المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القمم العربية ..



مروان العياصرة
28/01/2009, 01:53 PM
القمم العربية.. طارئة في مجملها وإسرائيل قاسمها المشترك

مروان العياصرة

واحد وثلاثون مؤتمرا هي مجموع القمم العربية لغاية ما قبل القمتين الأخيرتين اللتين عقدتا في الدوحة والكويت، عقد أول مؤتمر للقمة عام 1946م في أنشاص في جمهورية مصر العربية بدعوة من الملك فاروق وحضرته الدول العربية التي أسست الجامعة العربية وهي ( مصر وشرق الأردن، والسعودية واليمن والعراق ولبنان وسوريا )، في هذا المؤتمر الأول والطارئ أيضا لم يصدر عنه بيانا ختاميا، لأنه لم يكن هنالك حاجة للجمل الإنشائية الفائضة عن الحاجة العربية، وإنما صدر عن المؤتمر قرارات وصفت في حينها بأنها مهمة وخطيرة، لعل في مقدمتها القرار العربي باعتبار قضية فلسطين قلب القضايا القومية، وأيضا قرار ضرورة الوقوف في وجه الصهيونية وخطرها الداهم الذي يهدد كل الدول العربية والإسلامية وليس فلسطين وحدها، لأن الصهيونية مشروع توسعي، مهما حقق من نتائج فإنه يبقى مفتوح الطموح، ومن القرارات أيضا الدفاع عن فلسطين في حال الاعتداء عليها.

كان ذلك في أول قمة عربية، طارئة في ظرف طارئ أيضا، وفي ضوء استحقاق مصيري خطير، وتوالى الزمن العربي في قممه العادية والطارئة، إلى أن وصلنا إلى قمتين اختلف عليهما كثيرا، في ظرف لا يجب أن يختلف على خطورته اثنين، والسؤال الواخز هنا والمفتوح على إجابات مهمة كي نتوصل إليها لفهم ما يجري من تراجع عربي للدفاع عن قضايانا الكبرى والمحورية، سؤال يأتي على شكل مدخل للعودة بجدية لقراءة المسيرة العربية في تبنيها لأفكار القوة، ما الذي تغير منذ عام 1946..؟ أعلم انه سؤال سطحي لا يحتاج لأكثر من إجابة عادية بأن كل شيء قد تغير، إلا أننا في خطاب الذات العربية تبدوا الثوابت واحدة لم تتغير، فالعدو هو ذاته الصهيوني المحتل والقاتل، وفلسطين على حالها ما زالت تعاني القتل والدمار والتشريد، لكن المتغير الوحيد هو مسارات قضايانا العربية في اتجاهات التراجع، وأيضا الرؤية العربية المتغيرة والمشتتة والمصالح العربية الفردية والضيقة.

ما أشبه اليوم بالبارحة، وما أشد الحزن حين نستعيد الحكمة كمخزون تذكري دون تطبيق، ففي القمة العربية الثانية في الثالث عشر من نوفمبر من عام 1956 كانت القمة طارئة أيضا، لمواجهة العدوان الثلاثي على مصر وقطاع غزة، واليوم أيضا تكون غزة قاسما مشتركا بين تلك القمة المفترضة أو التي كانت مفترضة ومرت بمخاضات عسيرة.

كانت إسرائيل تشكل القضية المحورية في كل مؤتمرات القمة العربية، أو في معظمها إذا أردنا أن نكون أكثر دقة، ولكن المثير للتساؤل أن القمم العربية كان الطارئ منها يغلب العادي أو غير العادي، كان الأمر يشير بوضوح إلى أن العرب في قممهم كثل القول المشهور ( كمن يتبع الصيف بفرو )، وهكذا فعلا يكون، انتهت غزة، وآلت إلى ما آلت إليه من موت ودمار وجراح ودماء وشهداء ، والقمة بقيت على نار هادئة لا ترقى لمستوى النار التي أحرقت غزة، منذ أنشاص 1946، التي بدأت تاريخ القمم العربية، ومنذ قمة القاهرة 1964 باعتبارها القمة الأولى كتوصيف لمؤتمر القمة العربية بكونه مؤسسة سياسية، إلى يومنا هذا والقمم تأتي ردود أفعال أو على هيئة فعل منعكس، مع أن الذي أريد من القمة العربية أن تكون دورية في موعد عيد الجامعة العربية السنوي، إلا أن ستة اجتماعات فقط كانت بناء على التزام بموعدها السنوي الدوري، وما تبقى جاءت للتعامل مع أحداث وأزمات وقضايا طارئة.