتقرب من (هيروديا) زوجة أخيه، وكان يحيى بن زكريا، والذي يسميه العهد الجديد يوحنا المعمدان ومعناها (الرب الرحيم)، يوبخه من أجل الشرور التي كان يقترفها، حيث أغراها بترك زوجها، أخيه، كي يتخذها زوجة ثم طرد زوجته الأولى وهي ابنة أحد ملوك العرب. ففاحت رائحة عدوان (هيرودوس) على عرض أخيه وكرامته، فهب يحيى يندد بهذا العدوان علانية في الأسواق، ويهاجم (هيرودوس) و(هيروديا) في كل مجال متهماً إياهما على رؤوس الأشهاد بتهمة الزنا. ألّبت (هيروديا) زوجها عليه، وكانت المذكورة عنيدة ولم تكن تقبل أن يقف إنسان في طريق إشباع شهوتها. قام (هيرودوس) وزج بيحيى بالسجن. ظل يحيى يطلق من بين جدران سجنه صيحات الاتهام (لهيرودوس) و(هيروديا) الباغيين الداعرين بصوتٍ عالٍ، سيأتي بعدي من هو أقوى مني ولست أهلاً لأن أحل رباط حذائه، وعندها يعم الفرح الأماكن المنعزلة، وتزدهر كالزنابق وتبصر عيون العُمْى ضوء النهار وتتفتح آذان الصم. إن المولود سيضع يده عل عرين التنين ويقود الأسود من ليتها... أحيا (هيرودوس) حفلة راقصة صاخبة دعت إليها زوجته (هيروديا) ابنتها (سالومي) من زوجها الأول وكانت جميلة. سمعت سالومي صوت يحيى ينطلق من سجنه، فسألت الحراس عن صاحب ذلك الصوت، فأخبروها بصاحبه، طلبت من الجنود أن تتحدث إلى يحيى. قاده الجنود وهو يصيح عالياً: أين الذي طفح كأسه بالمنكر، أين ذلك الذي سيموت يوماً وهو في ثوب من فضة على ملأ من الناس جميعاً، مروه أن يحضر هنا فيسمع صوت الذي صرخ في الخرائب وفي قصور الملوك.... أين التي وهبت نفسها للذين أوتوا أجساماً قوية، مروها أن تنهض من فراش آثامها، من فراش عهرها وتصغي إلى كلام ذلك الذي يمهد طريق التوبة فلعلها تتوب عن خطاياها وليست بتائبة أبداً ولكنها غارقة في دعارتها. فهمت (سالومي) أنه يتحدث عن أمها فاقتربت منه وهي تحدث نفسها قائلة ما أنحف جسده... إنه يشبه تمثالاً عاجياً رقيقاً, يشبه صورة من الفضة، إني أريد رؤيته عن قرب .. ينظر يحيى أمامه فيرى ابنة هيروديا أمامه وهي تتقدم نحوه، فيسأل صائحاً: من هي هذه المرأة التي تنظر إلي؟ أنا لن أقبل نظراتها إلي، ما الذي يدفعها على التطلع نحوي بعينيها الذهبيتين تحت جفنيها المموهين بالذهب، أنا لا أعرفها، ولا أرغب في التعرف إليها، أبعدوها ... تقترب منه (سالومي) وتناديه، أنا (سالومي) ابنة (هيروديا) وأميرة اليهود، وأشار إليها بيده صائحاً:
ارجعي عني يابنة بابل، لقد ملأت أمك الأرض بنبيذ آثامها وصعدت صيحات ذنوبها فبلغت أسماع الله، يا بنت سادوم لاتقتربي مني... ارجعي يابنة بابل، فعن طريق المرأة جاء الشر إلى الدنيا. أعجبت سالومي بيوحنا وكادت أن تهيم به، عندها رفع صوته صائحاً بها: عليك اللعنة يابنة الزانية، عليك اللعنة... أرسل (هيرودوس) في طلب (سالومي) فلما مثلت بين يديه وكان قد عشقها وتولع فيها ولعاً شديداً ملك عليه عقله وأفقده صوابه، طلب (هيرودوس) إلى ابنة زوجته أن ترقص له، رفضت، وسمعت بمن يهتف من بين جدران سجنه ويقول: آه من الخليعة العاهرة ابنة بابل، فليجتمع عليها جمع من الناس وليأخذ القوم حجارة فيرجمونها... فهمت (هيروديا) أن القديس يلمح إليها وإلى زوجها الجديد (هيرودوس) أغرت زوجها وطلبت منه أن يقتل يحيى... رفض هيرودوس طلبها، فأوغرت صدر ابنتها (سالومي) وقالت له بدلال وغنج إن رقصت لك فما الذي تعطيني لقاء رقصي، أجابها (هيرودوس) وقد طار لبه، ما تشائين، أعطيك أمنيتك ولو كانت نصف مملكتي، اتقسم على ذلك أيها العاشق أجابته (سالومي)، اقسم بحياتي بتاجي بآلهتي، ارقصي لي، ترد عليه سالومي سأرقص..... سارقص من اجلك ولكنني انتظر أن تأتيني الجواري بالعطور والبراقع السبعة وينزعن حذائي، بقدمين عاريتين سأرقص لك... عزفت الموسيقى ورقصت سالومي له عارية القدمين في غلالة رقيقة من الحرير، جن (هيرودوس) من الفرح وصار يصيح آه.. رائع، عظيم.. (سالومي) ترقص من أجلي, أجل رقصت من أجلي أترين يا زوجتي؟ لقد رقصت ابنتك من أجلي، اقتربي مني يا سالومي، حتى أهبك.... حتى أعطيك عطاء ملوكياً، سأعطيك ما تشتهيه نفسك، فماذا تريدين, قولي تكلمي .. اقتربت سالومي وهمست أريد أن يقدموا لي وفوراً رأس يحيى في طبق من الفضة... صاح (هيرودوس) قائلاً: لا... لا... يا (سالومي) لا تطلبي مني ذلك، تجيبه لكنك أقسمت، لن أفعل... اطلبي شياً آخر.. قلت لك أريد رأس النبي يحيى... ومسحت بإصبعها أنفه، طار عقله وصاح وفقد صوابه وأمر بقتل يحيى... وجيء برأس يحيى موضوعاً في طبق من الفضة، اختطفته ابنة العاهرة (هيروديا) وجعلت تخاطبه قائلة: إن عينيك اللتين كانتا مخيفتين، ولسانك الأحمر لايتحرك ولن يتحرك أبداً، إنه لايقول شيئاً هذا اللسان الذي كان ينفث السموم في وجهي.... عاملتني مثل عاهرة... أنا (سالومي) ابنة (هيروديا) وأميرة اليهود، ومازلت أحيا أما أنت فقد قطع رأسك ومت... وهذا رأسك أصبح ملكي.... كنت أميرة وأنت تحتقرني... لقد أحببتك ولكنك رذلتني، نظر هيرودوس إلى زوجته وقال لها إن ابنتك مملوءة بالشرور، أجابته قائلة أنا أوافق سالومي على ما فعلته. ظهر الخوف على وجه هيرودوس، فأمر جنوده بإطفاء المشاعل واللحاق به، كانت سالومي حينها تناجي رأس يحيى فحانت منه التفاتة فرأى ابنة هيروديا، زوجته تحدث الرأس، صاح هيرودوس بصوت عال لجنوده، اقتلوا هذه المرأة... ارتفعت سيوف الحراس وهوت على رأس سالومي أما دروعهم فقد سحقت رأسها وجسدها وأرجلها التي رقصت فوق جسد النبي يحيى.

آداب عبد الهادي
10/03/2009, 01:07 PM
الفصل الثاني

تدمير أورشليم
هدريانوس والقضاء النهائي على اليهود
أسباب طرد اليهود
صلب المسيح
استيلاء الفرس على القدس

تدمير أورشليم من قبل طيطس:
في عام (71) م عهد الإمبراطور (سباسيان) إلى ابنه (طيطس) باحتلال أورشليم، توجه المذكور إلى المدينة ولما وصلها وجه إنذاراً إلى اليهود يدعوهم فيه إلى الاستسلام، فرفضوا، عندئذٍ ضربهم واحتل المدينة ودمرها وأشعل النار فيها. وقد ساعده في ذلك (مالكو) الثاني بن الحارث الرابع (40-71)م ملك الأنباط فأرسل لـه ألف فارس وخمسة آلاف من المشاة. تم تدمير أورشليم كما أسلفنا بعنف كذلك أحرق المعبد وكان التدمير شاملاً.. زالت اليهودية كدولة سياسية من الوجود وأصبح اليهود منذ ذلك الوقت شعباً بلا وطن، وتفرق اليهود في شتى أنحاء العالم.
هدريانوس والقضاء النهائي على اليهود:
"الاجتياح الثاني"
في عام (117) م تربع الإمبراطور (هدريانوس) على كرسي الإمبراطورية الرومانية، حاول المذكور إعادة السلام إلى الإمبراطورية بعد أن كان (تراجان) ( 98-117) قد فرقها بحروبه المتواصلة، وفي أواخر حكم الإمبراطور (هدريانوس)، عاد اليهود – وثاروا- وكانت حركتهم هي آخر محاولة لهم في التاريخ القديم لاستعادة حريتهم بزعامة المدعو (شمعون باركوشيبا) الذي ادعى أنه المسيح المخلص. قامت الجيوش الرومانية وحاصرتهم في أورشليم، ثم أخرج جميع اليهود من القدس بعد أن رش أرضها بالملح وأعمل فيها محارثه وأزال المعالم اليهودية وكل ما يمت إلى اليهود بصلة. كذلك تم بيعهم في أسواق الرقيق، ومن كثرتهم انخفض ثمن الواحد منهم حتى ساوى سعره سعر الحمار. هذا ما جاء في قصة الحضارة، كذلك حرم عليهم الكثير من فعاليات الحياة الاجتماعية، كما حرم عليهم أيضاً دخول أورشليم إلا في يوم واحد محدد في العام يسمح لهم فيه بالمجيء ليبكوا أمام خرائب الهيكل. وأقام في مكان أورشليم مدينة على أنقاضها سماها (إيليا كاتيو لينا) وشيد فيها ضريحين لجوبتيير وتيتوس وساحات للرياضة ومنع تعليم الشريعة، وأنذر كل من يخالف ذلك بالإعدام ثم عاد وطردهم وأخرجهم ليس من أورشليم فحسب، وإنما من فلسطين كلها. وتبعثروا في ولايات الدولة الرومانية وإلى ماوراء حدود تلك الدول، وضربت عليهم الذلة والمسكنة ولم يجدوا لهم صديقاً واحداً، فاختبؤوا في ظلمات الخوف والفزع، وعادت البلاد إلى أهلها بعدما طرد منها من يدعون أنفسهم أنهم الشعب المختار..

آداب عبد الهادي
10/03/2009, 01:12 PM
أسباب طردهم:
وكان سبب طردهم وتهجيرهم هو أفعالم ودسائسهم وفتنهم ومؤامراتهم وحبهم الأذى والشرور, هذا هو السبب الأول والأخير لطردهم وتهجيرهم وتشريدهم..وهذا ما كان يحصل في كل مكان يحلون به؟!..
وبعد السبي البابلي، انقسم اليهود إلى قسمين، الأول بقي في بابل والثاني عاد إلى أورشليم، وكان هذان القسمان يتصلان ببعضهما، ويتناقشان في شؤونهم الدينية والسياسية ويعدون لمؤامرات ودسائس جديدة. ويقول المثل الشعبي (الطبع غلب التطبع) ونتيجة للتشريد والتهجير القسري، ولد في نفوسهم وزيادة عما هو فيهاحب التجارة، فصاروا يتنقلون من مكان إلى آخر وفي شتى أصقاع العالم وذلك جرياً وراء الكسب ومن أي نوع كان. وفي القرون الوسطى وفي أوروبا بالذات والتي امتدت من عام 500 إلى 1300 م كان اليهود يسيطرون على التجارة ثم حدث ذلك(1) في أعوام 335-339-334م وما تلاها من سنوات، وكما ذكرنا سابقاً فإن التجارة كانت في أغلبها في اليهود وخاصة تجارة الرقيق الأبيض، وإن لفظتي يهودي وتاجر كانتا تستعملان كلفظتين مترادفتين.
استيلاء الفرس على القدس:
في عام (614)م استولى الفرس على مدينة القدس وأخذوها من سكانها المسيحيين(1)، بعد أن قتلوا عدداً كبيراً منهم، وتم هذا القتل هذا بتحريض اليهود للفرس.
التلمود:
تضمن التلمود(2) عبارات وجملاً كثيرة من الوقاحة والسفاهة بحق العرب، وعلى سبيل المثال هذه الرواية: في يوم من الأيام خرج الحاخام (زكاي) من مدينة القدس راكباً حماره وسار خلفه بعضٌ من مريديه، وأثناء مشي المذكور لفتت نظره امرأة يهودية تلتقط حبات الشعير من روث دواب العرب، فقال الحاخام (زكاي) الآتي: عندما تقوم إسرائيل بعمل لا يرضَي يهوه فإنه يسلمها إلى أمة منحطة،لا إلى أمة منحطة فحسب، وإنما أيضاً على دواب تلك الأمة؟ وكما جاء أيضاً في التلمود وهو يرد على لسان أحد الحاخامات الذي يدعى (ليفي) الآتي: الفرس يشبهون جيش داود… أما العرب فيشبهون شيطان المرحاض. أما الرواية الثالثة فإني أوردها حرفياً وعلى لسان الحاخام (راب) التي جاء بها من التلمود، تقول الرواية الآتي: إن الإله يهوه ندم على أربعة أمور خلقها وهي:
الأول: السبي البابلي.
الثاني: الكلدانيون.
الثالث: العرب، ذرية إسماعيل.
الرابع: نزعة الشر.

(هامش)(1) وردت هذه المعلومات في كتب دائرة المعارف البريطانية.
(1) في عام 1040 وعام 1328م وجدت مخطوطات مسيحية كتبت باللغة العربية، هذه المخطوطات تقول إن عدد المسيحيين الذي تسبب اليهود في قتلهم يبلغ (65000) ألف مسيحي منهم (24000) ألفاً ألقي بهم في بركة للماء وهم أحياء وتسمى هذه البركة (ماميلا).
(2))التلمود: كلمة معناه التعاليم أو الشرح أو التفسير، وهي مجموعة الشرائع اليهودية التي نقلها الأحبار اليهود شرحاً وتفسيراً للتوراة، وأصل الكلمة (تلمود) من العبرية، (لاماد) أي يعلم.
يقسم التلمود إلى قسمين:
الأول: ويسمى المشنة، أي النص، أو المتن، وهو مجموعة من تقاليد اليهود المختلفة في شتى نواحي الحياة اليهودية مع بعض الآيات من كتاب التوراة.
الثاني:الجمارا أي التفسير والشرح. وهو مجموع المناظرات والتعاليم والتفاسير. ويزعم اليهود أن هذه التقاليد ألقاها النبي موسى شفاهية على شعبه، وقد أعطيت له حين كان في الجبل، ومن بعده تداولها هارون واليعازر ويوشع، ومن بعدهم انتقلت إلى الأنبياء ومن الأنبياء إلى المجمع العلمي الأعلى (السنهدرين). ويعتبر معظم اليهود كتاب التلمود كتاباً منزلاً ويضعونه في منزلة التوراة. وتوجد للتلمود نسخ متباينة (بابلي) (أورشليمي) (فلسطيني) ويتراوح عدد صفحاته أكثر من (5000) آلاف صفحة. يحاول اليهود عدم إظهار التلمود ويعتمون عليه، والسبب هو ما جاء فيه من كيد وحقد على غير اليهود.

آداب عبد الهادي
10/03/2009, 01:15 PM
من تعاليم التلمود:
وقد ورد في التلمود ما يلي:
1- إن أرواح اليهود تتميز عن باقي الأرواح، بأنها جزء من الله، كما أن الابن جزء من والده، أما أرواح غير اليهود فهي شيطانية.
2- إن نطفة غير اليهودي هي كنطفة سائر الحيوانات.
3- إن الإسرائيلي معتبر عند الله أكثر من الملائكة.
4- لو لم يخلق اليهود لانعدمت البركة من الأرض ولما خلقت الأمطار والشمس.
5- الفرق بين درجة الإنسان والحيوان كالفرق بين اليهودي وباقي الشعوب والأجانب كالكلاب.
6- الأعياد المقدسة لم تخلق للأجانب ولا للكلاب، والكلب أفضل من الأجنبي، لأنه مصرح لليهودي في الأعياد أن يطعم الكلب، وليس له أن يطعم الأجنبي، أو أن يعطيه لحماً بل يعطيه للكلب لأنه أفضل منه! !.
7- الخارجون عن دين اليهود خنازير بخسة.
8- يجب إبقاء الأطفال اليهود بعيدين عن أطفال الكفار حتى لايتعودوا على اللواط.
9- محظور على اليهودية أن تنفرد مع أميين(1)بسبب ميلهم إلى ممارسة الزنا.
10- مسموح لامرأة أن تنفرد برجلين حتى ولو كان كلاهما عبدين، حتى لو كان أحدهما سامرياً والآخر عبداً لكنه محظور عليها أن تنفرد بأمي.
هذا نموذج من تعاليم كتبهم المزورة. والجديد ذكره هنا أن الذين قاموا بكتابة التلمود وشرحه هم الفريسيون(2)كما تقول تعاليم اليهود التي وصفها الفريسيون الآتي:
1- المسيح ارتد عن دين اليهود وعبدة الأوثان وكل مسيحي لم يتهود فهو وثني عدو لله، ولليهود.
2- يسوع الناصري موجود في لجات الجحيم ببعض الزفت والقطران والنار، وأمه (مريم) أتت به من العسكري الرماني (باندرا) والكنائس المسيحية بمقام القاذورات والواعظون فيها كلاب نابحة… وقد كتب أحد الصالحين من المسيحيين ويدعى (الس) كتباً دفاعاً عن المسيحية والمسيحيين وأورد هنا بعضاً مما كتبه هذا الصالح:
(إن نظرة التلمود إلى المسيح هي حقاً مؤلمة، فهناك شتائم سفيهة في التلمود بحق المسيح، فقد زعم التلمود أن ولادة المسيح غير شرعية، وكال الإهانات لوالدته العذراء ووصفه بأنه ساحر وخارج عن الإيمان ومحروم وخاطئ ويسير بالجماهير إلى الخطيئة ومختلس لاسم (يهوه) المبارك من قدس أقداس الهيكل، لينعم بالحياة الهانئة ويعاقب في جهنم إلى الأبد وسط الأقذار الفائرة)!!.
هذا بعض ما جاء في كتاب المسيحي الصالح. ونحن نضيف بعضاً مما جاء في التلمود هناك صلاة لليهود تردد ثلاث مرات كل يوم وهذا نصها:
(ليهلك النصارى وعبدة الأصنام في لحظة، ليحذف اسمهم من كتاب الحياة وليحبسهم الرب في عداد غير الصالحين)!!.

(هامش) الأميون: تأتي بمعنى الكفار أو الوثنيين الذين لا كتاب لهم.
(2) الفريسيون: فرقه يهودية ظهرت في عهد (المكابيين) كانت تنتمي إليها جمهرة العلماء ومعظم الكتبة وسواد الشعب، وكانت لها أكثر مقاعد (السنهدرين). ومما قاله هؤلاء في تلمودهم أن خلافاً نشأ بين الله وبين بعض الأحبار، أثناء الاجتماع اليومي الذي يعقد بين الله وكبار الأحبار لدراسة التوراة حول إحدى المسائل العويصة، وطال الجدل، وأخيراً تقرر إحالة الخلاف إلى (السنهدرين) وكبير الحاخامات، فحكم هؤلاء بخطأ الله مما اضطر الربّ إلى الاعتراف بخطئه علانية أمام السنهدرين؟!!.

آداب عبد الهادي
10/03/2009, 01:18 PM
قتل نيرون وتسلم ابن القائد المنتصر القيادة:
قتل الإمبراطور (نيرون) فجأة ونودي بالقائد الذي أهلك اليهود (سبازيانوس) إمبراطوراً على روما، فغادر المذكور فلسطين بعد أن سلم القيادة إلى ابنه تيتيوس ومهمة إخماد ثورة اليهود نهائياً واحتلال أورشليم، راح القائد الجديد تيتيوس يشدد الحصار على القدس… اشتد الحصار..
انقسم اليهود إلى ثلاث فئات، لكل فئة رأيها الخاص حول الحصار وتحمله أو الاستسلام. قامت حرب داخلية بين هذه الفئات، فعمدوا إلى قتل بعضهم البعض في الليل…. وفي النهار كانوا يقاتلون الرومان…
اخترق الجنود الرومان أسوار القدس ودخلوا المدينة واعملوا سيوفهم في أعناق اليهود… قتل الكثير منهم ويقدر العلماء والمؤرخون أن أكثر من نصف سكان أورشليم قتلوا..
أحرق القائد المنتصر (تيتيوس) أجزاءً كبيرة من المدينة وامتد الحرق والدمار إلى هيكل اليهود المقدس. هرب من بقي على قيد الحياة ولجأ البعض إلى السكينة والمسكنة كعادتهم مرغمين صاغرين, وهذا ليس ببعيد عنهم، وعن طباعهم ومكرهم. ثم غادر قسم كبير منهم إلى أنحاء عديدة من فلسطين واتجه القسم الأكبر إلى عدة بلاد من هذا العالم.. وقد تم ذلك بعد السبي البابلي بحوالي (490)عاماً..

آداب عبد الهادي
10/03/2009, 01:20 PM
الفصل الثالث

انقراض شعب الله المختار
قتل جوليان
سكان فلسطين
انقراض شعب الله المختار؟:
ظهر من اليهود المقيمين في أورشليم شخص يدعى (باركوكبا) وهذا لقَّب نفسه بالمسيح والناس لقَّبوه بالمسيح الدجال.
كان هذا في سنة 132-134م ظهر الدجال هذا وبجانبه حاخام أكبر يدعى (اكيبا) عمل هذان الكاذبان على استغلال الشعور الديني اليهودي للقيام بتحرك شعبي يؤدي بالنتيجة إلى ثورة دينية عارمة ضد الإمبراطورية الرومانية وحاكمها (هادريانوس).
أمر الإمبراطور (هادريانوس) قائده حاكم سورية بضرب هذه (الثورة) ووضع نهاية لبذور الفتنة واستئصال الإرهاب والمكر والشر اليهودي. نزل الجيش الروماني إلى أورشليم ثم اقتحمها منزلاً بها دماراً هائلاً، أدى هذا الدمار إلى إزالة معالمها كلية، وبعد ذلك أحرق الهيكل المقدس ثم عمد القائد الروماني إلى إخراج جميع اليهود منها. وبعد الدمار والحرق والإبعاد اتبع هذا القائد أسلوباً جديداً في التعامل مع أعدائه وأعداء إمبراطوريته، فقد قام بحرث الأرض ورشها بالملح، وبهذا العمل يكون حرق الأرض حتى لا ينبت فيها أي نوع من أنواع وسائل الحياة للبشر والحيوان، وبذلك لا يبقى ولا يأوي إليها أي يهودي كان. بعد هذه الأحداث الجسام هرب اليهود وتشتتوا في كافة أنحاء العالم..وانتهت سلطتهم من الوجود وانقرضت تماماً، وبهذا يكون وجودهم وعلاقتهم بفلسطين قد ذابت وانقطعت نهائياً، ويعترف مؤرخو اليهود أنفسهم بذلك فحرق الرومان لهيكلهم وحرث أرض أورشليم ورشها بالملح وقلب عاليها سافلها وإخراجهم منها ومنعهم من العودة إليها وإرسال الكثيرين منهم أسرى أذلاء إلى روما، كل ذلك وكل ما فعله الرومان بهم ما هو إلا درءٌ واستئصال لمكرهم وشرورهم ودسائسهم، وفتنهم الكامنة في أعماق أعماق نفوسهم.
بعد هذه الضربة الكارثة هاجر وهام اليهود على وجوههم، هرب من هرب وهاجر من هاجر من بقايا (شعب الله المختار؟!) هاجروا إلى آسيا الصغرى وأفريقيا وأوروبا وبابل والجزيرة العربية، والحبشة والهند والصين حاملين معهم توراتهم المزيفة.
هنا انتقلت المؤسسة اليهودية المكلفة بمراقبة الأحوال الدينية والاجتماعية إلى (صفورية(1)) بعد أن قام كهنة وحاخامات اليهود وعلى رأسهم الحاخام الأكبر (يهوذا هاناسي) بوضع ما سموه بـ الفقه اليهودي.
وفي عام (230)م انتقلت هذه المؤسسة إلى مدينة طبريا(1) وفيها انقسمت هذه المؤسسة إلى قسمين بعد أن دب الخلاف بينهما ولأسباب شخصية بحتة.
القسم الأول: من هذه المؤسسة بقي في فلسطين وكان يمثل اليهود سياسياً.
والقسم الثاني: وهو الأكبر والأكثر عدداً، انتقل هؤلاء إلى مدينة بابل… نترك هؤلاء في انقسامهم ونعود إلى أورشليم القدس التي أصبحت مستعمرة رومانية، أطلق عليها اسم روماني وهو (إيليا كابيتولينا) أما ما تبقى من أراضٍ يدعي اليهود أنها لهم فقد ألحقوها وأطلقوا عليها اسم فلسطين. وفي فلسطين كلها لم يبق سوى بضع مئات من اليهود يعيشون متوزعين في جميع أنحائها، دون أن تكون لهم أية ركيزة أو دور سياسي أو اجتماعي خاص بهم، لاوزن ولاكيان ولاكلمة لهم، كما لم يسمح لهم بالدخول إلى أطلال القدس، لاعملاً ولازيارة إلا مرة واحدة في السنة، وحرم الرومان على اليهود تعلم اللغة اليونانية بسبب خوفهم من اتخاذها أداة للتجسس عليهم؟؟ لأنهم، أي الرومان، يعرفون اليهود ويعرفون أساليبهم القذرة.
بعد سنين طويلة اطمأنّ الرومان إلى اليهود بأنهم لايستطيعون أن يفعلوا شيئاً بعد الآن وهنا سمح لهم بإقامة عدة مجمعات موزعة على كافة أنحاء فلسطين على أن يبقوا فيها ضمن إطارهم الديني فقط وبعد فترة سمح لهم بإنشاء مجلس تشريعي ينظر في شؤونهم فقط ويكون مقر هذا المجلس مدينة طبريا ويرأسه عدد قليل من سلالة الملك داود، ثم اعترف الرومان لهؤلاء بزعامة الطائفة اليهودية الموجودة في فلسطين، أو في جميع أنحاء الإمبراطورية الرومانية. وعادت الحياة الاجتماعية تدريجياً لليهود في فلسطين كلها فازدهرت المدن والقرى الخاصة بهم. وفي أواخر العهد الروماني عملوا في الزراعة والحرف اليدوية ثم راحوا يتنقلون بحرية على شواطئ البحرين الأبيض والأحمر. واستمر الحال على هذا المنوال إلى أن جاء الإمبراطور (تيودورالثاني) من بداية القرن الخامس الميلادي فاستكثر هذه السلطة الممنوحة لهم، فعمل على انتزاعها منهم. ويعود سبب ذلك إلى أن اليهود لم يكتفوا ولم يكفوا عن دس الدسائس والكيد والأذى والمكر للناس. فقد كان اليهود يتحينون الفرص خلال الحروب التي تقع بين الرومان والفرس فيكيدون ويتآمرون لصالح الرومان مرة ومرة أخرى لصالح الفرس، تصرفهم هذا يعود إلى طبعهم الانتهازي الماكر الغادر، طبعهم هذا هو الذي كان يحركهم، كان اليهود, ومازالوا, جهابذة في حبك المؤامرات والفتن وزرع الشقاق في المجتمعات والشعوب غير اليهودية. ودارت حرب طاحنة بين الفرس والرومان، الحرب هذه مكنتهم من القيام بدورهم الريادي في دس الدسائس، مما أدى بالإمبراطور (جوليان) أن يعطيهم وعداً بإعادة بناء معابدهم وهياكلهم المقدسة، ثم منحهم الاستقلال؟؟ كان هذا في عام (361)م. في الوقت نفسه اشتغل اليهود مع الجانب الآخر، أي الفرس، إلى درجة أن أحد ملوك الفرس وعدهم بمنحهم الحرية إذا عملوا معه وساعدوه ضد الرومان.

آداب عبد الهادي
10/03/2009, 01:22 PM
قتل جوليان:
قتل الإمبراطور الروماني (جوليان)، قتله الفرس أثناء حروبه معهم، وكان لليهود دور بارز في ذلك فطالبوا ملك الفرس بتنفيذ وعده لهم بعد انتصاره على الرومان وقتل الإمبراطور (جوليان) الذي ساعدهم ورد اعتبارهم، إلا أن الملك الفارسي علم وأدرك دورهم التآمري عليه وعلى أعدائه الرومان، فنكل بهم شر تنكيل واضطهدهم ورماهم في السجون واعتبرهم خونة خارجين عن طاعته ومتمردين على القانون..
مرة أخرى نشبت الحرب بين البيزنطيين والفرس، انتصر البيزنطيون على أعدائهم الفرس، ولم ينسَ البيزنطيون مواقف اليهود ضدهم وتآمرهم وانحيازهم للفرس، لم ينسوا أيضاً أن اليهود وقفوا مع المنتصرين الفرس سابقاً، لم ينسوا موقفاً واحداً معادياً لهم من قبل اليهود. فنكلوا بهم وأذلوهم وصادروا ممتلكاتهم وقتلوا الكثير ثم أجبروا الكثيرين منهم على اعتناق المسيحية..
انتشار اليهود:
أظهرت الحفريات والآثار أن اليهودكانوا منتشرين منذ القرن الأول لميلاد المسيح. في كل مكان من جهات البحر الأبيض المتوسط ومنذ ذلك الزمن البعيد، لم تبقَ لليهود أية صلة بفلسطين ولم يفكروا بالعودة إليها، بل على العكس، تفرقوا في كل مكان لايطلبون ولا ينشدون شيئاً غير التواجد والاستيطان في المدن وخاصة التجارية منها وذلك طلباً للربح الوفير، وهذا ما اجتمعت عليه كلمة اليهود.

آداب عبد الهادي
10/03/2009, 01:23 PM
سكان فلسطين:
بعد أن تشتت اليهود وانتشروا في أنحاء العالم نتيجة لأفعالهم الدينية، لم يبق في فلسطين سوى الأنباط وهم عرب أقحاح، وقد ساعدوا الفلسطينيين في حربهم ضد المكابيين، فهؤلاء حاولوا مراراً توسيع رقعة حكمهم على حساب الفلسطينيين سكان البلاد والمحيطين بهم. فهاجم المكابيون (غزة) سنة 96ق.م فصدهم الفلسطينيون بقوة وساعدهم الأنباط على ذلك، وكان المكابيون قد فاجأهم تعاظم قوة الأنباط العرب ونمو مقدراتهم، فاعترفوا بتفوقهم العسكري ثم هادنوهم وظلوا هكذا حتى تكشف للأنباط أن لليهود المكابيين مطامع توسعية كبيرة، فهم يريدون أرض الأنباط نفسها وتقربهم منهم لم يكن إلا خدعة قاموا بها ريثما تحين الفرصة للانقضاض عليهم، ولهذا هب الحارث الثاني ملك الأنباط الملقب (ايروتيموس) عام 110-96 ق.م لمساعدة أهل (غزة) وقاتل اليهود المكابيين في معارك ضارية استمرت إلى زمن خلفه عبادة الأول 90-87ق.م ودخل معهم في معركة كبيرة على الضفة الشرقية لنهر الأردن تمكن خلالها من الانتصار عليهم وتمزيق صفوفهم وقد استولى على منطقة حوران، وكاد (اسكندر) ملك المكابيين يلقى حتفه في تلك المعركة لكنه نجا ولم يتمكن المكابيون بعد ذلك من فرض سلطتهم على الضفة الشرقية لنهر الأردن. بعد تلك المعركة تعاظمت قوة الأنباط العرب واشتدت شوكتهم، وبلغت أوجها في عهد الملك الحارث الثالث (87-62ق.م) الذي انتصر على السلوقيين في الجليل بأرض فلسطين وقتل ملكهم [انطبوخس] الثاني في أرض المعركة ثم غزا المكابيون اليهود لتأديبهم فسارع الملك (اسكندر) إلى لقائه ولكنه هزم شر هزيمة واضطر إلى طلب الصلح حسب الشروط التي أملاها الحارث عليه, وكان من جملتها تخليه عن كل ما كان تحت يده من أرض وممتلكات في الضفة الشرقية لنهر الأردن.
إذا وقفنا مع بعضنا قليلاً واسترجعنا مارويناه لوجدنا أن زعماء أمريكا وبريطانيا ومن هم على شاكلتهم نجدهم جميعاً أحفاد اليهود تمسحوا ظاهرياً وبقي داخلهم يهودياً يغلي حقداً وكراهية للشعوب والأمم الأخرى وخاصة للعرب.

آداب عبد الهادي
10/03/2009, 01:25 PM
الفصل الرابع

ظهور الإسلام
الفتح الإسلامي لفلسطين
الحكم العربي الإسلامي لفلسطين واليهود
محاولات اليهود التوسط لدى السلطان صلاح الدين الأيوبي
الخلافة العربية

ظهور الإسلام:
بدأ النبي والرسول العربي الكريم (محمد بن عبد الله) صلى الله عليه وسلم دعوته إلى الإسلام وعبادة الله الواحد الأحد، بدأها بتحطيم الأصنام..
راح اليهود في بلاد الحجاز يتوددون ويتقربون منه بغرض استغلالهم للدعوة الإسلامية بعد أن وجدوا فيها ما هو أقرب إليها من دين قريش وهو عبادة الأصنام…إلا أن مساعيهم الخبيثة لاستغلال الدين الإسلامي فشلت، فشلاً ذريعاً، عندها تنكروا للرسول العربي ودعوته، وخاصة بعد أن نقضوا التحالف والعهود التي أبرموها مع الرسول العربي (ص) بعدها تحالفوا مع قريش وبدؤوا يكيدون للرسول ويتجسسون عليه، غضب المسلمون منهم لأفعالهم الشريرة فأخرجوهم من المدينة واضطهدوهم وخاصة بعد غزوة الخندق، بعد أن تحالفوا وعملوا مع المشركين.
الفتح العربي الإسلامي لفلسطين:
فلسطين ترزح تحت الحكم الروماني، واليهود يعششون هنا وهناك كما أنهم يعانون من الاضطهاد والإمبراطور (هرقل) يأخذ منهم أملاكهم ويذلهم.. بعد هذا أمر الإمبراطور الروماني بإخراجهم من أورشليم. حقد اليهود عليه وامتلأت قلوبهم كرهاً وبغضاً، ورغم رزوح فلسطين تحت الاحتلال واستمرار التآمر اليهودي إلا أن القوافل العربية التجارية كانت تصل إليها من الجنوب الشرقي ومن الشرق.. وبحكم موقعها وجوارها لمهد الإسلام كانت من البلاد الأولى التي تطلع المسلمون إليها في فتوحاتهم. وتؤكد كتب التاريخ الإسلامي أن الرسول العربي محمد (ص) قد أعد قبل وفاته عام (11) هـ الموافق لـ (632م) جيشاً بقيادة أسامة بن زيد وأمره بالتقدم نحو فلسطين العربية لتخليصها من قبضة الاحتلال الروماني، سار الخليفة أبو بكر على نهج الرسول فاختار (عمرو بن العاص) لقيادة الجيش الفاتح لتحريرها، وقد تحقق ذلك بفضل الترحيب الذي وجده الإسلام من السكان، وفي القرن السابع الميلادي خرجت فلسطين كسائر بلاد الشام من قبضة الرومان، ودخلت في نطاق الدولة العربية الإسلامية.

آداب عبد الهادي
10/03/2009, 01:27 PM
فتح القدس:
وعندما زحفت القوات العربية الإسلامية على أورشليم القدس وحاصرتها وطال حصارها وزاد الضيق على سكانها عند ذلك طلبوا من (أبي عبيدة الجراح) أن يفك الحصار عنهم، ويصالحهم واشترط البطريرك (سفروينوس) لذلك أن يكون الخليفة (عمر بن الخطاب) هو آمر وراعي الصلح. جاء الخليفة (عمر) إلى القدس وأقام العهد(1) مع البطريرك، وجاء في العهد الذي أعطاه الخليفة (عمر) إلى المقدسيين ما يلي:
إن (عمر بن الخطاب) أعطى أهل (إيلياء(2)) لأنفسهم وأموالهم ولكنائسهم وصلبانهم وسقيمها وبريئها وسائر ملتها، أن لاتسكن كنائسهم ولا تهدم ولا ينتقص منها ولا من حبرها ولا من صليبهم ولا شيء من أموالهم، ولا يكرهون عل دينهم ولا يضار أحد منهم….
فتح العرب فلسطين وملكوها عام (636م). مارس العرب المسلمون فيها سيادة مطلقة، ورغم هذه السيادة، مارس اليهود والمسيحيون شعائرهم الدينية بحرية كاملة، وعاشوا فيها مرتاحين هانئين مطمئنين على أنفسهم وأموالهم وممتلكاتهم..
ومن ثم سمح العرب المسلمون لليهود الإقامة في القدس بعد أن كانوا ممنوعين من ذلك. وكان آخر من طردهم منها الإمبراطور الروماني (هرقل) وسمح العرب أيضاً لهم ببناء معبدٍ خاص بهم إلى جانب حائط المبكى.وكان اليهود قد استقبلوا العرب المسلمين الفاتحين بكل حماسة وترحيب لأنهم وجدوا فيهم المنقذين الأمناء لهم من ظلم واضطهاد وتعذيب الرومان وغير الرومان لهم. والجدير بالذكر هنا أن الخليفة (عمر بن الخطاب) عندما دخل القدس طلب من البطريرك (سفروينوس) أن يدله على مكان يبني فيه مسجداً للمسلمين فدله على الصخرة وكان الهيكل قد بني عليها، ثم انتهى وعلى هذه الصخرة بنى (عمر) المسجد.
المؤرخ غوستاف لوبون:
عند دخول الفاتحين العرب لبلاد الشام، وطبعاً فلسطين من ضمنها، كانت هذه البلاد تئن تحت الاحتلال الروماني. وبهذا الصدد يقول المؤرخ (غوستاف لوبون) ما يلي:
"أبان العرب المسلمون تسامحاً مع كل المدن، ولذلك رضي السكان بسلطتهم مختارين، وانتهت بهم الحال إلى أن قبل كثير منهم دين الفاتحين فاعتنقوه وتعلموا لغتهم".

د. محمد اسحق الريفي
11/03/2009, 11:10 AM
جزاك الله خيرا أختنا الصحفية الرائعة الأستاذة الفاضلة آداب عبد الهادي على نقل هذا الكتاب إلى صفحات واتا، وإن شاء الله سأعود لاحقا لقراءة هذا الكتاب المميز، شاكرا لك وللمؤلف الكريم جهودكما الرائعة.

تحياتي وتقديري

أ.هنداوي دوير
12/03/2009, 12:07 AM
الاخت الفاضلة أداب عبدالهادي
لا اقول سوى انني اشكرك على هذا البحث الجميل الرائع وعلى هذا الجهد الكبير

آداب عبد الهادي
14/03/2009, 07:22 PM
الحكم العربي الإسلامي لفلسطين واليهود:
تمتع اليهود بكامل حريتهم الدينية والاجتماعية أثناء فتح العرب المسلمين لفلسطين، وتحسنت أحوالهم إلى الأفضل عكس ما عاشوه أيام من كان يحكم فلسطين، حيث كانوا يضطهدون ويقتلون. فقد أعطاهم الحكم العربي الحرية كاملة. فمارسوا طقوسهم الدينية بأحسن مظاهرها، ولم يقتصر هذا على فلسطين ومن فيها من يهود فقط بل امتد إلى كل البلدان التي فتحها العرب.
الاعتراف لناكري الجميل:
يعترف المؤرخون اليهود، بذاتهم، بأن وضعهم الديني تحت ظلال الحكم العربي الإسلامي أفضل وأحسن بكثير من أي وقت من أوقات الوجود الروماني. فقد تمتع اليهود، على مراحل العصور الإسلامية، بازدهار اجتماعي واقتصادي راقٍ. فقد أنقذ الفاتحون العرب المسلمون آلافاً من اليهود كانوا متشردين في أقاليم الدولة الرومانية، وكانوا يقاسون فيها ألواناً من العذاب، هذا كلامهم وهو مدوَّن. والذي لاشك فيه أن العرب لم يضطهدوا اليهود إلا في الحالات التي يقوم بها هؤلاء بإلحاق الأذى بالعرب المسلمين أو دفعاً لمكرهم ودسائسهم التي يقومون بها تمشياً وانسجاماً مع طبيعتهم الشريرة وما فطروا وما فطموا عليه من حقد دفين.. رغم كل ما أعطاهم الإسلام من عطف وقيم سامية رحيمة وروح نبيلة وإنسانية عالية.
ولم يحصل أن اضطهد المسلمون اليهود دون أن يكون اليهود البادئين بالأذى والشر، إن الجزاء الذي نزل يهم، من قبل الرسول العربي محمد (ص) حصل عندما نقضوا العهد وخانوا الأمانة. فقد اتفق هؤلاء اليهود مع أعداء المسلمين من قريش للإيقاع بالرسول والمسلمين وإلحاق الأذى والضرر بهم، وكان رد المسلمين عليهم ضرورياً يفرضه الدفاع عن النفس وتفرضه وتقره الدعوة الإسلامية ضد كل كافر ومشرك، ولنأخذ المثل التالي على تصرفهم:
رداً على تصرفات اليهود المؤذية قام المسلمون بالرد عليهم في كل من مدينتي دمشق وحلب بعد طرد المغول الغزاة القساة بقيادة (هولاكو) عام (658هـ) وكان ذلك رداً على استئساد اليهود واعتداءاتهم المتكررة على المسلمين والذين نكل بهم (هولاكو) وجنوده الفرصةو التي وجدها اليهود مناسبة لإيذاء المسلمين والإجهاز عليهم! هذه هي الأسباب التي أضرّت باليهود وكانوا هم السبب، فالعرب المسلمون أعطوا لليهود الكثير من النعم والاطمئنان. فقد عاش هؤلاء بكثير من البحبوحة والرغد، فتولوا أرقى وأرفع المناصب في الدولة العربية، كما وجدوا من الخلفاء والقادة ومن خلفهم العرب المسلمون كل معونة وتشجيع وعطف. وتحت تأثير العربي الحضاري وتعاليم الإسلام العظيمة، تبلور وانتظم التفكير اليهودي بدءاً من القوانين الاجتماعية اليهودية إلى الطقوس الدينية، والتي أخذت طابعها وشكلها النهائي. فقد انسجم اليهود وبلغ تأثرهم بالحياة العربية المسلمة أن تطورت قواعد اللغة العبرية إلى المستوى والنسق الذي يتفق وقواعد اللغة العربية، لغة القرآن الكريم ولغة المسلمين والحاكمين.
منح المسلمون اليهودي الكثير من المواقع الرئيسة المهمة في الدولة والحكم، فقد أسند إلى يهودي يدعى (موسى) زمن الخليفة (المنصور) منصب جابي الخراج. أما اليهودي (أبو سعد إبراهيم بن سهل) فقد كان له نفوذ كبير في بلاط الخليفة العباسي (المستنصر) وكذلك أخوه (أبو نصر هرون بن سهل). وفي عهد الوزير (مجد الدين بن المطلب) عهد إلى المعماري اليهودي (ابن شعيا) بالإشراف على حفر القناة والتي سميت باسمه. وفي بلاد الأندلس بلغ اليهود شأناً كبيراً، حتى أن مؤرخيهم أطلقوا على تلك الفترة (عصر اليهود الذهبي) ونال اليهود أيضاً حظوة كبيرة عند الفاتحين العرب المسلمين، فقلدوهم مناصب عالية وهامة في دولة الأندلس العربية الإسلامية، ومنحوهم حرية الحركة والعمل وعملوا في مجال الأدب والعلوم والفلسفة ومنهم من لمع في هذا المجال كالفيلسوف
(موسى بن ميمون(1)) والذي لقبه اليهود بموسى الثاني. وفي زمن الخلفاء الفاطميين بلغ اليهود منزلة رفيعة، وأصبح نفوذهم واسعاً ولا حد لـه. وفي القرن التاسع عشر رفضت معظم الدول الأوروبية منح اليهود الحقوق المدنية، وقد اعترف بذلك المؤرخون اليهود وعلى رأسهم المدعو (غريتس) الذي قال: إن وضع اليهود القانوني والمدني خلال القرون الوسطى تحت الحكم العربي الإسلامي، كان أفضل بكثير من وضعهم في أوروبا المسيحية في القرن نفسه. هذه حقيقة تاريخية لا يمكن إنكارها أو تجاهلها، ولكن اليهود لا يمكن أن يعترفوا بروح التسامح وبالروح الدينية والمدنية التي عاشوها في ظلال العرب المسلمين.

آداب عبد الهادي
14/03/2009, 07:23 PM
هامش
موسى بن ميمون: فيلسوف يهودي أندلسي, عاش ما بين عامي 1139-1205م هرب من بطش السلطة باليهود في إسبانيا بعد زوال الحكم العربي، ألف عدة كتب وهي: السراج, وهو مفصل للمشنة، "جزء من التلمود" - تثنية التوراة، وهو يبحث في لفظة اليهودي، مستمدة من التلمود وشرحه وهوامشه – دليل الحائرين: الذي حاول فيه أن يدعم المعتقدات اليهودية بأدلة عقلية منطقية، كتبه هذه خطها بالعبرية، ولكنها لغة ولفظاً باللغة العربية الدارجة في مصر. ويعتبر موسى بن ميمون مرجعاً فكرياً هاماً للأصولية اليهودية – وكانت علاقاته بالأوساط الإسلامية ,من قادة وحكام، واسعة

آداب عبد الهادي
14/03/2009, 07:24 PM
ماذا فعل اليهود خلال الحروب الصليبية؟:
إن الحروب الصليبية التي قامت بين أوروبا الصليبية وآسيا المسلمة كانت لها أسباب عدة، أسباب مباشرة وأسباب بعيدة المدى. هذه الحروب سميت بالصليبية لأن المشتركين فيها كانوا يحملون صلباناً في رقابهم. والسبب المباشر لهذه الحرب هو الاستنفار الذي افتعله الإمبراطور البيزنطي الآسيوي (كوفينوس) والذي أرسله إلى البابا عام (1094) عندما غزا السلوقيون بعض أراضي إمبراطوريته ثم راحوا يهددون القسطنطينية. هذا الاستنجاد الذي وجد البابا فيه أن الفرصة مواتية جداً لضم الكنيسة اليونانية إلى روما..
والسبب غير المباشر، وهو مهم جداً لقيام هذه الحروب، كان تجارياً توسعياً نفعياً. وكان الغطاء لهذه الحروب، دينياً روحياً، استطاع البابا أن يجند عشرات الآلاف من الفرنجة والنورمنديين، والقسم الكبير من هؤلاء كانوا صعاليك، حيث كان دافعهم إلى هذه الحرب هو السرقة والنهب والتوسع في الثروة. قامت الحرب بين العرب المسلمين وبين الأوروبيين الصليبيين، فقاموا باحتلال أجزاء كبيرة من سورية ومنها فلسطين، وأسسوا فيها عدة تجمعات بشرية، (الخونة والعملاء متواجدون على مر العصور والأزمان).
حاربهم المسلمون حرباً ضروساً, وكان أشهر القادة الذين حاربوهم، عماد الدين الزنكي وابنه نور الدين وصلاح الدين الأيوبي وابن الملك الكامل والملك الصالح والقائد بيبرس وقلاوون والأشرف.. في عام (1291) انتهت الحروب ولم يبقَ أي أثر للصليبيين في جميع أنحاء بلاد الشام.

آداب عبد الهادي
14/03/2009, 07:30 PM
محاولات اليهود:
في بداية الحروب الصليبية حاول اليهود، وكعادتهم، التقرب واستغلال أي كان من أجل تحقيق مكاسب لهم، أية مكاسب كانت، حاولوا التقرب إلى إحدى الجهتين المتحاربتين، رفض المسلمون أن يكونوا مطية وأداة لتحقيق وتنفيذ المآرب اليهودية. دخل الصليبيون فلسطين وحاول اليهود استغلال المسلمين ضدهم لكنهم لم يفلحوا، هنا بدأ اليهود الهجرة جماعات وأفراداً إلى البلاد الأوروبية خوفاً من الاضطهاد الصليـبي لهم وتخلصاً من المذابح التي كانت تحصل لهم من الفرنجة الصليبيين. وثانياً اعتقادهم أن مجال الاستغلال هناك, أي في أوروبا أكثر رحابة وأقرب منالاً. تقول مصادرهم، إن الفرنجة, ومنذ احتلالهم فلسطين قتلوا الكثير منهم بل وصل الأمر بالصليبيين أن أحرقوا بشراً وهم أحياء. إن مهمة الفرنجة لم تقتصر على قتل وذبح المسلمين وإنما مهمتهم شملت أتباع مذاهب أخرى، وقد باع الصليبيون آلافاً من المسلمين واليهود في أسواق العبيد.
التوسط لدى السلطان صلاح الدين الأيوبي:
توسط طبيب صلاح الدين الأيوبي الخاص، اليهودي، أن يسمح لطائفته بالعودة إلى فلسطين، ولم يكن السلطان المنتصر يدري أن عودة اليهود إلى فلسطين ستأتي بالنكبات على العرب والمسلمين. لم يرَ صلاح الدين شيئاً ما يمنع عودة هؤلاء الهاربين الضائعين إلى فلسطين. فبعد السماح بذلك شهدت فلسطين تدفقاً يهودياً، جماعات وأفراداً من أوروبا هرباً من الاضطهاد والتنكيل الذي يعيشونه ومن هؤلاء الهاربين القادمين إلى فلسطين تكونت مجموعات يهودية متعددة الجنسيات.
أما بقية المهاجرين الهاربين الذين جاؤوا من أوروبا, وخصوصاً الهاربين من ألمانيا وبولونيا، هؤلاء اليهود ظلوا وعاشوا منغلقين على أنفسهم لايقتربون ولايختلطون بالآخرين. ومن المعروف تاريخياً أن عدد اليهود الذين كانوا في فلسطين قليل جداً، حتى أنه لم يكن لهم رئيس ديني وهو ما كان يسمى بـ (رأس جالوت) والذي كان مقره في مدينة بغداد. (ورأس جالوت(1)) هذا كان يشغل وظيفة قاضي اليهود العام وبجانبه عدد من المعاونين ويبلغ عددهم عشرة أفراد وكان يملك من النفوذ والسلطان قوة كبيرة على أبناء دينه والساكنين في البلاد التي تخضع للخليفة المسلم. ودخل رئيس جالوت من المال كان يأتي من الضرائب المفروضة على اليهود.
بعد ذلك بفترة وجيزة أصبح ليهود مصر، ونظراً لعددهم الكبير، (رئيس جالوت) خاص بهم، وبهذا يكونون قد خرجوا من سيطرة الحاخام العام والذي كان مقره ببغداد، أما يهود فلسطين فإن عددهم القليل جداً لم يسمح أن يكون لهم (رئيس جالوت)، خاص بهم كما هو شأن اليهود في العراق ومصر.

آداب عبد الهادي
14/03/2009, 07:33 PM
الخلافة العربية:
عندما بدأت الخلافة العربية في بغداد تخبو انتقل المركز الروحي لليهود إلى الأندلس حيث بدأت أنوار الدولة العربية تشع نوراً وعلماً وثقافة. هذه الدولة التي أسسها وأرسى,دعائمها الأمويون. وفي ظل الحكم الأموي العربي الإسلامي، ازدهرت أحوال اليهود ونعموا بالكثير من الرخاء المعنوي والمادي والأدبي، فكان منهم الأغنياء الكبار والتجار والشعراء والأطباء والفلاسفة. ومن الأندلس العربية الإسلامية، وبمحض إرادتهم، انتقلوا إلى البلدان الأوروبية. وأصبح لليهود (الاشكنازيم)(1) مركز ديني وهو الأول في أوروبا. وتركز هدفهم ونشاطهم في أوروبا المسيحية على هدفين:
الهـدف الأول: الانتقام من الكنيسة الكاثوليكية في روما.
والهدف الثاني: هو نشر التوراة وتعاليمها في العالم المسيحي الكنسي.
هذان الهدفان يعتبرهما اليهود أمنيتان مهمتان غاليتان في حياتهما، فهما يودان وعن طريق هذين الهدفين، الانتقام من المسيحية التي كان انتشارها الواسع والعريض ضربة للدين اليهودي المحرَّف وانتقاماً من الصليبيين لما أنزلوه من تعذيب وتقتيل فيهم. ورغم كل أساليب اليهود الملتوية والخفية التي كانوا يفعلونها وما كان يدور في
مجالسهم، لم يستطيعوا نشر التوراة(1)، كما كانت التوراة عاجزة


(هامش) رأس جالوت: مصطلح عربي يطلق على رئيس الطائفة اليهودية، وفي زمن خلافة عمر بن الخطاب تولى رئاسة الجالوت، رجل يدعى (يستناي بن جينسناي) سليل رؤساء الجالوت الأقدمين من أسرة داود.
(1) الاشكناريم: هم اليهود الغربيون الذين لهم عادات وتقاليد خاصة وأغلبية يهود أمريكا منهم.
(1) التوراة: كتاب سماوي أنزله الله على نبيه موسى، إلا أنها فقدت حينما استولى الفلسطينيون على تابوت العهد، وحينها قالت زوجة (فيخاس) ابن الكاهن (عالي) زال المجد من إسرائيل لأن تابوت الله قد أخذ (مات الكاهن) عالي كمداً. وكذلك ماتت كنته بعد أن أسقطت جنيها وضاع التابوت، وقد أشارت عدة مصادر إلى ضياعه.
1ـ القرآن الكريم.
2ـ الأرض المقدسة (مجموعة مؤلفين) وقد طبعته المكتبة الهاشمية عام 1984، وقد جاء فيه أن بني إسرائيل حملوا التابوت إلى ساحات القتال لعلهم ينتصرون على الفلسطينيين وكانت دهشتهم كبيرة، عندما شن الفلسطينيون هجوماً عنيفاً على اليهود واستولى الفلسطينيون على تابوت العهد وأخذوه معهم إلى مدينة اشدود. وكانت خسارة التابوت الذي فيه لوائحهم العشر التي جاء بها موسى أعظم خسارة مني بها بنو إسرائيل في تاريخهم. وعند قراءتنا للتوراة نجد فيها كثيراً من الأمور غير المطابقة للواقع، وإن الكثير من الكتاب والمفكرين وعلماء التاريخ كتبوا وأكدوا في كتاباتهم أن التوراة ليست إلا من صنع البشر وأنها ليست من كلام الله. فهؤلاء كتبوا صارخين، إن العهد القديم لا يمكن أن يكون من كلام الله. وإن كتبته قد اختلفوا فيما بينهم حتى أنهم لم يأخذوا من نص واحد، وإنما هناك نصوص مختلفة وبهذا الصدد نشير إلى (عزرا البابلي) فهذا الكاهن عاد إلى أورشليم من بابل، فوجد قومه اليهود بلا توراة ولا تابوت للعهد ولا هيكل، لأن البابليين دمروا وأحرقوا كل شيء. وجد (عزرا) اليهود الذين سبقوه يعيشون على هامش المجتمع يدير شؤونهم حاكم فارسي ويتولى الإشراف عليهم يساعده بعض أحبارهم وكان (عزرا) كبير الكهنة عند اليهود ويدعي انتسابه إلى (هارون شقيق موسى النبي) استأذن (عزرا) الملك الفارسي (ارتحششتا) الأول بكتابة التوراة وبناء الهيكل فسمح له بكتابة التوراة ولم يسمح لـه ببناء الهيكل فراح يستجمع من أفواه الكهنة ما كانوا يحفظونه من تعاليم التوراة، ثم طلب إلى المغنين والمنشدين أن يضعوا لـه ترانيم وأناشيد نسبوها إلى داود وسليمان ثم ضمنوها مجموعة قوانين دينية عرفت منذ ذلك الحين بالديانة اليهودية. وهكذا ولدت التوراة والمزامير معها ولكنها لم تكن أبداً التوراة التي أنزلت على موسى بأسفارها الخمسة. إن مزامير داود وترانيم سليمان والتوراة أيضاً قد شوهت وحرفت،و إنها من خيال وبنات أفكار الجماعات التي أطلقت لخيالها العنان. وعند قراءتنا للتوراة نجد فيها كثيراً من الأمور غير مطابقة للواقع، وأنها ليست من كلام الله, وأن الكثير من الكتاب والمفكرين والمؤرخين وعلماء التاريخ كتبوا صارخين إن التوراة لا يمكن أن يكون كتاباً منزلاً ولا من كلام الله، وإن الذين كتبوه قد اختلفوا فيما بينهم، ولم يأخذوا من مصدر واحد وإنما من مصادر متعددة. وبهذا الشأن يشير المؤرخ (ادموند جاكوب) إلى أنه في البدء لم يكن هناك نص واحد في القرن الثالث قبل الميلاد، إنما كان هناك على الأقل ثلاث مدونات للنص العبري للتوراة وهي على الشكل التالي:
1ـ النص السوري.
2ـ النص الذي استخدم جزئياً على الأقل في الترجمة إلى اليونانية.
3ـ النص السامري، أو أسفار موسى الخمسة, ثم بعد ذلك، في القرن الأول (ق.م)، وجد اتجاه من قبل الكهنة إلى تدوين نص واحد. ولكن نص التوراة لم يتم إلا في القرن الأول بعد الميلاد، فالتوراة كتبت بعد إبراهيم بألف وخمسمئة عام وبعد موسى بأكثر من ثمانية قرون، وهي بالطبع غير التوراة التي أنزلها الله على نبيه موسى. ويعترف العالم اليهودي أن (سيلفر) التوراة الحالية لاتمثل توراة موسى الأصلية في أية ناحية، ويقول العالم الألماني (مورتكارت): لا يمكن الاعتماد، من الناحية العلمية، على أساطير التوراة, التي برهنت الأبحاث الأثرية على عدم صحة أكثر تلك الأساطير التي وردت فيها.

آداب عبد الهادي
14/03/2009, 07:36 PM
عن تقديم تفسير للأمور الروحية والكونية، رغم ذلك فإنها أصبحت شريعة، ولما انحدرت إلى درجة الشريعة ماتت الروحانية فيها وأسست قانوناً لشعب لا يعرف اللاهوت، لذلك كانت هذه الشريعة بحاجة إلى من يحولها من مادية إلى روحية. ولذلك كان اليهود أمة مقاومة عنيدة كارهة لشعوب العالم، متعصبة لإلهها القومي، معتقدة بمبدأ الاختيار والانتقاء، ولما كانت هذه هي العناصر التي نجدها في التوراة فإننا لا نستطيع تقييمها ديناً بل شريعةً.
بقي الاطلاع على التوراة محصوراً في من يقرأ اللغتين العبرانية واللاتينية، أي أنه ظل وقفاً على فئة قليلة محدودة من بعض رجال الدين الذين يتقنون هاتين اللغتين. استمر اليهود وغلاتهم المنتشرون في كل أنحاء أوروبا يكيدون للدين المسيحي وللمسيحيين عن طريق خلق الفتن والبدع وإذكاء نيران الحقد والبغضاء جاعلين من كتابهم، التوراة، شعاراً لهم (ليمت الناس جميعاً ويحيى إسرائيل وحده !!).
نعم ليمت كل الناس وليعش العبرانيون فقط!! وبهذا الشعار عمل وفعل اليهود على مر العصور والسنين قديماً وحديثاً.
وبفضل الدسائس والحقد اليهودي. ولأول مرة سمعت وعرفت أوروبا المسيحية كلمة (بروتستانت)حيث قسم اليهود أوروبا إلى معسكر متطاحينين ، المعسكر الأول يدين بالكاثوليكية, والثاني يدين بالبروتستاتينية، وعاشت أوروبا زمناً تكتوي بالحروب الدينية القاسية والتي راح ضحيتها مئات الألوف من البشر المسيحيين من جراء زرع الفتن اليهودية.
في عام 1085م استولى البربر على بلاد الأندلس وضعف العرب فيها مما أدى باليهود إلى النزوح إلى دول شمال أفريقيا ومصر وفلسطين, كما نزح عدد كبير منهم إلى إسبانيا المسيحية ,ثم انتشروا على ضفاف نهر (الراين). وفي هذه المناطق أسسوا لهم مراكز دينية، بعد ذلك امتد نفوذهم إلى جميع يهود أوروبا، واشتدت الهجرة اليهودية من شرق أوروبا إلى فرنسا واتخذ اليهود من باريس مركزاً لهم ولمؤسساتهم الدولية.
وفي عام (1066)م تسرب اليهود إلى إنكلترة متبعين كعادتهم دائماً، أساليبهم الملتوية حيث تسلطوا على ثروة البلاد الهائلة وعاش معظمهم في لندن, وأصبح اليهودي (هارون أوف لنكولن) أغنى رجل حينها، وتوالت الهجرات اليهودية حتى وصلوا إلى مناطق عدة في إيطاليا وفي منطقتي (بترانو) و (ترانتو) في هاتين المنطقتين أنشؤوا مراكز دينية ثم عقدوا صلات وثيقة مع المركزين الدينيين الروحيين في كل من إسبانيا وأوروبا، وفي ذات الوقت كان يهرب قسم كثير منهم إلى البرتغال وإلى البلقان ورومانيا ومن ثم وجد كثير من اليهود مأوى طيباً في كل من (النمسا) و (بوهيميا) ومن هذه المدن بدأ اليهود يتسربون إلى بولونيا وأثناء فترة الاضطهاد الألماني لليهود، تدفقت أعداد كبيرة إلى بولونيا واستوطنت فيها.

آداب عبد الهادي
14/03/2009, 07:39 PM
الباب الثالث
اليهـــود والعنصــرية
الفصل الأول

اختلاف العقائد اليهودية والأنبياء الكذبة
انتشار الديانة اليهودية
أسباب كره اليهود واضطهادهم
بعض من أوامر الرب يهوه
التلمود وما هو

اختلاف العقائد اليهودية والأنبياء الكذبة:
"الفرق اليهودية"
بعد وفاة النبي موسى وجدت الفرق الدينية طريقها إلى العبرانيين، فهؤلاء كانوا قد تفرقوا إلى طوائف وفرق دينية. ويرجح العلماء نشـأة الفرق اليهودية إلى عدة أسباب وهذه الأسباب ترجع إلى:
1- خضوع بني إسرائيل للاحتلال والسيطرة عليهم من قبل الآشوريين، والبابليين، والفرس، والرومان وغيرهم.
2- تأثيرات الثقافات التي كانت تتولد من السيطرة المباشرة عليهم، وإلى عمليات التهجير الجماعية لليهود إلى مجتمعات جديدة لها حياتها ومكوناتها الاجتماعية والثقافية، وكذلك اضطرار اليهود للدخول إلى هذه المجتمعات وإجراء تبادل ثقافي، كما كان الحال إبان الأسر البابلي وكذلك أيام الحكم الروماني. واليهود أنفسهم يعترفون أن معالم اليهودية وبنيانها الفكري والعملي استكمل شروطه أيام الأسر البابلي.
3- كثرة المصادر المقدسة عند اليهود والتي كتبت بأيد مختلفة مما أدى إلى كثرة الاختلاف أو كثرة المصادر المؤدية إلى التباين.
4- ظهور العهد الجديد إذ أن ظهوره أوجد من اليهود من يفسرونه والذي كان لـه الأثر في إيجاد معانٍ وتفسيرات كثيرة. ومن هنا حدثت الانقسامات الحقيقية لليهود ونشأت في الفكر الديني اليهودي مذاهب كثيرة سمـاها اليهودي (فيلافيوس يوسفوس)(1) الفلسفات الأربع تعبيراً عن غربة هذه المذاهب عن التيار الرباني الممثل لليهودية. وهذه الفرق كانت متخالفة ومتباغضة مع بعضها البعض، وفيمايلي أذكر بعضاً منها:
الفرقة الإسرائيلية:
مجموعة دينية لا تعترف ولا تقر بحرية وقداسة أورشليم، كما أنها لا تؤمن بالتوراة اليهودية، ولها توراتها الخاصة بها وتسمى التوراة السامرية. وهذه التوراة غير التوراة المعروفة والمقروءة الآن. ومما جاء في هذه التوراة: إن المدينة المقدسة هي سامراء وليست أورشليم، والفرقة الإسرائيلية هذه لا تؤمن بيوم الحشر ولا بيوم القيامة ويوم الحساب، وليس هناك عقاب بعد الموت، كما أنها لا تؤمن بنبوءة النبي موسى.
الصدوقيون:
هم فرقة من الفرق اليهودية، تعود نسبتهم إلى رائدهم الأول (صدوق). ظهرت في عهد المكابيين،كانت تنتمي إليها طبقة الكهنة وبعض الكتبة من اليهود الذين يميلون إلى مسالمة الرومان، وكان لها ممثلون في (السنهدرين) نحو عشرين عضواً من سبعين عضواً ينكر منتسبوها البعث والنشور والقيامة.
الفريسيون:
فرقة يهودية ظهرت في عهد المكابيين، كانت تنتمي إليها جمهرة العلماء، كانت لها أكثرية مقاعد السنهدرين يؤمن منتسبوها بالقيامة وبالروح وبالملائكة. عرفهم المحافظة على الشريعة والتمسك بها مع التقاليد الجريئة التي يتناقلها الخلف عن السلف.
الفريسيون يناقضون الصدوقيين، من حيث قبولهم بالإضافة إلى التوراة، الأوامر والأحكام والنواهي التي توارثوها عن الأسلاف والأشياء الخارجة عن الوحي ولذلك غزرت عندهم الأساطير وانغمسوا في المظاهر الكاذبة والقشور، والفرقتان قاومتا المسيح وورد ذكرهما في الأناجيل.
كان يطلق على الفريسيين لقب آخر هو لقب الربانيين لأنهم يؤمنون بما جاء في أسفار التلمود التي وضعها الربانيون وهم أحبار هذه الفرقة وفقهاؤها.
الكتبة: ومعناها بالعبرية (سوفير) أي كاتب.
الأسفار:هم طائفة من الفقهاء اليهود كانت تقوم بكتابة الناموس(1)، وتدوين الأجزاء الأخرى من التوراة (أي مازاد عن الأسفار الخمسة الأولى) كان أول الكتبة وأشهرهم (عزرا الكاتب) وعلى هؤلاء الكتبة يقع الوزر الأكبر من الجريمة، جريمة (صلب المسيح) بالاشتراك مع الفريسيين والصدوقيين، حسب أدبيات اليهود الدينية التي تروي ذلك.
الأزيون:هؤلاء يؤمنون بالسعادة والرفاه بعد الموت ولكنهم يشكون ويشككون في الدينونة ويشتغلون بالسحر ولا يعارضون الفرق الدينية الأخرى.
المنذرون:هم مجموعة من الرجال والنساء نذروا أنفسهم لله، أي لخدمة المعبد وفيه تكثر النذور من العبادة والصلاة والصوم والاستغفار وخدمة بيت الله.
الربانيون: تميزوا بالتحكم والقسوة وادعاء أنهم يمتلكون الحق والامتياز بتوجيه حياة الطائفة اليهودية حسب تفسيراتهم للتوراة
والتلمود(1). يحرم الربانيون اختلاط أبناء الطائفة اليهودية بالأغيار.

آداب عبد الهادي
14/03/2009, 07:41 PM
الاسبينيون/ الناسيون: فرقة يهودية ظهرت في فلسطين قبل الميلاد وهي تختلف عن بقية الفرق اليهودية اختلافاً مهماً، كانت لها صبغة اشتراكية، اعتزلت المدن، أقام أفرادها قرب البحر الميت في الكهوف والمغاور. أتباع الناسيون رجال، ولا نساء بينهم، أهم مبادئهم، تحريم نظام الرق، على عكس الفرق اليهودية الأخرى التي تقوم أنظمتها على الرق، كما تحرم الملكية الفردية، ويرفضون تقديم الذبائح والقرابين، ويدعون أيضاً إلى التعايش السلمي بين جميع الشعوب، يغتسلون كل صباح في مياه الينابيع الصافية من أجل الطهارة، يعيشون على ما يزرعونه من الحبوب والخضار والفواكه، ويستحضرون العقاقير من الحشائش ويشتغلون بمعالجة الأمراض، وقد صفيت هذه الفرقة في أواخر القرن الميلادي وقت تدمير الرومان للقدس، وقد سمي أعضاء هذه الفرقة (بالحسيديين). أما كلمة الناموس، فهي جمع كلمة (ناسي) وهي كلمة عبرية كانت تطلق على رؤساء ووجهاء وزعماء الطائفة اليهودية.
السامريون: فرقة من اليهود لاتعترف بغير الأسفار الخمسة الأولى من التوراة المنسوبة إلى النبي موسى. وتعرف هذه الفئة بالسامريين نسبة إلى السامرة، وهم يسكنون في نابلس (شكيم القديمة) وتوجد لهم نسخة قديمة من الأسفار الخمسة على رق يدعون بأنها ترجع إلى ما قبل عهد المسيح وهم يرفضون كل ما عداها، ومايزالون يتمسكون بها. بنى السامريون لهم هيكلاً خاصاً بهم على جبل (جرزيم) عند نابلس واعتبروه بمثابة جبل الطور، قام بين السامريين وبين اليهود عداء استمر قروناً حتى راح السامريون يساعدون في كثير من الأحيان من يريد ضرب اليهود الذين تم سبيهم. وروى البيروني المتوفى عام (440هـ/1048م) أن السامريين هم الذين أعانوا نبوخذ نصر ودلوه على نقاط الضعف عند اليهود حين غزا مملكة يهوذا وسبى اليهود إلى بابل لذلك لم ينلهم بأذى. والسامريون لايقرون بنبوة من جاء بعد موسى من أنبياء بني إسرائيل، أما عقيدتهم فتقوم على خمسة أركان وهي كالآتي:
وحدانية الله ونبوءة موسى وقداسة (جرزيم) والإيمان بأن الأسفار الخمسة الأولى من التوراة منـزلة من الله. والإيمان بيوم الدينونة والبعث لا ريب فيه.
الهيروديون: هذه الفرقة ظهرت أيضاً أثناء حياة السيد المسيح. وصفاتهم هي نفس صفات القنائين والجليليين ولعلهم منهم، كانوا شديدي العداء للمسيح، وجاء في إنجيل مرقس الآتي: (فخرج الفريسيون مع الهيروديين وتشاوروا عليه لكي يهلكوه). وجاء في إنجيل متى الآتي: (حيئذٍ ذهب الفريسيون وتشاوروا لكي يصطادوه بكلمة، فأرسلوا إليه تلاميذهم مع الهيروديين، قائلين:(يا معلم نعلم أنك صادق، وتعلم طريق الله بالحق، ولا تبالي بأحد لأنك لاتنظر إلى وجوه الناس فقل لنا ماذا تظن، أيجوز أن نعطي جزية لقيصر أم لا؟! فعلم يسوع خبثهم وقال: لماذا تجربونني يا مراؤون؟! أروني عملة الجزية فقدموا لـه ديناراً فقال، لمن هذه الصورة والكتابة، قالوا له، لقيصر. فقال لهم: أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله…).
القناؤون / المتعصبون: القناءكلمةعبرية تعني الغيور. الفرقة هذه تشبه في عقائدها وطقوسها فرقة الفريسيين. إلا أنها أشد تعصباً منها. والقناؤون كانوا يتهمون الفريسيين بالجبن والخيانة. لأنهم قبلوا بحكم الرومان وتعاونوا معهم. كان القناؤون يحكمون بالإعدام لمن يخالف أحكام الشريعة اليهودية، وهم أشد فئات اليهود تعصباً. فهم سفاحون وقطاع طرق ومتمردون، وخارجون عن القانون. ويرجح بعض الباحثين أصول هذه الفرقة إلى زمن النبي موسى عندما انتشر الزنا بين بني إسرائيل. فقد أورد سفر (العدد) أن (بلعام بن باعور) ملك المديانيين أمرهم بأن يرسلوا بناتهم إلى الجيش الإسرائيلي فيزنون بهن، ومن ثم تحل عليهم لعنة الله وغضبه. وبذلك يستطيع التغلب على جيش فيه النبي موسى، وبالفعل تم ذلك وانتشر الزنا لدرجة أن رجلاً من بني إسرائيل جاء بامرأة مديانية وأمام عيني موسى وجماعة بني إسرائيل أدخلها ليزني بها في خيمة اجتماع الرب (وهي الخيمة التي كانت تسمى قبة الزمان) وكما يدعي اليهود أن هذه الخيمة كان يجتمع فيها الله مع موسى وأحبار بني إسرائيل؟! (رأى ذلك المشهد) فنحاس بن اليعازر بن هارون، قام من وسط جماعته وأخذ رمحاً بيده ودخل وراء الرجل والمرأة إلى الخيمة وطعنهم، وخرج بهما وهما معلقان برمحه فرضي الرب وامتنع الوباء؟! وكان المسيح ابن مريم يقول في هذه الفرقة الآتي: ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون… أيها القادة العميان… أيها الجهال والعميان..

آداب عبد الهادي
14/03/2009, 07:43 PM
(هامش)) فيلافيوس يوسفوس: مؤرخ وكاهن يهودي عاش ما بين 37 ـ90ب.م قام المذكور بترتيب وتنقيح التوراة. وكان يوسفوس قد أسره الرومان عندما كان حاكماً للجليل، له عدة مؤلفات منها (حرب اليهود) و (تاريخ اليهود القديم) كان يهودياً عنصرياً حاقداً لم يحترم الحقيقة.
(1) الناموس: الأسفار الخمسة الأولى..
(1) التلمود: كتاب اليهود المقدس ومعناه الشرح، قام بتأليفه كهان اليهود وفقاؤهم المنتمون إلى فرقة الفريسيين. ويقول علماء التاريخ والباحثون إن التلمود قد تم تأليفه في القرنين الأول والثاني الميلادي، أي زمن الشتات اليهودي، والتلمود ينقسم إلى قسمين:
القسم الأول: يسمى (المشناة) وقد كتبت باللغة العبرية، والقسم الثاني يسمى (الجمارا) وقد كتب باللغة الآرامية. وإن العبرية التي كتب بها (المشناة) غير العبرية التي كتب بها كتاب التوراة. يعني ذلك أن عبرية (المشناة) كانت اللغة التي يطلق عليها اليهود اللغة الربانية حيث أن تأليف (المشناة) قد حدث بعد أن انقرضت العبرية القديمة، وحلت محلّها العبرية التي امتزجت باللغة الآرامية واليونانية والفارسية. والعلماء يفرقون بين هذين النوعين في كتابة التلمود وهما بمثابة اتجاهين مختلفين:
الاتجاه الأول: هو مدرسة يهود فلسطين والذين كتبوا ما يعرف بالتلمود الأورشليمي أو تلمود بيت المقدس، وكان يكتب باللهجة الآرامية أي الفلسطينية الحديثة.
الاتجاه الثاني: هو مدرسة يهود بابل والذين كتبوا ما يعرف بالتلمود البابلي، وقد ألفه أحبار اليهود في بابل وقد كتب باللهجة الآرامية الشرقية ويمتاز هذا التلمود بأن كل موضوع من الموضوعات التي يعالجها مسبوق بنص (المشناة) الذي يفسره ويشرحه… والتلمود البابلي يمتاز بكبر حجمه إذ يبلغ أضعاف حجم التلمود الأورشليمي. وهناك اختلاف في المضمون والأسلوب والنظم واللغة، وأذكر هنا بعضاً مما جاء فيه: إن بلاد العرب استحوذت على تسعة أعشار العهر الذي أنزله الإله (يهوه) على الأرض، كما يرد نعت آخر مماثل للذي يقول إنه ليس ثمة مثيل لعهر العرب، كما يوصف العرب بأنهم استحوذوا على تسعة أعشار الغباء. وقد سئل كير الحاخامات الذي يدعى (أرميامن دفني) عن تصرف العرب مع الحيوانات، فأجاب المذكور قائلاً: رأيت عربياً اشترى فخذ لحم من السوق ثم عمل فيها حفرة للجماع، ثم جامعها، وبعدها قام بشيها وأكلها. هذا ما تشير إليه كتبهم المقدسة المزورة عن العرب. إن الشذوذ الموجود في التلمود والتجني السافر على كل من هو غير يهودي بالرغم من ذلك كله فإن التلمود عند اليهود أعظم مكانة ومنزلة من التوراة حيث يزعمون أنه أقدم من الخليقة نفسها لأنه وجد قبلها؟! وقد ظهر التلمود بصورته شبه النهائية ولأول مرة في مدينة البندقية في أوائل القرن السادس عشر الميلادي أي في سنة 1520 م على وجه التحديد..

آداب عبد الهادي
14/03/2009, 07:46 PM
الأنبياء الكذبة:
تعتبر بداية القرن السادس عشر الميلادي، فترة الحركات التنبؤية عند اليهود، أي ظهور عدد من الناس يدّعون النبوة، هؤلاء الأنبياء الكذبة قاموا بنشاط سياسي عنصري مغلف بطابع الهداية والتكفير. وظاهرة الأنبياء الكذبة في التاريخ اليهودي قديمة ومنذ وجودهم، فقد ظهر بينهم العديد من الأنبياء الكذابين المحتالين ومنهم من قال إنه المسيح المنتظر؟!! هذا ما كان هؤلاء اليهود يدعونه خارج الدولة العربية الإسلامية. أما بالنسبة لليهود المقيمين في العالم الإسلامي، فكان أول ظهور لنبي كذاب دجال ادعى بأنه هو المسيح المنتظر بذاته؟! ويدعى هذا اليهودي المحتال (داود الرائي) وقد كان هذا الكذاب في زمن الخليفة العباسي (المكتفي بالله) وذلك في بداية القرن الثاني عشر الميلادي. قام هذا الدجال بشق عصا الطاعة على اليهود وعلى أنفسهم مدعياً النبوة حيث وعد أتباعه الثائرين بتحقيق أمانيهم والعودة بهم إلى أورشليم القدس. عند استفحال أمر هذا الكذاب قام اليهود في بلاد فارس وكتبوا إلى (رئيس الجالوت) في بغداد شارحين وعارضين عليه الخطر المحدق بهم وبعقيدتهم إذالم يكف (داود الرائي) عن ادعاء النبوة والترويج لـه من قبل حفنة يهودية كاذبة. تحرك (رئيس الجالوت(1)) ورؤساء المجامع اليهودية وأرسلوا رسالة إلى النبي الكذاب المحتال (داود الرائي) يقولون لـه فيها:
"ليكن معلوماً لديك أن زمن خلاصنا لم يحن بعد ولم تشاهد الامارات المعلنة لذلك، ولهذا نأمرك أن تترك الطريق الذي سلكت فيه وإلا حرمناك من كل إسرائيل".
لم يبال المسيح الدجال بكل تحذير وجه إليه، بل زاد في غيه وعناده وتمادى في ضلاله، بعد ذلك اضطر رؤساء المجامع اليهودية إلى قتله؟!.
وقد تم قتله بيد والد زوجته الذي قبض ثمناً لذلك؟ أخذ (حمو) داود الرائي رشوة من أحد الحاخامات وقدمها إلى والد زوجته الذي نفذ ما طلب منه بعد أن قبض المال. قتل المسيح الدجال (داود الرائي) وهو جالس في منـزله..
يقول اليهود في مراجعهم التاريخية إن اليهود الكذابين الذين وجدوا في بداية القرن السادس، هؤلاء كانوا سبباً مهماً من الأسباب التي تركت اليهود يفكرون ويعملون للهجرة إلى فلسطين. أما الأنبياء الكذبة الذين ظهروا في هذه المدة فهم:
1- دافيد هارووفيني، ويعقوب بيراف، وهما من يهود مدينة مراكش، وكان ظهورهما عام 1525م.
2- شلومو مولخو: وهو من يهود تركيا القسم الأوروبي وقد ظهر عام 1527م.
3- سبتاي زيفي: من مدينة أزمير بتركيا وقد ظهر عام 1666م.
4- يوسف كارو: من تركيا وقد ظهر عام 1535م.
5- يهوذا الحسد وحاييم ملاخ وكان ظهورهما عام 1700م.
أما أشهر وأهم هؤلاء الدجالين هو (سبتاي زيفي) الذي ولد في شهر تموز من عام 1626م في مدينة أزميرالتركية من أبوين يهوديين. تتلمذ سبتاي على يد الحاخام (اسحق داليا)، أجاد قراءة التوراة والتلمود وبرع في تفسيرهما، كان ذكياً، جميلاً ادعى (زيفي) أنه المسيح المنتظر وأطلق نداء جاء فيه سلام من ابن الله (سبتاي زيفي) مسيح إسرائيل، إلى كل فرد من بني إسرائيل، لقد نلتم شرف معاصرة منقذ بني إسرائيل ومخلصهم الذي بشر به أنبياؤنا، فعليكم أن تجعلوا أحزانكم أفراحاً وصيامكم إفطاراً ولهواً، إنكم لن تحزنوا بعد اليوم، أعلنوا أفراحكم بالطنبور والآرغن والموسيقا، اشكروا الذي وعدكم ووفى بوعده. واظبوا على مبادئكم كما في السابق. أما أيام المصاعب والمآتم فاجعلوها بسبب بعثي أيام شكر ومسرة. لا تهابوا شيئاً فإن حكمكم لن يقتصر على حكم أمم الأرض بل سيتعداها إلى جميع المخلوقات في أعماق البحار، وكل هؤلاء يجرون لكن من أجل رفاهيتكم. ما إن أعلن (سبتاي) نبوءته هذه عام (1645) حتى ضج يهود ازمير وقام رئيس الحاخامات المسمى (جوزيف إيكابا) ومعه رجال آخرون بالحكم على (سبتاي) بالإعدام.لم يكترث (زيفي) برجال الدين وغيرهم من معارضيه لاعتقاده أن الدولة العثمانية لن تسمح له بإيذائه. تنقل المذكور ما بين اسطنبول وأثينا لكنه لم يقم بأي نشاط بعدها رحل إلى مصر ثم إلى القدس. تزوج من امرأة يهودية بولونية تدعى سارة وقد تم زواجه في القاهرة أثناء رحلته إلى القدس، تعرف إلى رجل يهودي اسمه (ابراهام لطمان) وهذا متزوج من ابنة أحد الأغنياء اليهود. عرض (سبتاي) على إبراهيم أن يكون رسولاً فوافق على ذلك. اعتنق (سبتاي) الإسلام بعد ضغط وبأمر من السلطان (محمد الرابع) انصاع وفعل ما أمر به وأصبح اسمه محمد عزيز أفندي. طلب عزيز أفندي من جميع أعوانه أن يعتنقوا الإسلام كذلك طلب من المفتي السماح لليهود بأن يعتنقوا الإسلام، وتم لـه ما أراد. وعلى إثر ذلك استأنف دعوته السابقة مستهدفاً هذه المرة الدين الإسلامي في الظاهر أما في داخلة فكان فكره اليهودي، انطلت الحيلة على العثمانيين، وقدم أتباعه من كل صوب وارتدوا العمائم وأرخوا لحاهم. أطلق العثمانيون عليهم اسم الدونمة، ومعناها العائدون إلى الدين الإسلامي بينما كانوا في الباطن العائدين إلى فلسطين. جمعت تعاليم سبتاي في 18 فقرة أهمها السادسة والسابعة عشرة. وتقول بعض هذه المواد الآتي: يجب أن نطبق عادات العثمانيين بدقة لصرف أنظارهم عنا؟! كما يجب أن لا يشعر أحد من الأتباع بتضايق من صيام شهر رمضان. ومن الأهمية أن ينفذ كل شيء بدقة متناهية. توسع نفوذه فخاف السلطان العثماني (محمد الرابع) من عزيز أفندي أن يغتصب العرش منه فأمر بنقله إلى (أدرنه) ومن ثم نفي إلى مدينة (أسكينوا) في ألبانيا وفيها توفي وكانت سنة 1676م. وبموته توقفت دعوته وكذلك توقف نشاط أتباعه وإلى يومنا هذا، إلا أنه توجد جماعة منهم تسمى جماعة (السبتائيين) وهم من اليهود المسلمين والذين يعرفون ويطلق عليهم يهود الدونـما(1).

آداب عبد الهادي
14/03/2009, 07:49 PM
انتشار الديانة اليهودية:
لم ينفك اليهود ولم ينقطعوا عن دعوتهم في أوساط الناس إلى اعتناق الدين اليهودي إلا بعد ظهور الإسلام وانتشاره. ورغم ظهور المسيح ودعوته الناس إلى اعتناق المسيحية واتساع نطاقها، إلا أن هذه الدعوة أصابت التبشير اليهودي بما يشبه الشلل، بل أدت ضربة وصدمة قوية للدين اليهودي المزيف وكهنته الكاذبين.
وقبل ظهور المسيح ونشر تعاليم الله، كان لليهودية أتباع كثر وأنصار أكثر وخاصة في رحاب العالم الوثني. ففي ذلك الحين كانت الديانة اليهودية هي الديانة الوحيدة الموحدة في العالم، فمنذ عام (220ق.م) وجدت التعاليم اليهودية مجالاًَ واسعاً رحباً في الإسكندرية وما جاورها، إذ انتشر هناك الدين اليهودي وعلى نطاق واسع وعلى يد جماعات من اليهود الذين (رافقوا) بطليموس واستوطنوا فيها وفي المدن الواقعة على شواطئ البحر الأبيض المتوسط.
بعد السبي البابلي:
بعد السبي البابلي انتشرت اليهودية في كل مكان وصل إليه اليهود، وبذلك اكتسبوا الكثير من العناصر الجديدة، كالساميين والآريين والمغول والزنوج وغيرهم.
في عام (662) اعتنق ملك بلاد الخزر، الدين اليهودي وجعله الدين الرسمي لبلاده ثم أحضر الحاخامات من البلاد الأوروبية وعلى رأسهم إسبانيا لإدارة المعابد اليهودية، ومنذ ذلك الحين أصبحت المملكة الخزرية ملجأ لليهود الهاربين من الإمبراطورية البيزنطية. ويشير المؤرخ اليهودي يوستوس بأن الأدوميين بعد أن اضطهدوا وغلبوا على أمرهم، أجبروا على اعتناق اليهودية. ومما لاشك ولا لبس فيه، وكما يقول أيضاً بعض المؤرخين، أن القسم الأكبر من اليهود والمتواجد في مختلف أصقاع العالم لا يمت بأي صلة إلى اليهود المتواجدين في فلسطين أي أنهم لم ينحدروا من هذه المنطقة إطلاقاً. وتؤكد المصادر التاريخية أن اليهود غادروا فلسطين في القرن الأول قبل الميلاد، حيث عاشوا في روما واليونان وقرطاجة وبلاد الغال وإيبيريا.
الأسباب التي تؤدي إلى كره اليهود واضطهادهم:
مما لاشك فيه أن اليهود بالغوا في خرافة الظلم والاضطهاد، حيث أخرجوا هذه الخرافة عن وضعها الحقيقي التاريخي، صحيح أنهم اضطهدوا في كل مراحل التاريخ من كل شعوب العالم، إلا أنهم بالغوا في ذلك كثيراً حتى وصلوا إلى حد الخرافة والمهزلة. فعلوا ذلك حتى يفهموا العالم أنهم ضحية وأنهم وحدهم المعذبون في الأرض دون سواهم. إنهم شعب مسكين اضطهد واحتقر وأذل وشرد هذه الصفات ألصقوها بهم وبكل صفاقة. إنهم لم يقدموا إلاسعياًولم يفعلوا ذلك وراء أغراض دنيئة خسيسة. ألصقوا هذه الصفات بهم ليستدروا العطف ويستجدوا الشفقة. وعلينا أن نعلم أن اليهود لم يفعلوا ذلك إلا سعياً وراء أغراض كانوا يبيتونها في نفوسهم.
وما نفهمه وندركه من الواقع أن اليهود شعب كغيرهم من الشعوب عانوا من الاضطهاد والعذاب، أي أنهم لم يكونوا الوحيدين في ذلك دون غيرهم، لكنهم بالغوا كثيراً في تصوير إيذاء الشعوب لهم. كانوا يضخمون ويجسمون كل حادثة مهما كانت صغيرة ويعطونها من التعظيم والتهويل أكثر بكثير مما حدث لغيرهم من الشعوب. فكثير من الأمم والطوائف أهملت وقاست مذابح وأهوالاً عاشوها وتمرسوا بها وذاقوا آلامها ومراراتها. ومن جانب آخر فإن اليهود أغفلوا، وعن عمد وسابق إصرار، الأسباب الأساسية الموجبة لتصرف الأمم والشعوب معهم. تناسى اليهود الدوافع الحقيقية لتصرفهم الشاذ الضار المؤذي تجاه الآخرين، فبناء على تصرف اليهود السيئ لم تجد الأمم والشعوب إلا الدفاع عن نفسها وحقها في الحياة والوجود.
إن اليهود هم ا لذين كانوا يكيدون لغيرهم، ومن الطبيعي وحسن التصرف أن تجد الأمم والشعوب نفسها ملزمة بأن تدفع التصرف السيئ بالمثل، والإيذاء بالإيذاء، وترد عن نفسها ووجودها الشر بالشر؟!..
إن تاريخ اليهود تاريخ مليء بالدسائس والمؤامرات(1) فهم وعبر التاريخ لم يدخلوا بلداً إلا واستقبلهم أهله بكل عطف وترحاب، لكنهم لا يلبثون أن يطردهم الشعب نفسه من أرضه مذمومين مدحورين أذلاء جراء تصرفهم وارتكابهم الآثام والشرور والدسائس, على مر الأزمنة ومراحل التاريخ، فمنذ عهد الفراعنة إلى زمن هتلر وهم يضطهدون ويطردون والذل يكسوهم؟.
ماذا يدل ذلك؟ الجواب واضح وجلي إنهم عنصر سيئ فاسد وإلا لماذا كان هذا الإجحاف وتصرف الأمم والشعوب والطوائف تجاههم، ومنذ آلاف السنين حيث عملت كل الأمم والشعوب على التخلص منهم وقذفهم إلى البعيد، دعونا نتساءل:ماهي الأسباب الكامنة والساكنة فيهم، ثم ماهذه الطبيعة الشريرة والمتميزة والأخلاق الفاسدة الغريبة المريبة فيهم؟!!، كله هذا يعود إلى دينهم المحرف والذي تم تحريره من قبل أناس مغموسين في الشذوذ والدجل. فالتعاليم اليهودية المحرفة، فرضت على من اعتنقها منطقاً خاصاً وفلسفة غريبة، هذه الفلسفة وهذا المنطق يقران قولان وفعلان بأن الرب (يهوه) إله اليهود، هو الإله الحقيقي ونحن اليهود أتباع هذا الرب الواحد الحقيقي، فنحن إذن شعبه المختار!!.؟.

آداب عبد الهادي
14/03/2009, 07:52 PM
بعض من أوامر الرب يهوه رب اليهود:
يقول الرب يهوه إلى موسى التالي:
"إن التجارب العظيمة التي أبصرتها عيناك، والآيات العجيبة واليد الشديدة والذراع الرقيقة التي بها أخرجك الرب إلهك، هكذا يفعل الرب إلهك بجميع الشعوب التي أنت خائف من وجهها.
والزنابير أيضاً يرسلها الرب إلهك عليهم حتى يفنى الباقون من أمامك، لا ترهب وجوههم لأن الرب إلهك من وسطك إله عظيم ومخوف. ولكن الرب إلهك يطرد هؤلاء الشعوب من أمامك قليلاً، قليلاً. لا تستطيع أن تفنيهم سريعاً لئلا تكثر عليك وحوش البرية، ويدفعهم إلهك الرب أمامك، ويوقع بهم اضطراباً حتى يفنوا".
هذه هي العقيدة اليهودية حسب ما جاء في التوراة، وهذا هو مصير الشعوب العربية والإسلامية وملوكها وحكامها.
ونستدل من هذا الكلام على أن الكهان والكتبة فصَّلوا الدين اليهودي على مقاسهم, ومن أجل مصالحهم الخاصة. فهذا الدين اليهودي هو الذي جعلهم ووضع في عقولهم أنهم (شعب الله المختار) ثم فرض عليهم عدم اختلاط دمهم بدماء شعوب أخرى خوفاً من تدنيسه؟!! كما أطلق أنبياؤهم وحاخاماتهم وحكماؤهم على الشعوب الأخرى لقب (شعوب الأرض) (بينما هم) (شعب السماء) "الشعب المختار، شعب الله، شعب الله المفضل" هذه التسميات هي سبب أساسي من مجموعة الأسباب التي جعلت تصرفهم وأفعالهم سبب كل نكباتهم وتشتتهم. أما من ناحية الوفاء للوطن الذي يقيمون ويعيشون فيه، فهو معدوم تماماً، لأن اليهودي بغريزته، وتقاليده، لا يخلص ولا يعرف ما هو الإخلاص، اليهودي لا يخلص إلا لليهودية والتي لها وحدها عليه حق الطاعة والولاء. وإن اليهودي الذي يعيش في أي مجتمع ويشرب من مائه ويأكل من طعامه ويكسب من ماله، ومهما كان هذا المجتمع سالماً وخيراً فهو في عقيدته ونظرته إليه لايعتبر وجوده فيه إلا وجوداً آنياً مؤقتاً فرضه عليه الظرف المؤلم القاسي الذي مر فيه حسب اعتقاده الخاطئ.

هامش
(1) رئيس الجالوت: مصطلح عربي يطلق على رئيس الطائفة اليهودية.
(1) الدونما: وتعني العودة، اعتقد المسلمون من هذا الاسم (العودة إلى الدين القويم) أما اليهود فعنوا به العودة إلى فلسطين.
(1) منذ أن صار لليهود تاريخ وحتى يومنا هذا وهم يمارسون مؤامراتهم ودسائسهم ويرتكبون بحق الشعوب الآثام والشرور. إن ما يحصل اليوم في فلسطين العربية من مذابح هو دليل واضح لنفسيتهم المشوهة ودينهم المحرف…

آداب عبد الهادي
14/03/2009, 08:10 PM
التلمود وماهو:
التلمود هو الكتاب الديني المقدس لليهود والذي يوحي إليهم بالآتي:
أ- الأرض وما فيها من ميراث هي لبني إسرائيل، تلزمهم إرادة الرب حتى يستولوا عليها!؟
ب- كل شريعة غير الشريعة اليهودية هي فاسدة!!؟.
ت- كل شعب حر غير شعبهم، قابض على السلطة هو شعب غاصِب!.
ج- الرب حرم عليهم استعمال الشفقة والرحمة!!!.
يقول ويكتب الصهيوني (سوكولوف) في كتابه الصهيونية في (التوراة) …. إنه لمن الغريب والمضحك المحزن أن نرى يهوداً يؤمنون بدين موسى ثم يدعون أنهم ألمان أو مجريون أو أمريكان أو إنكليز… إن لم يكن ذلك تجديفاً فإنه،ولا شك، سخرية..
والمعنى لذلك، هو أن أي يهودي والذي يعتبر نفسه مواطناً ألمانياً أو أمريكياً أو إنكليزياً، إنما يجدف على شريعة موسى، وبشكل أوضح وأدق إنه كافر بها.. فاليهودي يهودي دون أي شيء آخر، وأينما وجد وحيثما حل وأينما ذهب، ومن الكفر والإجرام أن يشرك بولائه للتعاليم اليهودية أي عنصر آخر، أو أن يخلص لوطن أو دولة، أو لأي شعب غير شعبه اليهودي؟! إننا نتساءل بعد هذا كله أليس من حق الأمم والشعوب والمجتمعات أن تتضايق وتتذمر وتتنكر لهم، ثم تعمل على اقتلاعهم وطردهم بغية التخلص منهم ومن شرورهم كون اليهود يعرفون أنفسهم بأنهم أقلية دينية عنصرية لا وطن لهم، لارابط قومي يجمعهم سوى المال والتسلط على التجارة. إنهم يفعلون هذا لسبب واضح بسيط وهو شعورهم بعدم وجود أي رابطة تجمعهم بالبلد الذي يعيشون فيه سوى استنـزافه ونهب خيراته. كما أنه لايهمهم شأن البلاد السياسية والوطنية والثقافية لأنهم يعتبرون أنفسهم غرباء عنها، وقد أشار قدماء اليونانيين بأسى ومرارة إلى اليهود الذين أتقنوا وتفننوا ببراعة عالية في النفاق والتسلط على ثروة البلد، وذلك عن طريق تحكمهم في التجارة والمال. كما أورد عدد من المؤرخين، ومن بينهم المؤرخ (غيبون) إلى أن سقوط الإمبراطورية في روما يعود إلى نفوذ اليهود الفاسد المفسد. فقد كانوا يشعرون ويعلمون بتركيبتهم الضعيفة، هذه التركيبة النفسية الشريرة، كانوا يعرفون ذلك، فيعمدون إلى الغش والاحتيال والغدر والدس.. كما أنهم يعمدون إلى سرقة أطفال ورجال ونساء الغير، يسرقونهم ليذبحوهم، ويخلطون بدمائهم خبزهم وكعكهم وشرابهم الديني، وأورد هنا الجريمة التي حصلت في مدينة دمشق عام 1840م:
لم يصدق أحد بادئ ذي بدء أن إنساناً يذبح إنساناً ليشرب دمه ويصنع من هذا الدم طعامه… تقدم مساعد القنصل الفرنسي بدمشق المسيو (بودان) إلى ديوان حاكم دمشق وأفاد بأن (البادري توما الكبوشي) قد غادر منزله يوم الأربعاء (5)شباط فبراير ولم يعد لغاية الآن…..
وكان الأب توما يعالج الناس، مسلمين، مسيحيين، يهوداً…بدأ مسؤول الأمن بدمشق (علي النونو) تحرياته. وجاءت معلومات تفيد بأن الأب (توما) قد شوهد في حارة اليهود .استدعى حاكم دمشق أربعة من حاخامات اليهود وطلب منهم تقديم أية معلومات قد توصل إلى الكشف عن هذه القضية ….بعد أيام شوهدت ورقة إعلان ملصقة بجانب الحلاق اليهودي (سليمان سلوم) اتجهت الشكوك إلى الحلاق …استدعي (سليمان) وحقق معه. اعترف المذكور وقال بأن الحاخام (موسى بنيمار) و(يهوداسلانيكي) والحاخام موسى أبو العافية و(داود هراري) وأخوته إسحق، وهارون، ويوسف لينادو كانوا مجتمعين مع الأب توما.حقق مع هؤلاء لكنهم لم يعترفوا.تم التضيق على سليمان الحلاق فما كان منه إلا أن طلب وعدا" بمنحه العفو عنه إذا تكلم …انطلق لسان سليمان بالاعتراف ووصف الجريمة فقال: أمرني داود هراري وأخوه هارون بذبح الأب توما الذي كان مقيداً، قمت وبطحت الأب توما البادري على الأرض وساعدني البقية الذين أحضروا "طشتاً" (وعاءً كبيراً) وأمسكت البادري أنا والبقية ووضعت رقبته على الطشت وأخذ داود السكين وذبحه ثم عمل هارون على إكمال ذبحه وأخذوا دمه ولم يتركوا نقطة واحدة من الدم تسقط خارج الطشت وكان واقفاً يتفرج على ذلك كل من هارون وهراري واسحق هراري ويوسف هراري ويوسف لينادو والحاخام موسى أبو العافية والحاخام موسى بنيمار وغيرهم. بعد ذلك أحرقنا الأب ثم قمنا بتقطيعه ورميناه في مياه النهر المالح. قال القاتل إسحق هراري إن ذبح الأب توما كان المقصود منه استخلاص دمه وفقاً لما يطلبه الدين اليهودي، من معتنقيه. حيث يحتفظ بالدم عند الحاخامات لمزجه بالدقيق وصنع الخبز منه حيث يوزع في الأعياد. بعد ذبح الأب توما وتقطيعه، قام المجرمون بذبح خادمه إبراهيم وفعلوا به مثل مافعلوا بالأب توما. هكذا يذبحون الناس ويخلطون بدمائهم خبزهم وكعكهم وشرابهم الديني، ففي عام (1215)م اضطرت الكنيسة الكاثوليكية أن تتخذ إجراءات وتدابير قاسية للحد من تسلطهم وطغيانهم التجاري، فكانت للكنيسة مقررات سميت بقرارات (لايزن) والتدابير التي فرضت على اليهود هي الإقامة في أحياء خصصت لهم كما حرمتهم ومنعتهم من استخدام المسيحيين ومزاولة أكثر من نوع واحد من أنواع العمل والتجارة.

آداب عبد الهادي
14/03/2009, 08:12 PM
الفصل الثاني

طرد اليهود من أوروبا
بولونيا تفتح أبوابها ليهود أوروبا
روح اليهودي
الجاسوسية
اليهود من الوجهة العنصرية

طرد اليهود من أوروبا:من الأشياء الثابتة في تاريخ اليهود، أن حياتهم تبدأ في كل بلد يهاجرون إليه بالعيش الهني المريح ثم بالكره لهم وبعدها بالطرد، حيث يتوجهون إلى بلاد جديدة أخرى، وهكذا دواليك، استقبال حسن، حياة رغيدة هانئة، كره، طرد وهذه معادلة ثابتة. ولنأخذ مثالاً على ذلك، فقد هاجر اليهود إلى معظم البلاد الأوروبية وما إن استقروا فيها حتى طردوا منها وأكثر من مرة بعد أن عوملوا فيها معاملة جيدة، فلا فرق بينهم وبين أهل البلاد الأصليين. إلا أنهم، أي اليهود، ما أن يستقروا في بلد من البلدان حتى تبدأ دسائسهم ومؤامراتهم ثم يبدأ خطرهم يكبر ويستفحل. وتتنبه الحكومات والشعب إلى تصرفاتهم الشريرة بسبب ضمائرهم وأخلاقهم الباطنية الشريرة التي تطفو على السطح حاملة كرههم للناس، وتسلطهم الجشع المؤذي، هنا يبدأ كره الناس لهم ثم يأتي بعده الطرد، هذا هو وضعهم وتصرفهم على مر التاريخ والسنين. وإذا استعرضنا وجودهم في هذا العالم نجد الآتي:
أولاً – إنكلترا:
كانت الدولة الإنكليزية آخر دولة أوروبية هاجر اليهود إليها، إلا أنها كانت أول دولة طردتهم من أراضيها؟ فبعد القرارات التي اتخذها مجمع (لايزن) الديني ضدهم، أصبح التعامل معهم صعباً وعسيراً، وقد قامت في جميع أنحاء بريطانيا مظاهرات تطلب طرد اليهود من جميع الأراضي البريطانية.
وفي عام 1290 م قامت السلطات الإنكليزية بمصادرة ثروات اليهود ثم طردتهم، الخطوة هذه اتخذها الملك (إدوار الأول) بعدما شعر بخطر هؤلاء الغرباء الأشرار الذين تسلطوا على مقدرات البلاد دون أن ينصهروا فيها أو يهتموا بشعبها أو مصالحه.
وبعد أن طردت إنكلترا اليهود سارع ملوك ورؤساء أوروبا إلى الاقتداء بها حيث طرد اليهود من الدول التالية وفق الترتيب التالي:
1- طردت فرنسا اليهود أول مرة في عام (1182م) حيث قام الملك (فيليب الجميل) بطردهم بعد أن استولى على ثرواتهم وأموالهم، بعد أن كان اليهود يسيطرون على المال والتجارة منذ عهد الإمبراطور (شارلمان). وفي عام (1306م) طرد اليهود من فرنسا مرة ثانية ثم طردوا منها مرة ثالثة عام (1394م) ولكن بقيت لهم بعض المعسكرات في كل من (بوردو، وأفينون، ومرسيليا) وفي عام (1682م) طردوا منها وللمرة الرابعة.
2- سكسونيا طردوا منها عام (1348م).
3- سلوفاكيا طردوا منها عام (1380م) وعادوا إليها سنة (1562م) ثم طردوا منها مرة أخرى عام (1744م).
4- بلجيكا طردوا منها عام (1370م) إلا أن عددهم كان قليلاً، وقد عادوا إليها في سنة (1450م).
5- النمسا طردوا منها عام (1420م).
6- الأراضي المنخفضة (هولندا) وجوارها من الدول طردوا منها عام (1492م).
7- ليتوانيا تم طردهم من قبل الغراندوق (ألكسندر) عام (1495م).
8- بافاريا طردوا منها عام (1551م).
9- البرتغال طردوا منها عام (1498م).
10- إيطاليا طردوا منها عام (1505م).
11- إسبانيا طردوا منها بعد خروج العرب المسلمين وكان يبلغ عددهم آنذاك (200) ألف نسمة هاجر أكثريتهم إلىتركيا بولونيا ومصر وإيطاليا..
12- روسيا طردوا منها عام (1510م).
13- السويد: لم تسمح لهم بدخولها إلا في عام (1782م) وكذلك الدانمارك. والجدير ذكره هنا، أن البولونيين، حرموا على اليهود جميع الإيرادات الحكومية ومنعوا عنهم جميع المقاولات والتعهدات كما حرموا عليهم التجارة، ومزاولة المهن والحرف الحرة. بعد طرد اليهود من دول أوروبا بعث الحاخام (شيمور) المسؤول الديني في أوروبا، رسالة إلى الحاخام الأمير في الأستانة يسأله رأيه فيما حصل وماذا يجب فعله، جاء الرد موقعاً باسم أمير اليهود على الشكل التالي: "أنصحكم باتباع وسيلة (حصان طروادة) وأنصحكم أيضاً بجعل أولادكم قساوسة وكهنة، ومعلمين ومحامين وأطباء حيث ستتمكنون من الدخول إلى عالم المسيحية وتقويضه من الداخل…".

آداب عبد الهادي
14/03/2009, 08:25 PM
بولونيا تفتح أبوابها ليهود أوروبا:
في القرون الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر، فتحت بولونيا أبوابها ليهود أوروبا الهاربين المطرودين، وقد استوطنوا فيها وعلى نطاق واسع وعندما قسمت بولونيا بين كل من (بروسيا) و(روسيا) عام (1793) كان نصيب روسيا الجزء البولوني الذي تقيم فيه الأكثرية الساحقة من اليهود قاطني بولونيا، وبذلك ارتبط تاريخ روسيا الحديث بما يسمى بالقضية اليهودية. وكان هذا الارتباط كبيراً ومعقداً إلى درجة اضطرت الحكومة الروسية إلى حماية شعبها من جشع اليهود وتسلطهم ومؤامراتهم ففرضت عليهم الإقامة في أماكن معلومة وواضحة تماماً، وتركت لهم الحرية في تصريف شؤونهم الدينية. ومن داخل بيئتهم اليهودية نشأت اللغة اليهودية الدارجة (الإيدية(1)) ومن هذه البيئة وهذه الأحياء اليهودية انبثقت الصهيونية.
رغم كل ما حصل لليهود في روسيا إلا أن أحوالهم بقيت مزدهرة إلى درجة أن احتكروا وأبقوا في أيديهم الكثير من الصناعات، مما أدى إلى سيطرتهم على الاقتصاد الروسي. ورغم هذا كله فقد ظلوا متذمرين شاكين باكين من معاملتهم وظروفهم ومتهمين الحكومة الروسية بظلمهم. كانوا دائمي ا لشكوى وسيبقون، وبالرغم من سيطرتهم وتسلطهم على كل شيء. وقد عملوا على إعفائهم من الخدمة العسكرية فاستجيب لهم لقاء دفع بدل نقدي، بالرغم من عطف بعض القياصرة عليهم مثل القيصر (اسكندر الأول) إلا أنه وبعد فترة من الزمن عاد واستفحل الخطر اليهودي بشكل عام، وعلى الحالة الاقتصادية بشكل خاص مما دفع القيصر (نيقولا) الأول إلى إلغاء نظام الأحياء اليهودية الخاصة "الجيتو(2)" فعل ذلك حتى يخرج اليهود من انطوائهم وعزلتهم المريبة ويندمجوا في المجتمع الروسي ينقولا انزعج اليهود من قرار القيصر (نقولا) والسبب في ذلك أنهم يريدون أن يبقوا وحدة خاصة غريبة عن البلد والمجتمع الذي احتضنهم وعاشوا فيه. إنهم يريدون المحافظة على استقلاليتهم في كل مظاهر حياتهم، في اللغة، في الثقافة، في الزي والتقاليد إضافة إلى امتصاص خيرات البلد، وبعبارة أوسع هم يريدون كل شيء لهم وأن يبقوا على حالهم وعلى كل شيء يخصهم!.
زاد عداؤهم للقيصر وراحوا يحيكون المؤامرات الواحدة تلو الأخرى ثم عملوا على نشر الفساد والإفساد. وزادت شرورهم. وقد وجدوا فرصة سانحة في الحروب التي تخوضها روسيا مع بعض الدول. فعملوا جواسيس من أنفسهم على حكومة القيصر، كما اشتغلوا جواسيس وعملاء لإنكلترا ضد روسيا في حرب القرم، كما لعب سماسرتهم وتجارهم أدواراً خطيرة في إفساد الجيش الروسي وتخريب إدارته عن طريق الرشوة والنساء، وفي تأخير المعدات والأسلحة عن الجيش الروسي في جبهات القتال. وكانوا سبباً مباشراً وقوياً في انهزام روسيا في حرب القرم!!.
وجاء عهد القيصر (اسكندر الثاني) وفي عهده رفع عنهم الكثير من القيود المفروضة عليهم. ازداد نفوذهم المالي والسياسي، ومن خلاله تسللوا إلى جميع الدوائر الرسمية، ثم احتكروا كثيراً من المهن وتسلطوا على مرافق الحياة. ومع ذلك كله، لم ينفكوا ولم يكفوا، عن التذمر والشكوى، تفاقم وضعهم وكبر نفوذهم السياسي، فقاموا ودبروا مؤامرة لاغتيال القيصر، واغتيل القيصر في مؤامرة دبرها اليهود وذلك في منزل المرأة اليهودية (هيسيا هلفمان).بعد كل هذه المؤامرات والدسائس والتجسس وجريمة قتل القيصر، بعد هذا الوضع السيئ كله تأتي مظالم اليهود المرابين، مضاف إلى كله ذلك معاناة المواطن الروسي بشكل عام والفلاح بشكل خاص ازادو تحكم اليهود بمقدرات الشعب الروسي، مما زاد الحقد عليهم ونمى الكره في قلوب الناس، مما دفع الحكومة الروسية إلى فرض قوانين خاصة عليهم خوفاً من أن يستفحل نفوذهم فيعبثوا بالبلاد ويقسموها على هواهم، ونظراً لكل ما حدث ويحدث، طردت الحكومة الروسية قسماً منهم وأصدرت قوانين تحد من نشاطهم وعملهم في مختلف المجالات.
كون اليهود وفداً وقابلوا القيصر الجديد (اسكندر الثالث)، محتجين على التفرقة المزعومة التي تنتهجها السلطات الروسية ضدهم، وأجرى القيصر التحقيقات اللازمة بذلك ثم أصدر مرسوماً بهذا الشأن جاء فيه:
"أبدت الحكومة اهتمامها، مدة من الزمن باليهود وبعلاقاتهم مع سائر سكان الإمبراطورية، بغية إثبات الحالة المحزنة التي وصل إليها السكان المسيحيون بسبب سلوك اليهود في القضايا التجارية. وخلال السنوات العشرين الماضية استولى اليهود تدريجياً على مختلف فروع التجارة، والعمل على جزء كبير من الأراضي، إما بشرائها أو بحراثتها، وفيما عدا بعض الحالات، لم يحصر اليهود اهتمامهم كهيئة موحدة، لإنماء ثروة البلاد أو إفادتها بل لسلب سكانها، ولا سيما الفقراء منهم، بحيلهم وخداعهم. فسبب سلوكهم هذا احتجاجات من جانب الشعب برزت في أعمال العنف والسرقة. أما الحكومة فبينما كانت من جهة تبذل قصارى جهدها للقضاء على الاضطرابات وإنقاذ اليهود من الظلم والتقتيل، فقد رأت من جهة أخرى أن الواجب والعدل يحتِّمان عليها أن تتخذ بسرعة تدابير حازمة لوضع حد لما يناله السكان من اضطهاد اليهود ولتحرير البلاد من غدرهم واختلاساتهم التي كانت، كما هو معروف، سبب الاضطرابات".
وخلال تلك الفترة ظهرت جماعة من اليهود تسمي نفسها (الحاسديم(1)) تنادي هذه الجماعة بعدم التخلي عن تعاليم التوراة والتلمود والتمسك بمبادئ الدين اليهودي والتقاليد اليهودية ومن ثم مقاطعة المدارس الروسية المسيحية واعتبار كل من يخالف ذلك خارجاً عن الدين اليهودي!.
وفي خضم هذه الأجواء العاصفة ولدت الحركة الخطيرة (الصهيونية) وقد أطلق هذه الحركة (الصهيونية) تيودور هرتزل الذي يحمل الجنسية النمساوية.

آداب عبد الهادي
14/03/2009, 08:28 PM
روح اليهودي:
يصف الكاتب (بييركاسينو) اليهود في كتابه ( تأثيرات بالقضية الإسرائيلية) بقوله: (... فأنت تشعر بقربهم بعدم الاطمئنان وبالانقباض، كما تشعر أنهم شاذون عن الشرائع والعادات والأعراف، ولهذا فأنت تحس أن أدبهم متكلف ... غير مقبول).
هذه هي روح اليهودي والتي تحسها بمجرد الاتصال بهم ولكنك تحسها وتعيشها أكثر فأكثر, وعلى نطاق أشمل وأعمق عندما تتعامل معهم أو تعيش بينهم. وإذا اقتربنا منهم أكثر نجد أن لهم روحاً خاصة بهم، فهم يختلفون ويتفردون بروحهم عن كل البشر والأجناس والأطياف وفي كل مكان وزمان. فليس هناك أي توافق بين اليهودي وبين غير اليهودي، وسبب هذا التنافر هو العقلية الكامنة في أعماقه والتي تنبثق عن الكائن اليهودي، وعن صفاته العرقية والدينية والاجتماعية. فالصفات الثلاث هذه تقوم دائماً على تشويه الحقيقة وإنكار الشريعة، وهدم الروح والمثل الأخلاقية. ومن هذا كان، وما زال، تضرب الأمثلة باليهود، فقدكانوا دائماً أبطال الروايات والقصص الخبيثة والشريرة والمرابية، وفي فرنسا يوجد مثل يقول (يتناوله الناس.. لأنه غير يهودي) أي أنه رجل شريف.
ومما لا شك فيه أن العامل الأول والأكثر أثراً في أن تكون لليهود (روح خاصة(1)) ونفسية متميزة، هو الديانة اليهودية نفسها. فدينهم الذي حرروه وفصَّلوه على قياسهم علمهم الحقد على كل شيء والسعي والعمل على هدم كل شيء، فدينهم غرس فيهم الحقد والاستعلاء والكراهية فتولّد لديهم شعور بأنهم أسياد العالم!!. وأما مقولة شعب الله المختار فقد أصبحت عقيدة مقدسة في نفوسهم، حيث تمسكوا بهذه الفكرة الكذبة، هذه الفكرة التعصبية منذ أكثر من (3000) سنة يتناقلها الحاضرون عن الأولين الأسلاف، ويبشر بها أنبياؤهم وقضاتهم وحكماؤهم الكذبة في كل مكان! فالتوراة تخاطب الشعب اليهودي بقولها (...وسوف ننقذك من أعدائك وعليك أن تشتت أعداءك وأن تجعل كل من يبغضك يهرب منك). وفي مكان آخر من التوراة المزورة (يرفعك الله فوق جميع الشعوب في الأرض ويجعلك الشعب المختار المقدس) !!!.
ونقف قليلاً مع التلمود الذي يقال فيه (نحن شعب الله في الأرض، سخر لنا الحيوان الإنساني، وهو كل الأمم والأجناس، سخرهم لنا لأنه يعلم أننا نحتاج إلى نوعين من الحيوان، نوع أعجم كالدواب والأنعام والطير، ونوع ناطق كسائر الأمم من أهل الشرق والغرب. إن اليهود من عنصر الله كالولد من عنصر أبيه ومن يصفع اليهودي كمن صفع الله، يباح لإسرائيل اغتصاب مال أي كان، وإن أملاك غير اليهود كالمال المتروك، يحق لليهودي أن يمتلكه!).
وجاء أيضاً في (السنهدرين(1)) ما يلي: (أنتم يا أمة إسرائيل تدعون بشراً، أما ما عداكم من الأمم الأخرى فوحوش).

هامش) الإيدية: لهجة ألمانية تكتب بحروف عبرية.
(2) الجيتو: تستخدم بشكل خاص للإشارة إلى أحياء اليهود في أوروبا، وقد أقيم أول حي يهودي يطلق عليه اسم الجيتو في البندقية عام 1516م. وأول من أقام الجيتو هو البابا بولس الرابع في روما عام 1555م، وأصل كلمة جيتو غير معروف..
(1) الحاسديم: أي الأتقياء. هي حركة دينية يهودية ظهرت في العصور الحديثة، وانتعشت في منتصف القرن الثامن عشر على يد حاخامين أحدهما: (بعل شيم طوب)، هولندي، انتشر الحاسديم في أوروبا الشرقية، ويعرف أتباعها بالمتشددين. ومن أهم أهدافهم إقامة مملكة الرب في القدس وإعادة بناء الهيكل.
(1) قال المصلح الديني الألماني مارتن لوثر الآتي: "أيقنت أن اليهود غلاظ الأكباد. انحرفوا عن شريعة موسى وزوّروا كتبه وأقواله. أمّا معابدهم فما هي إلاّ مواخير للفسق والفجور. اليهود لايهمهم إلا السلب والنهب"..
(1) السنهدرين: المجمع اليهودي الأعلى. المسموح لهم بالانضمام إلى السنهدرين هم الحكماء والعالمون بأصول السحر.
(2) جاء هذا في العهد القديم.

آداب عبد الهادي
14/03/2009, 08:30 PM
الجاسوسية:وللجاسوسية في كتابهم المزيف، التوراة دوركبير ,حيث يقولون فيه: إن الرب طلب منهم وعلمهم أن يمتهنوا التجسس على البشر الآخرين. فللجاسوسية أهمية عظمى في كتابهم الديني المزور والذي تحدث عن الأنبياء(2) الذين مارسوا التجسس وأمروا به، وكذلك موسى أمر به؟ حيث قال ( أرسل رجالاً ليتجسسوا على أرض كنعان). ومن المعروف أن طبائع وخصائص اليهود لا تتبدل ولا تتغير، فالغدر نابع من تركيبتهم العرقية والنفسية كما أنهم لا يوفون بعهد قطعوه ولا يحترمون ذمة. وإيذاء الآخرين مطبوع فيهم. وفيما يلي أروي هذه الحادثة التي تدل على أخلاقهم. ففي عام (1917)م كانت الدولة العثمانية تحارب إلىجانب الحلف الألماني- النمساوي- الهنغاري ضد الحلفاء الإنكليز والفرنسيين والروس، وكان مشكوك بولاء اليهود للسلطات العثمانية في فلسطين وبينما كان مدير ناحية (سيزاري) يتفقد طيوره اقتربت حمامة وحطت في برج حماماته، اقترب مدير الناحية (أحمد بيك) وأمسك الحمامة الغريبة وصار يتفحصها فوجد في رجلها خاتماً يحتوي على رسالة مشفرة فعرف أن هناك شبكة تجسس تعمل في فلسطين ومن ورائها يهود. قام أحمد بيك بإعلام قائم مقام حيفا وسلمه الرسالة المشفرة ،وبدوره قام بتسليم الرسالة المشفرة إلى الخبراء الألمان العاملين بإمرة الجنرال (كريس فون) رئيس أركان أحمد جمال قائد الجيش الرابع العثماني... بعد أسبوع من الحادث أوقف يهودي اسمه (نعمان بليكند) أثناء محاولته الوصول إلى الخطوط البريطانية في سيناء، كان (نعمان) يرتبط بعلاقة قرابة بأسرة (زيخرون يا آكوف) الموالية للإنكليز، وحينما قبض على (نعمان) كان يحمل وثائق مهمة عن الجيش العثماني وتحركاته. تواصل العمل للوصول إلى شبكة التجسس اليهودية... بعد فترة قصيرة تم اكتشاف خلية التجسس اليهودية وتم القبض على اليهودي (جوزيف ليشانسكي). عندما وقعت حمامة التجسس بيد (أحمد بيك/علمت اليهودية)سارة آرونسون) بوقوع الحمامة حاملة رسالة الشيفرة، وكانت المذكورة هي التي أرسلت الرسالة المشفرة، والرسالة كانت تحمل تعليمات مهمة إلى الجنرال (أدموند اللنبي) قائد قوات الحلفاء المحصور منذ فترة على أطراف مدينة غزة الفلسطينية. اعتقلت (سارة) مع بعض اليهود، وأثناء التحقيق معها طلبت أن تذهب إلى الحمام، ذهبت (سارة) إلى الحمام وأخرجت مسدساً وأطلقت النار على رأسها وماتت. وبعد ثلاثة أسابيع اخترقت الجيوش البريطانية الخطوط الألمانية التركية. وهذا الاختراق كان بسبب المعلومات التجسسية اليهودية. وكان الأخ الأكبر لسارة والذي يدعى (آرون آرونسون) هو الذي أنشأ شبكة التجسس اليهودية والتي وصلت إلى قلب القائد العثماني أحمد جمال عن طريق عشيقته (سارة).
وكانت المخابرات البريطانية قد أطلقت على هذه الشبكة اسم (نيلي) وهذه الكلمة تدل على الحروف الأولى من كتاب سمي (العناية الإلهية بإسرائيل لن تتركك وشأنك) ثم شنق أعضاء الشبكة كلهم في مدينة دمشق.
إنهم لا يرعون ذمة، لأن الرب، كما تقول توراتهم المزيفة، أمرهم بواسطة (موسى) أن لا يقطعوا عهداً!.وبما أن دينهم لا يعترف باليوم الآخر ولا يؤمن بالبعث والحشر والثواب والعقاب فنتيجة طبيعية لذلك أن ينشأ ويتربى اليهود متحللين من ما يمكن أن يردعهم عن ارتكاب الموبقات والآثام والشرور. فهم يعملون، وبشكل دائم وبكافة الوسائل والسبل، على هدم الدين وتاريخ الأمم الأخرى، وكل ما هو مقدس من تقاليد وأعراف لدى الآخرين مع الاحتفاظ بتقاليدهم وعنصريتهم ودينهم أيضاً.
ومن الطبيعي جداً أن تكون روح اليهود على هذا النحو الهدام، أن تتعمق السلبية في نفوسهم، وأقصد في نفوس وعقلية كهنتهم ومفكريهم وفلاسفتهم الذين يفترض فيهم الفهم والعمق في التحرر من الديانة اليهودية إلا أنه من الشيء الطبيعي أن تكون نفوسهم وخصائصهم الروحية على هذا الشكل الشاذ والمشين ما دام هناك كتاب مزيف يدعى (التوراة) وكذلك (التلمود) هذان الكتابان اللذان هما دستورهم الديني والسياسي، ومن هذين الكتابين تخرج أخلاقهم. وكثير من المؤرخين والكتاب والفلاسفة ذكروا وكتبوا الكثير عن ذلك ومنهم الكاتب اليهودي (لازار) والذي قال في كتابه عن الحركة المعادية لليهود الآتي:(احتفظ اليهود بصورة عامة بالروح اليهودية، ومع أنهم تحرروا من كل دين ومن كل إيمان، فقد خضعوا بدافع الوراثة والتربية للتأثير اليهودي القومي. وتتوفر لنا الأدلة دوماً على استمرار الروح اليهودية في المفكرين اليهود أنفسهم، هذه الروح التي لمسناها في كل من (مونتافي) و(سبينوزا) فاليهودي يشترك بالثورة بوصفه يهودياً. أي وهو مقيم على يهوديته!).

آداب عبد الهادي
15/03/2009, 03:09 PM
ماري أنطوانيت:
"عقد الجواهر"
وهنا، أورد مافعله اليهود لماري أنطوانيت ابنة الإمبراطور فرنسيس الأول إمبراطور النمسا وزوجة لويس السادس عشر ملك فرنسا، والرواية طويلة، إلا أنني أورد بعضاً منها:
يعتقد معظم الناس أن الملكة ماري أنطوانيت، كانت امرأة مغناجاً لعوباً تسعى للملذات والغراميات الخليعة، كخياناتها لزوجها الملك لويس السادس عشر مع أصدقائه مما دعا الشعب الفرنسي يطالب برأسها ... وبعد حين قام دارسو ومؤرخو التاريخ للملكة وزوجها فوجدوا أن الروايات التي كانت تحكى عن المذكورة ما هي إلا أكاذيب وتلفيقات أعدها واشترك فيها أصحاب المصارف الكبار اليهود بالإضافة إلى محافل الماسونية والنورانيين (1)، وزيادة في تلطيخ سمعة الملكة ماري أنطوانيت قام الأستاذ المرتد عن المسيحية (آدم وايزهاويت) بابتكار رواية عقد الجواهر وبدوري ألخص هذه الرواية:
كانت الخزينة الفرنسية في وضع سيئ للغاية، وكانت الحكومة الفرنسية تستجدي الأغنياء الكبار ليقرضوها المال، في هذه الأثناء قام يهودي من عملاء النورانيين وقدم طلباً مزوراً موقعاً من الملكة ماري أنطوانيت إلى جواهرجي البلاط الملكي طالباً منه صنع عقد من الجواهر الغالية، يكون شبه أسطوري، وقد قدر ثمنه في ذلك الوقت بربع مليون ليرة فرنسية...تم صنع العقد وقدم إلى الملكة ، فما كان من الملكة ماري أنطوانيت إلا أن رفضت العقد رفضاً تاماً كما نفت علمها بأية رسالة منها إلى صناع وجواهرجي البلاط بخصوص العقد. قام المتآمرون اليهود بنشر الأقاصيص عن العقد الخيالي وشاع الخبر كما أراد النورانيون، وعلى إثر ذلك تعرضت الملكة لانتقادات كبيرة وسيئة وكذلك لطخت سمعتها وسقطت في الأوحال نتيجة المؤامرة التي حيكت لها. قامت الدعاية اليهودية قيامتها، فدارت مطابع اليهود لتطبع الآلاف من النشرات التي تحرض على الملكة وتغرقها في محيط من الانتقادات، هذه النشرات قالت زاعمة إن عشيقاً سرياً للملكة هو الذي أهداها هذا العقد الأسطوري إعجاباً بمفاتنها وغنجها. لم تقف حملة التشهير وإساءة سمعة الملكة عند هذا العمل، بل ابتكر اليهود عملاً خسيساً أكبر وأعمق لؤماً وخبثاً من الأول، فكتبوا رسالة إلى الكاردينال (برنس دي روهان) تحمل توقيعاً مزيفاً آخر للملكة وطلبت إلى الكاردينال موافاتها في القصر الملكي في منتصف الليل للتشاور بشأن العقد. قام اليهود وعهدوا إلى إحدى الغانيات للتنكر بزي الملكة أنطوانيت ومقابلة الكاردينال وهكذا تم. أوصل هذا اللقاء الكاذب المزيف إلى الصحف فانتشرت القصة الملفقة, ورقص وهتف اليهود بالأغاني والأهازيج الجنسية الرخيصة التي تناولت اثنين من كبار شخصيات الحكم والكنيسة. لقد فعل اليهود كل هذا للملكة ماري أنطوانيت لأنها وقفت في وجههم، وفي طريق تطلعهم غير المشروع. إن الشجاعة والصبر اللذين قابلت بهماماري أنطوانيت أكاذيب ودسائس أعدائها أوديا بحياتها وإن هذا المرأة التي واجهت المقصلة بشجاعة ورباطة جأش لا يمكن أن تكون امرأة عاشت حياة شذوذ وحياة خليعة ماجنة.

آداب عبد الهادي
16/03/2009, 02:56 PM
اليهود من الوجهة العنصرية:آراء كثيرة تختلف في تعريف اليهود حتى من قبل اليهود أنفسهم.
هل اليهود يؤلفون (عرقاً) بالمعنى العلمي لتعريف (العرق)؟ هل اليهود أمة أو شعب ؟ هل هم طائفة دينية خاصة؟.
منهم من قال إنهم أمة، توافرت لها كل عناصر تكوين الأمة، ومنهم من عرفهم بأنهم جماعة دينية تعتقد برب واحد وتدين بالطاعة والقانون (لموسى) ولهم تفكير خاص وأخلاق واحدة، كما لهم ذكريات ورغبات مشتركة. إلا أن الواقع الذي لا مراء ولا جدل فيه أنهم، أي اليهود، لا يؤلفون أمة أو شعباً وليس لهم عرق بالمعنى العلمي، خاص بهم مثل بقية الأمم. فالاختلاط جرى في دمائهم أكثر بكثير مما جرى واختلط عند غيرهم، إنهم طائفة دينية لا تجمعها رغبة واحدة في حياة سياسية واحدة، إن الذي يجمعهم هو فكرة على طريقة في الحياة واحدة. وإن الرباط الذي يجمعهم ويصل بين هذه الجماعات اليهودية، على اختلاف مشاربها وديارها وتواجدها، هو شيء واحد، وهو الرباط الديني فقط. وهذا مبني على وعد ديني أيضاً وعلى التطلع الجماعي إلى وطن روحي معين دون أن تجمعهم لغة قومية أساسية واحدة إلى هذا المركز الدين. وبالنظر إلى طرد وهرب اليهود وتشتتهم في جميع أنحاء العالم، ومن ثم قيامهم بالتبشير الديني طيلة مئات وآلاف من السنين شيء حتمي أن يعتنق اليهودية كثير من الأفراد والجماعات ومن مختلف الأمم والشعوب, وعلى اختلاف أجناسهم وألوانهم. وإذا أردنا أن نقول بأن اليهود يرجعون من الناحية العرقية بأصولهم إلى البابليين والحثيين والمصريين والكنعانيين والفينيقيين والفلسطينيين القدماء والرومانيين، ونتيجة للهجرة والاستيطان انقسم اليهود إلى ثلاث فئات مختلفة. أي أن كل فئة تختلف عن الأخرى اختلافاً جذرياً وذلك تبعاً للمؤثرات الطبيعية، كالجغرافيا والثقافة والتفاعل العنصري والاجتماعي مع الأمم والشعوب، أي مع شرائح متعددة من البشر التي عاشوا بين ظهرانيها. والفئات الثلاث هي:
1- الأشكنازيم: وهم الجماعات التي تعيش في أوروبا الوسطى والشرقية .
2- السفرديم: وهم سلالة اليهود الذين هاجروا من إسبانيا والبرتغال في القرن الخامس عشر، ثم استوطنوا في جنوب أوروبا والشرق الأدنى وأفريقيا الشمالية، وبعض المناطق في أمريكا وإنكلترا.
3- اليهود الشرقيون: وهم الذين استقروا في بعض البلاد الشرقية وآسيا والوسطى.
وبقراءة هادئة لما سبق ذكره نجد أن مقومات الأمة أو الشعب لم تتوافر في اليهود، وأنهم مختلفون عن أي أمة أو شعب في العالم ، إذا أطلق عليهم اسم أمة أو شعب.

آداب عبد الهادي
16/03/2009, 03:08 PM
شريعة موسى:
إن شريعة ( موسى) قوامها الوصايا العشر وما جاء في التوراة، وتحتوي الوصايا العشر على تعاليم الأخلاق ومستقبل بني إسرائيل والقليل من تعاليم الدين والعبادة(1).
ما هي حقيقة الوصايا العشرة
من الملاحظ أن هذه الوصايا التي يدعي اليهود أن الله أوحى بها إلى (موسى) وكتبها له (أي الله) بيده على لوحين من الحجر الصلب تشبه كثيراً ما جاء في القوانين والشريعة المصرية التي سبقت شريعة (موسى) بمئات السنن. ومما جاء في هذه الشريعة: إن الميت يقول في الدفاع عن نفسه أمام الآلهة والقضاة(1) الذين معه: لـم أعتد، لم أزن، لم أسرق، لم أقتل غدراً، لم أكذب، لم أدنس، لم أقذف، لم أستخف بالآلهة. وللعلم والمعرفة إن القوانين والشريعة المصرية قد أخذت الكثير من قوانين وأحكام الشريعة البابلية مراعين المعتقدات الفرعونية التي كانت سائدة في ذلك الزمن. وإننا نجد في القوانين والشريعة اليهودية, المنسوبتين إلى (موسى)، نجد فيهما أن إله بني إسرائيل يمنع عبده من شهادة الزور على ( قريبه) فقط. ونفهم من ذلك أن (القريب) هو كل إسرائيلي، أما على الآخرين فقد أجازها لهم، بل سكت إزاءها ولم يقل لهم شيئاً عنها. كما نجد في الوصية الأخيرة، أي العاشرة، أن إله بني إسرائيل نهاهم فقط عن اشتهاء امرأة اليهودي، أما اشتهاء زوجات الآخرين ,أي من غير اليهود الذين يسمونهم الغرباء فلم يحرمه عليهم، وهذا الأمر لا يوجد في تعاليم أي دين آخر، وخاصة في الأديان السماوية الصحيحة... وفي الوصيتين التاسعة والعاشرة، يتفق وما أمرهم به الرب، كل ذلك حسب رأيهم وزعمهم الكاذب. وقد جاء على لسان ( موسى) عند خروجهم من مصر حين قال: (وحينما تمضون لا تمضون فارغين، بل تطلب كل امرأة من جارتها ومن نزيلة بيتها، أمتعة فضة وأمتعة ذهب، وثياباً وتضعوها على بنيكم وبناتكم فتسلبون المصريين(1)).
هل من العقل أن يكون هناك دين سماوي أو إله يأمر خلقه بالسلب والنهب والسرقة؟!أمر إلهي بالسرقة والنهب ؟! إن حقيقة الأمر والذي يدل ويشير على أن حاخامات اليهود مزورون، بل أوغلوا كثيراً في العبث والتحريف في التوراة توراة النبي (موسى) الأصلية. فهؤلاء الحاخامات نسبوا إلى الله أوصافاً وأوامر لا تليق بالخالق عز وجل. هؤلاء الحاخامات مزورو التوراة جعلوه يأتمر بأمر (موسى) وفي ما يلي مثال واضح على ذلك: (.. وعندما ارتحل التابوت كان موسى يقول قم يا رب... وعند حلوله كان يقول ارجع يا رب)؟!! ونورد شيئاً آخر، لقد جعلوا من الله كاتباً؟! أي جعلوه يكتب الوصايا العشر على الألواح الحجرية(1) بيديه. وقالوا إنه يتكلم مع موسى وجهاً لوجه وفماً لفم، لا بالوحي أو بالإشارات. لقد صوروه على أنه حاقد, ويحقد ويقتص من الأبناء وأبناء الأبناء انتقاماً منهم عن ذنوب آبائهم، وهذا ما جاء في الوصية الثانية من الوصايا العشر؟! وهو لا يعلم، أي الله، الغيب ولا أي شيء إلا بعد أن يراه بعينيه. صوروه إلهاً ينسى وهو كثير النسيان لدرجة أنه بعد حين يتذكر ويراجع نفسه. (فتذكر الله ميثاقه مع إبراهيم واسحق ويعقوب) كما أنه عندما يود عملاً ما فينوي عليه، ثم فجأة (يبطل) عنه أي يرجع عن ما أراده نادماً خجلاً ويقبل النصيحة!!! أمر غريب. إله خالق يقول (كن فيكون) يقبل النصيحة من مخلوقه!؟ والأغرب مـا ورد في التوراة(2) التي تقول: (إن إله إسرائيل قد دفن موسى بيده) ثم عينوا مكان دفنه في منطقة تسمى (الحواء) أي في أرض مؤاب(3) مع العلم أن قبر موسى لا يعرف مكانه لغاية اليوم!!!.
ومما لا يدع مجالاً للشك بأن هذه الفقرة تدل على أن التوراة الحالية والموجودة والمتداولة بين أيديهم أي أيدي اليهود والتي يقولون مدعين زاعمين كاذبين أن (موسى) هو الذي كتبها بيده! التوراة المتداولة هذه، ليست هي التوراة الحقيقية والمقدسة التي أنزلها الله عز وجل على النبي (موسى) والنبي كتبها فعلاً بيده. إذ لا يعقل ومن غير المعقول أن يكتب إنسان وهو على قيد الحياة أنه (مات ودفن في المكان الفلاني) كيف يتم ذلك، إنه يتم في مخيلتهم، في مخيلة الكاذبين المزورين، كما أنه من غير المعقول أن يكون موسى قد كتب هذه الفقرة بعد موته!.

آداب عبد الهادي
16/03/2009, 03:20 PM
التوراة الحقيقية وضياعها:
نستطيع أن نؤكد بأن التوراة التي كتبها النبي (موسى) بخط يده هي غير التوراة التي يقرؤها ويتداولها اليهود اليوم، أي بمعنى أوجه أنها مزورة وملفقة إلى حد كبير جداً ولعدة أسباب.

الأسباب التي أدت إلى تلفيقها وتزويرها:
أولاً: سـلم النبي (موسى) التوراة إلى اللاويين لحفظها في تابوت(1) العهد وكان يقرؤها في فترات معينة، وبعد ذلك قُرِأَتْ التوراة مرة واحدة فقط لا غير، قُرِأَتْ من قبل (يوشع بن نون)(2) وبعد القراءة هذه لم يرد أي ذكر للتوراة بعدها مطلقاً، إلا بعد انقضاء حوالي الألف عام.
ثانياً: خاض الفلسطينيون حرباً ضد بني إسرائيل وانتصروا فيها، وكان انتصارهم على يد الملك (صموئيل) الأول. أخذ الفلسطينيون، بعد الانتصار على اليهود، تابوت العهد والذي كان يحتوي على لوحي الحجر مع نسخة التوراة الأصلية. وعندما أعيد لهم التابوت ونقله الملك داود إلى أورشليم، وفتح تابوت العهد، لم يكن فيه سوى لوحي الحجر فقط وبدون التوراة التي اختفت من الوجود نهائياً وإلى الأبد ولم يرد لها ذكر ولم يعرف مصيرها. وبعد موت سليمان، حصل خلاف كبير بين مملكة إسرائيل ومملكة يهوذا حول التوراة فكل منهما ادعى بأن توراته هي الصحيحة؟.
ثالثاً: إذا افترضنا أن التوراة الأصلية موجودة إلى يومنا هذا، رغم انعدام أية أدلة نهائياً على ذلك، فأورشليم دمرت وحرقت ونهبت في كل حرب حصلت والتابوت موجود فيها ألا يكفي ذلك لفقدان النسخة الأولى والأساسية للتوراة ،أورشليم هذه المدينة التي تعرضت إلى غزوات وحروب كثيرة نذكر منها الآتي:
أ - غزو الفراعنة.
ب - غزو (أحاز) ملك الإسرائيليين.
ت - غزو البابليين.
في الحروب والغزوات هذه كانت أورشليم تنهب وتدمر كلياً، وعن بكرة أبيها، كان الغزاة ينهبون كل ما تقع أيديهم عليه، إلا أن الشيء المهم عندهم هو نهب جميع ما في بيت الرب من خزائن ذهب وفضة وكل ما تصل أيديهم إليه والباقي يحرقونه. بعد النهب والسلب والتدمير والحرق، بعد ذلك كله ماذا يبقى؟ أكيد لاشيء. ومن المستحيل أن تبقى التوراة الأصلية سليمة خلال عشرة قرون من الحروب ومع ما صاحبها من حرق وتدمير وخاصة أن التوراة كانت نسخة واحدة.
رابعاً: كتب (موسى) سفر الشريعة بخط يده، وكان هذا نسخة واحدة فقط، ولم يكتب نسخة أخرى، هذا هو المعروف. كما لا تشير مصادر اليهود، لامن قريب ولامن بعيد، إلى أن أحداً نسخ أو نقل نسخة عن توراة (موسى). إذاً, ضياع توراة النبي (موسى) معناه فقدان التوراة نهائياً من الوجود. وكما هو معروف, وكما أشار إليه المؤرخون الذين أجمعوا على أن النبي (موسى) قد عاش في القرن السادس عشر قبل ولادة المسيح. ومن المعروف أيضاً أن اللغة العبرية لم تظهر وتتداول كتابياً إلا في أواسط القرن الثامن قبل الميلاد. من هنا نلاحظ أنه لا يمكن القول والتسليم بأن (موسى) هو الذي كتب التوراة بيده. وإذا كتبها هو بنفسه يكون كتبها باللغة (الهيروغليفية) لسبب بسيط جداً، أن (موسى) عاش وتعلم الكتابة والقراءة في البيت الفرعوني، وكما يذكر التاريخ ذاته أنه وبعد موت (سليمان) وانشطار دولته إلى دولتين، كما سبق وأشرنا والدولتان هما:1
المملكة الإسرائيلية.
2- المملكة اليهودية.
بعد ذلك ظهرت توراتان مختلفتان عن بعضهما البعض اختلافاً كلياً، والتوراتان هما:
1- توراة السامري.
2- التوراة المتناقلة بالترديد عن حاخامات مملكة يهوذا. والفريقان كان يدعي كل واحد منهما أن توراته هي توراة (موسى) الحقيقية. كما أن أول ملك للدولة الإسرائيلية عمل على صرف أنظار بني إسرائيل عن أورشليم، فقام ووضع لهم توراة زائفة وبهذه التوراة المزيفة تحول الإسرائيليون إلى عبادة عجول الذهب. أما التوراة الأخرى, والمنقولة بالتردد عن الحاخامات اليهود فقد لحقها الكثير الكثير من التغير والتشويه ومضى الحال هكذا إلى أن ظهرت التوراة العبرية والتي كتبها وصاغها الكاتب (عزرا) وقرأها لهم, أي لليهود.ولأول مرة في أورشليم بعد أن تم السبي البابلي عام (545) ق.م. بعد مضي حوالي ألف عام على وفاة (موسى).

آداب عبد الهادي
16/03/2009, 03:24 PM
الباب الرابع
اليهود من الماسونية إلى البروتوكولات
الفصل الأول

اليهود والماسونية
تاريخ الماسونية
مراحل الماسونية
الالتقاء بين الماسونية واليهودية
الصهاينة يتبنون الماسونية
اليهود والماسونية:
تضاربت الآراء في تحديد نشأة الماسونية، فهي حركة عالمية سرية، لها رموزها وطقوسها، ولكن الأقرب إلى الحقيقة في تحديد تاريخ نشأتها، واستناداً إلى الوثائق المأخوذة من التعاليم الماسونية نفسها، أنها وليدة الجمعيات والشيع السرية التي أنشأها اليهود في بداية عهد المسيحية من أجل محاربة الدين المسيحي.
فسيطرة اليهود على الماسونية واضحة وكل الطقوس الماسونية تنبعث منها رائحة اليهودية، فكل الطقوس الماسونية تشير إلى عادات وأخبار يهودية، حتى الألفاظ منها ألفاظ يهودية عبرانية وغايات يهودية، إنها وليدة الفكر اليهودي لمحاربة المسيحية التي تعتبرها عدوها الأول، ومن هنا نجد أن العقيدة المسيحية هي الجهة التي تصب عليها الماسونية كل حملاتها.
والذي لا شك فيه أن الكثير من الذين انتسبوا إلى الماسونية، كانوا مخدوعين بتعاليمها الظاهرة، وغاياتها الحقيقية. فالماسونية تدعو إلى الحرية والإخاء والمساواة؟ ولكن الحيطة والسرية التي أحاطت بها نفسها وأغراضها قد حالت بين أولئك المنخرطين المضللين فيها وبين الأهداف اليهودية التي تكمن في داخلها.

آداب عبد الهادي
16/03/2009, 03:29 PM
تاريخ الماسونية:
يوجد تنظيم شبه خفي يدعى الاتحاد اليهودي العالمي. وهذا التنظيم يوجه ويدير السياسة العالمية وله مؤسساته المالية والإعلامية. وقد نشر أحد المراكز التابعة لهذا الاتحاد معلومات عن الماسونية. أورد نصاً نشره هذا المركز:
"ولدت الماسونية من رحم اليهودية، ومؤسس هذا المذهب وحاميه هو الملك سليمان بن داود، إن معظم عادات الماسونية وطقوسها مأخوذة من هيكل سليمان، كما أن معظم الاصطلاحات والرموز الماسونية عبرانية – يهودية".
مراحل الماسونية:
"المرحلة الأولى":
وقد بدأ عمل الماسونية الفعلي في عام (34) ق.م. حين ترأس هذه المنظمة ثلاثة من أخطر اليهود وأكثرهم حقداً وهؤلاء هم (هيرودوس) الثاني و (حيرام أبيود) و(مؤاب لافي) بدأ هؤلاء الثلاثة بالعمل سراً فدعو بعض غلاة اليهود إلى عقد اجتماع لوضع خطة للقضاء على المسيحية والمسيحيين. ففي يوم (25) حزيران / يونيو من العام نفسه عقدت جلسة لهؤلاء الغلاة اليهود حضرها الملك (هيرودوس) الثاني ومستشاراه (حيرام أبيود) و(مؤاب لافي) وتم في هذه الجلسة تشكيل جمعية سرية عرفت باسم القوة الخفية وأقرت اليمين الذي يجب أن يقسمه أي عضو يريد الانضمام إليها. والقسم هو التالي:
"أقسم باسم مهندس الكون الأعظم أني لا أفشي أسرار الجمعية ولا علاقاتها ولا أقوالها ولا تعاليمها ولاعاداتها وأن أصونها مكتوبة في صدري إلى الأبد، أقسم ألا أخون عهد الجمعية وأسرارها بالإشارة ولا بالكلام ولا بالحركات، وأن لا أكتب شيئاً، ولا أنشره بالطبع،أو بالحفر.....وأرضى إذا حنثت بوعدي بأن تحرق شفتاي بحديد محمّى. وأن تقطع يداي، ويحز عنقي وتعلق جثتي في محفل ماسوني ليراه طالب آخر ويتعظ، ثم تحرق جثتي ويذر رمادها في الهواء لئلا يبقى أثر من جنايتي"؟!! هذا قسم الانتساب إلى الماسونية اليهودية. أما قسم الترقي الذي يردده الفرد الماسوني عندما يرتقي فإنه يقسم القسم التالي:
"أقسم بأن أقطع كل الروابط المادية التي يمكنها أن تجمع بيني وبين أي كان من البشر، كالأب والأم والأخوة والأخوات والزوج،والأقارب والأصدقاء والمحسنين والملك والرؤساء،وكل من حلفت له بالأمانة والطاعة أو عاهدته على الشكر والخدمة".

آداب عبد الهادي
16/03/2009, 03:34 PM
توزيع المهمات:
وفي 25 حزيران / يونيو من العام نفسه وزعت المهمات على الأعضاء ثم أعلن رئيس الجلسة الملك (هيرودوس) الثاني رفع الجلسة بعد أن وقع المؤسسون على ما تم إقراره. بعد تأسيس الجمعية بعام واحد شعر (هيرودوس الثاني) بقرب أجله فدعا ابنه (غريباً الثاني) وسلمه المنظمة وأوصاه بالمثابرة والعمل على الاستمرار لتحقيق أهداف المنظمة.
"المرحلة الثانية":
بدأت هذه المرحلة عام (55) ومن أهم ما قامت به هذه المنظمة في هذه الفترة التي امتدت إلى عام (105) وقيامها ببناء هيكل رومية حيث قتل (بطرس) أخاه (أندراوس) بسيف الإمبراطور الروماني (نيرون) ولؤم وحقد زوجته اليهودية (بوبايا) وكان للجمعية اليهودية الخفية دور كبير في إثارة الفتن مما دعا نيرون إلى إحراق روما.
"المرحلة الثالثة":
بدأت هذه المرحلة في عام (105) إلى عام (400) وفي هذه الفترة أصدر القائمون على هيكل القدس قراراً بوضع ثوب قرمزي اللون على عضو الجمعية الذي يترفع إلى درجة أعلى وله سجل حافل باضطهاد المسيحيين.
"المرحلة الرابعة"
بدأت المرحلة الرابعة في عام (400) واستمرت إلى عام (1717) وفيها انتشرت الهياكل وكذلك منعت الاجتماعات العلنية. وفي هذه الفترة ظهر الإسلام وتغنى أصحاب القوى الخفية بالكيد للإسلام ونبيه.
"المرحلة الأخيرة":
بدأت المرحلة الأخيرة من عام (1717) ومستمرة إلى غاية الآن، وتعد من أخطر المراحل التي مرت بها هذه الجمعية الخفية اليهودية، حيث بدأت ثمارها السامة تأخذ طريقها إلى الدول والمجتمعات الدولية والإقليمية.
الاجتماع السري:
قام ثلاثة من ورثة سر الجمعية اليهودية وهم (جوزيف لافي) وابنه (إبراهيم أبيود) بحمل نسخة من قرارات التأسيس وعقدوا اجتماعاً سرياً وأصدروا عدة قرارات نذكر بعضاً منها:
1- يبدل اسم محفل باسم هيكل.
2- يبدل اسم الماسونية باسم القوة الخفية.
3- التركيز على بعض الشعارات البراقة، مثل: الحرية، المحبة، التعاون.
4- السماح بدخول غير اليهود بشرط عدم الاطلاع على أسرار الجمعية.
5- وضع ترتيب تنظيمي للطبقات الماسونية.
ونستدل مما تقدم ومما قاله الحاخام الدكتور (اسحق وايز) الآتي:
(الماسونية مؤسسة يهودية في تاريخها ودرجاتها وتعاليمها وكلمات السر فيها وفي إيضاحاتها، من البداية إلى النهاية).
ومن الدلالات القوية على الصلة بين اليهود والماسونية هي أن المنتسبين إلى الماسونية يرددون ألفاظاً عبرانية ترمز إلى أشخاص أو حوادث جرت في التاريخ اليهودي. كما تقرأ في اجتماعاتهم السرية فصولاً من التوراة؟! ويدعى المكان الذي يجتمع فيه الماسون المعلومون أو الرمزيون بـ (الهيكل) والذي يرمز إلى هيكل سليمان الذي يرى اليهود فيه شعار وطنهم القومي.

آداب عبد الهادي
16/03/2009, 03:47 PM
فرق الماسونية وترتيباتها:
أولاً- الفرقة الماسونية المعلومة، لها (33) درجة يرتقي فيها العضو درجة، درجة. وهذه الفرقة ليست خاصة باليهود، إنما من الضرورة أن يكون رؤساؤها يهوداً.
ثانياً- الفرقة الماسونية الملوكية، وهذه مرتبطة بالماسونية المعلومة لا تعرفها إلا القلة القليلة منهم.
ثالثاً- الفرقة الماسونية الكونية، تأتي هذه الفرقة في قمة التنظيم. والفرقة الكونية غير معروفة إلا من يهود (ماسون) وهي قليلة العدد كما أنها تتمم الفرقتين السابقتين (المعلومة والملوكية) ولها أغراض خاصة مجهولة.
وتستخدم الفرقتان، المعلومة والملوكية النور، رمزاً إلى النور الذي كان يتجلى لموسى، ثم رمزاً إلى عمود النور الذي يدعي اليهود أنه رافقهم بعد خروجهم من مصر في طريقهم إلى فلسطين؟.
وقد حلل الكثير من الباحثين والفلاسفة، العلاقة القوية الوثيقة بين الماسونية واليهودية، ومن بين هؤلاء المهتمين الكاتب الفرنسي
( درومون) حيث قال في كتابه الذي أطلق عليه (فرنسا اليهودية) ...الواقع إن زعماء الماسونية الكبار، ولا سيما الحنيّون هم غالباً من اليهود الصهيونيين، كما أن كثيراً من الأوراق الماسونية السرية اكتشفتها الحكومات الألمانية والنمساوية والفرنسية وغيرها من حكومات الدول الأوروبية، وكانت هذه الأوراق مدونة بأقلام كتاب يهود.
وفي عام (1882) م قال الباحث (دولابينوا) في مجلة المباحث التاريخية. قال الباحث الآتي:" ليست هناك علاقة أوثق من علاقة الماسونية باليهودية، أو على الأصح إن اليهود دخلوا في الماسونية لتحقيق أغراضهم الخبيثة".
الالتقاء بين الماسونية واليهودية:
تلتقي، وتتفق اليهودية والماسونية في جوانب عديدة، إلى الحد الذي تظهر فيه الماسونية وكأنها تخرجت في قلب الدين اليهودي المزور. هذا التوافق، وهذا الالتقاء الغريب العجيب يتجلى في عدة نقاط مهمة وعلى هذا الشكل:
أ – إنكار يوم البعث: أي عدم الإيمان باليوم الآخر.
ب– محاربة الأديان: حيث يقول الماسوني (راغون) في كتابه: "شروح(1) الرموز الماسونية": (إن الغاية التي ترمي إليها عشيرتنا ودرجاتنا قد انتقلت إلينا من بني إسرائيل).
ت – تعتمد اليهودية والماسونية على السرية والكتمان وعدم التدوين لأن الإفشاء سيكشف أهدافهما المخيفة تجاه الآخرين وتنفضح نياتهما، وما يعملون ويهدفون. وقد جاء أيضاً في المحاضرة الرابعة التي ألقيت بمحفل السلامة الآتي: (إن الماسونية هي طريقة سرية لا تعتمد على تدوين ما تريد، وإنما أكثر أوامرها تصدر شفهياً).
ث –اليهودية والماسونية تحاربان، وبعنف، مناهضيهما وبكل شراسة وبدون رحمة. وكما يقول كبيرهم المدعو (فشت) كل شيء جائز لمحاربة الذين يعارضوننا في أعمالنا، القوة والغدر، السيف والنار والخنجر والسم.
جـ– يعتمد كلاهما في تنفيذ أغراضهما على الإعلام، من إذاعة وتلفزيون وصحف، وسينما وقنوات تلفزيونية ، ونوادي العراة والقمار وشبكات الدعارة المنظمة. كل هذا من أجل السيطرة على الرأي العام لإخضاعه وتوجيهه بعد سلب إرادته، إنهم يفعلون ذلك من أجل استغلال الأمم والشعوب من أجل إخضاعها لبث الأفكار الماسونية الهدامة.

آداب عبد الهادي
16/03/2009, 04:03 PM
الصهاينة يتبنون الماسونية:الماسونية هي إحدى خطط الصهيونية العالمية والتي أوجدها اليهود لتنفيذ أغراضهم الدينية والسياسية من تخويف وترويع للبشرية من أجل السيطرة عليهم.
فاليهودية والماسونية تنظران إلى الآخرين على أنهم رعاع وجدوا حتى يخدموا كلاً من الماسونيين واليهود. فاليهود هم شعب الله المختار، كما يدّعي اليهود في توراتهم المزيفة أي أن كل من ليس بيهودي هو خادم لليهود وكذلك حال الماسونيين، فقد جاء في النشرة الماسونية عدد تموز عام (1907)م .
1- ( الشعب غوغاء وأنتم أيها الماسونيون النخبة، فإياكم أن تمتزجوا به... فتفقدوا شرفكم، إن الشعب هو فقط آلة في أيديكم).
2- يعمل كل من اليهودية والماسونية على تدمير المجتمعات وهدم الأخلاق والمثل والشرائع. فالماسون واليهود كلامهما يؤلفان جهازاً واحداً يهدف ويعمل على سحق كل قومية وكل وطن وكل دين.
3- يقوم اليهود والماسون بالتدخل وبشكل مؤذٍ في شؤون الدول الخارجة عن نطاق مؤامراتهم ودسائسهم، فيعمدون ويحكمون الحصار والسيطرة على حكامها وتدبير الفتن والانقلابات. كذلك يعملون في الخفاء على تحقيق أغراضهما المبيتة، وعدم الكشف عن النيات الخافية الكامنة في نفوسهم ومسايرة الظروف إلى أن يحين موعد العمل فيبدأ التنفيذ.
4- العمل المستمر والخفي للسيطرة على العالم ومقدراته. وقد جاء في كتاب (تاريخ الماسون الحر) ما يلي:
"إن الماسونيين الأحرار يعملون ويسيرون حسب الخطة اليهودية التي ترمي إلى حكم العالم بأسره".
وقد ألقيت هذه التعليمات في محفل السلامة الماسوني بإنكلترا ثم أعقبتها عدة محاضرات. وقد جاء في المحاضرة الرابعة الآتي: "إن القسم الأكبر من رموزنا وعاداتنا وشاراتنا الماسونية لا يفهمها أولئك الخنازير الماسون من غير اليهود ولذلك لا يرتابون في مقاصدها، لقد أوقعناهم في محافلنا كي نذر الرماد في عيونهم"؟! .
وجاء في بروتوكولات حكماء صهيون السرية عن السياسة الخفية التي يجب أن تتبعها الصهيونية لتشويه القيم وهدم الشرائع والسيطرة على الأشخاص:
"إن السياسة هي أساس مبادئنا، والماسونية السرية التي لا يعلم الآخرون شيئاً عنها، حنى أن قسماً كبيراً من المسيحيين المنتمين إلى هذه المؤسسة لا يدرون عن خططها شيئا" .وكذلك جاء في البروتوكول الثاني عشر الآتي:
"إن معظم الصحف الفرنسية والأمريكية وبعض الإنكليزية وكذلك صحف أخرى مشبعة بروح الماسونية والذين اشتريناهم، بنقودنا، هؤلاء وأولئك متمسكون بسر المهنة فلا يمكن أن يفشي أحدهم سراً لآخر لأنهم من ذوي السوابق والأطماع". وجاء أيضاً في البروتوكول الخامس عشر ما يلي:
"عليكم بنشر الماسونية وتهيئة المراكز الحساسة لأفرادها في كل دولة، ليمكنهم من التصرف حسب الخطة الموحاة بها إليهم من قبلنا، وهذه الجمعيات هي خير وسيلة لتحقيق أهدافنا، ومن البديهي أنه ليس هناك من يهتم بالماسونية سوانا، أو أننا وحدنا نعرف هدفنا من ورائها معرفة تامة، ريثما تتم لنا السيادة.
كما توجد المحافل الماسونية ويكثر عددها في أنحاء العالم، كما تجذب إليها جميع من بوسعهم أن يصيروا أصحاب سلطة فتكون هذه المحافل (المحافل الماسونية) المصائد التي تستطلع اليهودية منها الأخبار والحوادث، والتي منها نبعث جراثيم نفوذنا وسيطرتنا. وتضم جميع هذه المحافل إلى مركز إداري واحد معروف منا فقط ومجهول من الآخرين، وكلاؤنا هم الذين يديرون هذه المحافل الماسونية".

آداب عبد الهادي
16/03/2009, 04:08 PM
الفصل الثاني
الجمعيات السرية في أوروبا
بروتوكولات حكماء صهيون
الجهاز الديني الصهيوني

الجمعيات السرية في أوروبا:
كان أول هذه التنظيمات السرية التي عرفتها أوروبا المسيحية هي (جمعية فرسان المعبد) أو (فرسان المسيح وهيكل سليمان) أو (فرسان الهيكل). وقد عرف أن أنصار المعبد هم من الخوارج على المسيحية ولا يؤمنون بتعاليمها. ومذهبهم يقوم على نظرية يهودية تنسب إلى القديس (يوحنا) وتعارض تماماً مذهب القديس (بطرس).
وبعد فترة دارت معارك طاحنة بين الكنيسة وأنصارها من جهة وبين جمعية (فرسان الهيكل). سالت فيها دماء كثيرة، وانتهت هذه المعارك بانتصار الكنيسة، ولكن بعد أن أزهقت أرواح كثيرة. إلا أن تعاليم جمعية (فرسان الهيكل) عادت من جديد وبثوب آخر إلا أن الهدف هو ,لم يتغير، وعرفت هذه الجمعية بجماعة (الألبيين)(1) ولم يتمكن أحد من معرفة زعماء هذه الجمعية التخريبية؟ وقد ظل أصلهم غامضاً، إلا أن هناك رأياً أجمع عليه وهو أن هذه الجمعية تضم فئات هدامة وسحرة كباراً كما أنها تدعو إلى الجريمة والدنس.
ويؤكد معظم الباحثين، وعلى رأسهم الباحث المؤرخ (ديشان) في كتابه (الجمعيات السرية والمجتمع)، بأن دعوة هذه الجمعيات السرية الغامضة ترجع إلى تعاليم (الكابالا) اليهودية السرية. ويضيف آخرون بأن هذه الجمعيات السرية التي اكتسحت أوروبا وأغرقتها بالدماء مدة ثلاثة قرون، هي نتيجة أكيدة لجهود اليهود السرية، في الانتقام من المسيحية والإسلام للدين اليهودي.
الفرقة الكابالية:
الكابالا: معناها في العربية الحكمة المستوردة
أسس الكابالا المدعو (اسحق بن سلمون لوريا) في مدينة القدس. ويعتبر المذكور من أكبر غلاة اليهود. تحولت الكابالا من فرقة إلى مدرسة، ثم انتقلت من القدس إلى إيطاليا في منتصف القرن السادس عشر الميلادي. وتعتبر المصدر الرئيسي لكل الجمعيات السرية. وتعتمد المدرسة الكابالية على الجمع والتلفيق، تنبذ مطالب الحياة الجسدية، ومنها الصوم حتى الموت،والتجرد من الملابس ودفن أنفسهم في حفرة حتى العنق ووخز الظهر والضرب عليه بالسياط. وهذا السلوك والتصرف وجد في العراق، ثم انتقل على يد أحد أفراد الكابالا إلى أوروبا والذي نقلها يهودي عراقي اسمه ( أبو هارون صموئيل) بعد ذلك ظهرت جمعية أخرى مستخدمة اسماً جديداً لها هو جمعية (الصليب الوردي). والتي كان هدفها الأول والأخير هدم تعاليم المسيحية، وتقول الوثائق التي تسربت من هذه الجمعية إن أفرادها يعتنقون الفلسفة التي برع فيه كل من (إبراهيم وموسى وسليمان) والتي تقرها وتقولها توراة اليهود؟.
قيل الكثير عن هذه الجمعية إلى حد أن أحد المؤرخين كتب عن هذه الجمعية التالي (كانت عصابة من اليهود والكاباليين العبريين، يرى مذهبهم أن كل الأشياء تختفي في ظل وجود الحقيقة أو في ظل الخفاء المقدس)!.
تتالى ظهور هذه الجمعيات السرية، ونشير هنا إلى عدد منها:
1- جمعية "الرقابة الصارمة" ورأسها يهودي يدعى (لايخت) ويعرف أيضاً باسم (يوتستون) ويلقب بمقدم الطائفة الأكبر.
2- جمعية صفوة "الأخيار" ولها اسم آخر هو "الشعلة الفرنسية" وترأسها يهودي إسباني اسمه (باسكالي) وقد اتخذ من المسيحية شعاراً له ولأتباعه.
3- جمعية "شعلة أنتيون" ذات التعاليم اليهودية الواضحة.
4- جمعية "أخوة آسيا" ذات الأصول اليهودية وقد أنشأها رجل يهودي مجهول يدعى (صموئيل رختر).
كتب (ميرابو) عن هذه الجمعيات السرية في كتابه (تاريخ الملكية البروسية) يقول فيه: (ظهر حوالي سنة 1756 رجال وكأنهم خرجوا من بطن الأرض يزعمون أنهم رؤساء مجهولون)!.
وظهرت جمعية سرية جديدة حملت اسم (الفرنكيين) وأخذن شهرة كبيرة، وأسس هذه الجمعية يهودي يدعى(صموئيل يعقوب فوك)، تظاهر المدعو ومن معه بخروجهم من الدين اليهودي؟ ثم ادعوا، كذباً اعتناقهم المسيحية حتى يضللوا الناس ولا تنكشف نواياهم الخبيثة. اتجه أنصار (فوك) إلى تركيا وأشاعوا فيها أن فوك اعتنق الإسلام؟!.
مالفكرة التي كان يدعوإليها هذا الأفاك الذي تنصَّر كذباً وأشاع إسلامه زوراً؟!!.
إنه يريد إنشاء دولة عامة، أو دولة متحدة، لاتفرق بين الناس ولاتقيم اعتباراً للفوارق القومية والدينية والاجتماعية، ينعم فيها الإنسان أينما وجد بالمساواة؟!، أي أنه كان ينادي بما يدعو إليه اليهود في تلك الفترة.

آداب عبد الهادي
16/03/2009, 04:12 PM
يهدمون من أجل أن يحكموا:
ليس هناك من طائفة ملتصقة بدينها وأعمق تأثراً بتعاليمه كالطائفة اليهودية، ومن هنا كانت القومية اليهودية، دينية، عنصرية، في وقت واحد، أي أنها لا تنفصل أبداً عن الدين.
إن تكوين اليهود النفسي والاجتماعي يعود إلى تأثرهم بمعتقداتهم الدينية التي طبعتهم بطابعها فجعلت منهم، وحدة بشرية متميزة، لهم طبيعتهم وأخلاقهم وحياتهم الخاصة. نستنتج من كل ما سبق وذكرناه، أن هناك حقيقة تاريخية مستمرة بالنسبة لليهود وهي:
إن تاريخ اليهود يقوم على دينهم، ودينهم يقوم على تاريخهم.
إن التاريخ اليهودي هو جزء لا يتجزأ من الديانة اليهودية المزورة، والتاريخ شاهدُ عليهم. فقد كانوا دوماً فاسدي النية وذوي نزعة شريرة تحب السيطرة والاعتداء. حيث جاء في كتاب (إذا لم يملك إسرائيل) (للأخوين) (جان وجيروم تارد): (أن اليهودي ذاتي يعمل في المجتمعات التي يعيش فيها،على أن يوحد ثقافتها توحيداً تاماً في جميع نواحي نشاطها، من أجل أن تذوب ميزاتها العنصرية وخصائصها ليبقى وحده محتفظاً بطابعه اليهودي الخاص، الذي لا يمكن أن يتحرر منه مهما تقلبت عليه السنون والأجيال، وبهذه الطريقة يظل قوياً لتتهيأ له أسباب السيطرة والتحكم).
إذاً التعقيد النفسي الذي ورثه اليهود منذ أجيال موغلة في القدم، زرع وولد في نفوسهم نزعة الحقد والانتقام والهدم، جعل لهم فلسفة خاصة في نظرتهم إلى الكائن الإنساني،مفادها أن قيمة الإنسان الحقيقية تعود إلى قدرته في استغلال ذكائه، من أجل أن يحمي نفسه ويسيطر على غيره. وحول ذلك تقول الكاتبة (نيستا ويستر) في إحدى مؤلفاتها، تقول: (ليس حب التحكم في العالم مجرد رغبة طارئة لدى اليهود، بل هو في الواقع من صميم طبيعتهم ودينهم ومعتقداتهم. (كذلك ذكر الأديب الإيطالي) (جيوفافي بابيني) عندما ترجم يوميات الثري الأمريكي الكبير (غوك)، ذكر حديثاً واقعياً بين الثري الأمريكي وبين سكرتيره اليهودي (بن روبي)، سأل الثري الأمريكي اليهودي: ما هو السر في كون اليهود قوماً أذكياء وجبناء معاً؟.
أجابة اليهودي (بن روبي):
على مر السنين تحولت وسائل الدفاع التي استعملها اليهود، للمحافظة على كيانهم إلى وسائل انتقام، وهل كان في استطاعة اليهود أن يفعلوا غير ما فعلوه للانتقام من خصومهم؟.
هكذا اتخذ اليهود وسيلتين للوصول إلى الحكم والسيطرة عليه، المال و(الذكاء)؟.
اليهودية ودورها المؤثر:
كل من يطلع ويقرأ (العهد القديم) والتلمود، يلاحظ، بل يجد، أن إله إسرائيل إله متعصب، إلههم، أباح لهم التسلط على أموال الآخرين وأملاكهم وأعراضهم، كما سخر لهم كل من يدب على الأرض من بشر وحيوان ليقوموا على خدمتهم، لماذا كل ذلك؟.
الجواب: لأنهم شعبه الخاص؟!.
وكل سلطة غير سلطتهم تعتبر مغتصبة، وكل شريعة غير شريعتهم تعتبر فاسدة فاسقة، وأن الأرض وما تملكه هي إرث لهم تأمرهم مشيئة الرب بأخذها؟ والتوراة عند اليهود شيء إلهي في مصدرها، مقدسة في نشأتها، جاءت من الإله على لسان أنبيائهم، ولا يجوز ولا يحق لأحد كائناً من كان أن يعترض على حرف واحد منها. واليهود نسبوا إلى الرب، الذي هو ربهم، لهم فقط نسبوا إليه الكذب والتعصب والظلم وأنه، أي ربهم، أمرهم بالسرقة والنهب والسلب، فصاروا يسلبون وينهبون. هكذا أمرهم الرب وهكذا قالت وأمرت تعاليمهم، فعملوا بأمر الرب وبتعاليمه!!؟.

آداب عبد الهادي
16/03/2009, 04:13 PM
بروتوكولات حكماء صهيون (تيودور هرتزل):
تيودور هرتزل مؤسس الصهيونية العالمية اكتسب شهرة واسعة من خلال عمله كمراسل لجريدة تصدر بالألمانية في فيينا، اكتسب شهرة بدفاعه عن الضابط اليهودي الفرنسي (الفريد دريفوس) الذي اتهم بالخيانة العظمى من قبل الحكومة الفرنسية. ألف كتابه الشهير (دولة اليهود) حاول (هرتزل) أن يجمع يهود العالم في أي مكان كان خلاصاً من الشتات، فتوجه إلى السلطان العثماني عبد الحميد لإقناعه بالسماح لليهود بالهجرة إلى فلسطين ومنحهم أرضاً فيها، ورفض السلطان عبد الحميد كافة العروض والإغراءات التي قدمها هرتزل. فتوجه (هرتزل) إلى الحكومة البريطانية لمعاونته في منحه العريش وشبه جزيرة سيناء المصرية. شجعته الحكومة البريطانية على ذلك لكن رفاقه اليهود خالفوه بشدة فتخلى عن المشروع.
دعا إلى مؤتمر لغلاة اليهود في سويسراً. نجحت دعوته. وفي شهر آب من عام (1897) عقد أول مؤتمر للصهيونية في مدينة بال السـويسرية حضره (300) شخص من كبـارغلاة اليهود يمثلون (50)جمعية يهودية. تمخض عن هذا المؤتمر تأسيس المنظمة الصهيونية العالمية وانتخب المؤتمر (تيودور هرتزل) رئيساً له، بعدها أنشد المؤتمرون وراء رئيس المنظمة الصهيونية (هرتزل) أنشودة منسوبة إلى مزامير (داود) وهذه الأنشودة ترجع إلى اليهود وهم في السبي بأرض بابل أي بعد موت (داود) بـ (500) سنة، إنها دعوة إلى الثأر ممن هزم اليهود وأسرهم، يقول النشيد الذي يردده الكبار والصغار في الدولة العبرية "وقد أوردناه سابقً ونعيده الآن":
هناك على أنهار بابل جلسنا......ثم بكينا….. كذلك عندما تذكرنا صهيون... وعلقنا قيثارتنا بين خمائل الصفصاف.... إذ هناك أمرنا الذين أسرونا بمقاطع غناء .... ومعذبونا قالوا لنا فرحين، انشدوا لنا وغنوا من ألحان صهيون.... كيف نغني أغنية الرب في أرض غريبة؟ إن نسيتك يا أورشليم فلتفارقني عزيمتي!......ليلتحم لساني بحنكي إن أغفلت ذكرك ! إن لم أرفع أورشليم على أفراحي…. أذكر يا رب لبني (ادوم) إذ قالوا يوم أورشليم... اهدموا... اهدموا حتى أساسها! يا بنت بابل المخربة! طوبى لمن يجازيك جزاءك الذي جازيتنا... طوبى لمن يمسك بأطفالك فيضرب بهم الصخر….!!.
الجهاز الديني اليهودي:
يوجد لليهود تنظيم ديني، وبمعنى أدق (جهاز ديني) دائم، مهمة هذا الجهاز الحفاظ على المعتقدات الدينية والوصايا الإلهية. وهذا الجهاز يعتبرها أمانة في أعناق أعضائه، وهؤلاء الأعضاء هم عدد من الحاخامات في الدرجة الأولى، والحكماء ثانياً. جميع هؤلاء يعملون ويسهرون على تعليم وتلقين هذه المبادئ لكل يهودي؟ هؤلاء ملزمون دينياً بالحفاظ على هذا الإرث الديني المقدس لديهم كي تتشبع به نفوس اليهود تشبعاً حقيقياً بدينهم؟، هذا التشبع يدفعهم بالفعل إلى العمل الدائب، وبشتى السبل والذرائع إلى تحقيق سيادتهم وتحكمهم بالبشرية، على اعتبارهم شعب الله الخاص.
أما القرارات الصهيونية فهي تجديد للعهد، وتذكير لليهود، وأينما وجدوا بمواصلة السعي لتحقيق أهدافهم عن طريق تدويخ العالم وتنفيذ إرادة الله.

آداب عبد الهادي
16/03/2009, 04:19 PM
الفصل الثالث

بعض المقررات الصهيونية
كيف تم الحصول على البروتوكولات
الدولة الصهيونية
بعض ما جاء في المقررات الصهيونية:
أورد هنا بعض ما جاء في المقررات الصهيونية السرية، والتي أقرها وتبناها زعماء الصهيونية العالمية.
جاء في المقرر الخامس من بروتوكولات حكماء صهيون: (إن الله بنفسه قد اختارنا لنحكم العالم)؟!.
وجاء أيضاً في المقرر التاسع: (يجب أن لا يكون لطمعنا حد، ولنكن شديدي التعصب والانتقام لأنفسنا انتقاماً عديم الشفقة تتأجج فيه نيران البغض)!!.
وكذلك جاء في المقرر "الحادي عشر" الآتي: (ليس الخوارج)، أي غير اليهود، (إلا قطيعاً من الغنم ونحن الذئاب).
وجاء أيضاً في المقرر الرابع عشر: (متى أصبحنا أسياد العالم فلن ندع في الوجود سوى ديانتنا. لأننا نحن شعب الله المختار. ولأن مصيرنا قرر مصير العالم).
نستنتج مما سبق، أن جميع مقررات صهيون مليئة بمثل هذه التأكيدات على أن اليهود هم شعب الله المختار وأنهم أسياد، وما عليهم سوى مضاعفة جهودهم لتجسيد سيطرتهم اليهودية العالمية على صعيد الواقع.

كيف تم الحصول على بروتوكولات صهيون:
ظهرت النسخة الأولى من مقررات صهيون في مدينة بطرس برغ عام (1902) م وفي السنة نفسها ظهرت نسخة ثانية تحمل عنوان (جذور آلامنا) كذلك نشرت في عام (1907) م وفي جميع أنحاء روسيا نسخة للكاتب الروسي( بوتين) كما نشر (سيرجي نيلوس)(1) في عام (1911)م المقررات الصهيونية. ويوجد في متحف لندن نص باللغة الروسية وتحت رقم (93926و170) وتاريخ (10آب) 1906 وتقع المقررات في (112) صفحة. وقد اختلفت الروايات حول كيفية العثور على هذه المقررات، إلا أن الكاهن (سيرجي نيلوس) أورد في مقدمة كتابه أن المقررات هذه سرقتها سيدة فرنسية من أحد زعماء الماسونية الذي كان مجتمعاً في مقر المؤتمر الماسوني اليهودي. وفي رواية ثانية، فإن حكومة القيصر التي كانت تتعقب حركات الصهيونيين أرسلت بعض جواسيسها الروس إلى مدينة بال عام (1897) وهم متنكرون، وبينما كان المؤتمر منعقداً في جلسة سرية. داهم البوليس السري الروسي مكان المؤتمر واستولى على كثير من الوثائق والمقررات، ومن بينها هذه البروتوكولات. ويعتقد الباحثون والمؤرخون أن واضع هذه المقررات هو (أحد هاعام).(1)
القبض على المال:
بعد أن تشرد اليهود في كافة أنحاء العالم، ولم يعد لهم أي كيان اجتماعي أو سياسي، بحث اليهود عن وسيلة لتحقيق ما يودون تحقيقه، فوجدوا أن خير وأفضل وسيلة لتحقيق سطوتهم وسيطرتهم هي القبض على المال؟
انخرطوا في المجالات المالية، وركزوا جل تفكيرهم في المجالات الاقتصادية والمالية ، وابتدؤوا العمل خطوة وراء خطوة ....بعدها استطاع اليهود أن يهيمنوا على الاقتصاد العالمي. واتخذت اليهودية صوراً ومعاني جديدة، تتمثل في العملية الحسابية التي تركزت على بيوتات المال والبنوك. هذا النشاط المالي والاقتصادي هو في الأصل متأصل وموروث في نفوسهم، فاليهود عرفوا سابقاً بنـزعتهم المادية منذ وجودهم.
ازداد النشاط اليهودي في المجال الاقتصادي، وخاصة في بداية القرن التاسع عشر، فقد كان المتمولون اليهود يسيطرون على البيوتات المالية سيطرة شبه تامة في كل من أمريكا وإنكلترا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وتركيا ودول البلقان.
قال المستر (غاردنر) مؤلف كتاب "نظامنا النقدي جزءاً من المؤامرة اليهودية على العالم قال المستر غاردنر في كتابه: التالي (توفي أما شال ماير روتشيلد) مؤسس بيوت (روتشيلد)(1) المالية اليهودية سنة (1812) وقبيل موته أوصى أبناءه الخمسة بأن عليهم أن يملكوا العالم، وأن مهمتهم الرئيسية لتحقيق هذه السيطرة اليهودية العالمية أن يعملوا على تقويض المسيحية وبلبلة الحكومات"؟!.
وكان المليونير (روتشيلد) قد دعا إلى عقد مؤتمر اقتصادي يهودي، ووضع هذا المؤتمر أنظمة مالية، جديدة، ونعني بهذه الأنظمة، نظم الإصدار واستبدال الليرات الذهبية والفضية بسندات ورقية تصدرها شركات مالية تملك ما يضمن قيمتها من الذهب المخبأ. فاليهود هم الذين يملكون الذهب، حيث تركزت القوة المادية العالمية في أيديهم والسبب في ذلك، أنهم أصحاب البنوك وهم الذين يشرفون على نظام الإصدار النقدي بحكم احتكارهم وادخارهم لاحتياطي الذهب في العالم.
من هنا نرى أن اليهودية العالمية أخذت تتحكم في توجيه مصير العالم إلى حد بعيد، فالأغنياء اليهود هم أصحاب بنوك الإصدار التي تدير وتوجه السياسة الدولية. وهذا يعني تماماً أنهم، أي اليهود، هم الذين يوجهون ويتلاعبون بمقدرات الأمم والشعوب من وراء القناع الذي أوجدوه على قياسهم. فالمؤسسات المالية اليهودية لعبت دوراً كبيراًو خطيراً في السياسة العالمية. هذه السياسة المالية الخطيرة كانت سبباً قوياً في إثارة الحروب والفتن، كما أنها استطاعت أي المؤسسات المالية اليهودية, أن تحصل على وعد من إمبراطور ألمانيا على إيجاد وتأسيس وطن قومي صهيوني في فلسطين العربية لقاء تزويده بالمال لضمان وكسب الحرب. هذا الأمر حدا بالساسة الإنكليز، وتحت تأثير النفوذ المالي اليهودي، إلى قيام وإعلان وعد (بلفور) من أجل تأسيس وطن قومي يهودي على حساب شعب وأرض فلسطين، وذلك بعد انتهاء الحرب العالمية، وبهذا تحقق حلم اليهودية العالمية وهكذا كان وهكذا صار.

آداب عبد الهادي
16/03/2009, 04:23 PM
هامش)
سيرجي نيلوس: كاهن مسيحي وأحد رجال الكنيسة الأرثوذكسية وهو الذي قام بطبع وترجمة مقررات حكماء صهيون وعلى إثر هذه المقررات عمت المذابح ضد اليهود في روسيا
(1) أحد هاعام: تعني أحد أفراد الشعب واسمه الحقيقي أشرغنـز برغ ولد في مدينة أوديسا. كاتب وناقد لم يتفق مع هرتزل في طريقة العمل. يقول المذكور إن بعث اليهود في هذا العصر يجب أن يستند إلى بعث الروح اليهودية العنيفة. أسس نادي موسى ذا التوجه الفكري الإرهابي، الذي أصبح فيما بعد رمزاً لسائر المنظمات اليهودية الإرهابية مثل (أرغون) التي رأسها بيغن ثم منظمة شتيرن الدموية الإرهابية، هذه العصابات كانت تعمل بتحريض أحد هاعام.

(1) أماشال ماير روتشيلد: مؤسس بيوت روتشيلد المالية. بعد أن شعر المذكور بدنو أجله قام وكتب عقداً يشرك بموجبه أولاده، ومنذ ذلك الوقت عرف بيته المالي باسم (ماير امشيل وأولاده) وبرأس مال قدره (800000) فلوران وفق الجدول التالي:
1- الأب 370000فلوران.
2- الابن سلمون 185000فلوران.
3- الابن شاؤول 30000 فلوران.
4- الابن يعقوب 30000 فلوران.
5- الابن سلمون 3000 فلوران. وبعد عامين على عقد الشراكة مات (ماير) الذي ورث أمواله إلى أولاده الخمسة مع إغفال اسم ابنه السادس (ناتان) خوفاً من الحكومة الفرنسية. واستبعد ماير بناته وأزواجهن بموجب وصيته أما زوجته فقد نالت من الميراث 70000 فلوران. وفي عام 1957 عقد قران ابنة ليونيل روتشيلد المدعوة (لينورا) على ابن عمها الفونسو وفي حفلة الزواج التي تمت في لندن كان عدد كبير من الشخصيات الكبيرة والعالمية منهم (بنيامين ئيلي، رجل الدولة البريطاني والذي كان يشغل منصب رئيس الوزراء عام 1868 وهو يهودي صهيوني كبير، وبعد تبادل الابتسامات والتحيات وتبادل الأنخاب قال الصهيوني الكبير مايلي:
"يجتمع الآن، تحت هذا السقف، رؤساء أسرة روتشيلد التي امتدت سمعتها الطيبة؟! إلى كافة أنحاء العالم. وإذا أردتم سنقسم الولايات المتحدة إلى قسمين، نعطي أحدهما إلى جيمس والآخر لليونيل، وسوف يفعل نابليون الثالث إمبراطور فرنسا، ما أشير عليه تماماً، أما بسمارك فسوف نعد له خطة ثقيلة تجعله عبدنا الذليل". ويلف التاريخ ويدور لنشاهد كيف عين آل روتشيلد قريبهم يهوذا بنجامين مندوباً رئيسياً لهم في الولايات المتحدة، وبعدها قامت الحرب الأمريكية الأهلية التي شطرت البلاد والشعب إلى قسمين حقيقة واقعة….

(1) ليو بينسكر: هو الداعية الأول للحركة الصهيونية، ثم تلاه الصهيوني أحد هاعام الذي

آداب عبد الهادي
16/03/2009, 04:25 PM
الدولة الصهيونية:
(قطعة أرض)
وضع (هرتزل) كتاباً سماه "الدولة اليهودية" عام 1895، وقد تضمن كتابه هذا أفكاره وخطته في تأسيس كيان سياسي ليهود العالم أجمع، كذلك أعلن فيه أن لا خلاص لليهود إلا في دولة تقام على أرض جديدة خاصة بهم.
لم يعين (هرتزل) المكان الذي ستقام عليه الدولة اليهودية، أي أنه لم يشر إلى أرض فلسطين.
يقول (هرتزل) في كتابه (الدولة اليهودية)، الآتي:
"يكفي أن يعطونا قطعة من الأرض تتناسب مع حاجات شعبنا, وتكون لنا السيادة عليها. وإننا لا نريد أكثر من ذلك".
لم يشر هرتزل، كما أسلفنا إلى جعل فلسطين مكاناً لقيام الدولة اليهودية. وكذلك، كتب زميل هرتزل (ليو بينسكر)(1) كتاباً سماه "التحرير الذاتي" وجاء فيه: (إن هدفنا الذي نصبو إليه ليس الأرض المقدسة، بل أي بقعة من الأرض تخصص لنا).
هذه كانت البداية للدولة اليهودية، إلا أن غلاة اليهود عارضوا رأي (هرتزل) مصرين أن تكون أرض فلسطين هي مقر الدولة اليهودية المقبلة، اقتنع (هرتزل) برأي المتدينين اليهود بأن تكون أرض فلسطين العربية مكاناً تقام عليه الدولة اليهودية. قام هرتزل ووضع الخطة التي يجب على اليهود أن يسلكوها لرحيلهم إلى فلسطين وطرد أهلها العرب وإنشاء دولتهم العبرية فيها.
هامش
ليو بينسكر: هو الداعية الأول للحركة الصهيونية، ثم تلاه الصهيوني أحد هاعام الذي اعتبر المفكر الأول للصهيونية بمفهومها الحديث.

آداب عبد الهادي
16/03/2009, 04:28 PM
الباب الخامس
الصهيونية في العصر الحديث
الفصل الأول

هرتزل والسلطان عبد الحميد
الصهيونية
تعريف الصهيونية
الوطن القومي اليهودي
تعارض الصهيونية والدين اليهودي
النشاط الصهيوني
هرتزل والسلطان عبد الحميد:
بدأ هرتزل العمل متنقلاً بين الدول من أجل قيام (الدولة اليهودية)، واتصل بالسلطان العثماني (عبد الحميد) في الأستانة عام (1901) وعرض عليه مشروع الصهيونية وأهدافها طالباً السماح لليهود بالهجرة ومن جميع أنحاء العالم إلى فلسطين ومنحهم الاستقلال، لقاء مبلغ كبير جداً من المال يقدمه اليهود إلى الدولة العثمانية. فالسلطان العثماني، هو الرجل الوحيد الذي يمكنه بيع فلسطين للصهيونيين. وقد ساعد تيودور هرتزل رجل يدعى (فيليب مايكل نيغلنسكي)(1) وكان سفيراً للنمسا في القسطنطينية، ولـه علاقات جيدة مع الباب العالي. وقد قال عنه هرتزل الآتي: فيليب مايكل يعتبر من أكثر الناس الذين تعاملت معهم إثارة للاهتمام منذ أن بدأت أعمل في القضية اليهودية. وهرتزل كان يطلق التصريحات حول تركيا، فقد قال للصحفي (ديوتنير روزنفيلد)، والمذكور ناشر لصحيفة تصدر باللغة الألمانية في اسطنبول, قال لـه هرتزل: سنغدق على تركيا فوائد ضخمة ونهب الوسطاء هدايا كبيرة إذا حصلنا على فلسطين، وهذا لا يعني التخلي عنها كبلد مستقل. وفي مقابل هذا فسوف نصحح ,وعلى الفور, مالية تركيا.
نُقل هذا الكلام للباب العالي إلا أنّ السلطان (عبد الحميد)(1) رفض مقابلته ولم يستجب لكافة الضغوط التي مورست عليه.
عاود (هرتزل)، بعد مدة، الاتصال بالسلطان (عبد الحميد) إلا أن السلطان زجره وطرده. ولم يكن (تيودور هرتزل) هو الوحيد الذي سعى وقابل السلطان (عبد الحميد) وحاول لتحقيق مآرب اليهود، فقد تكررت المحاولات واختلفت الوسائل, ولم يصل اليهود إلى بغيتهم في عهد السلطان ( عبد الحميد). ومن قول للسلطان في هذا الحدث ما يلي:
"انصحوا الدكتور هرتزل بألا يتخذ خطوات جدية في هذا الموضوع، فإني لا أستطيع أن أتخلى عن شبر واحد من أرض فلسطين... فهي ليست ملك يميني... بل ملك الأمة الإسلامية... لقد جاهد شعبي في سبيل هذه الأرض ورواها بدمه... فليحتفظ اليهود بملايينهم... وإذا مزقت دولة الخلافة يوماً فإنهم يستطيعون آنذاك أن يأخذوا فلسطين بلا ثمن...أما وأنا حي فإن عمل المبضع في بدني لأهون عليّ من أن أرى فلسطين قد بترت من دولة الخلافة، وهذا أمر لا يكون.
إني لا أستطيع الموافقة على تشريح أجسادنا ونحن على قيد الحياة".
تميز (هرتزل)عن غيره من زعماء الصهيونية في قدرته على تشخيص (العلة)، فقد استغل المذكور خوف اليهود وجبنهم على حياتهم في جو مليء بالحقد والكراهية من العالم عليهم، فخلق من هذا الخوف المحرك الأول للدفاع عن النفس؟.
وقد رسم هرتزل سياسة الاستيطان الصهيوني المبرمج، فذكر في (يومياته) الآتي:
"يتوجب علينا أن ننـزع الملكية الخاصة لأراضي فلسطين من أيدي ملاكها، وينبغي أن يكون ذلك في لطف، وفي منتهى السرية والتكتم والحذر الشديد. وعلينا أن نقوم بتهجير السكان المعدمين –الفلسطينيين- عبر الحدود بعد أن نسد أمامهم كل مجال للعمل في بلادنا-/فلسطين/؟ بينما نحاول تأمين استخدامهم وتشغيلهم في بلدان العبور".
وفي عام 1898 سئل الصهيوني المذكور عن الحدود الشمالية للدولة اليهودية المقترح إقامتها في المؤتمر الصهيوني، وما إذا كانت ستقف حدودها عند بيروت أم تتعداها شمالاً فقال: (عندما نصل إلى بيروت سوف يكون من المهم أن نسأل أنفسنا هذا السؤال ، إن حدود دولتنا سوف تتوقف على عدد المهاجرين إليها كلما كان هناك مهاجرون كلما احتجنا إلى مساحات من الأرض أوسع.
مات تيودور هرتزل عام 1904 إلا أن المؤتمرات الصهيونية استمرت بعده برئاسة الدكتور حاييم وايزمان الذي أصبح أول رئيس دولة في الكيان الصهيوني.

هامش
روى نيغلنسكي حديثاً دار بينه وبين السلطان عبد الحميد، قال السلطان للسفير النمساوي متسائلاً إذا كان لا بد من أن يحصل اليهود على فلسطين؟ ألا يستطيعون أن يستقروا في مكان آخر؟.
نيغلنسكي: ولكن فلسطين مهدهم... وهم يريدون العودة إلى هناك.
السلطان: ولكن فلسطين مهد ديانات أخرى أيضاً.
نيغلنسكي: إذا لم يستطيعوا الحصول على فلسطين فسيذهبون ببساطة إلى الأرجنتين.
(1) خلع السلطان عبد الحميد عن العرش بعد أن تآمر اليهود عليه عبر عدد من المنظمات التركية، ومن قبل بعض القادة العسكريين، من أمثال: أنور باشا، طلعت باشا، جمال باشا، ونفذ الخلع اللواء محمود شوكت وهو عراقي.

آداب عبد الهادي
16/03/2009, 04:32 PM
الصهيونية:
الصهيونية، كلمة تطلق على مجموعة من الآمال اليهودية التي تراكمت خلال أجيال سحيقة في عقلية ونفسية اليهود. فالصهيونية هي حركة فلسفية قومية منظمة، لها جذورها المتأصلة في نفوس اليهود منذ القديم، لكن هذه الحركة تجسدت واقعاً في القرن التاسع عشر.
والصهيونية تؤمن إيماناً راسخاً بأن اليهود ورغم تفرقهم، يؤلفون شعباً واحداً؟ لهم ماضيهم الواحد، وأهدافهم العامة الواحدة، ومصيرهم الواحد.
ويعتبر زعماء ودعاة الصهيونية، أنها الطريق الجديد والوجيه لتحقيق الآمال، والمثل اليهودي الذي كان دوماً يختلج في ضمائر اليهود ويلهب خيالهم. وكل ذلك يشير إلى القيم الروحية والتشكيلات التاريخية التي تؤلف الوعي القومي عند اليهود.
ترى الصهيونية أن إنشاء دولة يهودية في فلسطين هو الحل الوحيد لقضية كل يهودي، وهي تجبر كل يهودي في العالم أن ينصهر فيها ويعمل من أجل تحقيق كل أهدافها، والاستقرار نهائياً في فلسطين بعد طرد أهلها؟.
ورسمت الصهيونية برنامجاً لإقامة الدولة اليهودية في فلسطين على الشكل التالي:أ - الدعوة للصهيونية في أوساط العالم المتمدن.
ب - تشويق يهود العالم إلى اعتناق الفكرة الصهيونية.
ج - تطمين العالم المسيحي على الأماكن المقدسة في فلسطين.
ح - إغراء الدول التي لا يوجد فيها يهود بالمنافع التي يمكن أن تتبادلها مع دولة اسرائيل.
كان هدف هذا البرنامج هو إيجاد وطن ودولة للشعب اليهودي في فلسطين العربية بعد اغتصابها.
تعريف بالصهيونية:
عرف المسيو (برنفلد) الصهيونية بكتابه الذي أطلق عليه اسم (الصهيونية) حيث كتب فيه (إنها الحركة التي ترمي إلى إعادة جميع اليهود الذين يريدون العودة، أو الذي لا يقدرون على الإقامة في البلاد التي يقطنوها إلى فلسطين).
فالصهيونية ترتكز، باعتبارها القومية الجديدة لليهود، إلى عدة أسس، نذكر منها الآتي:أ - أن الجماعة اليهودية هي شعب، كالشعوب الأخرى وإن كانت تختلف عنها بعض الشيء بسبب الأحداث التاريخية التي حلت باليهود.
ب- يجب أن تكون لليهود الحقوق ذاتها والتي يتمتع بها أفراد الأمم الأخرى في أن يعيشوا حياتهم الخاصة ويحافظوا على ثقافتهم القومية.
ت- إن الاعتراف بهذه الأسس سيقلل حتماً من الشعور بالكراهية لليهود، ومن شأن ذلك أن يساعد على حل المشكلة اليهودية. هذه هي الأسس التي ارتكزت إليها الصهيونية, وحسب كتاب (برنفلد)؟.
وبالفعل بدأت الصهيونية العالمية على تحقيق أهدافها وفق البرنامج التالي:
1- توطين المزارعين والفنيين والصناعيين اليهود في فلسطين وبكل الطرق الممكنة.
2- تنظيم جميع يهود العالم وربطهم برباط قومي واحد وتقوية الروح القومية عندهم.
3- اتخاذ الخطوات اللازمة وانتشار الدولة اليهودية، وهو هدف الصهيونية الأول.
ولم يقتصر عمل الصهاينة لتحقيق أهدافهم على الجانب المثالي والأبحاث النظرية المجردة، وإنما كانت عمليات الاستعمار والاستيطان الفعلي المتمثل في شراء الأراضي وإنشاء المستعمرات الزراعية، وكذلك بدأ الاستيطان يأخذ أبعاده.
وذكر المفكر الصهيوني الأمريكي (نورمان بنتريتش) في كتابه (فلسطين اليهود! الماضي والحاضر والمستقبل) النظرية الصهيونية التوسعية التي يسميها حكماء صهيون بنظرية (جلد الغزال) فقال: (إن رقعة الأرض التي يمكن أن يمتد عليها الاستعمار الاستيطاني, هي من البحر المتوسط إلى نهر الفرات، ومن جبال لبنان إلى نهر مصر /النيل/).
إن الاستعمار الصهيوني قد بدأ بشكل منظم منذ عام 1855 بقدوم اليهودي (موسى مونتفيوري) إيطالي الأصل،بريطاني الجنسية، صهيوني النـزعة. فقد كان المذكور من أغنى أغنياء بريطانيا وعضواً في مجلس اللوردات البريطاني، وفي عام (1838)م أوفد إلى مصر لمفاوضة والي مصر محمد علي باشا حول تهمة القتل الموجهة إلى يهود دمشق الذين قتلوا الراهب توما ومساعده.
قابل (مونتفيوري) محمد علي وطلب منه شراء أرض كبيرة في فلسطين، وافق محمد علي باشا على طلب (مونتفيوري) بل ذهب إلى أبعد من الموافقة إذ تعهد لمونتفيوري بالترخيص لليهود في شراء أية مساحة يستطيعون أن يحددوها في أرض سورية. والمعروف أن فلسطين هي الجزء الجنوبي لسورية الطبيعية. كان محمد علي باشا كريماً، حيث قال (لمونتفيوري): اطلبوا الأرض التي توافقكم ونحن نمنحكم إياها؟ ثم أضاف حضرة الوالي فقال: إن اليهود بإمكانهم أن ينتخبوا حكاماً يقع اختيارهم عليهم للإشراف على مقاطعات فلسطين بأسرها؟! ونفذ هذا مما أدى إلى تكاثر اليهود في فلسطين وازدياد أهميتهم؟! بعد ذلك قام (موسى مونتفيوري) بشراء بيارة برتقال قرب يافا لتكون أول قرية زراعية فردية وفي عام 1870م أنشأ أول معهد زراعي صهيوني قرب يافا، بتمويل من (روتشيلد). وفي عام 1901تم تأسيس الصندوق القومي اليهودي، تنفيذاً لبروتوكولات حكماء صهيون بضرورة شراء أراضي فلسطين لتوطين اليهود وطرد الفلسطينيين العرب.

آداب عبد الهادي
16/03/2009, 04:38 PM
الأمراء الخفيون:
في كتاب (اليهودي واليهودية وتهويد الشعوب المسيحية) لمؤلفه (غوغنو دوموسو) يقول الكتاب:
لقد وجد دوماً عند اليهود ومنذ تشتتهم حتى يومنا هذا، مركز قيادة وتوجيه بين زعماء خفيين يتواجدون خلف بعضهم بعضاً وبنظام ودقة شديدين. وهكذا، فإن اليهود كانوا مسيرين كجمعية سرية هائلة تعطي بدورها القوة والاندفاع, ويتسترون تحت ظل علم المعرفة والمستقبل، والإيحاءات التي ينقشها كبار الحاخامات خلال طقوسهم الخاصة. فقد نشرت مجلة فرنسية الآتي: في عام(1880) م نشرت مجلة(1) الدروس اليهودية مستندين فيهما أن حكماء صهيون يعملون منذ القرن الخامس عشر في سبيل الفتح اليهودي. وفي عـام (1489) كتب المدعو (شامور) موجه يهود مدينة (أرل) الفرنسية إلى المجمع اليهودي العالمي في اسطنبول، التالي: إن الفرنسيين في مدن أرل، ومرسيليا، وأكس، يهددون معابدنا فماذا نفعل؟
فجاءهم الرد التالي:
"أيها الأخوة الأعزاء بموسى تلقينا كتابكم الذي تطلعوننا فيه على ماتقاسونه من الهموم والبلايا، فكان وقع الخبر شديد الوطأة علينا فإليكم رأي الحاخامات والربانيين:
تقولون إن ملك فرنسا يجبركم على أن تعتنقوا الدين المسيحي، فاعتنقوه لأنه ليس بوسعكم أن تقاوموا، ولكن يجب عليكم أن تبقوا شريعة موسى راسخة في قلوبكم؟ .
وتقولون إنهم يأمرونكم بالتجرد من أملاككم، فاجعلوا أولادكم تجاراً ليتمكنوا رويداً رويداً من تجريد المسيحيين من أملاكهم؟.
وتقولون إنهم يعتدون على حياتكم، فأحيلوا أولادكم أطباء وصيادلة ليعدموا المسيحيين حياتهم، وبمقتضى قولكم إنهم يهدمون معابدكم فاجعلوا أولادكم كهنة وأكليريكيين ليهدموا كنائسهم. وبمقتضى قولكم إنهم يسومونكم تعديات أخرى كثيرة، فاجعلوا أولادكم وكلاء دعاوٍ وكتاب عدل ليتدخلوا دوماً في القضايا الحكومية، ليخضعوا المسيحيين لنيركم فتستولون على زمام السلطة العالية, وبذلك يتسنى لكم الانتقام.
سيروا بموجب أمرنا هذا، فتعلمون بالاختيار أنكم من مذلتكم تتوصلون إلى ذروة القوة والعظمة".
في 21 كاسلو (2ت/1479).
التوقيع: أمير اليهود
ما الذي نستشفه ونستنتجه مما سبق؟!!:إن المبادئ التي أقرها مؤتمر حكماء صهيون ليست شيئاً جديداً، إنما هي خطط إرهابية اعتنقها اليهود في السابق وجددوها لاحقاً وسراً أيضاً. فهم يعملون من أجلها خفية، وما مؤتمرهم الصهيوني الذي عقد في 29 آب 1897، بمدينة بال السويسرية إلا تكرار لأهدافهم، ولكن بصياغة جديدة، تكون دستوراً مكتوباً للصهيونية للسنين القادمة. فقادة الصهيون الأوائل أمثال الحاخام البولندي (زيفي هيرش(1)) والحاخام (يهوذا الكاري(2)) والكاتب اليهودي الروسي (موشى لايب ليلينيوم(3)) و(ماكس نورادو(4)) و(ناثان برنبادوم(1)) والصحفي اليهودي النمساوي (تيودور هرتزل) هؤلاء دعوا دعوة صريحة إلى استعمار فلسطين، ثم عملوا على إقامة مستعمرات لتستقبل طلائع الغزو الصهيوني الشامل. ولا بد من الإشارة إلى أن ولادة الصهيونية بصيغتها الجديدة ترافقت مع ولادة القومية اليهودية، وهذا ما يجعلنا نعي وندرك أن الصهيونية واليهودية هما عملة واحدة بوجهين مختلفين.
حاول دهاقنة الصهاينة, الذين أوجدوا هذه القيم الإرهابية وأقروها، أن تبقى سراً خفياً فيهم وحدهم خشية إثارة الرأي العام ضدهم وضد إرهابهم المدمر.
وقد حضر هذا المؤتمر الصهيوني أكثر من مئتي يهودي، ومن مختلف أنحاء العالم. افتتح المؤتمر الدكتور الصهيوني الأول (تيودور هرتزل) بخطاب مسهب لخص فيه الأفكار الأساسية التي تضمنها كتابه (الدولة اليهودية).
وبعد ذلك أوصى المؤتمر باتخاذ التدابير التالية، والتي تحقق الأهداف الصهيونية:
أ - تشجيع الاستعمار اليهودي في فلسطين بطريقة منظمة.
ب- تنظيم الحركة اليهودية وتوحيد الهيئات اليهودية المتفرقة في شتى أنحاء العالم.
ت – إيقاظ الوعي القومي اليهودي.
ث- القيام بمساع لدى مختلف الحكومات للحصول على موافقتها على أهداف الحركة الصهيونية المعلنة.
وتنفيذاً لتوصيات المؤتمر الصهيوني هذا تأسست (الجمعية الصهيونية) والتي اعتبرت فيما بعد أنها المرجع الأساسي، والإدارة المركزية لكل الهيئات اليهودية، واعتبر صهيونياً كل يهودي يعتنق المبادئ التي أقرها المؤتمر، ويدفع اشتراكاً سنوياً قدره شلنٌ واحدٌ. وبعد المؤتمر، قال (هرتزل):
"لو قلت إنني الآن أنشأت الدولة اليهودية لسخر الناس مني، ولكن بعد مدة لن تزيد عن خمسين عاماً سوف يعترف الجميع بهذه الدولة".
وقد وصف هرتزل الصهيونية بأنها عودة إلى اليهودية قبل العودة إلى الوطن اليهودي.
الوطن القومي اليهودي:
لم تكن فكرة الوطن القومي اليهودي واضحة المعالم قبل انعقاد المؤتمر الصهيوني الأول. وحتى مؤتمر بال، الذي نادى بوجود دولة يهودية في فلسطين. هذا التفكير اليهودي بقي متأرجحاً، وخاصة بعد فشل مساعي (هرتزل) لدى الدولة العثمانية في الاتفاق على أخذ فلسطين وجعلها دولة يهودية. بعد الرفض القوي الذي واجهه (هرتزل) من السلطان العثماني، أصيبت الصهيونية بنكسة قوية، نتيجة رفض الدولة العثمانية المسلمة لهذه الفكرة.
يئس (هرتزل) من موافقة السلطان العثماني عبد الحميد، فقطع كل أمل في إمكانية قيام دولة يهودية في فلسطين. أخذ الصهاينة يفكرون بالبديل، واستعرضوا عدداً من الأماكن في العالم لإقامة دولتهم ومن هذه الدول: الأرجنتين، كندا، نيومكسيكو، قبرص.
هنا عرض أحد المقربين الصهاينة من (هرتزل) اقتراحاً لاختيار منطقة العريش لتكون الدولة اليهودية. ارتاح هرتزل لهذا الرأي، بسبب أن منطقة العريش قريبة من فلسطين؟!.
فاوض (هرتزل) الحكومة الإنكليزية(1) على أخذ منطقة العريش لتكون الدولة العبرية، لم يمانع الإنكليز في ذلك؟.
تألفت لجنة فنية لدراسة طبيعة منطقة (وادي العريش).
مانعت الحكومة المصرية، بل رفضت ذلك.
صدت الحكومة المصرية، (هرتزل) الذي كان في مصر لهذا السبب ، أعلنت الحكومة المصرية سبب رفضها وقالت: "إن سحب مياه النيل إلى منطقة العريش بواسطة أنابيب تمر من تحت قناة السويس، هذا العمل من شأنه أن يؤثر على الزراعة في مصر". كان هذا هو السبب المعلن للرفض.
عاد (هرتزل) ومعه كبار الصهاينة واتصلوا بالحكومة الإنكليزية لأخذ موافقتها على أخذ صحراء سيناء(1)، أو جزيرة قبرص، وتحويل إحداهما إلى مركز للدولة اليهودية. فشلت المفاوضات بحجة أن سيناء صحراء قاحلة لا تتسع لملايين اليهود، وقبرص قد تصبح يونانية.
عادت فكرة استيطان يوغندة(2) إلى الظهور ويوغندة مستعمرة إنكليزية أيضاً، وهي واسعة المساحة خصبة الأرض. ارتاح (هرتزل) لفكرة وزير المستعمرات(3) البريطاني الذي وعد بإعطاء يوغندة لليهود وجعلها دولة يهودية.
عرضت الفكرة على المؤتمر الصهيوني السادس، دافع هرتزل بقوة عن الاقتراح، أي جعل يوغندة دولة يهودية. وافق المؤتمر الصهيوني بأغلبية الأصوات على قيام الدولة اليهودية في يوغندة، وعلى الفور تشكلت لجنة فنية لدراسة طبيعة الأرض في يوغندة.
علم دهاقنة اليهود بالأمر فثاروا على هذا الاقتراح وهاجموا (هرتزل) لقبوله فكرة الاستيطان وإقامة الدولة اليهودية في يوغندة والتخلي عن فلسطين أرض الميعاد؟
وبرغم كل التطمينات التي أبداها (هرتزل) وزميله الصهيوني (باكس نورداو)، إلا أن المتطرفين اليهود قرروا الانسحاب من المؤتمر، وفعلاً انسحبوا منه، احتجاجاً على هذه الفكرة، فما كان من المؤتمر إلا أن اتخذ قراراً بالعدول عن المشروع نهائياً.
تعارض الصهيونية والدين اليهودي:
الشيء الذي يدعو للعجب أن اليهود الذين آمنوا بالصهيونية بعد المؤتمر الصهيوني الأول لم يتجاوز عددهم الـ 6% من عدد اليهود والبالغ عددهم حينها (15) مليوناً في أنحاء المعمورة. فاليهود كانوا يعارضون الصهيونية ويهاجمونها، بل يتبرؤون منها، ومن تعاليمها المنافية لدينهم ويقولون إن سبب معارضتهم هذه تعود لسببين، وهما:
أولاً: الصهيونية تخالف جوهر اليهودية.
ثانياً: الخوف من إثارة شعوب أوروبا وأمريكا ضدهم، وهو سبب سياسي. وهذان السببان يعودان لسبب واحد وهو:
أن الصهيونية تؤمن وتدين بالولاء للعنصر اليهودي، دون أي شعب أو أمة أخرى. فالتلمود كتابهم الديني والذي يحفظونه عن ظهر قلب، هذا الكتاب يؤكد بأن قيام مملكة إسرائيل في فلسطين لن يتم إلا على يد المسيح المنتظر دون أي شخص أو وسيلة أخرى.
إذاً، قيام دولة يهودية في فلسطين وبواسطة هيئة أو جماعة أو تنظيم سياسي هو أمر مخالف تماماً لتعاليم التلمود؟.
وفي هذا الأمر يعترف اليهود، بأن كبار حاخامات لندن وفيينا، وغيرهما، قد أعلنوا تبرأهم من الصهيونية، وقد استنكروها، ووقع حاخامات ألمانيا وفرنسا احتجاجاً مكتوباً على هذه الحركة، مستنكرين، باسم الدين اليهودي قرارات المؤتمر الصهيوني. وكذلك رفضت الطائفة اليهودية في مدينة (ميونخ) أن يعقد المؤتمر الصهيوني فيها، مما دعا (هرتزل) إلى عقده في مدينة (بال) أما يهود أمريكا فكانوا ينظرون إلى الصهيونية على أنها حركة سياسية أجنبية. وقد وقفت جميع الصحف الأمريكية حينها في وجه الصهيونية وعارضتها بشدة، كما أن الجريدة اليهودية المسماة (الإسرائيلي الأمريكي) ذكرت في عام1904 إنه لم يكن هناك يهودي واحد في أمريكا تجرأ على الدفاع عن الصهيونية.
بعد المؤتمر اليهودي بمدة قال الكاتب اليهودي (ألفرد ليلنتال): بأنه بعد مرور اثنتي عشرة سنة على ظهور الصهيونية، عقد المجلس اليهودي الأمريكي اجتماعاً قرر فيه سحب كل محاولة ترمي إلى إنشاء دولة يهودية. وأعلن معارضته الشديدة للحركة الصهيونية، معلناً "بأن صهيون كانت حقيقة، وطننا العزيز في الماضي ولكنها الآن ليست سوى ذكرى مقدسة، وعزيزة على قلوبنا، وهي ليست محط آمالنا في المستقبل لأن أمريكا هي أرضنا وهي صهيوننا".
النشاط الصهيوني:
بعد انتهاء المؤتمر الصهيوني، الذي عقد في سويسرا والذي تبنى آراء (هرتزل)، بدأ بالفعل بتأسيس عدد من الجمعيات والمنظمات والبنوك ومن هؤلاء:
1- جمعية اليهود: ومهمتها القيام بالاتصالات والمفاوضات مع الدول لتحقيق الأغراض الصهيونية، وتوقيع الالتزامات والاتفاقات والمعاهدات، التي تتعلق بتهجير اليهود إلى فلسطين وتوطينهم فيها ومن ثم انتقالهم وتأمين كل ما يؤمن استيطانهم.
2- الشركة اليهودية: مهمة هذه الشركة جمع التبرعات من جميع اليهود في كل أنحاء العالم من أجل تمويل مشاريع الاستيطان اليهودي في فلسطين. وقد لعبت هذه الشركة اليهودية دوراً رئيسياً في كل الاتصالات التي كان يقوم بها الصهاينة مع الدول الأخرى..
كذلك أنشأ المؤتمر الصهيوني لجاناً محلية في جميع أنحاء العالم تبعاً لنظام الصهيونية وتشكيلاتها وفروعها السياسية والقومية لإظهار الفكرة الصهيونية إلى حيز العمل. تجمع اليهود وتكتلوا حول الفكر الصهيوني.
خضعت هذه الشركات الصهيونية لتطورات مختلفة ومن أهمها الآتي:
أولاً: التشكيلات السياسية وتشمل المؤتمر الصهيوني. ولجنة العمل، واللجنة التنفيذية، والاتحادات.
ثانياً: التشكيلات الاقتصادية والمالية وتشمل أيضاً البنك اليهودي والصندوق القومي، وصندوق رأس المال التأسيسي.
هكذا بدأ الصهاينة يضعون ويجندون كل نفوذهم لتحويل السياسة الخارجية نحو هدفهم الكبير، وهو العودة إلى فلسطين؟
من هنا برزت المسألة اليهودية على المسرح العالمي، برزت قوية، ملحة.

آداب عبد الهادي
17/03/2009, 02:33 PM
الفصل الثاني

انكلترا تحتضن الصهيونية
موت هرتزل
فلسطين العربية
بعد المؤتمر الصهيوني
الحرب العالمية الأولى
تحرك الصهيونية في الحرب العالمية الأولى
إنكلترا تحتضن الصهيونية:
تعاون الصهاينة مع بريطانيا وشكلوا فريقاً خاصاً رأسه الصهيوني (حاييم وايزمان(1)) وبذلك يكون النشاط الصهيوني قد انتقل إلى إنكلترا التي احتضنت الصهيونية وأفكارها. وكان كل من فرنسا، إيطاليا، روسيا، تتودد إلى اليهود وتتقرب منهم وتتملقهم أيضاً طمعاً في نفوذهم المادي، والذي بدأ يكبر وينتشر ويقوى في دول العالم؟!.
عرف الإنكليز كيف يستفيدون من جملة الأحداث التي جرت وتجري، وكما عرفوا استغلال إمكانيات اليهود، فجلبوها إلى صفهم. ونتيجة لهذا أنشأ الصهاينة مركزاً لهم في إنكلترا من أجل الدعوة لمبادئهم، وقد وجدوا من الساسة الإنكليز العطف والترحيب، مما أتاح لهم مجال العمل المتواصل والدائب، وأصبح المستر (برانديس(2)) رئيساً للحركة الصهيونية يساعده عدد من الصهاينة وعلى رأسهم، كل من حاييم وايزمان، ناحوم، هربرت، صموئيل، ويؤيدهم عدد من رجال الدولة الإنكليز مثل (لورد سيسل) و(بلفور) و(لويد جورج) وغيرهم.
بدأ النشاط الصهيوني يأخذ دوره وأبعاده حيث بدأت بيوتات المال تركز نشاطها الفعلي وتعمل على تطوير أعمالها المالية الخفية، وتشجيع العنف والإرهاب ووضعوا خطة منظمة تنظيماً دقيقاً يهدف إلى العودة إلى المدن التي طردوا منها، فقام أصحاب البيوت المالية الكبيرة وزودوا صغارهم من اليهود بمبالغ وأرصدة تمهيداً لإنشاء السوق السوداء. أنشأ الصهاينة الأسواق السوداء ومارسوا فيها كل أنواع التجارة والمبادلة الممنوعة حيث أتاح هذا العمل القذر لأصحاب بيوتات المال الصهاينة أن يزيدوا هذه الأسواق وكذلك الجماعات والأفراد الذين يعملون بهذا العمل القذر، وبقي أصحاب المال الأساسيون يعيشون في الظلام الدامس. واستمر الحال وزادت الشبكات وتطورت وأصبح كثير من الأنظمة تحت رحمتها. إن أصحاب المال هؤلاء هم أعداء الإنسانية، وهم الذين يشكلون الإرهاب والجماعات السرية التي تتعاطى جميع أنواع الموبقات ومن الرقيق الأبيض إلى تجارة المواد المخدرة، مروراً بنوادي العراة ونوادي اللواط ونوادي الدعارة، وغيرها. يفعلون كل هذا خدمة لأغراضهم الدينية التي تسعى إلى تدمير العالم أجمع ليسود الصهاينة ويسيطروا على العالم كله.
كذلك بدأ نشاطهم الإعلامي يركز على أهمية إنشاء الوطن القومي اليهودي، وما سيعود بالفائدة على اليهود وعلى من ارتبط معهم، كالإنكليز والأمريكان وغيرهم.
موت هرتزل:
مات هرتزل فانتقلت الحركة الصهيونية في إنكلترا إلى ألمانيا، وهناك وضعت هذه الحركة برنامجاً عملياً لفلسطين، فقامت بدراسة علمية لتحديد الإمكانية الاقتصادية في فلسطين، فثابرت على شراء الأراضي من أجل التحضير لبناء الوطن القومي الموعود، وذلك عن طريق المؤتمرات الصهيونية، والتبشير بها ثم الاتصال بالحكومات والدوائر العليا في كل مكان وحسب الترتيب التالي:
أولاً- روسيا: لم يكتف اليهود بالمطالبة بالمساواة في الحقوق، وإنما راحوا يطالبون بالاعتراف بالطائفة اليهودية فيها وبأنها وحدة شعبية قائمة بذاتها وفي جميع شؤونها الخاصة.
ثانياً- النمسا: عمل الصهاينة هناك على تغطية موقفهم وتأييدهم للحركة الصهيونية الدولية.
ثالثاً- الدولة العثمانية: في الدولة العثمانية سلك المقيمون فيها الطريقة نفسها التي سلكوها في النمسا، وهي تغطية أمورهم وتأييدهم أيضاً للصهيونية العالمية.
رابعاً- ألمانيا: في عام 1909 أعلن مؤتمر هامبورغ الصهيوني بأن الصهيونية لا تتعارض مع ولاء الرعايا اليهود للحكومة العثمانية(1)، كذلك أوصى المؤتمر بمواصلة السعي لتحقيق الأهداف الصهيونية والتي تنسجم انسجاماً تاماً مع جوهر الدستور العثماني(2)؟.
خامساً- استطاع المؤتمر الصهيوني، الذي انعقد في مدينة (لاهاي) الهولندية، وبمساعي (حاييم وايزمان) أن يؤلف ويوحد الاتجاهات اليهودية المتعارضة، فأقام إدارة خاصة لفلسطين واعتمد 25% من إيرادات المكتب المركزي الصهيوني لهذه المؤسسة. ونتيجة لهذا تأسست شركة الأراضي الفلسطينية، ومنح البنك الوطني اليهودي لهذه الشركة قرضاً كبيراً لتحقيق أغراضها. والشيء المهم واللافت للنظر أن مؤتمر (لاهاي) قرر جعل العبرية لغة التخاطب الرسمية بين أعضاء الحركة الصهيونية ثم تعميمها بين كافة الإدارات اليهودية.
سادساً- في عام 1914 عقد في فيينا عاصمة النمسا مؤتمر صهيوني كانت العبرية هي اللغة المتداولة فيه.

هامش

(1) حاييم وايزمان: أول رئيس دولة صهيونية في فلسطين.
(2) يعتبر برانديس أكبر شخصية قضائية في بريطانيا حينها.
(1) كان السلطان عبد الحميد الثاني قد أسقط وأبعد عن الحكم.
(2) بعد سقوط السلطان عبد الحميد وتسلم السلطة من قبل الثالوث الماسوني، طلعت، جمال الدين، أنور، تم تغيير الدستور العثماني لصالح اليهود.

آداب عبد الهادي
17/03/2009, 02:38 PM
فلسطين العربية:
أرضاً وشعباً
من الممكن القول إن نشاط الصهيونية في أوروبا كان ينعكس على أرض وشعب فلسطين العربية التي جعلوا منها هدفاً فوق كل الأهداف طوال مئات، بل ألوف من السنين، وجندوا من أجل أخذها، كل إمكانياتهم المادية والمعنوية.
لكن هذا المجهود الضخم ظل مجهوداً محدوداً إلا أن المليونير اليهودي (أدمون دي روتشيلد) وضع إدارة الجمعيات اليهودية الزراعية في فلسطين والتي كان ينفق عليها من أمواله الطائلة تحت تصرف (جمعية الاستعمار اليهودية).
بدأت هذه الجمعية عهداً جديداً في توسيع عملها الصهيوني في فلسطين، فمنحت وأعطت القروض المالية والزراعية لكل من يذهب إلى فلسطين من يهود العالم. أرسلت الخبراء والمهندسين الزراعيين إلى فلسطين لاستصلاح الأراضي وتحسين الزراعة وإنشاء القرى النموذجية، وفي الوقت ذاته كانت الجمعية المسماة (جمعية محبي صهيون) هذه المنظمة الصهيونية كانت تتابع عملها وجهودها لشراء الأراضي الفلسطينية وتوطين اليهود فيها ومن ثم إنشاء المستعمرات اليهودية الزراعية وتقديم المساعدات المادية للفلاحين اليهود وبناء الوحدات السكنية لهم.
بعد المؤتمر الصهيوني:
بعد المؤتمر الصهيوني قوبلت دعوى قيام دولة يهودية في فلسطين بمعارضة من زعماء الصهيونية أنفسهم، لاستحالة الفكرة، وبعدها عن التحقيق.
كما أن رئيس المؤتمر الصهيوني (هرتزل) لم يشر في كتابه (الدولة اليهودية) إلى فلسطين، وكل ما قال هرتزل: (الصهيوني الأول كما يلقبه اليهود)، قال المذكور:(يكفي أن يعطونا قطعة من الأرض تتناسب مع حاجات شعبنا وتكون لنا السيادة عليها، إننا لانريد أكثر من ذلك).
وكان المفكر الصهيوني بينسكر قد قال في كتابه (التحرير الذاتي) مايلي: (إن هدفنا الذي نصبو إليه ليس هو الأرض المقدسة بل أية بقعة من الأرض تخصص لنا)..
إن الكثير من زعماء اليهود لم يطالبوا ولم يقروا بالدولة اليهودية في فلسطين، بل لم يؤمنوا بهذه الفكرة أصلاً ولذلك كانت كل دعوة إلى هذه الفكرة تقابل بكثير من الاستغراب والإهمال. وقد جاء في التلمود ,كتابهم الديني المقدس حول هذا الموضوع، ما يلي: إن اليهودي الذي يرحل عن فلسطين لاحق لـه في إكراه زوجته على مرافقته، وعلى النقيض من ذلك، عندما يهاجر إلى فلسطين ورفضت زوجته أن ترافقه فإن لـه أن يطلقها.
والشيء الغريب العجيب هو ما قاله الأدب الديني اليهودي، الذي يحوي تعاليم مهووسة غريبة، فهو يقول: (إن من سار أربعة أمتار في أرض فلسطين، خصه الله بمكان دائم في الجنة)؟.
كذلك يقول الأدب الديني اليهودي (ثواب العيش في أرض الميعاد يعادل ثواب طاعة الله في كل ما أوصى به موسى؟).
نورد شيئاً آخر, يقول الأدب المذكور: (ومن كتب له أن يعيش في فلسطين فإن الله يغفر له كل ذنوبه)..

آداب عبد الهادي
17/03/2009, 02:40 PM
هيا بنا إلى فلسطين يا أبناء يعقوب:
أنشأ اليهود الذين يطلقون على أنفسهم اسم (المثقفين اليهود) جمعية أطلقوا عليها اسم (محبي صهيون)، واتخذت شعاراً لها هو: "هيا بنا إلى فلسطين.. يا أبناء يعقوب"؟! وهذه الجمعية هي حركة سياسية ترمي إلى استيطان فلسطين وجعلها وطناً قومياً ثم رفع شعار (أبناء أبنائنا يضعون الأبواب)..
بدأت حركة (محبي صهيون) تدعو اليهود إلى الهجرة لفلسطين، تنبهت الحكومة العثمانية لخطر هذه الحركة وعملها، فأصدرت قانوناً يحرم على اليهود الدخول إلى فلسطين؟ وفي روسيا قامت الحكومة الروسية بمنع اليهود من نشر الدعوة للهجرة.
أصيبت حركة الاستيطان بالشلل، ولم يستطع اليهود الهجرة إلى أرض الميعاد.في عام 1882م قام عدد من اليهود لايتجاوز عددهم العشرين رجلاً بإنشاء مستعمرة زراعية قرب مدينة يافا، هذه المستعمرة كانت فاتحة لإقامة مستعمرات أخرى للقادمين الجدد الذين وفدوا إلى فلسطين في فترات متباعدة ومن مختلف البلاد الأوروبية.
وفي الوقت ذاته نشطت جماعة (محبي صهيون) وعقدت مؤتمراً لها في 6 تشرين الثاني عام 1884 في مدينة (كانوفيتش) البولونية. هذا المؤتمر يعتبر الأول في تاريخ اليهود الذي وضع فيه الحجر الأساسي للعودة إلى فلسطين. في المؤتمر هذا تحدث عدد من غلاة اليهود ومنهم المفكر (بينسكر) ومما قاله هذا الصهيوني الآتي: (إن مركز اليهود الاجتماعي في البلدان التي يقيمون فيها والحياة القاسية الناجمة عن هذا المركز، جعلتنا نعتقد بأنه يمكن تحسين هذه الحالة إذا استطعنا فقط أن نسلك نهجاً جديداً لتوجيه شعبنا. لذلك سيكون الاستعمار منذ الآن، وقد بدأ فعلاً، وبهذا نفتح أمام شعبنا طريقاً جديداً للسعادة والعمل الإنساني اللذين يستحقان التقدير حتماً)..
وفي المؤتمر نفسه تحدث أيضاً اليهودي المتعصب (شابيرا), ومما جاء في كلمته الآتي: "إن من أهم أسباب مصائبنا هو فقدان الشعور والشرف القومي بيننا هذا أولاً.. والسبب الثاني لآلامنا هو أننا في معظم الأوقات نسينا كل حكم ونظام، مما أدى إلى تفككنا وتخبطنا، وإذا كانت المشكلة صعبة ومعقدة، فهل معنى ذلك أنه ليس لها حل مطلقاً، وإذا كنا لا نستطيع إتمام الأمر فهل نلغيه كله.. يكفينا يا أخوتي أن نضع حجر الأساس لبيت إسرائيل، ثم يأتي أبناؤنا بعدنا فيبنون الجدران، وبعدئذٍ يضع أبناؤنا الأبواب"؟!!.. وهكذا استمرت جماعة صهيون في عملها.
المؤتمر الثانـي:
في سنة 1887 عقدت جمعية (محبي صهيون) مؤتمرها الثاني وقررت تمويل يهود الشتات بالمال لشراء الأراضي من ضعاف النفوس والخونة في فلسطين.
كبر نطاق الجمعية وامتد نشاطها من روسيا إلى أكثر الدول الأوروبية، فعملت على إنشاء عدة جمعيات يهودية في النمسا من أجل تشجيع الهجرة إلى أرض الميعاد؟
وبرزت من هذه الجمعيات جمعية دينية متعصبة متغطرسة اسمها (كاديناح) يرأسها صحفي يدعى (بيرتوم) والمذكور ابتدع عبارة (الحركة الصهيونية).
وعلى غرار جمعيات النمسا أقيمت جمعيات مماثلة في كل من (إنكلترا، فرنسا، أمريكا، ألمانيا)، وهذه الجمعيات تعمل على إنشاء كيان سياسي لليهود في روسيا، فاغتنمت جمعية (محبي صهيون) ذلك وعملت على تهريب آلاف اليهود الروس إلى فلسطين؟
أرسلت الجمعية عدداً من المدربين والخبراء إلى فلسطين لتدريب المهاجرين الجدد على عمليات الاستيطان كما أنشأت لجنة تنفيذية دائمة لهذا الأمر..

آداب عبد الهادي
18/03/2009, 01:23 PM
روتشيلد والاستيطان:
عمل البارون المليونير اليهودي (روتشيلد) مدة خمسين سنة كاملة من أجل يهوديته. فملايينه، التي لاتنتهي، كانت سبباً كبيراً في تاريخ الهجرة اليهودية إلى فلسطين التي هي جزء لا يتجزأ من دنيا العرب، ملايينه هذه كانت عاملاً مهماً في أكبر وأفظع كارثة حلت بأبناء العرب والمسلمين.
لم يكن البارون (روتشيلد) قد زار فلسطين ولا يعرفها أيضاً، إلا أنه في عام 1887 زار المذكور فلسطين وذهب إلى القدس ووقف عند جدار المبكى وشاهد اليهود كيف يتملقون حول هذا الجدار, يبكون مجدهم الكاذب والذي يدعون أنه اندثر، زاد البارون اليهودي تصميمه على إنقاذ الجدار من بين أيدي العرب المسلمين.
عاد (روتشيلد) إلى إنكلترا ومنها ساوم الحكومة الحاكمة يومذاك على شراء كل المنطقة التي تحيط بالجدار، ولكن الصفقة لم تتم، إلا أنه قام بشراء مساحات واسعة من أرض فلسطين ولحسابه، فعل هذا كله من أجل اليهود المهاجرين؟!…
الحرب العالمية الأولى:
"المسلمون يفقدون إمبراطوريتهم"
لغاية الحرب العالمية الأولى كان المسلمون أقوياء، مرهوبي الجانب، إلا أن هناك أمراً مهماً وكبيراً قد حدث، هذا الأمر هو أن الشريف حسين أراد أن يحكم المنطقة العربية بكاملها ويفصلها عن الدولة العثمانية الإسلامية. باركت بريطانيا هذه الفكرة وشجعتها وأمدت الشريف حسين بالمال والسلاح والخبراء… علماً بأن الإمبراطورية العثمانية المسلمة رفضت إعطاء أرض فلسطين العربية إلى اليهود؟ بعد الحرب وانهيار الدولة الإسلامية فقد المسلمون إمبراطوريتهم وضاعت فلسطين العربية كما ضاعت أجزاء عديدة من الوطن العربي كالاسكندرون وعربستان وغيرهما…
بداية الحرب:
من بداية الحرب العالمية الأولى هاجر قسم من يهود فلسطين إلى مصر، وفيها تألفت فرقة يهودية عسكرية قوامها (900) شخص، وفي الوقت ذاته قام الصهيوني فلاديمير جابو تنكسي(1) بحملة كبيرة في إنكلترا لتشكيل فيلق يهودي يعمل ضمن الجيش البريطاني، وبعد فترة تم ما أراده الصهيوني في القدس (جابو تنسكي).
وعندما احتل القائد الإنكليزي اللنبي مدينة القدس، ألف اليهود فرقة ثالثة في فلسطين، وهكذا عمل اليهود الصهاينة بجانب إنكلترا وحلفائها. وقد بلغ عدد اليهود الذين عملوا ضمن الجيش البريطاني أكثر من أربعة آلاف شخص، بالإضافة إلى الآلاف من النساء والرجال الذين كانوا يعملون بأوامر إنكليزية للتجسس على الألمان والعثمانيين.
خفت حدة الهجوم الألماني العثماني ورجحت كفة بريطانيا وحلفائها نسبياً، أثناءها تركز كل النشاط الصهيوني في مدينة لندن. وكان دينمو الحركة الصهيونية في إنكلترا الدكتور اليهودي (حاييم وايزمان(1)) حيث راح يعمل وكافة اليهود المتنفذين على انتزاع وعد رسمي من الحكومة البريطانية بتأييد ما أسموه بالحق التاريخي.
وكان الكثير من رجال الدولة البريطانية يعطف على القضية الصهيونية، ومن بين هؤلاء المستر (اسكويت) رئيس الوزراء (ونستون تشرشل(1))، واللورد (اكسفورد) والسير (مارك سايكس(2)) كذلك المستر (غراي) الذي أصبح رئيساً للوزراء، والمستر (كرو) واللورد (ريدنج) بالإضافة إلى (لويد جورج) هذا الفريق الكبير هو صاحب القرارات البريطانية، ولهذا لقيت مطالب الصهاينة كثيراً من العطف والقبول، بالإضافة إلى هذا الحشد الكبير. كان الكثيرين من اليهود أصحاب الملايين والبنوك والشركات اليهودية الصهيونية مثل اللورد (بلفور) وزير الخارجية والسير (هربرت صموئيل(3)) وكيل وزارة الخارجية البريطانية، هؤلاء كلهم وغيرهم كانوا يدفعون بالإدارة البريطانية إلى قبول كل ما يطلبه الصهاينة..

هامش

(1) فلاديمير جابوتنسكي: ولد المذكور في مدينة أوديسا عام 1880م، عمل صحافياً واتخذ لكتاباته اسماً مستعاراً وهو (التاليا) كان يكثر النقل ما بين إيطاليا وبريطانيا وفرنسا ومصر. وضع في مصر مع رفيقه يوسف ترمبلدور فكرة إنشاء فرقة عسكرية يهودية تقاتل مع الحلفاء، يعتبر جابو تنسكي ينبوع الإرهاب الصهيوني، أول من نادى بالمملكة اليهودية الكبرى التي تضم فلسطين والأردن ثم من النيل إلى الفرات ونادى بتحقيق هذه المملكة إن لم يكن بالتراضي فليكن بالقوة العسكرية .معروف لدى كل العرب في فلسطين، الصهيوني الأول في تهريب وقتل العرب في فلسطين. حكم عليه في فلسطين من قبل سلطات الانتداب البريطانية لقتله العرب، لكنه كان يهزأ بالمملكة وقضاتها الإنكليز، كان يقول لرئيس المحكمة العسكرية الإنكليزية: اصدروا علي أي حكم تشاؤون فهذا الحكم سيلغى حتماً.. حكم عليه بالسجن 15 عاماً، عفى عنه هربرت صموئيل أول مندوب سامي بريطاني في فلسطين. رفض جابو تنكسي العفو من ابن دينه، هو يعتبر أول منظم للجمعيات السرية الصهيونية في فلسطين، كان يدعي أن في يده وثائق وبيانات مسروقة من صندوق الشيفرة السري البريطاني الذي ينبغي أن يكون مفتاحه معلقاً دائماً في عنق رئيس أركان حرب الجيش البريطاني.
(1) حاييم وايزمان: كان أستاذاً لمادة الكيمياء في جامعة مانشستر في إنكلترا.
(1) ونستون تشرشل: هو المسؤول الأول في إقناع الأمم المتحدة بخلق دولة إسرائيل. وتقول الموسوعة اليهودية إن جده المباشر كان دوق مالبورو قائداً عاماً للقوات المسلحة الهولندية، وكان يتقاضى من اليهود.ي الغني (سولومون) راتباً سنوياً يقدر بـ 6000 جنيه..
(2) مارك سايكس: هو الذي قام مع الفرنسي جورج بيكو، بتقسيم البلاد العربية، وكان يعمل رئيساً للدائرة العربية في وزارة الخارجية البريطانية.
(3) هربرت صموئيل: شغل منصب المندوب السامي البريطاني في فلسطين..

آداب عبد الهادي
18/03/2009, 01:25 PM
تحرك الصهيونية في الحرب العالمية الأولى:
عندما بدأت سُحُب الحرب تتكاثر في سماء العالم، ركزت الصهيونية كل أهدافها وتطلعاتها نحو فلسطين العربية، وقد سخرت كل إمكانياتها لتحقيق هدفها وبشتى الطرق. وجدت الصهيونية أن خططها لاتساعدها في الوصول إلى فلسطين واستعمارها في ظل أجواء الحرب ودون موافقة الدولة العثمانية، فوجدت أن أفضل طريق للتسلل إلى الأرض العربية الفلسطينية، هو التسلل الإفرادي والجماعي وإقامة المستعمرات اليهودية. بالإضافة إلى ذلك لجأت إلى المبدأ الذي نادى به (هرتزل) وهو الصهيونية السياسية التي تقول بعدم الهجرة إلى فلسطين وإقامة المستعمرات فيها قبل الحصول على الضمانات الحقوقية.
رأت الصهيونية ضرورة التفاهم، وفي آن واحد، مع الطرفين المتقاتلين: ألمانيا وحلفائها، وبريطانيا وحلفائها. أرادت بهذا التفاهم أن تحصل على الضمانات الكافية لحقوقها المزعومة، ومهما كانت نتائج الحرب. وهنا عمدت الصهيونية إلى تحويل جزء كلي من نشاطها إلى ألمانيا، التي كان يهمها حينها أن تحصل على تأييد اليهود. حركت الصهيونية إلى درجة أن اتصلت حكومة الإمبراطور (غليوم) بالدولة العثمانية من أجل غرض اليهود. ولما كان للصهيونية تنظيماتها في كل مكان فقد وزعت نشاطاتها وفقاً لمعطيات وظروف الحرب. فاليهود الذين يحملون الجنسية الألمانية والعثمانية، يعملون مع هاتين الدولتين، وكذلك فعل يهود أمريكا وإنكلترا وفرنسا وإيطاليا، مع هذا المعسكر. أما القسم الثالث فكان في ظاهره يأخذ موقف الحياد، ولكن الحقيقة كل هؤلاء كانوا ينشدون شيئاً واحداً، هو تحقيق الحلم اليهودي. وبناءً على ذلك ذهب قسم من زعماء الصهيونية، أي أصحاب الجنسية الألمانية إلى الدانمارك على اعتبار أن الدانمارك دولة محايدة. أنشأ الصهاينة في كوبنهاغن عاصمة الدانمارك مكتباً ليسهل لهم عملهم في الاتصال بجميع التنظيمات اليهودية كذلك انتقل مركز (كيرين كايميت) من مدينة كولونيا الألمانية إلى مدينة لاهاي الهولندية للأسباب ذاتها…
وفي هذا السياق يقول اللورد (بيرني(1)) في مذكراته التالي:
(بعث إلي المليونير اليهودي روتشيلد، برجل روسي يهودي من سكان مدينة مانشستر، ويقصد بالرجل اليهودي الروسي، حاييم وايزمان، فجاء يصدع أذني بمقترحات سخيفة لإنشاء دولة يهودية في فلسطين، وذكر لي أن رجال الدولة البريطانية يوافقون على هذا الرأي، أمثال: لويد جورج، وإدوار كراي، وهربرت صموئيل، وغيرهم.. ويريد هذا الشخص اليهودي الروسي الذي يقيم في بريطانيا، إقامة دولة يهودية في فلسطين تحت حماية إنكلترا، وفرنسا، وروسيا، ولو أنه يؤثر أن تكون تحت الحماية الإنكليزية دون غيرها).
من هنا ندرك أن كل هذه الأسباب، وتحقيقاً لأهداف السياسة البريطانية بعيدة المدى من إنشاء دولة لليهود تساعد على تدعيم الاستعمار الإنكليزي، عند هذا بدأت بريطانيا تنظر إلى مطالب الصهيونية بعين الجد والاعتبار..
لم تكتفِ بريطانيا بقناعتها في إنشاء وطن قومي لليهود فحسب، بل ذهبت إلى مدى أبعد وهو العمل على إقناع الدول الأخرى بعدالة القضية الصهيونية.
في عام 1916 طلبت الحكومة البريطانية من سفيرها في روسيا أن يفاتح وزير الخارجية الروسية، رسمياً وباسم حكومة صاحب الجلالة، إلى النظر بعين العطف والرعاية إلى قضية الشعب اليهودي، وتأمين وطن له في فلسطين.
وفي العام نفسه عين (حاييم وايزمان) رئيساً لمعامل الأميرالية البحرية في لندن، كذلك راحت لجنة فلسطين الإنكليزية تتصل ببقية الأوساط البريطانية لإقناعها بعدالة المطالب اليهودية ثم أصدرت الحكومة البريطانية جريدة من أجل الدعاية لقضية اليهود واستمالة الرأي العام البريطاني واستدرار عطفه. وفي الوقت نفسه كان النفوذ الصهيوني في أمريكا يسيطر على صناعة القرار في واشنطن، وذلك ببذل جهود كبيرة لإقناع المسؤولين الأمريكان بدخول الحرب إلى جانب بريطانيا وحليفاتها، بعد أن لعب دوره الخطير في إقناع أمريكا بعدالة القضية الصهيونية، وبهذا الشكل أعلنت الولايات المتحدة أيضاً تأييدها للباطل الصهيوني..
وفي عام 1916 أعلنت الحكومة الفرنسية، على لسان سفيرها في الولايات المتحدة الأمريكية، بياناً على الرأي العام الأمريكي تؤكد فيه تضامنها مع حليفتها بريطانيا لحماية المصالح اليهودية في فلسطين فور انهزام ألمانيا وحليفتها الدولة العثمانية في الحرب. كل هذا فعلته الحكومة الفرنسية للتقرب إلى الرأي العام الأمريكي ومراضاة للصهيونية العالمية ذات النفوذ المالي والمعنوي الكبيرين في العالم، فعلت فرنسا هذا من أجل مضاعفة الصهيونية خدماتها للحلفاء وعلى رأسهم أمريكا من أجل إقناعها بدخول الحرب.
كان اليهود يسيطرون على كافة الأجهزة السياسية والمالية والصناعية والتجارية في الولايات المتحدة. بهذه المؤسسات كانوا يضغطون على حكومة واشنطن كي تدخل الحرب، وفي كثير من المواقف والمغالطات والمكر والاعتداء على الحق العربي أعلنت أمريكا موقفها من قضية الأمة العربية. كذلك أعلنت أنها تدخل الحرب إلى جانب الحلفاء من أجل الحق ولتحقيق أهداف (إنسانية)؟!!! ومن جملة أهدافها الإنسانية، اقتطاع جزء من جسد الوطن العربي وإعطاؤه للصهاينة لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين. وهكذا كان، وهكذا صار ونجحت أكبر وأقوى مؤامرة إجرامية على الحق العربي المسلم وعلى الإنسانية أيضاً في هذا التأييد والتأكيد لباطل الصهيونية.
اللحظة المشؤومة:
بعد أن أصبح (لويد جورج) رئيساً للوزارة البريطانية و(آرثر بلفور) وزيراً للخارجية بدأ التعامل بين الصهيونية وبين الساسة الإنكليز يأخذ طابعاً رسمياً.
تطورت الحرب لمصلحة بريطانيا وحلفائها، وازداد العطف الإنكليزي على الصهاينة.
اقتربت الحرب من نهايتها واليهود يزداد تآمرهم على الألمان والعثمانيين خدمة لبريطانيا وحلفائها.

آداب عبد الهادي
18/03/2009, 01:51 PM
الفصل الثالث

احتلال الجيش البريطاني لفلسطين
شريف مكة والتآمر البريطاني
عهود الشرف
الانتداب البريطاني والهجرة اليهودية

احتلال الجيش البريطاني لفلسطين ونهاية الحكم العثماني:
في شهر كانون الأول (ديسمبر) من عام 1916 احتل الإنكليز منطقة العريش، وفي التاسع من شهر كانون من عام 1917 احتل الجيش البريطاني مدينة القدس. وبهذا الاحتلال يكون الحكم العثماني المسلم قد انتهى في فلسطين بعد أن دام (400) سنة تقريباً امتدت هذه السنوات من عام 1516-1917م. وقد سقطت مدينة القدس ليلة الأحد الموافق للثامن من كانون الأول عام 1917، وفي هذه الليلة بعث متصرف القدس العثماني (عزت بك) يطلب مفتي القدس السيد كامل الحسيني ورئيس بلديتها حسين الحسيني لمقابلته في منزله. وفي داره قال لهما عزت بك: (لابد أن تسقط القدس بيد الإنكليز، وجنودهم قد أحاطوا بالمدينة، وأنا سأترك المدينة بعد قليل وسأترك بين أيديكم هذا الحمل الأدبي العظيم). وللحقيقة وللتاريخ نقول: إن متصرف القدس (عزت بك) منعه دينه الإسلامي وكبرياؤه أن يسلم القدس بيده للمحتلين… ودخل الجيش البريطاني المحتل المدينة المقدسة يقوده الجنرال الإنكليزي (أدموند اللنبي) ولنا في ذلك وقفة قصيرة نستذكر فيها ما حصل لأمتنا وما يحصل الآن. (إذا كان الحكم العثماني لم يسمح لليهود بالإقامة في فلسطين أكثر من ثلاثة أشهر، فإن الحكم الاستعماري البريطاني والذي ساعده بعض العرب في احتلال فلسطين قد أعطى كل فلسطين لليهود)... مأساة محزنة، وكأن التاريخ يتكرر للأسوأ، وذلك عندما احتلت القوات الأمريكية والبريطانية العراق، وبجانبها كان بعض العرب أيضاً؟!..
اللحظة الرهيبة:
بعد الاحتلال البريطاني لفلسطين، جاءت اللحظة الرهيبة المشؤومة وعلى لسان (بلفور) في الثاني من شهر تشرين الثاني عام 1917، جاءت اللحظة الرهيبة، عندما بعث اللورد (آرثر بلفور) اليهودي الصهيوني الإنكليزي ووزير خارجية بريطانيا برسالته المشؤومة إلى اللورد اليهودي الصهيوني (روتشيلد) والتي يقول فيها الآتي:
(عزيزي اللورد روتشيلد:
يسرني أن أبعث إليكم باسم حكومة جلالة الملك هذا التصريح المشوب بالعطف على الأماني الصهيونية والذي عرض على الحكومة ووافقت عليه..
تعتزم الحكومة البريطانية إقامة وطن للشعب اليهودي في فلسطين، وسنبذل كل ما لدينا من جهد في سبيل تحقيق هذه الغاية، مع العلم بأن حكومة جلالة الملك لن تفعل شيئاً ينطوي على أي مساس بالحقوق المدنية والدينية للطوائف غير اليهودية في فلسطين ولا بحقوق اليهود الذين يعيشون في دول أجنبية أو نظم أحوالهم الشخصية)…
وأكون لك شاكراً لو تكرمت بإبلاغ هذا التصريح إلى اتحاد الهيئات الصهيونية…).
وزير الخارجية
آرثر جيمس بلفور
تعاون الصهاينة مع الساسة الإنكليز بكل قوتهم وقاموا باتصالات مع الدول الأخرى التي شاركت إنكلترا في المؤامرة التاريخية الكبرى على جزء من أراضي العرب، ونتيجة لهذه الاتصالات اعترفت إيطاليا بالوعد المشؤوم في شهر شباط (فبراير) عام 1918 وتبعتها فرنسا في شهر آذار (مارس) عام 1918، والولايات المتحدة الأمريكية في شهر آب (أغسطس) 1918.
المنطق الغريب:
بعد إدراك صناع القرار البريطانيين الصهيونيين كبر وفداحة عملهم الذي ارتكبوه بإعطاء الصهاينة هذا الوعد، ثم تبنيهم لمطامعهم العدوانية برروا مؤامراتهم هذه وفقاً لمنطقهم الاستعماري، بأنهم قاموا بتعهدهم هذا لليهودية العالمية مقابل وقوفها بجانبهم خلال سني الحرب؟!…
منطق عجيب غريب، أما كان من العدل والواجب أن يدركوا أن ما قدموه من وفاء تجاه الصهاينة هو الظلم بعينه، هذا الظلم الذي كان على حساب الحق العربي في اقتطاع جزء من عالمه..

آداب عبد الهادي
18/03/2009, 01:54 PM
شريف مكة والتآمر البريطاني:
وفي الوقت الذي كان الشريف الحسين بن علي، ممثلاً للعرب، يتفاوض مع الحكومة البريطانية، كانت هذه الحكومة، تقدم وتقطع للعرب، وعلناً, المواثيق وعهود الشرف، بقيام الدولة العربية الموحدة المستقلة، إذا ساعدوها في الحرب ضد العثمانيين، بذات الوقت أرسلت الحكومة البريطانية مذكرة سرية إلى اليهود في أمريكا جاء فيها ما يلي:
(إن الحكومة البريطانية تعترف بجعل فلسطين وطناً قومياً لليهود، كما أنها تطلق الهجرة اليهودية إلى فلسطين وتعفيها من كل قيد، وبالتالي تكون شركة يهودية يكون لها حق امتلاك الأراضي في فلسطين..).
وفي فترة قصيرة، وتأكيداً للتفاهم القائم بين الصهيونية والحكومة الإنكليزية، ترجم هذا التفاهم (حاييم وايزمان) وألقى محاضرة قال فيها: "… إن الكثير من اليهود يتطلعون إلى أن تشاد الدولة اليهودية في الحال، ولكن تنفيذ هذا المشروع متعذر الآن، ونحن وإن كان هدفنا هو الدولة اليهودية، إلا إنه لا يأتي دفعة واحدة، وإنما على عدة مراحل. وأول هذه المراحل، أن توضع فلسطين تحت حماية دولة صديقة، كبريطانيا مثلاً، تسهل لنا الهجرة والسكن، وتمكننا من تحضير الجهاز الإداري اللازم لبلوغ هدفنا. وأستطيع أن أصرح بأن الحكومة البريطانية موافقة على هذه الخطة، ومستعدة لتسهيل تنفيذها".. هكذا حصل.
ومما لا شك ولا لبس فيه مطلقاً أن صك الانتداب الذي أصبحت فلسطين بموجبه تحت الانتداب البريطاني، قد أعلن رسمياً بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى. إن الانتداب هو في حقيقته وجذوره وفصله وأصله هو مشروع صهيوني وضعه زعماء الصهيونية، وقدموه إلى الحكومة البريطانية. بعد صدور وعد (بلفور) مباشرة، أي قبل سنتين من انتهاء الحرب، وذلك إثر التفاهم السري المسبق بين اليهود، وبين الحكومة البريطانية، وبهذا الأمر الخطير، جاء في تقرير لجنة التحقيق الملكية الإنكليزية عام 1937، والذي كشف، وبصراحة، عن هذه الناحية الخطيرة، أي أن صك الانتداب على فلسطين الذي قدمته الحكومة البريطانية باسمها إلى الأمم المتحدة، هو المشروع نفسه الذي وضعته الجمعية الصهيونية. ويقول تقرير لجنة التحقيق الملكية الآتي وبالحرف الواحد:
"… وفي اليوم الثالث من شهر شباط (فبراير) عام 1909 عرضت الجمعية الصهيونية صورة قرار يتضمن المشروع الذي وضعته لتنفيذ مشروع (بلفور) وحضر زعماء هذه الجمعية أمام المجلس الأعلى في جلسته المنعقدة في 27 شباط (فبراير) من العام نفسه، وشرحوا الموضوع ثم وضع الصهيوني الأمريكي (فيلكس فرانكفورتر) مشروعاً أكثر تفصيلاً من السابق". وما يتضح من هذه الوثائق، ومن وثائق أخرى أن المشروع الصهيوني قد أخذ شكل صك الانتداب الذي قرأناه..
إن الانتداب البريطاني على فلسطين وُجِدَ لانتزاع هذا القطر العربي من أهله العرب وتقديمه إلى اليهود..
ومما جاء في وثائق الجمعية الصهيونية التي سميت (النصوص اليهودية) واقتطف بعض الفقرات منها، فقد جاء في الفقرة الثانية من هذه النصوص الآتي:[/
COLOR]1-
.. لما كانت دول الحلفاء قد وافقت أيضاً على أن تكون الدول المنتدبة مسؤولة عن تنفيذ التصريح الذي صرحت به حكومة جلالة ملك بريطانيا "تصريح بلفور" وصادقت عليه الدول المذكورة، بأن ينشأ في فلسطين وطن قومي للشعب اليهودي.
[COLOR="Red"]2- وقالت الفقرة الثالثة الآتي:
(.. ولما كان ذلك اعترافاً للمصلحة التاريخية التي تصل الشعب اليهودي بفلسطين، والبواعث التي تبعث على إعادة إنشاء وطنهم القومي في تلك البلاد..)
3- وكذلك جاء في المادة الثانية من صك الانتداب التالي:
(تكون الدولة المنتدبة مسؤولة عن جعل البلاد في وضع سياسي وإداري واقتصادي يسهل إنشاء الوطن القومي اليهودي كما جاء في حيثيات الصك..).
4- وجاء في المادة الرابعة من صك الانتداب:
(..يعترف بهيئة يهودية في إدارة فلسطين في الشؤون الاقتصادية والاجتماعية وغير ذلك، مما يساعد على إنشاء الوطن القومي اليهودي، ويحقق مصالح السكان اليهود في فلسطين وتشترك في ترقيه البلاد تحت سيطرة حكومتها دائماً..).
5- وفي المادة الخامسة من الصك جاء الآتي:
(… على حكومة فلسطين، دون إلحاق الضرر بحقوق، ومركز سائر طوائف الأهالي ، أن تسهل هجرة اليهود إلى فلسطين في أحوال مناسبة، وتنشط بالاتفاق مع الهيئة اليهودية المشار إليها في المادة الرابعة، استقرار اليهود في الأراضي الزراعية وفي جملتها الأراضي، والأراضي (الموات) غير المطلوبة للأعمال العامة)..
6- وجاء في المادة السابعة التالي:
(.. يتعين على حكومة فلسطين أن تسن قانونا للجنسية يتضمن نصوصاً بتسهيل حصول اليهود الذين يتخذون فلسطين مقاماً دائماً لهم على الرعوية الفلسطينية..).
7- وجاء أيضاً في المادة (33) من الصك الآتي:
(… تكون اللغة العبرية إحدى اللغات الرسمية في فلسطين كالإنكليزية والعربية، وكل عبارة أو كتابة بالعربية على طوابع أو عملة في فلسطين تكرر بالعبرانية). بعد ذلك كله لم يكتف الإنكليز بهذه النصوص اليهودية، إنما تجاوزوها بمراحل ومراحل في سياستهم الانتدابية المتحيزة، الأمر الذي يدل على تآمرهم مع اليهود على العرب واغتصاب فلسطين.
بهذه الصيغ المنحازة تحيزاً واضحاً وعجيباً، نرى أن اليهود ربحوا كل شيء، وأنهم بالتواطؤ مع بريطانيا, قد حققوا انتصارهم.
إن جملة الوطن القومي اليهودي، هي بحد ذاتها كافية لتؤكد هذه الحقيقة الرهيبة. إن الوطن القومي، اصطلاح عجيب غريب مريب، لم يعرفه أحد ولم تعرفه لغة القانون وخاصة القانون الدولي. كما أنه أي الوطن القومي، لم يرد مطلقاً في قاموس السياسة الدولية. إنه, اصطلاح مغرض مطاطي غامض، كما أن صك الانتداب نفسه لم يضع له أي مفهوم أو تعريف. الوطن القومي لليهود، هذا الاصطلاح الذي بقي طيلة عهد الانتداب الإنكليزي على فلسطين العربية، وحتى بعد قيام إسرائيل بقي لغزاً استعمارياً يوحي بأكبر وأفظع مؤامرة تاريخية على الحق العربي. هذا الوطن القومي اليهودي الذي لم يذكر عدد اليهود الذين يتألف منهم، ولم يكن له وقت محدد ولم تذكر نوعية هذا الوطن ، أو حدوده، البرية، أو البحرية، أو مداه..
ترك الوطن القومي للظروف القادمة المواتية، وللسياسة الانتدابية الإنكليزية التي رسمت خطوطها الكبيرة والصغيرة بالاتفاق مع الصهيونية في مطلع الحرب العالمية الأولى..
ودارت الدائرة وجاءت الأيام تؤكد هذه المؤامرة الرهيبة. وقد ثبت أن الربح العظيم الذي كسبه وحققه اليهود في الحرب العالمية الأولى ذو شقين:
الأول: وعد بلفور.
الثاني: الانتداب البريطاني على فلسطين العربية.
إن وعد بلفور الذي جادت به حكومة لندن، دونما أي حق تمسك به الصهاينة، لسلب فلسطين العربية من أهلها، هذا الوعد يخالف ميثاق الأمم المتحدة، فالمادة (22) من الفقرة (4) من صك الأمم المتحدة والتي تنص على أن فلسطين بلد مستقل، وقد وضع تحت الانتداب من درجة (أ) ولمدة مؤقتة وأن على هذه الدولة المنتدبة أن تحافظ على سلامة الأراضي المنتدبة عليها، وحماية الشعب العربي المنتدب عليه، كما أن الفقرة السابقة نفسها من صك الأمم المتحدة نصت على أن فلسطين وسورية والعراق قد وصلت إلى درجة من الرقي والتقدم يمكن معها الاعتراف بها أمة مستقلة على أن تسدي لها الدول المنتدبة النصح والإرشاد في إدارتها ريثما تستطيع القيام منفردة بشؤونها..
هكذا نجد، وكما نص ميثاق الأمم المتحدة، أن فلسطين دولة مستقلة لها شخصيتها الدولية، ولها حقها في أن تمارس سيادتها كاملة، كما نجد أيضاً أن انتداب بريطانيا على فلسطين لايعطيها الحق مطلقاً بأن تعطي الأراضي الفلسطينية العربية لمجموعة من اليهود. كما ليس على بريطانيا سوى أن تقدم إلى أهالي فلسطين العرب النصح والمشورة..

آداب عبد الهادي
18/03/2009, 01:57 PM
عهود الشرف؟:
إن عهود الشرف والمواثيق هي التي قطعتها بريطانيا العظمى للعرب. فقد عقد الشريف حسين، وكان يومئذٍ ملكاً لبلاد الحجاز والناطق الرسمي بلسان العرب كلهم، عقد عهوداً مع بريطانيا وبموافقة حلفائها، وبواسطة السير (هنري مكماهون) وقد أرسل الملك حسين في (14) تموز سنة 1915 إلى السير (هنري مكماهون) كتاباُ رسمياً جاء فيه:
".. لما كانت الأمة العربية، دون استثناء، قد اعترفت في السنوات الأخيرة أن تحيا وتحرز حريتها وتتولى زمام إدارتها… فهي ترى من المناسب الآن، نظراً لضيق الوقت وحراجته، أن تكتفي بطلب الموافقة من حكومة بريطانيا العظمى بوساطة مندوبها أو ممثلها على القضايا (المقررات) الأساسية التالية:
أولاً: تعترف بريطانيا العظمى باستقلال البلاد العربية بكل معنى من معاني الاستقلال وتكون حدودها شمالاً من (مرسين إلى أضنة) حتى الدرجة 37 من خط العرض وهي الدرجة التي تقع عليها (بيراجيك وأورفة، وماردين ومديات، وجزيرة، عمادية) حتى حدود العجم، وشرقاً من حدود العجم حتى خليج البصرة، وجنوباً المحيط الهندي ، وتستثنى مستعمرة (عدن) وغرباً البحر الأحمر.. ومن المتوسط وحتى مرسين…".
جاء الرد من السير (مكماهون) في 30 آب عام 1915م على الشكل التالي:
(.. أتشرف بإسداء الشكر إلى سموكم من أجل إفصاحكم عن شعوركم الخالص نحو إنكلترا، وإنه ليسرنا أن تكون المصالح العربية بريطانية، والبريطانية عربية، في رأي سموكم ورأي رجالكم، وبهذا الصدد نثبت لكم ما جاء في رسالة اللورد (كتشنر) التي وصلتكم، و هي الرسالة التي سطرت فيها رغبتنا في استقلال العرب، والبلدان العربية.. وأما مسألة الحدود فيلوح لنا أنها سابقة لأوانها…).
وفي التاسع من شهر أيلول (سبتمبر) من عام 1915، عاد الشريف حسين وكتب إليه، أي إلى السير (مكماهون) كتاباً يلمح فيه بالبت بمسألة الحدود.
وسرعان ما جاء رد السير مكماهون، الذي كان في الخامس والعشرين من شهر تشرين الأول (أكتوبر) عام 1915م، ما يلي:
(.. إنني أدركت من كتابكم أنكم ترون في هذه المسألة – مسألة الحدود – أهمية حيوية، لاتحتمل التأجيل، ولذلك بادرت، فأبلغت حكومة بريطانيا العظمى ما جاء في كتابكم، وإنه ليسرني أن أبلغكم عنها في البيان التالي، وإني لواثق من أنكم تتلقونه بالرضا:
1- قضية مرسين والاسكندرونة، وأقسام من سورية واقعة إلى الغرب من أقضية (دمشق، وحمص وحماة وحلب)، ولايصح القول إنها عربية بحتة وينبغي إخراجها من الحدود التي تريدونها.
2- وبهذه التعديلات ومن دون إجحاف بمعاهدات معينة معقودة بيننا وبين بعض الأمراء العرب نقبل بهذه الحدود.
وبخصوص البلاد الواقعة ضمن هذه الحدود، أعني البلاد التي لبريطانيا العظمى فيها حرية التصرف من دون إجحاف بمصالح حليفتها فرنسا، فإنني مفوض باسم حكومة بريطانيا العظمى أن ادخل معكم في الميثاق التالي، كما أجبت على كتابكم بمايلي:1
- إن بريطانية العظمى مع رعاية التعديلات المتقدم بيانها، مستعدة أن تعترف باستقلال العرب وأن تؤيد ذلك الاستقلال في البلاد الواقعة ضمن الحدود التي اقترحها شريف مكة.
2- تضمن بريطانية العظمى سلامة البلاد المقدسة تجاه أي اعتداء أجنبي.
3- وعندما تسمح الحال، تسدي بريطانيا العظمى إلى العرب مشورتها وتساعدهم على إقامة ما يتبين أنه الأنسب شكلاً من أشكال الحكم في هذه البلاد المختلفة...).
وفي 5 تشرين الثاني (نوفمبر) رد الشريف حسين على السير مكماهون بالآتي:
"حُبَّاً في تسهيل الاتفاق وفي تأدية خدمة للإسلام نرجع عن إصرارنا على إدخال ولايتي (مرسين) و(أضنة) في المملكة العربية، وأما ولايتا (حلب، وبيروت) وسواحلهما البحرية فإنهما ولايتان عربيتان … ولا فرق هناك بين مسلم ومسيحي عربي فكلاهما من الجد الأعلى الواحد… إنا لنعلم أن حظنا من هذه الحرب قد يكون نجاحاً للعرب، يضمن حياة تليق بماضيهم، أو هلاكاً في سبيل إدراك هذه الغاية، لآثرت العزلة في رأس جبل، ولكن العرب هم الذين ألحوا أن أتولى توجيه النهضة إلى هذه الغاية، والله المسؤول أن يطيل بقاءكم ويتولى نصركم، وهو مأمولنا ورجاؤنا..".
عاد السير مكماهون ورد على الشريف حسين في 14 كانون الأول (ديسمبر) من العام نفسه أي عام 1915 بمايلي:
(… يبهجني أنكم توافقون على إخراج ولايتي (مرسين، وأضنة) من حدود الأقطار العربية، وأما بخصوص ولايتي (حلب، وبيروت) فقد أخذت حكومة بريطانيا العظمى علماً بملاحظتكم. إنه لما في الأمر من مصالح لحليفتنا فرنسا، فالمسألة تستدعي تبصُّراً دقيقاً وسنوجه إليكم في حينه مذكرة أخرى في هذا الصدد..).
وفي رأس سنة 1916، كتب الملك حسين إلى السير (هنري مكماهون) الآتي:
(… أما الأقسام الشمالية وسواحلها فقد ذكرنا في كتابنا السابق أقصى ما أمكن من التعديلات، وذلك كله، إنما كان من أجل إنجاز تلك الأماني التي يشوقنا نيلها بإذن الله سبحانه وتعالى. وهذا الشعور هو نفسه ما حدا بنا إلى تجنب ما يخشى أن يضر بالتحالف بين بريطانيا وفرنسا، بالاتفاق المبرم بينهما في هذه الحرب وويلاتها، ولكننا نرى أن من الواجب علينا أن نؤكد للوزير الخطير، أننا في أول فرصة تسنح بعد نهاية هذه الحرب، سنطلب منكم مما نغمض عنه الآن عيوننا اعتباراً من اليوم، ونتركه الآن لفرنسا في بيروت وسواحلها)..
وعاد السير (مكماهون) وكتب إلى الشريف حسين مايلي:
(تلقيت من حكومتي أمراً لأعلمكم أن جميع مطالبكم مقبولة، وأن كل ما تطلبونه سيرسل لكم، والمقصود بما تطلبونه "المال، والعتاد الحربي"..).
والمقصود بالأقسام الواقعة غربي دمشق وحمص وحماة وحلب هي المدن المواجهة لجزيرة قبرص، أي، صيدا، وبيروت وطرابلس واللاذقية..
نعود ونلقي نظرة على ما قاله السير مكماهون فنجد التالي:
وصف المذكور تلك المناطق بأنها تهم وتتعلق بمصالح فرنسا، مع العلم أن فلسطين لم تكن يوماً موضع نظر فرنسا، فلو كانت فلسطين ضمن المناطق المستثناة لذكرها السير مكماهون، وَطَرَحَهَا وبلا خجل..
وما يؤكد ذلك تصريحات (مارك سايكس) للوفد العربي الذي التقاه في القاهرة بتاريخ 11/كانون الثاني (يناير) عام 1917، والذي قال وصرح به المذكور:
(إن جميع الدول العربية الحاضرة سيتم إنشاؤها بعد الحرب وإنه يجب أن تتمتع بكامل سيادتها وحريتها واستقلالها؟؟).
إن هذه التأكيدات والتصريحات التي جاءت على ألسنة الساسة والقادة البريطانيين والتي أذكر هنا بعضاً منها، ليست إلا وهماً وخيالاً لتنفيذ المؤامرة الكبرى، وهي تقطيع فلسطين العربية وتشريد شعبها. وإنني أورد هنا بعضاً من هذه التطمينات والتأكيدات:
1- قال اللورد الجنرال ادموند اللنبي بعد دخوله مدينة القدس منتصراً في شهركانون الأول من عام 1917، أي بعد وعد بلفور بشهر واحد الآتي:
(إن غاية الاحتلال(1) البريطاني هي تحرير فلسطين من النير التركي وإنشاء حكومة وطنية حرة فيها؟!).
2- وفي 5 كانون الثاني (يناير) عام 1918 صرح المستر (لويد جورج) أمام نقابات العمال البريطانية قائلاً:
(إن بريطانيا العظمى تعترف بحق فلسطين والجزيرة العربية وسورية والعراق و… بالحرية والاستقلال وتكوين حكومات وطنية حرة فيها)…
3- وفي الثامن من شهر شباط (فبراير) عام 1918 أرسل اللورد بلفور وزير الخارجية البريطانية وصاحب الوعد المشؤوم، أرسل المذكور برقية إلى الملك حسين باسم الحكومة البريطانية، وجاء في هذه البرقية التالي:
(إن حكومة صاحب الجلالة البريطانية بالاتفاق مع الحلفاء، تصرح بأنها ثابتة على موالاتها لكل حركة ترمي إلى تحرير البلاد من حكم الأجنبي فيها، وقد قررت تأييد الأمة العربية في جهادها وعراكها لإحياء الإمبراطورية العربية وإزالة الفوارق الاصطناعية التي أوجدها الترك بين العرب، وحكومة صاحب الجلالة، تؤكد مرة أخرى وعودها السابقة بتأييد استقلال جميع العرب حسبما جاء في رسائل (السير مكماهون) ومساعدة البلاد العربية التي لم تنل استقلالها بعد والحصول عليه بعد الحرب)..

آداب عبد الهادي
18/03/2009, 01:59 PM
الانتداب البريطاني والهجرة اليهودية:
إن الوطن القومي الذي عمل لـه اليهود كثيراً وكذلك الوعد الذي حصلوا عليه من بلفور وزير الخارجية البريطانية، لم يكونا إلا وسيلة فقط إلى الهجرة اليهودية إلى فلسطين العربية. وهذه الهجرة، هي العمود الفقري في سياسة الصهيونية، وبدون الهجرة لن تكون هناك دولة صهيونية في فلسطين، بل لن يكون فيها وطن قومي لليهود..
لم يغب عن أذهان العرب خطر الهجرة اليهودية المخيفة هذه، فقد اعتبروها المصدر الأول للخطر الصهيوني الأكبر، وتنبهوا إلى أن هذا الخطر ينحصر في ناحيتين اثنتين، الأولى سياسية، والثانية اقتصادية، أي أن الخطر هو سياسي و اقتصادي معاً. فإطلاق الهجرة إلى فلسطين وهي بلد صغير سيؤدي إلى تهويدها، وبمعنى أدق تعمل هذه الهجرة على تغيير جنسية أهلها بعد أن يصبح اليهود فيها أكثرية. هذا من الناحية السياسية، أما من الناحية الاقتصادية، فإن ازدياد عدد السكان في بلد صغير فقير سيضعه في إشكال وارتباك اقتصادي قوي، وذلك لعدم تناسب طاقاته الإنتاجية مع زيادة عدد سكانه، هذا الأمر سيؤدي في المحصلة إلى البطالة والفقر والتشرد والفوضى، ونهاية كل ذلك يكون الدمار..
وفي هذه القراءة نستنتج أن الهجرة اليهودية كانت سبباً في قيام كثير من الحركات المسلحة الدموية ما بين اليهود والإنكليز من جهة، وبين العرب أصحاب البلاد الحقيقيين من طرف آخر.
في ذلك الوقت، كان العرب يطلبون من سلطات الانتداب البريطانية منع الهجرة اليهودية إلى فلسطين، بل إيقافها فوراً. لم يستجب الإنكليز مطلقاً إلى مطالب العرب الفلسطينيين, بل كانوا يخادعون ويراوغون ويغلقون عيونهم عن التدفق الهائل لليهود إلى فلسطين. وكانت المنظمات الصهيونية في العالم تدعم الهجرة، وبشتى الأساليب إلى أرض الميعاد؟!.
وبناءً على توصيات لجنة (شو) التي بينت أخطار الهجرة اليهودية إلى فلسطين وطالبت بتقييدها، هنا أصدرت حكومة لندن الكتاب الأبيض عام 1930. وتحدثت في هذا الكتاب بكل رقة ورفق وتودد عن موضوع الهجرة اليهودية إلى فلسطين، فقد أشارت في هذا الكتاب، إشارة خجولة إلى شروط الانتداب والحكم الذاتي في فلسطين، ودون أن توضح معنى الوطن القومي. ثارت ثائرة الصهيونية العالمية، ثم أعلنها اليهود حرباً شعواء على حكومة لندن ووزارة المستعمرات البريطانية وسياسة الكتاب الأبيض..
تراجعت حكومة لندن ووزارة المستعمرات البريطانية أمام غضب الصهاينة، ومراعاة لشعور اليهود… شعب الله المختار، فقد أرسل رئيس الوزراء البريطاني المستر (ماكدونالد) كتاباً إلى حاييم وازيمان بتاريخ 13/شباط (فبراير)/عام 1931 يعلن له فيه تراجع بريطانية العظمى ويقول إنه ألغى كل الأمور التي لم يرض عنها اليهود في كتاب 1930.
وقد صرح المستر (ترستد) ممثل الحكومة البريطانية في عصبة الأمم المتحدة بجنيف قائلاً: إن الدولة المنتدبة تبذل كل ما في وسعها للسماح لليهود بالهجرة إلى فلسطين وإن حكومة فلسطين تنفق جزءاً عظيماً من أموالها بطريقة مباشرة وغير مباشرة في سبيل إنشاء الوطن القومي اليهودي في فلسطين.
ومن الطبيعي أمام هذه السياسة البريطانية أن يتضاعف عدد اليهود في فلسطين سنة بعد أخرى، فكانت نسبة اليهود في فلسطين (7%) من مجموع السكان عام 1918. هذه النسبة ارتفعت ارتفاعاً كبيراً حيث بلغت (35%) عام 1936، وفي الوقت نفسه هبطت نسبة العرب من (93%) ذاتها إلى (65%) من مجموع السكان.
ومع هذا التدفق اليهودي كله إلى فلسطين، الذي هيأته السلطات الإنكليزية، فقد أصبح عدد اليهود عام 1936 (400ألف) لهؤلاء عاصمتهم، تل أبيب، التي تعتبر أكبر مدينة في فلسطين. كما لهم علمهم الوطني وكذلك نشيد خاص بهم. أمام هذا كله ، كانت تقابل هجرة العرب إلى فلسطين بكثير من التشدد والتعنت البريطاني بحيث لم تكتف إدارة الانتداب بمقاومة المهاجرين العرب، السوريين والمصريين والأردنيين والعراقيين، وإنما كانت تحول دون عودة الفلسطينيين العرب أنفسهم الذين غادروا فلسطين وسكنوا مؤقتاً في البلاد العربية المجاورة، فكانت تتشدد كثيراً في رجوعهم إلى فلسطين، موطنهم الأصلي..
ففي الجلسة الخامسة للانتدابات التي عقدت في عام 1924 بمدينة جنيف السويسرية، انتقد وكيل اللجنة المسيو (فان ريس) مرات عديدة الحكومة البريطانية وطلب منها تعديل خطتها للمهاجرين من غير اليهود. ومما قاله (ريس) في الجلسة الخامسة ما يلي:
(إننا نستنتج من جميع المصادر التي أمامنا أنه يوجد تمييز كبير ضد المهاجرين غير اليهود، إذ نرى أنه يشترط لدخولهم البلاد (فلسطين) اتباع أصول ومراسيم شديدة قاسية، بينما يتمتع المهاجرون اليهود بأقصى حدود المساعدة والتسهيل)..
وفي الجلسة ذاتها قال رئيس لجنة الانتدابات، وبالحرف الواحد، مايلي:
"إن السلطات الإنكليزية في فلسطين تسمح بالهجرة اليهودية، وفقاً للمعلومات التي تقدمها الوكالة اليهودية، وتقوم هذه السلطات بتسهيل هذه الهجرة، بجميع الأساليب، في الوقت الذي يجد المهاجرون غير اليهود أمامهم جميع الصعوبات التي تحول دون عودتهم إلى فلسطين، بلدهم الأصلي"..
هكذا استمرت الهجرة اليهودية إلى فلسطين… فقد انهار الحق الأعزل، انهار الحق العربي مؤقتاً أمام قوى الباطل، باطل التآمر وخضوع الحكومة البريطانية وأمريكا لنفوذ الصهيونية العالمية فقد أصبح الباطل حقاً… إنه باطل الإنكليز والأمريكان واليهود….

الجزء الأول
دمشق في 1 / /2004
أحمد أبو سعدة

آداب عبد الهادي
18/03/2009, 02:25 PM
تم بعون الله نشر الجزء الأول كاملاً من كتاب مكان دائم في الجنة (الحقد اليهودي) للمؤلف أحمد أبوسعدة
نتمنى أن نكون قد وفقنا في تقديم ما هو خير لأمتنا العربية والإسلامية وفي هذه الأثناء أدعو السادة القراء لمتابعة ونقاش هذا الكتاب في منتدى كتاب الشهر على رابط آخر أتمنى من جميع الأخوة المشاركة في النقاش وإغناء هذا الموضوع لنصل إلى الحقيقة الكاملة فيما يتعلق باليهودية والصهيونية والماسونية.
كما أتقدم بالشكر الجزيل لكل من السادة
الأستاذ ناصر الحريري
الأستاذة نورهان عادل
الدكتور الفاضل محمد إسحق الريفي
الأستاذ هنداوي دوير
لتشجيعهم ودعمهم المعنوي أثناء عرض الكتاب
لكم جميعاً الاحترام والتقدير