المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بأي عذر إلى التاريخ نعتذر



ماهر خالد قطيفان
23/02/2009, 11:52 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أسمحوا لي أن أقدم لكم هذه المشاركه وهي قصيده للشاعر السوري الكبير إبراهيم الأسودأرجوا أن تنال إعجابكم

بأي عذر ٍ إلى الـتاريـخ نـعـتــذرُ=مـمّا أسـاءت لـه سَـوْءاتُنـا الكُـبَـرُ
أزرى بنا حـين خـاطـرنا بـذمّـتنـا=فاجـتاحنـا ضـارباً نـاقـوسـه الخطَرُ
جواً.. وبحراً.. وبراً، في مـصـائرنـا=تحكَّم النسـرُ.. والتمسـاحُ.. والنمِــرُ
ونـازعتنا الجـهاتُ السـتُّ وجهـتـنا=الفوقُ والـتحـتُ ثـم الأربَـعُ الأ ُخَـرُ
فـي كـمـب دافيد إجـرامٌ أعِـدَّ ، وفي=أوسـلو اجتماعٌ، وفي مدريـد مؤتـمرُ
و زُعـزعـت ثَـمَّ أعـلامٌ و أشـرعـةٌ=مـن السـفـينة، والألواح والـدسُـرُ
والريـح قاصـفـةٌ.. والشـمس كاسـفةٌ=والبـدر منخسفٌ.. والنـجـم مـنكـدرُ
وعُـطّلـت طـرق الإحسـاس في دمنـا=الـذوقُ والشـمُّ والأسماعُ والبـصَــرُ
عشـرون واثنـان ، شـالت من بيارقها=ثـلاثـةٌ، وأطـيـحَ التـسعةُ العَـشَـرُ
فـلا قريـشٌ، ولا بكـرٌ، ولا جُـشَــمٌ=ولا تمـيـمٌ، ولا قيـسٌ، ولا مـضـرُ!
ممالـكٌ ما أقيمـت حـولـهـا جُــدُرٌ=لكـنّهـا قد أقـيـمـت بينـهـا جُـدُرُ
بـرقُ الصـواعق، رعـدُ الطائراتِ، إلى=غيـم الحرائق، شـاموا الغيثَ وانتظَروا
فبالَ بـوشٌ علـى آنـافـهـم كـرَمـاً=فأعلَنـوا الشكر، ظنّـاً أنهم مُـطِـروا
لم يبـق من ديـننا، أو من عروبـتـنا=إلاّ الدعـايـةُ، والأسمـاءُ، والصُــوَرُ
وجـمـلـةٌ مـن شـعـاراتٍ نـردّدهـا=يكاد من ثقـلـها التـاريـخُ ينـأطـرُ
نعـود يا قـدسُ، لكـنّ أيـن كيف متى؟=لاضـوء في الأفـق يسـتهدي به النظـرُ
ولا تَـهــِن يا عراق المجد، نحن هنـا =ولا حقيـــقـةَ إلا الكِـذبُ و الـهـذَرُ
ما نحـن إلا صـغـارٌ في حقـيقـتـنـا =وبالقـياس إليـنـا يكـبـرُ الصِّـغَــرُ
عوراتُـنا كلّـهـا للـعـيـن ظـاهـرةٌ =أمّا الـضـمـير لـدينـا فهو مسـتترُ
محـرمٌ في لُهـانـا، والـرؤوسُ عَـثـا =فيها جُمادى، وفي أجـوافِـنـا صَـفَـرُ
واسـتحكم الذلّ واسـتشـرى الهوانُ بنا =حتى قبـلنـا بما لا تـقـبلُ الـحُـمُـرُ
نُهـيـبُ بالحظ يسـتـبـقي بقـيّـتـنا =والـحـظ ليس لـه دخـلٌ، بـل القـدَرُ
لمّا اقـتـفـيـنا هُداةً ضلّ سعـيُـهـمُ =ساروا بنا كيف شاءوا، لا كمـا أ ُمِـروا
قـال اذهـبوا (حيث ألقَـتْ) إنّكم بشـرٌ =على المجـاز، وإلا لسـتـمُ البشَــرُ!!

من أيّ بـقعـةِ رمل ٍ عُربُنـا خُـلقـوا=من أيّ طـينةِ أرض ٍ سَبْخـةٍ فُـطِـروا
الناسُ حَـطّت علـى المريـخ صـاعدةً =ونحـن في هُـوّةٍ عـمـيـاءَ ننـحـدرُ
والنـاسُ وحَّـدها بـغـيٌ، وواحـدُنـا =في ذاته اثـنـيـن مقسـومٌ ومنشـطرُ
غابـاتُ نـاسٍ تـهابُ العينُ كـثرتَـها =كأنّـهـا الـشـوكُ، لا ظـلٌّ ولا ثـمـرُ
نـام الزمـانُ وهم يـقـظـى لآونــةٍ =حتّـى إذِ اسـتيقظت أعداؤهم شـخَروا
والبعـضُ قبل قيـام المحنـةِ انبطـحـوا =والبعضُ قبـل اشـتعال الفتنةِ انصهروا
والبعضُ قد أسـلموا للغـرب صـانعِـهِم =وبالعـروبــةِ والإسـلام قد كفــروا
وهم بأسـمى معانـي القتـل ماقُـتـلوا =لكـن بأوطـا معاني الأسـر هم أ ُسروا
يا قدسُ لا تَرْجُ منّـا نـجــدةً أبـــداً =ولا يَـغُـرَّنْكَ أنّا معـشــرٌ كُـــثُـرُ
ناموسُـنا عـاد كالناموسِ، إن عَصَـفتْ =ريحٌ، يـغـيـبُ، فلا عـيـنٌ و لا أثَـرُ
ويا عراقُ أغِثـنـا أنتَ، مُـتْ عَـجـِلاً =ليغـتـذي بـك هذا الـدود والحـشَـرُ
ثلاثمائةِ ملـيـونٍ تـضـيـقُ بـهـم =بقـيّـةُ الوطن المـنـهوب لو قُبِـروا
نبـيـع عشرين مليـوناً ، يعيـشُ بهم =عشـرون لـصّاً، ليقـتاتوا ويتّجــروا
لا ديننـا، لا غنـانـا، لا عروبـتُـنـا =لا جـذرُنـا الحرّ لا تاريخُـنا العـطـرُ
أضـفـت على قُبحنـا من حسنها طرَفاً =بل ليـس يظـهـر منهـا عـندنا أثـرُ
وكلّنا أمـراءٌ، لا مـنـاص لـــنــا =من العبـيد سوى تـنفـيـذ ما أمـروا
وكلّـنا عظـمـاءٌ، لا نُـطـيـقُ لـهـا =رَدّاً إذا نَهبَـتْ أقـواتَنـــا الهـِـرَرُ
وكلّـنا حُكـماءٌ، لا يُـقــاسُ بـنــا =إلاّ هَـبـنَّـقَـةُ الـقـيـسيُّ والـنفَـرُ
وكلّـنا حلـمـاءٌ، من بَــلادتِــنـــا =كأنّـنا في مسالـيـخ الـردى بـقــرُ
وكلّـنا عـلـمـاءٌ، من جَـهـالتـِنــا =يَـهمـي البـلاءُ علـينا مثـلما المـطرُ
وكلّنـا أدبـاءٌ، مـن ثقـافـتــنـــا=تُشــوّهُ الـقـيمُ الـعُـليا و تـنـدثـرُ
وكلّنـا شـُعراءٌ، مـن حَـمـاسَـتـنـا=تَحمى الأسِــرّةُ حتّـى تَـقـدح السُّـرَرُ

الثـأرُ يُلـغى إذا ثـارت غـرائـزُنــا=والـوتْـرُ يُـمحى إذا ما دنـدنَ الـوتَـرُ
قـد تـخطـر القدسُ في أذهان قـادتنـا=فـلا يكـونُ لـهـا وزنٌ ، ولا خَـطَــرُ
ولا تُـؤثـِّـرُ في وجـدانهــم أبَــداً=إلاّ (العيـون التي فـي طرفهـا حَـوَرُ)!
بنى لنـا أوّلـونـا الـمـجـدَ شاهـقـةً=عـِمـادُه، وعلـيـنـا هَدمُ ما عَمَـروا
هل سائلٍ نـفـسَهُ بالجـدِّ أو فَــرَضـاً=ماذا نـقـول لـهـم لو أنـهم نُشِـروا؟

يا أمّـةً فـي ظـلام الـلـيـل قـابـعـةً=وإن فـي رَجَـوَيـْها الشمسُ والقـمـرُ
ضـيّعـتِ حزمكِ مذ ضيـّعتِ طـائـعـةً=وصيةً كـان قـد أوصى بـهـا عُـمَـرُ
فالآن فاسـتنجـِِدي لـلثـأر أغـربــةً=تُـعـلي النـعيـق، ولا نابٌ ولا ظُـفُـرُ
أو فاعـلمـي أنّهـا حربٌ صلـيـبـيةٌ=صَـمّـاءُ عميـاءُ، لا تُبـقـي ولا تَـذَرُ
إذِ العـراقُ غـدا بالحـرب مُبـتَــدَأً=فيا لَســوأةِ ما يـأتـي بـه الـخـبَـرُ
فـلا الـكويــتُ ولا الأردنُّ آمـنــةٌ=ولا الحجــاز ولا مصــرٌ ولا قـَطـَـرُ
بيـادرٌ حـول نـار ٍ أوقِـدت عَبَـثــاً=من لم يـطُـلـه لهـيبٌ طـالـَه الشّـرَرُ
فلـترجعي لكـتـاب الله مـعـلِـنـــةً=أحكــامَ ما سـنّـتِ الآيـاتُ والـسـوَرُ
ولْـتـَرفعي بـدلَ التـيـجـان عـاليـةً=رايـات عـزٍّ، هي الأقمـاطُ والـخُـمُـرُ
(وفاءُ) (آيـاتُ) (إيـمانٌ) وزمـرتُـهــا=و(درةٌ) حسـدت أمـثـالَـهُ الـــدررُ
بهؤلاء يُشَـقُّ الـفجـرُ مـنـبـلـجــاً=إن فجّـروا هدفـاً، أو إن هـمُ انفـجروا
لا بـالـذيـن إذا قِــط ٌّ تَـثـــاءبَ، أو=دجـاجةٌ قَـوقَأتْ في حَـيّـهم ذُعِـروا
دعوا أطْفـالـنـا يـحمون عـزتَـنـــا=فربّمـا قلّـدونـا إن هـمُ كَـبـــِروا
الأمـرُ أكـبَرُ من طـفــلٍ ومـن حـجـَرٍ=والطـفلُ أكـبَرُ من أمـرٍ له ائـتـَمَـروا
أسلافُـنـا أدركـوا هـذا وحـكـمـتـَـهُ=فكان من أجـل هـذا يُـعـبـَدُ الحَـجـرُ
يا مـسـلـمـونـا، ويا أحـرار أمّـتـنـا=تنبّـهـوا يـا أُلي الألـبـاب واعتـبروا
النّصـرُ أقـرب مـن حبـل الـوريــد إذا=شئتم، وشـرطه ميسـورٌ ومخـتـصَـرُ
(إن تنصـروا الله ينصـرْكم) إذاً فضَـعـوا=في البـالِ (إنْ)، وثِقوا أنّا ســننتصـرُ

نسرين حمدان
24/02/2009, 12:57 AM
هل نعتذر لديننا عن تقصيرنا
عن سكوتنا .. عن صم أذاننا وعمُي قلوبنا
متى سيصحو إخواننـا من هذا السبات الشتوي الدائم
أخجل من نفسي وأقسم بذلك .. عجبا من هذا السكوت المميت
بكت عيني وبكت على أناس هم أهلي وأحبتي و أصدقائي وجيراني .. لما ومالسبب ؟؟
لاأعرف
لكن اللذي متيقنه منه
وكأن عيني ترى المستقبل
أيام وإن طالت المده شهور ويقلب العالم هذه الصفحه
وكأن شي لم يكن .. ويشهد التاريخ بعام جديد معطر بدم فلسطيني
ودخان سجائر عربي ..

مع الأعتذار لـ .... !

.

ناصر عبد المجيد الحريري
24/02/2009, 05:18 PM
الأخت العزيزة نسرين :
عما سنعتذر وكل ما فعلناه خطايا بهذه الأمة ، أنعتذر عن سكوتنا ؟
أم نعتذر عن تآمرنا على بعضنا ؟
أم نعتذر من المستقبل ، بأننا نحمل إليه رزايا الدهر كله ؟

أشكرك على تعليقك الراقي ، سائلاً المولى عز وجل لك التوفيق .

ماهر خالد قطيفان
24/02/2009, 11:51 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحق معكم
لا ندري إلى متى ...............لكن الله معكم
أقول لكم أخواننا في غزه لاعذر لآحد...................التاريخ لايرحم
وهذه القصيده ماقيلت إلا من من قلب يصارع هموم أمة المليار
أشكرك على مرورك الكريم
أسأل الله أن يفك الحصار على غزه العزه

عبدالمنعم جاسم
15/03/2009, 03:40 PM
القصيدة يا سيدي أكثر من جميلة ، بل أكثر من جميلة جدا ً ، لكنك أطلت قليلا ً
والإطالة ربما دعتك إلى :
ونازعتنا الجهـاتُ السـتُّ وجهتنـاالفوقُ والتحتُ ثـم الأربَـعُ الأ ُخَـرُ
قلت الجهات الست فأدهشت ، ثم شرحتها فأضعت برأيي شيئا ما ، ولم تضف ( وهذا رأي )
وفي البيت 64 تقول :
دعـوا أطْفالنـا يحمـون عزتَـنـا فربّمـا قلّدونـا إن هــمُ كَـبِـروا
لا يبدو لي الشطر الأول سليما ً عروضيا ً..
لك تقديري ..

ماهر خالد قطيفان
15/03/2009, 11:54 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله بك يا أخي عبدالمنعم جاسم
الشاعر صاحب القصيده هو الشاعر السوري إبراهيم الأسود
رجل الأن في نهاية الخمسينات من العمر
يحمل الشهادة الإبتدائية!!!!!!!!!!!!
لكنه اجتهد وتعب على نفسه حتى أخرج موهبته من عنق الزجاجة
له قصائد طويلة وقصيره أسماها شواخص
انظر قصائده في موقع أدب
أو ابحث عن قصائده بواسطة الغوغل
لك وللشاعر أحترامي ومودتي

عبدالمنعم جاسم
17/03/2009, 05:03 PM
شكرا ً أخي ماهر ..
بالفعل ذهبت للبحث عن القصيدة ، ووجدتها في منتدى كنوز الشعر العربي ، وقد جاء البيت ( نسخا ً ) :
دعوا أطَيْفالنا يحمون عزتَنا

فربما قلّدونا إن همُ كَبِروا

وبهذا يستقيم الوزن ( أطيفالنا ) بتصغير أطفالنا ..
لك مني وافر التحية ، والمعذرة أني لم أنتبه لصاحب القصيدة ، ولكن ما صار شي ، فهو ابن بلدي في كل الأحوال ، ومع هذا فقد أطال ، وعذرا ً أني أطلت عليك ..

ماهر خالد قطيفان
18/03/2009, 01:19 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ عبدالمنعم جاسم
لك إحترامي وتقديري لما تقوم به من جهود في جعلنا ننتبه لما نكتب لكي لا نبخس من ننقل عنهم
أشكرك حضورك

مصطفى سباق
22/04/2009, 06:59 PM
أخي / ماهر
نقلك جميل
كما أنت جميل
وحتى إذا اعتذرنا أخي الكريم
هل عذرنا مقبول؟
تقبل
تحياتي

بسام الحومي
22/04/2009, 07:31 PM
اعتقد أنه بعد كل هذا الخنوع والخضوع والتفريط فمهما اعتذرنا لن يقبل العذر

لن يقبل التاريخ عذرنا الا اذا رددنا لأمتنا وديننا الاعتبار وعدنا الى رشدنا وسرنا على الصراط المستقيم وطبقنا الاسلام قولا وعملا

لك مني ولشاعرنا ابراهيم الأسود كل الود و التقدير

هاني درويش
12/05/2009, 09:18 PM
عندما يتكلم الضمير
فالكلام من هذا المستوى
بارك الله بالشاعر الكبير
وبوركت اخي ماهر للنقل المميز
بكل احترام

هاني