المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لماذا ذهب وفد المعزّين لتهنئة القاتل ..؟!



محمد الحسيني إسماعيل
26/01/2009, 01:14 PM
لماذا ذهب وفد المعزين إلى تهنئة القاتل ..؟!

دكتور مهندس / محمد الحسيني إسماعيل


في مقال للأستاذ فهمي هويدي في جريدة الدستور في عددها الصادر يوم الأربعاء 21 يناير 2009 ـ تحت عنوان : منتهى قلة الذوق ـ قال فيه :

" .. بعد رثاء القتيل ذهب وفد المعزين لتحية القاتل .. هذا ما بالضبط ما فعله رؤساء الدول والحكومات الغربية الذين اشتركوا في القمة الدولية التي عقدت من أجل غزة في شرم الشيخ يوم الأحد 18 يناير 2009 م. إذ بعد ما عقدوا لقاءهم هناك ، فإنهم لبوا دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي " إيهود أولمرت " لزيارة إسرائيل حيث قضوا ليلتهم هناك ، وعقدوا مؤتمرا صحفيا عبروا فيه عن تفهم لموقف إسرائيل وحرصهم على أمنها وسلامتها " ..!!

ويضيف أ. فهمي هويدي قائلا : " إن هذا التصرف لا يعبر فقط عن احتقار للفلسطينيين وازدرائهم ، لكن ذلك الاحتقار والازدراء ينسحب على العرب جميعا " ..!! "

ويتعجب سيادته فيقول : " .. وما اثار دهشتي أن الزعماء الغربيين الستة الذين لبوا دعوة أولمرت لم يشيروا إلى غزة بكلمة واحدة في المؤتمر الصحفي الذي رتب لهم في تل أبيب .. .. بل كان كل هم أؤلئك الزعماء المحترمين في الكلمات التي ألقوها هو مغازلة إسرائيل والتنافس في التعبير عن التضامن معها والحفاظ على أمنها ، وكأنها هي التي تعرضت للاجتياح والعدوان من جانب أهل غزة ، وكأن شرم الشيخ كانت مجرد محطة توقفوا فيها قبل أن يواصلوا رحلتهم إلى تل أبيب للتضامن معها ، لذلك لم يخطر ببال أحد منهم أن يجامل الفلسطينيين التكالى أو مصر التي دعتهم ، ولا الأمة العربية المسكونة بمشاعر الغضب والسخط " .

ويقول الأستاذ فهمي هويدي : " .. بقى شق آخر في الرحلة لم يعلن عنه ، ذلك دعوة الزعماء الأوربيين لزيارة تل أبيب لم يكن هدفها فقط استجلاب الدعم والتأييد الأوربي لإسرائيل بعد كل ما فعلته في غزة ـ الدعم الأمريكي مضمون طبعا ـ وإنما كان لهدف آخر هو محاولة ضمان مساندة القيادات الأوربية لإسرائيل في حالة رفع قضايا ضدها تتهمها بارتكاب جرائم حرب في اجتياحها لغزة وهو ما كشف النقاب عنه " ألوف ين " أحد المعلقين البارزين في صحيفة " ها آرتس " في عددها الصادر في 19 يناير 2009 ؛ الأمر الذي يعني أننا دعوناهم لأجل غزة ، فأداروا ظهورهم لنا وذهبوا لدعم إسرائيل "

وبهذه الكلمات أنهى الأستاذ فهمي هويدى مقالته في جريدة الدستور .. ولم يبين لنا : لماذا ذهب وفد المعزيين لتهنئة القاتل ..؟! فكما يبدو ليس لديه إجابة على هذا السؤال .. ولهذا اكتفى بوصف الواقع على ما هو عليه ..!!

• الرد على السؤال : لماذا ذهب وفد المعزّين لتهنئة القاتل ..؟!

في الواقع لقد بح صوتي في تنبيه العالم العربي والعالم الإسلامي إلى أن الصراع العربي الإسرائيلي الدائر .. هو صراع جوهره ديني أولا وأخيرا ..!! وقد بينته بوضوح شديد في دراسة تفصيلية وعالية التوثيق في كتابي السابق تحت عنوان : " البعد الديني في الصراع العربي الإسرائيلي " ( مكتبة وهبة ) ، وعلى الرغم من أن الكتاب قد صدر قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 .. بحوالي سنتين على الأقل ( يمكن الرجوع إلى سنة الإصدار ) ، إلا أن غلاف الكتاب يحمل صورة لانهيار برجي التجارة العالمي .. كنبوءة لكارثة مدبرة ومتوقعة من جانب الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل لكي تغير الولايات المتحدة الأمريكية سياستها الحثيثة تجاه الشرق الأوسط والعالم الإسلامي .. وهي الأحداث التي اتخذتها الولايات المتحدة ـ فيما بعد ـ كذريعة لاستحداث سياسة " الحرب على الإرهاب " .. وهي الحرب التي استباحت بها الولايات المتحدة أرواح شعوب العالم الإسلامي وثرواته ( بديهي ساهم في هذا الوضع الأنظمة العربية الحاكمة في الوقت الحاضر ، ويمكن للقاريء المهتم مراجعة كتابي : " السقوط الأخير : تاريخ الصراع على السلطة منذ ظهور الإسلام وحتى الوقت الحاضر " / مكتبة وهبة . ويصف هذا الكتاب ـ أيضا ـ الأنظمة العربية الحالية على الرغم من صدوره قبل أحداث غزة بسنتين على الأقل ) ..!!

هذا وقد تم إعادة نشر دراسة البعد الديني في الصراع العربي الإسرائيلي في دراسة مستقلة تحت عنوان :


إبادة شعوب العالم الإسلامي ومحو الإسلام من الوجود
الشعيرة الأساسية في الديانتين المسيحية واليهودية
ككتاب إلكتروني وفي عدة مواقع على الإنترنت .. منها موقع واتا ، وموقع الإسلام والعالم التالي ..

http://islamegy.wordpress.com/2007/11/30/muslims-elimination-1/



وكان التوقع من العالم العربي التنبه إلى هذه الحقيقة ـ عالية التوثيق ـ وتعميمها ليعلم العالم العربي حقيقة الصراع الدائر بينه وبين إسرائيل والعالم الغربي معا .. بأنه صراع وجود ومصير .. لم يترك لنا فيه العالم الغربي خيار .. إما التنصر أو الإبادة ..!! وبهذا المعنى أصبحت إسرائيل المفوض الحقيقي ـ من قبل الغرب ـ في المنطقة العربية لإبادة شعوب العالم العربي ..!! ولهذا كان ـ من الطبيعي ـ أن يتوجه وفد المعزين لتهنئة القاتل على ما قام به من خطوات إيجابية هامة نحو تحقيق أهدافهم النهائية لإبادة شعوب المنطقة العربية .. ومحو الإسلام من الوجود ..!!

والسؤال الآن : هل آن الأوان لوضع هذه الدراسة أمام شعوب العالم العربي لكي يتخذ الخطوات الإيجابية الضرورية والسريعة للدفاع عن النفس والوجود والمصير قبل أن يتم فناءه على يد الآخر " اليهودي /المسيحي " ..؟! وتثبيت هذه الدراسة لكي يراها القاصي والداني .. أم ستظل الشعوب ـ والساسة العرب ـ في غيبوبة نادرة لا ترى معها حقيقة الصراع بيننا وبينهم ..!!

• أهداف قمة شرم الشيخ الدولية ..

شارك في القمة الدولية التي دعى إليها الرئيس المصري حسني مبارك زعماء ست دول أوروبية إضافة إلى الأردن ، والسلطة الفلسطينية ، وتركيا ، والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ، والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى .

والقادة الأوربيين الستة هم : الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ، ورؤساء وزراء : بريطانيا غوردون براون .. وإسبانيا خوسيه لويس ثاباتيرو .. وإيطاليا سيلفيو برلسكوني ، إضافة إلى رئيس وزراء التشيك ميريك توبولانيك الذي ترأس بلاده الدورة الحالية ( 2009 ) للاتحاد الأوروبي.

وقد دعت هذه القمة الدولية إلى تثبيت وقف إطلاق النار ، وإلى تعاون يحد من تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة .. وهو ما يعني الاتفاق على وأد المقاومة الفلسطينية .. وتحقيق أمن وحراسة إسرائيل .. بمعرفة الفلسطينيين أنفسهم .. وبمشاركة الدول العربية ..!!