أبي

[لما منصور]

أبي
لما أعلنت الاستسلام للحياةْ
لما ارتديت ثوبك الأبيض ورحلتْ
لما تركتني وحيدة أصارع لذكرياتْ....؟؟


***
"في مسائي المستمر .. أقنع نفسي بأنك ما زلت بجانبي..وأنك لم ترحل عني..ولم تودع حياتي...


أحادثك أحاورك..ومن ثم أصمت في سكون الليل الهادئ...لأسمع كلماتك..
بعدها تتغلغل دمعة ساخنة..لتصفعني..وتصرخ في وجهي بشدة....وتقول بأن هذا مجرد ذكرى ماضية، حدثت ولن تتجدّد...


في وقتها..أصارع تلك الوسادة..أتقلب يسارا يمينا..علّني أسافر بعيدا عن هذا العالم...وأنااااااااام..


لكن تعود هذه الذكريات لتتسرب إلى منامي..وتحملني بمركبة الزمن إلى تلك الايام التي قضيتها بجابنك ..وأسبح في بحر الماضي وذكرياته...وأتذوق جمال الحياة هناك..


وبعد لحظات..تزور الشمس منامي ..دون إذن مسبق..لتيقظني من عالمي..وتعيدني إلى الواقع الأليم..


أحاول الهروب من هذه الأجواء..فأعلن انسحابي من غرفتي..فأصطدم بصورك المتناثرة في زوايا البيت..فأعود للحظات التي التقطت فيها هذه الصور...فتسقط الدمعة من جديد وتهطل بغزارة...فأحاول إخفائها لعلّ أحدا يراها....
أترك البيت ..أنطلق مسرعة..هربا من الماضي الذي يلاحقني...
لأرى في طريقي تلك الحجارة البيضاء التي تختئ تحتها صورة أبي..ومن هناك..


لأرحل الى لحظات ابي الاخيرة...ولحظات الدفن.."التي هي أشبه بلحظات إعصار مدمر..يموج في قلبي....
أنصت لتلك الكلمات الأخيرة..التي نطقت بها..
فأنطلق بابتسامة..وتفاؤل..الى الحياة من جديد....