المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لم العجلة..؟.



ماهين شيخاني
18/02/2009, 12:47 PM
همس في إذنه وقال : بعد أقل من شهر ستذهب إلى الخدمة الإلزامية ؟ . كان المهموس له قد تجاوز الخامسة والخمسين من عمره , يمتلك روح الدعابة والفكاهة , وسريع البداهة . التفت إليه وقال : هذه الأخبار أصبحت تفاهة وغير مستجدية لمريض مثلي ولا نقاهة , ولم يعد لها احترام ووجاهة , ولا صدق ونزاهة ؟ .

- لا أمزح أنني أقول لك الصدق , الم تفتح التلفاز على قناة الديمقراطية , كانت ندوة مع د: ( .........), المسوؤل الإعلامي المعروف , ورئيس المركز الإعلامي السوري في (.....) انه يعتبر من الناس البعيدين والقريبين من السلطة و بامكانك متابعة الحلقة غدا , لأنه سيعاد , لقد تكلم بموضوع الأجانب وحتى موضوع الانتخابات ونشر وبشر .

- نظر إليه وبابتسامته المعهودة قال : سأسرد لك قصة قديمة .
- تفضل ؟.
- شكرا , وبدأ سرد الحكاية .
قديما كان الناس يذهبون للتسوق إلى مدينة ماردين المعروفة , كون المنطقة كلها آنذاك لا توجد فيها سوق , ولا عمل إلا في هذه المدينة , حيث كانت برية ماردين واسعة والناس يتوجهون إلى البازار إليها , حتى سمي كل من سكنها من أكراد وعرب ومسلمين ومسحيين بالبازاري – أي المدني –
- هز الهامس رأسه ( دلالة على صدق كلامه ) .
- تابع المهموس حديثه :
ذات يوم توجه رجل قروي إلى ماردين لشراء بعض الحاجيات , ثم عرج إلى محل نجارة – كانوا يسمونه في وقتها والى الآن ( خراط ) , لتفصيل سرير خشبي لطفله المولود حديثا .
- تقصد ( دركوش – مهد ).
- تماما ؟. واستأنف ثانية الحديث .

طلب الخراط منه خمسة قروش ثمنا لعمله وسيكون السرير جاهزا في أقرب فرصة من الزيارة القادمة إنشاء الله. ولكن الزيارات تتالت إلى البازار ( مدينة ماردين ) والى خراطنا , إلا أن السرير لم ينجز.

كبر الطفل , شب , تزوج , رزقه الله بطفل , طلبت زوجته منه سريرا , تذكر سريره وبان ثمن السرير مازال في عهدة الخراط . فاحزم ذاته للذهاب , وتوجه إليه : رآه قد كساه الزمان حلة بيضاء .
سلم عليه وعرفه على نفسه وسرد حكاية والده المرحوم بأنه قد أوصى له بسرير, عندما كان طفلا , وها هو قد كبر وتزوج ورزق بطفل , ولذلك أتى إليه آملا منه بوفاء وعده و إنهاءه من إنجاز عمل السرير .

- نظر إليه الخراط ملياُ , واستجمع نشاطه بعد لحظات , ثم أخر ج من جيبه نقوداُ من فئة الخمسة قروش ورماه في وجه الزبون وقال :
مالكم مستعجلين على السرير ؟. إن إنجاز عمل كهذا يأخذ وقت ؟. وانتم القرويون مستعجلون دائماُ ؟. خذ مالك واغرب عن وجهي ؟ .

خرج الزبون فاغر الفاه , مندهشا , وسأل ذاته , هل كنت حقا مستعجلا طيلة ثلاثون عاما في طلبي ؟...

- وهذا أنا يا صاحبي خمس وخمسون عاماُ , أولادي وأحفادي ورثوا مني هذه المعضلة التي لم تحل , ونسمع من فترة لفترة ألإشاعات والمقابلات والوعود التي لم أعد تصديقها .
- انتهت -

2006
بقلم : ماهين يخاني .

زهار محمد
21/02/2009, 03:18 PM
الأخ ماهين
لم العجلة؟
والحياة فيها المنتظرون أكثر من المستعجلين
دمت مبدعا:vg:

ماهين شيخاني
22/02/2009, 11:44 AM
تحياتي اخي زهار محمد شكرا للمشاركة ودمت اخ وصديق - ما هين شيخاني