المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الملتقى الرابع لكتاب القصة في العراق



فيصل عبد الوهاب
27/01/2009, 07:22 PM
أقام نادي القصة في الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق الملتقى القصصي الرابع في فندق السد ير ببغداد 17-19 \1\2009 ، اشترك فيه ممثلون عن كتاب القصة في مختلف محافظات القطروقد احتفى الملتقى برواد القصة العراقيين الأحياء مثل محمود عبد الوهاب وفهد الأسدي . كما احتفى الملتقى بالناقد العراقي الراحل د.علي جواد الطاهر وأطلق اسمه كعنوان لهذه الدورة من الملتقى . وكانت الجلسة الصباحية لليوم الأول مخصصة للمحور النقدي الأول تحت عنوان ( علي جواد الطاهر والنقد القصصي) وقد اختلفت الآراء حوله ما بين مؤيد ومعارض لمنهجه النقدي لكنها أجمعت على دوره الكبير في تأسيس ثقافة نقدية فاعلة في الوسط القصصي والروائي في العراق.
وفي كلمته الافتتاحية في الملتقى استعرض الناقد فاضل ثامر رئيس الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق مسيرة القصة العراقية بشكل مقتضب حيث قال أن تجربة القصة العراقية تشكل معلما مهما من معالم ثقافتنا العربية وتمثل نماذجها أفضل القصص العربية المعاصرة وإن كانت قد تأخرت عليها عقدا من السنين. وثمن الدور الريادي الكبير للقاص العراقي محمود أحمد السيد الذي كان يمتلك الكثير من مقومات التكوين الفني. ثم جاء من بعده ذنون أيوب وعبد الحق فاضل وجعفر الخليلي ، لكن الحداثة انبثقت في فترة الخمسينيات على يد عبد الملك نوري وفؤاد التكرلي ومهدي عيسى الصقر وغائب طعمة فرمان . وانعكست تجربتهم على كتاب الستينات فظهرت ( خمسة أصوات ) و ( النخلة والجيران) لغائب طعمة فرمان . وهذه التجربة فتحت الآفاق لتطور القصة في العراق حيث نضجت في السبعينات والثمانينات والتسعينات. وقال أن فترة قادسية صدام كانت قاسية وصعبة وفرضت على الكتاب شروطا معينة في الإبداع ، وحتى روايات قادسية صدام كانت مخلصة لذاتها. ومثلما أثارت الحداثة في الخمسينات المبدع العربي كذلك استطاعت القصة القصيرة أن تكون كذلك. ويحرز العمل السردي الآن في العراق الكثير من الجوائز العربية. وقال الناقد فاضل ثامر أن المآسي الدموية في العراق والتي لا يستطيع حتى ماركيز وبورخس أن يغور في أعماقها ويستبطنها، تمكن القاص العراقي من ذلك وسيظل الإبداع العراقي في المقدمة.
كما ألقى القاص احمد خلف مدير نادي القصة في الاتحاد طالب بها أدباء المحافظات للتعاون لخلق أدب عراقي رصين. وقال انه من دواعي سرورنا أن يستمد عنوان هذا الملتقى من اسم الناقد الراحل د.علي جواد الطاهر الذي رفد المكتبة العراقية بالكتب المتخصصة (أكثر من 50 كتابا) حيث رصد بمقالاته وكتبه الظواهر القصصية في الساحة الأدبية العراقية. وقال أن كتابه الأنطولوجي (في القصص العراقي المعاصر) يظل نبراسا لنا مثل كتابه (مناهج النقد الأدبي). وقال أن القصة العراقية قد عانت من فوضى الاحتلال فكان لا بد أن تعاني من الانزياحات لما أحدثه الاحتلال. وقد حيا القاص احمد خلف في ختام كلمته الأصوات الأدبية الشابة وقال أنها تسير بخطى حثيثة ولا تردعها أي محاولات يائسة. وبعد أن ألقى القاص جهاد مجيد كلمة اللجنة التحضيرية ألقى السيد ممثل السيد برهم صالح نائب رئيس الوزراء كلمة دعا فيها إلى المشاركة في مشروع إستراتيجية ثقافية عراقية.
أما الجلسة المسائية لليوم الأول فقد خصصت للشهادات والقراءات القصصية حيث أولى كل من عبد الإله عبد الرزاق وعبد عون الروضان الذي قال ((أشهد أني ما عشت)) معارضا بذلك ما قاله نيرودا يوما ما ((أشهد أني عشت))، كذلك قرأ كل من ناطق خلوصي وحميد المختار وهيثم بهنام بردى شهاداتهم في حين قرأ كل من إيناس البدران وإيمان السلطاني وكلينرار أنور ومشتاق عبد الهادي وجمال نوري وسعدون البيضاني نصوصهم القصصية.
وفي اليوم الثاني تابع الملتقى محوره النقدي الثاني تحت عنوان ((القصة العراقية وتقنيات السرد الحديثة)) وألقيت البحوث التالية: ((الرؤية والبحث وأنساقه)) لجاسم عاصي، و ((السارد وتقنياته في القص العراقي)) لجميل الشبيبي، و ((بنية السرد وتقنياته)) لبشير حاجم، و ((التجريب داخل سلة المهملات)) لعلي شبيب ورد فيما كانت الجلسة المسائية التي تحمل عنوان((القصة العراقية أمس واليوم)) معاينة إجرائية مخصصة للبحوث التالية: ((المتحقق والمأمول في القصة العراقية)) لباقر جاسم، و ((تطبيقات مبكرة لهوية السرد في الذاكرة الرافدينية)) لمحمد خضير سلطان. وقد اختتم الملتقى في اليوم الثالث بتوزيع شهادات التقدير والإعلان عن الفائزين بجائزة القلم الذهبي وهم القاصون محمد خضير ومحمود عبد الوهاب ولطفية الدليمي وفهد الأسدي ثم قرئ البيان الختامي والتوصيات.