المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ملحمة غزة ( الجزء الأول )



عبد الله جدي
07/02/2009, 02:00 AM
ملحمة غزة

ـ أكثر من مائة بيت في :
تخاذل العرب / غدر بني صهيون/ دعم المقاومة



الجزء الأول




-1-

يقالُ عن عربٍ ماتت عروبتهُمْ

فما بكوها ولا أيامها ذَكَرُوا
تَشَتَّتُوا وسنين القحط قد فعلت

بهم أفاعيل منها العينُ تَنْهَمِرُ
كانوا على الخيل ِأَسطولا توحده

الله أكبر لكن بعدها حُقِرُوا
وساومتهم رعاع الأرض جنتهم

فغادروها وطال التيه والسفر
غاب اتحادهم ، إن جاء جمعهم

كأنما غيره التنديد ما عثروا
بيانهم سابق كالأمس نسخته

وبالإعادة في تحريره اختصروا
على الإدانة باستنكارهم شجبوا

وحملوا غيرهم ما صار واقتصروا
من كان يدري بأن السلم مهزلة

مَنْ يَدَّعُوهُ ببابِ الغَربِ قد صَغِرُوا
وبعدها انشطرت في الرأي ثلتهم

وهذه فلذة الأكباد تنشطر
يا للغرابة من يرجو سلامته

لنزوة فارتمى في حضن من كفروا

-2-

في جَمْعِهِمْ عَرَبٌ في الأَصلِ لا عرب

فَنَخوَةُ العُرب ِ وَالإِسلاَم ِتُحْتَضََرُ
تَقَاسَمُوهَا وَكُلٌ فِي إِمَارَتِهِ

مَنْ شَاءَ يَنحَرُ أَو من شَاء يَنتَحِرُ
وَقَرَّرَ الجَمعُ أَنَّ الحُكمَ عِنْدَهُمُ

كُلٌ عَلَى عَرشِهِ مَا طَالَتِ العُمُرُ
مِنَ المحيط ِإِلى أَرضِ الخَلِيجِ أَرَى

بِأَنَنَا جُُذْوَة ٌ تَخْبُو وَتَندَثِرُ

-3-

يَا حَاكِمِينَ عَلاَمَ الصَّمتُ أَسأَلُكُمْ

هَلْ تُبْصِرُونَ وَذِي العُمْيَانُ قد بَصَرُوا ؟
هل تَكْسِرُونَ جِدَار الصَّمْتِ في زمنٍ

فيه الخَنَازِرُ ما شاءوا فقد كَسَرُوا ؟
هل تسمعون إلى أرض تُزَلْزِلُهَا

اللهُ أكبرُ هذا القََبْرُ وَالبَشَرُ ؟
هل تعرفون بِأَنَّ اللهَ يُغْضِبُهُ

فَسَادُ قَوم ٍعَلىَ أَجسَادِنَا عَبَرُوا ؟
هل تَخْجَلُونَ وهذا الموتُ يَبْعَثُهُ

سلاحُهمْ في دَمِ الأطفالِ يُخْتَبَرُ ؟
بل نحن في غابة ٍوالذئبُ يَحْرِسُهَا

والفَأْرُ ما شاء فَلْتُصْنَعْ لَهُ حُفَرُ
وَالعُرْبُ ممن بلا جَدوى تَوَاجُدُهُمْ

كالحاضرينَ وَلاَ مَعْنَى إِذَا حَضَرُوا

-4-

أَعلَنتُهَا صَرخَةً ً.. يَا أُمُّ فانتفضي

فالأرضُ مالت وتلكَ القومُ تَنتَظِرُ
وأنت قادمة ٌ .. للشرِّ هَازمَة ٌ

وَيَجْرِفُ السَيلُ مَن في عَزْمِهُِم خُوَّرُ
مُهَرولونَ إِلَى التَّطبِيع ِقَد رَكَنُوا

لا َحِسُّّ لا َخَبَرٌ لا َمَسَّهُمْ خَطَرُ
وَالحَاكِمُ اليَوم يَبْلَىَ مِثلَمَا بَلِيَت ْ

تِلكَ الصَحَائِفُ عَنهُ القَََوْمُ قَد حَجَرُوا
بَاعَ الضَمِيرَ لأجلِ العرشِ ..عِيشَتُهُ

مُشَتَّتَ الرَأْيِّ بل في عَقلِهِ سَفَرُ
في كل شبرٍ دِمَاءُ العُرْبِ سَاقِيَة ٌ

تبكي الطبيعةُُُ يبكي المَيْتُ والحَجَرُ

-5-

وينطق الصخر والأزلام قد يئست

و قد تعاظمت النيران تَسْتَعِرُ
فكيف يا هرما يمضي تقادمه

يصدقوك وكل الرسل قد نكروا
وكيف تأمرهم من بعد أن عبثت

بأرضك الرجس والأوغاد من دعروا
كفى وربك من بالحلم تقنعنا

ومن معابرك الجرذان ما عبروا
وكيف يا رجلا ، منه تخاذلنا

تلقى الإله مع قوم لهمْ سَقَرُ
تستفحل اليوم أمراض تلازمنا

منها التخاذل والأوهام تنتشر
نخشى المنية ، والدنيا محبتنا

ونحتمي بحماة كلها خور
الصخر ينطق والحكام تقمعنا

ويح الذي قال أو زاغت به البصر