المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خضراء برغم الأسود ..



اشرف مجيد حلبي
15/02/2009, 10:20 PM
واحد ٌ انكسرَ

والعدّ ُ لم يبدأ بعد ُ ،

سقطتْ أشلاء ُ الشظايا

في معمعة ٍ لا تعرف ُ كيف َ ُتنظمّ ُ قيامتها

ضجيج ٌ خارج َ الحيّز ِ يلعب ُ في الحبكة ِ الهامشيّة ِ

دورَ البطولة ِ ..

يترك ُ الساحة َ للصدفة ِ البلاغيّة ِ

ويُعوّل ُ على المجهول ِ في رصد الومضة ِ الخلاقة ...!




كلمات تلبس ُ ميلاد َ الأخضر

فكيف َ سنبلغ ُ مهرجان اللوز قبل المغيب ؟ - يسألُ التأخيرَ -

يمضي خطوة ً إلى الأمام ِ وخطوة إلى الوراء ..!

لا حدّة َ لتوتر ِ المفردات في الجواب ِ المتحجّر ِ

ولا طعم َ لعصير ِ القناعات .. حيث المجهول في الردّ ِ !


أنت ِ فكرة ُ وضوح ٍ ُمخيفة ٍ ...

ُمعلقة ٌ بين َ وهم ٍ ويقين

والأبيض يشيب ُ ببطئ شديد ...

تخلص ُ إلى حقيقة ِ واقعها


الملامح المائية لا بد

أن ترتوي قبل ُ بالمنطق ِ الطافي

فوق النسيان كي ُتعمّد َ

هكذا ُيزهّرُ الورد ُ فقط

عند َ الطوفان !




في الدجى قابع ٌ يهوى المشاهد البيضاء ..

يتزحلق ُ فوق الجليد ِ بلغة ٍ قدرها الارتطام

لا تبصر ُ الأجنحة ُ المُحلقة ُ خيط َ قصاصة ِ الورق ِ

لا تنظرُ خارج َ محيطها المعدوم ِ من َ الخيال ِ ...



لسنا أمواتا ً بعد ُ

هي الأكذوبة ُ الأكثر َ شهرة ً

في استفتاء ِ النوم ِ الطويل ِ

أقرب ُ للحلم ِ المركون ِ

في غيبوبة ٍ تتكلم ُ من نومها بالترهات ِ ...


انساب َ تدفق ُ هذيانها واختلط َ الزيت ُ بالماء ِ

فلا هي تعوم ُ في الجديد ِولا هي قادرة ٌ على الامتزاج ِ بالقديم

نصفان ِ من جسد ٍ عالق ٍ يبحث عن وحدة ِ اكتماله ..



ما بين َ اللاشيىء والشيىء ُ في الزوال ِ

يتحجرُ النبض ُ رغما ً عنه ...

لنا حسٌّ .. خامد ٌ في الحضور ِ

عطشى الملامح َ في لحظة ِ صدق ٍ مع نفسها

لو أنها نظرت إلى أسفل ركبتيها

لوجدت أنّ قدميها مبلولتان ِ بالماء ِ ...




بوزن ِ الريشة ِ نمتهن ُ التحليق َ - تشرد ُ الأفكار ُ -

ونترك ُ الأرض الصلبة َ

للجاذبية ِ الفارضة ِ نفسها بثقل ِ العيار ِ


نحن ُ المحلقون َ

ُنبصر ُ من أعلى كلّ المجريات ِ

نحن ُ أذكى خلق ِ الله فراسة ً

والباقون َ - أهل ُ الأرض ِ – لهم ُ الغزوات ُ والنزوات ُ

وسلطنة ُ الوتر ِ في مجرى العتاب ِ

يأكلون َ حصادنا وطموح أحلامنا

ُمخلفين َ دخان الحريق في الحكايات قبل النوم ِ

ونحن ُ

ما زلنا ُنبصرُ صفحتنا البيضاء.... في المرايا ..!!



واحدٌ انكسرَ ,

فتدبر الفتات ُ أمرَ التكوين

عاجزا ً عن فهم ِ الواحد ِ الجديد ِ

إذ ازداد َ عن ِ الواحد ِ بالقليل ِ ..!


لا يطرحُ الخصب ُ أكثرَ منْ قدرة المرج ِ

على العطاء ِ ..

للتراب ِ حسبة ٌ لا تخلطها التلاقيح ُ

في مجرى الرياح ِ ..


هي الكدمات ُ يعدّها العظم ُبلون ٍ أزرق ..

يكشف ُ عشقه ُ للسماء ِ .. للبحر ِ ..

للخير ِ القادم ِ على شكل ِ حبات المطر

محصية ٌ بمثل ِ عدد ِ ابتهال ِ البشر ِ للمطلق ِ


بشروا الرحيق َ ...

وانثروا ملامح الشعر ِ في الزهر ِ

إنْ ُتغدقوا العطاء َ ُتدركون الشهد َ

في جهد ِ العطاء ِ ..


واقتبسوا من فوضى الغبار ِ

لحظة َ رحيله ِ ..

فالأشياء ُ بخواتمها مهما تجنت التفاصيل ُ

ساعة َ الإعصار ِ ..

للمشهد ِ دوما ً بقية ٌ

ترف ُ الحبر ِ المُنصاع ِ للأمواج ِ

ينثرُ خلاصة َ الزبد ِ

ويقحم ُ في مجرى القصيد ِ

بلاغة َ الغرق ِ الطافي ...!


غازلوا الشهب َ في ديمومة ِ اللحظات ِ

المُستأنسة ِ ما قبل َ الرحيل

بسرعة ِ البرق ِ يخطفها المدى المُشتاق للانبهار ..!


في عهدة ِ الزمن ِ الجميل ِ

أسرار يعرفها الجميع ُ ..

تتحدث ُ بصمت ٍ إذ ُيسمع ُ صوتها

دائما ً ُتجاهرُ بالعذب ِ المُقفى

عصيرا ً برائحة ِ الياسمين

ينساب ُ في مجرى الشريان ِ من دون الكلام

يتجنّى على نفسه ِ بالتقصير ِ

هنالك َ ذرة ٌ في النص ِ تحتملُ المزيد َ من السكر ..!


وانتشاء ٌ لماء ِ الورد ِ يتفتق ُ من النواة ِ

يرسم ُ في غزارة ِ الولادة ِ

مطرا ً يحملُ قضية ً ..ُتصرّ ُ على الحياة ِ ..


خصبة ٌ هذه الفلسفة ُ ,

عتيقة ٌ وما زالتْ تتجدّد ُ

كلما انتهت النهاية ُ

تظهرُ بحلة ٍ فيها العروس ُ عذراء ُ

والخطوات يسبقها الندى

يغسل ُ وجه َ الفجر ِ بفطرة الطفولة ِ البريئة ِ

وحليب ِ المفردات ِ يكتبها

جنينا ً يحابي في أروقة ِ البزوغ ِ

مقدمة ً للضفائر الذهبية

إذ تبلغ ُ سنّ النضوج ِ في الأضلاع ِ ...


تلمّعي كما تشائين َ

واضبطي معايير الجمال ِ

كيمياء ُ وهجك ِ لا يخضع ُ للقياس ِ

إنما يفتي بالجمال القادر ِ على التجدد ِ

خارج َ القياس ِ ..




لمَ الأصفرُ يتحرك ُ في نبض الورق بهمّة ِ السكران

يتمايلُ خارج اتزان الثبات

فتقع المفردات الخريفية خارج السياق ,


تطرح ُ فكرا ً ُمشتتا ً ُيحرض ُ على الاندمال ...






للقيد ِ قصة ٌ طويلة ٌ مع الحصار

أذرع ٌ مكتوفة ٌ وأرجلٌ

لا تقوى على الحركة ِ

تنتظرُ الفرج َ من الجلاد ِ ...!


وهو ينقشُ على الصخر ِترنيمة َ الفتات ِ ..

يجمعها في خندق ِ العبارات

يحشرها في النص ِ

كبدعة ٍ لا تستأنسُ في زخم التحليق ِ

لا تملك قدرة ً على الطيران ِ

والحبرُ يركضُ خلف َ طريدة ٍ

أرجلها على الأرض ِ

وجسمها يحلق ُ عاليا ً في السماء ِ ..!

- حدثيني عن الغرابة ِ –

تهزأ ُ الخاتمة ُ الباحثة ُ عن ملامحها

والجيل ُ بأكمله ِ يترقب ُ إشارة َ من التمثال ِ





يقولون أنني النعيّ ُ في بشرى الربيع ِ !

فلم َ استعجال ُ الضريح ِ

والقبرُ قاطن ٌ على بعد ِ خطوة ٍ

في كلّ شيء حولنا ..

وهم إنْ سمعوا رسول َ البلاغة ِ قتلوه ُ

خوفا ً من التنوير ...

يا مشهد الحريق ِ أين َ أنت َ من لمعة ِ البريق ِ

ُتخلّف الرماد َ

وذاك َ ينزفُ أملا ً , يضخّ ُ المعايير الإنسانية

في الإنسان ..!




أوقفتُ موتك ِ في الظلّ ِ

فتعثرتْ وسقطتْ

تلكَ المجهولة ُ في الحدث ِ ..


وتكسرت عظام ٌ شتى

يوم َ سقطت من َ الحبر ِ

لواعج َ البعث ِ القريب ِ



هلْ للرمز ِ ديمومة ٌ واضحة ٌ

كي تكتبين َ فطرتك ِ بالحليب ِ

مفردات ٌ إذْ تبحرُ يسألها الموج ُ

عن حطام ٍ ذكرته ُ النبوءة ُ

- ذاكَ انكسار ٌ في الوضوح ِ العتيد ِ -

وأنت ِ تخرجين َ من جهلك ِ

المُحدق بك ِ

من كلّ الزوايا والخفايا

من كلّ ُ الأسئلة الحائرة ِ بلون ِ المصير ..!


ِ

الأسرارُ ُتدفنُ في حبر ِ التراب ِ المُتناثر

دمع ٌ إذ ْ يلمس أثر خطاك ِ

لا يطرح ُ سوى الغبار في مشهد الخطوات ...

عن قصد ٍ

ُيشتتها الأثيرُ بهجرة ِ السرب ِ لحمامة ٍ

وجدتْ ضالتها في سفر ِ الوحدة ِ ،

عن قصد ٍ

ينتظرها بعيون ٍ لم تنم منذ حط ّ عن الرحيل ..


يمنحها الأسود في البداية - جرعة رعب ٍ -


أشباح ٌ نحن ُ

وهم بشرٌ يخافون الأحلام المميتة

تمرغي في الوحل أكثر

لأنّ الحقيقة قذرة أكثر

تمرّغي

ريثما تستحمين َ في ينبوع الشريان ..




دعي للخاتمة جهدها في فكّ اللغز ِ

فأنت ِ الآن مجرد تكهن يشرد ُ

في وعي الكلمات الصامدة ...


والهالة حولك ِ مبهورة ٌ بك ِ حدّ الخوف ِ

أيّ انضباط ٍ هذا الذي

يتسكع ُ في ترف ِ المفردات الواثقة من نفسها


هنالك َ أرض ُ تنتظرُ تحريرها

والبقية ُ ترف ٌ يسرقُ الوهم َ

ووهمٌ يسرقه ُ الترف ُ ..

.. لا يحتمل اجتهاد المفردات الصعبة

حينما ُتصرّ على فعل الاستحالة ....


من ُيصرّ ُ على الموت واقفا ً لا ُيقهرُ

رجلاه ُ على الأرض ِ ورأسه ُ في عمق السماء ِ

لا ُيبصرُ في الخوف ِ سوى خلاصه ُ الأبديّ

فعلى الأرض ِ تحضنه ُ أرضه ُ

وفي السماء ِ يحرص ُ على كلّ ذرة ٍ من ترابها

في قلبه النابض ِ بالعنبر ِ والحرير ...



فلنعجن الطحين َ من دمائنا

ولم لا

ألسنا أهل السنابل

وهكذا يعرفنا الخصب منذ القديم



واحدٌ انكسرَ ,

فتدبر الفتات ُ أمرَ التكوين

عاجزا ً عن فهم ِ الواحد ِ الجديد ِ

إذْ ازداد َ عن ِ الواحد ِ بالقليل ِ ..!


ولاّدة ٌ هذه الأمة ُ إلى يوم الدين ...

جواد دياب
26/02/2009, 06:43 PM
الأخ الشاعر أشرف مجيد

قصيدة جميلة

شكرآ لك


دمت بخير وهناء ..

اشرف مجيد حلبي
20/06/2009, 11:50 PM
الأخ الشاعر أشرف مجيد
قصيدة جميلة
شكرآ لك
دمت بخير وهناء ..




شكري الجزيل لتعاطف مفرداتك مع النص

العزيز جواد دياب

دمت بخير وسلام