المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كتاب المحشي الباذنجاني لابي الفرج الاصفهاني!!



الدكتور محسن الصفار
06/02/2009, 10:22 AM
المحشي الباذنجان لأبي الفرج الإصفهاني!!
قصة ساخرة للدكتور محسن الصفار


عنوان غريب لقصة؟!!ربما تحسبون اني اهزا بروائع الادب العربي ولكن لو رأيتم ما حصل مع صديقنا ماجد لما إستغربتم هذا العنوان خليكم معي كي أحكي لكم عما حصل معه وجعلني أختار هذا العنوان الغريب للقصة مع إعتذاري طبعاً لأبي الفرج الأصفهاني صاحب كتاب الأغاني المعروف.
في غرفة معزولة من بيت أهله جلس ماجد يكتب على أوراق بيضاء ويسودها لساعات طوال وهو على هذه الحال منذ أشهر يكتب ويكتب ويمزق أحياناً في سباق مع الزمن كي ينهي كتابه والذي يتمحور حول الأدب العربي ودوره في إغناء الثقافة الأوروبية وكان لا يشعر بكلل أو ملل لإيمانه العميق بأن ما يقوم به هو عمل نبيل سيسهم في إيضاح دور الأدب العربي والقصة والرواية العربية والشعر في إغناء وإثراء الأدب الأوروبي في القرون الوسطى وحتى بدايات العصر الحديث.
وفي يوم سعيد إنتهى ماجد من كتابة الصفحة الأخيرة من كتابه وفرح فرحة كبيرة جداً لأن جهده العلمي والأدبي والبحث ومراجعة آلاف النصوص العربية والأوروبية إنتهى أخيراً بشكل كتاب سيكون مرجعاً لكل من يريد أن يبحث في إلتقاء الحضارات وتأثيرها المتقابل.
في الصباح الباكر أخذ مسودة كتابه وذهب الى الجامعة وطلب مقابلة عميد كلية الاداب وقدم له نسخة من كتابه ووعده العميد بقرائتها وإعطاء رأيه بعد أسبوع.
عاد ماجد بعد أسبوع قضاه متلهفاً وقلقاً بإنتظار رأي العميد دخل عليه وصبح وقال:
- تحياتي أستاذ أتمنى أن يكون الكتاب أعجبك؟
- أعجبني وبس؟ كتابك هذا تحفة كتابك فخر للبلد كلها كتابك هذا يستحق جائزة نوبل للآداب.
- شكراً شكراً أستاذ أخجلتم تواضعنا هذا بعض ما عندكم.
- لا لا لا الحق يقال أنت رجل عبقري وكتابك يدل على ذلك.
- هذه شهادة أعتز وأفتخر به يا أستاذي!
- وأريد منك نسخة من الكتاب مع إهدائك عند صدوره.
صدم ماجد لهذه العبارة وقال:
- هل أفهم من هذا أن الجامعة لن تتبنى طباعة الكتاب ونشره في مطبعتها؟
- والله يا ابني آسف ولكن مطبعة الجامعة مخصصة لطباعة الكتب المنهجية وليس لديها طاقة إستيعابية لكتب أخرى.
- وهل مذكرات السيد الوزير كتاب منهجي كي تقوم المطبعة بطاعته ونشره؟
- لا لا لا بديت تدخل بالسياسة الله يرضى عليك بدون مشاكل أو إحراج
- يا أستاذ أنا لا أتكلم في السياسة ولكني أعتبر كتابي مهماً جداً ويصلح مرجعاً لكل طلاب كلية الآداب وعيب أن لا تتبناه الجامعة وتنشر كتباً مثل مذكرات الوزير التي لا تغني من جوعٍ ولا تدفئ من برد!!!
على اثر هذه الكلمات تغيرت معالم وجه العميد وقطب جبينه وتغيرت نبرة صوته وقال بحدة:
- أصلاً كتابك يا سيد ماجد ليس له قيمة علمية وهو عبارة عن نسخ من كتب ومقالات أخرى ولا يستحق حتى إضاعة الوقت في قراءته!!!
- ولكنك قلت أنه ذو قيمة كبيرة ويستحق جائزة نوبل؟
- مجاملات اخي مجاملات ماحبيت اكسر بخاطرك !!و تفضل لأني مشغول جداً بأمور مهمة.
خرج ماجد مطروداً من مكتب العميد ومصاب بخيبة الأمل من رد فعل العميد تجاه طلبه طبع الكتاب برعاية الجامعة وقرر أن يتوكل على الله ويراجع أحد دور النشر الخاصة كي تقوم بنشر الكتاب.
دخل الى مكتب دار النشر وطلب مقابلة المدير دخل على المدير وسلّم عليه وقال:
- انا الباحث ماجد أبو المجد ألفت كتاب وأريد منكم أن تقوموا بنشره.
- أهلاً وسهلاً شرفت يا أستاذ ماجد ما هو موضوع كتابك؟
- التطعيم العربي في الأدب الأوروبي.
- عليك نور أحسن كتب تباع هذه الأيام هي كتب الطبخ والطعام ومادام كتابك عن الطعام فإحنا مستعدين للنشر
- ولكن!!
- تصور أن آخر كتاب طبخ طبعناه كان عن الأكل الصيني طيب والله الأكلات اللي فيه لو تحطها قدام قطة مش راح تاكلها ومع ذلك نفذت الطبعة الأولى خلال أسبوع!!
- يا أستاذ خليني أوضح...
- والأحلى من هذا كتب الاعشاب والعلاج فيها بتمشي في السوق مثل النار طيب بشرفك!!! أنا اجاني واحد من أطباء!! الأعشاب ما بيعرف يقرأ ويكتب ومعطي إبنه اللي في الإبتدائية كاتب له الكتاب مع ذلك إحنا الآن في الطبعة الرابعة من الكتاب.
- يا أخي خليني أقول شي إنت فاهم غلط
لم يلتفت الرجل الى ماجد وإستمر يقول:
- أما أحلى شي فهي كتاب التنحيف والرياضة جاب لي واحد كتاب عن تمارين للنحافة ما يقدر يعملها ولا واحد بهلوان في السيرك فما بالك بشخص بدين ومع ذلك خلص من السوق بأسبوع.
وانت ما شاء الله كتابك عن الطبخ الأوروبي يعني نجاحه مضمون مبروك نفاذ الطبعة الاولى مقدماً!!!
- يا سيدي كتابي عن التطعيم أي التداخل الأدبي بين اللغة العربية والثقافة الأوروبية وليس الطعام والطبخ!!!
- يعني ما في وصفات للطبخ؟
- أعوذ بالله على هذا النهار يا رجل أقول لك كتاب ادبي ثقافي علمي تاريخي وأنت تقول لي طبخ.
نظر الرجل وعلامات خيبة الأمل بادية على وجهه.
- آسف.
- على ماذا؟
- لا نستطيع طبع ونشر كتابك
- والسبب؟
- لن يشتريه أحد وسنخسر كل نقودنا
- وحّد الله يا رجل هل تعني أن الكتب الثقافية لم تعد تباع في طول العالم العربي وعرضه؟
- نعم هذا هو الواقع وإذا بيعت فبكميات قليلة لا تساوي حتى ثمن الورق.
- أنا مستعد لتقبل أجور الطباعة فهل ستوزعونه؟
- آسف.
- على ماذا هذه المرة؟
- أصحاب المكتبات والمحلات واكشاك الجرائد يرفضون بيع مثل هذه الكتب لأنها تشغل رفوفهم دون ان تباع وهم يطلبون فقط كتب طبخ أو أعشاب أو رياضة.
- هل اصبحت الثقافة والأدب العربي بيد بائعي الجرائد؟ ألهذا الإنحدار وصلنا؟
- والله هذا هو الحال جيب لي كتاب طبخ وأنا أشتريه منك وإدفع ثمنه سلفاً عدا ونقداً!!! اما كتابك هذا فليس لي به مصلحة حتى لو أعطيته لي مجاناً!!!
- حسناً على هذا سيكون كتابي القادم بعنوان ( المحشي الباذنجاني لأبي الفرج الإصفهاني )!!!
- يا عيني عليك يا حبيبي وهاي راسك أبوسها وإذا تحب أعطيك عربون.
خرج امجد من دار النشر ورأى بائع فول فناوله مخطوطة كتابه وقال خذ يا عم إعمل هذه الأوراق قراطيس للفول فيبدو أن كتابي لا ينفع إلا لهذا!!
أجابه بائع الفول
- آسف لا أستطيع فوزارة الصحة تمنع على ذلك.
- معك حق حتى لهذا لا ينفع كتابي.
- رمى ماجد الكتاب في سطل الزبالة على الرصيف ومضى في طريقه الى بيت جدته كي تعلمه وصفات طعام يعمل منها كتاباً عن الطبخ!!!
ولا عزاء للثقافة العربية.

محمد اسلام بدر الدين
06/02/2009, 11:38 AM
اللوم كله يقع على الحكومات المتفرنجة التى تريد إبعاد شعوبها عن أصولها وتاريخها
تعمدت أكثر من مرة أن أتكلم مع أشخاص لا أعرفهم.. فى المواصلات والأسواق مثلاً.. عن الخلافة الإسلامية .. أوتدرى يا أستاذي العزيز... لا يعلم أكثرهم عنها شئ إلا النذر اليسير فى بعض الأحوال... آه تقصد الخلفاء الراشدين يعنى؟؟؟؟
سيدى الفاضل والله وأنا أقرأ قصتك تلك كان قلبي يعتصر ألماً على واقعنا المخزى

أحمد محمد عبده
07/02/2009, 08:59 PM
السلام عليكم
د. محسن لقد خدعتني عندما قلت إنها ساخرة وظننت أنني سأضحك!

الدكتور محسن الصفار
30/03/2009, 03:07 PM
اللوم كله يقع على الحكومات المتفرنجة التى تريد إبعاد شعوبها عن أصولها وتاريخها
تعمدت أكثر من مرة أن أتكلم مع أشخاص لا أعرفهم.. فى المواصلات والأسواق مثلاً.. عن الخلافة الإسلامية .. أوتدرى يا أستاذي العزيز... لا يعلم أكثرهم عنها شئ إلا النذر اليسير فى بعض الأحوال... آه تقصد الخلفاء الراشدين يعنى؟؟؟؟
سيدى الفاضل والله وأنا أقرأ قصتك تلك كان قلبي يعتصر ألماً على واقعنا المخزى

الاستاذ العزيز محمد اسلام بدر الدين
شكرا لمرورك الكريم
تحياتي :fl:

عماد الدين علي
30/03/2009, 07:53 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الدكتور محسن الصفار .. قصتك رائعة بالفعل .. سلمت يداك

الدكتور محسن الصفار
30/03/2009, 08:08 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الدكتور محسن الصفار .. قصتك رائعة بالفعل .. سلمت يداك

الاخ عماد الدين علي
الله يسلمك
تحياتي

اميرة الحريري
08/08/2009, 12:19 AM
انها ليست ساخرة اناه مأساة اجتماعية
المضحة المبكية في ان معا, ولكن المأساة تبقى مأساة والمجتمع العربي يبقى على ما هو عليه.
ولكنه سيتغير بالتأكيد. وانا واثقة من ذلك.

د.محمد فتحي الحريري
08/08/2009, 12:40 AM
اخي الدكتور الصفار
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
حقا لا عزاء في ثقافتنا العربية
ولكن لم لا نجيز لانفسنا ان نشن حربا على اولئك الطفيليين النوكـــــــــــى ؟
ما الحل لتحجيمهم وكبتهم ؟
تعالوا نخطط !!!!!!!

محمد خلف الرشدان
08/08/2009, 02:15 AM
د. محسن انها قصة رائعة فعلاً ، ولكنها تجرح القلب على هذا الواقع العربي المهترئ ، فمتى نصبح أمة إقرأ لك تحياتي

سهام محمد نعمان
01/09/2009, 02:27 AM
نحن حزانا نعم ، ولكن ، حزننا لن يفيد .
المهم أن نبدأ. با أساتذة المدارس ، هبا فدوركم كبير لأطفال كالعجين بين أيدبكم.
العام الدراسي بدأ ، فلنضع الأهداف والخطط ، والجوائز. هي من جيوبنا نعم . ولكن لننظر إلى الأمام . وأمة إقرأ يجب ألا تنام.
نحن نرى العناوين الكبار واللافتات تملأ كل مكان ، تم إزالة مكتبة فلان ووضع بدلا منها مطعم أو مقهى للشيشة. يا سلام.
لماذا؟ فصاحب المكتبة أصبح لا يستطيع أن يفي يحاجيات عياله ، إنه مضطر وهاهو البيع السريع.
أين التكاتف ؟ أين التعاضد ؟
لنعلم أنا محاسبون ، والجهل أعمى القلوب قبل العيون .
لننتبه لأبنائنا وفلذات أكبادنا . لتكن هديتنا لهم كتاب ، بدلا من لعبة سخيفة لاتنمي الألباب.
لنحذر إلى أين نحن ذاهبون.

شاكر المدهون
01/09/2009, 03:18 AM
ان كنا ندري ززززززز ولم نعمل فتلك مصيبةز
وان كنا ندري وصمتنا ززز فدلك عجز الأموات
وقانا الله وأياكم شر الغفلة