ابراهيم درغوثي
02/01/2007, 03:36 PM
حكاية الصياد الذي مازال يبحث
عن حوت يونس .
قصة قصيرة
ابراهيم درغوثي / تونس
ها أنا أرى السماء تلامس الماء ، فتتحدان في نقطة واحدة . والسمك الصغير يحوم حول السفينة ويقول خذوني . وماء البحر يغري العطشان :
-ا شرب ولا تخف ، فالموت واحد ، والرب واحد ، ولن تعيش يوما أطول من عمرك .
اشرب ولا تخف .
وأشرب رشفة ، فأتفلها بسرعة قبل أن تزيد إيلاما لحلقي المجروح .
أتفل الماء المالح ، وأتفل وراءه قلبي .
وأرى السحب تتزاوج فوقي ، في فضاء الرب الواسع ، فأصبر نفسي وأعللها :
عللاني فإن بيض الأماني فنيت والزمان ليس بفاني .
إن تناسيتما وداد قوم ، فاجعلاني من بعض من تذكران .
وأحاول عقلي عله يسعفني بقائل هذا الشعر .
وأنسى بعد قليل هذا الموضوع لأعود إلى جسدي المتيبس كجذع نخلة خاوية . وأعود إلى صاحبي أبحث فيه عن بقية حياة .
كنت قلت له عندما رأيته يهم بالشرب من اليم :
- ما أكبر غباءك يا صاحبي . تداوي العطش بماء البحر . وكان يرفع عينيه الذابلتين من التعب والسهاد ، ويقول :
- ما أكبر صبرك أيها الجمل .
وازدادت السحب التصاقا بعضها ببعض كقطيع غنم داهمه الذئب . وبدأ المطر في الهطول ، فنزعت قميصي ورفعته في الفضاء ، ما بين السماء والبحر . وقلت للماء المنهمر : - تعال بللني . بلل ردائي . بلل شعر رأسي . اطفئ النار المشتعلة في قلبي . اطفأني .
ورقصت وأنا ألوح للمطر بالرداء ، فرقصت السفينة . ورقصت الحيتان . ورقصت عرائس البحر .و رأيت صاحبي الممدد على ظهره فوق الخشب المبلول بالماء يفتح عينيه وينادي :
- اعطني كأس ماء بارد .
فرأيتني أفتح باب الثلاجة . وأختار له من بين القوارير الأبرد ، فأمزج ماءها بعطر الزهر وأسقيه حتى الارتواء .
وأعود إلى قميصي أصطاد به قطرات المطر الهاربة في كل الاتجاهات .
*****
خمسة أيام ونحن هنا ، مابين الماء والماء .
خمسة أيام ونحن نبحث عن رحمة الرب .
اعطنا يدك يا رب البحار والمحيطات والسمك المشوي والمجمد في كل برادات العالم .
ولكن هل يسمع رب البحار نداء بحارته ؟
ترى هل يسمع ؟
ترى هل يسمع نداء محرك السفينة المعطبة الضائعة وسط اليم ؟
هل تسمع يا رب يونس نداء جوعاك وسط هذه الصحراء الزرقاء وهم يأكلون السمك نيئا ويشربون الملح ؟
قلت لصاحبي :
- ارشف من الماء قليلا قليلا .
فرد على هذا النصح المر :
- ما أعظم صبرك أيها الجمل .
وواصلنا النداء لرب يونس لعل رحمته تطل علينا . ظللنا ننادي وننادي إلى أن استجابت السماء لندائنا بحوامة تطوف فوقنا . فنزعنا ملابسنا ولوحنا بها . لوحنا بالقمصان وبالسراويل وبالملابس الداخلية . ونادينا بأصواتنا حتى بحت . نادينا رب الطوافة ، ورب رب الطوافة ، ورب السماوات السبع ، ورب بحار العالم . ولم ترنا الطوافة . ولم يرنا رب الطوافة . ولم يرنا رب رب الطوافة . ولم يرنا رب البحار السبعة . فسقط صاحبي على ركبتيه وبكى .
قلت له :
- عوض البكاء ، ادع ربك يبعث لنا بحوت يونس ، أنت أيها الكظيم .
فقال :
- عندما أموت ، اذبحني بسكين حادة من الوريد إلى الوريد وتأكد من أن عنقي مقطوع . فأنا أخاف أن أستيقظ فأجدني في جوف الحوت . وما أنا بنبي .
وضعت يدي على رأسه المحموم فأخرج من جيبه سكينا تقطع الحديد ، وأعاد القول :
- اذبحني بهذه السكين يا صاحبي .
فعدت للحديث عن يونس وحوته :
- أما تأمل في الحوت أنت أيها البحار الذي ظل عن طريق الجامعة ، ودروس الحضارة وتاريخ المنمنمات واهتدى إلى أبواب الموانئ يبحث عن رزقه فوق ظهر الحوت ؟
قال :
- لقد نفق حوت يونس ، فلا توجع القلب الوجيع يا صاحبي ، وهاك السكين .
*****
عندما ابتل القميص بماء المطر ، عصرته في فمي ، فأحسست بطعم العرق في حلقي . ومررت القميص المبلول على شفتي صاحبي فخيل إلي أنه يلعق بلسانه البلل . فقلت له :
- لم تصبر بما فيه الكفاية يا صاحبي . ها رب يونس يرسل علينا السماء مدرارا . ولكنك مت وملء جوفك البحر .
فقال :
- ما أكبر صبرك أيها الجمل .
*****
كان ماء البحر يقتل صاحبي .
والشمس الحارقة تقتل صاحبي .
وأبواب الجامعة التي أعطته شهادة بيضاء تقتل صاحبي .
والحوامة العمياء التي طارت فوق رأسينا ولم يرنا ربها تقتل صاحبي .
وسماسرة الميناء يقتلون صاحبي .
وأكداس السمك التي تعود وسط صناديق الثلج إلى جوف البحر تقتل صاحبي .
وتلويحة الحبيبة وقت الذهاب إلى البحر تقتل صاحبي .
وارتعاشة الحب فوق السرير تقتل صاحبي .
وحوت يونس يقتل صاحبي .
واذكر في الكتاب يونس إذ نادى ربه وهو كضيم يقتل صاحبي .
وسمسار السمك المربع الشكل وهو يقلب الصناديق باشمئزاز ليبخس حقها يقتل صاحبي .
وكيلو السمك الذي نبيعه في الميناء بمليمات ونراه في الشادر معروضا بعشرة دنانير يقتل صاحبي .
وحوت يونس انقرض بعدما علب لحمه سماسرة البحار وباعوه للكلاب المدللة في الشقق الفاخرة .
فامتلأ جوف صاحبي بالماء المالح .
صاحبي الذي ظل يردد في وهن :
- أنت أيها الصابر كجمل . لا تنسى ، اذبحني من الوريد إلى الوريد . فكثير على سماسرة الميناء أن يأكلوا لحمي الموزع على سمك البحار والمحيطات ، وأنا أنظر إلى موائدهم من أعلى عليين .
ويصمت صاحبي فيتكدس السمك فوق الطاولات .
السمك المقلي ، والسمك المشوي ، والسمك المحمر ، والسمك المعلب مع صلصة الطماطم والمعد للتصدير إلى موانئ المدن البعيدة . وسمك التونة السمين ، وسمك السردين المغناج ، وسمك البوري و......
وسمك القرش الذي يأكل التونة .
والتونة التي تأكل البوري .
والبوري الذي يأكل السردين .
والسردين الكبير الذي يأكل السردين الصغير .
وحوت يأكل حوتا يأكل حوتا يأكل حوتا يأكل حوتا يأكل حوتا يأكل حوتا يأكل حوتا يأكل حوتا يأكل حوتا يأكل حوتا يأكل حوتا يأكل حوتا يأك..............................كل .................................................. .................................................. ............................حو.................... .................................................. ............................تا ..يأك............................................. ....................................
وسماسرة الميناء يأكلون أصحاب سفن الصيد .
وأصحاب سفن الصيد يأكلون البحارة .
والبحارة يرمون بالحوت في البحر . والبحر لا يقبل بالحوت الميت ، فيرمي به إلى الشاطئ . والحوت الميت يتدكس :
كدسا
فوق
كدس . كدس .
كدسا
فوق فوق
كدس . كدس . كدس .
كدسا
فوق . فوق
كدس . كدس . كدس
كدسا
فوق ،فوق
كدس . كدس . كدس . كدس .
وطيور البحر تأكل من الحوت الميت .
تأكل
تأكل ، تأكل ، تأكل ،
تأكل ، تأكل ، تأكل ، تأكل ، تأكل
تأكل ، تأكل ، تأكل ،
تأكل ، تأكل ،
تأكل
ت
أ
ك
ل
فتموت .
وتتكدس
فوق
أكداس
الحوت .
ويمتلئ العالم برائحة الجيف .
فيستفيق صاحبي من موته .
وتقوم قيامته .
فيجمع السمك ، وينفخ فيه من روحه .
وينادي :
يا يونس .
أدع ربك ، لعل وعسى ...
وأسأله كيف عدت إلى عالم الناس يا صاحبي ؟
فيقول :
ما أكبر صبرك أيها الجمل .
*****
مات صاحبي في اليوم الرابع من تقويم ضياعنا في البحر .أغمض عينيه ونام .
عندما ناديته :
- استفق أيها الميت . أما تأمل بحوت يونس ؟
قال :
لا أظن . فيونس كره البحر ورائحة البحر وظلام جوف الحوت .
اذبحني يا صاحبي من الوريد إلى الوريد ، ولا ترم بالسكين في البحر . قد تحتاجها . فلا ترم بها للحيتان .
فوضعت السكين تحت رأسي ونمت بجانبه .
وجاء حوت يونس وأنا نائم ...
*****
عندما فتحت عيني رأيت أطباء وممرضين حولي . كانت صورهم كالضباب . وسمعتهم يرطنون بلغة غير لغة أهل الجنة ...
dargouthibahi@yahoo.fr
www.arab-ewriters.com/darghothi/
عن حوت يونس .
قصة قصيرة
ابراهيم درغوثي / تونس
ها أنا أرى السماء تلامس الماء ، فتتحدان في نقطة واحدة . والسمك الصغير يحوم حول السفينة ويقول خذوني . وماء البحر يغري العطشان :
-ا شرب ولا تخف ، فالموت واحد ، والرب واحد ، ولن تعيش يوما أطول من عمرك .
اشرب ولا تخف .
وأشرب رشفة ، فأتفلها بسرعة قبل أن تزيد إيلاما لحلقي المجروح .
أتفل الماء المالح ، وأتفل وراءه قلبي .
وأرى السحب تتزاوج فوقي ، في فضاء الرب الواسع ، فأصبر نفسي وأعللها :
عللاني فإن بيض الأماني فنيت والزمان ليس بفاني .
إن تناسيتما وداد قوم ، فاجعلاني من بعض من تذكران .
وأحاول عقلي عله يسعفني بقائل هذا الشعر .
وأنسى بعد قليل هذا الموضوع لأعود إلى جسدي المتيبس كجذع نخلة خاوية . وأعود إلى صاحبي أبحث فيه عن بقية حياة .
كنت قلت له عندما رأيته يهم بالشرب من اليم :
- ما أكبر غباءك يا صاحبي . تداوي العطش بماء البحر . وكان يرفع عينيه الذابلتين من التعب والسهاد ، ويقول :
- ما أكبر صبرك أيها الجمل .
وازدادت السحب التصاقا بعضها ببعض كقطيع غنم داهمه الذئب . وبدأ المطر في الهطول ، فنزعت قميصي ورفعته في الفضاء ، ما بين السماء والبحر . وقلت للماء المنهمر : - تعال بللني . بلل ردائي . بلل شعر رأسي . اطفئ النار المشتعلة في قلبي . اطفأني .
ورقصت وأنا ألوح للمطر بالرداء ، فرقصت السفينة . ورقصت الحيتان . ورقصت عرائس البحر .و رأيت صاحبي الممدد على ظهره فوق الخشب المبلول بالماء يفتح عينيه وينادي :
- اعطني كأس ماء بارد .
فرأيتني أفتح باب الثلاجة . وأختار له من بين القوارير الأبرد ، فأمزج ماءها بعطر الزهر وأسقيه حتى الارتواء .
وأعود إلى قميصي أصطاد به قطرات المطر الهاربة في كل الاتجاهات .
*****
خمسة أيام ونحن هنا ، مابين الماء والماء .
خمسة أيام ونحن نبحث عن رحمة الرب .
اعطنا يدك يا رب البحار والمحيطات والسمك المشوي والمجمد في كل برادات العالم .
ولكن هل يسمع رب البحار نداء بحارته ؟
ترى هل يسمع ؟
ترى هل يسمع نداء محرك السفينة المعطبة الضائعة وسط اليم ؟
هل تسمع يا رب يونس نداء جوعاك وسط هذه الصحراء الزرقاء وهم يأكلون السمك نيئا ويشربون الملح ؟
قلت لصاحبي :
- ارشف من الماء قليلا قليلا .
فرد على هذا النصح المر :
- ما أعظم صبرك أيها الجمل .
وواصلنا النداء لرب يونس لعل رحمته تطل علينا . ظللنا ننادي وننادي إلى أن استجابت السماء لندائنا بحوامة تطوف فوقنا . فنزعنا ملابسنا ولوحنا بها . لوحنا بالقمصان وبالسراويل وبالملابس الداخلية . ونادينا بأصواتنا حتى بحت . نادينا رب الطوافة ، ورب رب الطوافة ، ورب السماوات السبع ، ورب بحار العالم . ولم ترنا الطوافة . ولم يرنا رب الطوافة . ولم يرنا رب رب الطوافة . ولم يرنا رب البحار السبعة . فسقط صاحبي على ركبتيه وبكى .
قلت له :
- عوض البكاء ، ادع ربك يبعث لنا بحوت يونس ، أنت أيها الكظيم .
فقال :
- عندما أموت ، اذبحني بسكين حادة من الوريد إلى الوريد وتأكد من أن عنقي مقطوع . فأنا أخاف أن أستيقظ فأجدني في جوف الحوت . وما أنا بنبي .
وضعت يدي على رأسه المحموم فأخرج من جيبه سكينا تقطع الحديد ، وأعاد القول :
- اذبحني بهذه السكين يا صاحبي .
فعدت للحديث عن يونس وحوته :
- أما تأمل في الحوت أنت أيها البحار الذي ظل عن طريق الجامعة ، ودروس الحضارة وتاريخ المنمنمات واهتدى إلى أبواب الموانئ يبحث عن رزقه فوق ظهر الحوت ؟
قال :
- لقد نفق حوت يونس ، فلا توجع القلب الوجيع يا صاحبي ، وهاك السكين .
*****
عندما ابتل القميص بماء المطر ، عصرته في فمي ، فأحسست بطعم العرق في حلقي . ومررت القميص المبلول على شفتي صاحبي فخيل إلي أنه يلعق بلسانه البلل . فقلت له :
- لم تصبر بما فيه الكفاية يا صاحبي . ها رب يونس يرسل علينا السماء مدرارا . ولكنك مت وملء جوفك البحر .
فقال :
- ما أكبر صبرك أيها الجمل .
*****
كان ماء البحر يقتل صاحبي .
والشمس الحارقة تقتل صاحبي .
وأبواب الجامعة التي أعطته شهادة بيضاء تقتل صاحبي .
والحوامة العمياء التي طارت فوق رأسينا ولم يرنا ربها تقتل صاحبي .
وسماسرة الميناء يقتلون صاحبي .
وأكداس السمك التي تعود وسط صناديق الثلج إلى جوف البحر تقتل صاحبي .
وتلويحة الحبيبة وقت الذهاب إلى البحر تقتل صاحبي .
وارتعاشة الحب فوق السرير تقتل صاحبي .
وحوت يونس يقتل صاحبي .
واذكر في الكتاب يونس إذ نادى ربه وهو كضيم يقتل صاحبي .
وسمسار السمك المربع الشكل وهو يقلب الصناديق باشمئزاز ليبخس حقها يقتل صاحبي .
وكيلو السمك الذي نبيعه في الميناء بمليمات ونراه في الشادر معروضا بعشرة دنانير يقتل صاحبي .
وحوت يونس انقرض بعدما علب لحمه سماسرة البحار وباعوه للكلاب المدللة في الشقق الفاخرة .
فامتلأ جوف صاحبي بالماء المالح .
صاحبي الذي ظل يردد في وهن :
- أنت أيها الصابر كجمل . لا تنسى ، اذبحني من الوريد إلى الوريد . فكثير على سماسرة الميناء أن يأكلوا لحمي الموزع على سمك البحار والمحيطات ، وأنا أنظر إلى موائدهم من أعلى عليين .
ويصمت صاحبي فيتكدس السمك فوق الطاولات .
السمك المقلي ، والسمك المشوي ، والسمك المحمر ، والسمك المعلب مع صلصة الطماطم والمعد للتصدير إلى موانئ المدن البعيدة . وسمك التونة السمين ، وسمك السردين المغناج ، وسمك البوري و......
وسمك القرش الذي يأكل التونة .
والتونة التي تأكل البوري .
والبوري الذي يأكل السردين .
والسردين الكبير الذي يأكل السردين الصغير .
وحوت يأكل حوتا يأكل حوتا يأكل حوتا يأكل حوتا يأكل حوتا يأكل حوتا يأكل حوتا يأكل حوتا يأكل حوتا يأكل حوتا يأكل حوتا يأكل حوتا يأك..............................كل .................................................. .................................................. ............................حو.................... .................................................. ............................تا ..يأك............................................. ....................................
وسماسرة الميناء يأكلون أصحاب سفن الصيد .
وأصحاب سفن الصيد يأكلون البحارة .
والبحارة يرمون بالحوت في البحر . والبحر لا يقبل بالحوت الميت ، فيرمي به إلى الشاطئ . والحوت الميت يتدكس :
كدسا
فوق
كدس . كدس .
كدسا
فوق فوق
كدس . كدس . كدس .
كدسا
فوق . فوق
كدس . كدس . كدس
كدسا
فوق ،فوق
كدس . كدس . كدس . كدس .
وطيور البحر تأكل من الحوت الميت .
تأكل
تأكل ، تأكل ، تأكل ،
تأكل ، تأكل ، تأكل ، تأكل ، تأكل
تأكل ، تأكل ، تأكل ،
تأكل ، تأكل ،
تأكل
ت
أ
ك
ل
فتموت .
وتتكدس
فوق
أكداس
الحوت .
ويمتلئ العالم برائحة الجيف .
فيستفيق صاحبي من موته .
وتقوم قيامته .
فيجمع السمك ، وينفخ فيه من روحه .
وينادي :
يا يونس .
أدع ربك ، لعل وعسى ...
وأسأله كيف عدت إلى عالم الناس يا صاحبي ؟
فيقول :
ما أكبر صبرك أيها الجمل .
*****
مات صاحبي في اليوم الرابع من تقويم ضياعنا في البحر .أغمض عينيه ونام .
عندما ناديته :
- استفق أيها الميت . أما تأمل بحوت يونس ؟
قال :
لا أظن . فيونس كره البحر ورائحة البحر وظلام جوف الحوت .
اذبحني يا صاحبي من الوريد إلى الوريد ، ولا ترم بالسكين في البحر . قد تحتاجها . فلا ترم بها للحيتان .
فوضعت السكين تحت رأسي ونمت بجانبه .
وجاء حوت يونس وأنا نائم ...
*****
عندما فتحت عيني رأيت أطباء وممرضين حولي . كانت صورهم كالضباب . وسمعتهم يرطنون بلغة غير لغة أهل الجنة ...
dargouthibahi@yahoo.fr
www.arab-ewriters.com/darghothi/