المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تحية المحبة و الوفاء من ربوع الرافدين لواتا الفكر والعطاء



عبدالوهاب محمد الجبوري
26/02/2009, 06:35 PM
تحية المحبة و الوفاء من ربوع الرافدين لواتا الفكر والعطاء

ربانا وصحبا كرام وكتابا وقراء أعزاء

الدكتور عبدالوهاب محمد الجبوري

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الصادق الأمين محمد صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبه الطاهرين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .. وبعد

فقد أبى القلب إلا أن يزاحم القلم في التعبير عن مشاعره وأحاسيسه الجياشة تجاه ما لقيناه من حفاوة وتكريم وضيافة ومتابعة قل نظيرها في محافل العرب ودواوينهم وربعاتهم الكريمة من قبل الأخ الأستاذ الفاضل عامر العظم والأخ الكريم ياسر طويش وصحبهما الكرام من قيادة واتا في سوريا العرب ، الإخوة الأعزاء على قلوبنا الدكتور عبدالرؤوف عدوان و الأستاذ المفكر هشام الحرك والآنسة المهذبة المتألقة آداب عبدالهادي والدكتور الأنيق أياد فضلون والصحفي المبدع ناصر الحريري والمهندس على ناصر والسيد ماهر خالد القطيفان يشاطرهم مثقفو وأدباء واتا الآخرون الذين حضروا اللقاءات والاجتماعات ودعوات الاستقبال التي جرت في مصياف ودمشق وحمص ، حتى من قبل زملاء وزميلات من خارج واتا من المثقفين والأدباء والباحثين السوريين في حمص وحلب وحماة وطرطوس وبمشاركة أساتذة جامعيين من جامعتي حلب والبعث ، من ربوع سورية الجميلة ومنهم الإخوة الأفاضل الشاعر الكبير محسن شاهين المنور والسيدة الفاضلة بسمة دندشي والدكتور فؤاد زعرور وولده الشاب عمر والسيد عبدالله العظم والسيد هاني درويش والآنسة الرقيقة هيمى المفتي والآنسة اليافعة - الشاعرة الكبيرة - يارا ووالدتها الفاضلة وعدد من الصحفيين والمصورين من تلفزيون دنيا ومجلة جهينة وصحيفة بلدنا ..

وفور العودة إلى العراق وقبل أن انفض عني غبار السفر – الذي استغرق أربع وعشرين ساعة متواصلة -وقبل أن يلفني غمام الرافدين الجريحين برماده ودخانه وصمود أهله وصفاء نفوسهم والق صبرهم وانين أطفالهم وشظايا تفجيرات أمريكية كانت قد تساقطت على دارنا قبل يومين من وصولي وولادة متعسرة لزوجة شهيد من أفراد عائلتي وأم لثلاثة أيتام كان قد استشهد والدهم قبل أسابيع قليلة وهو يتصدى لارتال التتار ، وقبل هذا وذاك من الوقوف على أخبار الأهل والبلد ، أبى القلب إلا يسطر كلماته على عجل عرفانا ووفاءً لمن أحبوه وأكرموه وكرموه وشاركوه همومه وأفراحه ومـــشاعره بكل صدق ومحبة واعتزاز ، من يوم الوصول إلى سوريا العزيزة على القلب وعلى العراقيين الذين ينامون في رغد بين أحضانها ، إلى يوم مغادرتها ، من يوم استقبالنا من قبل الأخ الغالي هشام الحرك في مصياف وكرم ضيافته مع أسرته الكريمة والحفاوة البالغة التي تركت أثرا كبيرا في نفوسنا ، مرورا بلقاء دمشق في مكتب الآنسة المهذبة آداب عبدالهادي واستقبالها وحفاوتها وبشاشة محياها الجميل وحديثنا عن مختلف الجوانب والاهتمامات المشتركة بمشاركة الدكتور إياد فضلون بقامته الهيفاء ودماثة خلقه وهدوئه الذي اكسب اللقاء إحساسا بالمحبة والود والصحبة الجليلة وقيامه مشكورا باستصحابي في سيارته الخاصة في جولة واسعة في العاصمة دمشق الجميلة وارتقائنا جبل قاسيون الشامخ شموخ سوريا الحضارة والتاريخ والمجد فكانت جولة رائعة أفادتني ومتعتني كثيرا واطلعت على مناظرها ومشاهدها الخلابة مما لم أكن قد شاهدته سابقا ، وهو الإحساس الذي جعلني أتخيل نفسي وكأنني أتجول في بغداد الجريحة الجميلة رغم غشاوة الحزن وآثار البارود الذي ما زال يكسو وجهها المشرق الناصع ..

وكان اللقاء الثاني الذي ترك هو الأخر انطباعا عميقا في نفسي واثّر في كثيرا بما تضمنه من تكريم وحفاوة وروح طيّبة وشفافة من قبل الحضور كافة هو اللقاء الذي تم في الحديقة البيئية قرب قلعة دمشق ، حيث تم خلاله التعارف مع إخوتي المثقفين والمفكرين الواتاويين في سوريا والذي جرت خلاله مناقشات وأحاديث مستفيضة تناولت مختلف الجوانب مع عدد من الفعاليات الأدبية والفكرية وتناول وجبة الغداء وحسب البرنامج الذي أعده ورتب له الأخ العزيز الدكتور عبدالرؤوف وحرمه المصون وبالتعاون والتنسيق مع المسئولين الآخرين عن الحديقة البيئية ، وقد غطى فعاليات هذا اللقاء ونشره على صفحات منتديات الجمعية في حينه زملائي الأعزاء الدكتور عبدالرؤوف وناصر وغيرهما أسوة باللقاء الآخر الذي تم بناء على دعوة فنان سوريا الكبير الأستاذ معن دندشي ( متعه الله بالصحة والسلامة ) من خلال ابنته ا الرائعة بسمة دنشي في تلكلخ وبحضور أعضاء واتا في سوريا ، حيث جرت أحاديث مشوقة ومستفيضة وعامة من قبل الحضور بعد سلامهم على الأستاذ معن ودعائهم له بالشفاء والصحة ، وعلى أهل بيته الكرام وحرمه المصون وابن شقيقه الشاب المتألق جاسم دندشي ، وكعادة أعلام واتا ومثقفيها وأدبائها وكتابها وعلمائها ، فقد تضمن اللقاء أحاديث شيقة ومنوعة حول مختلف جوانب الحياة وشؤون الساعة ، بالإضافة إلى فعاليات وقصائد بالمناسبة تم تغطيتها ونشرها من قبل مضيفينا الاكارم حفظهم الله ورعاهم ، ومع أن تفاصيل هذا اللقاء وغيره قد نشرت على صفحات واتا البهاء والالق ، فأنني أشير إلى ابرز ما جاء فيه عرفانا ووفاء لكرم الضيافة والاستقبال الرائعين الذين لقيناه في منزل الفنان معن ، فقد كان حاضرا معنا في القلب والروح الأستاذ عامر ومتابعاته وتحدثه مع الحضور عبر الهاتف الجوال مما يدل على اهتمام بالغ وحرص كبير على تحقيق اللقاء لأهدافه الاجتماعية والإنسانية النبيلة وإشاعة أجواء المحبة والتواصل ولعمري فان هذا يؤكد ترسخ قيم الأصالة والكرم والطيبة التي لا تصدر إلا عن إنسان يحمل من معاني الحب والأخلاق ما يعجز اللسان عن التعبير عنه ، كما كان معنا أيضا في القلب والروح الأخ الغالي الأستاذ الفاضل ياسر طويش الذي تواصل معنا عبر الجوال وتحدث مع الحضور بالإضافة إلى إلقائه قصيدتين ترحيبيتين رائعتين على مسمع الحضور الكرام فأبدع وأجاد في الإلقاء والتعبير مما أثار الشجون والفرحة والسعادة في النفس التي ما شعرتْ بمثل هذا الارتياح فترة طويلة منذ احتلال العراق عام 2003 ، فجزاه الله خير الجزاء وأكرمه والبسه والبس استأذنا الغالي عامر والبس صحبهما الأعزاء في مقر الجمعية وفي سوريا الذين عبروا بالتصرف والسلوك والفعل عن كل قيم وأصالة العرب وإنسانيتهم وشجاعتهم ومحبتهم ، ثوب الإيمان والتقوى والسعادة والرضا في الدنيا والآخرة ..

وأخيرا وان كنت قد كتبت كلماتي هذه على عجالة فور وصولي إلى العراق فاني أتقدم وعائلتي بالشكر والتقدير والاعتزاز لكل الاخوة والأخوات من أعضاء واتا في سوريا وفي مقر الجمعية ، على كرم الضيافة والاستقبال والمتابعة متمنيا لهم جميعا دوام الصحة والسعادة والتوفيق ورعاية الله وحفظه سائلا الباري عز وجل أن يديم علينا جميعا نعمة الرعاية والتواصل والمحبة والرضا في الدارين الدنيا والآخرة ..

انه نعم المولى ونعم المجيب .. وحيا الله العرب وارض العرب ورجالات العرب ومفكريهم الغيارى والمخلصين لقيمهم ومبادئهم العربية والإسلامية ونخوتهم وعزة دينهم و أمتهم وكرامتها حاضرا ومستقبلا ..

الموصل في 27/ 2/ 2009