د. محمد اسحق الريفي
12/02/2009, 12:32 AM
حول الخيانة الرسمية العربية
أ.د. محمد اسحق الريفي
الخيانة بمفهومها الواسع هي التعاون مع العدو في أي مجال، ومساعدته على إنجاز مهامه وتنفيذ مخططاته وتحقيق أهدافه، والتغاضي عن عدوانه ضد أمتنا. وقد ازدادت الخيانة الرسمية العربية وضوحاً خلال هذه المرحلة الحاسمة التي يمر بها الشعب الفلسطيني، وتجسدت في التكاتف مع الغرب والصهاينة من أجل حماية كيان الاحتلال الصهيوني.
وفي هذه المقالة لسنا بصدد الحديث عن تاريخ الخيانة الرسمية العربية، التي من الواضح أنها بدأت قبل وعد بلفور بمنح اليهود وطناً قومياً في فلسطين، حيث كانت البداية في اتفاقية فيصل-وايزمن التي تعهد العرب فيها بالسماح لليهود بالهجرة إلى فلسطين وإقامة دولة يهودية لهم في فلسطين، وذلك في مقابل موافقة الانتداب البريطاني على إقامة دولة عربية، ويمكن الرجوع إلى تفاصيل هذه الاتفاقية من موقع موسوعة ويكيبيديا الإلكتروني.
وعند الحديث عن الخيانة الرسمية العربية، ستجد من يتهمك بالتخوين، ويقول لك لا تخوِّن الناس!! وكأن الدنيا خلت من الخائنين، أو أن الخيانة أصبحت وجهة نظر لا بأس فيها، أو أن من حق الأنظمة الرسمية العربية اتخاذ ما تشاء من مواقف سياسية تضمن مصالحها الشخصية على حساب مصالح الأمة ووجودها. وأقول لهؤلاء الناس إن وصف من يمارس الخيانة بالخائن أمر لا بأس فيه، بل هو أمر لا بد منه. فالخائن لا يمكن أن نتعامل معه على أنه وطني شريف نظيف، بل يجب أن نصف الخائن بالخيانة.
والمسألة ليست مجرد إصدار أحكام على الناس، بل هي مسألة تحديد مواقف من كل من يضر بمصالح الأمة ويخدم الأعداء، وتحديداً من يتآمر على الشعب الفلسطيني وأمتنا. وهناك معايير لإطلاق الأحكام على النظام الرسمي العربي، هذه المعايير يمكن تحديدها بدقة بالنظر إلى التعاطي مع القضية الفلسطينية، سيما في هذا الوقت الحرج الذي يتعرض فيه شعبنا الفلسطيني إلى أبشع أنواع العدوان وإلى محاولة إنهاء وجوده.
فالنظام الذي لا يتخذ مواقف معادية للاحتلال في أعقاب حربه الظالمة على غزة هو نظام خائن، والنظام الذي يساهم في حصار غزة ويرهن رفعه بخضوع شعبنا للشروط الصهيونية هو نظام خائن، والنظام الذي بارك بسكوته الحرب على غزة هو نظام خائن، والنظام الذي لا يطالب المجتمع الدولي بمعاقبة قادة الاحتلال المجرمين ويقيم معه علاقات طبيعية هو نظام خائن، والنظام الذي يرهن إعمار غزة بموافقة الاحتلال هو نظام خائن، والنظام الذي يدعم الفئة المتساوقة مع الأمريكان والمتعاونة أمنياً مع الأجهزة الأمنية للاحتلال هو نظام خائن، والنظام الذي يبرر مواقفه المعادية للمقاومة الفلسطينية بما يسمى الانقسام الفلسطيني هو نظام خائن...
إنني أكتب هذه الكلمات من واقع المعاناة القاسية التي نعيشها في غزة والضفة المحتلة، وهي معاناة لا تكفي كل الكلمات وصور الخراب والدمار التي أحدثها الاحتلال في غزة لوصف بشاعتها وقسوتها.
ولا تقتصر خيانة العرب المعتدلين على التآمر على شعبنا، ومباركة الحرب الصهيونية على غزة، والإبقاء على الحصار المفروض على غزة، فهؤلاء الحكام يصمتون أيضاً على ما يقوم به الاحتلال من حفريات لتقويض المسجد الأقصى، ويغضون الطرف عن عمليات التهويد والاستيطان وتهجير الفلسطينيين من القدس المحتلة...
إن المواقف المخزية لبعض الحكام العرب ليس سببها ضعف هذه الأنظمة، بل سببها أن وظيفتها حماية كيان العدو الصهيوني، وقمع الشعوب العربية وإبقائها على الحياد، وذبح كل يقف مع الشعب الفلسطيني وقفة حقيقية فاعلة. لذلك فهؤلاء الحكام والرؤساء والملوك والأمراء المتواطئين ضد شعبنا هم أعداء لأمتنا، وعلينا أن نتعامل معهم وفق ذلك!
13/2/2009
أ.د. محمد اسحق الريفي
الخيانة بمفهومها الواسع هي التعاون مع العدو في أي مجال، ومساعدته على إنجاز مهامه وتنفيذ مخططاته وتحقيق أهدافه، والتغاضي عن عدوانه ضد أمتنا. وقد ازدادت الخيانة الرسمية العربية وضوحاً خلال هذه المرحلة الحاسمة التي يمر بها الشعب الفلسطيني، وتجسدت في التكاتف مع الغرب والصهاينة من أجل حماية كيان الاحتلال الصهيوني.
وفي هذه المقالة لسنا بصدد الحديث عن تاريخ الخيانة الرسمية العربية، التي من الواضح أنها بدأت قبل وعد بلفور بمنح اليهود وطناً قومياً في فلسطين، حيث كانت البداية في اتفاقية فيصل-وايزمن التي تعهد العرب فيها بالسماح لليهود بالهجرة إلى فلسطين وإقامة دولة يهودية لهم في فلسطين، وذلك في مقابل موافقة الانتداب البريطاني على إقامة دولة عربية، ويمكن الرجوع إلى تفاصيل هذه الاتفاقية من موقع موسوعة ويكيبيديا الإلكتروني.
وعند الحديث عن الخيانة الرسمية العربية، ستجد من يتهمك بالتخوين، ويقول لك لا تخوِّن الناس!! وكأن الدنيا خلت من الخائنين، أو أن الخيانة أصبحت وجهة نظر لا بأس فيها، أو أن من حق الأنظمة الرسمية العربية اتخاذ ما تشاء من مواقف سياسية تضمن مصالحها الشخصية على حساب مصالح الأمة ووجودها. وأقول لهؤلاء الناس إن وصف من يمارس الخيانة بالخائن أمر لا بأس فيه، بل هو أمر لا بد منه. فالخائن لا يمكن أن نتعامل معه على أنه وطني شريف نظيف، بل يجب أن نصف الخائن بالخيانة.
والمسألة ليست مجرد إصدار أحكام على الناس، بل هي مسألة تحديد مواقف من كل من يضر بمصالح الأمة ويخدم الأعداء، وتحديداً من يتآمر على الشعب الفلسطيني وأمتنا. وهناك معايير لإطلاق الأحكام على النظام الرسمي العربي، هذه المعايير يمكن تحديدها بدقة بالنظر إلى التعاطي مع القضية الفلسطينية، سيما في هذا الوقت الحرج الذي يتعرض فيه شعبنا الفلسطيني إلى أبشع أنواع العدوان وإلى محاولة إنهاء وجوده.
فالنظام الذي لا يتخذ مواقف معادية للاحتلال في أعقاب حربه الظالمة على غزة هو نظام خائن، والنظام الذي يساهم في حصار غزة ويرهن رفعه بخضوع شعبنا للشروط الصهيونية هو نظام خائن، والنظام الذي بارك بسكوته الحرب على غزة هو نظام خائن، والنظام الذي لا يطالب المجتمع الدولي بمعاقبة قادة الاحتلال المجرمين ويقيم معه علاقات طبيعية هو نظام خائن، والنظام الذي يرهن إعمار غزة بموافقة الاحتلال هو نظام خائن، والنظام الذي يدعم الفئة المتساوقة مع الأمريكان والمتعاونة أمنياً مع الأجهزة الأمنية للاحتلال هو نظام خائن، والنظام الذي يبرر مواقفه المعادية للمقاومة الفلسطينية بما يسمى الانقسام الفلسطيني هو نظام خائن...
إنني أكتب هذه الكلمات من واقع المعاناة القاسية التي نعيشها في غزة والضفة المحتلة، وهي معاناة لا تكفي كل الكلمات وصور الخراب والدمار التي أحدثها الاحتلال في غزة لوصف بشاعتها وقسوتها.
ولا تقتصر خيانة العرب المعتدلين على التآمر على شعبنا، ومباركة الحرب الصهيونية على غزة، والإبقاء على الحصار المفروض على غزة، فهؤلاء الحكام يصمتون أيضاً على ما يقوم به الاحتلال من حفريات لتقويض المسجد الأقصى، ويغضون الطرف عن عمليات التهويد والاستيطان وتهجير الفلسطينيين من القدس المحتلة...
إن المواقف المخزية لبعض الحكام العرب ليس سببها ضعف هذه الأنظمة، بل سببها أن وظيفتها حماية كيان العدو الصهيوني، وقمع الشعوب العربية وإبقائها على الحياد، وذبح كل يقف مع الشعب الفلسطيني وقفة حقيقية فاعلة. لذلك فهؤلاء الحكام والرؤساء والملوك والأمراء المتواطئين ضد شعبنا هم أعداء لأمتنا، وعلينا أن نتعامل معهم وفق ذلك!
13/2/2009