قمر الجليل

[الشاعر أحمد القدومي]

قمر الجليل
رثاء الشاعر الفلسطيني محمود د رويش




ورحلــــــتَ يــــا قمرَ الجلــــيــــلْ
ورحلتَ تبحثُ عـــن إجـــابــــاتٍ
تعبَّد فــــي تمرُّدها المـــدى المنفيُّ
فـــي حُلـُـــم جميــــــلْ
ورحلـــتَ قبــل العــــــــــــــرس
قبـــــــل الــــزفـَّـــة الكبـــــرى
وقـبــــــــل الفــجـــــــر
قبـــــل البـــــوح أَسئــــــلـــــــــةً
تـُــدار علــــى سِنــــيِّ الـــعمــــر
أَزمـــــنـــةً مـــــن العَـــجَــــب
العُـــــــجـــــــابْ
وأتيــتَ مـــن زمــن الـفجيـعـة
أمنيــــــاتٍ لـــــن تمـــــــوت
وجئـــتَ تحمــلُ مـــاتبقـَّـــــى
مـــــــن رُفــــات العــــــمــــر


أَوســمةً علــى صـدر الترحُّل
والـــعـــــذابْ
وكــأنَّ عمركَ ألــــفُ عمــرٍ
والمسافات البعيدة في تراتيل
الضـــيـــــاءِ
تبتـُّــلٌ بــرحــــاب شِعـــركَ
يحتفـي بالأرض بالإنســـان
بــــالـــوهـــــم الجـمــــيـــلِ
وكــــلِّ أصنـــاف الســــرابْ
وحملتَ نبض القدس في شغُفِ
القصــــيــــدة
عـــــاشـــقـــاً
تهوى الحياةَ يزفُّـــك الــزيتـونُ
والــــدَّحنــــون
تاريخـــاً تسطِّــــره الدمـــوعُ
علــــى شِغــــاف القـــلـــب
فـــــي نجــــوى التُّـــــرابِ
مــــع التـــرابْ

وأتيــتَ يُـــدْنيـــكَ التـَّـنـــائــــي
كلَّما نَسجــت خُيــــوط الليــــل
أنـــاتِ العـــذابْ
وأَتيـــتَ تحمــــل فـــي حنـــايا
رحلــــة الأَيــَّــــام
والأطــــيــــــــارِ
نزف الاغترابْ
وكأنَّكَ التِّيه المعمَّدُ بالضَّياعِ
تجــيءُ مــــن ليل المنافـــي
نَشـــوة تحلــو علـــى شفتيكَ
أُحجية الإيابْ
قد كنت تعلم أنك المنفيُّ
(عُدْتَ ولمْ تعد)
للأَرض بل جاؤوا على
كُـــلِّ الأمانـــي والرؤى
بـــــدمٍ كــــذبْ
مــــن أيـــــــن أبــــــدأُ...

يارحيق الشعر فـــي قدح الجنونِ
وقــــــــد غـــــــدا للأرض
ثالثة الأثافي؟؟
من أين أبدأ...
من دمي
أَم أَستــــبـيـــــــح الصَّمـــــتَ
أُوغل فــــي الــدُّمـوع وأستعيدُ
اللـــيـــــــلَ
فـــــي حيـــفا
لأنثرَ ماتبقـــى مـــــن قصائد
لن تموت على سفوح الكرمل
الجاثي
على ولهٍ يسافر في
شغافــــــــي ؟؟
من أين أبدأ
ياخريطة كل أزمان العذاب
وكل أهوال الفيافي؟؟
من أين أبدأ
يابداية سحر أوزان
القريض
وزهو أصناف القوافي؟؟
من أين أبدأ
يارسو ل الشعر
في دنيا المنافي ؟؟
وجعي على شفتيكَ كالصلوات
كالفجر النديِّ
فمن أكون ومن أكونْ؟؟
والبرتقال عَروض شعركَ
والقوافي زيزفونْ
ونبيذ شعركَ ينتشي
فالمفردات كواعب
والوجد يبحر في العيونْ
والموت يخجل من دموع القدس
يشرب من جفون الفجر
أقداح الجنونْ
وينام في عينيكَ موالاً
لتزهر في دروب القدس
أيام وأحلام
ترجِّع صرخة لأقصى
وتأبى أن تهونْ
هي ياصديقي رحلة العمر الحزين
فلا بداية أو نهاية بل سراب في سرابٍ
والضياع هو الضياعُ
ولا مجيب سوى المنونْ
(أثر الفراشة) ياصديقي
لن يزولَ
فكل أنهار الحياة
تصبُ في ذكرى الفراشة
كي تعيد لأرضنا
حبَّ الحياةِ
وكي نغني
عائدونْ
أنا ياصديقي مترعٌ بالوهمِ
أُزجي موتيَ الآتي
سحائب كاذباتٍ لن تجود
بغيثها بل بالمواتْ
والأرض تقبع في سباتْ
والرعب يمحو الذكرياتْ
وأنا وأنت نعانق الموت الجميلَ
ونحتسي دنَّ الرُّفاتْ
فلعل خمرة موتنا
تحيي بأمتنا الكرامةَ أو تعيد لقلبها
بعض الحياة
هي ياصديقي
رحلة الزيتون والدحنون
والحلم الجميلْ
لتعود ياقمر الجليلْ
ستعود يا قمر الجليلْ
فنهاية الإبـــــحـــار
فجر بداية الترحال
في وطنٍ يُسمَّى
يا صديقي
المستحيلْ

مع تحيات أحمد القدومي

[أحمد نمر الخطيب]

الشاعر الرائع أحمد القدومي
لله درّك هذا جمال خالص، وشاعرنا الراحل محمود درويش، يستحق أن نتذكره في كلّ قصيدة، لقد خبر درويش الموت لأكثر من مرّة، وكان يتسلح أمامه بحبّ فلسطين والقضية،إن موت الأحرار والعمالقة جرس لاستيقاظ الأمة، ودمت متألقاً