المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : انظر كيف يعامل الاسلام الحيوان !!



احمد محمد عبده عبد السلام
22/01/2009, 06:10 PM
نظر الإسلام إلى عالم الحيوان إجمالاً باهتمام لأهميته في الحياة ونفعه للإنسان، ولكونه قبل ذلك آية من

آيات عظمة الخالق وبديع صنعه.. ولذلك كثر الحديث عن الحيوان وحقوقه في كثير من مجالات التشريع

الإسلامي، حتى إن عددًا من السور في القرآن الكريم جاءت بأسماء الحيوانات مثل: سورة البقرة، والأنعام،

والنحل، والنمل، والعنكبوت، والفيل.


وينص القرآن كثيرًا على تكريم الحيوان، وبيان مكانته، وتحديد موقعه لخدمة الإنسان؛ فبعد أن بين الله في

سورة النحل قدرته في خلق السموات والأرض، وقدرته في خلق الإنسان، أردف ذلك بقوله: [وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا

لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ، وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ، وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ

لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ، وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا

لا تَعْلَمُونَ].. سورة النحل.

وقد استنبط الفقهاء والمفسرون من هذه الآيات الكثير من الأحكام والفوائد؛ فأشاروا إلى أن الله عز وجل

يلفت انتباه الإنسان إلى ضرورة الاهتمام بالحيوان، والعناية به، والترفق في معاملته؛ لأنه يؤدي دورًا هامًا

في خدمته، كما أن الله - سبحانه - قصد بهذه الآيات أن يبتعد بالإنسان عن أن ينظر إلى الحيوان نظرة ضيقة

لا تتعلق إلا بالجانب المادي المتعلق بالأكل والنقل واللباس والدفء، فوسع نظرته إليه مشيراً إلى أن

للحيوان جانباً معنوياً، وصفات جمالية تقتضي الحب الذي يقود إلى الرفق في معاملته، والإحسان إليه في

المصاحبة، بالإضافة إلى أن ذِكْرَ بعض الحيوانات بأسمائها في هذه الآيات لا يعني أن غيرها ليس كذلك، بل

إنه ذكرها على سبيل المثال لا الحصر بدليل قوله: [وَيَخْلُقُ مَا لا تَعْلَمُونَ]