فاطمة عتباني
02/02/2009, 03:01 AM
لم تدر منال لماذا راودها ذلك الإحساس عندما كان زوجها يعرفها بسكرتيرته ابتسام ،أحست أن في نظرات الإثنين شيئاً يحاولا إخفاؤه ، تعجبت لماذا هذا الإرتباك، فمن الطبيعي أن يكون بين المدير وسكرتيرته شيئاً من الإلفة لطبيعة إرتباط العمل. لكن هذا الإرتباك جعلها تتساءل ماذا يمكن أن يكون بين زوجها وهذه السيدة التي تقف أمامها بدينه الجسد مترهلة الإبتسامة تجمع في ملابسها كل الألوان المتناقضة دون إتساق في هندامها. فهل يمكن أن يكون ما بينهما هو ما بين المرأة والرجل من علاقة؟ أبعدت الفكرة عن رأسها سريعاً ليس ثقة في زوجها بقدر ما هي ثقة في ذوقه الرفيع في إختيار أنثاه . فهو لا يقبل عيباً واحداً في المرأة سوى كان في الشكل أو السلوك أو نمط التفكير.. فكيف يمكنها أن تتوقع أن له علاقة خاصة مع هذه السيدة التي تتحدث وتضحك وتحرك العلكة بين فكيها في وقت واحد. إنتبهت وهي تشعر بابتسام تختطف يدها وتشد عليها مودعة بعد تبادل كلمات التعارف الجوفاء . وعدت ابتسام بالعودة للمساعدة في الوليمة التي ستتم على شرف قدومها من السفر ،دون أن تخفض صوتها أو تتوقف عن السير خارجة من فناء المنزل حتى ضاعت كلماتها في فضاء الشارع.أحست منال بالضيق بعض الشئ لفكرة الوليمة، ليس عدم رغبة منها في استقبال الضيوف بل لأنها تشعر أنها لم تتهيأ بعد أو تهيئ المنزل لإعداد وليمة. لكن الذي أزعجها أكثر أن تخبرها إبتسام بالأمر قبل أن يبلغها زوجها. طرحت هذه الفكرة عليه بعفوية فأجل الرد عليها وهو يغادر مسرعاً إلى الخارج معتذراً لها أن إبتسام تنتظر في السيارة. علت الدهشة وجهها وهي تري تعجله للحاق بها ،فكم من مرة كانت تنتظره في السيارة دون أن يشعر بمثل هذا الحرج. تحركت في تثاقل والسؤال يدور في ذهنها بلا إجابة . تشاغلت عنه بترتيب الملابس ،فتحت الخزانة وبدأت بتفريغ محتوياتها فوجدت أشياء متفرقة ، قارورة عطر فارغة وفرشاة للأسنان ومشط، ألقت بالمشط بعيداً لكنها تناولته مرة ثانية خُيل لها أنها وجدت فيه بعض خصلات نسائية . تضايقت من تفكيرها علي هذا النحو فأوقفت البحث عن مبررات ، أنهمكت في إعداد الملابس حتى فرغت تماماً. تدحرجت من أحد الأرفف قارورة عطر،قلبتها في يدها ثم وضعتها علي ظهر الدولاب وهرولت نحو طفلتها. التي بدأت تستيقظ .سرحت وهي تهدهد طفلتها. لماذا تلح الأفكار السوداء عليها فهي لم تعهد من زوجها خيانة أبداً هل يمكن لتلك الفترة التي قضاها وحيداً ـ بعد سفره إلى حيث يعمل دون اصطحابه لها دور في ما يحدث.ولكن ماالذي يحدث ،تتعجب لأن يبدي زوجها اهتماماً بسيدة مثل إبتسام، لا يبدو عليها إلا ما يجعله ينفر منها حسب ما تعرف عن طبعه.
أتي الصباح . قامت منال بتعديل وضع الأثاث في المنزل، سالته ممازحة عن الذي إهتم بتوزيع الأثاث في المنزل. إدار وجهه سريعاً وتلعثم في الإجابة عليها وهو يقول: إنه ناصر.. السائق.
حضر ناصر بعد ساعة ومعه عاملان يحملان خزانة صغيرة خاصة لملابس الطفلة . تركته ليضعه في المكان المناسب فاعترض لعدم خبرته تعجبت وهي تسأله. ألم يقم بترتيب المنزل. فأجابها بأنه نظام الست إبتسام . كاد أن يُغمى عليها . لم يلتقطها من انفعالها إلا صوت ارتطام جسم زجاجي بالأرض ،خرجت مستفسرة ، فتسللت إلى أنفها رائحة عطر نسائي من التراث السوداني لا تخطئه أنف أي سيدة سودانية متزوجة. تذكرت منال الأغراض التي وجدتها داخل الدولاب. تحركت الأفكار في ذهنها متلاحقة.. إذاً هذه القارورة لسيدة كانت تسكن المنزل وتستخدم الخزانة وخصلات الشعر التي كانت علي المشط كلها تدل علي أن هناك امرأة ما . ماذا تفعل هل تواجهه بخيانته.. سينفي بلا شك، سيجد ألف مبرر.. كيف العمل. لابد لها من دليل ،بدأت الأفكار تتتابع في ذهنها، استفاقت فجأة علي دخول إبتسام يسبقها صوتها المزعج كانت تحمل بعض الأطباق ، توجهت إلى المطبخ مباشرة دون أن تخطئ الطريق ، اعتصر الألم قلب منال ،خرجت إبتسام مودعة وهي تعد بالعودة للمساعدة في تجهيز العشاء. ثرثرت في كل شئ، الطقس، الأسعار والجارة التي وضعت هذا الصباح وكأنها تتخدث بأكثر من فم ، خرج محيى الدين مسرعاً خلف إبتسام ماراً قرب منال التي لم تنتبه إلا وهي تمسك بذراعه لتستوقفه، اندهش لذلك السلوك الغريب، ولذلك لتعبير الذي رآه مرتسماً علي ملامح وجهها فسألها عن ما بها والارتباك يعلو صوته ، سألته في جمود.. كيف عرفت إبتسام مكان المطبخ بهذه السرعة دون أن أدلها عليه، لاحظت إلى أي حد حاول أن يبدو طبيعياً لكن ملامح وجهة كانت تدل على ارتباك شديد،
خرجت إلى السوق, لتكمل أغراضها فاصطحبها الصبي ليحمل معها المشتروات ،حاول الصبي قطع الصمت ببعض الأسئلة التي كانت تجيب عليها باقتضاب حتى بلغا طرف الشارع المؤدي إلى منزلهم .بادرها الصبي: كنت أحضر دائما إلى هذا الشارع، أجلب الأغراض لزوجة الباشمهندس، خفق قلبها، هل يسكن بهذا الشارع مهندساً غير زوجها. حاولت استدراجه فأجابها بما تريد ،لم تدر كيف وصلت إلى المنزل وكيف دخلت ، جفت الدموع في عينيها، ظلت هكذا قرابة الساعة تحملق في الفضاء وهي تنظر في اللاشئ ، إلى أن استفاقت علي كفين صغيرتين تحتضنانها.قامت إلى المطبخ وأبدلت علب التوابل بأخرى جديدة .
في المساء كانت منال تقف داخل المطبخ بثبات شديد ، تركت إبتسام تقوم بكل العمل وجلست ترقبها خلسة وهي تتحرك بكل الحرية .
تعمدت منال أن تترك علبة الفلفل التي وجدتها بالبيت بعيداً عن رف التوابل.
أكتمل إعداد العشاء عدا طبق السلطة التي قامت إبتسام بتجهيزه .حضر محيى الدين يتعجل طبق السلطة ، مدت إبتسام يدها إلى علبة الفلفل القديمة لتضع منها علي السلطة . هبت منال وأمسكت بعلبة الفلفل صارخة فيها: ماذا تفعلين ؟ قالت إبتسام في بساطة: أريد وضع بعض الفلفل.. سألتها ببرود: ومن أدراك أن هذه هي علبة الفلفل
خيم الصمت بين السيدتين . فأنسحبت منال إلى غرفتها في هدوء تحتضن طفلتها إلى صدرها.
فوجئ محيى الدين الذي استيقظ متأخراً أن هناك تاكسياً يقف بالباب توضع عليه بعض الحقائب هرول إلى الغرفة فوجد منال تحمل طفلتها وتهم بالخروج .سألها محيى الدين بانزعاج: إلى أين تذهيبن ؟ . قالت في ثبات: إلى الخرطوم. صرخ فيها :لماذا..!! قالت وابتسامة ساخرة ترتسم علي شفتيها:
لأنه لا يمكن أن تكون بالمنزل علبتان للفلفل.
أتي الصباح . قامت منال بتعديل وضع الأثاث في المنزل، سالته ممازحة عن الذي إهتم بتوزيع الأثاث في المنزل. إدار وجهه سريعاً وتلعثم في الإجابة عليها وهو يقول: إنه ناصر.. السائق.
حضر ناصر بعد ساعة ومعه عاملان يحملان خزانة صغيرة خاصة لملابس الطفلة . تركته ليضعه في المكان المناسب فاعترض لعدم خبرته تعجبت وهي تسأله. ألم يقم بترتيب المنزل. فأجابها بأنه نظام الست إبتسام . كاد أن يُغمى عليها . لم يلتقطها من انفعالها إلا صوت ارتطام جسم زجاجي بالأرض ،خرجت مستفسرة ، فتسللت إلى أنفها رائحة عطر نسائي من التراث السوداني لا تخطئه أنف أي سيدة سودانية متزوجة. تذكرت منال الأغراض التي وجدتها داخل الدولاب. تحركت الأفكار في ذهنها متلاحقة.. إذاً هذه القارورة لسيدة كانت تسكن المنزل وتستخدم الخزانة وخصلات الشعر التي كانت علي المشط كلها تدل علي أن هناك امرأة ما . ماذا تفعل هل تواجهه بخيانته.. سينفي بلا شك، سيجد ألف مبرر.. كيف العمل. لابد لها من دليل ،بدأت الأفكار تتتابع في ذهنها، استفاقت فجأة علي دخول إبتسام يسبقها صوتها المزعج كانت تحمل بعض الأطباق ، توجهت إلى المطبخ مباشرة دون أن تخطئ الطريق ، اعتصر الألم قلب منال ،خرجت إبتسام مودعة وهي تعد بالعودة للمساعدة في تجهيز العشاء. ثرثرت في كل شئ، الطقس، الأسعار والجارة التي وضعت هذا الصباح وكأنها تتخدث بأكثر من فم ، خرج محيى الدين مسرعاً خلف إبتسام ماراً قرب منال التي لم تنتبه إلا وهي تمسك بذراعه لتستوقفه، اندهش لذلك السلوك الغريب، ولذلك لتعبير الذي رآه مرتسماً علي ملامح وجهها فسألها عن ما بها والارتباك يعلو صوته ، سألته في جمود.. كيف عرفت إبتسام مكان المطبخ بهذه السرعة دون أن أدلها عليه، لاحظت إلى أي حد حاول أن يبدو طبيعياً لكن ملامح وجهة كانت تدل على ارتباك شديد،
خرجت إلى السوق, لتكمل أغراضها فاصطحبها الصبي ليحمل معها المشتروات ،حاول الصبي قطع الصمت ببعض الأسئلة التي كانت تجيب عليها باقتضاب حتى بلغا طرف الشارع المؤدي إلى منزلهم .بادرها الصبي: كنت أحضر دائما إلى هذا الشارع، أجلب الأغراض لزوجة الباشمهندس، خفق قلبها، هل يسكن بهذا الشارع مهندساً غير زوجها. حاولت استدراجه فأجابها بما تريد ،لم تدر كيف وصلت إلى المنزل وكيف دخلت ، جفت الدموع في عينيها، ظلت هكذا قرابة الساعة تحملق في الفضاء وهي تنظر في اللاشئ ، إلى أن استفاقت علي كفين صغيرتين تحتضنانها.قامت إلى المطبخ وأبدلت علب التوابل بأخرى جديدة .
في المساء كانت منال تقف داخل المطبخ بثبات شديد ، تركت إبتسام تقوم بكل العمل وجلست ترقبها خلسة وهي تتحرك بكل الحرية .
تعمدت منال أن تترك علبة الفلفل التي وجدتها بالبيت بعيداً عن رف التوابل.
أكتمل إعداد العشاء عدا طبق السلطة التي قامت إبتسام بتجهيزه .حضر محيى الدين يتعجل طبق السلطة ، مدت إبتسام يدها إلى علبة الفلفل القديمة لتضع منها علي السلطة . هبت منال وأمسكت بعلبة الفلفل صارخة فيها: ماذا تفعلين ؟ قالت إبتسام في بساطة: أريد وضع بعض الفلفل.. سألتها ببرود: ومن أدراك أن هذه هي علبة الفلفل
خيم الصمت بين السيدتين . فأنسحبت منال إلى غرفتها في هدوء تحتضن طفلتها إلى صدرها.
فوجئ محيى الدين الذي استيقظ متأخراً أن هناك تاكسياً يقف بالباب توضع عليه بعض الحقائب هرول إلى الغرفة فوجد منال تحمل طفلتها وتهم بالخروج .سألها محيى الدين بانزعاج: إلى أين تذهيبن ؟ . قالت في ثبات: إلى الخرطوم. صرخ فيها :لماذا..!! قالت وابتسامة ساخرة ترتسم علي شفتيها:
لأنه لا يمكن أن تكون بالمنزل علبتان للفلفل.