المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : غزة تحارب العالم لوحدها



د. ناصر جربوع
25/01/2009, 01:08 AM
(غزة تحارب العالم لوحدها) (بقلم د- ناصر إسماعيل جربوع -)
عندما أتحدث هنا عن غزة لا اقصد طيف سياسي بحد ذاته، ولا أنسب إليه نصراً ولا مقاومة لأن المقاومة فرض عين علي كافة أبناء الشعب الفلسطيني بشكل خاص والأمة العربية والإسلامية يشكل عام ، فالمتتبع بشكل موضوعي لأحداث الحرب الأخيرة التي فرضها العدو الصهيوني علي غزة يوم السبت 27- 11 2008 م ، واستمرت 22 يوم استخدم فيه العدو كل ما يملك من قوة ومقدرات وتكنولوجيا حربية حديثة صبت حممها علي الشعب الأعزل ،ولم تتوانى إسرائيل من استخدام أحقر أنواع الأسلحة الكيماوية والفسفورية الحرمة دولياً، ولست مبالغاً حين القول إنها استخدمت قنابل نووية تكتيكية وأخري مزودة يورانيوم مخضب ، كانت إسرائيل تسعى لهدف سيكولوجي - كان قد مات - منذ ظهور أطفال الحجارة عام 1987 م واندحار وهروب الجندي الصهيوني أمام الطفل الفلسطيني، وهو هدف إعادة قوة الردع والرعب للجيش الصهيوني الذي تمرغ بوحل لبنان وشوارع وأزقة المخيمات الفلسطينية0
ولابد للإشارة هنا أن معركة غزة الأخيرة كان بطلها الشعب الفلسطيني بكل شرائحه، لأنه جسد أجمل ملحمة من ملاحم التحدي والصمود تعجز عنه اعتي الدول المجهزة والمدربة لمواجهة الكوارث والأزمات، فما بالكم بشعب أعزل لا يملك في كثير من الأحيان قوت يومه، ولا مجهز بملاجئ ولا صفارات إنذار تحذره من اقتراب صواريخ تنقض عليه ، شعب يعيش غالبيته ببيوت آيلة للسقوط مسقوفة بمادة الأسبست أو ألواح هشة من الزينجو ، شعب خط لقواميس العالم المعنى الحقيقي للمقاومة والصمود ،ولم تكن تلك الكلمة شعاراً يتغنى به بل كانت الحقيقة الثابتة المعبر عنها بصمود 22 يوماً وإسرائيل وحليفاتها تدك غزة براً وبحراً وجواً ، ولست مبالغ إن قلت أن مئات الطائرات والدبابات والبوارج الحربية تدك غزة 0 !!
غزة الأصغر مدينة في العالم من حيث المساحة والأكبر من حيث الرمزية الثورية، ومن سمع في وكالات الأنباء عن حجم وضخامة الهجوم يظن للوهلة الأولي أن الضربة موجهة لدولة عظمى، ولكن ليعلم الجميع أن غزة يفوق عدد سكانها المليون ونصف المليون نسمة, وتضم مدينة غزة وحدها 400 ألف نسمة. وتجدر الإشارة إلى أن معظم سكان القطاع هم من لاجئي 1948.

ويضم القطاع ثمانية مخيمات للاجئين أبرزها (رفح -خان يونس- دير البلح - النصيرات - البريج -المغازي - الشاطي وجباليا.)

ويوجد بقطاع غزة 44 تجمعا سكانياً أهمها (مدن غزة ورفح وخان يونس ودير البلح -- وقرى بني سهيلا وخزاعة وعبسان الكبيرة وعبسان الجديدة وخزاعة ومعن والزوايدة وبيت لاهيا وبيت حانون وجباليا البلد والنزلة)

و يمتد القطاع على مساحة 360 كلم مربعا، ويبلغ طوله 41 كلم، أما عرضه فيتراوح بين 6 و12 كلم.

و يعتبر القطاع إحدى أكثر المناطق كثافة سكانية بالعالم. وتبلغ نسبة الكثافة وفقا لأرقام حديثة 26 ألف ساكن في الكيلومتر المربع الواحد. أما في المخيمات فتبلغ الكثافة السكانية 55 ألف ساكن تقريبا بالكيلومتر المربع الواحد.
و تحيط بقطاع غزة سبعة معابر لا يدخل القطاع ولا يخرج منه شيء دون المرور بأحدها، وتخضع ستة منها لسيطرة إسرائيل، والمعبر الوحيد الخارج عن سيطرة الاحتلال هو معبر رفح.
ومعابر غزة السبعة هي رفح، والمنطار (كارني) وكرم أبو سالم (كيرم شالوم) وبيت حانون (إيريز) والعودة (صوفا) والشجاعية (نحال عوز) والقرارة (كيسوفيم). ويقع الأول على الحدود بين القطاع ومصر، والستة الأخرى بين غزة وما تسمى إسرائيل 0
تصوروا مئات الطائرات وهي تضرب شريط طوله 41كم مكتظ بآلاف السكان ،ومع ذلك الشعب صامد لأنه تعلم كيف يحب الحياة الكريمة أو الموت في سبيل الله والوطن بشرف0
ولكن المتعمق بشكل تحليلي لطبيعة الضربة العسكرية التي شنتها إسرائيل علي غزة يجد أنها لا تقف لوحدها في الحرب، ويصل إلى معلومات مؤكدة أن غزة تضرب من قوى الشر في العالم أجمع فقد
جربت إسرائيل أسلحة مدمرة نووية متناهية الصغر ولم تدخل الترسانة الأمريكية حتى الآن وقد منحت إسرائيل دفعة لضرب الناس والمواقع في حربها الحالية علي غزة.. هذا عدا عن أوروبا فتحت ترساناتها من الأسلحة لدعم حرب إسرائيل التي تهددها صواريخ بدائية الصنع تطلقها المقاومة الفلسطينية من غزة ، وفي مجلس الأمن حاولت فرنسا أن تؤجل القرار بشأن هذه القضية ، وتحفظ ماء الوجه لأعضاء حلف الأطلسي المتورط رسميا بإمداد إسرائيل بمثل هذه الأسلحة المحرمة دوليا …
في العدوان علي غزة الموضوع يختلف، فالحرب تجري على أرض عربية مسلمة ، والإبادة جاءت تحت ذرائع القضاء علي الإرهاب الفلسطيني لذا كان القتل والتدمير للبيوت والاطفال والنساء ، ويغمض التحالف الأطلسي عيناه متعمدا لأن الأمر يتعلق بدولتهم الوظيفية المدللة إسرائيل ، وبالتالي فهي تستمد قوانين الإبادة من مبدأ الدفاع عن النفس، وهذه الذرائع كانت المقدمات الأولى لغزو الشعوب واستعمارها ! وعندما يأتي الحديث عن القدس وفلسطين ، وهي أرض الميعاد، فمجيء إسرائيل إليها جاء بوعد من الرب تباركه الشعوب المسيحية، ولذلك لا حق لأي فلسطيني الادعاء أو حتى البقاء على أرضه، أو منازعة أصحاب الحق الشرعيين عليها.. ومن منطلق أكذوبة أن أمن إسرائيل مهدد فالمسألة هنا تتجاوز السياسات والحلول السلمية إلى فرضية الحرب المفتوحة، وبالتالي فكل المجازر التي جرت على أرض فلسطين تأخذ مشروعيتها من أسبابها وقوانينها التي تدعمها قوة الغرب بجناحيه الأوروبي والأمريكي..
ومثلما تعرض العراق وأفغانستان والسودان ولبنان لمختلف أسلحة الدمار الأمريكي الأوروبي وتسببت في أمراض مجهولة أصابت الإنسان والحيوان والأرض ، وتوريث حالات خطرة تهدد ديمومة الإنسان علي أرضه، فإن إسرائيل تستنسخ التجربة الأمريكية في ممارساتها وأعمالها في غزة، لذلك لم تتوانى إسرائيل باستخدام سلاح محرم ومدمر، لن يُحاسب عليه المنتج والمنفذ طالما أن المنظمات الدولية ( مجلس الأمن والأمم المتحدة ومحكمة العدل العليا ومنظمات ما تسمى حقوق الإنسان ) التي يفترض أن توقف أو تحاكم هذه الممارسات كلها الآن في يد أمريكا وحليفتها أوروبا ..ويتوقف بالطبع الأمر الإنساني وقوانين الدجل العالمية إن كان الأمر متعلق بشعب غزة !لأنه باعتقادهم خارج عن القوانين الإنبطاحية، لأنه شعب أحب العيش حراً نافضاً ًًًًًغبار الهزيمة والتبعية 0 وبلغ الأمر إلى حد الترويج الأمريكي الفاضح والعلني لدعم اليهود في إسرائيل فقد ذكرت جريدة الأهرام المصرية خبر بعنوان( قهوة أمريكية تدعم إسرائيل) .. عن قرب افتتاح سلسلة المقاهي الأمريكية ستاربوكس... وذكرت الجريدة أن مدير الشركة يشكر عملاؤه عن دعمهم ستار بوكس ويطمئنهم أن " كل مشروب تتناوله في احد فروعنا يسهم في توطيد العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل .. إن مشروبك اليومي يسهم في نفقات برامج الطلاب في أمريكا الشمالية
وإسرائيل .. و هو ما يوفر لهم حاجتهم الملحة لمناهضة الانتفاضة والمقاومة الفلسطينية وتضيف محررة الخبر " مشيرة موسى " ..هذه الرسالة المستفزة تعنى بكل وضوح أن كل كوب قهوة يعادل كوبا من الدم العرب،ولعل حقيقة أخرى أماط عنها العدوان الهمجي والوحشي الإسرائيلي على غزة اللثام،ألا وهي حقيقة وطبيعة أوروبا العدوانية والاستعمارية وتحديداً فرنسا التي تظهر بثوبها التوفيقي المقنع بالخبث حيث أكدت المصادر المتعددة أنها أكثر دولة أوربية تدعم إسرائيل بالأسلحة، وتأتى بعد أمريكا مباشرة، ولابد للإشارة هنا أنها زادت مع أمريكيا كمية الدعم لإسرائيل بالأسلحة في حربها الأخيرة علي غزة ، وما تسارعها في إرسال فرقاطتها وبوارجها للحدود البحرية المتاخمة للقطاع لأكبر دليل علي ما نقول مع مساندة ألمانية ايطالية وووو !!!!
وبعد كل هذا يا ساداتي لم يبقى لنا كفلسطينيين إلا أن نتعالى علي خلافاتنا وجراحنا ،وننسي صراعنا الداخلي على الوهم مرسوم ! ونثبت لأنفسنا أولاً أننا علي مستوى شعبنا الأبي القاهر للعدوان ،لأن معركتنا مع تحالف الشر العالمي مريرة واعلموا علم اليقين أن وحدتنا هي السبيل للوصول إلى بر الأمان ، ألا يكفيكم أن دم الشهداء توحد علي أرض غزة دماء نزفت ورسمت علي أرضنا الفلسطينية أجمل خطوط الوحدة الحمراء ، الآن جاءت الفرصة التاريخية لنسقط كل المؤامرات والنظريات الخبيثة التي رسمتها إسرائيل وحليفاتها للنيل من شعب تعلم أجمل معاني التضحية و العطاء والفداء ليقدم أجمل صورة للكرامة العربية المسلوبة أم لا زلنا ننتظر ما هو أعظم ؟
د- ناصر إسماعيل جربوع غزة البريج – كاتب باحث ومؤرخ فلسطيني

ناصر عبد المجيد الحريري
25/01/2009, 01:29 AM
والله ... ما كانت غزة لوحدها في ساحة الحرب .
لقد كانت غزة في قلوبنا ... ولهذا كانت قلوبنا معها تقاتل .
والله ما كانت ... ولن تكون لوحدها

يمامة
25/01/2009, 08:40 PM
اخي الكريم إن غزة لم تكن وحدها ... ولن تكون في يوم من الايام وحدها بإذن الله ...
غزة هي جرحنا النازف ... وغصتنا الدائمة ... وإن الشعوب الحرة على مستوى العالم ...
بما فيه الأوربي والأمريكي وحتى اليهودي وقفت مع غزة في محنتها الأخيرة وهذا أول وأكبر دليل
على إن غزة ليست وحدها ... ثم إننا نعيش وغزة تسري في دمائنا أكثر من الآرض التي نعيش عليها
وستضل غزة الشعلة التي تضيء الطريق لكل العالم الحر حتى تستطيع ونستطيع بها ومعها أن نهزم كل أشكال الهزيمة