المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قوة الكلمة (حسين ليشوري)



حسين ليشوري
14/02/2009, 02:49 PM
قوة الكلمة

ما جدوى كلمة أو بضع كلمات لتغيير أوضاعنا السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية و الثقافية، أوضاعنا التي أقل ما يقال عنها أنها "زفت" على طول الخط ؟ ما جدوى كلمة أو بضع كلمات لهز نفوس غدت خامدة كأنها خشب جامدة، و ما جدوى كلمة أو بضع كلمات لبعث الأجساد البالية من الأجداث الخالية إلا من ذكرى "حبيب و منزل" (؟!) من ذكرى أنها احتوت نفوسا في يوما ما ثم غدت جثثا تمشي لكنها لا تتقدم، تعيش و لكنها لا تحيى !هل للكلمة، إذا شُحنت بالصدق، قوة تستطيع بعث الأجساد البالية و هز النفوس الخامدة و تغيير أوضاعنا "الزفت" كلها؟ نعم ! إن لها لقوة تستطيع النهوض بأمة من الحضيض الأسفل إلى القمة السامقة إن هي "استمدت قوتها من ضمائر الشعوب و من مشاعر الإنسان و من صُراخات البشرية و من دماء المكافحين الأحرار" كما قال الأستاذ سيد قطب رحمه الله، زيادة على شحنة الصدق.
و لئن كان كفاحنا، نحن العرب، أمس من أجل التحرر من براثن الاستدمار الغاشم و من أجل الانعتاق من ربقة هيمنته المهينة، سلاحنا في ذلك العزيمة القوية و الاستماتة المستمرة، فإن كفاحنا اليوم من أجل التحرر من التبعية الاقتصادية و الثقافية و السياسية و من أجل الانعتاق من ربقة المديونية المذلة سلاحنا في ذلك الكلمة الصادقة الدائمة و العمل الجاد الدؤوب المبتكر، و في هذا السياق يقول سيد قطب دائما :" إن السر (سر قوة الكلمة) العجيب ليس في بريق الكلمات و موسيقى العبارات، إنما هو كامن في قوة الإيمان بمدلول الكلمات و ما وراء المدلولات ! إنه في ذلك التصميم الحاسم على تحويل الكلمة المكتوبة إلى حركة حية و المعنى المفهوم إلى واقع ملموس"
و قد يشكك بعض الناس في جدوى الكلمة و يهونون من شأنها، و قد يتشكك الكُتاب أنفسهم في فعاليتها و خطورتها و لهؤلاء و أولئك نقول:"لا تشكوا في فعالية الكلمة و خطورتها و لا تشكوا في جدواها و لا تهونوا من شأنها، لأن الكلمة الحق الصادقة ستكون حتما صائبة و ستفعل في النفوس و العقول فعل السحر في الأجسام و الأبدان". يقول سيد الأستاذ سيد قطب أيضا:" إن أصحاب الأقلام يستطيعون أن يصنعوا شيئا كبيرا، و لكن بشرط واحد: أن يموتوا هُمْ لتعيش أفكارهم، إن أطعموا أفكارهم من لحومهم و دمائهم، أن يقولوا ما يعتقدون أنه الحق، و يقدمون دماءهم فداء لكلمة الحق، إن أفكارنا و كلماتنا تظل جثثا هامدة، حتى إذا متنا في سبيلها أو غذيناها بالدماء انتفضت حية، و عاشت بين الأحياء" رحم الله سيد قطب فقد عمل بما يدعو له فمات و عاشت أفكاره.
و نختم هذه الوقفة بقولنا "في البدء كانت الكلمة" و لولا خطورة الكلمة لما خافها الطغاة و لما حاربها البغاة ! و رحم الله القائل :
" و لضربةٌ من كاتب بمداده === أمضى و أنفذ من غُرر الحسام"

حسين ليشوري
19/06/2009, 09:03 PM
يبدو أن كلمتي هذه لم تكن من القوة بحيث تثير فضول القراء فيشاركوا فيها بالنقد أو التفنيد أو التأييد و تركوها كالأرض البور تشكو حروفها في السطور ! أم تراها من الصحة و الصواب بحيث لم يجد أحد ما يعلق به عليها ؟
و هذه الحال لا تسرني إذ كلٌّ يؤخذ من كلامه و يرد إلا المعصوم محمد، صلى الله عليه و سلم، وحده فقط و لا معصوم غيره، أما باقي الناس و مهما كانوا حكماء بلغاء فإنه يرد عليهم بالقليل أو الكثير، فما بال الإخوة ينطقون بحق و بباطل في كل موضوع و هم هنا ساكتون ؟؟؟

وفاء الحمري
19/06/2009, 09:18 PM
يبدو أن كلمتي هذه لم تكن من القوة بحيث تثير فضول القراء فيشاركوا فيها بالنقد أو التفنيد أو التأييد و تركوها كالأرض البور تشكو حروفها في السطور ! أم تراها من الصحة و الصواب بحيث لم يجد أحد ما يعلق به عليها ؟
و هذه الحال لا تسرني إذ كلٌّ يؤخذ من كلامه و يرد إلا المعصوم محمد، صلى الله عليه و سلم، وحده فقط و لا معصوم غيره، أما باقي الناس و مهما كانوا حكماء بلغاء فإنه يرد عليهم بالقليل أو الكثير، فما بال الإخوة ينطقون بحق و بباطل في كل موضوع و هم هنا ساكتون ؟؟؟



السلام عليك اخي حسين
اننا نقرأ لكن يتطلب الرد مزاجا ووقتا
لو قال اي كاتب مثل قولك هذا نكون جميعا مشتركين في التهمة
لترى بنفسك كم من موضوع ترد عليه انت نفسك ؟
الكلمة وتاثيرها موضوع شيق امر عليها مصافحة وانتظر المزيد من كتاباتك الهامة التي اتابعها سواء صامتة او مشاركة
تحياتي وحمد لله على عودتك بالسلامة

.

حاتم قويدر
19/06/2009, 09:57 PM
قوة الكلمة
و لئن كان كفاحنا، نحن العرب، أمس من أجل التحرر من براثن الاستدمار الغاشم و من أجل الانعتاق من ربقة هيمنته المهينة، سلاحنا في ذلك العزيمة القوية و الاستماتة المستمرة، فإن كفاحنا اليوم من أجل التحرر من التبعية الاقتصادية و الثقافية و السياسية و من أجل الانعتاق من ربقة المديونية المذلة سلاحنا في ذلك الكلمة الصادقة الدائمة و العمل الجاد الدؤوب المبتكر، "

اخي الاستاذ حسين اكرمه الله

نعم اقاسمك الحزن في هذا الموقف المأساوي..فقد تذوقته وعتبت حتى النسيان ..
لكني ايقـنـت أننا - واقصدها أننا - في واتا لا نمتطى التمييز..فالعطاء وافر..والبحر هادر ..والسيل جارف..والنهر عذب ..والعين معطاءه تشرب من ماءها حيث يصدفك..فلا يعتب باقي النهر سوء حظه ..فلن تستطيع ارضاء النهر ولو اشتد الظمأ.
ولكن اصبر يا أخي..والله المستعان.

نعم..
قالت العرب: "رب قول انفذ من صول"
وقد علم اعداء الامّه ان منا من يقول ويفعل..ومنا من يسمع الكلام ويثأر..
نعم فلعبوا اللعبة علينا..منعوا اصحاب المواقف من الكلام ..وقاموا مقام موجهينا بالكلام..وزرعوا الفتنه, فلم يجدوا من ينبذها..وتكلموا فوجدوا من يسمع لهم فوجّهوه ..
وهكذا التزمنا هذا الوضع بين الامم..
بانتظار فرسان الكلام واصحاب المواقف لِـيَسُوقونا سَوْقاً خلال الصخور الى قمم الجبال.

دمت فارسا للكلمة..مع تحياتي

معتصم الحارث الضوّي
19/06/2009, 10:45 PM
الأخ الكريم حسين ليشوري
الكلمة تغيّر ما لا يتغير بالسيف.
انظر سيدي من فضلك كيف حوّلت كلمة "اقرأ" في القرآن الكريم العرب إلى أصحاب حضارة عريقة لا زالت تسير بذكرها الركبان.
روبسبيير وجان جاك روسو وغيرهم استطاعوا بكلمات نابعة من القلب، وموجهة للعقل أن يصنعوا الثورة الفرنسية.
عندما أطلقها مارتن لوثر كنغ قائلا "إن لديّ حلما..."، استجابت لندائه الملايين، وانتفضت حركة الحقوق المدنية من سباتها لتغيّر القوانين، وتطبع حياة الملايين بالتحسين.

الكلمة سلاحٌ لا يستهين به إلا مُكابر، ولكن العلة يا سيدي الكريم، أننا لا نُتبع -في نظامنا العالمثالثي- الكلمة بالفعل، ولا نقرنهما، بل تبقى الكلمة يتيمة تنتظرُ الدعم من أخيها "الفعل" دون جدوى، وبلا طائل.

فائق تقديري

حسين ليشوري
19/06/2009, 11:13 PM
السلام عليك اخي حسين
اننا نقرأ لكن يتطلب الرد مزاجا ووقتا
لو قال اي كاتب مثل قولك هذا نكون جميعا مشتركين في التهمة
لترى بنفسك كم من موضوع ترد عليه انت نفسك ؟
الكلمة وتاثيرها موضوع شيق امر عليها مصافحة وانتظر المزيد من كتاباتك الهامة التي اتابعها سواء صامتة او مشاركة
تحياتي وحمد لله على عودتك بالسلامة
.

و عليك السلام و رحمة الله تعالى و بركاته يا أختي الكريمة الذاهبة الآيبة وفاء !

شكرا لك على الترحيب و التهنئة، كان غيابي ’’إضطراريا/ إراديا’’ و عدت أبحث عن ’’الوفائين’’ فوجدتهما و لله الحمد و المنة !

صدقت و الله في تبريرك الرد على الكتابات و أنا شخصيا أقرأ الكثير و لا أرد إلا على القليل، لكن بماذا أبرر أسفي عن قلة ردود القراء على كتاباتي إلا أن الكاتب ’’طماع’’ و يرى نفسه قد أتى بما لم تأت به الأوائل !!!
لكنني لما أقرأ المشاركات الكثيرة على التفاهات أصاب بالإكتئاب و أرغب في كسر يراعي و الصراخ على من لا يريد سماعي !!!!!!!

أنا أمزح معك يا أخية لن أكسر يراعي و يبدو أن العكس هو الصحيح فإنه سيكسرني هو و ليس أنا !

تحيتي و مودتي التامتان الدائمتان !

حسين ليشوري
19/06/2009, 11:32 PM
اخي الاستاذ حسين اكرمه الله
نعم اقاسمك الحزن في هذا الموقف المأساوي..فقد تذوقته وعتبت حتى النسيان ..
لكني ايقـنـت أننا - واقصدها أننا - في واتا لا نمتطى التمييز..فالعطاء وافر..والبحر هادر ..والسيل جارف..والنهر عذب ..والعين معطاءه تشرب من ماءها حيث يصدفك..فلا يعتب باقي النهر سوء حظه ..فلن تستطيع ارضاء النهر ولو اشتد الظمأ.
ولكن اصبر يا أخي..والله المستعان.
نعم..
قالت العرب: "رب قول انفذ من صول"
وقد علم اعداء الامّه ان منا من يقول ويفعل..ومنا من يسمع الكلام ويثأر..
نعم فلعبوا اللعبة علينا..منعوا اصحاب المواقف من الكلام ..وقاموا مقام موجهينا بالكلام..وزرعوا الفتنه, فلم يجدوا من ينبذها..وتكلموا فوجدوا من يسمع لهم فوجّهوه ..
وهكذا التزمنا هذا الوضع بين الامم..
بانتظار فرسان الكلام واصحاب المواقف لِـيَسُوقونا سَوْقاً خلال الصخور الى قمم الجبال.
دمت فارسا للكلمة..مع تحياتي

أخي الأستاذ حاتم قويدر : تحية أخوية مسائية من البُليدة، مدينة الورود !
أشكرك جزيل الشكر على تفاعلك الأخوي، بارك الله فيك.
لما علم أعداؤنا أننا أمة خُطَب و ليس أمة خَطْب على الأعداء قالوا عنا أننا ظاهرة صوتية و عاملونا على هذا الأساس !
هم يعملون و لا يقولون حتى بعد العمل بينما نحن نقول و لا نفعل بل نقتل من يفعل !
و الغريب في الأمر أننا نصلي أو يصلى بنا بـ ’’ يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون، كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون’’[الصف/3،2]، قد تقول لي : إن العرب و المسلمين منهم قد رموا كتاب الله وراءهم ظهريا فكيف يعتبرون بما جاء فيه ؟ و أقول لك : و هذه هي الطامة الكبرى و البلية العظمى بالضبط !
شكرا لك أخي الكريم و دمت على التواصل البناء الذي يغني و لا يلغي.
تحيتي و من البُليدة لك ودي و وردي.

حسين ليشوري
19/06/2009, 11:49 PM
الأخ الكريم حسين ليشوري
الكلمة تغيّر ما لا يتغير بالسيف.
انظر سيدي من فضلك كيف حوّلت كلمة "اقرأ" في القرآن الكريم العرب إلى أصحاب حضارة عريقة لا زالت تسير بذكرها الركبان.
روبسبيير وجان جاك روسو وغيرهم استطاعوا بكلمات نابعة من القلب، وموجهة للعقل أن يصنعوا الثورة الفرنسية.
عندما أطلقها مارتن لوثر كنغ قائلا "إن لديّ حلما..."، استجابت لندائه الملايين، وانتفضت حركة الحقوق المدنية من سباتها لتغيّر القوانين، وتطبع حياة الملايين بالتحسين.
الكلمة سلاحٌ لا يستهين به إلا مُكابر، ولكن العلة يا سيدي الكريم، أننا لا نُتبع -في نظامنا العالمثالثي- الكلمة بالفعل، ولا نقرنهما، بل تبقى الكلمة يتيمة تنتظرُ الدعم من أخيها "الفعل" دون جدوى، وبلا طائل.
فائق تقديري


أخي الأستاذ معتصم تحية أخوية : السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته.
أشكرك جزيل الشكر على تعليقك المنم عن وعي عميق و قد سبق قولي إلى الأستاذ حاتم قويدر عن نبذ المسلمين لكتاب الله في جميع الميادين مع أنهم يقرؤون فيه ’’ يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون، كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون’’[الصف/3،2]، و غيرها من التوجيهات و التعاليمات لكن ...كأننا ننفخ في رماد !!!!
و قديما قال بشار بن برد


لقد أسمعت لو ناديت حيا = و لكن لا حياة لمن تنادي

و من هنا كانت مآسينا و مخازينا كلها و الله المستعان !
تحيتي و تقديري أخي الكريم معتصم.
و لك من البُليدة ودي و وردي.