الأدباء وقضايا الأمة

[حسن عبدالحميد الدراوي]

الأدب أحد وسائل التعبير الجميل التي يلجأ اليها صاحبها عندما يجد نفسه في حاجة للإفصاح عما يختلج فيها من أحاسيس وتباريح وهموم .
وعندما يستشعر الأديب أو المفكر هموم أمته ويعيش الواقع الذي تعيشه ، ويعاني الآلام التي تعانيها ،في شتي أقطارها ، ويكون لسانها المعبر ،وصوتها الناطق ، وضميرها الحي الذي يحس مايقع عليها من إضطهاد وظلم وعدوان ،فيكون أدبه وفكره صدى لهذا كله ، محورا ينطلق منه للدفاع عن حقوقها المنتهبة ، وأعراضها المنتهكة ، يومها يكون قد أدى دوره في الحياة ووفى الدين الذي عليه وأعطى الضريبة التي في عنقه لهذه الأمة التي هي في حاجة إلى بيانه وفكره وإبداعه ليصوغ منه آيات تخلد أمجادها ،وتدفع ضيمها في حاضرها البئيـس .
فإن سما الأديب والمفكر لهذا المستوى ووعى دوره المهم في عالم لا يعرف إلا القوة والتكتلات والتكالب على المصالح والتسابق الى الفوز بالأنصبة من هذا العالم المستباح ـ أعني العالم الإسلامي الذي يعيش واقعا مقلوبا بعد المحاولات الكثيرة والجادة التي تحاول تفريغه من محتواه الفكري وفصله عن منهجه ورسالته ودوره الذي هيأ له .
فعندما نلقي نظرة عجلى على واقع كثير من من مفكرينا وأدبائنا لا تجد هموم أمتهم هي أكبر همهم ولا أكثر ما يشغل بالهم ، بل ترى الانشغال بقضايا ثانوية وهامشية وربما لا تكون ذات جدوى في مســــيرتنا الفكرية .
إن لم يكن الانشغال بها عائقا من العوائق ومرضا من الأمراض يحتاج الى علاج .
ولعلـل مشاعر الأصالة والنخوة تحرك القلوب وننظر الى هموم الأمة النظرة الحقيقبة التي تتطلبها أمتنا
منا جميعا .