المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقامة الخسة في عدم نصرة اهل غزة



الدكتور محسن الصفار
18/02/2009, 11:01 PM
مقامة الخسة في عدم مناصرة اهل غزة
كان الرجل الغني يمر في احد الازقة وهو يحمل صينية مليئة بانواع اللحم المشوي اللذي اشتراه وشواه عند اللحام كي يطعمه لاصدقاءه في وليمته الفاخرة بمناسبة صفقته الرابحة في التجارة وكانت رائحة اللحم المشوي تسبقه في الطريق و اذا به يرى رجلا ملقى على جانب الطريق وقد بدت عليه اثار الضرب و المرض اقترب التاجرمنه ووضع صينية الطعام على الارض وقال للرجل :
مالك يا اخي وقد بدا الوهن على وجهك
ضعيف الحول وكان روحك فارقت بدنك؟
اجابه الرجل الملقى على الارض بصوت ضعيف وقال :
يااخا العرب شكرا لك على السؤال
فقدت كل مالي وسائت بي الحال
وانا غريب هنا بلا اهل ولا عيال
قال له التاجر :
استغفر الله ربي العظيم
هو الرحمن وهو الرحيم
ما حل بك وضربك في الصميم ؟
اجاب الرجل :
وانا في طريقي الى بلدي
كي ارجع الى زوجتي وولدي
و افرحهم بما كسبته من كدي
لحقني اللصوص من بعدي
وهاجموني واخذو كل ما عندي
رد التاجر:
لابارك الله لهم في قوة ولا ذراع
ولانصرهم في صراع ولا نزاع
لايعرفون الا السرقة والخداع
وجعل بين روحهم وبدنهم الوداع
اكمل الرجل :
ومن يومها وانا اعاني من الجوع
لاحد يلتفت لحالي وتمر الجموع
ولم اكل شيئا منذ قرابة اسبوع
اطلب العون وصوتي غير مسموع
انادي واسمع نفسي كالصدى مرجوع



اخذ التاجر يبكي بصوت عال ويذرف الدموع ويضرب على ركبته مما سمع من حال الرجل المسكين من فقر وجوع وغربة وانقطاع عن الاهل والاحباب وسرقة ماله وكده وتعبه , قال له الرجل المسكين :

بارك الله بك وبهذه الدموع
وجعل دعائك عند الله مسموع
وكان المرض عن جسمك ممنوع
وكل بلاء عن اهلك وبيتك مدفوع
اعطني شيئا من اللحم اسد به الجوع
ولاحاجة لجليل مثلك بذرف الدموع
اجابه التاجر :
لاتزعل مني ايها الاخ المسكين
ففي بيتي من كبار التجار ستين
في وليمة دعوت لها منذ يومين
ساذرف عليك من الدموع نهرين
ولكن لن تنال من اللحم ولا عضتين
واردف قائلا :
نحن قوم كل ما ننصر به اخوتنا الكلام
ثم بعد ذلك نمر من جنبهم مرورالكرام
ونذهب الى بيوتنا وناكل ونفرح وننام
رد الرجل الفقير:
لا والله بل انتم قوم لئام
فالمسلم لايهنا بعيش ولا منام
واخيه يهان ويضرب ويضام
لم اذا فرض الله عليكم الصيام
ونصرة الاخ هي دعوة رب الانام
لابارك الله لكم بقعود ومقام
حرام هذا اللذي يحدث حرام

مضى الرجل الغني بصينية لحمه تاركا الفقير بجوعه ومرضه ولم يسال عنه ولم يلتفت لانينه ووجعه .
اوليس هذا حالنا عندما نسمع بمصيبة غزة ؟ كثرة كلام وقلة فعل