عمر عاصي
24/01/2009, 11:44 AM
ثالث ايام المجزرة وأول يوم في تل ابيب بعد المجزرة!
المدة الكافية للقراءة : دقيقتين ونصف
ما إن استيقظتُ في صباح ذلك اليوم، واستجمعتُ قواي الفكرية لأستحضر ما يجب فعله هذا اليوم حتى تذكرتُ أن هناك مجزرة في غزة، شعرتُ بالضجر وبدأتُ بالإستعداد للذهاب للكلية -الواقعة في تل ابيب- بكل كسلٍ.. في القطار استلمتُ إحدى الصحف الإسرائيلية وما إن بدأتُ أتصفح حتى شعرتُ بإستفزاز يُحيط بي من كل جانب، وذلك لرؤية الإسرائيليين يفتخرون بحصاد صواريخهم وإنجازاتهم العسكرية.. ويتألمون لمقتل واحد أو اثنتين ويبكون على حالات الفزع التي تُصيب أولئك الذين خافوا من صوت الإنفجار -وأهل غزة لا يجدون الوقت لدفع الموتى أما الجرحى فلا يتم عدهم إلا بالعشرات-. أكملتُ القراءة وانا اتساءل، إذا كانت هذه هي الحال في الصحف اليسارية، فماذا عن اليمينة؟؟؟
وصلتُ إلى الكلية مُتأخرًا، وعندما جلستُ في الصف، حاول البعض أن يستثيروني ببعض الأسئلة عن غزة فلم أسنح لهم بأي فرصة للإكمال.. وفي الإستراحة، بعد أن حملتُ الصحيفة أتصفحها فوجئتُ بأن معظمهم جاؤوا ليستكشفوا رأيي حول ما يحصل في غزة، فقال احدهم ساخِرًا: هل اتصلت بأصحابك في غزة؟؟ ويأتي آخر: هل رأيت ماذا فعل أهل تلك البلدة يوم الأمس..؟؟ كانت إجاباتي مُستفزة جدًا لهم، حتى تبلور الحديث بسرعة وفوجئت بالأسئلة تهطل عليّ بغزارة، مما جعلهم يقولون: كيف تقول هذا الكلام وأنت حامل جنسية إسرائيلية.. وآخر يقول: لماذا لا تذهب إلى غزة.. وثالثٍ يقول: أنت تؤكد لي أن من المفترض بنا ترحيلكم إلى غزة.. هذهِ الأسئلة وغيرها هطلت عليّ وأنا أتحدث بإستفزاز لكل من استفزني، وكان آخر ما في هذه المعركة الكلامية أن قال لي أحدهم: يجب علينا أن نأتي بقنبلة كبيرة وندمر كل غزة.. هنا كان الأستاذ قد حضر، ولكنني لم استطع أن أكبح كُتلة الغضب التي تملكتني فأجابتهُ سريعًا: يُفترض بنا أن نفجر بها رأسك أولاً!!!
إنتهى ذلك اليوم الدراسي، ولكن يومي في تل ابيب لم ينتهي.. كنتُ على موعد مع مُظاهرة في جامعة تل ابيب، حيث رُفِعت الشِّعارات، التّي جعلت تستفز المارة من اليهود تمامًا كما إستفزتني أسئلتهم.
مِن مُدونة عمر توك
http://omartalk.com/omar/?p=952
المدة الكافية للقراءة : دقيقتين ونصف
ما إن استيقظتُ في صباح ذلك اليوم، واستجمعتُ قواي الفكرية لأستحضر ما يجب فعله هذا اليوم حتى تذكرتُ أن هناك مجزرة في غزة، شعرتُ بالضجر وبدأتُ بالإستعداد للذهاب للكلية -الواقعة في تل ابيب- بكل كسلٍ.. في القطار استلمتُ إحدى الصحف الإسرائيلية وما إن بدأتُ أتصفح حتى شعرتُ بإستفزاز يُحيط بي من كل جانب، وذلك لرؤية الإسرائيليين يفتخرون بحصاد صواريخهم وإنجازاتهم العسكرية.. ويتألمون لمقتل واحد أو اثنتين ويبكون على حالات الفزع التي تُصيب أولئك الذين خافوا من صوت الإنفجار -وأهل غزة لا يجدون الوقت لدفع الموتى أما الجرحى فلا يتم عدهم إلا بالعشرات-. أكملتُ القراءة وانا اتساءل، إذا كانت هذه هي الحال في الصحف اليسارية، فماذا عن اليمينة؟؟؟
وصلتُ إلى الكلية مُتأخرًا، وعندما جلستُ في الصف، حاول البعض أن يستثيروني ببعض الأسئلة عن غزة فلم أسنح لهم بأي فرصة للإكمال.. وفي الإستراحة، بعد أن حملتُ الصحيفة أتصفحها فوجئتُ بأن معظمهم جاؤوا ليستكشفوا رأيي حول ما يحصل في غزة، فقال احدهم ساخِرًا: هل اتصلت بأصحابك في غزة؟؟ ويأتي آخر: هل رأيت ماذا فعل أهل تلك البلدة يوم الأمس..؟؟ كانت إجاباتي مُستفزة جدًا لهم، حتى تبلور الحديث بسرعة وفوجئت بالأسئلة تهطل عليّ بغزارة، مما جعلهم يقولون: كيف تقول هذا الكلام وأنت حامل جنسية إسرائيلية.. وآخر يقول: لماذا لا تذهب إلى غزة.. وثالثٍ يقول: أنت تؤكد لي أن من المفترض بنا ترحيلكم إلى غزة.. هذهِ الأسئلة وغيرها هطلت عليّ وأنا أتحدث بإستفزاز لكل من استفزني، وكان آخر ما في هذه المعركة الكلامية أن قال لي أحدهم: يجب علينا أن نأتي بقنبلة كبيرة وندمر كل غزة.. هنا كان الأستاذ قد حضر، ولكنني لم استطع أن أكبح كُتلة الغضب التي تملكتني فأجابتهُ سريعًا: يُفترض بنا أن نفجر بها رأسك أولاً!!!
إنتهى ذلك اليوم الدراسي، ولكن يومي في تل ابيب لم ينتهي.. كنتُ على موعد مع مُظاهرة في جامعة تل ابيب، حيث رُفِعت الشِّعارات، التّي جعلت تستفز المارة من اليهود تمامًا كما إستفزتني أسئلتهم.
مِن مُدونة عمر توك
http://omartalk.com/omar/?p=952