المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الديك والدجاجة والفأر- قصة للأطفال مترجمة



م.علي ناصر
19/02/2009, 01:27 PM
الديك و الدجاجة و الفأر


في يومٍ من أحد الأيام كانت هناك هضبةٌ ، وكان فوق الهضبة بيتٌ صغيرٌ جميل جداً، له بابٌ صغيرٌ أخضر اللون، و له أيضاً أربع نوافذ ذات أبواب خضراء.
كان يعيشُ في المنزل ديكٌ و دجاجة و فأر صغير.
في الهضبة المقابلة القريبة من الضفة الثانية للنهر كان هناك منزل آخر. كان منزلاً بشعاً ، بابه لا يغلق جيداً، ونافذتاه مكسورتان. وكان يعيش فيه ثعلب كبير وسيِّء مع أبنائه الثعالب الأربعة السيئين.
في أحد الأيام قال الثعالب الصغار لأبيهم:
" نحن جائعون جداً".
قال الأول : لم نأكل شيئاً البارحة.
وقال الثاني: وأكلنا القليل فقط ليلة أول أمس.
قال الثالث: أكلنا نصف دجاجة قبل ثلاثة أيام.
قال الرابع: و لم نأكل سوى بطتين صغيرتين قبل أربعة أيام.
بدأ الثعلب الكبير يفكر بمكر و دهاء و هو يهز رأسه.
بعد قليل قال الثعلب السيئ بصوت غليظ:
-في الهضبة المقابلة بيت جميل، يعيش فيه ديك كبير.
صرخ اثنان من الثعالب الصغيرة بصوت عالٍ:
- و يعيش هناك فأر كبير أيضاً.
و صرخ الثعلبان الآخران بفرحٍ و خبثٍ:
- و تعيش هناك دجاجةٌ حمراء أيضاً.
عندئذ قال الثعلب الكبير السيئ:
- إنهم لذيذون جداً. سآخذ الكيس الكبير معي وسأضع فيه الديك و الدجاجة و الفأر، ثم أعود إليكم لنتناول جميعا طعاماً لذيذاً.
خرج الثعالب الصغار و رقصوا بانتظار الوليمة، بينما حمل الثعلب الكبير الكيس الفارغ على ظهره و توجه نحو الهضبة المقابلة.
خلال هذه الفترة، ماذا كان يجري بين الديكِ والدجاجةِ و الفأر؟؟
يبدو أنه لم يكن يوماً جيداً بالنسبة للديكِ والفأر!
استيقظ الديكُ في الصباحِ و قال:
- يا له من طقسٍ حار!
و استيقظ الفأرُ في الصباحِ وقالَ:
- يا له من طقسٍ باردٍ!
إذن كان مزاجهما مُعكَّراً، فنزلا منزعجين إلى المطبخ، ثم إلى خارجِ البيتِ ، حيث كانت الدجاجة تنظفُ بسعادةٍ و نشاطٍ حولَ البيتِ.
سألتِ الدجاجةُ: من سيجمعُ الحطبَ من أجل الموقدِ؟
أجاب الديكُ: لا أستطيعُ فأنا متعبٌ.
و أجاب الفأرُ: وأنا لا أستطيعُ لأنني متعبٌ أيضاً.
فقالت الدجاجةُ: لمْ تعملا اليومَ شيئاً كي تتعبا أيها الكسولان، أنا سأجمعُ الحطبَ إذن.
و ذهبت الدجاجةُ و جمعتِ الحطبَ، في حين كان الديكُ و الفأرُ جالسين دونَ عملٍ. وحين عادت الدجاجة بالحطب سألتهما: و الآن من سيذهبُ إلى النبعِ ليجلبَ لنا الماءَ كي نشربَ جميعاً؟
قال الديكُ والفأرُ بصوتٍ واحدٍ: لا نستطيعُ.
فقالت الدجاجةُ: إذن أنا سأذهبُ إلى النبعِ وأجلبُ الماءَ.
و ذهبَتِ الدجاجةُ الحمراءُ إلى النبعِ وأحضرتْ جرةَ ماءٍ عذْبٍ، ثم وضعَتْ قليلاً من الماءِ ليغلي على النارِ، و سألتْ:
- والآنَ من سيُعدُّ طعامَ الإفطارِ؟
فردَّ الديكُ و الفأرُ بصوتٍ ناعسٍ معاً:
- لا نستطيعُ.
فقالتِ الدجاجةُ النشيطةُ:
- أنا سأعدُّ طعامَ الإفطارِ لكم أيضاً.
و أعدَّتِ الدجاجةُ الصبورةُ طعامُ الإفطارِ، وتناولَ الجميعُ طعامَ الإفطارِ معاً، وخلال تناولِ الطعامَ تناثرَ بعضُ فُتاتِ الخبزِ حولَ المائدةِ، فاتُّسخَتِ الطاولةُ والأرضُ و سألتِ الدجاجةُ من جديدٍ:
- من سينظفُ الطاولةَ و الأرضَ بعد الطعامِ؟
أجاب الكسولان: لا نستطيعُ.
قالت الدجاجةُ: أنا سأفعلُ كلَّ شيءٍ!
و قامت الدجاجة بتنظيف الطاولةِ والأرضِ وحولَ الموقِدِ، ثم قامَتْ بتنظيفِ الأطباقِ والمطبخِ، و عادَتْ لتسألَ الديكَ والفأرَ الكسولين:
- من سيرتبُ الأسرَّةَ التي نمْنا عليها؟
فأجاب الديكُ و الفأرُ بصوتٍ واحدٍ كالعادة: لا نستطيع.
فقالَتِ الدَّجاجةُ : أنا سأرتبُ جميعَ الأسرَّةِ.
صعدت الدجاجة النشيطة إلى غرف النومِ لترتبَ الأسرةَ، بينما جلسَ كلٌ من الديكِ والفأر على كرسيه الهزَّاز و نام مسترخياً بكسلٍ و لا مبالاةٍ.
في هذه اللحظاتِ كان الثعلبُ الكبيرُ قد وصل قمةَ الهضبةِ، ودخل حديقةَ البيتِ ونظرَ من النافذةِ، ثم دقَّ البابَ.
فتح الفأرُ عينيه بتكاسلٍ و سألَ:
- من سيأتيَ في وقتٍ كهذا؟!
قالَ الديكُ الكسولُ:
-إذا أردْتَ معرفةَ الطارقِ، اذهبْ إلى الباب وانظر بنفسِكَ!
ظن الفأرُ أن ساعيَ البريدِ بالبابِ، أنه ربما يحملُ رسالةً لهُ، فأسرعَ وأزاحَ المزلاجَ الذي كان يُقفلُ البابُ بوساطتهِ ، قبل أن يتحققَ من هُويةِ الطارقِ، وفتحَ البابَ ليُفاجأَ بالثعلبِ الماكرِ الكبيرِ و هو يقفزُ للداخل و قد ارتسمتِ ابتسامتُه الخبيثةُ على وجهِه.
صرخَ الفأرُ:"ساك...ساك..ساك.." وحاول القفزَ هارباً إلى المدخنةِ. خاف الديك وصاح:"كوكو...كوكو...كوكو.." و قفز إلى ظهرِ الكرسي، لكن الثعلبَ ضحكَ بصوت عال وماكر وهو يمسكُ بالفأر بذنبه و يلقيه في الكيس، لم يتعب بالإمساك بالديكِ أيضاً، فوضعه مع الفأر في الكيس.
سمعَتِ الدجاجةُ المسكينةُ الضجةَ فأسرعَتْ ونزلتْ إلى الصالةِ، لتجدَ نفسَها بين يدي الثعلبِ الذي قبضَ عليها و وضعَها مع الآخرينَ في الكيسِ.
أخرجَ الثعلبُ حبلاً طويلاً وربط الكيسَ، ثم وضعَه على ظهرِه، وانطلق إلى أسفلِ الهضبةِ متجهاً إلى منزلِهِ ، حيثُ ما يزالُ الثعالبُ الأربعةُ الصغارُ يرقصون بانتظارِ الطعامِ اللذيذِ.
قال الديكُ المحبوسُ في الكيسِ: ليت لم أكن كسولاً.
و قال الفأر المحبوس في الكيس: ليت لم أكن كسولاً ، ليت كنت حذراً.
قالت الدجاجة الذكية المحبوسة في الكيس معهما:
-يمكنكُما الآنَ إصلاحَ أخطائكُما، لا تحزنا،لم يفُتِ الوقت بعدُ، انتبها لما سأقوله لكما:
_ لدي الآن محفظتي التي أحملها دوماً، وفيها مقصٌ و كشتبانٌ و إبرةٌ و خيطٌ. بعد لحظات سترون ماذا سأفعلُ.
بعد لحظاتٍ شعر الثعلبُ الكبير بالحرِّ الشديد لأن الشمسَ كانت حارةً ،فأحسَّ بالتعبِ، وأن الكيسَ ثقيلٌ جداً على ظهرِه . فقرر الاستراحة في ظلِّ الشجرة والنومِ قليلاً. فوضع الكيسَ المربوطَ جانباً وغطَّ في نومٍ عميقٍ.
عندما سمعت الدجاجةُ الحمراءُ شخيرَ الثعلبِ أخذتِ المقصَ وقصَّتْ ثقباً صغيراً في الكيسِ وهمست بصوتٍ ناعم :
-أخرجْ أيها الفأرُ بسرعةٍ من الثقبِ واجلبْ حجراً كبيراً بحجمِكَ وعدْ إليَّ.
خرج الفأرُ ثم عادَ بحجرٍ ثقيل ٍجداً سحبَه خلفَه إلى الكيسِ وساعدتْهُ الدجاجةُ والديكُ لإدخالِه إلى الكيسِ. ثم قصتِ الدجاجةُ الثقبَ أكبرَ فأصبحَ باستطاعةِ الديكِ الخروجَ منه وقالت له :
- اخرجْ بسرعةٍ أيها الديكُ واجلب حجراً بحجمك، هيا، هيا.
و خرجَ الديكُ من الكيسِ ثم أحضرَ حجراً بمثلِ حجمِه، و ساعدتْه الدجاجةُ و الفأرُ لإدخال الحجرِ إلى الكيسِ.
ثم خرجتِ الدجاجةُ و أحضرَتْ حجراً كبيراً بحجمِها، و وضعَتْه في الكيسِ، و أخرجَتْ من محفظتِها الإبرةَ و الخيطَ و الكشتبانَ.
أدخلَتِ الخيطَ في ثقبِ الإبرةِ و خاطَتِ الفتحةَ بأسرعِ ما استطاعَت من سرعةٍ، وعندما انتهَتْ من خياطةِ الكيسِ هربَتْ مع الديكِ والفأرِ بسرعةٍ كبيرةٍ إلى بيتِهم وأغلقَتِ البابَ وأوصدوهُ بالمزلاجِ.
نامَ الثعلبُ طويلاً تحتَ الشجرة، واستيقظَ متأخراً فقالَ لنفسِه:
- لابدَّ أنني تأخرتُ عن البيتِ، يجِبْ أن أُسرعَ.
و حمل الثعلبُ الكيسَ الثقيلَ على ظهرِه و نزل على سفح الهضبةِ حتى وصلَ إلى النهرِ، نزلَ في الماءِ ليقطعَ النهرَ، فغمرَ الماءُ رجليهِ ثم ركبتيهِ، و لما كان الكيسُ ثقيلاً جداً على ظهرِ الثعلب، سقطَ الثعلبُ في الماءِ العميقِ، ولم يستطعْ الخروجَ من الماءِ أبداً. و لم يرَهُ أحدٌ بعدَ ذلك.
في البيت الصغير الجميلِ على الجبل أصبح الديك والفأرُ نشيطين مجتهدين ، لا يحبان الكسلَ، ويساعدان الدجاجةَ الذكيةَ بجمعِ الحطبِ و جلبِ الماءَ من النبعِ، و يشاركان أيضاً في تنظيفِ البيتِ. وهكذا صار بإمكان الدجاجةِ الاستراحةَ أحياناً بفضل التعاونِ والحب ِّبين الجميعِ.

زاهر عطوة
01/03/2009, 10:01 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بالفعل قصة رائعة، وتشكل حافزا للأطفال للجد والاجتهاد
وفيها من العبر ما يكفي

سعاد خرموش
21/03/2009, 01:05 PM
السلام عليكم
قصة رائعة حقا ...وفيها من العبر والتشويق ما يدفعنا نحن الكبار إلى قراءتها.

م.علي ناصر
29/03/2009, 02:08 PM
العزيزان سعاد خرموش و زاهر عطوة
شكرا لملاحظتمكا المشجعة على نشر باقي قصص مجموعتي " سميرة الصغيرة" المترجمة عن الانجليزية
أطيب تحية ومودة