المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يهود الدونمة



أشرف صالح المؤرخ الصغير
12/02/2009, 01:43 PM
يهود الدونمة
إعداد الندوة العالمية للشباب الإسلامي


التعريف:
هم جماعة من اليهود أظهروا الإسلام وأبطنوا اليهودية للكيد للمسلمين، سكنوا منطقة الغرب من آسيا الصغرى وأسهموا في تقويض الدولة العثمانية وإلغاء الخلافة عن طريق انقلاب جماعة الاتحاد والترقي.. ولا يزالون إلى الآن يكيدوا للإسلام، لهم براعة في مجالات الاقتصاد والثقافة والإعلام؛ لأنها هي وسائل السيطرة على المجتمعات.


التأسيس وأبرز الشخصيات:
• أسسها سباتاي زيفي 1626م 1675م: وهو يهودي أسباني الأصل، تركي المولد والنشأة، وكان ذلك سنة 1648م حين أعلن أنه مسيح بني إسرائيل ومخلصهم الموعود واسمه الحقيقي موردخاي زيفي وعرف بين الأتراك باسم قرامنتشته.
استفحل خطر سباتاي فاعتقلته السلطات العثمانية وناقشه العلماء في ادعاءاته ولما عرف أنه تقرر قتله أظهر رغبته في الإسلام، وتسمى باسم محمد أفندي.
واصل دعوته الهدامة من موقعه الجديد كمسلم وكرئيس للحجاب وأمر أتباعه بأن يظهروا الإسلام ويبقوا على يهوديتهم في الباطن.
طلب من الدولة السماح له بالدعوة في صفوف اليهود فسمحت له بذلك فعمل بكل خبث واستفاد من هذه الفرصة العظيمة للنيل من الإسلام.
اتضح للحكومة بعد أكثر من 10 سنوات أن إسلام سباتاي كان خدعة فنفته إلى ألبانيا ومات بها.
• أطلق الأتراك على أتباع هذا المذهب الدونمة وهي مشتقة من المصدر التركي دونمك بمعنى العودة والرجوع.
• إبراهام نطحان: يهودي، وقد أصبح رسول سباتاي إلى الناس.
• جوزيف بيلوسوف: وهو خليفة سباتاي ووالد زوجته الثانية، كان يتحرك باسم عبد الغفور أفندي.
• مصطفى جلبي رئيس فرقة قاش وهي من ضمن ثلاث فرق تفرعت عن الدونمة وهم اليعاقبة والقاقاشية والقاباتجية.
• ليس لهم مؤلفات مطبوعة ومتداولة ولكن لهم نشرات سرية كثيرة يتداولولنها فيما بينهم.


الأفكار والمعتقدات:
• يعتقدون أن سباتاي هو مسيح إسرائيل المخلص لليهود.
• يقولون إن الجسم القديم لسباتاي صعد إلى السماء فعاد بأمر الله في شكل ملاك يلبس الجلباب والعمامة ليكمل رسالته.
• يظهرون الإسلام ويبطنون اليهودية الماكرة الحاقدة على المسلمين.
• لا يصومون ولا يصلون ولا يغتسلون من الجنابة، وقد يظهرون بعض الشعائر الإسلامية في بعض المناسبات كالأعياد مثلاً إيهاماً وخداعاً، ومراعاة لعادات الأتراك ذرًّا للرماد في عيونهم ومحافظة على مظاهرهم كمسلمين.
• يحرمون مناكحة المسلمين، ولا يستطيع الفرد منهم التعرف على حياة الطائفة وأفكارها إلا بعد الزواج.
• لهم أعياد كثيرة تزيد على العشرين منها: الاحتفال بإطفاء الأنوار وارتكاب الفواحش، ويعتقدون أن مواليد تلك الليلة مباركون، ويكتسبون نوعاً من القدسية بين أفراد الدونمة.
• لهم زي خاص بهم فالنساء ينتعلن الأحذية الصفراء والرجال يضعون قبعات صوفية بيضاء مع لفها بعمامة خضراء.
• يحرمون المبادرة بالتحية لغيرهم.
• يهاجمون حجاب المرأة ويدعون إلى السفور والتحلل من القيم ويدعون إلى التعليم المختلط ليفسدوا على الأمة شبابها.

الجذور الفكرية والعقائدية:
• عقيدتهم يهودية صرفة وبالتالي فهم يتحلّون بالخصال الأساسية لليهود، كالخبث والمراوغة والدهاء والكذب والجبن والغدر، وتظاهرهم بالإسلام إنما هو وسيلة لضرب الإسلام من داخله.
• لهم علاقة وطيدة بالماسونية، وكان كبار الدونمة من كبار الماسونيين.
• يعملون ضمن مخططات الصهيونية العالمية.
• يمتلكون ويديرون أكثر الجرائد التركية انتشاراً مثل جريدة حريت ومجلة حياة ومجلة التاريخ وجريدة مليت وجريدة جمهوريت وكلها تحمل اتجاهات يسارية ولها تأثير واضح على الرأي العام التركي.


الانتشار ومواقع النفوذ:
• غالبيتهم العظمى توجد الآن في تركيا.
ما يزالون إلى الآن يملكون في تركيا وسائل السيطرة على الإعلام والاقتصاد، ولهم مناصب حساسة جدًّا في الحكومة.
كانوا وراء تكوين جماعة الاتحاد والترقي التي كانت جل أعضائها منهم، وكما ساهموا من موقعهم هذا في علمنة تركيا المسلمة، وسخروا كثيرًا من شباب المسلمين المخدوعين لخدمة أغراضهم التدميرية.


ويتضح مما سبق:
أن الدونمة طائفة من اليهود ادعت الإسلام ولا علاقة لهم به قدر ذرة، وكانوا يتحينون الفرص للانتقام من الإسلام وإفساد الحياة الاجتماعية الإسلامية والهجوم على شعائر الإسلام. ويكفي أنهم أداروا الجزء الأعظم من انقلاب تركيا الفتاة الذي أسقط السلطان عبد الحميد الثاني.

أبو مسلم العرابلي
12/02/2009, 05:58 PM
أشكر الأخ أشرف على طرح الموضوع
وأسجل حضوري لأتابع ما يكتب عن هذه الفئة
التي كان تأثيرًا كبيرًا وإجراميًا بحق الأمة

د.صلاح الرنتيسى
12/02/2009, 08:18 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

يهود الدونمه هم من وراء مصطفى كمال اتاتورك فى دعمه للاطاحه بالدوله العثمانيه

الدكتور عبدالوهاب القحطاني
12/02/2009, 08:50 PM
ظهر من يهود الدونمة كمال اتاتورك الذي غير هوية تركيا المسلمة وطالب بفصل الدين عن الدولة. هو يهودي في الاصل لكنه تركي من حيث الاصول العرقية. وقد استغل انحياز بعض العرب للانجليز ضد الدولة العثمانية ليكره الاتراك بهم وبدينهم الاسلامي. لم يكن كمال اتاتورك يطبق الشعائر الاسلامية واصبح يعلن حربه لها ويجر الاتراك نحو العلمنة. عندما كنت ادرس الدكتوراة في الولايات المتحدة كان معي طالبين من تركيا وكلاهما يحاربان العرب ويؤيدان اسرائيل. سألت احد الأخوة المسلمين الاتراك عنهما قال لي أنهما من يهود الدونمة وقد حصلا على بعثة من الحكومة الامريكية. لمحني احدهما اصلي في احد الفصول الدراسية وبعد انتهائي من الصلاة قالت هل تواظب على الصلوات الخم؟ قلت نعم. وسألتها ان كانت تؤدي الصلاة فقالت لا انها علمانية لا تلتزم بالاسلام. سألتها بكل صراحة هل انت يهودية تركية؟ قالت ربما. هم شياطين يخططون من وراء الكواليس. وصدقوني امريكا ستنتهي على ايدي اليهود وسيعود معظمهم إلى روسيا وينعشونها ثم يأتي اليوم الذي يهدمونه فيه روسيا ويبحثون عن بلد آخر مهيء لسيطرتهم. يمكرون لكن الله خير الماكرين.

د. عبد الوهاب القحطاني

الدكتور عبدالوهاب القحطاني
12/02/2009, 08:52 PM
ظهر من يهود الدونمة كمال اتاتورك الذي غير هوية تركيا المسلمة وطالب بفصل الدين عن الدولة. هو يهودي في الاصل لكنه تركي من حيث الاصول العرقية. وقد استغل انحياز بعض العرب للانجليز ضد الدولة العثمانية ليكره الاتراك بهم وبدينهم الاسلامي. لم يكن كمال اتاتورك يطبق الشعائر الاسلامية واصبح يعلن حربه لها ويجر الاتراك نحو العلمنة. عندما كنت ادرس الدكتوراة في الولايات المتحدة كان معي طالبين من تركيا وكلاهما يحاربان العرب ويؤيدان اسرائيل. سألت احد الأخوة المسلمين الاتراك عنهما قال لي أنهما من يهود الدونمة وقد حصلا على بعثة من الحكومة الامريكية. لمحني احدهما اصلي في احد الفصول الدراسية وبعد انتهائي من الصلاة قالت هل تواظب على الصلوات الخمس في اوقاتها؟ قلت نعم. وسألتها ان كانت تؤدي الصلاة فقالت لا انها علمانية لا تلتزم بالاسلام. سألتها بكل صراحة هل انت يهودية تركية؟ قالت ربما. هم شياطين يخططون من وراء الكواليس. وصدقوني امريكا ستنتهي على ايدي اليهود وسيعود معظمهم إلى روسيا وينعشونها ثم يأتي اليوم الذي يهدمونه فيه روسيا ويبحثون عن بلد آخر مهيء لسيطرتهم. يمكرون لكن الله خير الماكرين.

د. عبد الوهاب القحطاني

محمود طبل
12/02/2009, 11:26 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخى / ليت مثلك كثير
جزاك الله خيرا
أعلم أن فساد أمة الاسلام من أعداء الداخل أشد فتكا وضراوة من أعداء الخارج .
سلمت وسلم المسلمون .
تقبل تحياتى

حسن العابدي
13/02/2009, 01:53 AM
* أحييك أخي بتحية الإسلام
أما عن كونهم يهودا فحدث ولا حرج.
هم يهودخلص دونماشك/ يهود "الدونمة".إذا ما ناموا استيقظوا....
اليقظة اليقظة...

أحمد محمد عبد الفتاح الشافعي
13/02/2009, 04:45 AM
الأستاذان أشرف صالح وعبد الوهاب القحطاني
تحياتي
سمعت عن يهود الدونمة منذ زمن ليس بالقصير، ولكني أجهل هذه التفاصيل. شكرا لكما، ولي سؤال مشروع وبسيط، لكي لا تتحول مشكلة فلسطين من مشكلة أرض سلبت وحقوق منهوبة إلى مشكلة دينية بين ديانتين ( الإسلام واليهودية )
هل ما بين الاحتلال الاستيطاني الصهيوني الذي احتل أرض فلسطين وما بين الفلسطينيين مشكلة دينية بين الإسلام واليهودية الصهيونية، أم هي مشكلة سياسية و ضياع حقوق، يناضلون من أجل استرجاع حقوقهم، أم من أجل ماذا؟ في رأي واجتهادي: عرض تاريخ الصهيونية للتحذير والتنبيه، وليس لفتح جبهات متعددة، أعتقد أننا في غنًى عنها الآن، ولظروف سياسية ودولية مواتية أخرى، نعمل على خلق الأجواء ونهيئ الظروف والساحة الدولية لها على مستوى الكرة الأرضية كلها.
أحمد الشافعي

أشرف صالح المؤرخ الصغير
13/02/2009, 11:11 AM
السادة رواد موضوع يهود الدونمة
كل التحية والتقدير لمروركم الكريم
ولمن أراد المزيد أرفق لكم كتاب يهود الونمة للتحميل

http://www.arabswata.org/up/extension/pdf.gif (http://www.arabswata.org/up/view.php?file=3a1639c859)

يمامة
13/02/2009, 12:52 PM
أستاذنا الجليل

لك جزيل الشكر على هذه المعلومات عن هذه الفئة التي لم أكن اعلم عنها الكثير

والتي من الواضح جداً خطرها على الإسلام والمسلمين

فإننا تعودنا إن الخطر الذي يجب أن نحطات منه

هو خطر المنافق وليس خطر الكافر

لأن المنافق أخطر بكثير

من الكافر

أشكرك

ياسر طويش
13/02/2009, 05:34 PM
يسر
العلاقات الأخوية العامة والمقاومة
في الجمعية الدولية للمترجميين واللغويين العرب wata


أن تتوجه بالشكرالجزيل : للأخ المجاهد الفاضل: أشرف صالح المؤرخ الصغير ..وتشكر جميع المتداخلين وعلى رأسهم الدكتورالروحي مطبب القلوب أخي وحبيبي أبو مسلم العرابلي , د: عبد الوهاب القحطاني ,والدكتور صلاح الرنتسي , والأستاذ الكبير : أحمد عبد الفتاح الشافعي, والأستاذ الموقر حسن العابدي , والعزيز الغالي الستاذ : محمود طبل, وابنتي الغالية الأديبة : يمامة النطيط وتتمنى من الجميع أن يدلوا بدلائهم في إثراء واعطاء هذا الموضوع الهام حقه في الإضافة والدعم والتمحيص وتفنيد المزاعم الصهيونية وبطلان نظرتها لأرض الميعاد التي هي حق للعرب
وتسليط الضوء على القضية الفلسطينية من خلالها .



مع تحياتي وشكري للجميع


العلاقات الأخوية العامة المقاومة

ياسر طويش

Amerhannini
15/02/2009, 08:40 PM
السلام عليكم ورحمة الله،

أولا ً أود أن أتوجه بالشكر لأخي أشرف على افتتاحه هذا الموضوع الغاية في الأهمية لكل من يرغب في الوصول إلى حقيقة دور اليهود الخبيث في هدم آخر معاقل الخلافة الإسلامية إلى الآن -الدولة العثمانية أعاد الله أمجادها بعز الإسلام والمسلمين-، فلا جف مدادك أخي أشرف ولا حُرمنا من جودك.

بالنسبة لمصطلح دونمه Dönme فهو مصدر مخفف، والمصدر المثقل دونمك Dönmek، وقد وجدت له في قاموس گونجل الإلكتروني Güncel التابع لمجمع اللغة التركية Türk Dil Kurumu 14 معنى، فهو في الأساس العودة والرجوع، ومن معانيه الدوران، والتحول والارتداد، ومصطلح الدونمة في التركية يطلق على كل من يتحول من دين ما إلى الإسلام، أي المهتدي إلى الإسلام، وتكاد المراجع والمصنفات والمؤلفات العربية تجمع على استعمال هذا المصطلح على الطائفة اليهودية التي أوجدها سبتاي سيفي اليهودي السفاردي، وهم من تظاهر بالإسلام تقية ونفاقا ً، وأبطنوا دينهم القديم وحافظوا عليه فيما بينهم، وهم يعرفون في تركيا باسم سباتايجيلر Sabataycılar أي أتباع سبتاي سيفي. وبقي أن أزيد على ما تفضل به أخي أشرف أن من أهم المرتكزات العقدية التي تقوم عليها شعائر هذه الجماعة هي القابالا أو الصوفية اليهودية إن صحّ التعبير، والتي تنضوي تحت عباءتها صنوف التنجيم والشعوذة والخرافات التوراتية والتلمودية.

سأسعى بإذن الله تعالى وبما يتسنى لي من معلومات ووقت أن أشارك في هذا الباب لكشف النقاب وتسليط الضوء على هذه الطائفة الباطنية اليهودية، وسأستهل بفصل " يهود الدونمة" من رائعة الأستاذ د. محمد عبد الحميد حرب " العثمانيون في التاريخ والحضارة".

ولكم مودتي،

عامر

Amerhannini
15/02/2009, 09:24 PM
يهود الدونمة

لم يعترف اليهود بعيسى عليه السلام مسيحا ً، لذلك ظلوا ينتظرون المسيح ليأتي ليعيد إليهم –كما يعتقدون- دولتهم، ثم ليفرض سيطرتهم على العالم، وكانوا يظنون أن المسيح المنتظر نبيا ً وملكا ً، سيقيم دولة كبيرة ويجبر العالم كله على التدين باليهودية.

وكلمة مسيح ومسيحا في العبرية تعني الرجل الذي طهره يهوه. والكلمة تأخذ في التوراة معاني عامة، فتطلق على الملوك والأنبياء وكل الرجال الذين يقومون بعمل ديني ومقدس، أما المعنى الخاص لهذه الكلمة فهو: النبي أو المخلص الذي يُرسله يهوه لإنقاذ بني إسرائيل.

وقد تسبب هذا الاعتقاد في ظهور كثير ممن ادعى أنه المسيح المنتظر مثل: تيوداس الروماني عام 44 ميلادية، وموسى التكريتي، وأبو عيسى الأصفهاني، ثم ساباتاي زفي الأزميري (نسبة إلى مدينة أزمير التركية) وهو مؤسس الطائفة الساباتائية أو طائفة يهود الدونمة.


فكرة المسيح المنتظر

ظهر ساباتاي زفي والدولة العثمانية في أحرج أوقاتها: الجنود يعيثون في الأرض فسادا ً ويقتلون سلطانهم إبراهيم (1648م)، ويسحقون بشدة السخط الشعبي الذي ظهر نتيجة لمقتل السلطان، وأساطيل البندقية تهدد سواحل الدولة، والجيوش عاجزة –للمرة الثانية- عن فتح قلعة فيينا (عاصمة النمسا الآن).

كانت أوروبا تعيش في هذا العهد فترة محاكم التفتيش، والحريات الدينية مكبوتة، أما اليهود الأوروبيون، فقد كانوا يتعرضون للاضطهاد، وخاصة في إسبانيا، ولم يجد هؤلاء اليهود حاميا ً لهم إلا الدولة العثمانية وما عرف عنها من تسامح ديني، فهاجر الكثير منهم إليها.

في هذه الظروف التاريخية، وبالذات في عام 1626م، ولد في أزمير يهودي يدعى ساباتاي، لأب يدعى موردخاي زفي، كتان يعمل بالتجارة في إزمير متنقلا ً إليها من المورة في اليونان، وكان من أصل يهودي إسباني.

في تلك الفترة أيضا ً قال بعض اليهود: إن حساب الجمل لبعض كلمات واردة في التوراة تقول: إن المسيح سيظهر عام 1648م، لكي يقود اليهود وأنه سيظهر في صورة نبي مخلص سيحكم العالم من فلسطين ويجعل القدس مركزا ً وعاصمة للدولة اليهودية.

كان ساباتاي في هذه الظروف قد بلغ الثانية والعشرين من عمره، فأخذ يعد نفسه ليصبح هو ذلك المسيح المنتظر. ويقول إبراهيم علاء الدين صاحب كتاب ساباتاي زفي، إن هذا اليهودي –ساباتاي- كان مصابا ً بحالة صرع، وكان معتل الصحة والمزاج وكان حاخامات إزمير ينفرون منه.

وفي العام المحدد 1648م فاتح ساباتاي أقرب المقربين إليه بأنه هو المسيح المنتظر، الذي تشير إليه إشارات الكتب المقدسة.

وكان الجو الإعلامي الذي أشاعه حاخامات اليهود عن قرب ظهور المسيح المنتظر بالإضافة إلى تقوى ساباتاي الظاهرة، وانكبابه على دراسة النصوص الدينية والكتب ذات الصبغة الصوفية اليهودية مع اشتهاره بتفسيرها، وحالة الصرع التي تنتابه بين الحين والحين، أقول كل هذا هيأ الجو أمام ساباتاي لإعلان نفسه مسيحا ً.

وفي عام 1663م، ذهب ساباتاي إلى مصر حيث استضافه يهودي يدعى رافاييل جوزيف، يعرفه المصريون باسم يوسف جلبي، وكان هذا يعمل رئيسا ً للصيارفة في بالقاهرة، واستطاع ساباتاي أن يكسب رافاييل إلى جانبه ويفيد من دعمه المالي لحركته.

ثم قام ساباتاي بزيارة فلسطين، وتعرف بيهود القدس عن قرب، ثم عاد إلى إزمير عام 1666م حيث كانت شهرته قد طبقت الآفاق.

وفي إزمير انهالت عليه وفود اليهود من: رودوس، وأدرنة، وصوفيا، واليونان، وألمانيا حيث قلدته هذه الوفود تاج "ملك الملوك" ثم قام ساباتاي بتقسيم العالم – إلى 38 جزءا ً، وعين لكل جزء منها ملكا ً، لأنه كان يتصور أنه سيحكم العالم كله من فلسطين، وكان في كل ذلك يوقع بلقب "الابن الوحيد الأول ليهوه" !


عندما أشهر إسلامه

ثم ظهر مسيح آخر يدعى كوهين، منافسا ً لساباتاي، تقدم كوهين بشكوى إلى القصر السلطاني العثماني مدعيا ً أن ساباتاي يعد العدة للقيام بتمرد يهدف إقامة دولة يهودية في فلسطين. أصدر القصر العثماني أمرا ً بالقبض على ساباتاي وأحضر إلى القصر، حيث واجه هيئة علمية إدارية برئاسة نائب الصدر الأعظم وعضوية كل من شيخ الإسلام وواحد من كبار العلماء، وعن طريق مترجم للإسبانية تم استجواب اليهودي. أنكر هذا كل ادعاءاته، وبين خوفه من العقاب موتا ً وبين نصيحة العلماء له، أشهر ساباتاي إسلامه، وصار يدعى محمد البواب، لأن السلطان خصص له ريع وظيفة رئيس البوابين في القصر السلطاني، وعلى الفور أرسل ساباتاي نشرة إلى أتباعه قال فيها: " جعلني يهوه مسلما ً، أنا أخوكم محمد البواب. هكذا أمرني فأطعت". والمعروف أن الكتب اليهودية تقول: إن المسيح سيبتلعه المسلمون. ثم قدم أخوه التوضيح الآتي: " كيان ساباتاي القديم صعد إلى السماء، وبأمر من يهوه، ترك ملكا ً يستمر في كونه المسيح ولكن تحت جبة وعمامة".

وعلى هذا، أطلق الأتراك لقب الدونمة على أتباع ساباتاي. والدونمة صفة تعني العائد، أي الذي أسلم بعد أن كان يدين باليهودية متبعا ً ساباتاي زفي، ثم أصبحت الكلمة اصطلاحا ً تعني المسلم ظاهرا ً، اليهودي فعلا ً وباطنا ً.

طلب ساباتاي من السلطات العثمانية، أن تسمح له بدعوة اليهود إلى الإسلام فأذنت له. وانتهزها فرصة فانطلق بين اليهود يواصل دعوته إلى الإيمان به ويحثهم على ضرورة تجمعهم معلنين في ظاهرهم الإسلام مبطنين الساباتائية.

ثم قدم قائمة ضمت أسس دعوته، وجهها إلى كل المؤمني به، صدرها بالآتي: " هذه الأوامر الثمانية عشرة التي أمر بها سيدنا وملكنا ومسيحنا ساباتاي زفي، فليزدد شرفه!".

من هذه الأوامر: الإيمان بأن مسيح يهوه هو المسيح الحق ولا مخلص غيره، وهو سيدنا وملكنا ساباتاي زفي، وأنه من نسل داود، وقراءة مزامير داود سرا ً كل يوم، ويجب مراعاة الأتراك المسلمين ذرا ً للرماد في أعينهم، ويجب عدم إظهار الضيق بصوم رمضان أو عند تقديم أضحية العيد، بل يجب المحافظة على جميع المظاهر الدينية الإسلامية، وممنوع الزواج من المسلمين ومن بين هذه الأوامر أيضا ً ما ينص على اعتبار اليوم الذي أسلم فيه ساباتاي عيدا ً يجب الاحتفال به احتفالا ً بالغا ً.

وبناء على تقارير إدارة الأمن العثمانية حول إقامة ساباتاي الطقوس اليهودية مع أتباعه، تم نقله إلى ألبانيا، وهناك في 30/9/ 1675م مات المسيح المزيف والمسلم المزيف زعيم طائفة الساباتائيين: ساباتاي زفي وهو يبلغ من العمر 49 عاما ً. ولا يزال أتباعه إلى اليوم يقفون على ضفاف الأنهار- ساباتاي دفن على ضفة أحد الأنهار- ويدعون قائلين: " يا ساباتاي زفي إننا ننتظرك".


هم والمسلمون

عاش هؤلاء اليهود مختلفين عن المسلمين، لكنهم يؤيدون الشعائر الدينية الإسلامية الظاهرة فيصومون أحيانا ً، ويحجون أحيانا ًن ويدخلون المساجد والجوامع للصلاة أحيانا ً، وكانت لهم عاداتهم الخاصة، منها لبس الأحذية بدون كعوب وحلق شعورهم بالموسى، كما يحتفلون بعيد الخروف (أعيادهم عشرون) وهذا العيد يحدث في 22 مارس دائما ً حيث يشترط تساوي العدد بين النساء والرجال المتزوجين: يذبحون خروفا ً ويلهون، ثم تطفأ الشموع ويسود الظلام، والأولاد الذين يولدون في هذه الليلة يكتسبون قداسة. وإن قال أحد حاخامات سلانيك في معرض احتجاجه على هذا العيد: " إنه من المحتمل أن يكون نسل المحتفلين بهذا العيد هذه الليلة، نسل غير مشروع" (انظر إبراهيم علاء الدين في كتابه ساباتاي زفي ومقالة رشدي قرقاش زاده- وهو من يهود الدونمة- في هذا الخصوص بجريدة وقت التركية، إستانبول 1924م).

ويهود الدونمة ثلاث فرق: اليعاقبة والقرقاشية والقابانجية، ولهم لغتان: تركية للتعامل مع الأتراك. وإسبانية للتعامل فيما بينهم، ولكل منهم اسمان: اسم يهودي خاص واسم إسلامي رسمي عام.

وقد توصل حكمت طانيو، عند محاولته دراسة يهود الدونمة من خلال شواهد مقابرهم في إزمير إلى حقيقة هامة، وهي أن التجار من يهود الدونمة أخذوا يتزاوجون من العائلات التركية المسلمة العريقة والغنية والمعروفة في عالم التجارة، وكان من المعروف أن حالة أو حالتين كانتا تعدان في حكم الندرة التي حدث فيها زواج بين الدونمة والمسلمين، وأبرزها زواج زكريا سرتل الكاتب التركي المعروف بصاحبة سرتل وهي يهودية من الدونمة.

ويجب ملاحظة أن ليهود الدونمة في تركيا مدارس خاصة بهم صباحية وداخلية، كما أن لهم مقابرهم الخاصة.

وقد تركزت جهود يهود الدونمة منذ الحرب العالمية الأولى في دفع عجلة التغريب في الحياة الاجتماعية التركية، بدأوا بالحرب على الحجاب وشجعوا سفور المرأة في المجتمع العثماني المحافظ (1914م) وكانت حجة إعلامهم وقتها " أن الحجاب ليس من الإسلام وإنما انتقل من الروم إلى المسلمين" انظر مجلة سبيل الرشاد العدد 406 عام 1919م.

وفي فترة الهدنة التي أعقبت الحرب العالمية الأولى، قام إعلام يهود الدونمة بالدعوة إلى طرح قضية اختلاط الشباب بالفتيات في جامعة إستانبول كمظهر أوروبي غربي، ثم بذلوا جهدا ً كبيرا ً في إقناع الرأي العام العثماني بذلك (المصدر السابق).

صحيح أن مصطفى كمال أتاتورك هو أول من أوجد في تركيا مسابقة الجمال كمظهر أوروبي لإثبات أن جمال المرأة التركية الذي تخفيه تحت الحجاب يضارع جمال أجمل نساء العالم، إلا أن يهود الدونمة هم الذين تبنوا فكرة مسابقة ملكة جمال تركيا إلى اليوم.

ومسابقات " ملكة الجمال" المحلية في تركيا واشتراك تركيا في المسابقات العالمية من هذا النوع، وهي مسابقات خرجت عن النطاق المحلي، تقيمها جريدتا "مليت" و"كون آيدين" التركيتين اللتين يملكهما يهود الدونمة.


في الحياة السياسية

يبلغ عدد يهود الدونمة في تركيا الآن حوالي 30000 نسمة لهم تأثيرهم في كل مجالات الحياة في البلاد (حكمت طانيو، الأتراك واليهود عبر التاريخ، ج2، ص 1156/57 إستانبول 1976م).

ومنذ إسلام ساباتاي، ويهود الدونمة يحتلون مراكز هامة في الدولة مثل: منصب أمين الترسانة البحرية، وأمين الصرة، وكتخذا القصر، وكتخذا المدينة.

وفي حركة حزب الاتحاد والترقي في أواخر عهد الدولة العثمانية، اندس فرع القابانجية من يهود الدونمة في خلايا الحزب، وأداروا الجزء الأكبر من انقلاب تركيا الفتاة الذي أطاح بحكم السلطان عبد الحميد الثاني، وأفسح المجال لحكم جمعية الاتحاد والترقي والحكم العلماني (انظر مجلة محراب التركية عدد (5)، عام 1924م).

ومن أبرز أسماء الدونمة في الحياة السياسية التركية في بدايات هذا القرن: قراصو عضو اللجنة التي قابلت عبد الحميد لخلعه. وقراصو كان مسؤول جمعية الاتحاد والترقي عن إثارة الشغب ضد عبد الحميد لتهيئة الفرصة لعمل الجمعية الثوري. وهو ذاته الذي باع ليبيا لإيطاليا بعد أن خان دولته العثمانية نظير رشوة من الإيطاليين. (انظر كتابي: مذكرات السلطان عبد الحميد- القاهرة 1979م، وخاصة طبعة دار الهلال من هذه المذكرات، القاهرة 1985م).

هناك أسماء كثيرة من يهود الدونمة برزت في شتى فروع الحياة في تركيا منها: محمد جاويد وزير المالية في عهد الاتحاد والترقي، ونزهت فائق وهو أيضا ً أحد وزراء مالية العهد ذاته، ومصطفى عارف أحد وزراء داخلية الاتحاد والترقي، ومصلح الدين عادل وكان مستشارا ً لوزارة التعليم التركية وأحد أساتذة الحقوق.


يهود في أجهزة الإعلام

وأبرز عائلات الدونمة في تركيا الآن عائلات: "قبانجي" و"كبار" و" إيبكجي"، وهذه الأخيرة لها مكانتها الضخمة في الحياة الإعلامية في تركيا.

إن تأثير الدونمة على هيئة الإذاعة والتلفزيون التركية ضخم بدرجة ملحوظة ولا يمكن إنكارها، ومن الثابت أن أكبر دور النشر وأضخم دور الصحف التركية يمتلكها ويديرها الدونمة.

لقد كان أول اسم صحفي من يهود الدونمة، يخرج من نطاق المحلية إلى العالمية هو: أحمد أمين يالمان (سلانيك 1888م-إستانبول 1973م)، الذي أسس عدة صحف ومجلات هامة واشترك في بعض المؤتمرات الصهيونية بالولايات المتحدة الأمريكية، وتبنى أثناء الحرب العالمية الأولى الدفاع عن قيام دولة أرمنية ودولة كردية تقتطعان من الأراضي التركية، كما نادى بعد الحرب العالمية الأولى بضرورة قبول تركيا الحماية الأمريكية. وناصر أيضا ً قضايا الماسون الأتراك ودافع عن قضايا الشيوعيين الأتراك، وعن أمن إسرائيل، ونشط في الدعاية للصهيونية، كما كان معاديا ً للإسلام والمسلمين، حتى أن الشاعر التركي نيزن توفيق هجاه بقصيدة مطلعها: " أحمد أمين، دونمة خبيث يقذف بالطين أهل الشرف" (راجع حكمت طانيو، المرجع السابق، ص 245-349).

وآخر اسم كبير منهم في الصحافة هو عبدي إيبكجي، أشهر اسم صحفي في تركيا في الفترة الأخيرة، وهو من عائلة إيبكجي، أشهر عائلات يهود الدونمة. تولى عبدي إيبكجي عام 1964م إدارة تحرير جريدة " مليت" التحضيرية لقانون أخلاق الصحافة، وكان الأمين العام لديوان الشرف الصحفي، وكان لعبدي إيبكجي شهرة عالمية إذ أنه كان عضوا ً بمجلس إدارة معهد الصحافة بزيورخ (أي.بي. أي) المعروف بسيطرة اليهود عليه. وفي عام 1968م عُيِّن عبدي ايبكجي عضوا ً في هيئة التدريس بمعهد الصحافة بجامعة إستانبول.

اغتيل عبدي إيبكجي في 2/2/1979م فاهتزت تركيا جميعا ً لمقتله، وبعد مضي حوالي خمسة أشهر على حادث الاغتيال، قبض على قاتله، وكانت أول مرة في تركيا –منذ أن عرفت الصحافة- يتم القبض على قاتل أحد أساطين الصحافة.

ويمتلك يهود الدونمة مؤسسة جريدة (حريت)، وهي توزع يوميا ً ما بين 8000 نسخة ومليون نسخة، وهي تأخذ مكانتها بين أكثر من (20) صحيفة في العالم توزيعا ً. وصدر العدد الأول منها في أول مايو 1948م وشعارها: تركيا للأتراك (انظر: موسوعة لاروس، الطبعة التركية مادة حريت). وهذه المؤسسة تمتلك دار نشر معروفة كما تملك أيضا ً عدة مجلات دورية، أسبوعية وشهرية وسنوية مثل هفته صونو (نهاية الأسبوع وهي فنية) وييللربويو (مجلة التاريخ وهي شهرية)، ومؤسس (دار حريت) للصحافة والنشر هو " سداد سيماوي" من يهود الدونمة، ولما مات أخذت أسرته تدير هذه المؤسسة إلى اليوم.
جريدة (كون آيدين) ترجمة اسمها حرفيا ً هو: (صباح الخير) وهي صباحية يومية تطبع (570) ألف نسخة يوميا ً وهي ثاني صحف تركيا – بعد حريت- توزيعا ً ويملكها الدونمة.

وجريدة (مليت) رابع صحف تركيا توزيعا ً، وأكثر صحف اليسار التركي اعتدالا ً، يملكها يهود الدونمة وتتبع لهذه الجريدة مجلة (صنعة الفن) الأسبوعية، ودار نشر مليت بسلاسلها المشهورة.

وجريدة (جمهوريت) الصباحية اليومية أيضا ً، يطلق عليها "برافدا تركيا": لغلبة الصبغة الماركسية عليها، أسسها يونس نادي، اليهودي الدونمي، وكان يديرها نوري تورن، ثم سيطر على إدارتها بعد عام 1972م رشاد أتابك، وكلاهما يهودي دونمي.

وفي جريدة (ترجمان) ثالث الصحف التركية الصباحية اليومية توزيعا ً، يبرز اسم عثمان كبار، وهو من عائلة (كبار) اليهودية الدونمية، وكان هذا الصحفي والكاتب البارز رئيسا ً لبلدية إزمير قبل امتهانه الصحافة.


يهود الدونمة والماركسية

في عام 1945م أسست اليهودية الدونمية صابحة سرتل جريدة (طنين) الشيوعية، كان لصابحة قلمها المعروف وكان لها إسهام كبير في نشر الفكر الماركسي في تركيا، واضطرت صابحة سرتل عام 1952م للهروب إلى الاتحاد السوفييتي – سابقا ً-، وظلت هناك حتى ماتت في مدينة باكو عام 1968.

ثم قام إسماعيل جم إيبكجي بتأسيس جريدة (بوليتيكا) اليومية الصباحية وتصدر من إستانبول – يلاحظ أن الصحف التي وردت أسماؤهامن قبل تصدر كلها في إستانبول- وإسماعيل جم يهودي دونمة، وهو من أبرز الكتاب الماركسيين الأتراك إن لم يكن أبرزهم، وكان يعمل في جريدة " مليت" كما كان مديرا ً لهيئة الإذاعة والتلفزيون التركية حتى قامت حكومة الائتلاف الوطني عام 1975م، فطردت إسماعيل جم من منصبه رغم تأييد رئيس الجمهورية – فخري كوروتورك- له. (انظر كتابي: يهود الدونمة، ص 54). وقد لخص فاروق تيمورطاش الأستاذ الجامعي والكاتب ذو الاسم اللامع دور إسماعيل جم بقوله: " المفروض رسميا ً أن تكون هيئة الإذاعة والتلفزيون التركية جهازا ً محايدا ً لكن إسماعيل جم، وجه الجهاز فكريا ً إلى الدعوة لفكر اليسار المتطرف، وحزبيا ً إلى تأييد حزب الشعب الجمهوري والدعاية له، وهو أكبر الأحزاب اليسارية في تركيا، (انظر نصر ت ك. أحزابنا وقادتها ص 82، إستانبول 1975م).


يهود الدونمة وإسرائيل

وكان من الطبيعي أن تدافع أجهزة الإعلام الخاضعة للدونمة عن إسرائيل وتشتد في تبني وجهة نظرها في كل مواجهة لها ضد العرب، وتبرز اعتدائاتها على البلاد العربية خاصة مثلما حدث في اعتداءاتها على جنوب لبنان (انظر حكمت طانيو المرجع السابق، ج فصل الدونمة)

وقد نجحت أجهزة إعلام الدونمة في إيجاد رأي عام تركي مؤيد لإسرائيل وغير متعاطف مع العرب، ويستثنى من هذا التعميم حزب السلامة الوطني، إذ أن هذا الحزب نادى بسحب اعتراف تركيا بإسرائيل وضرورة الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطيمية وتدعيمها وإقامة علاقات قوية مع العالم العربي، والتكاتف العربي الإسلامي من أجل تحرير فلسطين.

وهنا أيضا ً يجب القول بأن أجهزة إعلام الدونمة تعمل على خدمة اليهودية العالمية: فمن مقالات سامي كوهين (يهودي ومدير الشؤون الخارجية بجريدة مليت)، إلى عرض أفلام التنديد بمعاداة اليهود في التلفزيون التركي، خاصة عهد إدارة إسماعيل جم. نلحظ دفع هذا الإعلام إلى العطف على إسرائيل واليهود.

يقول حكمت طانيو: " ليس من الصعب على صاحب الحس السليم إحصاء هؤلاء العملاء من يهود الدونمة الذين يعملون ضد تركيا تحت أسماء متعددة منها: جمعية الاتحاد اليهودي العالمي والمنظمة الصهيونية، ومنظمة رأس المال العالمي وإسرائيل". (المرجع السابق، ص 1156).

إن أبرز شخصية تركية في الأدب التركي الحديث والمعاصر يهودية من الدونمة هي خالدة أديب. كان أبوها يهوديّ دونمة يعمل في القصر السلطاني، وكانت خالدة ذات شخصية نافذة وعلى قدر كبير من الجمال، واستطاعت عن طريق صلتها الشخصية بجمال باشا حاكم سوريا العسكري في الحرب العالمية الأولى وأحد القادة البارزين في الاتحاد والترقي، أن تفرض – وهي مديرة مدرسة البنات في بيروت- تمثيل أوبرا (رعاة كنعان). وهي من تأليفها. –يلاحظ أنها أول أوبرا غنائية في الأدب التركي-، كالت خالدة أديب المديح فيها لليهود وسجلت فيها تمنياتها بقيام دولة يهودية في فلسطين.

وكان هذا التمثيل بحضور قادة جمعية الاتحاد والترقي، وفي منطقة عربية هي بيروت أثناء الحرب العالمية الأولى، وكان كل هذا كفيلا ً بإيذاء الشعور العربي والإسلامي.

وقد وُصفت أوبرا " رعاة كنعان" لخالدة أديب بأنها نوع من البشرى! تعلن قرب قيام إسرائيل. (عن خالدة أديب ويهوديتها انظر منور عياشلي: ايشتكلرم. إستانبول 1973م).

وكانت خالدة أديب قد بدأت إظهار عدائها للحركة الإسلامية ولعلماء الدين الإسلامي الذين عارضوا الحركة الكمالية، وأتاتورك، بروايتها " اضربوا الغانية" (انظر منور عياشلي، المرجع السابق).

اشتركت خالدة أديب، في حرب الاستقلال التركية برتبة (أومباشي) ثم (جاووش)، ثم كانت لها إسهامات بين الجنود خطيبة ومواسية ومرفهة عنهم، كما كانت صديقة لمصطفى كمال أتاتورك، وعبرت عن حرب الاستقلال بمفاهيمها في روايتها " قميص من نار".

لكن خالدة أديب اختلفت مع أتاتورك، ولم يكن اختلافهما في طريقة التفكير، بل أنه لم يتجاوز كونه خلافا ً بين رجل وامرأة. (عن فالح رفقي وهو صديق أتاتورك- انظر السيدة منور عياشلي المرجع السابق وكتابي: يهود الدونمة، ص 54-56).

ماتت خالدة أديب عام 1964م، بعد أن تركت مدرسة أدبية واجتماعية تحذو حذوها، وأقام لها الجمهوريون تمثالا ً نصفيا ً يقوم الآن بجانب جامع آيا صوفيا - بعد أن حُوِّل إلى متحف- وفي مواجهة جامع السلطان أحمد.


هل من هدف آخر بعد قيام إسرائيل؟

يقول عبد الرحمن كوجوك في رسالته للدكتوراه عن الدونمة من الناحية العقائدية: " إن هرتزل تعقب خطى ساباتاي زفي. نجح هرتزل في السيطرة على فلسطين، وحقق لليهود هدفهم القريب وهو تجميع اليهود في فلسطين بإقامة دولة يهودية فيها، وامتلاك المعبد المقدس عام 1948م، ومن ثم فقد اتجه يهود الدونمة إلى العمل نحو هدفهم التالي لهذا، وهو تحقيق فكرة (السيطرة على العالم) وفي هذا يتفق كل اليهود. (عبد الرحمن كوجوك: دونمه لك، ص 193، إستانبول 1979م).

المرجع: العثمانيون في التاريخ والحضارة ،محمد حرب عبد الحميد، ص 107-118 . طبعة دار القلم- دمشق 1990م

محمود_حافظ
16/02/2009, 09:36 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا جزيلا لك على هذا الطرح حيث لم تكن لدي معلومات وافية عن يهود الدونمة
و مما لفت انتباهي اسم عائلة جلبي فهل الجلبي الموجود في العراق و الذي أتى على ظهور الدبابات الأمريكية هو من نفس العائلة أم لا ؟

أشرف صالح المؤرخ الصغير
16/02/2009, 07:50 PM
سعادة الأستاذ ياسر طويش الموقر

:fl:تحية عطرة بلون الورد إلى شخصكم الكريم وإلى العلاقات الأخوية :fl:

أخي الفاضل عامر كل التحية والتقدير لكم ولقلمكم،

:vg:إضافة رائعة للموضوع، أدام الله علينا تواجدك معنا:vg: