المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : زراعة الموت



عز الدين بن محمد الغزاوي
06/02/2009, 11:59 PM
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين .
* سلسلة أحاديث الصباح و المساء : "أخطار الألغام في العالم".
+ إن محرقة غزة أظهرت في الأفق معضلة يعاني منها الإنسان في كل بقاع العالم خاصة البلدان التي عانت من ويلات الحرب،فبعدما انتهت الحرب مخلفة ضحايا و شهداء،تركت موتا مزروعا في أعماق الأرض، وعوض أن نستخرج معادن و خيرات بمختلف الأنواع فإن الإنسان يجني ألغاما إن لم تأتي عليه تركت عليه آثارا لا تزول ألا وهي الإعاقة.
+ إن مشاهدة ضحيا زراعة الموت، الذين تعرضوا لآثار الألغام المزروعة لتجعلنا نتساءل و بأعلى صوت ما ذنب هِؤلاء الضحايا كي تذهب أرواحهم هباء منثورا لا لشيء إلا لكونهم تواجدوا في مواقع زرع فيها الجيش ألغاما متعددة القياس و القوة؟ و ما هو رد الفعل الذي على أقطار العالم ،و تطبيقا للمعاهدات و المواثيق الدولية التي تحمي الإنسان،أن يتخدوه لحماية الأهالي من هذا الخطر المحدق؟و هل هناك برنامج واضح لتعويض هؤلاء الضحايا، باستثناء مساعي الجمعيات التي تجندت لهذا العمل؟
+ كثيرة هي الأسئلة التي يمكننا طرحها و نحن نستعرض زراعة الموت، و قد شد انتباهي حالة طفلة يافعة من غزة كانت تتكلم عن معاناتها و هي الكسيحة التي فقدت رجليها، إنها أصبحت مقعدة على كرسي متحرك، و بالتالي فقدت الحركة ،ترى من سيساعدها في الإستمرار في الحياة و يمكنها من تحقيق و لو جزءيا بعض أحلامها؟.
+ إن المقاربة الواقعية التي تجعلنا نضع زراعة الموت و صناعتها في نفس الخانة، لتدفعنا للبحث مليا عن مواقف الخلل التي تجعل الإنسان يختار توجهات تعود عليه بالشر بطريقة مباشرة أو غير مباشرة بل و قد يكون من النتائج السلبية لها، هي الإساءة للإنسان وبالتالي فإن التوجهين معا أي زراعة أو صناعة الموت، هما من الإنحرافات التي باتت تقلق العالم المتحرر و الديموقراطي و لا يجد لها الحلول الناجعة و ذلك لسبب وحيد و هو أن الأمر يتعلق بالعنصر البشري الذي منه الخير إن أحسن استعمال المؤهلات و الإمكانيات التي حباه الله إياها، و فيه الشر إن أصبح متسلطا أنانيا يسعى لتلبية رغباته و نزواته على حساب الآخرين،لكنه ينسى أو يتناسى القولة :"إنقلب السحر على الساحر" وإنها لمجموعة من الكوارث التي تصيب بني البشر مما جنت أيديهم ، فاللهم اجعلنا من البشر الذين يسعون للخير و في الخير آميــــــــــــــــــــــن.