المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حبنظل بظاظا الحلقة 2



محمد مزكتلي
03/02/2009, 11:19 AM
وحتى تتصوروا أيها السادة مجريات الحكاية,لابد من وصف المكان الذي شهد أحداث الحكاية.
القاعة الكبيرة في قصر السلطان المعظم...الذي هو أنا.
خنزيرا بديناً يجلس على كرسي العرش...والخنزير وليس الكرسي هو أيضا أنا.
يقف على رأس الخنزير ببغاء,وترقد تحت قدميه حرباء...والذان هما أنا.
بالقرب منهم يقف السياف حاملا سيفه...وتصوروا هذا أيضا هو أنا.
الخنزير حينما ولدتني أمي ورأتني أخرج من من بين فخذيها أشاحت بوجهها عني ولم تتجرأ أن تنظر بعينيها.
لم يصدق أحد أن كل الحسن والجمال الذي تمتلكه أمي,يمكن أن ينتج مخلوقاً بشعا مشوها مثلي.
رفضت أمي رفضاً قاطعاً أن ترضعني من ثدييها,وكانت كلما سمعت بكائي وصراخي تصم أذنيها.
فأوكلت أمر رضاعتي إلى جارية أرملة عظيمة الثديين,فكانت تستلقي على ظهرها ثم تضعني فوق بطنها وتتركني أمتص من نبعين نضحين.
ومع هذا كنت لا أشبع,أمص وأبلع كعلقة وأمص وأبلع ولا أشبع.
جففت ثدييها وشقّقت حلمتيها ورغم كل ذلك كنت لا أشبع.
الببغاء وحينما كبرت أيها السادة تزوجت من هذه الجارية لأرد لها حليبها.
لا تستغربوا فهي لم تكن في يوم من الايام أمي ولم أكن أنا رضيعها.
فحد الأحرام هو خمس رضعات مشبعات وأنا لم أشبع منها حتى صرت حليلها.
الخنزير وحارت أمي كيف تشبعني,لأنها كانت حريصة على وحيدها أن يعيش.
أرضعتني حليب الكلاب والخنازير والحمير,وأرضعتني حليب الذئاب والرجال والخفافيش.
وفعلا عشت وكبرت بعد ما أضنيت الجميع,فالسماء أرادتني أن أحيا لتجعلني راعي القطيع.
الحرباء كنت أتسلل خلسة إلى غرفة أمي وأنتظرها قابعا تحت السرير.
فعليه كانت تعقد المؤتمرات وتمرر المؤامرات ونخلع سراويل الحرير.
وكم كنت أتلذذ بسماع معزوفة الأهات وخصوصا ذلك المقطع الأخير.
وحينما يسود الصمت أعلم أن أمي قد عزلت قائدا أو خلعت أمير.
الخنزير وعندما أصبحت شابا أرادت أمي أن أكون فارس الفرسان.
فأجبرت أبي وأجبرتني على ركوبه,لنلعب معا لعبت الفارس والحصان.
وما أن أتقنت طريق ركوب أبي, حتى خلعت علي أمي لقب الفارس الذهبي.
وطلبت من السلطان المعظم أن يعينني في سلاح الفرسان,الذي سرعان ما أصدر أوامره وهو يغتسل في الحمام.
وملأت فم الحاقدين والمتربصين والمتفيهقين والمتفذلكين,بحفنة من طين.
صحيح أني لم أقدر على ركوب الحصان بالقفز إلى ظهره كما يفعل الفرسان.
بل كنت أتعلق بذيله ثم أتسلق على ظهره,وأربط خصري بالعنان.
وصحيح أني لم أستطع حمل السيف الذي يحمله الرجال.
بل حملت سكين صغير كانت تتدلى من رقبتي كالسلسال.
لكن كل هذا لا يهم,المهم هو أنني أصبحت سيد القوم.
الببغاء لقد كانت أمي تفتح أمامي كل الابواب الموصدة,وتمهد لي الطريق نحو الامجاد المرصدة.
صحيح أنها حرمتني حليبها ووهبته للسلطان,وكرهتني وكرهت أبي وأحب الجاه و السلطان.
ألا ان لولا أن فعلت ما كنت في هذا المكان,ولولا أن ضحت ما كنت سيد هذا الزمان.
ألا ترون معي أنه من الواجب أن أكافى أمي على ما فعلته من اجل وحيدها.
اليس من العيب ان اكون جاحدا عاقا بحق العجوز التي ما حرمتني شيئ الا حليبها.
يجب أن أضحي كما ضحت وأبذل كما بذلت كي تفخر أخيراً بعظيم صنيعها .
الحرباء أليس من البديهي بل من الازم أن تكون التضحية على مستوى القضية.
علي أن أتألم وأقاسي أضعاف ما عانته هذه العجوز الغيرية.
وأي ألم وأي مرار أألم وأمرمن فقدان الام,إنه أسوء من أجتثاث الاطراف بل حتى من تجرع السم.
إن الفداء يجب أن يكون على مستوى الفادي,وحبنظل بظاظا رجل ليس كباقي الدون أنه رجل غير عادي.
يا سياف أقطع رأس أمي,لكن ترفق بها فالدم الذي سيسيل هو دمي.
الببغاء أرأيتم..ارأيتم أيها السادة عظمة ماصنعت وأي قربان قدمته واي تضحية ضحيت.
واتحداكم..اتحداكم ان يسطيع احد منكم أن يفعل مثلما فعلت.
طبعا فهذا بديهي,أنا لست أنتم أنا حبنظل بظاظا.
وللحديث تتمة