المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تربية الأولاد في أوروبا



محمود الدبعي
29/01/2009, 04:44 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

تربية الأولاد في أوروبا

لكل مجتمع بشري خصوصية و سمات تربوية تميزه عن غيره وله تأثير في صياغة الناشئة الذين ينتمون إليه ، وإن تفاوت هذا التأثير من فرد إلى آخر، بسبب عوامل التأثيرالداخلية المتمثلة بالأسره والخارجية المتمثلة بالمحيط الذي يعيشون فيه. و تؤثر العادات والأعراف والقيم في الغرب وصحبة الأقران و وسائل الإعلام في إعادة صياغة عقول الصغار و تعمل على صقل اسلوب حياتهم اليومية. إن عملية التربية الواعية لأبناء المسلمين في أوروبا تأخذ بعين الإعتبار التربية الدينية ممزوجة بأثر الواقع الأوروبي على علاقات الأفراد ببعضهم البعض و تؤثر على صقل شخصية الصغير ، خاصة في الجوانب الحياتية المعاشة والمبنية على قيم وسلوك ومعطيات المحيط الإجتماعي الذي نعيش فيه . الأسرة المهاجرة تربي ابنائها على التقاليد والأعراف وخاصة في مجال توقير واحترام الكبير و ضرورة قبول تدخل الكبار بكل صغيرة وكبيرة في حيات الأبناء، من باب الخوف على مستقبلهم وهم يعيشون في بيئة لا تحترم قيم و عادات المهاجرين.

نجد اليوم جيل الإبناء قد برعوا في المجاملة و الظهور بمظهر المتدينين و أصحاب الخلق الرفيع والهادئ والرزين كل ذلك داخل اسوار البيت والمسجد ولكن يظهر بصورة المتحرر والمتمرد على تقاليد ذويه في المدرسة و النادي إذا خلى الى أقرانه. تكون الصدمة كبيرة إذا اقترف الولد مخالفة قانونية تستوجب حضور رجال الأمن للمنزل لتسليمه لذويه، فهو ملاك ، لا يمكن أن يرتكب أي مخالفة. الواقع الأوروبي يفرض مجموعة من التحديات على المهاجرين وابنائهم وهم على العموم ليسوا مهيئين للتعامل معها . قضية تربية الأبناء تحتل أهمية خاصة لدى الأسر المهاجرة و يتعاطون معها باساليب مختلفة على حسب ثقافاتهم الشخصية، فالمتدين التقليدي يتعاطى معها من خلال لغة الترغيب والترهيب ولغة الحلال والحرام المبنية على التشدد و على لغة المسموح والممنوع وهي لغة اقرب للشرطية منها للتربية. ابناء الملتزمين في جماعت إسلامية يتركون ابنائهم لمربين ليصقلونهم على المنهج الذي تربوا هم عليه ، مع أن الذي يصلح لي ليس بالضرورة يصلح لإبني و يقع التخبط و النفور والتشدد و الإنطواء على الذات ، إلا من رحم ربي.

غير المتدينين يتعاطون مع الأبناء من جانب الحرص على وحدة كيان الأسرة واحترام الأبناء لعادات و تقاليد المهاجرين . أما المهاجر الليرالي والعلماني فيربي أبناءه على إالتجرد من التأثير الديني و أن يتشرب اسلوب حياة المجتمع وقيمه ليكون فردا ناجحا في حياته مندمجا في سلوكيات الأقران. نجد اليوم تباين واضح بأساليب التربية لدى المهاجرين المسلمين و لا يوجد رؤى محددة في اساليب التربية و الأليات المساعدة مختلفة على حسب توجهات الأسرة دينية كانت أو علمانية.



المتدينين عادة يلقون بالمسؤلية التربوية على عاتق المؤسسات الإسلامية و غير المتدينين يلجأون لتقليد الأوروبيين في اساليب التربية و يرسلون ابناءهم للنوادي الرياضية المختلطة و يحرصون على صقل الإبناء باسلوب حياة الأوروبيين الذين عادة ما يهمشون دور المعتقدات الدينية في صقل هوية الصغار و يجعلون الدين مسألة شخصية تمارس في المعابد و ليس لها تأثير على سلوك الأفراد. إن تأثير الفضاء العلماني المرتكز على إرث مسيحي واضح على اخلاق و سلوك الصغار و تفكيرهم و ما نسمعه اليوم من احترام المجتمعات الأوروبية للتعددية الثقافية للمهاجرين سراب و وهم يراه المهاجرون و لا يرون له تأثير حقيقي على اسلوب تعاطيهم مع الواقع الأوروبي المعاش. بل الواقع يقول أن أوروبا تنتهج سياسة تربوية واضحه وهي دمج الجاليات في النظام العام و القيم الأوروبية السائدة في مجتمعاتها العلمانية المرتكزة على إرث مسيحي.

تساهم المقررات المدرسية المعمول بها في المدارس النظامية في صقل عقول الأبناء و زعزعة العقيدة الدينية من نفوس التلاميذ وخاصة عند التعاطي مع دروس التوعية الجنسية التي تدرس دون ضوابط سوى ضابط واحد هو الحرص على عدم نقل العدوى عند الممارسة الجنسية و يجب الحرص على تواجد الواقي المطاطي دائما في حقيبة الفتيات والذي يقدم مجانا للشباب في المراكز الصحية ، ناهيك عن المشاركة في الرياضة المختلطة.

إن مسألة التربية الجنسية المقننة بضوابط أخلاقية ضرورة يفرضها الواقع الأوروبي على المهاجرين المسلمين وما نشاهده اليوم من تأثير ثقافة العيب و الممنوع على الأبناء اوجد إزدواجية تربوية لا بد من التخلص منها من خلال طرح لا يحل حراما و لا يخفي حلالا مباحا. إن جيل الأبناء بحكم اختلاطهم بأبناء الأوروبيين في المدارس والنوادي و قدرتهم الفائقة في الدخول إلى فضاء الإنترنت و ما به من غث و سمين ، اوجب علينا أن نتثقف نحن جيل الأباء جنسيا وسلوكيا و اخلاقيا و نعرف ما يقوله الشرع للتعاطي مع جيل الأبناء.

التحديات في الواقع التربوي الأوروبي

1. تهميش الدين و العادات والتقاليد الموروثة في نفوس التلاميذ
2. زعزعة التأثير الأسري على سلوكيات الأبناء ، تحت شعار حقوق الطفل و حرية الإختيار وحماية الأباء و محاربة جرائم الشرف والعنف الأسري ضد الفتيات
3. حرص الأسرة على إحراز رفاه مادي يوفر للأبناء حياة كريمة مقابل إهمال تربيتهم
4. إنتشار النوادي الترفيهية في الأحياء التي يقطنها المهاجرون ولجوء الأبناء اليها هربا من القيود الأسرية
5. إهمال الغة الأم للمهاجرين و خاصة اللغة العربية حيث لا نجد سوى القليل من ابناء المهاجرين يتقنون لغة القرآن
6. ترك الأبناء في دور الحضانة في سن مبكرة ولأوقات طويلة يحرمهم من حنان ذويهم و يتربون على اخلاق وسلوك اقرانهم من غير المسلمين
7. اسلوب القسوة والعنف والتأنيب في التربية الأسرية ينشئ اطفالا معقدين مريضين نفسيا و مسحوقي الإرادة و يتعاملون بعصبية حادة مع الآخرين
8. التدليل الزائد وترك الحبل على الغارب بالتربية للطفل ينشئ شخصا مستهترا بكل القيم والحدود والقوانين
9. تكريس مفهوم الحرية بلا ضوابط دينية وخاصة في مسألة الإختلاط بين الجنسين
10. مساواة الشذوذ الجنسي بالزواج التقليدي قانونيا
11. ضعف التواصل الإجتماعي بين الأسر والأفراد
12. تحديد سلطة الأباء على ابنائهم

الإيجابيات في الواقع التربوي الوروبي

1. سيادة القانون والحياة الديمقراطية في الواقع الأوروبي
2. احترام حقوق الإنسان وحرية ممارسة الشعائر الدينية تشعر المهاجر أن له كرامة مصانه
3. ألطابع الديمقراطي للأنظمة السياسية ، يجعل المواطنين يشعرون بتأثيرهم في القرار السياسي والخيارات العامة و قريبين جدا من الحدث ، وهذا الحال يورث نوعا من الثقة بالنفس وأخذ زمام المبادرة في اتخاذ القرار السليم لدى الأفراد
4. حماية حرية التعبير والإفصاح عن الرأي خلص الفرد من سياسة الكبت والخوف و تكميم الأفواه
5. تنمية و تطوير أدب الأطفال و ترجمة ما يناسب من النتاج الأدبي المكتوب باللغات الأوروبية
6. توظيف مستحدثات العلم الحديث لخدمة الشباب
7. تشجيع الاطفال على الإبداع القصصي والبحث العلمي بالمدارس النظامية
8. الإعلام الحر يوصل المعلومة دون تحويرالى الناس ، فيعينهم ذلك على ممارسة دور ضاغط على مؤسسات المجتمع المدني و على اصحاب القرار السياسي
9. الأنظمة الأوروبية تتميز بالنظام التعليمي الدقيق الذي يتبنى الشفافية و اتاحة الفرصة للناس للتثقف و تشجع روح المغامرة والأتقان ، فالذهنية الأوروبية منفطرة على حب الإكتشاف العلمي و توفر الأنظمة الأموال الكثيرة للأبحاث و هذا الواقع يساهم في تربية الفرد على مراعاة مبدأ إحترام النطام والقانون والحريات العامة و نشر العلم والثقافة والأدب والفنون و تشجيع البحث العلمي في المجالات المختلفة و تشيع هذه الأنظمة مناخ فكري يدفع الناس الى الإرتقاء بمستواهم الذهني في فهم الواقع الأوروبي و مجريات الأمور و يفتح النظام لهم جميع و سائل الوصول الى المعلومات والمعرف و يجعلها في متاول الجميع

دور الأسر المسلمة في أوروبا في تربية الأبناء

1. ربط الأبناء بخالقهم و دينهم و هويتهم العقدية و لغتهم الأم الى جانب الإستفادة من إيجابيات الواقع الأوروبي المعاش
2. تبني اسلوب أخلاقي مشبع بالحنان والعاطفة والحب اثناء نقل المعلومة الدينية للأبناء مع أخذ ظروف البيئة والعادات والتقاليد والقيم الإجتماعية والدينية في الحسبان
3. التأكيد على أهمية القدوة كوسيلة تربوية و إحلال شخصيات و رموز تاريخية ودينية و علمية محل القدوة في المفهوم الغربي والذي يعتبر الشخصانية و تقديس الأفراد الناجحين في مجالات الفن والتمثيل والغناء والرياضة القدوة المثلى للأفراد
4. التدرج في نقل المعلومة والصبر على تصرفات الأبناء حتى يستوعبوا دور الدين في حياتهم اليومية و ضرورة تبني مبدأ التدرج و دفع الضرر الأكبر بالضرر الأصغر
5. توجيه الأبناء ليكونوا مواطنين صالحين من الدرجة الأولى وتأديبهم ليتعاملوا باسلوب حضاري مع الواقع الأوروبي
6. رفع معنويات الأبناء و اشراكهم بإحياء المناسبات الدينية و ربطهم بتاريخ الأمة بماضيها وحاضرها و استشرافها للمستقبل و هذا الأمر يقوي شخصية الأبناء و يزيل الغموض و الشبهات عن دينهم و تاريخهم
7. تشجيع مبدا الحوار المفتوح داخل الأسرة والحديث الصريح بين الكبار والصغار وتحلي الكبار بالصبر على تصرفات الأبناء حتى لو خرجت عن المالوف و الأبتعاد الكلي عن العنف الأسري
8. علاج ظاهرة الخجل الإجتماعي في التربية السلوكية و الإبتعاد عن ثقافة العيب الموروثة والتي سحقت شخصية الناشئ و جعلته ينعزل عن اقرانه في المدرسة والنادي او يتحول الى شخصية عنيفة يخاف منها الأقران و يفضلون إتقاء شر هذا المتشدد. التلميذ الخجول لا يستطيع أن يحاجج أو يعارض لأنه يشعر بعقدة النقص أو المهانة والإحتقار وعدم القدرة على التعبير و ينقلب ذلك حقدا على العادات والتقاليد والدين
9. الأسرة هي المحضن التربوي الأول والنواة الحقيقية و المدرسة والنادي هما المحضن في سن المراهقة والجامعة و سوق العمل هما المحضن للكبار وهنا يبرز دور المؤسسات الإسلامية في حماية شخصية المسلم و هويته الدينية
10. إبرازمقاصد العبادات واسرارها والإبتعاد عن حمل الأبناء على القيام بالعبادات جبرا و وصفهم بالكفر والفسق والخروج عن التقاليد في حالة انحرافهم سلوكيا و التي يكون لها رد فعل معاكس لها بالإتجاة حيث يصف الأبناء العبادات بالطقوس الموروثة و يتعاملون معها من خلال نفاق سلوكي مثل الصلاو بدون وضوء
11. المسلم كائن إجتماعي صقله الإسلام على الأخلاق الفاضلة وينطبع بسلوك الجماعة والبيئة ولذلك يجب الأخذ بسياسة الإعراض عن الجاهلين و الدفع بالتي هي احسن بالتعامل مع الغير.

ألمبادئ والقواعد التكميلية بالتربية
• تقديم البدائل السليمة بالتربية
• التأكيد على الجوانب الإيجابية بالواقع الأوروبي و تشجيعها
• ترسيخ مفهوم أن لكل أمر عواقب إيجابية وسلبية ، وأن الجزاء من حسن العمل
• ألتأكيد على أن التوبة من الأفعال القبيحة تجب ما قبلها
• إستخدام الوسائل التربوية الحديثة في التعامل مع الأبناء إلى جانب الموعظة والإرشاد الديني وقراءة القرآن و شئ من الأحاديث النبوية
• عدم التهاون بترك الصيام والصلاة وتشجيعهم دون توبيخ على القيام بواجباتهم الدينية
• وجود إعلام اسلامي تربوي قريب من عقول وقلوب الناشئة وحياتهم اليومية
• بناء المساجد و المدارس الإسلامية والنوادي الشبابية لتكون محاضن تربوية وتعليمية
• تكوين مجالس تربوية ومنتديات اسرية تجمع بين الكبار والصغار يمارسون من خلالها حقوقهم و واجباتهم من خلال حوار هادئ يديرة إمام المسجد أو خبير تربوي
• تكوين دورات تربوية عملية للأولاد والبنات تكون الثقافة الجنسية جزءا منها وخاصة للشباب المقبلين على الزواج
• انشاء مكاتب للإرشاد التربوي للأسر المهاجرة
• إنشاء رابطة خبراء التربية ، تقوم بدراسات علمية و تربوية
• إنشاء مرصد إسلامي للمتابعة اليومية لما يقوم به الإعلام الغربي من تشويه الإسلام و التحريض على المهاجرين

ألجوانب النفسية في التربية

يعيش كثير من أبناء المسلمين تمزقا نفسيا وثقافيا ، بناء على ازدواجية الإنتماء والمواطنة و للقضاء الفعال والتدريجي على هذه الظاهرة الخطيرة ، يجب توعية المهاجرين بأن العيش في اوروبا ضرورة لا مفر منها ، في ضل الأحوال غير المستقرة ببلداننا الأصلية ، وأن شريعة الإسلام السمحة لا تعارض ذلك، بل إنها تشجع بقاء المسلمين في ديار الغرب ليكونوا رسل خير وهداية ومحبة وسلام ، وحملهم على الضوابط الشرعية التي تميز بين الحلال والحرام وبيان أن جل المحظورات كالخمر والزنا والقمار لا تلزمنا بها القوانين والأنظمة ، وحتى مسالة الحجاب التي برزت كإشكالية لمسلمي بعض الدول الأوروبية كانت نتيجة التشدد و محاولة إحلال مفهوم النقاب الساتر للوجه محل الحجاب التقليدي الساتر للشعر والصدر ولو كان هناك تواصل بين المسلمين والمؤسسات الحكومية لشرح وجهات النظر بطرق حضارية و وقائية لما وصلنا لمثل هذه الأزمات التي احدثت شرخا في علاقات المسلمين بغيرهم.

• الإهتمام بالرضيع وإعطاءة لبن الأم اكبر مدة ممكنة و عدم فطمه بسن مبكرة
• التأكيد على أهمية الحوار والنقاش الهادف داخل الأسرة والإبتعاد عن العنف والتأنيب والشتم و رفع الصوت عند الغضب من تصرفات الأولاد
• أهمية تشجيع الطفل على التعبير عن مشاعرة و أن يعتاد طلب المشورة من ذوية
• صداقة الأباء لأبنائهم والأمهات لبناتهن
• الإبتعاد عن اسلوب التدليل و الرضوخ لمتطلبات الأولاد الزائدة
• مساواة الأولاد والبنات بالتربية والحنان والمعاملة وعدم التشديد على البنات و ترك الحبل على الغارب للأولاد
• التواصل مع المرشدين والمحللين النفسيين والمدرسين عند التعامل مع الأبناء في سن المراهقة مع عدم إعتبار المراهقة مسألة مزعجة والصبر على المراهقين وعدم طردهم من البيوت بسبب تصرفاتهم المعيبة
• خطورة الإختلافات الأسرية المؤدية للطلاق على نفسية الأبناء وضرورة اللجوء الى اهل الإصلاح قبل رفع الشكاوى في المحاكم
• ألتاكيد على أن الزواج ميثاق غليظ وليس مجرد قضاء شهوة جنسية أو توفير خدمة منزلية مجانية
• الناشئ يعيش بين ثقافتين مختلفتين بالقيم والعادات والتقاليد والأساليب التربوية ، في الأولى هي ثقافة البيت و الثانية هي ثقافة المجتمع
• اولاد المهاجرين اكثر عرضة للفشل الدراسي والإنحراف الخلقي والسلوكي والتعرض للإضطرابات النفسية بسبب شعورهم بعقدة النقص و انهم ابناء اقلية غير مرغوب فيها من قبل المواطنين الأصليين

المنهج التربوي الأنسب لبناء جيل واثق من نفسة

1. البداية المبكرة في التربية واحتضان الطفل وارضاعة حليب الأم و عدم ارسالة للحضانات في سن مبكرة والحرص على احترام خصوصية الأبناء ليحترموا ذويهم ويقدروهم
2. وضوح الرؤية التربوية عند الأباء والأمهات ومشاركة كلاهما في العملية التربوية
3. استعانة الأسر المسلمة بمحاضن تربوية مثل المساجد و دور القرآن الكريم والنوادي الترفيهية التي يشرف عليها مسلمون
4. إتباع الوسائل التربوية الحديثة التي تؤدي الى تكوين شخصية قوية للطفل ، تقوم على الإيمان بالله واتباع سنة الحبيب و الثقة بالذات
5. نقل الناشئ من مرحلة التقليد الديني الى مرحلة الفهم والإستيعاب وتشرب المبادئ الدينية والإقتناع بها
6. الحرص على متابعة تصرفات الأبناء في البيت وخارجة و عدم التغاضي عن التصرفات المشبوهة مثل التأخر غير المبرر خارج البيت و عدم معرفة اصدقاء الأولاد والتحري عن نوعية الأصداق بالتواصل مع ذويهم
7. مراقبة تصرفات الأبناء عند دخولهم المواقع المختلفة على شبكة الإنترنت و تنبيههم من الوقوع المشبوهة و تحذيرهم من الوقوع بحبال مقتنصي الفرص للإيقاع بهم من خلال غرف ما يسمى بالشات
8. تدريب الأبناء على تحمل المسؤلية المبكرة
9. معالجة الإنحراف المبكر والسلوك الشائن بالتي هي احسن دون اللجوء للعنف والتوبيخ وطرد الإبن خارج البيت
10. الإبتعاد عن الترهيب الديني و فقه التحريم وكثرة السؤال عن كل صغيرة وكبيرة وثقافة العيب والتخويف الزائد من التواصل مع الجنس الآخر

المحاضن التربوية لأبناء المهاجرين

1. الأسرة الصالحة المبنية على التفاهم والحب والمودة و رعاية الأبناء
2. المؤسسات التربوية والتعليمية والمساجد ودور القرآن الكريم
3. مكتبت البيت والحرص على اقتناء الكتب المفيدة باللغات التي يتقنها الأبناء
4. تكوين صدقات اسرية والقيام بزيارات عائلية واحياء المناسبات الدينية
5. الإهتمام بالقراءة وتشجيع الأبناء على ذلك
6. قضاء وقت الفراغ مع الأبناء واللعب معهم و الخروج بنزهات مشتركة
7. التواصل مع البلدان الأصلية و صلة الأرحام والتعرف على جذورالمهاجرين الأصيلة
8. الحرص على الحفاظ على صحة الأولد و تقديم الغذاء الصحي لهم و حثهم على ممارسة الرياضة و التخفيف من الجلوس امام التلفاز
9. تبادل الزيارات مع مسؤلي المؤسسات والدوائر الرسمية
10. المشاركة الإيجابية في المناسبات الوطنية والمعارض والندوات والمؤتمرات
11. حث الشباب على إعداد انفسهم علميا و مهنيا ليكونوا قادة المستقبل و يكون لهم مشاركة فعلية في المؤسسات الحكومية

هذه المحاور التي ذكرناها في باب تربية الأبناء والحفاظ على هويتهم الدينية وشخصيتهم الإسلامية و ترسيخ القيم الربانية والأخلاق السوية والإبتعاد عن المهلكات والآفات المنتشرة في الواقع الأوروبي ، لا يمكن ان تنجح دون التواصل مع الأوطان الأصلية و محبتها و تشجيع الأبناء على زيارتها ، رغم حديثنا عن سياسة التوطين و اعتبار جيل الأبناء مواطنين من الدرجة الثانية و فرض ذلك على الواقع الأوروبي الذي يرى أبناء المهاجرين، مواطنين من الدرجة الثانية.

الدور التربوي التنظيمي للمراكز الإسلامية في أوروبا

لتسهيل إنجاز ما تضمنته هذه الدراسة ، ينبغي أن تنهض المراكز الإسلامية لأداء الدور المنوط بها أداء صحيحا ، دون تراخ أو كلل ، ودون تميز بين ابناء المسلمين ، فكلهم سواسية. هذه المسؤولية شاقة و للتخفيف من معانات المسؤولين ، يجب اشراك الأسر المسلمة بالتربية والتعليم و تشكيل تجمعات حماية و مراقبة لتصرفات الأبناء و تسيير دوريات مشتركة في عطلة نهاية الاسبوع والعطلة الصيفية والتواصل مع اجهزة الشرطة لحماية الصغار من الوقوع بحبال الشاذين و متعاطي المخدرات والشبكات الإجرامية.

ونحن نعلم أن المراكز الإسلامية في اوروبا وخاصة إتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا و مؤسساته الأعضاء يولون تربية النشئ المسلم أولوية مميزة وجعلوا ذلك في أول اهتماماتهم. إن السعي المتواصل لهذه المؤسسات لتفهم احتياجات الأجيال المسلمة الصاعدة والإسهام الفاعل في توفير محاضن تربوية لهم دون تميز بين ابناء النخبة و ابناء العوام وإيجادها قنوات للتواصل بين الشباب و عملها على تحطيم الجدران السميكة التي شيدت بين ابناء النخبة والعوام وإعطائهم جرعات تربوية محصنة من خلال المشاركة بالمخيمات الصيفية و مدارس نهاية الإسبوع و تصرف على تربيتهم الأموال الطائلة والتي تجمع في المساجد من عوام المسلمين في اوروبا وخارجها.

على المراكز الإسلامية والمؤسسات التعليمية اجب حث مسلمي أوروبا على المشاركة البناءة والفعالة في مسار العملية التربوية والتعليمية ، بما يخدم النشئ المسلم و يعود بالخير العميم على هذه المجتمعات التي احتضنتنا و على بلداننا الأصلية وعليها مسؤلية تنمية مهارات الشباب المسلم ، واستنبات الإبداع فيهم ،وإشاعة مناخ الحوار مع غير المسلمين و تجنب الغلو والعنف والتشدد في ممارسة الشعائر الدينية و تهيئة السبل للتواصل الأمثل مع غير المسلمين من خلال اقامة ندوات مشتركة و ملتقيات ثقافية ومسابقات ادبية.


محمود الدبعي


دراسة تربوية مبنية على تجارب وابحاث دعاة ومفكرين مسلمين مقيمون في الغرب