المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عشوائية الفكر



حسن عبدالحميد الدراوي
21/02/2009, 10:41 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

بين فترة وأخرى يطل علينا كاتب أو قاص يحكي حكايات وأساطير مثل حكايات الجاهلية فيحكي قصة هاجس الأعشى أوأولاد نزار بن معد مع الألإعى الجرهمي أو قصة من قصص الأساطير مثل مصرع الزباء أو أسطورة إسفاف ونائلة أوقصة من قصص المجون واللهو مثل امرأة من فهم أو من قصص الخرافة مثل ما بين الضب والضفدع أو الغراب يقلد العصفورة.
وحار الأدباء بين الديمقراطية والاشتراكية والرأسمالية والحرية والانفتاح والأحزاب وأصبحت عشوائية الفكر لدى المثقفين واضحة وضوح الشمس في رابعة نهارها .
فهذا أديب يدافع عن الديمقراطية وذاك يدافع عن الاشتراكية وهذا مع الرأسمالية وذاك ضد الوحدة العربية وهذا يدندن ويطنطن لهذا أوذاك .وبات المتلقي للثقافة العربية في حيرة من أمره وحتى خطبة الجمعة لم تسلم من هذا التشتت ، ونتيجة لهذا عزف المتلقي عن القراءة رغما عنه .
فهذا الأديب كتب كلاما محبوكا وذاك كتب كلاما منمقا معسولا والمتلقي في حيرة من هذا وذاك أيصدق هذا أوذاك وبا السؤال يطرح نفسه على المتلقي .
ـ لمن أقرأ ؟
ـ لمن أشاهد ؟
حتى الأغنية وكلماتها لم تسلم من هذه العشوائية ولكن بعد صمود الأهل في غزة وبعد هذه الملحمة البطولية أقول:
لا لعشوائية الفكر ......... لا ، لأى كتابات من أى نوع لأن الشعوب هي التي ستحكم على كتابها وأدبائها وأصبح التحديث لثقافتنا أمـــرا مهما ومطلبا شعبيا لا يخرج عن إطار الحفاظ على ثوابت الأمة لأن التاريخ وحده هو الحكم وسيحكم على الجميع وهو لا يقبل الدفاع عن أى متهم بالعشوائية وحكمه قاس لا مراء فيه ولا مهادنة لأمـر ما وهو لا يقبل النقض في أي من أحكامه ولأن أدباء أية أمة هم حملة المشاعل فيها لذا فالتملق والمداهنة والمهادنة لا مكان لهما بين الأدباء ولأن قافلة التحديث تبدأ من قلم الأديب والمعلمبعدها نقول : آن لهذه العشوائية أن تنتهي وإلى الأبد واضعين في الاعتبار أن الشعوب تعي وتفهم ما يكتب لها .
فثقافتنا العربية والإسلامية واضحة المعالم وباقية بقاء الزمن في الأندلس لأن أدباءنا كانوا يكتبون ما يرونه ضرورة ومايمليه عليهم ضمائرهم .
فكفى لعشوائية الفكر خصوصا بعد ملحمة غـــــــــــــــزة ولنجعلها بداية جديدة لتاريخ جديد في ثقافتنا العربية ولنكتب برؤية واضحة ... رؤية العدالة لنصنع المستقبل بنزاهة الكلمة وشـــــــرف المهنة .
مع خالص تحياتي لثقافتنا العربية الأصيلة ولكل أديب أصيل .