المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القومية العربية,الأمل الباقي



حسان محمد السيد
27/01/2009, 05:17 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


(بناء على ما تحدثنا فيه حول سؤال الاستاذ حمزة فقيه - ايها القوميون,ما منعكم ان تكونوا اسلاميين,وكما وعدت الاخ الفاضل,اضع بين يديه وايدي النبلاء تصوري الشخصي حول الفكر القومي العربي,راجيا المعذرة اذا لم استطع الرد على الجميع نظرا لظروف شخصية غير قابلة للشرح والتفصيل في هذا الموقع,علما أنني سأحتفظ بحقي بعدم الرد بتاتا على المواضيع والتعليقات التي تخرج عن أدب الحوار ولب الموضوع.للتذكير فقط,احب أن أنوه ان الموضوع تشعب من هذا الرابط...


http://arabswata.org/forums/showthread.php?p=320764&posted=1#post320764

شكرا لكم).





إن اللغة العربية,لغة القرآن الكريم,هي تجسيد فعلي واقعي لوحدة المتكلمين بها,مهما اختلفت لهجات الشعب العربي,فهو يتواصل فيما بينه بسهولة وتقرب,تطفو عليهما المودة والشعور بالرابط الوثيق.فالعراقي لا يفهم لهجة اليمني,والمغربي لا يفهم لهجة بلاد الشام,والمصري لا يفهم لهجة إبن الجزيرة العربية,لكن اللسان العربي الفصيح يجمعهم في بوتقة لغوية واحدة,لا لبس فيها ولا إختلاف,في عماد من أهم الأعمدة في بناء اي أمة ووطن.فاللغة التي وصلت القلوب وأثبتت الجذور,هي نفسها التي تكتب التاريخ المشترك ووحدة المصير,في عالم عربي تنعدم فيه بجلاء ووضوح المعوقات الجغرافية بين أطرافه,مما يميزه تميزا عينيا في تضاريسه عما سواه,فلا جبال شاهقة الإرتفاع تفصل بين أرضه,ولا بحار كبيرة ولا أنهر عريضة هادرة تمنع وحدة ترابه.إنه الوطن الأكبر الخلاب المدد على خارطة الدنيا,منى القلب وقرة العين ومبتغى الأحرار.



العرب قبل الإسلام وفي ظل الإمبراطورية الرومانية

عندما إنتشرت المسيحية في القرون الثلاثة الأولى,كان العرب الشرقيين أكبر حماتها ومبشريها,ردا على ظلم الإمبراطورية الرومانية وتعسفها,لاقت رواجا في الوطن العربي الذي ولدت فيه,وبين صفوف العبيد والمستضعفين في روما.لكن,عندما تحولت الإمبراطورية الى دولة مسيحية,أيام الإمبراطور قسطنطين,ظهر الإنقسام بين الكنيستين,الشرقية والأوروبية,فالأولى كانت تعرف بالبساطة والزهد,بينما الثانية عرفت بالترف والغلو والإستكبار والنظام الإداري المعقد والموالي لسياسة روما الإستعمارية,إلى أن تطور الخلاف بعد ذلك وأصبح خلافا عقائديا,كون الكنيسة الشرقية نزحت الى عقيدة التوحيد,بينما الغربية قالت بالتثليث والتعددية الربوبية,ومزجت أفكارها بأفكار فلسفية لمفكري وفلاسفة روما القدماء.وقف مسيحيوا الشرق في موقع مخالف للكنيسة الأوروبية,وتراصوا ضدها في خندق الدفاع عن بلادهم وعقيدتهم,مثال على ذلك,بطريرك الإسكندرية أريوس 250م - 336م ,صاحب آراء ودراسات عن المسيح عليه السلام,مختلفة كليا عن مفهوم روما وكنيستها,لاقت قبولا وثناءا بين المؤمنين ورجال الدين الشرقيين,أدت الى استدعائه من قبل الإمبراطور قسطنطين يومها,وعقدت له محاكمة إتهم بعدها بالهرطقة وسجن في القسطنطينية ومات فيها.إستمرت الخلافات الحادة بين الكنيستين طيلة القرون الرابعة والخامسة والسادسة,غير ان الإضطهاد القوي من قبل جحافل روما,قلص نفوذ المسيحيين الشرقيين وأتباعهم,وتعرض لمعتقداتهم بقسوة ووحشية,حتى أن كبير أساقفة الشرق في بلاد الشام عشية بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام,بوردانة,كان مطلوبا وملاحقا من الإمبراطورية الرومانية,التي خصصت مبالغا مالية طائلة لمن يأتي به حيا أم ميتا.هذا التنافس والإضطهاد,بين الشرقيين والغربيين,كان ممتدا من الشمال الأفريقي الى الشرق الآسيوي العربي,بما فيه العراق وصولا الى حدود تركيا الحالية.



وإذا ما عدنا الى ما قبل الإسلام,نجد أن العرب ممن لم يعتنقوا المسيحية,إتفقوا على وجود إله واحد للكون,واختلفوا في الربوبية وأحقية الخالق ان يكون إلها وربا لا يعبد غيره وسواه.كان للعرب آلهة عدة,منها الأصنام ومنها الشمس والنجوم والقمر وغيرها,لكن إسم الجلالة (الله) كان حاضرا في عقولهم ويومياتهم,نذكر على سبيل المثال رسول الله محمد عليه وآله الصلاة والسلام,كان إسم والده عبد الله في دليل على معرفة العرب بالله عز وجل,وإن كانت معرفة خاطئة,وبرهان على أنهم كانوا على نوع من الوحدة,إيمانيا بمعرفة الله والحج الى الكعبة,وتراثيا باللغة وبعض العادات.



جاء الإسلام بازغا من جزيرة العرب موحدا ومبشرا,خلص الناس من براثن الشرك وضغائن الجاهلية,حررهم من العبودية,رقا كانت ام استعمارا,وراح مع التبشير والهداية يطرد الغازي الغربي المتبرقع بثوب المسيحية,والفارسي المستكبر صلفا وغرورا وكفرا من أرض العرب,لتكون الفتوحات بعد ذلك زخما ودفعا حضاريا وإنسانيا مكللا برسالة التوحيد في مختلف أوجهها,كرد على الوحشية والكفر والإلحاد.بمجئ الإسلام,تحررالمسيحيون من ظلم الرومان,ووقف العديد منهم مع دولة الخلافة,مشاركين في بناء النسيج القومي والوطني للدولة,وبرزوا في دفاعهم عن اللغة العربية,وفي تصديهم للحملات (التبشيرية) الأوروبية ذات المضمون الإستعماري التقسيمي,كما حصل مع البابا كيرلس في مصر,الذي واجه الفاتيكان بطبع منشورات تهدف الى التوعية والتنبيه لأخطار سياسة الكنيسة الغربية,وعرف عنه مساندته للثورة العرابية ضد الخديوي توفيق والإنجليز.من هنا,لم تكن القومية العربية بدعة ولم تأت من فراغ او دون سبب,بل هي متأصلة في هذا الشعب وتاريخه,ومشروع حضاري نهضوي,يذود ويردع,يبني ويزرع,مشيدة مجتمعا صلبا متماسكا في وجه غزاة الأمة,اذا ما حاولوا بإسم الدين إحتلالها وتركيعها وإستعبادها,او تحت شعارات ومسميات اخرى.لقد إحتمى المسيحي بحراب العروبة وقلاعها دفاعا عن أرضه وعقيدته وإستقلاله وكرامته,ضد المستعمر الذي جاء مسرفا وباطشا باسم الدين والكنيسة,كذلك فعل العربي المسلم أيام التتريك لاحقا,ضد من امتهنوا كرامته وثروته تحت علم الخلافة الإسلامية.



القومية العربية والإسلام



يبدو لمن رفض التعمق تاريخيا في الموضوع,ان هناك تنافس او تضاد بين الفكرتين,وهو أمر مغالط للمنطق والروح التي تربطهما.لقد حولت بعض التنظيمات السياسية,خطأ او انحرافا,دينية كانت أم قومية,العلاقة الى خلاف إنتمائي,كأننا امام هويتين,بيد ان الحقيقة هي عكس ذلك,لأن الطرح القومي لم يكن حديثا أو دخيلا,لكنه عاد يبرز بقوة ردا على تعسف إستعماري إضطهادي قاتل,مارسه الأتراك تحت عباءة الخلافة الإسلامية,التي لم تعرف طيلة عهدها خليفة عربيا واحدا,ولا منطقتنا إزدهارا ثقافيا او علميا او حضاريا في تلك الفترة,وهنا أدعوا كل من يخالفني الرأي للعودة الى التاريخ والنظر الى وضع العرب عشية الغزو العثماني لبلادنا,دخلوها يوم كنا مصدرا للعلم والرياضيات والهندسة والطب وغيرها من العلوم,كانت أوروبا وقتها تعيش عصور الجهل والأمية والتخلف,تكوي المريض بالنار لإعتقادهم انه مس من الشيطان,تشرب الدماء وتسبي النساء وتصلب العلماء والمفكرين,بينما العرب في تطور وإبداع في كافة المجالات.إبداع ما كان ليحصل لولا الإسلام,وإسلام منتصر مؤزر ما كان ليحدث لولا أن الله سبحانه اختار العرب ليحملوا الرسالة فكرا وجهدا,(الله أعلم حيث يجعل رسالته) الأنعام (124),إلا أن وضعهم السياسي كان هشا في أواخر عهد الدولة العباسية,مما أدى الى سقوطها وتقطيع أوصال الأمة,وبعد قرون,خرج الأتراك من بلادنا وهي في أوهن حال وأسوأ صورة يمكن للعقل البشري ان يعرفها,سلموا بلادنا إلى فرنسا وبريطانيا,تعاونوا مع الصهيونية العالمية على إحتلال فلسطين,وتركوا العرب شعوبا وقبائلا متخلفة عن المسار الحضاري للأمم,بعدما كانوا قادة العالم وأعلامه.



قامت القومية العربية ابتغاء الخلاص والتحرر من إستعمار غش الناس وأضلهم سالبا أغلى ما عندهم بحجة الإسلام والخلافة,نهضت القومية العربية ردا على القومية التركية المتعالية المجحفة,والتفريق الطائفي والأحقاد المذهبية المفتتة المقيتة والفقر,غيرمختلفة عن النهضة الإسلامية التي نشأت ردا على الغزوات الصليبية الكاسرة المتوحشة,فالعروبة لم تكن يوما عداءا او استعلاءا أوإضطهادا لعرق دون الآخر,بل اعتبرت كل من ينطق العربية هو عربي,(انما العربية هي اللسان) كما قال المصطفى عليه الصلاة والسلام,والمقصود بهذا الحديث الشريف هو الإنتماء والمواطنة والمسكن والتاريخ المشترك والتراث,لا النطق بالعربية فقط,ولم تقم أبدا بطرد او ذبح قومية اخرى او استعمارها وحرمانها من حقها في الوجود والمواطنة,كما أن النهضة الإسلامية كانت ذودا عن أرض ومقدسات,حفظت حقوق الأديان والمعتقدات وصانتها وكرمتها خير تكريم,ناشرة بذورالعلم والحرية والعدالة والمساواة والانعتاق اينما حلت,فالنداء الإسلامي جاء تعبيرا عن عقيدة حاول الإستعمار الغربي محوها والقضاء عليها,دينا وأتباعا,محتمة الدعوة الى الجهاد والتمسك بالتعاليم الإسلامية ضرورة للوجود والإستمرارية والمقاومة,والنداء القومي انبعث ردا على الغزو الذي كبل الشعب بهوية دينية وأحكام – شرعية – تحرم عليه المطالبة بحقه في الوجود تحت حجة (الخروج عن السلطان المسلم وولي الأمر),مستنكرة عليه طرق ابواب الحرية والحق,وزادت حضورا بعد احتلال فلسطين نتيجة التباعد العربي الذي ادى الى ضعف فكري وهزالة روحية,في بيئة فقيرة مرتهنة مظلومة.فلا القومية العربية جاءت من خارج الرحم الإسلامي ونادت بما هو ضد هذه الأرض التي هي منها,ولا الإسلام الذي انتشر بأيدي العرب وفصاحتهم جاء ليقتل هذا المولود الذي بلغ أشده مع فجر الإسلام,فيوم حمل العرب راية الإسلام,وحدوا بين الفارسي والأذري والعربي والتركي والمنغولي وغيرهم من الشعوب التي اعتنقت الدين الجديد,فكان سلمان الفارسي رضي الله عنه (منا آل البيت),وكان الفضل في الدرجات بين عربي واعجمي هي التقوى ( لا فضل لعربي على اعجمي ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى),بينما نرى انه حين حمل غير العرب- رسالة الإسلام و دولة الخلافة-,كان الأمر عرقيا عنصريا ضيقا ومقيتا,وليس صعبا علينا التحقق من ذلك في يومنا هذا,حيث أراض عربية محتلة من دول تدعي الإسلام,نهبت الأرض واستعبدت العباد الذين وقعوا تحت بطشها,شاركت وستظل اعداء الأمة على نخرها واحتلالها وسلب ثرواتها وزرع الفتنة بين أبنائها,بما لا يتفق مع عدالة الإسلام وروحه.



في قراءة لبعض أبحاث الدكتور محمد عمارة في هذا الصدد,نجده يقول ان للإسلام جوانبه الروحية التي تستعصي وضعها في الإطار القومي العربي المحدد والمحدود,لكن تطبيق هذا الدين في الحياة العربية,وما أثمره من حضارة وهيكل سياسي بين العرب,حدث ونجح بسمات وقسمات قومية عربية لا يمكن اخفاؤها وتجاوزها,اذا شئنا البحث عن الجذور الحقيقة والتاريخية للقومية العربية في التاريخ والتراث,فكما كان التوحيد جوهر الإسلام,كانت وحدة الشخصية العربية سياسيا وقوميا,ووحدة الدولة إداريا وعسكريا,الوجه الآخر لذات الجوهر,فكان توحيد الدين في وحدة الدولة والهوية والقومية,وتحولت القبيلة داخل الدولة الى لبنة في البناء الجديد,إنتقل العرب من تمزق ديني,سياسي,اجتماعي,الى توحد سياسي حضاري قومي تحت راية التوحيد الديني.فالدين الإسلامي ككل الأديان,ذات طابع إنساني وعالمي,لكننا لا نستطيع علميا غض النظر عن الدور العربي في فهم هذا الدين وشعائره وفقهه وأحكامه والإجتهاد فيه,والذود عنه وانتشاره,مما جعل لهذا الدين طابعا قوميا في محيطه العربي,فأصبح الشرق ممثلا في العرب في مواجهة الغرب وغزواته,فالعرب هم الذين قاموا بقتال الرومان في مؤتة,وهم الذين طردوهم في اليرموك وغيرها من المواقع,وغزوة بدر كانت أول معركة بين الإسلام والوثنية,وأول معركة تخوضها الدولة العربية الموحدة بفضل الإسلام.للتقريب اكثر,يستطرد الدكتور محمد عمارة في تشخيصه لأسس هذه الدولة العربية الإسلامية,ذاكرا ان البيعة التي حدثت بين الرسول عليه الصلاة والسلام وبين مندوبي يثرب من الأوس والخزرج (بيعة العقبة),لم تطمس على السمات والقسمات العربية ازاء الدوافع الدينية,بدليل ان العباس بن عبد المطلب حضر العقد قبل إسلامه,مستوثقا للنبي عليه الصلاة والسلام من ممثلي يثرب شراكتهم في تأسيس الكيان السياسي الجديد الذي أتى به الرسول عليه الصلاة و السلام,وان الدافع للأوس والخزرج,دافع قومي تجاه الخطر اليهودي في المدينة,والتهديد الدائم لهم بقتلهم وسبيهم حين كانوا يقولون للعرب,( لقد أظل زمان نبي,سوف نتبعه ونقتلكم قتل عاد وإرم...),واستوثق الأوس والخزرج الرسول عليه الصلاة والسلام ان تبقى المدينة عاصمة الدولة الجديدة حتى بعد دخول مكة وقريش الإسلام,وكان دستور المدينة – الصحيفة - واضحا بأن الدولة الجديدة لم تكن فقط لرعاية أتباع الإسلام,بل لكل من انضم إليها وناصرها وساهم في بنائها,وكان العرب على رأسهم الرسول عليه السلام هم قادة هذه الدولة وحماتها.



بعد وفاة النبي عليه وآله الصلاة والسلام,وحفاظا على الوحدة السياسية القومية للدولة,حارب أبو بكر الصديق رضي الله عنه القبائل التي رفضت الإعتراف بوحدة الدولة عبر إمتناعها عن دفع الزكاة للخلافة,رغم بقائها على ملة الإسلام,كانت محاربتهم تأكيدا على التوحيد الديني المرتبط بالوحدة السياسية والقومية للدولة.بل انه في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه,شاركت القبائل العربية غير المسلمة في القتال ضد الروم والفرس,لما كان لعظمة الأحداث من طابع قومي كبير بغض النظر عن الطابع الديني.أما العناصر غير العربية وقتذاك,غالبيتها من العبيد المعتقين والأسرى المحررين,جرى دمجهم في القبائل العربية لاعتبارها اللبنة والوحدة الأولى في المجتمع,لهم ما لغيرهم من حقوق وواجبات بحكم علاقة الولاء,التي شرعها المصلح الأكبر,الرسول العربي محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام بقوله (الولاء لحمة كلحمة النسب) و(مولى القوم منهم),وحتى لا يلتبس على أحد هذا النظام العظيم,وكي يكون واضحا وجليا في عدله ورقيه وردعه أي تعال أو تمييز,حدد الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام أسس ومقومات الإنتماء للدولة قائلا,( ايها الناس,ليست العربية بأحدكم من أب وأم,وانما هي اللسان ).القومية العربية اذن,هي تبلور للشخصية العربية المندمجة والمنصهرة وفق طابع قومي وحضاري,ونظام اجتماعي موحد,لا العرق ولا القبيلة ولا الإستكبار والعصبية,هي قوانين إنسانية متقدمة مبدعة,جذبت الجماعات التي دخلت أرضها سلما بالقدوة الحسنة والمساواة,وفي هذا الطريق,سارت الى حد ما دول الغرب,فهي تمنح الجنسية الى المهاجر,دون التطرق الى دينه وعرقه,فيصبح مواطنا امريكيا او فرنسيا او بريطانيا الخ... ويبقى على دينه واصله,فهذا النظام في الغرب يسميه البعض تقدما,أما القومية العربية التي كانت السباقة في هذا الرابط الحضاري,يعتبرونها تخلفا وعصبية وكفرا!!.



أما من يخلط غباءا أم عن سبق إصرار وترصد بين عصبية بعض سلاطين بني أمية واخطائهم الفادحة وبين القومية العربية,فهو يتجنى ويشرد بعيدا عن لب الموضوع,ويبث سموما لا أصل لها ولا ارتباط بما نسوقه,مكرسا آفات جهد الإسلام والصحابة على تقويمها ومحوها,علما أن أبرز من أعجبوا بانحراف بعض أمراء الدولة الأموية وشجعوهم عليها,هم من دخلوا قالبا لا قلبا في الإسلام,لأنهم كانوا يبغون اثارة العداء للعرب وعدم الإندماج بدولتهم,وكانت أخطاء السلاطين يومها خير مركب لأهدافهم الآيلة الى إسقاط دولة الإسلام والإنتقام منه,عبر القضاء على حامليه وحماته ونواته.





من نتائج الإستعمار التركي والأنجلو - فرنسي





ضمن ما بثته الدعاية المضللة والمخالفة للتاريخ,ان تركيا كانت حامية للمقدسات الإسلامية والأرض العربية,وأن السلطان عبد الحميد كان يرفض رفضا تاما توطين اليهود في فلسطين,من هنا,أرى واجبا العودة لبعض فقرات من التاريخ,تكلم عنها الدكتور ابراهيم علوش عبر الوثائق,مبينا أن السلطان عبد الحميد تفاوض مع تيودورهرتزل لجدولة الديون العثمانية,وسمح خلال عهده بقيام أول ثلاثة مستوطنات يهودية على أرض فلسطين وهي...



(زخرون يعقوب) في قرية زمارين,(بتاح تكفا) في قرية ملبس,(ريشون ليتسيون) في قارة.وتابع يقول...


ان السلطان عبد الحميد (سمح بالهجرة اليهودية إلى فلسطين,وقد جاءت موجة الهجرة اليهودية الأولى إلى فلسطين عام 1882,وبدأت موجة الهجرة اليهودية الثانية حوالي عام 1895,حسب معظم المراجع التاريخية,منها مثلا كتاب الدكتورعبد الوهاب الكيالي (تاريخ فلسطين الحديث الفصل الثاني).أي أن تينك الهجرتين جاءتا في فترة حكم السلطان عبد الحميد الواقعة ما بين عامي 1876 و1909,وخلالها بدأ تأسيس المستعمرات اليهودية الأولى,وخلالها أيضا عادت الهجرة الصهيونية إلى الإشتداد عام 1905,واستمرت حتى عام 1914.وساء الأمر بالتأكيد بعد وصول جماعة تركيا الفتاة,الصهيونية النزعة,إلى الحكم في عام 1908.سمح لليهود بتملك الأراضي في فلسطين,ويشار في هذا الصدد أن كل جهود الحركة الصهيونية حتى عام 1948 لم تسفر عن السيطرة على أكثر من 5,6 بالمائة من أرض فلسطين التي تزيد عن 27 ألف كيلومتر مربع بقليل,لكن سجلات الطابو تظهر حسب أكثر من مرجع,منها كتاب ناجي علوش (الحركة الوطنية الفلسطينية أمام اليهود والصهيونية),أن ما بين 420 ألف و650 ألف دونم من الأراضي العربية في فلسطين سيطر اليهود عليها خلال فترة الإحتلال العثماني.يشار إلى أن وجهاء القدس قاموا في 24/6/1891 ,أي في ظل عبد الحميد,بتقديم عريضة لرئيس الوزارة العثمانية (الصدر الأعظم) طالبوا فيها بمنع هجرة اليهود الروس إلى فلسطين وتحريم استملاكهم للأراضي فيها,(عبد الوهاب الكيالي,تاريخ فلسطين الحديث,الطبعة التاسعة ص 42).وأثبت التاريخ أن الدولة العثمانية خلال القرن التاسع عشر كانت حاجزا جغرافيا سياسيا بريطانيا,لمنع تمدد النفوذ الروسي القيصري جنوبا ولمنع الوحدة العربية...



ففي عام 1801 عاونت القوات البريطانية العثمانيين على إخراج الفرنسيين من مصر,و خلال تأسيس الدولة العربية الحديثة على يد محمد علي باشا في مصر بين عامي 1831 – 1840,عاونت بريطانيا والدول الأوروبية الأخرى العثمانيين على إخراج محمد علي من سوريا,وقامت بريطانيا بإنزال بري على الساحل السوري,قصفت بحريتها البحرية المصرية,وأعادت سوريا والمناطق الواقعة تحت حكم محمد علي للعثمانيين,وقال – بالمرستون- وقتها، وكان وزير خارجية بريطانية آنذاك,في رسالة إلى سفير بلاده في نابولي بتاريخ 21 آذار 1833 ...(إن هدف محمد علي الحقيقي هو إقامة مملكة عربية تضم جميع البلاد التي تتكلم العربية,وقد لا يحوي هذا المشروع ضررا ما في حد ذاته,لكنه سيؤدي إلى تقطيع أوصال تركيا وهذا ما لا نرضى عنه,وفضلاً عن ذلك,لا نرى سببا يبرر إحلال ملك عربي محل تركيا في السيطرة على طريق الهند),وقد تبنت بريطانيا فكرة تأسيس دولة يهودية في فلسطين على خلفية تجربة محمد علي الوحدوية.وحول رعاية بريطانيا لتركيا العثمانية في مواجهة روسيا القيصرية تقول دراسة أعدها موقع - قدس نت- أن ذلك ظهر في مناسبتين...



ففي المناسبة الأولى,عرفت بحرب (القرم),هزمت في بدايتها روسيا القيصرية الإمبراطورية العثمانية,فاقتحمت بريطانيا ومعها فرنسا وسردينيا وبروسيا ميدان المعركة وقلبت نصر روسيا القيصرية هزيمة وعقد مؤتمر باريس عام 1856 وقرر (تمامية السلطنة العثمانية) وتكامل أراضيها.



أما في المناسبة الثانية فهزم روسيا القيصرية للإمبراطورية العثمانية عام 1876 لم يؤد إلى تدخل عسكري واستطاعت روسيا القيصرية أن تفرض على الإمبراطورية العثمانية معاهدة سان ستيفانو,إلا أن بريطانيا نجحت في أن تجند دول أوروبا الكبرى وأن تفرض على روسيا القيصرية الإشتراك في مؤتمر برلين والقبول بنتائجه وأهمها إعادة الولايات التي احتلتها روسيا القيصرية إلى الإمبراطورية العثمانية).



كما يلحظ انه بعد قيام الثورة الفرنسية,اعترف العثمانيون بها وزادوا من تعاونهم مع نابليون بونابرت,الذي قاد حملة على مصر سنة 1798,وفي سنة 1830 احتلت فرنسا الجزائر,واحتلت بريطانيا عدن سنة 1839 والشواطئ الجنوبية لشبه الجزيرة العربية,وفي سنة 1882 احتلت السودان ومصر,واحتلت فرنسا تونس في العام نفسه.كانت الكارثة الكبرى بعد انتهاء الحكم العثماني,أن قسمت الإمبراطوريتين الكبرتين وقتذاك,فرنسا وبريطانيا,الوطن العربي عبر المعاهدة المشؤومة المعروفة بسايكس – بيكو,مجزأة الوطن الواحد الى دويلات قطرية منعزلة على نفسها,في كل قطر تيارات فكرية تتحارب فيما بينها,مع ادخال ثقافة التعلق والتشدق بالغير البعيد,ونبذ وازدراء كل ما يبت بصلة الى التراث العربي بتاريخه وحضارته المجيدين,ومع تقادم الأيام والسنين,وصعود الإستعمار الأمريكي,بات النسيج الإجتماعي العربي منقسما الى يسار ويمين وفرق دينية طائفية,بين كل طرف وآخر,معوقات وعداوة وبغضاء.يجدر الذكر أن الحساسية بين التيارين,القومي والإسلامي,ظهرت في فترة المد القومي,حين كان العرب يقارعون الإستعمار محاولين بناء كيان مستقل متقدم ومتين,لا مكان فيه للطائفية ولا للتمييز,أدخلت الناس في صراع عقيم حول الهوية النهائية للأوطان المختلقة والطارئة,دون النظر الى الدخيل الخطير في جسم الأمة,الكيان الصهيوني,الذي لا علاقة له بهذه الأرض,لا قوميا ولا دينيا,وبدل ان يكونوا جسدا واحدا لمجابهة هذا السرطان,راحت الأطراف تتصارع على النسب وهم أبناء رحم واحد,ناسين واجبهم في توحيد البلاد المتنازع عليها.



أخيرا,هل لغى الإسلام الهوية والقوميات





ان البعض يعترض قائلا بأن الإسلام هو الهوية النهائية للناس,وبذلك يظلم الإسلام ظلما كبيرا,من هنا نسأل,ما معنى قول الله في القرآن الكريم,(ومن آياته خلق السماوات والأرض وإختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين)؟,معناها ان القوميات هي واقع مادي ملموس,موجودة بعاداتها ولغاتها وإختلافها,وأما الإستشهاد بالآية الكريمة,(إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون),يجب النظر الى مصطلح أمة في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة,علاوة على انها خطاب للأنبياء عليهم السلام,لأنهم جميعا ينتمون الى التوحيد الذي جاء من مصدر واحد,الله رب العالمين,وإنني في توحدي الطبيعي مع أخي العربي,لا أنبذ أخي المسلم الذي يعيش في دولة أخرى مع اخيه في المواطنة بعيدا عني آلاف الكيلومترات.لننظر الى الصحابة الكرام رضوان الله عليهم,نرى ان سلمانا ظل يعرف ب (سلمان الفارسي),وصهيبا ب (صهيب الرومي),وبلالا ب (بلال الحبشي),أي أن الإسلام لم يسقط عنهم هويتهم أو ألقابهم القومية,وجمعهم في إطارعقائدي واحد,ذلك الإطار الذي إحتوى على القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة,وفي الحالتين,كانت اللغة العربية هي الأساس في الفهم والنقل والإجتهاد والتفسير,والوضع العربي القائم,هو المقياس في التعامل من جهة التصويب والتفاعل,مقوما ما كان عوجا,مبقيا على ما كان سليما. (إنما بعثت لأتمم مكارم الأحلاق).سأل الصحابي واثلة ابن الأسقع الرسول صلى الله عليه وسلم (يا رسول الله,أمن العصبية أن يحب الرجل قومه؟ فأجابه عليه السلام,لا,ولكن من العصبية أن ينصرالرجل قومه على الظلم).فما الضير إن تكافلنا وانصهرنا في أمة عربية واحدة,قوية عزيزة متقدمة رائدة,واين الضرر اذا أحببت قومي وحلمت بعزهم ورفعتهم ومناعتهم,أين الظلم في هذا الحلم المحق؟.سؤال آخر يأبى السكوت,موجه تحديدا الى الأحزاب الإسلامية الحالمة بخلافة راشدة,كيف يكون ذلك دون المرور ببلاد العرب,كيف يمكن لإبن بلاد الشام ان يتوحد مع النائي عنه في أرخبيلات أندونيسيا,في حين أنه وابن الجزيرة,او حتى ابن بلاد الشام ذاتها في شقاق وانقسام ومعارك كر وفر وتخلف؟.



إننا عندما ندعوا الى القومية العربية,نرفع صوتنا بوجه الجهل والحنين الى التخلف ومستنقعات الدماء,للوثوب الى رابط نزيه كريم رفيع القدر وعظيم الغاية,إننا ندعوا لنكون أخوة كما قدر الله لنا,وننهض ببلادنا التي تخلفت عن ركب الأمم وصارت في ذيل الذيل بل أردى,إننا لا ندعوا الى تفضيل عرق على آخر,ولا لمحو قومية وإضطهادها,ففي ظل الدولة العربية عاشت الأديان المختلفة والقوميات المتعددة بحرية واحترام,لهم حقوقهم المصونة وواجباتهم المعلومة.إن أعداء العرب هم ذاتهم أعداء الإسلام,من قاتلونا في اليرموك والقادسية وحطين وعين جالوت وفلسطين وبورسعيد وغيرها من المواقع والحروب,كان حديثها وليس آخرها,الغزو العالمي للعراق,وتكالب الأمم الإستعمارية,غربية وشرقية,تحت رايات دينية ولاهوتية ما أنزل الله بها من سلطان.إننا حينما نؤمن بالقومية العربية لا ندافع عن نظام رفع رايتها هنا او آخر هناك,لأنها ليست حكرا على فئة او أنظمة,إنما هي جلدتنا جمعيا,وليست مسؤولة عن أخطاء أحد,وعندما نقف بوجه أي عدوان على بقعة عربية,لا نقف دفاعا عن نهج او زعيم,إنما نقف وقفة الأبي دفاعا عن أرضه,والعصامي الطاهر النقي دفاعا عن عرضه,والإنسان المؤمن دفاعا عن أمانة استودعها الله فيه وكلفه,لنرد كيد القتلة والمجرمين والشياطين في نحرهم,الذين يسعون ليلهم ونهارهم لمنع اي وحدة عربية,أمثال جون كيلي,مساعد وزير الخارجية الأمريكية في عهد بوش الأب,الذي قال في الأسبوع الأخير لحرب الخليج الثانية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ضد العراق سنة 1992...(لقد ولى زمن العرب,انتهى العرب تماما,وبات على كل عربي يريد المحافظة على رأسه أن يمر من بوابة وحيدة هي التخلي عن عروبته),وبعد نحو سنة,تحديدا في حزيران 1993,كتب برنارد لويس, المستشرق الصهيوني الأمريكي ذو النفوذ الكبيرعلى الإدارات الأمريكية في مقالة بمجلة الشؤون الخارجية,قائلا...(على العرب التخلي النهائي الصريح والعلني عن الحلم القومي العربي وعن الوحدة العربية,وحتى عن كتلة عربية سياسية تنسق عملا مشتركا).يريدوننا التخلي عن حق لنا,ونحن نؤازرهم ونعينهم على ذبحنا,طالما ظلت لغة التطاول على المعتقد هي السائدة,وطالما ظل تقييم الإنسان العربي لأخيه العربي على مبدأ المذهبية الضيقة المقيتة,والبديل عن القومية العربية كما تبين وظهر للعلن,هو التقسيم الطائفي والمذابح الهمجية.برنارد لويس,أب النظرية القائلة بأن الإسلام هو العدو الذي حل مكان الشيوعية,ومرشد صموئيل هينتنغتون القائل بصدام الحضارات,والمرجعية الأولى للمتطرفين والمحافظين في أمريكا وما يسمى بإسرائيل,وأوروبا,قال في كتابه,الشرق الأوسط,(القومية العربية تلقت ضربة قاضية في حرب 1967,وهي لن تقوى على القيام مرة أخرى,إلا اذا ما ارتكبت اسرائيل وامريكا أخطاءا جسيمة في المنطقة)...



إنها البغضاء التي بدت من أفواههم وما تخفي صدورهم أوقح وأخطر,إنها الحروب التي شنت على مصر,أبرزها وأخطرها حرب 1967,تقر بأنها حروب على القومية العربية المنادية بكل ما يتعارض مع أعداء هذه الأمة,فالحديث الطائفي وحملات التهجم عليها على يد صعاليك رخاص,ليس غيرتطبيق وتنسيق وإشاعة لما أراده برنارد لويس,صموئيل هينتغتون,ومن سبقهم ولحقهم بكره ومكر وحقد الى يوم الدين.إن كل من يكتب حرفا مهينا ضد العرب ودينهم ووحدتهم,هو عدو لهذه الأمة وشيطان مريد ولو تعلق بستار الكعبة.إن كل عصابة تسلخ بطشا وعدوانا بقعة عربية تحت غطاء المستعمر وحمايته,بغض النظر عما تظهره من إيمان مزعوم وتاريخ مخادع مشبوه,هي عصابة صهيونية معادية لله والحق وكل أعراف التعامل الإنساني الحضاري.



إن يقيني بصلاح وطهارة القومية العربية,ينبع من إيماني بالله عز وجل القائل في محكم كتابه العزيز,(واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا),فالدين الذي يوصي بالإحسان الى الجار الأقرب فالأقرب حتى تتوسع دائرة التعاضد والتكافل كإحسانك لوالديك,لا يقبل ان يفسر على أهواء المرضى والظلاميين والمأجورين,وإن الرسول الذي ما زال يوصي بالجار خيرا حتى ظن صحابته انه من أهل الميراث,لا يقبل ان يزج باسمه في معارك وفتن وتباعد وتفكك وضغينة,فالإسلام ونبيه عليه السلام يرفضان نبذ اي وحدة ومحاربتها,ثم الجلوس في لوم وحسرة وأمية وديون وقهر وتخلف وهزائم بانتظار خلافة وهمية مستحيلة.



إن القومية العربية هي الأمل الباقي,وسفينة النجاة في هذا المحيط العاصف الملئ بالحيتان المفترسة,وطريقنا الأوحد نحو خلع العبودية وغسل وجه أمتنا من الدماء والدموع واليأس والمذلة,وهي السبيل الى الصرح العربي الشامخ والثابت,مزينا بالعدالة الإجتماعية وتكافؤ الفرص والتوزيع العادل للثروة,وما ينتج عنهم من مناعة وكرامة وعلم ومجد عظيم.والله جل وعلا ولي التوفيق



المراجع



الاستاذ منيف الرزاز- الاستاذ محمد مورو- الدكتور مخلص الصيادي-الدكتورمحمد عمارة- الدكتور ابراهيم علوش- الدكتور محمد جابر الانصاري-الدكتور عبد الغني الماني

حمزة فقيه
27/01/2009, 06:34 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،

جزاك الله خيرا أخي حسان محمد السيد، وأشكر إهتمامك ومتابعتك وبحثك في الموضوع، وأرجو أن لا يحدث المحضور، وتضطر للحفاظ بعدم الرد، وأن يظل الجو الأخوي والموضوعي في النقاش.

بسم الله نبدأ،


بعد وفاة النبي عليه وآله الصلاة والسلام,وحفاظا على الوحدة السياسية القومية للدولة,حارب أبو بكر الصديق رضي الله عنه القبائل التي رفضت الإعتراف بوحدة الدولة عبر إمتناعها عن دفع الزكاة للخلافة,رغم بقائها على ملة الإسلام,كانت محاربتهم تأكيدا على التوحيد الديني المرتبط بالوحدة السياسية والقومية للدولة.

أخي الكريم، هنا مربط الفرس، هل كانت حروب الردة للدفاع عن الوحدة القومية، أم لإمتناع المرتدين عن دفع الزكاة، ألم يعتمد خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، على امر الله والرسول ليقنع عمر الخطاب بوجوب قتال من إمتنع عن دفع الزكاة.

إذا إستنباط الأحكام والتسليم لإرادة الله هو الذي يحدد، مانفعله وما نتركه، وكما أن الإلتزام بما فرضه الله وطاعته وترك مانهى عنه، أمر لايمكن أن يبرره شيء.

أخي الكريم، يجب أن نبين هنا أن اللغة العربية إهتم بها الإسلام وعلماؤه كثيرا، حيث أنك لا تجد من اعلام العلماء من يترك دراسة العربية، فهو لغة القران ولا يمكن فهمه بشكل صحيح إلا بالمعرفة والإلمام بالعربية، وهذا يجعل من الدفاع عن اللغة العربية إذا ماتعرضت للخطر والهجوام واجب إسلامي يقوم به المسلمون، وهذا ما ذكرته أنت في بحثك، أن الهجوم التركي والفارسي ... على العربية هو منبت القومية، إذا فالقومية كانت رد فعل على أفعال عدائية، فهل تصبح غاية ومنهج يعمم، أم أن نجعلها تذوب بالعمل الإسلامي الأعم والأشمل؟

كما أن بداية القومية كما ذكرت كانت من المسيحيين العرب لصد الهجمات المسيحية عليهم، وأنهم يريدون البقاء في ظل الدولة الإسلامية، وهذا أمر جميل ولا يدعو المسلمين لتبني نفس توجههم، لو أن المسيحيين هم فقط الذين يدعون للقومية، لكان جواب على سؤالي في موضوعي السابق، أن الإسلام ليس دينهم، وعندها نشجعهم على ذلك، ولكن الإسلام لم يظلم الأقليات وأهل الكتاب، حتى ننهج منهج القومية لحماية حقوقهم!

أخي الكريم، أنا وأنت نتفق على أننا مسلمين وعرب، فهل ما ذكر هنا مسوغ لأن نفصل القومية عن العمل الإسلامي، لماذا نبقي أنفسنا في رد الفعل، ولماذا نجعل من حماية القوميين في أوقات أستدعتهم الحاجة لنهج منهج للدفاع عن اللغة والإسلام بالتالي، إلى أن نعممه ونطلبه الان!

هناك أعلام كبيرة قومية عربية وجب علينا أن نخلدها ونحترمها مسلمين وننقلها على أنها كانت إسلامية، دفعتها الحاجة للدفاع عن اللغة في وقت كان ذلك لحماية لغة القران، وفي سبيل الله، وأن لانقتدي بتفاصيل ما فعلت، لنحلل حرام ونحرم حلال.

أدعو لهجرة، كم كنت أتمنى أن أفعل مثلها أترك كل ما أترك لله ولدينه، أعلم أن هناك ما يمنع، وهو ماسألت عنه، ولكني أذكر أن من ترك شيء لله عوضه الله خيرا منه، آن لكم أن تنصروا الله لينصركم، الإسلام تعاليم وأحكام ولغة وتاريخ وفقه وتشريع...

لكم تاريخكم وهذه قبلتكم، وحانت هجرتكم،،،

مصطفى عودة
27/01/2009, 07:04 AM
الاخ حسان المحترم

ارجو ان تجيب بـِ (نعم) أو (لا) فقط لنؤسس على ما بعده فيما ورد في كتابتك اعلاه.

هل تعمل لان تتحاكم القوانين والانظمة الى الشرع الاسلامي؟

مع الشكر لتفضلك في الاجابة

حسان محمد السيد
27/01/2009, 11:00 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


الاخ الكريم حمزة فقيه المحترم


قلتم...(جزاك الله خيرا أخي حسان محمد السيد، وأشكر إهتمامك ومتابعتك وبحثك في الموضوع، وأرجو أن لا يحدث المحضور، وتضطر للحفاظ بعدم الرد، وأن يظل الجو الأخوي والموضوعي في النقاش).

وأقول...ولكم بالمثل ويزيد,متمنيا أن لا يكون امتناعي عن الرد سوى لأسبابي الشخصية التي ذكرتها لكم,و سأحاول جاهدا تخطيها للاستماع والرد,كا فعلت في موضوع غزة العزة والإباء.

قلتم...(أخي الكريم، هنا مربط الفرس، هل كانت حروب الردة للدفاع عن الوحدة القومية، أم لإمتناع المرتدين عن دفع الزكاة، ألم يعتمد خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، على امر الله والرسول ليقنع عمر الخطاب بوجوب قتال من إمتنع عن دفع الزكاة).

وأقول... بل كانت للدفاع عن وحدة الدولة,طالما أن القبائل امتنعت عن تأدية الزكاة الى دولة الوحدة,ولم تمتنع عن تأدية الفرض.

قلتم...(أخي الكريم، يجب أن نبين هنا أن اللغة العربية إهتم بها الإسلام وعلماؤه كثيرا، حيث أنك لا تجد من اعلام العلماء من يترك دراسة العربية، فهو لغة القران ولا يمكن فهمه بشكل صحيح إلا بالمعرفة والإلمام بالعربية، وهذا يجعل من الدفاع عن اللغة العربية إذا ماتعرضت للخطر والهجوام واجب إسلامي يقوم به المسلمون، وهذا ما ذكرته أنت في بحثك، أن الهجوم التركي والفارسي ... على العربية هو منبت القومية، إذا فالقومية كانت رد فعل على أفعال عدائية، فهل تصبح غاية ومنهج يعمم، أم أن نجعلها تذوب بالعمل الإسلامي الأعم والأشمل؟

كما أن بداية القومية كما ذكرت كانت من المسيحيين العرب لصد الهجمات المسيحية عليهم، وأنهم يريدون البقاء في ظل الدولة الإسلامية، وهذا أمر جميل ولا يدعو المسلمين لتبني نفس توجههم، لو أن المسيحيين هم فقط الذين يدعون للقومية، لكان جواب على سؤالي في موضوعي السابق، أن الإسلام ليس دينهم، وعندها نشجعهم على ذلك، ولكن الإسلام لم يظلم الأقليات وأهل الكتاب، حتى ننهج منهج القومية لحماية حقوقهم)!.

وأقول...وقد مر علينا حين من الزمن,حمى فيه المسيحيون العرب اللغة العربية من حملات التتريك ومحاولات التهميش والإلغاء.أما الدول التي تبنت القومية العربية,اتفقنا معها أم لا,صدقت أم لم تصدق,فهي مثال الى اليوم في الحفاظ على اللغة العربية وتكريمها.

لو عدت الى ما ذكرته في المقال,تحديدا حول دراسات الدكتور محمد عمارة,سوف تجد ان جذور القومية العربية لم تكن ابدا عنصرية,ولو عدت الى بدايته,سوف تجد ان المسيحيين رفضوا تذويب هويتهم تحت رايات دينية لاهوتية غربية,والصراع الذي حصل بين الشرق والغرب يومها,كان صراعا ضد الاستعمار المتبرقع برسالة التبشير والإيمان.

ذكرت لك ان القومية العربية نهضت من جديد ابان حملات التتريك وطمس الهوية,مما يعني انها كانت موجودة,وهذا يدل على ان العرب ما كانوا يوما عنصريين,إنما حملوا راية الاسلام على اكتافهم,وقبلوا بحكم غير عربي طالما كان حكما اسلاميا بإخلاص وامانة,الى أن حدثت مأساة النزعة العنصرية الإستعلائية للعثمانيين,لم اقل انها كانت ردة فعل عدائية,طالما انها لا تعتمد على العرق ولا على محو القوميات الاخرى,حتى لو فرضنا ذلك,كان من الاجدر والاجدى ان تعالجوا العصبية الإستعمارية التي اختبأت في عباءة الدين ,لا ان تحاكموا الشعب الذي رفض العبودية والاستكبار والتخلف.أنظر الى التاريخ الاسلامي وقارن يوم حمل العرب راية الخلافة,ويوم حملها غيرهم لترى الفرق واضحا وجليا.

أرجو ان تعودوا الى الظروف التي شهدت المد القومي العربي,حتى لا تحكموا على المرحلة جزافا دون الاخذ بالاسباب والدوافع,كما ارجو ايضا تقييم الإيجابيات والأنجازات حتى لا تقعوا في آفة الظلم وانتم لا تعلمون.انت تدعوني الى التخلي عن القومية العربية والاتجاه نحو الاسلام,وهنا نعود للدوران في حلقة مفرغة,كونك تصر على ان القومية العربية خالية من روح الاسلام وتعاليمه,لكنني اذا سلمت معك بهذا المفهوم الخاطئ,دعني أسألك,أي إسلام تريدني اتباعه ؟.ومن قال لك أني غير ملتزم بشرع محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام؟.

أخيرا,اتمنى المعذرة اذا لم اجبك لاحقا على الفور,راجيا منك التماس العذر لي,مع فائق التقدير والاحترام.

حسان محمد السيد
27/01/2009, 11:11 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


الاخ الكريم الاستاذ مصطفى عودة المحترم

نعم,مع الأخذ بعين الإعتبار قول الله عز وجل..(إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر) صدق الله العظيم

وحديث المصطفى عليه الصلاة والسلام ...(أنتم أعلم بشؤون دنياكم) أو كما قال عليه السلام.


شكرا لكم

محمد حافظ
27/01/2009, 02:24 PM
أخي الكريم حسان محمد السيد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
اسمح لي بهذه المداخلة , فأقول
- ان اي مجموعة من الناس بينهم مصالح دائمة يريدون تسيسها وتسيرها ليشكلوا مجتمعا مستقلا او متميزا
فلا بد ان يتفق مجموع الناس على حلول لمشاكلهم أي ان يتفقوا على افكار تجمعهم او تجمع بينهم ومشاعر تربطهم او تربط بينهم ليكون النسط العام لمجتمعهم فيه تميز وبالتالي لا بد من الحفاظ على هذا المجموع من الفكر والمشاعر بنظام يقوم على تحقيق الامن والسلامة للمجتمع - أي للناس وللافكار التي تجمعوا عليها وللمشاعر التي رسمت التناسق بينهم - وتأخذ على يد المعتدي على اسس تجمعهم أي النظام بقوانينه والدولة بتنفيذها ,
فلو سلمنا جدلا بان هناك قومية عربية تجمع بني العرب من الشام لبغدان ومن نجد الى يمن ... فمن أين سنستقي الانظمة التي ستدير دفة المجتمع ؟
* هل سنلجأ الى الديمقراطية وحكم الشعب وحقه في سن القوانين والتشريعات فنكون مجتمعا رأسماليا
ديمقراطيا مما يتناقض مع الخصوصية العربية - التي ندعي - لان الديمقراطية لا تعترف بل ولا تسمح
بالتفرقة على اساس الجنس او اللون او العرق ....... الى جانب اننا حينها لا يحق لنا ان نبقي تمسحنا بالاسلام بعد ان ألحقنا أنفسنا بعقيدة مغايرة ....
فلا نريد ان نكرر مقولة " ذات رسالة خالدة " بما يدعيه البعض انها الاسلام ونترك ما افصح به قائلها
في كتابه في سبيل البعث " بانها الاشتراكية .
ان المسميات والمصطلحات يجب ان تدرس وتحاكم على المعنى والمضمون الذي وضعه واضعوها لا بما ارغب انا بتفسيره ,
فحين أقول قومية تعني الرابطة التي تربط مجموعة من الناس من عرق واحد << العناصر الأساسية في تكوين القومية هي وحدة اللغة ووحدة التاريخ، وما ينتج عن ذلك من مشاركة في المشاعر والمنازع، وفي الآلام والآمال...." ساطع الحصري، >> فلا يحق لي اليوم ان أتلاعب في معناها او اغيره ........ ولكن يحق لي ان أعدل فيه وأضيف انمـــــــــا بعد أن أعطيه مسمى جديد غير الاصطلاح الاول .
فاين هي القوانيين والتشريعات ,,,, بل أين هي العقيدة ..... بل أين هي الاخلاق ؟؟؟؟؟؟؟ التي استمدها من وجود لغة مشتركة ومشاعر مشتركة وآمال وألالام مشتركة ....... وهل التاريخ المشترك سينتج لي أفكار مشتركة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ مثلا :
نحن نقول ان القومية العربية مستمرة - أو قل التاريخ المشترك - منذ وجود العرب الى يومنا هذا والعرب قبل البعثة المحمدية كانت لديهم أفكار ومشاعر وقوانيين يتشكل منها التراث العربي كـــــــــــ :
وأد البنات
وكرفع راية على بيت العاهرات
وككشف مقدم الرأس للناس ذوات السمعة الباطلة
وكالغزو او السطو
الى جانب الكرم واغاثة الملهوف والشجاعة
كما كان الزنا والخمر ليسا من المحرمات
وعليــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــه
فــلا يحق لاي كان ان يقول ان كل ما ذكر ألاه او بعضه باطل فاسد !!!!!!!!
لان هـــــــــــذه تشــــــــكل جزءا لا يتجزء من التراث العربي الاصيل الذي حق لكل قومي ان يتغنى به
والا فهو ليس قوميا
والا فانه محقر للاجداد
محقّر للتراث المشترك
متعالى عن القيم العربية
.........
لا أقول هذا استهزاءا بل اقوله مناقشا بنفس المنطق الذي دخلت به علينا القومية .
.........

يتبع ........... \...........

مصطفى عودة
27/01/2009, 10:38 PM
نحن على نفس الخط ونعمل لذات الهدف .
يفهم من سياق بعض التعليقات والاقتطافات ان القومية شيء خاص يتقى به ويدافع عنه كالاسلام تماما في الاحكام والقوانين وانها صنو الدين في التشريع وان الحكم ليس لله وانما بمشاركة القوميين للاضافة والتعديل او الحذف.
هذه قراءتي. ما رايك طالما اننا نعمل لذات الهدف. واحب ان اذكرك ان عدد القراء 4 فقط.

اقلب الصفحة على جامع لهذه الامة.
تحياتي

عبدالقادربوميدونة
27/01/2009, 11:21 PM
محمد صلى الله عليه وسلم كان عربيا قبل أن يكون مسلما ..
الإسلام يجب ما قبله ..هل هذا إلغاء للهوية والانتماء والانتساب ؟
الإمام عبد الحميد بن باديس وهورئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين يقول في التعريف بالشعب الجزائري :
شعب الجزائرمسلم***** وإلى العروبة ينتسب.
ألا يعني الانتساب هنا القومية العربية ثقافة وإطارا سياسيا لا عرقا..؟
هل العروبة هنا تعني غيرالقومية العربية وهل القومية العربية تعني غيرالعروبة ؟؟
مع العلم أنه من أصل أمازيغي رحمه الله .

حسان محمد السيد
28/01/2009, 12:34 AM
بسم الله الرحمن الرحيم



السادة الكرام والأساتذة الأفاضل... حزة فقيه - مصطفى عودة - محمد حافظ - عبد القادر بوميدونة الموقرين.


كنت أود الرد والإجابة على مرور كل كريم منكم على حدة,لكنني استميحكم بالرد والتفاعل معكم مجتمعين,وبعون الله أقول...


أصبحنا في زمن يتسع لأي هواء وهوية وانتماء,إلا الهوية العربية,فتصبح مصر فرعونية,ولبنان فينيقيا,مثلا لا حصرا,وهكذا دواليك,ليبدو من خلال ذلك,ان اي هوية تصبح مقبولة ومستساغة الوجود والتداول,باستثناء الهوية العربية المتجذرة منذ الاف السنين,القائمة على وحدة الشعوب التي تجمعها اللغة والتاريخ والجغرافيا,والقدر الذي لا يبدل,وهو وحدة المصير والتاريخ والدم,والرسالة الحضارية الكونية,الاسلام العظيم.ربما أن بعض المناوئين للقومية العربية ينطلقون من حساسية من نظام عربي ما,حمل لاسباب معروفة راية القومية العربية,فيكون هذا العداء انطلاقا من تجارب لهم مع تلك الانظمة,فتظلم الفكرة جراء ذلك وتحارب,تماما كما يحصل مع انظمة رفعت لواء الاسلام وهي لا تعرف عنه ولا تقترب منه قيد أنملة.ان مختلف الاطياف,ممن هو ضد ومؤيد للقومية العربية,تتفق في غالبيتها على ان العروبة هي وعاء الاسلام,فعجبت كيف يختلفون وقد اتفقوا على اهم نقطة في الموضوع,وان اي منهما,لا يستطيع التخلي عن الاخر,فلو لم يكن العرب امة تستحق رسالة الرحمن,وتستوعبها عقولهم وقدراتهم الذهنية,لما انزل الله خاتم رسالاته فيهم,وما اختار لغتهم الخصبة في كتابه الكريم,وهذا ما يتكلم به الجميع,نابذا ام معتنقا للقومية العربية. اسقط العرب متحدين تحت راية الاسلام,امبراطوريتين من اعظم ما عرف التاريخ,الفارسية والرومانية,ونشروا الحضارة السمحاء والخير والعطاء في جهات الارض الاربعة,دحروا الهجمة الصليبية الشرسة على المشرق, اشهرها بقيادة صلاح الدين,بعدما اعادوا توحدهم وانصهارهم ,ثم عادت الهزائم والكوارث تدق ابوابهم,بتفرقهم وتشتتهم مجددا,أكبرها وهنا عندما قسمهم الاستعمار الى اوطان ودويلات,وكرس حدود العار والنفاق بينهم,مدركا ان العرب حملوا راية الاسلام الى اقطاب الدنيا بوحدتهم,وبالتالي,القضاء عليهم يعني تحجيم الاسلام وتجزئة دياره,ثم عملوا بجهد وخبث كبيرين,على اختلاق نزاع بين القومية العربية والاسلام,وللاسف الشديد,ذهبنا من يومها الى التقاتل والتفرق المريرين,فكيف للاسلام المنادي بوحدانية العقائد,ان لا يرضى بوحدانية الشعوب,ايا كانت طبيعتها,ما دامت تصبوا للخير ورقي الانسان,وكيف بالاسلام الذي اتى لنبذ التفرقة,ان يواجه فكرة تدعو الى التعاضد والتكافل,خصوصا اذا ما كانت عربية,فالقومية العربية التي اعرفها,تعتمد على تاريخها الاسلامي وعلى الدين الاسلامي في تشريعها,لا على اسس عرقية عنصرية,وقد نادت الى توحيد جزء كبير واساسي لاي مشروع يكتنف في جنانه وحدة اسلامية,الوطن العربي,ولم ينبذ المشروع القومي اطلاقا اية قومية اخرى او حاربها,بل فتح العرب قلوبهم وديارهم لكل من قدم رحابهم مسالما غير غاز,ولم يلقى القادمون من شعوب اخرى قطنت ربوع الوطن العربي,غير الترحيب والسعة,مما جعل اعداء هذه الامة يرتعدون خوفا من صداها واثرها في محيطها الحساس والاستراتيجي.أود ان اسأل, هل يعقل ان يعتنق المسيحي الايطالي دينه ويتنكر لقوميته؟؟ كذلك الامر بالنسبة للبريطاني والامريكي والفرنسي والروسي وغيرهم من الشعوب,لماذا دائما يطلب منا جحد قوميتنا باسم الدين بينما لا نجد مثل هذا الجدل في الشعوب الاخرى؟ كيف يرضى العقل بفكرة وحدة كبرى من طنجا الى جاكرتا,دون ان يمر بالوطن العربي موحدا وقويا,باعتباره النواة الفقهية والتشريعية,الغنية بالثروات الطبيعية والبشرية؟ ثم اريد ان اعرف,لماذا لا ينتقد اعداء القومية العربية,او على الاقل يتساءلوا,لماذا لم تغير الدول الاسلامية غير العربية قوميتها,ولماذا لا يهاجموا قومياتهم كما يهاجموا قوميتنا,ام ان الاسلام جاء فقط ليقضي على القومية العربية؟. الم يثبت الواقع أن أعداء القومية العربية هم ذاتهم أعداء الاسلام ؟.

اسمحوا لي ان اتوقف مجددا للحظات مع الدكتور محمد عمارة,واقرأ عليكم ما قاله في هذا الصدد,محددا بصيغة لا لبس فيها مفهوم القومية العربية,المنصهرة مع الاسلام والحاضنة له,(لقد كان شيوع مصطلح القومية في ادبنا السياسي الحديث,بدلا من مصطلح الجنسية,والاول ادق في التعبير عن الظاهرة موضوع الدراسة,احدى علامات النضج في الحركة والدراسات القومية العربية.فهو مصطلح مشتق من مادة – قوم – التي وردت في كتاب العرب الاول,القران الكريم في 384 موضعا,غلبت عليها جميعا الدلالة على الجماعة المحددة بحدود والمجتمعة تحت مظلة روابط معينة والمتصفة بصفات مميزة,فهي تطلق على المجتمع المتميز بصفات تجمعه,و– قوم – الرجل هم شيعته وعشيرته,كما ان قوم كل رسول هم مجموع الامة التي بعثه الله لهدايتها,وقوم محمد صلى الله عليه وسلم,الذين بدأ بهم دعوته هم العرب,فهو النبي الامي العربي بعثه الله سبحانه في الاميين,- اي العرب – رسولا.وكذلك استخدم الادب السياسي العربي الحديث مصطلح – الامة – العربية تحديدا للجماعة البشرية العربية التي تميزها قوميا قسماتها القومية العربية.وهو مصطلح ورد في القران الكريم في 64 موطنا,ومن معانيه التي رشحته الى هذا الاستخدام الحديث,الجماعة,فالامة هي الجماعة,وامة الرجل قومه,كما يقول ابن منظور في لسان العرب.فالصلة اذن بين الامة والقوم اصيلة في تراثنا اللغوي القديم).هذا ما اراه حول مصطلح او فكرة القومية بمنظار عربي اسلامي. سؤال آخر أحب طرحه,خصوصا على بعض التيارات الاسلامية,التي جعلت من القومية العربية واحدة من السبع الموبقات... ما الضير اذا اجتمع العرب براية قومية عربية,الا يسهل ذلك ويمهد الطريق الى خلافة اسلامية؟ اين وجدوا في الفكر القومي العربي ما هو مناهض للمشروع الاسلامي الاممي؟ كيف تكون الجماعة مباركة في الاسلام,وقد حث عليها في كل انواع الحياة,وتصبح لعنة ونقمة عندما يكون الامر توحيد العرب؟ اليس هذا نقيضا صارخا ومثيرا للتساؤولات؟.لقد تركزت هجمات الغزاة على الامة العربية على مر العصور والازمنة,وشهدت اعتى الحروب والمؤامرات,من الفرس والتتار والمغول والصليبيين والصهاينة وغيرهم,ولا تزال الى يومنا هذا محط انظار المستعمر وجحافله,لم تعرف امة من الامم على وجه الارض حملة شرسة محكمة التفاصيل كالتي تشهدها الأمة العربية,والذي يدمي القلب ويدمع العين,اننا نساهم في هذه الحملة سواء عن قصد ام غير قصد.

لقد اعطى المولى جل جلاله الحق لسائر المخلوقات ان تكون امما,بينما يريد حرماننا منه البعض بحجة تعارضه مع شرع الله وهو القائل عز وجل*(وما من دابة في الارض ولا طائر يطير بجناحيه الا امم امثالكم,ما فرطنا في الكتاب من شئ ثم الى ربهم يحشرون)* سورة الانعام اية 38.صدق الله العظيم. ارجو السماح لي بالتوقف مرة اخرى,مع الدكتور بسام جرار,في كتابه (الفكر العربي الاسلامي),وقد قال ضمن مقدمته,,(لماذا هو عربي – اي الفكر-؟لان مصادر الاسلام من قران وسنة هي باللغة العربية وبالتالي لا يسهل على غير العربي ان يفهم النصوص فهما صحيحا,وليس بامكانه ان يجتهد في الاستنباط من هذه النصوص,اي لا يمكنه ان يمعن النظر في النص القراني الكريم والسنة النبوية الشريفة.ومعلوم ان المسلم غير العربي يتلقى فهمه للاسلام عن المفكرين العرب المسلمين,وقد اثبت الواقع ان اغلب الانتاج الفكري الاسلامي جاء من قبل المسلمين العرب). .ان كل الانظمة التي ناوءت القومية العربية بكل ما اوتيت من قوة,كانت في نفس الوقت تسعى الى طمس اللغة العربية ومحوها تدريجيا,وهاكم لبنان مثلا ساعطيه لكم,كوني لبناني ومن الواجب ان ابدأ بنفسي,ففي عهود كميل شمعون وبيار الجميل وغيرهم من المعادين للعروبة,جرى العمل بجهد على الغاء التاريخ العربي من المناهج المدرسية,وازدراء اللغة العربية والعمل على اضمحلالها,وترسيخ خرافة الاصل الفينيقي وتقديسه,وصولا الى فصل لبنان عن محيطه العربي وارتباطه الروحي,فهذا النهج اولى ان يسمى بالعصبية القومية من قبل الغير,كذلك الامر بالنسبة لكل الاقطار العربية التي وقعت تحت نير الاحتلال,وها هو المغرب العربي الى اليوم يشكو من مخلفات الاستعمار وجراثيمه عندما شرع بالقضاء على اللغة والعادات,وها هو العراق برهان قريب لاولي الالباب,فاول ما باشر به الغزو الغاشم هو حرق المتحف العراقي والمكاتب التراثية العراقية,وكل اثر يدل الى العروبة بصلة,وها هو الجنوب العراقي يفضح العصبية الايرانية,بشيوع اللغة الفارسية هناك,حتى على لافتات المتاجر والطرقات,فما بالكم ان حدثتكم عن الاحواز مثلا,حيث هناك المصائب والكوارث,وها هو الشمال يبتر من الجسد العراقي لقيام كيان عنصري لا مكان فيه لغير العرق,...! استحلفكم بالله,هل قامت القومية العربية بطمس تاريخ اي شعب غير عربي عاش ويعيش على ارضها؟ فمن اولى بتلك الاتهامات يا سادة؟.


لقد كان العرب قبل الاسلام امما وقبائلا,ومع ذلك كانوا يشعرون انهم امة واحدة,غير ان الولاء كان للقبيلة والعشيرة,الى ان جاء الاسلام ووحدهم,واليوم بعد اربعة عشر قرن,ياتي من يتكلم باسم الاسلام ليقول ان توحدنا كقومية عربية,هو ضد للاسلام وتعاليمه,فما الحل برايهم,ان يتوحد العالم اجمع,وتتوحد ارخبيلات اندونيسيا وقومياتها المختلفة,ويتوحد الشعب المتعدد الاعراق في شرق اسيا,وتتوحد اكثر من ستين قومية في اوروبا,على اختلاف لغاتهم,وان يتوحد ابناء المستعمرات السابقة التي جمعت شعوبها من كل حدب وصوب,كالولايات المتحدة الامريكية,تحت علم وقومية واحدة,ويكون ذلك من وجه – الشرع – امرا غير قابل للنقد ولا النقض,بينما تجلد القومية العربية بسياطهم حين يصبحون وحين يمسون؟. ان محاربة هذه الامة وقوميتها,هي حرب مستمرة ما استمر الاسلام,والاسلام باق ومحفوظ الى الابد,والهجمة على القومية العربية,هي لاحتضانها الاسلام ووعائه الاول والاهم,اللغة العربية,وتشبث العربي بالاسلام اكثر من غيره,والدلائل على ذلك كثيرة,فقد غزى الغرب دولا عديدة كان المسلمون فيها اكثرية,وخرج منها والمسلمون اقلية او قد انقرضوا,ولم يحظى بذلك في الدول العربية التي استعمرها وما زال,كالمغرب والجزائر وليبيا ومصر ولبنان وسوريا وفلسطين المغتصبة منذ ايام الاحتلال البريطاني وباقي البقاع العربية,لتحصن العربي بقوميته ولغته,المتصلتان تواصل الجسد الواحد,تواصل الدماغ بالاعضاء,مع الدين الاسلامي,فهم لا ينفكوا عن ضرب البلاد العربية,تارة بالقنابل,واخرى بالتيارات المشبوهة,وطورا بالافكار الزعافية المموهة بعمامات دينية,كي لا تتكرر التجربة الاولى للعرب,باقامة خلافة من المحيط الى المحيط,عمادها الفكر العربي الاسلامي.

على ذكر فلسطين,اود ان اذكر بعض التيارات الاسلامية,اننا لو اخذنا بمقولتهم الرافضة للقومية العربية,وان الهوية الاسلامية تلغي اي انتماء قومي للمسلمين,نعطي الذريعة للصهاينة باغتصابهم للارض المباركة هناك,حيث يعتمدون على اقدمية التاريخ بالسكن فيها وفقا للرابط الديني حسب زعمهم,كون الفتح الاسلامي لها حدث سنة 636 ميلادي,لكننا اذ ما عدنا للهوية القومية العربية لفلسطين,نستطيع القول بكل يقين وثقة وتماسك,انها ارض عربية منذ ان جاءها الكنعانيون,واطلقوا على مدينة القدس اسم مدينة الاله سليم,او مدينة السلام (اورسليم),وان اليبوسيين احد البطون الكنعانية العربية,قطنت المدينة قرابة العام 2500 ق.م,مطلقين عليها اسم يبوس,وان توراة اليهود تطرقت الى اسم مدينة اورسليم على انه اسم لحاكم عربي يبوسي,وان عمر مدينة القدس الشريف,يتجاوز الخمسة الاف سنة,لم يسكنها اليهود الا ما يقارب 73 سنة,بعد العرب بالاف السنين,وبذلك يكون الحق التاريخي بالارض للعرب,مؤكدا بالرابط الاسلامي الوثيق في القران الكريم والسنة النبوية الشريفة.

أرجو المعذرة على الإطالة,شاكرا للجميع تكريمهم لي بمرورهم على الموضوع,مذكرا انني لست هنا لأنظر أو أتفلسف,إنما لأتعلم وأقول رأيي وأتفاعل,آملا أن لا يفسد الإختلاف في الرأي للود قضية,فكلنا يعلم أنه بالتجريح والإهانات وازدراء الآخر,لن نصل الى حل,بل ربما نخسر هذا الآخر بدل كسبه الى جانبنا وما ندعوا اليه.


تقبلوا مني مع فائق التقدير والإحترام.

محمد حافظ
28/01/2009, 11:44 AM
أرجو المعذرة على الإطالة,شاكرا للجميع تكريمهم لي بمرورهم على الموضوع,مذكرا انني لست هنا لأنظر أو أتفلسف,إنما لأتعلم وأقول رأيي وأتفاعل,آملا أن لا يفسد الإختلاف في الرأي للود قضية,فكلنا يعلم أنه بالتجريح والإهانات وازدراء الآخر,لن نصل الى حل,بل ربما نخسر هذا الآخر بدل كسبه الى جانبنا وما ندعوا اليه.


تقبلوا مني مع فائق التقدير والإحترام.

هذا قولك أخي حسان محمد السيد واشكرك عليه
ولكن
أذكرك بانك انت من ابتدأ الطرح ... ولكني أجد هنا منك بخلاف ما تفضلت به
كلنا لم نولد الا كما ولدنا
ولا أحد يدعي مطلق الصواب والاصابة المطلقة والعصمة
ولم اجد أحدا بدأ بالتجريح والاهانات حتى نسحب الحوار !!!!!!!
واعود لما كتبت بنفسي فهي استفسارات من حقي عليك ان تجيبني عليها لانك من عرض علي بضاعته
ولكن أرجوا ان لا يكون الرد فقط نقلا لقول أخر لانني لو أردت ان اناقش محمد عمارة لما رددت هنا .

لك تحياتي

حسان محمد السيد
28/01/2009, 01:01 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


سيدي الفاضل الاستاذ محمد حافظ المحترم


أنا لم اسحب الحوار راجيا المعذرة إذا أوشت كلماتي بذلك,كما أنني لم اعتبر كلامكم استهزاءا ولا تجريحا,إنما عنيت تقييم الاستاذ مصطفى عودة الذي خلط بين عدد القراء والمشاركين في النقاش,مع أن هذا الامر ليس موضوعنا,بل الموضوع يا سيدي الكريم بدأ من سؤال اصر عليه الاخ العزيز حمزة فقيه.

أعتقد أنني اجبت على ما تفضلتم بسؤاله,منذ اول سطر حتى آخر تعقيب,وإنني إذا استشهد بآراء وأفكار لأعلام معروفة,إنما أفعله للتبيان والبرهان والدلالة,مبينا كيف ولماذا وعلى اي اساس علمي بنيت رأيي,فالمعنى واضح ومعروف.أعود لأقول أن القومية العربية ليست بناء عنصريا ولا عرقيا كالقوميات التي عرفناها وشاهدنا فظائعها,إنما نقول ما قاله المصطفى عليه وآله الصلاة والسلام (إنما العربية هي اللسان),والقومية العربية هي نداء ومشروع لإيجاد نقطة أتفاق مع اخيك في المواطنة حتى يبدأ الشروع في بناء مجتمع واحد ومتماسك.تتحدثون سيادتكم عن مفاسد كانت في الجاهلية,كأن شعبا آخر لم تكن فيه مثل تلك الآفات بل أفظع,بل وكأننا ندعوا الى العودة اليها,لكنني أحب التذكير بقول المصطفى عليه الصلاة والسلام (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق),وها هو عليه السلام ينظر الى ابي بكر الصديق ويقول له ( يا أبا بكر أي أخلاق عظيمة في الجاهلية هذه.ما أشرفها), في إشارة الى بني شيبان,فالإعتراف بفضائل الغير ولو لم يكن على دينك او فكرك هو فضيلة وإنصاف ورجولة,كما أنه دليل على أن العرب لم يكونوا بهذا السوء وتلك الرذيلة المراد تصويرها بفجاجة وفظاعة,وما تجاوبهم وفهمهم لدعوة الرسول عليه السلام وقطيعتهم لما كانوا عليه إلا خير إشارة على نباهتهم ووعيهم وذكائهم.

لا أدعو ولا أدعي أننا بحاجة لإستيراد أنظمة غريبة عن تاريخنا ولا استنساخها,فلدينا تراث وكنز وعقيدة تسمح لنا ببناء النظام الذي يتلاءم مع السواد الاعظم من امتنا,ولسنا هنا لإقصاء أركان الإسلام عن حياتنا ومجتمعنا,لا يوجد قوة في العالم تستطيع ان تجتث هذا الإيمان الراسخ في وجدان الناس,إنما نقول أننا نمتلك كل مقومات الوحدة التي تنتزعنا من واقع مرير وخطير,فلنتشبث بها ونعمل على تطويرها وتطبيقها,دون المساس بالعقيدة ولا تحريفها أو تجييرها,ولا حتى تنيحتها جانبا,بروية ورؤية معاصرة قابلة للتفاعل والتطور والتجديد.

أنا لست بعثيا يا سيدي الفاضل,مما لا يخولني بتاتا نقاش فكر البعث أو (الرسالة الخالدة) التي قلتم أنها الإشتراكية,(فأهل مكة أدرى بشعابها) وهم لا غيرهم من يستطيعون إفادتنا بما تعنيه أفكار الراحل ميشيل عفلق في ما يتعلق بالقومية العربية والرسالة الخالدة والإشتراكية وغيرها من النظريات والطروحات.

دمتم بحفظ الله وعنايته.

محمد حافظ
02/02/2009, 10:50 AM
عزيزي حســـــــان
تقول :
لا أدعو ولا أدعي أننا بحاجة لإستيراد أنظمة غريبة عن تاريخنا ولا استنساخها,فلدينا تراث وكنز وعقيدة تسمح لنا ببناء النظام الذي يتلاءم مع السواد الاعظم من امتنا,ولسنا هنا لإقصاء أركان الإسلام عن حياتنا ومجتمعنا,لا يوجد قوة في العالم تستطيع ان تجتث هذا الإيمان الراسخ في وجدان الناس,إنما نقول أننا نمتلك كل مقومات الوحدة التي تنتزعنا من واقع مرير وخطير,فلنتشبث بها ونعمل على تطويرها وتطبيقها,دون المساس بالعقيدة ولا تحريفها أو تجييرها,ولا حتى تنيحتها جانبا,بروية ورؤية معاصرة قابلة للتفاعل والتطور والتجديد.

أرجو ان يسمح وقتك هنا بالرد على تساؤلي وهو , هل نريد ان نتحاكم في دولتنا الواحدة الى الشريعة الاسلامية في كل مناحي الحياة ؟ ام هل نعتبر ان الشريعة فيها قوانيين يجب أخذها وما تبقى نتشاور فيه ؟؟؟ ام اننا نريد للشعوب بعد توحدها ان تختار ما تريد ؟؟؟؟؟؟
ان العقل يقتضي ان نحدد ما سيكون من شكل لدولتنا ووحدتنا وقوانيننا التي ستسير حياتنا قبل ان نتوحد
- فاننا لا نباشر بناء البيت قبل عمل تصميمه وعدد غرفه وشكله ... الخ
- واننا لا نباشر حفل الزواج قبل اختيار العروس والاتفاق مع اهلها على المهر وخلافه
- واننا لا نباشر الاكل قبل طهي الطعام فنطهوه بعد أكله .
ان اي وحدة لا بد لها من اساس تقوم عليه وهذا الاساس لا بد ان يكون صالحا لحل مشاكل الناس وتسير مصالحهم , او يكون اتحادا مؤقتا لاهداف محددة .
وهذا الاساس للوحدة لا بد ان يكون صالحا كما قلنا , لان الناس ستعيش في كيان واحد بعد الوحدة والناس لها مصالح وعندها مشاكل تحتاج الى الحل والى القانون والدستور والنظام فلا يصلح الناس فوضى لا سرات لهم , وهذه الوحدة ايضا تحتاج الى الديمومة وتحتاج الى ان تعرف حدودها ومن يجوز له الانضمام اليها ومن يجب ان يخرج او ينبذ منها , والا كانت هلاميية وحملت في طياتها بذور هلاكها وفنائها .

حسان محمد السيد
03/02/2009, 05:40 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


سيدي الفاضل الاستاذ محمد حافظ المحترم



تفضلتم مشكورين بالسؤال والقول...(أرجو ان يسمح وقتك هنا بالرد على تساؤلي وهو , هل نريد ان نتحاكم في دولتنا الواحدة الى الشريعة الاسلامية في كل مناحي الحياة ؟ ام هل نعتبر ان الشريعة فيها قوانيين يجب أخذها وما تبقى نتشاور فيه ؟؟؟ ام اننا نريد للشعوب بعد توحدها ان تختار ما تريد ؟؟؟؟؟؟
ان العقل يقتضي ان نحدد ما سيكون من شكل لدولتنا ووحدتنا وقوانيننا التي ستسير حياتنا قبل ان نتوحد
- فاننا لا نباشر بناء البيت قبل عمل تصميمه وعدد غرفه وشكله ... الخ
- واننا لا نباشر حفل الزواج قبل اختيار العروس والاتفاق مع اهلها على المهر وخلافه
- واننا لا نباشر الاكل قبل طهي الطعام فنطهوه بعد أكله .
ان اي وحدة لا بد لها من اساس تقوم عليه وهذا الاساس لا بد ان يكون صالحا لحل مشاكل الناس وتسير مصالحهم , او يكون اتحادا مؤقتا لاهداف محددة .
وهذا الاساس للوحدة لا بد ان يكون صالحا كما قلنا , لان الناس ستعيش في كيان واحد بعد الوحدة والناس لها مصالح وعندها مشاكل تحتاج الى الحل والى القانون والدستور والنظام فلا يصلح الناس فوضى لا سرات لهم , وهذه الوحدة ايضا تحتاج الى الديمومة وتحتاج الى ان تعرف حدودها ومن يجوز له الانضمام اليها ومن يجب ان يخرج او ينبذ منها , والا كانت هلاميية وحملت في طياتها بذور هلاكها وفنائها) .


كما أسلفت في مداخلاتي وكتبت,أكرر أنني كمؤمن بالقومية العربية لست ضد اقصاء الدين,إنما ضد الطائفية والمذهبية القاتلة المدمرة,وحين نقول اننا مع النظام الذي تختاره الغالبية العظمى,فهذا اكبر تصريح ودليل على المراد,وكي لا اطيل عليكم أحب التأكيد على أنني مع دولة الوحدة والمواطنة كما اسس لها المصلح الأكبر,سيد الخلق وإمام الأنبياء والمرسلين,محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام,فالصحيفة,دستور المدينة,خير ما نبدأ منه مسيرتنا نحو كيان عزيز موحد ومستقل,من هنا,ووفق ما ذكرته آنفا,لم أنطلق من عشوائية ولا وحدة إرتجالية مبنية على العواطف,إنما على اليقين والأسس العلمية الواقعية,المتحدرة من تراثنا وتاريخنا العربيين,فتكون الأولوية لوحدة عربية,أولا وضرورة.

القومية العربية يا سيدي الكريم تدعو الى حرية كاملة,إقتصادية,سياسية,وجغرافية,ثم نظام تقبله الأمة,وصولا الى وحدة متينة,فلا عشوائية في هذا الكلام ولا ضبابية,لا تسرع ولا هذيان,ولا (أكل للطعام قبل طهيه).

قبل الختام,اسمحوا لي الإقتباس من مداخلتكم الكريمة بعد أن أجبت عليها...( هل نريد ان نتحاكم في دولتنا الواحدة الى الشريعة الاسلامية في كل مناحي الحياة) ؟.فهل اتفقت الأحزاب الإسلامية بمذاهبها المتعددة ومشاربها التفسيرية المختلفة على مفهوم واحد للشريعة ؟.


تقبلوا ردي مع فائق التقدير والإحترام.