المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أبشع أجيال الأسلحة القذرة



كاظم فنجان الحمامي
25/01/2009, 10:48 AM
أبشع أجيال الأسلحة القذرة



كاظم فنجان الحمامي

انها أحقر أجيال الأعتدة الفتاكة. وأبشع أنواع المتفجرات القذرة. وهي فوق ذلك كله من أخطر اسلحة القتل الجماعي, والتصفيات الجسدية الشاملة, وأشدها بطشا وتدميرا للجنس البشري. فقد صنعت هذه الذخيرة المرعبة بدوافع شريرة تهدف الى تحقيق (انتصارات) عسكرية في الحروب الاستباحية, التي تتنافى مع أبسط المعايير الانسانية في كوكب الأرض. ولهذه المتفجرات القدرة على احداث اصابات لم يألفها الأطباء من قبل. ويتعذر عليهم معالجتها. فقد ظهر المصابون في غزة وكأنهم قادمون من الجحيم. بعد أن تقطعت اطرافهم. وتمزقت احشائهم. وتشوهت اجسادهم. واحترقت وجوههم. وتعذر تقديم العلاج الطبي لهم. فالدواء المقدم الى الجرحى والمصابين سرعان ما يتفاعل مع الشظايا المجهرية لهذه الذخيرة, فتنفجر اجسادهم في صالة العمليات, وتتناثر اشلائهم في ردهات الطوارئ, أو في سيارات الاسعاف. وانفرد الصهاينة وحدهم, قبل جميع التشكيلات العسكرية في العالم, في استخدام هذه الاسلحة الامريكية الصنع لأول مرة في العمليات الحربية. وكان جنوب لبنان, وقطاع غزة بمثابة حقول تجريبية لهذه العبوات الفتاكة. وسط ذهول العالم, الذي وقف مشدوها اما هذه المجازر, والانتهاكات اللاانسانية المتكررة. .
فما اسم هذه الذخيرة ؟. وما سرها ؟. وما هي قدراتها التدميرية ؟. ومن هي القوى الشريرة التي ابتكرتها, واشرفت على تصنيعها ؟. ومن الذي استخدمها ؟. وأين ؟. وإلى آخره من الأسئلة والاستفسارات, التي سنوضحها هنا باختصار. .
تسمى هذه الذخيرة (( دايم DIME )). والأسم عبارة عن اختصار مأخوذ من العبارة الانجليزية التالية :
(Dense Inert Metal Explosive)
وتعني: متفجرات المعدن الخامد الكثيف. وتمثل جيلا جديدا من متفجرات صغيرة لها قوة تدميرية هائلة ضد المدنيين. .
وأنفقت القوات الجوية الأمريكية مبالغ طائلة لإنتاج, واستخدام هذه المتفجرات في المدن والأحياء السكنية. بحيث تلحق أضرارا مدمرة ضمن مديات (محدودة). إلا أنها تتسبب خسائر بشرية كارثية عبر نثر محتوياتها لمسافة تبعد عشرات الأمتار. فالقنبلة مغلفة بغلاف معدني ليفي كربوني. يتحول إلى غبار بدلاً من أن يتحول إلى شظايا خطيرة. وإن مصطلح «معدن خامد» يشير إلى المعدن غير المشترك في الانفجار. حيث تُخلط حشوة المتفجرات مع خليط «التنجستين» المعدني الثقيل (HMTA). مثل الكوبالت والنيكل أو الحديد. ويتحول خليط «التنجستين» الثقيل مع الانفجار إلى شظايا صغيرة قاتلة. لكن ذرات الخليط تفقد الزخم بسرعة فائقة بفضل مقاومة الهواء لها. فتتباطأ بشكل كبير, وتسقط أرضا بفعل الجاذبية محدثة آثارها المدمرة عبر شظاياها المجهرية, التي لها تأثيرات سمية وسرطانية. ثم إن الاتجاه السفلي للشظايا يعني أن الناجين القريبين من منطقة الانفجار ربما تبتر سيقانهم (قطع العظم والنسيج الناعم). فالمعدن الثقيل يمتص جزءا من الطاقة الناجمة عن الانفجار، ليزيد ذلك من قدرة الشظايا المجهرية المميزة لقنبلة دايم على اختراق الأجسام. فُتحدث قطعا في العظام, والأنسجة الأخرى من الجسم, خصوصا فيما يتعلق بالأطراف السفلية، بسبب وجودها في اتجاه سقوط الخليط المعدني. .
ويمكن أن تكون الشظايا سببا في السرطان بعد ذلك. بسبب بقايا المادة المتفجرة في الجسد. إذ تؤكد الدراسات المختبرية ان هذا الخليط يسبب أوراماً خبيثة غير معروفة في الخلايا البشرية. أما الغطاء الخارجي للقنبلة، الذي يتكون من ألياف الكربون. فهو سهل الانفجار, ويتفتت إلى أجزاء صغيرة جدا، تتناثر على هيئة غبار قد يؤدي استنشاقه إلى الموت المحقق. في حين تندفع المكونات من الخليط المعدني بقوة إلى الخارج وتنطلق بسرعة هائلة. وشظاياها تذوب في الأنسجة البشرية مما يجعل من الصعب معرفة سبب الاصابات. وقال أطباء دوليون انهم شاهدوا عددا من المصابين بجراح موسعة في الأجزاء السفلى من أجسامهم. وبدوا وكأنهم ساروا في حقل الغام. ومن دون ان تكون هناك شظايا في جراحهم.. فالشظايا المجهرية تذوب وتتلاشى في انسجة المصابين. وفقد بعضهم أيديهم وارجلهم. وبدا كأن أجسامهم قطعت بسكين, وكأن عظامهم هشمت بفأس. واجريت عمليات لمصابين, لكنهم استمروا في النزف حتى بعد اعطائم كميات كبيرة من البلازما. وكان المصابون بجروح طفيفة يتعرضون للنزف الشديد. وكأنما هناك أمرا ما يحول دون تجلط الدم. وقال د. أحمد علمي. انه شاهد عددا من المصابين بجراح لا يمكن تفسيرها. فقد اصيب صبيا بجرح ثاقب صغير في رأسه. ولكن التلف كان شاملا في المخ. مما جعل من المستحيل انقاذ حياته. وأضاف: لا اعرف طبيعة أو نوع هذه الأسلحة, التي تحدث جرحا صغيرا جدا, ثم تواصل احداث تدمير هائل في الأنسجة. ويتعذر على الأطباء استخدام عقار التخدير من نوع «هالوثين», لأنه يتفاعل مع غبار الشظايا المجهرية, التي تتركها هذه القنابل في جسم الانسان. مما يؤدي إلى انفجارها محدثة إصابات مروعة في جسد الجريح. .
وتواجه إسرائيل اليوم مطالب من المنظمات الإنسانية بإجراء تحقيقات حول ارتكاب مجازر ضد المدنيين الفلسطينيين باستخدام قنابل (دايم) في عدوانها على سكان غزة, ومن دون تمييز. وسبق لاسرائيل أن استخدمت هذا السلاح في حربها على لبنان عام 2006. وسط صمت رسمي عربي غريب. وتعتيم غربي عجيب. . وكانت محرقة غزة شاهدا صارخا على النفاق الغربي, وازدواجية معاييره. ففي الوقت الذي يرتفع فيه الصوت الغربي هلعاً على ما يجري في دارفور. لا يكتفي الغرب بغض الطرف عن جرائم إسرائيل المروعة. بل ويساندها بالحديث عن حق الدفاع عن النفس. وعن حاجاتها الأمنية المشروعة. .
أما عرب الشيخ متعب ( الحكومات العربية ) فمازالوا عاجزين, وغير قادرين على فعل أي شيء دفاعا عن شرف الأمة العربية والإسلامية. .