وامعتصماه

[حسن عبدالحميد الدراوي]

[الكلمة فن من فنون المعرفة ، والكلمة الحوارية فن ومعرفة وفهم وعلم ، الكلام معارف وفنون ، الشعر كلام موزون والقصة كلام محبوك ، والكلمة الصحفيةكلمة مدروسة ومسؤولة .
الكلمة علم وعمل والعمل قرين لانستطيع فراقه،فمن استطاع أن يكون قرينه صالحا فليعمل ، فإنه لايصحبه في آخرته غير عمله .
الكلمة نصح وارشاد وتجربة وحقيقة ، والنصح في العمل أولى درجاتالاتقان ، ومادام الإنسان يعمل فعمله قرين له وصاحب ملازم له ، فلا أقل من أن يعتني بهذاالصاحب ، فيجعله في أجمل صورة وعلى أفضل وجه ، وإلا كانت الصحبة نكدة وعفنة وكانمت الملازمة عناء وشقاء والعمل الصالح المصاحب للمرء رائحته كالعطر ، فمن يعمل بالكلمة الصادقة المسؤلة له كل الاحترام والتقدير من الناس ورائحته زكية فواحة فلا أحلى ولا أجمل من عطر فواح ينحني له الكل بإحتراموتقدير .
الكلمة الصادقة النابعة من الإحساس بالمسؤلية تجيش الجيوش العرب جميعا يحترمون كلامهم اللهم ندر ، الأعرابية نادت وقالت : وامعتصــــــــــــماه فعرف المعتصم معنى الكلمة لمن قيلت ؟ ومتى قبلت ؟ ومن قالها ؟ .
تلك هي الكلمة الصادقة فلبى المعتصم النداء وجيش الجيوش لتلك الكلمة الصادرة من فم مكلوم مظلوم ، تلك هي الكلة الصادقة ولعلى أطلب ممن ينتسب للعروبة أن يقتدي بالأعرابية والمعتصم لأننا خير أمة إن شاء الله نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر ونلبي دعوة الداعي .
احترامي وتقديري لصاحب الكلمة الصادقة أينما كان ويكون ]