حبنظل بظاظا...الحلقة الأولى

[محمد مزكتلي]

الحلقة الأولى:
أيها السيدات والسادة أقدم لكم نفسي وبلا فخر أنا حبنظل بظاظا.
إنكم جميعا تعرفونني,فأنا علم على رأسه نار.
أنا طلّاع الثنايا,جوّاد البرايا,للجيش جرار.
أنا ابن دليلة سليلة الأكابر وصاحبة الجاه والسلطان والثراء.
وأبي هو علي الزئبق زعيم العيارين صاحب الفطنة والذكاء والدهاء.
وأنا تفوقت على كلاهما وأصبحت حبنظل بظاظا.
أنا نتاج نطفة ذكية مع بيضة ثرية,وليد المصلحة والشهوة.
أنا أذكى من الذكاء,وأعظم من العظمة,وأشهر من الشهرة.
والدليل على عظمتي وشهرتي هو كثرة الحسّاد من حولي.
أيأسهم تفوقي نجاحي فحاكوا الأباطيل من خلف ظهري.
صحيح أنني قصير القامة,لكن منجزاتي تطال النجوم.
وصحيح بأنني دميم الوجه,لكن نظراتي تبرأ المجذوم.
أنا من تدين له الدهور,وترفع أمامه القبعات وتنحني الظهور.أنا حبنظل بظاظا
أرجوكم ..أرجوكم لا تضحكوا حتى لا تندموا بعد ذلك.
ولتعلموا أن وجودي بينكم هو الذي ينجيكم من المهالك.
نعم فأنا أعلم ما لا تعلمون,وأدرك ما لا تدركون.
وأعرف من أين تؤكل الكتف,وما يجب أن يكون أو لا يكون.
فأمي تعلم ما لا تعلمه أمهاتكم,وأمي تفعل ما يستحيل أن تفعله أمهاتكم.
علمتني أمي ذات مرة حينما كنت يافعا طري العود.
وقتها كانت تجالس السلطان المعظم,تغني له وتعزف على العود.
أفهم يا حبنظل واحفظ عني هذه الاشياء.
إن الدين والجنس والسياسة هم الطريق إلى السلطة والمجد والثراء.
ومن يومها جعلت من نفسي ببغاءً وخنزيراً وحرباء.
لقد دأبت أمي منذ صغري على أن تجعلني الرجل الأول في القصر.
وبذلت لهذا الغالي والنفيس,من هز كؤوس المدام إلى هز الأرداف والخصر.
هل صدقتم الان بأنني أنا الرجل الوحيد القادر على قيادتكم.
فأنا نتاج تضحية أمي,وأنتم ضحايا انانية امهاتكم.
نعم نعم أنا هو الببغاء وانا الخنزير وانا الحرباء.
انا الاسد الهصور ,والجمل الصبور,والشات العرجاء.
أنا المرجعية وانا الضمير وانا القضاء.
أنا السيف والرقاب,أنا الرحمة و العقاب وانا السجن و السجناء.
أنا الخير والشر,انا القبح و الجمال,انا اليأس والرجاء.
أنا خليط متجانس من كل هذه الاشياء.أنا حبنظل بظاظا.
لا تستغربوا أيها السادة فأنا مزيج من أصنافكم انتم.
جعلتني امي هكذا لأتفهم واحترم كل وجهات نظركم.
انا انتَ وأنتِ,وهو وهي,وهم وهؤلاء.
أفصح عما تخجلون منه دون اي حشمة او حياء.
أقول ما تخاف منه ألسنتكم,وأظهر ما تدفنوه في صدوركم,من غير كذب ولا رياء.
أنا أعرفكم أيها السادة أكثر مما تعرفون أنفسكم.
وأعلم نواياكم وخباياكم وما تضمروه في اعماقكم.
انا رجل فريد من نوعه ورثت منكم سماتكم وصفاتكم.
لان امي حينما كانت حاملا بي دارت على كل رجالكم.
انا ابن ازواجكم وزوجاتكم,انا اخو أولادكم وبناتكم,وانا حفيد اباكم واجدادكم.
انا الوريث الشرعي لأموالكم انا الحاكم بامر الله على رقابكم,وانا المتصرف بامر امي في شؤونكم.انا حبنظل بظاظا.
أيها السادة لقد تنازلت ورضيت ان اجلس بينكم.
فإصراركم واستجدائكم وتوسلاتكم جعلت قلبي يرق لحالكم.
فشنفوا اذانكم ونظفوا اسنانكم وافتحوا عقولكم,واجلسوا صامتين.
لأروي لكم قصتي وقصت أبي وأمي و زوجتي عسل التين.
وللحديث بقية