المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف تعرف العربي في أوربا بخمس خطوات



محمد مزكتلي
13/02/2009, 03:00 AM
لابد أنك من خلال إدى رحلاتك إلى خارج خريطة(من الاندلس إلى جنوب الصين)
قد تقززت من ثلاثة أرباعك المستعربة,واحسست نحو ربعك الباقي بالشوق والحنيين.
فتتطلعت إلى الألتقاء بعرب يفهمونك من اول نظرة دون الحاجة إلى أستعمال العبارات والكلمات.
ودون ان تضطر الى استحضار عبارات التملق والتزلف وإلى حني الظهر ورفع القبعات.
وها انا اقدم لك عزيزي القارئ عدة نصائح لتتعرف بسهولة إلى السمات العربية.
وانت تتجول في داخل خريطة الغزات والقساة و مشعلو الحروب وصانعوا القنبلة النووية.
فإذا شعرت بالحنين إلى المواقف الأنسانية,فتوجه مباشرة إلى موقع إحد الحوادث المرورية.
وستجد معظم المتحلقين حول المصابين هم من العرب الأشراف.
يجاهدون في تقديم مساعدة مناسبة_بالمجان_لحين وصول سيارة الأسعاف.
ومن الممكن أن يكون سبب الحادث هو سائق عربي,ومن الممكن أنه كان ينظر في المرآة ليرى المشهد الخلفي.
فمن طبيعة العربي أنه لا يهتم فقط بسلامة نفسه,بل أيضاً بسلامة من على يمينه وعلى يساره وعلى من كان خلفه.
وهذا ليس عيباً ولا إنقاصاً لمهارته في القيادة,ذلك لأنه يعامل جميع البشر بإنسانيته المعتادة.
ومن حق العربي أن ينظر إلى الخلف وإلى الماضي بكل فخر واعتزاز وامتنان,فهذه الميزة يبكي عليها الأوربيون والأمريكان.
إلى أي خلف ينظرون وإلى أي ماض يتطلعون؟,بل هم على العكس من ذلك يتنكرون له ومنه يخجلون.
ماض ملأته الحروب والمذابح والخيانات,أنتج جيلاً مازال للآن يشعل الحروب في أرجاء الكرة الأرضية.
ماض ساده التخلف والجهل حكموا فيه بالأعدام على من أخبرهم بأن الأرض كروية.
أترك أيها المستعرب ثلاثة أرباعك وتمسك بالربع الباقي,وأرفع رأسك معتزاً إنك حفيد ابن يعقوب الكندي والرازي.
أما إذا كنت جالسا في بارك أو حديقة,والبارك هنا عزيزي القارئ يعني نفس المكان أي الحديقة.
ورأيت رجلاً كهلاً في الخمسين,يعانق فتاة شابة في العشرين..فاعلم بأنك أنت العربي.
وإذا رأيت امرأة شبه عارية تسير إلى جوار رجلها وكأنها جارية..فاعلم بأنك أنت العربي.
وإليك عزيزي القارئ نتيجة خلصت إليها من خلال إقامةِ الطويلة في بريطانيا مقاطعة يوركشير.
درست فيها ودرّست,وتعلمت فيها وعلّمت,حول كل ما يتعلق بالمنسوجات والصوف والحرير.
إن العربي يتميز بأنه ينظر إلى وجه الفتاة وعيناها وشعرها وخداها,ويتمعن في نصفها العلوي البريئ.
أما الأوربي فهو ينظر إلى بطنها وإليتها وفخذيها,ويتمعن في نصفها السفلي الجريئ.
فالعربي يتمتع بجمال الوجه وتعابيره,ويطوف بخياله ليشبع عاطفته الروحية.
أما الأوربي فيتمتع بستدارة القفى وأخاديده,ويمد لسانه ليشبع غريزته الحيوانية.
فكر عزيزي القارئ بربعك العربي وتأمل,حتى في هذا الأمر نحن في الأعلى وهم في الأسفل.
وإذا كنت أيها العربي تسير في شارع أوربي مزدحم,تشبَّع هوائه بثنائي أوكسيد الكربون وغاز الفحم.
ورأيت رجلاً طويلاً عريضاً ينحني إلى الأرض بكل أحترام,ليلتقط بقايا أطعمة ويضعها في مكان لا تدوسه الأقدام..فاعلم بأن هذا الرجل عربي.
وإذا كنت في مطعم صيني ورأيت رجلاً يأبى دخول الحمام,مستأذناً أصحابه بالأنصراف لأنه ليس على مايرام..فاعلم بأن هذا الرجل عربي.
قد تستغرب عزيزي القارئ من تصرف الرجل وربما وصفته بالغباء,لكنك ستستغرب أكثر حينما تعلم بأن أغلب مراحيضهم لا يوجد فيها خرطوم للماء.
ولقد تبين لي من خلال متابعتي الدقيقة,لمعرقة سر نظافة هذه العواصم العريقة.
أنه لا علاقة للمواطن الأوربي بهذا الموضوع,والأمر كله يرد إلى قانون موضوع.
فالغرامة الباهظة والرقابة الصارمة والكاميرات التلفزيونية,ترهبهم وترعبهم من ألقاء أي شيئ على الأرض ولو كان قطعة نقدية.
والسبب الآخر أن عدد عمال النظافة والبلدية,أكبر بعشرة أضعاف من عدد عمال النظافة في أنظف عاصمة عربية.
وإذا ترك لهم الحبل على الغارب كما هو حاصل معنا,فسوف يغرقون بقمامتهم ويستنجدوا بنا.
أعتز وافتخر عزيزي القارئ بربعك العربي النظيف,فنظافتنا في نظافة قلوبنا ونظافتهم في نظافة الرصيف.
أما إذا أردت عزيزي القارئ أن تبحث عن عربي كامل العروبة,فإنك لن تجده في التسكع في الشوارع والساحات والحدائق والملاهي الموبوئة.
بل ستجده في مراكز الأدارة والمصانع والمستشفيات,وفي مراكز البحوث والتعليم والجامعات.
إن العرب يشكلون 20% من مجمل من يحتلون رئاسة الأقسام والإدارات.
وهذا الرقم كبير جداً بالنسبة إلى عدد مراكز التعليم العربية إلى عدد مراكز التعليم في باقي المجتمعات.
وعلى الرغم من عمل العقل العربي في مراكز بحوث بدائية,إلا أنه سجل الفتوحات والأنتصارات في شتى الميادين العلمية.
وهذا الواقع فرض على العقول العربية أن تنهل من كافة أنواع المشارب العلمية.
فقد درس المرحلة الأبتدائية بالعربية والثانوية بالفرنسية,والجامعية بالأنجليزية.
وتخصص يالألمانية,ونال الدكتوراة بالروسية,وأخيراً قدم أبحاثه بالغة الأسبانية.
فإن أحتجت عزيزي القارئ_لا قدر الله_إلى قطع غيار بشرية,فلا تفكر أبداً وسارع إلى شرائها من مخزن(( الأمة العربية)).
ففيه رئات وصدور عانت من القهر والظلم والحقدو الحسد سنين طوال ومع ذلك فهي ما تزال تتنفس,وتعمل بصورة جيدة.
أكباد عانت من الأسى والحزن واليتم سنين طوال,ومع هذا لم تتليف,وما زالت تعمل بصورة جيدة
معدات عانت من الجوع والحرمان والمياه الملوثة سنين طوال ومع هذا فما تزال تهضم وتعمل بصورة جيدة.
معدات تأبى أن تأكل الحرام,قليلاً كان أم كثير,بدلاً من معدات تجتر على الدوام لحوم الجرذان والخنازير.
قلوب تذوب لبكاء الرضيع,وتهب الحب بأقصى ما تستطيع.
أبقيّ بضاعة عزيزي القارئ أجود وأضمن من هذه البضائع.
وهل هناك عقول أفضل من العقل العربي ذكاءً وتكيف,وقد ظلمه الكثيرون بأن أتهموه بالتبلد والتليف.
أبحث أيها العربي عن ثلاثة أرباعك الضائعة,ولن تجدها على أرصفة أوربا النظيفة وفي حدائقها الرائعة.