المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ساعة مع وزير سابق



أيمن الدقر
19/02/2009, 02:27 PM
أيمن الدقر

مضى على التغيير الوزاري اليوم أربعة أشهر، ومن يوم تغيير الوزارة لم يخرج الوزير السابق من منزله.
قرر اليوم الخروج متوجهاً إلى من يمكن أن يساعده للوصول إلى مركز ما، على أن يكون بحجم الوزارة على الأقل، كان يقف قبالة المرآة يضع ربطة العنق التي فارقته منذ أشهر، تساءل إلى من أذهب؟ لم يتصل به أحد من المسؤولين الذين كانت هواتفهم لاتنقطع، كذلك لم يعد أحد من الذين يحاولون الوصول إليه، سواء بشكل مباشر، أو عن طريق أحد معارفه، أو زوجته، أو أحد أقربائه، أو أحد أعضاء مجموعة المرافقة التي كانت لاتفارقه، لا أحد من هؤلاء حاول الإتصال به، و.... تذكر.. يا إلهي حتى رجال المرافقة لم أعد أسمع صوت واحد منهم، يطمئن عني على الأقل، أو يسألني إن كنت أريد شيئاً، يا إلهي كم الناس جاحدون، أمضى معهم أكثر من عشرة أعوام، يخرجون معه ويدخلون أينما حل، هل نسي هؤلاء العشرة أعوام!! قال في نفسه: كم الإنسان ناكر للجميل، تنبه... سأل نفسه: أي جميل؟... تذكّر....
ياإلهي، لم أقدم لأحد منهم خدمة طوال الفترة الماضية، كنت أرفض أي خدمة لأي إنسان، ألم يطلب مني المرافق مصطفى أن أساعده في الحصول على قرض من المصرف العقاري لإتمام بناء منزله ورفضت؟ ألم أكن أظهر بمظهر من لا يحب الوساطة ، حفاظاً على المصلحة العامة؟ ألم أكن أتاجر برفضي للوساطات أمام كل من يطلب خدمة، يا إلهي كم أحرجت مصطفى هذا عندما كنت أسأله أمام كل من يطلب مني شيئاًً: قل له يا مصطفى، هل تدخلت في قرض منزلك عندما طلبت مني ذلك؟ وكان مصطفى يجيب بألم: لاياسيدي، وكنت فرحاً بإعجاب المستمعين لجواب مصطفى بي، كنت أقرأ نظرة الإعجاب بنزاهتي، ولكن هل كنت نزيهاً فعلاً! على كل لا أحد يدري بأسراري وطريقة تنمية دخلي، وعملي الدائم على رفع مستوى معيشتي، أليس من حقي؟ ألست وزيراً؟
إن كان لايحق لوزير تأمين مستقبله، فلمن يحق إذن!؟.. موضوع النزاهة موضوع نسبي، وما أراه أنا معقولاً، يراه غيري عكس ذلك، نظر إلى وجهه في المرآة، تساءل: إلى من أذهب؟ وأين أتجه؟ أبو غصوب؟ أخرج من الوزارة مثلي، أبو حيان؟ لم يتصل بي مذ خرجت من الوزارة، ومن المؤكد سيضع الحجج لعدم استقبالي، تذكر الحجج التي كان يخترعها هو للناس هرباً من مقابلتهم، قال: لابد أن الجميع سيضعون نفس الحجج هرباً مني.. الأقرباء؟ منذ الشهر الأول من ولايتي في الوزارة قطعت صلتي بهم، لن يستقبلوني حتماً، أشاح بوجهه عن المرآة وضحك بصوت عال، أنا أملك مالاً لاتأكله النيران، سأقتل الوحدة، سأبحث عن أصدقاء جدد، هم سيساعدونني حتماً، سأصل إلى ما أريد رغماً عن الجميع، سأدفع لهم مايريدون، سأشتري مجداً جديداً، ارتدى سترة بدلته.. فتح باب الدار.. أراد الخروج.. أغلق الباب ثانية.. تهالك على مقعد وثير.. إغرورقت عيناه بالدموع.. سأل نفسه: من أين سآتي بأصدقاء جدد؟ وقد انقطعت عن الناس عشرة أعوام متتالية، ابعدت عني جميع الأصدقاء، تحاشاني كل من يعرفني، ومن لايعرفني ، لقد جربني الجميع، والمجرب لايجرب.

ياسر طويش
08/03/2009, 09:53 PM
من أدبيات الأديب الحبيب :أيمن الدقر

مضى على التغيير الوزاري اليوم أربعة أشهر، ومن يوم تغيير الوزارة لم يخرج الوزير السابق من منزله.
قرر اليوم الخروج متوجهاً إلى من يمكن أن يساعده للوصول إلى مركز ما، على أن يكون بحجم الوزارة على الأقل، كان يقف قبالة المرآة يضع ربطة العنق التي فارقته منذ أشهر، تساءل إلى من أذهب؟ لم يتصل به أحد من المسؤولين الذين كانت هواتفهم لاتنقطع، كذلك لم يعد أحد من الذين يحاولون الوصول إليه، سواء بشكل مباشر، أو عن طريق أحد معارفه، أو زوجته، أو أحد أقربائه، أو أحد أعضاء مجموعة المرافقة التي كانت لاتفارقه، لا أحد من هؤلاء حاول الإتصال به، و.... تذكر.. يا إلهي حتى رجال المرافقة لم أعد أسمع صوت واحد منهم، يطمئن عني على الأقل، أو يسألني إن كنت أريد شيئاً، يا إلهي كم الناس جاحدون، أمضى معهم أكثر من عشرة أعوام، يخرجون معه ويدخلون أينما حل، هل نسي هؤلاء العشرة أعوام!! قال في نفسه: كم الإنسان ناكر للجميل، تنبه... سأل نفسه: أي جميل؟... تذكّر....
ياإلهي، لم أقدم لأحد منهم خدمة طوال الفترة الماضية، كنت أرفض أي خدمة لأي إنسان، ألم يطلب مني المرافق مصطفى أن أساعده في الحصول على قرض من المصرف العقاري لإتمام بناء منزله ورفضت؟ ألم أكن أظهر بمظهر من لا يحب الوساطة ، حفاظاً على المصلحة العامة؟ ألم أكن أتاجر برفضي للوساطات أمام كل من يطلب خدمة، يا إلهي كم أحرجت مصطفى هذا عندما كنت أسأله أمام كل من يطلب مني شيئاًً: قل له يا مصطفى، هل تدخلت في قرض منزلك عندما طلبت مني ذلك؟ وكان مصطفى يجيب بألم: لاياسيدي، وكنت فرحاً بإعجاب المستمعين لجواب مصطفى بي، كنت أقرأ نظرة الإعجاب بنزاهتي، ولكن هل كنت نزيهاً فعلاً! على كل لا أحد يدري بأسراري وطريقة تنمية دخلي، وعملي الدائم على رفع مستوى معيشتي، أليس من حقي؟ ألست وزيراً؟
إن كان لايحق لوزير تأمين مستقبله، فلمن يحق إذن!؟.. موضوع النزاهة موضوع نسبي، وما أراه أنا معقولاً، يراه غيري عكس ذلك، نظر إلى وجهه في المرآة، تساءل: إلى من أذهب؟ وأين أتجه؟ أبو غصوب؟ أخرج من الوزارة مثلي، أبو حيان؟ لم يتصل بي مذ خرجت من الوزارة، ومن المؤكد سيضع الحجج لعدم استقبالي، تذكر الحجج التي كان يخترعها هو للناس هرباً من مقابلتهم، قال: لابد أن الجميع سيضعون نفس الحجج هرباً مني.. الأقرباء؟ منذ الشهر الأول من ولايتي في الوزارة قطعت صلتي بهم، لن يستقبلوني حتماً، أشاح بوجهه عن المرآة وضحك بصوت عال، أنا أملك مالاً لاتأكله النيران، سأقتل الوحدة، سأبحث عن أصدقاء جدد، هم سيساعدونني حتماً، سأصل إلى ما أريد رغماً عن الجميع، سأدفع لهم مايريدون، سأشتري مجداً جديداً، ارتدى سترة بدلته.. فتح باب الدار.. أراد الخروج.. أغلق الباب ثانية.. تهالك على مقعد وثير.. إغرورقت عيناه بالدموع.. سأل نفسه: من أين سآتي بأصدقاء جدد؟ وقد انقطعت عن الناس عشرة أعوام متتالية، ابعدت عني جميع الأصدقاء، تحاشاني كل من يعرفني، ومن لايعرفني ، لقد جربني الجميع، والمجرب لايجرب.


أقتبسها لك كاملة مع الشكر أيا الحبيب :good:

هذه لك :fl:


ياسر طويش :vg: