المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ( الموازنة في الحديث عن فلسطين بين الألم والأمل )



محمود الدبعي
29/01/2009, 04:24 PM
( الموازنة في الحديث عن فلسطين بين الألم والأمل )

بمعنى أنه إذا تناولنا جانب الآلام من قتل لأرواح بريئة وتجريف للأراضي الزراعية وهدم للبيوت فلا بد كذلك أن نعرج على الآمال والبطولات التي يقدمها الشعب الفلسطيني الصابر >
وفي الجانب الموازي إن على من يتناول جانب الصمود والبشائر في صراع الشعب الفلسطيني مع الاحتلال والتي نراها باستمرار عبر حكاية الأم المحتسبة والفتى الشجاع والشيخ الصابر فلا بد له كذلك من الحديث عن الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني الصامد

هذه قاعدة هامة للانطلاق في الحديث عن فلسطين .

1. عندما تتحدث الأرقام!!
عندما تتحدث الأرقام والإحصائيات فهي تقول بعد مرور أربع أسابيع على مجزرة غزة فإن الشعب الفلسطيني الباسل قدم
* أكثر من 1300 شهيد منهم 400 طفل و200 امرأة ...
وبمتوسط حسابي بسيط ممكن القول أنه ينضم كل يوم 4 فلسطينيين لقائمة الشهداء منهم طفل واحد على الأقل وذاكرتنا لن تنسى الأطفال محمد الدرة وإيمان حجو ومرام النابلسية وخليل مغربي وإيمان الهمص .... والقائمة تطول!!

* أكثر من 5500 جريح منهم حوالي 1000 معاق إعاقة دائمة معظمهم من الأطفال و التساء ، والغريب أن 60% من الإصابات بين الأطفال في منطقة الدماغ والأعصاب وهذا يؤكد على ما نذهب إليه دوما من الإنسانية الراقية لجنود الاحتلال أما لماذا إصرار الجنود على استهداف منطقة الرأس الإجابة ببساطة .. حتى يتأكد الجندي الاسرائيلي من أن هذا الطفل لن يسلم من الموت وإذا اقتضت مشيئة الرب أن يحيا فسيكون معاق إعاقة دائمة ويبقى كلا على أهله
* أكثر من 4000 منزل هدم كليا وهناك (46000) بيت تضرر جزئيا كثير منها من جراء القصف الصهيوني .ومن يزور رفح وخان يونس وبيت حانون يشاهد أفلام حية على مدى الدمار الذي لحق بالأهالي ! وعن ماذا فعل الإنسان بأخيه الإنسان .

• حصار عسكري شامل شتت اجتماع الأهل في جميع أنحاء القطاع ...والحكاية تقول أن هذا الحصار يدع المواطنين ينتظرون لساعات طويلة (5-10 ) ساعات من اجل رغيف خبز ، وقد استشهد عدد من الأجنة في الأرحام!!

وبنظرة سريعة على ما يدور على ارض غزة تستطيع القول أن هذا الحصار الهدف الحقيقي من ورائه إذلال الفلسطيني وسحق آدميته ...

فماذا تقول عن جندي يأمر فلسطيني يرغب بالمرور شرب بوله وجندي أخر يأمر امرأة حامل بالشهر الثالث أن تشرب دواء غسيل الملابس إن رغبت بزيارة أمها المريضة التي تقطن في القرية المجاورة لقريتها وآخر يأمر شاب بخلع ملابسه ورابع يأمر شاب بأن ينبح مثل الكلب وخامس يوقف الطالبات والمعلمات لساعات ثم يقول ما في أوامر بالمرور فيعودوا.... وهكذا ...

• والواقع يقول أن الاسرائيليين يستنزفون سنويا 90% من المياه الأردنية والفلسطينية والسورية واللبنانية والمصرية وأن الفرد الاسرائيلي يستهلك سنويا 500 م3 بينما يستهلك الفلسطيني 100 م3

بمعنى أن حصة المياه للفلسطيني مقارنة بالاسرائيلي 1: 5 !!!!، هذا ناهيك عن اختلاط مياه الصرف الصحي بمياه الشرب وحدث ولا حرج عن الأمراض والأوبئة التي تنتشر بين الأهالي وخاصة الأطفال ، وتؤكد إحصائية صدرت حديثا أن 27 % من مياه الآبار في الضفة لا تصلح للشرب و85 % من مياه الآبار في غزة لا تصلح لشرب الآدميين

أطفال تحت الحصار
* في دراسة للسيدة الأمريكية كاثرين كوك منسقة وحدة الاعلام في الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال حول الأوضاع المعيشية والحياتية لأطفال فلسطين خلصت الدراسة إلى ما يلي:
1) 41 % من الأسر اضطرت لبيع جزء من أثاث منزلها وممتلكاتها الشخصية لشراء الطعام لأطفالها !!
2) 22 % نسبة سوء التغذية المزمن بين الأطفال !!
3) 51 % نسبة فقر الدم بين الأمهات الحوامل !!
4) 56 % من الأهالي اضطروا - نتيجة إلى الظروف الحياتية الصعبة- إلى تقليص وجبات الطعام من ثلاث( فطور – غداء – عشاء ) إلى وجبة واحدة فقط
5) تؤكد السيدة كوك أن هناك 600 ألف طفل وطفلة( 65 % من طلاب المدارس ) بحاجة إلى مساعدة ودعم تعليمي والإ فسوف يتوقفوا عن الدراسة !!!

وتختم دراستها أن الطفل الفلسطيني الأكثر تضررا من الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني وأن السبب الحقيقي هو الاحتلال وآلياته . !!!!
* ولعل هذا يتفق مع الدراسات التي تذهب إلى أن دخل الفرد الفلسطيني أقل من 2 دولار في اليوم وأن أكثر من 80% من الشعب الفلسطيني تحت خط الفقر ....
وفي دراسة حديثة تبين أن أكثر من 60 % من طلاب المدارس في فلسطين اضطروا ونتيجة للأوضاع الاقتصادية المتردية إلى ارتداء نفس الزي المدرسي للعام الثاني على التوالي وقد يكون للثالث على التوالي !!! وأن أكثر من 50 % منهم لم يستطع أن يشتري حقيبة مدرسية جديدة !!

* إن على من يتحدث عن آلام الشعب الفلسطيني أن لا يغفل الحديث عن جدار الفصل العنصري والذي هو أطول من جدار برلين التاريخي بثلاث مرات وأكثر ارتفاعا بمرتين ونصف بالإضافة إلى أن هذا الجدار أكل 23 % من أخصب أراضي فلسطين و نهب 75 % من مياهها وحول بعض المناطق إلى سجون تفتح أبوابها وتغلق مثل قلقيلية الصامدة وتذهب الدراسات أن هذا الجدار يحاصر حاليا 875 ألف فلسطيني ويحيط بهم إحاطة السوار بالمعصم ولعل الهدف من ذلك مزيدا من الضغوط على الأهالي لترحيلهم خارج بلادهم .... فهل ستكون هجرة فلسطينية ثالثة !! ولكن التاريخ لن يرحم المتقاعسين عن نصرة اطفال غزة والضفة.

حقائق أساسية
السكان : 4,25 مليون فلسطيني في الضفة والقطاع
(63% في الضفة الغربية و 37% في قطاع غزة )
1,2 مليون في أرض 48
5,5 مليون في الشتات
60 % دون 19 سنة
3% فوق 65 سنة
8 أفراد معدل الأسرة
على ثراها المسجد الأقصى (أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث المساجد التي تشد إليها الرحال )
محمود الدبعي