المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : استطلاع رأي لحوار القاهرة



د. فايز صلاح أبو شمالة
06/02/2009, 07:40 AM
استطلاع رأي لحوار القاهرة
د. فايز أبو شمالة
عندما سئل سكان الضفة الغربية: من انتصر في الحرب الأخيرة على قطاع غزة، كان الجواب: الذي انتصر حركة حماس بنسبة 53،3% ، وعندما طرح السؤال ذاته على سكان قطاع غزة كان الجواب: الذي انتصر حركة حماس، ولكن بنسبة 35،2%. وهذا الفارق في التقييم صحيح جداً، لأن 70% من الذين استطلعت آرائهم في قطاع غزة من قبل مركز القدس للإعلام والاتصال كانوا من مناطق [الزيتون، وخزاعة، وحي التفاح، ورفح] أي مناطق المواجهة الأكثر تضرراً، وتوجعاً من الحرب المجرمة، وأعطوا الجواب وهم ينزفون، ويبيتون في العراء، وبعد أن فقدوا الأعزاء، أي أن جوابهم كان سيختلف بعد الاستقرار النسبي، والشعور العام بدفء الوطن، وأن شعبهم لن يتخلى عنهم، وأن الشعوب العربية لن تنسى، ولن تغفر، وأن حكومة حماس ـ بالتجربة ـ لن تتركهم وحدهم بلا مساعدة.
إن المدقق بمجمل نتائج استطلاع الرأي لمركز القدس للإعلام يكتشف نزاهة العاملين في المركز، وموضوعيتهم، ولاسيما أن شركة الشرق الأدنى للاستشارات التقت مع المركز في نسبة 9% من المستطلعين الذين قالوا أن إسرائيل هي المنتصرة. ولكن ما يميز مركز القدس للإعلام والاتصالات؛ أنه يقدم نتائج أخرى مهمة جداً لكل فلسطيني من تنظيم فتح، ومن أنصار منظمة التحرير، ولكل عربي، لأنها نتائج استطلاع غير مخادعة، ودقيقة في تعبيرها عن نبض الشارع الفلسطيني، ومقنعة إلى أبعد مدى، وعلى كل مهتم بالسياسية أن يتنبه لها، وعلى الدول العربية ولاسيما القاهرة التي ترعى الحوار أن تهتم بنتائج استطلاع الرأي لهذا المركز الحيادي، وبعض نتائجه التي جاءت كالتالي:
1- فيما لو جرت الانتخابات اليوم، فإن نسبة الذين سينتخبون حماس هي 28،6%، بينما نسبة الذين سينتخبون فتح 27،9%
2- نسبة الثقة بحركة حماس بشكل عام 27،7%، بينما الثقة بحركة فتح وصلت إلى 26%
3- نسبة الثقة بالأخ إسماعيل هنية، 21،1%، بينما نسبة الثقة بالسيد عباس 13،4%
4- نسبة الذين يرون بصواريخ المقاومة عبثية 20،8%، والذي يرونها نافعة 50،8%
5- نسبة من يفضل حكومة حماس لإعادة الأعمار 23،2%، بينما من يفضل السلطة الفلسطينية 13،7%
إنها المرة الأولى في استطلاعات رأي محايد يتدنى فيها التأييد لحركة فتح، وللسيد محمود عباس إلى هذا المستوى، وأخشى أن تقوم حركة فتح بإجراء استطلاعات رأي تعطي نتائج مغايرة لما سبق، دون التقييم الذاتي، والمراجعة الموضوعية، والمحاسبة الشاملة.