المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صمود غزة .. الأبعاد والدلائل



احمد عبد الرشيد عبد الباقي
22/01/2009, 04:03 PM
صمود غزة .. الأبعاد والدلائل

منقول لعموم الفائدة

- رغم مناظر القتل الوحشي والإبادة الجماعية لشعب غزة الأبّي عقوبة له على اختياره الحر عبر صناديق الأقتراع في أنزه عملية انتخابات برلمانية شهدتها المنطقة العربية منذ عقود عدة .

- ورغم مشاهد الدمار الشامل الذي أحدثته ألة الحرب اليهودية في عدوانها البربري على الشعب الأعزل في غزة على خلفية من الصمت المخزي لذوي القربي الذين أدمنوا الرقص على إيقاع قارعي طبول البيت الأبيض ونافخي مزاميره .. !! .

- الصمت الذي لا ينهض على ساق أمام حجج دعوى التواطأ المدروس على شعبنا الصامد في غزة.. على الرغم من هذا وذاك إلا أن هناك نصفا آخر للكوب .. إذ أن هذه الحرب الجهنمية التي شنها أبالسة الجحيم على شعبنا الغزاوي .. قد نجحت إلى حد كبير في إسقاط ورقة التوت التي طالما حاولت بعض الحكومات والدول في عالمنا العربي البائس ستر العورة بها.. نجحت في إسقاط ثقافة الانبطاح التي صدعتنا بها الزعامات الورقية طويلا باسم مفاوضات السلام والتطبيع.. تلك الثقافة التي طالما طافت بأمتنا على جيف الأماني في صحراء التيه المسبعة حتى دون أن يسمعوا لعجل المفاوضات خوارا!!! .

- أما المقاومة الباسلة التي أجبرت الجميع أن يرفع لها الكاب أو القبعة إجلالا واحتراما... فقد نجحت في أن تثبت للعالم كله أنها الخيار الوحيد لاسترداد الحقوق المفقودة ... والحفاظ على الإنجازات الموجودة رغم انعدام أوجه الشبه والمقارنة بين أسلحتها وأسلحة عدوها .. نجحت في أن تبرهن للجميع على أن الامة مازالت على قيد الحياة وأن خيانة الساسة للقضية لا يعني بالضرورة ضياعها النهائي.. وأنها ما زالت تمتلك شجاعة نادرة المثال تستعصي على الوصف... مازالت تمتلك حق ابتكار واحتكار القنابل البشرية التي لا تمتلك شيئا منها مخازن أسلحة بني صهيون ولا حتى مخازن أسلحة حلف الأطلسي !! .

- وعلى هذا فقد استطاعت المقاومة فرض أجندتها على أجواء القمم والمؤتمرات التي عقدت أخيرا سواء في الدوحة أو الكويت أو شرم الشيخ .. وقد تابعت مادار على ألسنة أصحاب الفخامة والجلالة والسمو وهم يتفاعلون مع الواقع الجديد والمفردات الجديدة التي فرضها صمود أشاوس المقاومة الاسطوري أمام هذا العدوان الهمجي من قبل أحفاد بني قريظة !! .

- وأعتقد أنه من أعظم الفوائد التي أفرزها هذا العدوان هي أنها كانت بمثابة الصاعق الذي فجر قنبلة الوعي لدى الشعوب والجماهير العربية والإسلامية لتستبين لها سبيل المجرمين بعد أن تاهت العلامات.. وذابت الفواصل ... وضاعت الحقوق ودخلت القضية أو كادت وادي النسيان وهي تمتطي صهوة اتفاقات الاستسلام والتنازلات المطهمة... وأن الغضب الجماهيري الهادر أسهم بدوره في كشف الهوة العميقة ، والفرق الشاسع ما بين الشعوب وبين دولها التي بدأت تستخدم لغة رومانسية دافئة ومفردات رقيقة حالمة في تدبيح بيانات الشجب والإدانة والتي هي في النهاية .. تشبه أوراق" الكلينكس" مادة واستعمالا !!! .

- وأثبتت أيضا أن هذه الحكومات لا تستمد شرعيتها من قواعد جماهيرية عريضة بقدر ما تستند في حكمها الجبري على قوتها ومنعتها فضلا عن نفحات الرضى والرضوان التي يمنحها لهم سيدي العارف بالله ساكن البيت الأبيض أي كانت ملته.!!

- نعم إنها لحظة تاريخية كاشفة لا تحتاج الجماهير المستغفلة إلى ضارب رمل أو قارئ فنجان أو صاحب علم لدني قد أوتى ما أوتي الخضر عليه السلام !! لتكتشف العدو من الصديق..و لتميز الخبيث من الطيب لتنخلع من ربقة التخدير والتجهيل والتضليل التي تمارسها بعض أجهزة الإعلام الذي لا يتمتع بأدنى درجات من حياء ولو من جنس حياء الغوازي!!

- نعم إنها لحظة فارقة لأنها بدأت تميط اللثام عن الموازين الحقيقية لمعادلات النصر والهزيمة التي لا يعرفها أباء النضال وأصحاب الدكاكين الثورية من تجار السلام المزعوم !! ومن مضي في ركابهم من مرتزقة الأزمات .

- تلك المفاهيم والتصورات التي تطالب المؤمنين بإعداد العدة قدر الاستطاعة لإرهاب العدو بقطع النظر عن التكافؤ بينهم وبين عدوهم في العدد أو العدة .

- تلك الموازين التي أرساها القرآن منذ أربعة عشر قرنا من الزمان.. لتصنع من رعاة الشاة والبعير والمهمشين في كل مناحي الحياة ونواحيها قوة فاعلة تناطح صناع التاريخ من فرس و روم وتهزمهم وتستولي على ما تحت أيديهم .

- الدروس والعبر لا يمكن أن يتضمنها مقال أيا كان كاتبه .. ولكنها مساهمة متواضعة من رجل طالما أبكته مناظر القتل الجماعي للأطفال والنساء والعجزة،وأضحكته الصورة الكاريكاتيرية لجنود أولمرت ولفني وبارك وهم عائدون من غزة فوق دباباتهم وقد رفع بعضهم علامة النصر ..فقلت فى نفسي وقد تملكني العجب :على من انتصر هؤلاء المغاوير؟؟على النساء والأطفال والمدنين العزل أم على من؟!!