المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حرب غزة امتداد للإرث الدموي الإسرائيلي



بسام الحومي
02/02/2009, 08:13 PM
حرب غزة امتداد للإرث الدموي الإسرائيلي

ترجمة: بسام الحومي

قالت صحيفة "كوستال بوست" الأمريكية إن غزة أصبحت معسكر اعتقال هائل يضم 1.5 مليون شخص معتقلين في مساحة 140 ميلاً مربعًا تطوقه من كل جانب أسوار عالية بسمك 25 قدم وحول تلك الأسوار أراض مجرفة واسعة. ورغم "الانسحاب" المزعوم عام 2005 من قطاع غزة إلا أن إسرائيل لا تزال تسيطر عليه من الجو والبحر، ومداخل ومخارج القطاع تشبه دهاليز السجون التي تسيطر عليها الكترونيا وتحت مراقبة مستمرة.
ولم تكتف "إسرائيل" بذلك بل قصفت القطاع واجتاحته بالدبابات وأطلقت النار على المدنيين. وإن الهراء "الإسرائيلي" حول "الدقة" في التصويب "وتجنب المدنيين" هو كذب صارخ.
وفي عام 2006 عاقبت "إسرائيل" سكان غزة على انتخابهم للطرف الذي لا ترغبه بفرض حصار غاشم ترعاه الولايات المتحدة، وبحلول ديسمبر 2008 ، قدم ريتشارد فولك، المقرر الخاص المعني في الأراضي المحتلة للأمم المتحدة، تقريرًا شاملاً عن غزة أظهر فيه أن 75 % من السكان يعانون من سوء التغذية، و 46% من الأطفال يعانون من الأنيميا، بالإضافة إلى التدمير الكامل للبنية التحتية.

ووصفت الصحيفة الحرب على غزة بأنها هي "المحرقة" التي وعد بها نائب وزير الدفاع الإسرائيلي "ماتان فيلناي" في الربيع الماضي عندما قال إن إسرائيل سوف تصنع محرقة في غزة إذا اسمرت حماس في إطلاق الصواريخ على المدن "الإسرائيلية". وهي كلمة خطيرة تدل على إبادة شعب بأكمله.

وأوضحت الصحيفة أن عملية "صب الرصاص" هي امتداد لتخطيط لا تزال إسرائيل تنفذه منذ ان استولت على الأراضي الفلسطينية في عام 1948 وطردت العرب من فلسطين، وعبر المجازر التي ارتكبها مناحيم بيجن واسحق شامير يوم 9 أبريل 1948 في دير ياسين، ثم المجازر التي ارتكبها أرئيل شارون في صبرا وشاتيلا ، ثم استئناف تلك المخططات الخبيثة في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وقالت إن الإرث الدموي الممتد منذ 60 عاما تجدد حاليًا في قطاع غزة بموجب خطة إيهود أولمرت وإيهود باراك وتسيبي ليفني لكسب تأييد الرأي العام الإسرائيلي قبل موعد الانتخابات .

وأكدت الصحيفة الأمريكية أن عملية صب الرصاص هي أحد أكبر جرائم الحرب في العصر الحديث، فقد تم التخطيط لها قبل 18 شهرًا قبل البدء في تنفيذها، وفقًا للصحفي "جوناثان كوك"، كما أن الطلوب من الحرب هو "توجيه نيران المدفعية والغارات الجوية على المدنيين في المناطق التي أطلقت الصواريخ"، على الرغم من كونه انتهاكًا للقانون الدولي.
ونقلت الصحيفة تصريحًا لإيهود باراك بأن مستشارين قانونيين كانوا يبحثون عن سبل لتفادي مثل هذا الحظر، ونأمل في أن يغض المجتمع الدولي الطرف عن هذه العملية.

وأضافت أن عملية صب الرصاص تستوفي ثلاثة - على الأقل - من النقاط المنصوص عليها في المادة 2 من الاتفاقية المتعلقة بالإبادة الجماعية: (أ) قتل أعضاء من أي جماعة، (ب) التسبب بأذى جسدي أو عقلي خطير بأعضاء الجماعة، (ج) التسبب عمدا في فرض ظروف معيشية على جماعة يراد بها تدميرها المادي كليًّا أو جزئيًّا.

ومع ذلك – تقول الصحيفة – صَمَتَ الرأي العام العالمي والمؤسسات الدولية إزاء هذه الجرائم، وحتى الرئيس باراك أوباما صمت هو أيضا، وأعضاء مجلسي الشيوخ والنواب الأمريكيون يطيعون كالببغاوات خطوط لجنة الشئون العامة الأمريكية الإسرائيلية، التي تتسامح مع المحتل، وتلقي باللوم على المضطهدين والمشردين.
________________________

وهذا هو رابط المقال باللغة الانجليزية:

http://www.coastalpost.com/09/02/02.html