المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل رأيت العروس في ليلة زفافها ؟



بنت الشهباء
04/10/2006, 01:38 AM
إحياء.ليلة القدر في الكعبة

بقلم
أ.د: بكري شيخ أمين
عضو اتحاد الكتاب العرب
عضو اللجنة العالمية للغة العربية



هل رأيت العروس في ليلة زفافها ؟
هل وقفت على الجمال بأسمى معانيه ؟
هل تذوقت الماء العذب الفرات بعد طول صدى ؟
هل قابلت حبيباً غالياً بعد طول بعاد ؟
إذا كنت قد رأيت ذلك ، أو عشته ، فصدقني أنه قليل وصغير حين
يكتب لك الله زيارة الكعبة في رمضان ، وفي ليلة السابع والعشرين منه بوجه خاص .
لو كنت من السـعداء المحظوظين ، وقسم الله لك أن تعتمر عمرة رمضانية ـ وتلك تعدل حَجة مع رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ـ لنسيت روعة العروس ليلة زفافها ، والفرحة العارمة بعد حزن طويل .
أنـا ما تخيلت في الدنيا أحلى من الكعبة حين بدت أمام عيني بذاتها ، بجلالها ، بروعتها ، بحقيقتها ، يوم أقبلت إلى مكة المكرمة في ليلة السابع والعشرين من رمضان .
صدقني ، ياصاحبي ! أني كنت كالمذهول ، أريد أن أهجم عليها
معانقاً ، ولكن الروعة أخذتني ، فما عدت أسـتطيع دنواً ، ولا حراكاً .
كم حاولت أن أتقدم ، أن أقترب ، لكنني شعرت بقدميّ مسمرتين ، لا تستطيعان حملي ، ولا السير بـي إليها .
لم أدر ماذا حل بـي يومذاك ، لقد كنت منذ لحظات طائراً كالفراش بجناحين ، أقطع المسافات الشاسعة ، دون أن أشعر بالزمن يسبقني ، أو يسرقني .
كنت كالعاشق الذي طال بعاده عن حبيبه ، ثم لاح له طيفه ، فاندفع
إليه فاتحاً ذراعيه ، وصدره ، وقلبه ، وكل خلية فيه .
ولكن ! ما بال قدميّ لا تحملاني ، وما بالي كالكسيح لا أقوى على مسير ! وما بال عينيَّ تفيضان بالدمع السخين ! وما بال قلبي يخفق
حتى لتسمع ضرباته من بعيد !
الله أكبر . الله أكبر . لبيك اللهم لبيك . .نداءات تنداح من دائرة الكعبة ، لتلفني معها ، وتحملني عبر الآفاق .. إلى السماوات .
جموع هائلة ، لا أنا ، ولا سواي يستطيع أن يحصيها عداً .. ألوان .. ولغات .. وأشكال .. ورجال .. ونساء .. وعوالم لا تنتهي ، تطوف
وتطوف .. وتجأر بصوتها إلى السماء .. لبيك اللهم .. لبيك .
الرفاق يحملونني من إبطيّ ، ويسيرون بي نحو حبيبتي .. لا هم يكلمونني ، ولا أنا قادر على كلام .. دموعي تسيل ، بل تنـزف .. أخطائي .. ذنوبي توثقني .. ماضيَّ .. حاضري.. مستقبلي .. دنياي .. آخرتي .. كلهم ..كلهم .. حولي .. ينظرون إليَّ ، ويحدقون بي .
والحبيبة الجليلة جاثمة بروعتها تنظر إليَّ ، تدعوني ، تغريني بعناقها ، بالذوبان فيها ..
وبلهفة المشتاق ، وحنين الصديان إلى العذب الفرات ، وبذلة الخانع ، وبإيمان المؤمن زحفت إليها .
سامحني ، ياصاحبي ! إن لم أقل لك : كيف دنوت ، واكتف مني
بالقول :
إني حبوت وزحفت .
أجل ! حبـوت إلى الحجر الأسود لأستلمه ، ورأيت رسول الله
صلى الله عليه وسلم بعين خيالي يقبله مرة ، وصحابته يقبلونه بعده ، ومعه .. وملايين الناس مرت قبلي .. كلهم قبلوه .. كثير منهم اليوم تحت التراب .
نعم ! قبلته ، ثم خطوت خطوة نحو الملتزم ، وألصقت رأسي ، وصدري ، وجسدي كله بالحجر ، ورفعت يديَّ إلى أعلى ، كما يفعل المذنب الكبير ، وقد استعد لكل عقوبة وقصاص .
ما عدت أذكر ماذا قلت ، وماذا دعوت ، وبـماذا هتفت .. وكل ما بقي في خاطري أني أحسست ببرودة تسري في كل ذرة من كياني ، وبروح جديدة تتمشى في عروقي .. وسمعت هاتفاً يهتف : قل يا عبادي
الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله . إن الله يغفر
الذنوب جميعا . إنه هو الغفور الرحيم  . وكان عليَّ أن أطوف حولها سبعة أشواط ، طواف القدوم والتحية .
سامحني ، ياصاحبي ! مرة ثانية ، إذا أخبرتك أني شعرت بنفسي
كأنني لا أمشي على الأرض ، وإنما كنت أطير ، وأغني ، وأهتف :
يارب العالمين ! ياغياث المستغيثين ! يا الله ! ارحمني ، وارحم عبادك المذنبين . لا تكلنا يا الله إلى أنفسنا ، ولا تحاسبنا على ما قدمنا .. ولا تعاملنا بما نستحق .
لقد ابتعدنا عنك يارب ! واتخذنا ألف معبود ومعبود . عبدنا المال ،
وغرتنا الشهوات ، وأغوتنا اللذات ، واعتقدنا بسواك يضرنا وينفعنا ،
وينصرنا ويخذلنا .. تكالبنا على الدنيا ، فذللنا ، وتهالكنا على أعتاب
أعدائك فسحقنا .. وحق علينا العذاب .
***
واقترب موعد المغرب ، فإذا الناس يتراجعون ، وإذا الطواف يخف ، ثم يتوقفون جميعاً .
وتنظر في ساحة الكعبة فترى الزمزميات قد صفت في دوائر حولها ، عشرات الآلاف من هذه الآنية المملوءة بماء زمزم ، وإلى جانب كل
منها كمية من تمر ، جعلت في صرة من ورق .
وقعد الناس حلقات ، وأمامهم الماء والتمر ، ينظرون إلى الكعبة .. هذا يدعو ، وذاك يستغفر ، وآخر يقرأ القرآن .
وفجأة تسمع صوت المؤذنين من كل أرجائها ينادون بصوت واحد : الله أكبر .
الله أكبر تملأ مكة ، وتصل إلى جبالها ، ووديانها ، وتتجاوز إلى آفاق
الدنيا .
الكبير هو الله وحده . .. لا كبير سواه ، لا إله سواه .. الله أكبر ..
هذا النداء الذي لا يتوقف لحظة من ليل أو نهار في كل أرجاء الدنيا .
* * *
اللهم إني لك صمت ، وعلى رزقك أفطرت ، وبك آمنت ، وعليك توكلت ، ذهب الظمأ ، وابتلت العروق ، وثبت الأجر ، إن شاء الله .
وتمتد الأيدي إلى التمرات ، فترفعها إلى الفم الصائم الطائع ، ثم تلحقها بجرعة من ماء زمزم .. وما هي إلا دقائق تكاد تبلغ العشر أو الخمس عشرة ، حتى يتقدم الزمازمة يلمون هذه الآنية ، ويجمعون الأوراق التي وضعت فيها النوى .. لتقام الصلاة .. صلاة المغرب .
حلقات وراء حلقات من المصلين . يصل عددها إلى المئات .. كل حلقة أكبر من أختها ، حتى تشمل الساحة الخارجية للكعبة .. وتنداح الدائرة حتى تشمل العالم كله .. وتنتهي صلاة المغرب . ليعود الطواف من جديد .
هنا يطوف الطائفون ، وهناك على بعد أمتار يسعى الساعون بين الصفا والمروة .. جيئة وذهاباً .
ينطلقون من الصفا في خط مستقيم عريض إلى المروة ، حتى إذا ما وصلوا إلى العمودين الأخضـرين هرولوا ، ودعوا : رب اغفر وارحم ، واعف وتكرم ، وتجاوز عما تعلم ، إنك تعلم ما لا نعلم ، إنك أنت الله الأعز الأكرم .
سبعة أشواط بين الصفا والمروة ، جيئة وذهاباً ، غدواً ورواحاً ، وينتهي السعي بالمروة ، ليعود الطواف من جديد ، حول الكعبة الحبيبة .
* * *
ويؤذن مؤذن العشاء .. وبعد العشاء يبدأ العرس الكبير والفرحة الكبرى .
إنها ـ في الأثر ـ ليلة القدر . وليلة القدر خير من ألف شهر ، تَـنَــزَّل الروح والملائكة فيها بإذن ربهم من كل أمر ، سلام هي حتى مطلع الفجر .
* * *
لو تطلعت إلى ما يكون في الكعبة آنذاك لرأيت أربعة أنواع من الناس ، فريقاً يطوف ويطوف ، فلا يكاد يستريح حتى يعاود الطواف . وفريقاً بدأ بصلاة ذات ركعات معدودات ، لا ينتهـي منها حتى يؤذن مؤذن الفجر ، وفريقاً أخذ بقراءة القرآن الكريم ، كأنه يريد أن يتلوه جميعاً ، وفريقاً رابعاً قعد جانباً وعيونه مشدودة إلى السماء مرة ، ينظر إلـى الكعبة تارة ، وإلى هذه الجموع الغفيرة تارة أخرى ، يقـرأ ، ويستغفر ، يدعو ، ويتضرع ، أو يبكي ..
* * *
وتمر الساعات سريعة ، لا تعرف كيف انقضت ، وتنسى أن في الدنيا شيئاً اسمه النعاس أو النوم .. ولكن هل ينام المحب إذا كان مع حبيب ؟ هل ينام المذنب إذا كان موعوداً بغفران ؟ هل ينام المحروم إذا كان موعوداً بعطاء ؟ هل ينام العبد إذا كـان بحضرة سيده ؟ هل ينام مشتاق إذا كان على باب من يهوى ؟
ليس للنوم مكان في خارطة هذه الساحة وأصحابها . إن النوم لغير هؤلاء المحبين .
* * *
ويتساءل الناس عن ليلة القدر ، هل ظهرت أو لم تظهر ؟ ويتساءل آخرون عن أماراتها . وتنتظر جماعة أن تنشق السماء عن نور غريب يبصرونه بأعينهم ، ليتأكدوا أن هذه هي ليلة القدر ..
وتسمع هذه الأسئلة من هنا وهناك ، وتعود إلى نفسك لتقول : ليلة القدر هي الليلة التي أكون فيها مع ربي ، هي الساعة التي يصفو فيها حبي لحبيبي ، ولحبيبي وحده ، دون الناس جميعاً .
وصادق الحب يعيش ليلة القدر في كل لحظة ، يحسها بقلبه ، ويراها بعينيه ، وتنعكس في سلوكه وعلى لسانه ، وملامح وجهه .. سواء أكان في الكعبة أم في أي بقعة في الدنيا .
واللبيب اللبيب هو الذي يراها تنبع من فؤاده ، ويسأل عنها في ضميره ، قبل أن يتلمسها من على الجدران ، أو في آفاق الفضاء .
* * *

وأسأل نفسي السؤال الصغير : ألم تشهدي ليلة القدر ، وماذا تقولين حين كتب لك الوصال ، وسمح لك بالنجوى ، وأتيح لك الوقوف على الأعتاب ؟؟
بل هل تتمنين ، يانفس ، أكثر من هذا إذا رضي عنك الحبيب ، وقربك ، واستجاب ؟



بكري شيخ أمين

بنت الشهباء
04/10/2006, 01:44 AM
أيّ حبيبة تناجيها !!؟؟...

حبيبة ما إن تذكرها إلاّ وتحسّ بأنّ جوى الحبّ قد سكن سويداء قلب عاشقها , وازداد الشوق لرؤية حسن طلعة بهاء جمالها !!؟؟...

حبيبة ما إن تذكرها إلاّ والعين تدمع أمام ملتزم بابها , وركن يمانها , والقلب يخفق أمام مصلى إبراهيم -خليل الله - مقامها !!؟؟...

حبيبة ما إن تذكرها إلاّ وتجد روح قلبك تخفق محبة ولهة مشتاقة للنظر
إلى هيئتها ,وضياء نور حسن عتيق لباسها !!؟؟..

هل لهذا المحب العاشق المتيّم الذي يخفق قلبه لذكر رؤى حبيبته يستطيع أن يدفن شوق حشاه , وهو يُقبل على الله تائبا , ويدعوه أن يغفر له ذنبه !!؟؟..

هذا والله هو الحبّ الذي لا زيغ فيه ولا اعوجاج ...

لا تشويه في باطنه , ولا شائبة في روحه ..

بل هو الاستقامة والنقاء , والصفاء والطهر الذي يسعد الروح , ويُذْهب الهم , والغمّ والنصب.....

ما أسعده والله من يحيا في رياض غزله , ويشدو مع أ لحان حبّه!!...

رسمت لنا صورا حسّية لأحوال التائبين , العائدين , الصائمين , القانتين , المُخْلَصين لله يأملون منه رضاه ورحمته , وواسع مغفرته....

رسمت لنا بمداد من نور خزائن درر كلماتك , وتصانيف عبارات لغة بديع وصفك..فأوصلت العبارة إلى غايتها , ودفعت بكلمات النصح إلى أصل موضعها فكانت بحق عرس ليلة خير من ألف شهر , قد نالت من أناملك الذهبية أطايب الثمر , وحلاوة الإيمان والهدي......

بنت الشهباء
04/10/2006, 05:00 PM
حبيبتي تناديني بكل حب وشوق لحضور حفلة العروس في ليلة زفافها
وأرجو من الله أن ييسر لي هذا الحضور الكريم المبارك

أهلي وأحبتي في وطني العزيز الجميل

واتا

أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
وسامحوني ... سامحوني ... سامحوني
أسأل الله ربي أن أحضر حفلة العروس بأحسن لباس الحب والصفح , والعفو والإحسان
يارب إنك سميع مجيب


أهلي وأحبتي

أرواحكم ستطوف معي , وستشهد ليلة العرس – بإذن الله –
ولن أنساكم من صالح الدعاء عند الحبيب محمد – صلى الله عليه وسلم –
وعند رؤية الكعبة الشريفة


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

التوقيع :

ابنة الوطن المحبة
أمينة

الدكتورمروان الجاسمي الظفيري
04/10/2006, 09:25 PM
الأخت الأديبة

اللبيبة الفاضلة المفضالة ابنة الوطن ...

وابنة الشهباء الحرة الأبية

أسأل الله عز وجل أن يحفظك ويردك إلينا سالمة غانمة

وكلنا بانتظار لمساتك الحانية

ومواضيعك الدسمة

وتعليقاتك المفعمة بالنشاط والحيوية

حفظكم الله تعالى في حلكم وترحالكم

وعودا حميدا بإذن الله وتوفيقه وثقي بأننا سنشتاق لمواضيعك النيرة وإضاءاتك المشرقة

مع دعائنا لكم بالخير واليمن والبركات، في حلكم وترحالكم.

تقبل الله منكم عمرتكم هذه .

اللهم إننا نسألك الخير كله عاجله وآجله ماعلمنا منه وما لم نعلم .

ونعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ماعلمنا منه ومالم نعلم .

ونسألك الجنه وماقرّب إليها من قول أو عمل.

ونعوذ بك من النار وماقرب إليها من قول أو عمل .ونسألك خير ما

سألك به عبدك ورسولك محمد صلى الله علية و سلم .

ونعوذ بك من شر مااستعاذك منه عبدك ورسولك محمد صلى الله علية و سلم .

ونسألك ماقضيت لنا من أمر أن تجعل عاقبته رشدا.

بنت الشهباء
04/10/2006, 10:58 PM
أستاذي الفاضل
والأديب المتأدّب

الدكتور مروان الظفيري

سعيدة والله بلمساتكَ الحانية الرؤومة التي أدخلت إلى القلب البهجة والسعادة
وما أجملها حين توّجتها بهذا الدعاء مع هذه الليالي المباركة من شهر رمضان المبارك
شهر القرآن , وشهر الفتوحات , وشهر الكرم والجود ,
شهر الله

أستاذي الكريم :

حقا والله إنني أحسّ الآن وكأنني أتهيأ لحضور أجمل عرس في الدنيا
ياله من عرس كوني .. من كل فجٍ عميق جاءوا ليشهدوا جمال
وبهاء ورونق
هذا العرس
أسأل الله أن ييسر لنا ولكم , ولكل أهلي وأحبتي في الوطن الجميل
حضور هذا العرس الكبير
إنه سميع مجيب


أخي الكريم
صاحب هذا البيت الحضاري النهضوي
عامر العظم
وأحبتي وأهلي في واتا
أمينة ستبقى بإذن الله الأمينة الوفيّة لهذا الوطن
كيف لا !!؟؟....
وقد احتواها بين أحضانه , ووهبها أجمل آيات الصدق والمودة والوفاء ,
وعلّمها أن لا تستكين لعدو ولا لجبان , وأن يعلو صوتها مدوّيا في الآفاق
للدفاع والذود عن حياضه
ابنة الشهباء لن تنسى بيتها الجميل , وأهله وأحبته ...
بل أرواحكم ستطوف معها , وتبتهل إلى الله
وتدعو لكم وللوطن بالخير كله عاجله وآجله
يارب استجب

وصيتي يا أهل الوطن الكريم , العزيز الشامخ
أن تثابروا وتجتهدوا معا يدا وقلبا ولسانا واحدا
لرفعة هذا الوطن الكبير


تحيّة مودّع
يأمل أن يعود سالما
إلى أحضان دفء بيته العزيز الكريم