المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : غزة \ القوة والبلطجة \ شريعة الغاب



محمد خلف الرشدان
22/01/2009, 03:24 PM
غزة \ القوة والبلطجة \ شريعة الغاب
الحرب تشنها الدول على بعضها البعض عندما تستنفذ كل الوسائل الدبلوماسية لمنعها ، حيث يلجأ إليها في نهاية المطاف لتحقيق ما عجزت عنه السياسة والدبلوماسية ، إذن فهي وسيلة لتحقيق غاية ، ولكن هل كل الحروب التي تشن تكون وسيلة لتحقيق الغاية ؟؟، أم أن هناك حروب يخطط ويبرمج لها ، ويتخذ قرارها وتوقيتها ، ويؤتى لها بالمبررات والحجج الواهية تحت ذرائع مختلفة ، للتمويه على الرأي العام المحلي والدولي ، ولتكون الحرب هي الغاية والهدف بحد ذاته خدمة لمصلحة هذه الدولة أو تلك ، فتباشر الدولة حربها بعد أن تكون قد جمعت حولها عدد من الدول الكبيرة والصغيرة إما بالإقناع أو بالإرهاب أو التبعية الذليلة ، لتعطي لنفسها الحق في شن هذه الحرب لتوهم العالم بمشروعية هذه الحرب وعدالتها ، وأنها ضرورية جداً لتحقيق العدل والسلام ،

هكذا أصبحت حروب اليوم ونحن ندعي أن الحضارة العالمية قد وصلت الى القمة في عصر العلم والحرية والديمقراطية الذي نعيشه هذه الأيام . ولكنها الحقيقة المرة أنه كل ما تقدم العالم الغربي وعلى رأسه أميركا وأوروبا علمياً وتقنياً وتكنولوجياً ، إزدادت شراسته وحبه للحروب وخاصة على الدول الضعيفة أو الدول النامية والتي تملك الثروات ، وعندها يسيل لعاب تلك الدول فتهاجم بلا مبرر وإنما لشهوة التسلط وسرقة هذه الثروات ، تهاجم وتحتل وتسفك الدماء وتقتل وتهجر وتأسر وتعذبّ ولا تقيم وزناً لهيئة الأمم المتحدة أو مجلس الأمن ، فتضرب ذات اليمين وذات الشمال تحت حجج واهية وتدخل محتلة ثم تنهب ثروات هذا البلد وتمتص خيراته ،وتقتل رجاله وتدمر البيوت على رؤوس ساكنيها ، وتدوس على مقدساته وتراثه غير عابئة بأحد من العالمين كل هذا يحدث نتيجة عامل القوة ولا شيئ غير القوة والبلطجة power وعلى من ؟؟ على الدول التي لا تستطيع الدفاع عن نفسها والتي لاتملك من أمرها شيئ أمام القوة المتوحشة

وهكذا أصبح العالم اليوم يعيش عصر شريعة الغاب أو شريعة البحر ، حيث تحولت الدول الكبيرة إلى وحوش مفترسة تهاجم الدول الصغيرة بقسوة لا ترحم ، وتمزقه إرباً إرباً دون وازع من ضمير وأخلاق ، ثم يجلسون على الأشلاء المتناثرة ويقتسمون حصصهم دون أن يعكر صفوهم أحد فقد تحولت الدول العظمى والكبيرة مثل أميركا والعالم الغربي إلى مجموعات من العصابات وقطاع الطرق ، يعيثون في الأرض فساداً وإفساداً ، وقد ملئوا الكون إرهاباً وقتلاً وتدميراً ، وأشاعوا الفوضى والهلع والرعب لدى جميع الدول الأخرى ، من خلال نظرياتهم هؤلأ الذين يسمون بالمحافظين الجد المتصهينين المجرمين : مثل من ليس معنا فهو ضدنا ومثل قاعدة الفوضى الخلاقة ، ونظرية الإبادة للمسلمين للإستيلاء على نفطهم وثرواتهم ، ومنع تقدمهم وتطورهم ، بمساعدة الكيان الإسرائيلي الغاصب ، والذي زرعوه في وسط العالم العربي ، ليكون لهم بمثابة الحربة المسلطة على رقاب العرب والمسلمين .


هيئة الأمم المتحدة بجميع منظماتها وهيئاتها وفروعها المختلفة أصبحت اليوم أداة طيعة بيد الدول الكبرى وخاصة بيد أمريكا ، فهي تتدخل بكل صغيرة وكبيرة بكل وقاحة وصلف ودون خوف أو وجل ، وفي نهاية المطاف تستخدم الفيتو لنقض ورد أي مشروع لا يعجبها ، هذه المنظمة العالمية سحب البساط من تحتها ، وأصبحت ألعوبة بيد امريكا والعالم الغربي وإسرائيل ، ولا أدل على ذلك من شنها الحرب على العراق عام 2003 دون موافقة هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن ، ولم تستطع هيئة الأمم المتحدة من فعل شيئ لوقف هذا العدوان الهمجي الغربي ، وهي اليوم لأضعف ما يكون أمام الثور الأمريكي الهائج . فلا ينتظر منها منفعة .

العالم العربي اليوم ، مقسم مفتت مجزء متفرق ، الخلافات تنخر في عظامه ، العرب 3 أقسام قسم يسمونه بالمعتدل وهو الذي يسير في فلك أمريكا وإسرائيل ، وقسم يسمونه بالممانع أو المقاوم للهيمنة الأمريكية والعالم الغربي وإسرائيل ، وقسم ثالث لا هو في العير ولا في النفير ، أشبه بالعضرط لا يحل ولا يربط ، وهم أي العرب في تفرقهم وتشتتهم وإنقسامهم هذا ، لا يملكون من أمرهم شيئا ، فتملى عليهم الأوامر والتعليمات إملاءً ، وما على العرب إلا السمع والطاعة ، فهم أضعف من أن يقوموا بأي رد ، لأنهم يعرفون سلفاً القوة والبلطجة الأمريكية الإرهابية ، وأن العصا الأمريكية مرفوعة على رؤوسهم ، إن لم تكن على أقفيتهم وبإستمرار.

أحداث غزة الأخيرة بعد أن قام الكيان الصهيوني بشن حرب ظالمة على إخوتنا في غزة هاشم العربية الأبية يوم 27\12\2008 ـــــ 17\1\2009(22) يوماً، هذه الحرب كشفت المستور ، ويصح أن نسميها بالحرب الكاشفة فهي كشفت عن هشاشة النظام الرسمي العربي المهترئ ، وتواطئ بعض الأنظمة العربية بوقوفها مع الكيان الصهيوني علانية وجهاراً نهاراً دون حياء أو خوف ، حتى وصل الأمر وكما نشر في الصحافة الأجنبية والعربية وعلى لسان قادة الكيان الصهيوني ،

إن الحرب قامت بعد أن تم موافقة بعض الأنظمة الرسمية العربية عليها ، حيث ُطلب من إسرائيل أن تفتك بحركة حماس وتقضي عليها ، وأن لا تطول المعركة أكثر من خمسة أيام ، لا بل وتمويل الحرب الإسرائيلية على إخوتنا في غزة ودفع تكاليف الحرب كاملة لإسرائيل عن طريق إحدى الدول البترولية الخليجية ، وهذا ما صرح به أولمرت رئيس وزراء العدو ووزيرة الخارجية تسيبي لفني للصحافة والإعلام ، إن هذا يشي بواقع مظلم تعيشه الأمة العربية اليوم وأنا على يقين تام بأنه سيكون له تداعيات خطيرة على هذه الأنظمة ، والتي هي نتفت شاربها ولحيتها بيدها القذرة ، الملوثة بدماء الفلسطينيين الغزاويون رجالاً وشيوخاً ونساءً وأطفالاً ، فقد بلغ عدد شهداء غزة 1500شهيد منهم 420طفل و350إمرأة والجرحى 6000 جريح نصفهم من الأطفال والنساء ، أما الدمار والتدمير فهو أشبه ما يكون بزلزال عنيف بقوة عشر درجات على مقياس ريختر تعرضت له غزة ، حيث بلغت المنازل المدمرة على رؤوس ساكنيها 25000منزل ، وتم تدمير الجامعات والمدارس ومعظم مساجد غزة ،والمستشفيات وكلك مقرات الحكومة كاملة الوزارات والدوائر ، ومدارس الأنروا التابعة للأمم المتحدة ، حتى وصل الأمر بأمين عام الأمم المتحدة الصيني بان مون عندما زار غزة بعد 3أيام من وقف إطلاق النار ، وشاهد حجم الدمار والخراب في غزة علق قائلاً إن هذا الذي شاهدته يدمي القلب ،ويدمع العين إنها كارثة إنسانية ويجب أن تحاسب قيادة إسرائيل على جرائمها التي تمثل جرائم الحرب ، ويجب أن لا يفلتوا من العقاب ، ونتسائل من يستطيع معاقبة إسرائيل وبظهرها أمريكا والعالم الصليبي المتصهين وبعض حكام العرب الخونة الذين شددوا على حصار غزة وأغلقوا المعبر الوحيد بينهم وبين القطاع ، ومنعوا الغذاء والدواء والمحروقات عن شعب غزة . إنهم الفراعنة وأبو رغال .

إنها حرب القوة والهمجية والبربرية والوحشية لدول عظمى تستأسد على دول ضعيفة هزيلة مثل دولنا العربية الهشة بل تستأسد على حركات لا تملك طائرة ولا دبابة ولا مدفع ، إنما رجال مزروعين في ارضهم ، يحبون الموت كما يحب أعداؤهم الحياة ، وعندما لم يستطيعوا النيل من هؤلأ المقاومين الأشاوس ، صبوا جام غضبهم على المدنيين الأبرياء وهدموا البيوت على رؤوسهم ، إنه الجيش الإسرائيلي الجبان الرعديد المهزوم ، يجبن عن نزال عدة آلاف من المقاومين فلا يسنطيع الدخول خوفاً وهلعاً ، فينتقم لجبنه ويضرب بأسلحة محرمة كالفسفوري القاتل وأسلحة الدايم السامة والمدمرة لخلايا الجسم بل وتعمل على تحليل الجسم وتقطع أوصاله .
الأمة ستنهض من تحت الركام وسيكون لك يا إسرائيل شأناً وأي شأن فانتظروا الزلزال .